الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى فصل في بيان النوع الثاني من نوعه التوحيد وهو توحيد الطلب والقصد وانه معنى لا اله الا الله قال رحمه الله هذا وثاني نوعي التوحيد افراد رب العرش عن نديد ان تعبد الله الها واحدا بحقه لا جاحدا. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله لما انهى الكلام على توحيد المعرفة والاثبات الذي هو توحيد الربوبية والاسماء والصفات وبسط القول في هذا النوع انتقل الى الحديث عن النوع الثاني من نوعي التوحيد هو توحيد الارادة والطلب الاول توحيد علمي وهذا توحيد عملي الاول يراد من العباد فيه معرفة واثبات وهذا يراد من العباد فيه ارادة وطلب الاول علم والثاني عمل وهذان النوعان من التوحيد هما مقصود الخلق فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه قال الله سبحانه وتعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما خلقا لتعلموا وفي سورة الذاريات قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالله خلق الخلق لهذين النوعين من التوحيد العلم والعمل فالذاريات خلق لتعلموا في في الطلاق خلق لتعلموا وفي الدانيات. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. الله خلق الخلق للعلم والعمل وهما توحيدان لا قبول لعمل من الاعمال او طاعة من الطاعات الا بهما فان دين الاسلام يسمى توحيدا لان مبناه على توحيد الله. ولا قيام له الا بتوحيد الله فاذا لم يكن المرء موحدا ربه سبحانه وتعالى بهذين النوعين العلم والعمل لا ينتفع عباداته كلها فهما اساس قبول الاعمال اساس قبول الاعمال وصلاحها وانتفاع العبد بها ولهذا وجب على كل عبد ان تكون عنايته بهذا التوحيد مقدمة على العناية بكل امر لانه اساس فلاحه وسعادته ونجاته في الدنيا والاخرة وفي هذا الموطن سيبسط المصنف رحمه الله كما هي عادته القول فيما يتعلق بهذا التوحيد توحيد الارادة والطلب الذي هو التوحيد العملي. نعم قال رحمه الله تعالى هذا اي الامر والاشارة الى ما تقدم من تحقيق النوع الاول من نوعي التوحيد وثاني نوعه التوحيد هو افراد رب العرش عن نديد اي شريك مساو وتفسير ذلك هو ان تعبد الله سبحانه وتعالى الها من لفظ الجلالة واحدا لا شريك له في الهيته كما لا شريك له في ربوبيته واسمائه وصفاته افراده سبحانه وتعالى عن النديد قال ان ديد هو الشريك المساوي ولهذا قال الله سبحانه فلا تجعلوا لله اندادا اي شركاء تسوونهم بالله سبحانه وتعالى في حقوقه على عباده جل في علاه. فتوحيد الله هو افراده عن النديد اي افراده بالتوحيد واخلاص الدين له والبراءة من الشرك واتخاذ الشركاء مع الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى فان توحيد الاثبات هو اعظم حجة على توحيد الطلب والقصد الذي هو توحيد الالوهية. الذي هو توحيد الالهية وبه احتج الله تعالى في كتابه في غير موضع على وجوب افراده تعالى بالالهية لتلازم التوحيدين. فانه لا يكون الها تحقا للعبادة الا من كان خالقا رازقا مالكا متصرفا مدبرا لجميع الامور. حي قيوما سميعا بصيرا عليما حكيما موصوفا بكل كمال منزها عن كل نقص. غنيا عما سواه مفتقرا اليه كل ما عداه فاعلا مختارا لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه. ولا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا تخفى عليه خافية. وهذه صفات الله عز وجل لا تنبغي الا له. ولا يشركه فيها غيره ولا يشركه ولا يشركه فيها غيره فكذلك لا يستحق العبادة الا هو ولا تجوز لغيره. فحيث كان متفردا بالخلق والانشاء والبدء والاعادة لا في ذلك احد وجب افراده بالعبادة دون من سواه لا يشرك معه في عبادته احد. كما قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تكون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. نعم هذا كلام عظيم جدا يعني في اه التقديم بين يدي الحديث عن توحيد العبادة يشير فيه رحمه الله الى ان ما سبق فيما يتعلق بتوحيد المعرفة هو الاثبات هذا يعد اعظم حجة وبرهان على توحيد العبادة لان معرفة الله سبحانه وتعالى جل في علاه بالتفرد بالخلق والرزق والانعام والتصرف والتفرد بالصفات الكاملة والنعوت العظيمة هذا اعظم البراهين على وجوب افراده بالعبادة فكما انه وحده سبحانه لا شريك له في صفاته ولا شريك له في ربوبيته فان الواجب الا يجعل معه شريكا في عبادته ولا يتخذ معه سبحانه وتعالى الشركاء ولهذا قال العلماء بين هذين التوحيدين تلازم. توحيد المعرفة والاثبات وتوحيد الارادة والطلب فمن عرف الله سبحانه وتعالى بالتفرد بالربوبية والاسماء والصفات وجب عليه ان يفرده بالعبادة لان من لازم معرفته بالتفرد بالربوبية ان يفرد سبحانه وتعالى وحده تبارك وتعالى في العبادة فكما انه لا رب الا الله ولا خالق الا هو ولا مدبر الا هو فلا معبود بحق سواه كما قال جل وعلا وانا ربكم فاعبدون وانا ربكم اي تفردت في الربوبية لا شريك لي في ذلك فاعبدون اي افردوني في العبادة لا تجعلوا معي شركاء فيها وكثيرا ما يأتي في القرآن الكريم الاستدلال بتوحيد الربوبية وكذلك الاستدلال بتوحيد الاسماء والصفات على توحيد العبادة ووجوب افراده سبحانه وتعالى بالعبادة والمصنف رحمه الله سيسوق ادلة كثيرة جدا ويقيل في اه آآ ذكرها وايرادها لما لهذا الامر من اهمية بالغة وعظيمة وبدأ بهذه الاية من سورة البقرة فيها يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اعبدوا ربكم وهذا اول امر تراه عندما تقرأ المصحف اول امر تراه في القرآن عندما تقرأ المصحف من اوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهو امر بالتوحيد لان كل امر بالعبادة فهو امر بالتوحيد لان العبادة لا تكون عبادة صحيحة مقبولة الا بالتوحيد. فكل امر بالعبادة امر بالتوحيد فالتوحيد هو اساس قبول العبادة لا تكون مقبولة الا به. فكل امر بها امر بتوحيد الله بالعبادة. ولهذا ينقل عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كل امر بالعبادة امر بالتوحيد كل امر بالعبادة امر بالتوحيد فهذا اول امر في القرآن. اعبدوا ربكم اول امر في القرآن امر بتوحيد الله بالعبادة العصر الدين له يا ايها الناس اعبدوا ربكم ثم ذكر عقب الامر بالعبادة البراهين عليها والدنائن قال الذي خلقكم والذين من قبلكم اي الذي تفرد بخلقكم وبخلق من قبلكم لا شريك له في الخلق فكما انه تفرد بهذا الخلق فليفرد وحده سبحانه وتعالى بالعبادة ثم ذكر من البراهين الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرة رزقا لكم هذه كل هذه كلها براهين على وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى وافراده بالعبادة ثم ختم الاية بقوله جل في علاه فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون والمعنى لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله والخطاب المتخذين الانداد والشركاء مع الله يقول الله سبحانه وتعالى لهم فلا تجعلوا لله اندادا لا تتخذوا مع الله سبحانه وتعالى الشركاء وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله. اذا قيل لكم من من الخالق من الذي خلق السماوات؟ من خلق الارض؟ من خلقكم ما الذي يدبر الامر تقولون الله فافردوه اذا بالعبادة واخلصوا له الدين. وقد علمتم انه لا خالق لكم غيره سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقال تبارك وتعالى قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من ميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون؟ فذلكم الله ربكم الحق فما بعد الحق الا الضلال فانى تصرفون؟ الى قوله قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده؟ قل يبدأ الخلق ثم يعيده فانى تؤفكون؟ قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق؟ قل الله يهدي للحق افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى. فما لكم كيف تحكمون؟ هذه كلها ودلائل وشواهد على وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى في هذه هذه الايات يخاطب المشركين بحقائق يعرفونها ويعلمونها ويتفرد الله سبحانه وتعالى وحده بالرزق والملك والتدبير لا شريك له في شيء من ذلك فيقال لهم في هذا السياق الكريم كيف تتخذون مع الله الشركاء وانتم تعرفون وتعلمون تفرده بالخلق والرزق والتدبير وانه لا شريك له سبحانه وتعالى في شيء من ذلك. ولهذا جاء في هذا السياق افلا تتقون فانى تصرفون؟ فانى تؤفكون. اي باتخاذكم هم الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى مع علمكم ان الله سبحانه وتعالى وحده المتفرد بالخلق والرزق والتدبير ليس له شريك في ذلك. نعم وقال تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون اليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا انه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون. هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون قال سبحانه وتعالى في اثناء ذكره لهذا هذه البراهين على توحيده قال ذلكم الله ربكم فاعبدوه ذلكم اي الموصوف بهذه الصفات العظيمة المختص جل وعلا بالخلق والرزق والانعام والتدبير والتصرف والمختص بالاسماء الحسنى والصفات العلى ذلكم الموصوف بذلك ربكم فاعبدوه اي افردوه سبحانه وتعالى وحده بالعبادة فهذه براهين على وجوب توحيده واخلاص الدين له نعم قال تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين وقال تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. هو الذي خلقكم من طين ثم قضاء اجلا. واجل مسمى عنده ثم انتم تمترون. وهو الله في السماوات وفي الارض ليعلموا سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون. ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي مع وضوح هذه البراهين والدلائل على وجوب توحيده واخلاص الدين له فان المشركين رغم وضوح ذلك وبيانه يعدلون اي يسوون غير الله بالله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يعدلون غيره به ويجعلون غيره عدلا له فيصرفون له من اه الحقوق ما ليس الا لله سبحانه وتعالى فيجعلون غير الله عدلا مساويا لله ولهذا فان الشرك هو التسوية تسوية غير الله سبحانه وتعالى بالله ولهذا قال الله عن المشركين حينما يدخلون النار يوم القيامة تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. نعم وقال تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى اجل مسمى. ثم اليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده. ويرسل عليكم حفظة حتى اذا جاء احدكم الموت توفته وهم لا يفرقون ثم ردوا الى الله مولاهم الحق. الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لان انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين. قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم انتم تشركون. قول الله سبحانه وتعالى في خاتمة هذه البراهين العظيمة على وجوب توحيده ثم انتم تشركون هذا نظير ما تقدم في الايات التي قبله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون يعني مع وضوح البراهين وكثرتها وتنوعها وتعددها الا ان اهل الشرك قد عدلوا غير الله به وسووا غيره به واتخذوا معه سبحانه وتعالى اه الشركاء والانداد. نعم قال تعالى قل اغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس الا عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى ثم الى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون. وهو الذي جعلكم خلائف الارظ الى اخره وقال تعالى الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. وهو الذي مد الارض جعل فيها رواسي وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل. ان في ذلك لايات لقوم يعقلون كلها براهين براهين على وجوب توحيد الله ذكرها الله سبحانه وتعالى في هذه الايات واستمر السياق في اه سورة الرعد استمر السياق بعد هذا ايضا في ذكر البراهين فذكر الله سبحانه وتعالى عقب ذلك علمه جل وعلا وهذا من براهين توحيده قال الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد كل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار. واستمر ايضا السياق في ذكر على وجوب توحيده وختم بقوله له دعوة الحق ختم هذا السياق بقوله له دعوة الحق اي من قامت هذه البراهين والدلائل والشواهد على توحيده وحده الذي له دعوة الحق جل وعلا له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه؟ وما دعاء الكافرين الا في ظلال وهذا بيان لحال المشرك وسوء فعاله وان حاله في توجهه الى غير الله باللجوء والضراعة والدعاء كمثل رجل وقف على مسافة بعيدة جدا من نهر فيه ماء ومد يديه الى الماء ليبلغ فه وقيل في معنى الاية كرجل وقف على حافة بير على حافة بئر في قعرها الماء ومد يديه وهو على اعلى البير وعلى شفيره ليبلغ الماء فاه وما هو ببالغه؟ فهذه حال المشرك في لجوءه الى غير الله سبحانه وتعالى فالحاصل ان هذه السورة سورة الرعد صدرت بهذه البراهين العظيمة والدلائل والشواهد على توحيد الله ونوعت فيها الدلائل والبأوى والبراهين ثم ختم هذا السياق بقوله له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في ظلال نعم قال تعالى اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون. ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون. خلق السماوات والارض بالح الحق تعالى عما يشركون خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين. الى قوله افمن يخلق كمن لا مخلوق افلا تذكرون الى اخر السورة؟ قال رحمه الله الى اخر السورة الى اخر السورة لان هذه السورة وهي سورة النحل كلها براهين من اولها الى آآ قرب تمامها كلها براهين على وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى وبعض العلماء يسميها سورة النعم لكثرة ما عدد الله سبحانه وتعالى فيها من نعمه ومننه على عباده التي هي براهين على وجوب توحيده ولهذا في خاتمة العد لهذه النعم في هذه السورة قال الله كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون هذا هذا الغرض والقصد من عد هذه البراهين ان تسلموا لله وتخلصوا دينكم له سبحانه وتعالى العبادة وتفردوه في بالتوحيد وفي ثنايا ايضا العد لهذه النعم في السورة كان يأتي التقرير لوجوب توحيده والتحذير من آآ اتخاذ الشركاء معه مثل قوله وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد فجاء في ثناياه تقرير توحيده وان هذا العد هذه النعم انما هو اقامة للحجة والبرهان على وجوب توحيد الله واخلاص في الدين له. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. قال فما بال القرون الاولى؟ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل وربي ولا ينسى الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من نبات شتى كلوا وارعوا انعامكم ان في ذلك لايات لاولي النهى. نعم يعني في هذا السياق ان نبي الله موسى كان يقيم الحجة على فرعون على وجوب توحيد الله واخلاص الدين له بذكر هذه البراهين البراهين الواضحة التي يتفرد الله سبحانه وتعالى وحده بالتدبير لا شريك له نعم وقال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة اغير الله تدعون ان كنتم صادقين. بل اياه تدعون في كشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون. هذا برهان عظيم من براهين توحيد الله سبحانه وتعالى ان المشرك المتخذ للانداد مع الله جل في علاه اذا جاءته آآ الشدة لم يلجأ الا الى الله فيقال في اقامة البرهان على المشرك بهذا النوع من الحجة كما انك في شدتك لا تنجأ الا الى الله فكن كذلك في رخائك فان من حال المشركين وهذا قرر في القرآن في مواطن انهم اذا جاءتهم الشدائد وعظيم الكربات لم يفزعوا الا الى الله ولم يلجأوا الا اليه وحده يخلصون له واذا كانوا في الرخاء اشركوا واتخذوا الانداد فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون مع ان الله سبحانه وتعالى قدير عليهم في البر والبحر قدير عليهم اينما كانوا ونقمة الله سبحانه وتعالى وعقوبته على من شاء تحل به اينما كان لا يردها كونه في بر او في بحر. ولهذا العبد لا غنى له عن ربه طرفة عين لا في رخاءه ولا في شدته لا في عسري ولا في يسره. هو فقير الى الله في كل احواله ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لهؤلاء المشركين آآ الذين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة قال عز وجل ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله انه كان بكم رحيما. واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه ظل من تدعون الا اياه مثل ما عندنا في هذه الاية وتنسون ما تشركون مثل ما عندنا في هذه الاية وتنسون يعني في الشدة تنسون الشركاء ما يأتون في ذهنكم ابدا لا يبقى في ذهنكم الا الله مخلصين له هذا في حال شدتكم ظل من تدعون الا اياه فلما نجاكم من البر اعرضتم اي عن الله باتخاذ الشركاء معه وكان الانسان كفورا. افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر الان انتم في البر سلمتم من الغرق واطمأننتم فعدتم الى الشرك افامنتم ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم حاصبا يعني ريحا قوية تحمل حصباء فتهلككم افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ام امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى؟ اي البحر لغرض اخر في رحلة اخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ما الذي يؤمنكم من عقوبة الله سبحانه وتعالى وبطشه وانتم لا غنى لكم عنا طرفة عين لا في بر ولا في بحر لا في جو ولا في ارض لا في عسر ولا في يسر فهذا من البراهين العظيمة على وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له. قل ارأيتم اي تأملوا وتفكروا. ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة اقبل عليكم العقاب او جاءكم الموت ومن جاءه الموت فقد جاءت ساعته ومنيته في هذه الحالة اغير الله تدعون اغير الله الخطاب لاهل الشرك والمتخذين الانداد مع الله اغير الله تدعون؟ هل في هذه الحالة تدعون مع الله اندادكم و اوثانكم واصنامكم اغير الله تدعون ان كنتم صادقين؟ بل اياه تدعون في تلك الشدائد الكربات في كشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون فالحاصل ان هذا من انواع البراهين واقامة الحجة على المشرك في وجوب توحيد الله ان يقال له انت في شدائدك لا تلجأ الا الى الله مخلصا دينك له ثم اذا آآ نجاك الله تعود لشركك انت لا غنى لك عن الله لا في رخاء ولا في شدة مثل ما موضح في الايات التي مرت نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه مضره مرة كأن لم يدعنا الى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون. نعم البرهان هنا نظير رهان في السياق الذي قبله نعم وقال تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءت ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين فان ليتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما انجاهم اذاهم يبغون في الارض بغير الحق. يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا. ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون سبحان الله العجيب من حال المشركين انهم في في مثل هذه الشدائد يتواصون بالاخلاص يوصي بعضهم بعضا بالاخلاص حتى انهم ليقول بعضهم اخلصوا لا ينجيكم الا الاخلاص يعني اخلصوا اللجوء ولهذا يذكر في آآ في في قصة اسلام عكرمة ابن ابي جهل وهو ممن اهدر النبي صلى الله عليه وسلم اه دمهم لما فتح مكة لكن اراد الله سبحانه وتعالى له خيرا تفر وركب البحر ولما ركبوا ركب البحر ادركهم الغرق فصار يهتف بعضهم ببعض اخلصوا فلا ينجيكم الا الاخلاص قال في نفسه لان كان لا ينجيني الا الاخلاص في البر في البحر فلا ينجيني في البر الا الاخلاص او كلاما هذا معناه لله علي عهد ان نجاني الله لاذهبن الى محمد صلى الله عليه وسلم ولاضعن يدي بيده وجاء نجاه الله وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واعلن اسلامه هذا من البراهين ومن وفقه الله مثل عكرمة ومن وفقه الله التفكر في هذا البرهان يهديه باذن الله عز وجل الى الاخلاص اخلاص الدين لله جل في علاه نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى او لم يرى الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما من الماء كل شيء حي. افلا يؤمنون؟ وجعلنا في الارض رواسي ان تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا علهم يهتدون وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن اياتها معرضون وهو الذي خلق الليل والنهار شمس والقمر كل في فلك يسبحون وقال تبارك وتعالى قل قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو جير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل قل فانى تسحرون بل بل اتيناهم بالحق وانهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولا على بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون وقال تعالى ولله ملك السماوات والارض والى الله المصير. الم تر ان الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم ركاما فترى الودق يخرج من خلاله. وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار يقلب الله الليل والنهار. ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من امشي على اربع يخلق الله ما يشاء. ان الله على كل شيء قدير وقال تعالى او لم يروا الى الارض كم انبتنا فيها من كل زوج كريم؟ ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين وان ربك لهو العزيز الرحيم. وقال تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير ام ما يشركون؟ الى قوله امن يبدأ الخلق ثم يعينه ومن يرزقكم من السماء الارض االه مع الله؟ قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. نعم يعني في هذا السياق ذكر الله سبحانه وتعالى ابراهيم متنوعة على وجوب توحيده سبحانه وتعالى واخلاص الدين له بدءا من قوله قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير ام ما يشركون؟ الى قوله سبحانه امن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء االه مع الله قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين وعقب اه كل اية من هذه الايات المتوالية في هذه السورة هي ذكر البراهين على توحيد الله يذكر عقب كل برهان مثل هذه الخاتمة االه مع الله في الاية الاولى منها ختمها بقوله االه مع الله؟ بل هم قوم يعدلون اي يتخذون مع الله سبحانه تعالى آآ الشركاء والانداد وآآ الاية التي تليها ايضا ختمها سبحانه وتعالى بقوله االه مع الله بل اكثرهم لا يعلمون والتي بعدها ختمها بقوله االه مع الله؟ قليلا ما تذكرون والتي بعدها ختمها بقوله االه مع الله تعالى الله عما يشركون والاخيرة ختمها قوله سبحانه وتعالى االه مع الله آآ قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين فهذه كلها براهين ودلائل على وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى تنوعت في هذا السياق المبارك واستمر المصنف رحمه الله تعالى يعدد ويذكر البراهين على وجوب توحيد الله واخلاص الدين له ولعلنا نكتفي بهذا ونستكمل آآ في اللقاء القادم باذن الله عز وجل نسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيق وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا