الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وهو الذي به الاله ارسل رسله يدعون رسله يدعون اليه اولا رسله رسله يدعونا اليه اولا وانزل الكتاب والتبيان من اجله وفرق الفرقان قال وهو اي توحيد الالهية الذي به الاله عز وجل ارسل رسله من اولهم الى اخرهم ليدعون اليه اولا قبل كل امر فلم يدعوا الى شيء قبله فهم وان اختلفت شرائعهم في تحديد بعض العبادات والحلال والحرام لم يختلفوا في الاصل الذي هو افراد الله سبحانه بتلك العبادات. افترقت او اتفقت لا يشرك معه فيها غيره كما قال صلى الله عليه وسلم نحن نحن معاشر الانبياء اولاد علات ديننا واحد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فيذكر المصنف رحمه الله تعالى هذا الامر فيما يتعلق بالتوحيد وهو انه المقدم على كل شيء وبه يبدأ وهو مفتاح دعوة الانبياء كلهم فان كل نبي بعثه الله سبحانه وتعالى اول ما يبدأ به قومه الدعوة الى توحيد الله واعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وذلك ان التوحيد هو الاساس الذي يبنى عليه دين الله عز وجل والاصل الذي تقوم عليه شجرة الايمان ومثل التوحيد فالايمان مثل الاصول في الاشجار والقواعد في البنيان فكما ان البناء لا يقوم الا على قاعدته والشجر لا يقوم الا على اصوله فالايمان لا يقوم الا على التوحيد فالتوحيد هو اساس قيام هذا الدين ولهذا يبدأ به ويقدم على غيره فهو مفتاح دعوة النبيين وكلمة الانبياء كلهم في الدعوة اليه واحدة لان التوحيد هو الاصل في قبول الاعمال لدى جميع الامم في في رسائل او شرائع جميع الرسل عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين والرسل وان اختلفت الشرائع بين الواحد والاخر منهم فانهم متفقون على الاصل الاصل لدى الجميع واحد والشرائع قد تختلف لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا لكن الاصل واحد كلهم دعوتهم واحدة الى توحيد الله واخلاص الدين له ولهذا قال رحمه الله هو الذي به الاله ارسل رسله يدعون اليه اولا ان يبدأون به قبل غيره وهذا في بعثة جميع النبيين ولهذا فان اول كلمة تقرع سمع الاقوام من النبي المبعوث اليهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره فهي مفتاح دعوة الرسل عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته آآ عليهم اجمعين اورد هذا الحديث وهو في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال نحن معاشر الانبياء اولاد علات ديننا واحد وامهاتنا شتى ديننا واحد اي عقيدتنا واحدة ودعوتنا واحدة وقول الامهات شتى هذا فيه اشارة الى اختلاف الشرائع والاوامر والنواهي فهذه تختلف وهي التي يدخلها النسخ في من شريعة نبي الى نبي وايضا في شريعة النبي الواحد هذه التي يدخلها الناس اما العقيدة لا يدخلها ناسخ التوحيد لا يدخله نسخ فالامر فيه واحد لدى آآ الانبياء كلهم نعم قال رحمه الله تعالى اخبر الله عز وجل عن اتفاق دعوة رسله اجمالا وتفصيلا فقال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوح والذي اوحينا اليك. وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وهؤلاء هم وهؤلاء هم اولو العزم من الرسل نوح وابراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك الرسل هذه الاية جمعت اه اولو العزم من الرسل وهم خمسة وفيها بيان الاتفاق نعم وقال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما. رسلا مبشرين ومنذرين لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما. هذه الايات التي ذكر رحمه الله تعالى فيها بيان اتفاق دعوة المرسلين على الدعوة الى توحيد الله واخلاص الدين له وان دعوتهم واحدة وان دعوة جميع النبيين واحدة ومثل هذه الايات قول الله سبحانه وتعالى في سورة الاحقاف واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه. الا تعبدوا الا الله هذه دعوتهم النذر الرسل قالت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله فهذه دعوة الرسل اجمعين واحدة الا تعبدوا الا الله اي اخلصوا الدين له وافردوه سبحانه وتعالى وحده وبالعبادة نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح عن المغيرة رضي الله عنه قال قال سعد بن عبادة رضي الله عنه لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعجبون من غيرة سعد؟ والله لانا اغير منه. والله اغير مني. ومن اجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما ولا احد احب اليه العذر من الله. ومن اجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين. ولا احد احب اليه المدحة من ومن اجل ذلك وعد الله الجنة مصفح مضبوطة عندك بسكون الصاد وفتح مصفح نعم غير مصلح اه هذا الحديث اورده آآ المصنف رحمه الله تعالى من اجل هذه الجملة التي وردت فيه وهي قول النبي عليه الصلاة والسلام ومن اجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين من اجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين اي الرسل رسلا كما تقدم في الاية قول الله عز وجل رسلا مبشرين ومنذرين. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ففي بعثهم اقامة الحجة. فالمعنى الذي ورد في في الحديث هو نظير المعنى الذي ورد في الاية لان في الحديث قال ولا احد احب اليه العذر من الله ومن اجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين اي اقامة للحجة وقطعا للمعذرة لا يبقى عضو لان بمبعثهم وبلوغ دعوتهم الى الناس تقوم حجة الله عليهم لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. ففي بعث المرسلين اقامة اه اقامة للحجة آآ على العباد بلزوم هذا الدين الذي خلقهم الله سبحانه وتعالى لاجله واوجدهم في آآ جل في علاه لتحقيقه. نعم قال رحمه الله تعالى واما في مقامات التفصيل فقال تعالى لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله اهن غيره اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم الى اخر الايات وقال تعالى والى عاد اخاهم هودا. قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. افلا تتقون؟ الى اخر الايات وقال تعالى والى ثمود اخاهم صالحا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره الى اخر الايات وقال تعالى والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. الى اخر الايات. هذا تفصيل في ذكر دعوة بعظ الانبياء الذين ذكرت اسمائهم في القرآن وقص خبرهم في كتاب الله سبحانه وتعالى جاء في الايات ان اول ما يبدأون به اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. فذكر الله دعوة نوح عليه السلام والدعوة هود ودعوة صالح وشعيب وذكر في دعوة كل منهم انه يبدأ قومه بهذه الكلمة اعبدوا الله ما لكم من اله غيره واعبدوا الله ما لكم من اله غيره هو مدلول كلمة التوحيد لا اله الا الله نعم وقال تعالى واذ قال ابراهيم لابيه ازر اتتخذ اصناما الهة؟ اني اراك وقومك في ضلال مبين كذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما افل قال لا احب الافلين. فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر. فلما افلت قال يا قومي اني بريء مما تشركون وهذا في مقام مناظرته عليه الصلاة والسلام لعباد الكواكب على سبيل الاستدراج او التوبيخ. ليبين لهم سخافتهم وجهلهم وظعف عقولهم في عبادتهم هذه الكواكب المخلوقة لحكمة الله عز وجل المسخرة بقدرته. وغفلتهم عن خالقها ومسخرها متصرف فيها وتركهم عبادته او اشراكهم معه فيها غيره عز وجل. فلما اقام عليهم الحجة قال يا قومي اني بريء مما تشركون اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين. وحاجه قومه. قال اتحاج في الله وقد هداني ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما افلا اتتذكرون وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. نعم قول اه الشيخ رحمه الله وهذا في مقام مناظرته عليه الصلاة والسلام لعباد الكواكب يعني لما ذكر كما جاء في الايات اه لما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي ثم ايضا في القمر لما رآه بازغا قال هذا ربي فهذا القول ثم ايضا بعد ذلك الشمس قال هذا ربي هذا اكبر هذا القول من إبراهيم عليه السلام انما هو في مقام المناظرة وليس في مقام النظر فابراهيم عليه السلام ما كان من المشركين بل حنيفا مؤمنا وهذا الذي قاله ليس في مقام النظر عرف هذا ثم هذا ثم هذا وانما قال ذلك في مقام المناظرة لقومه ولهذا الصحيح في معنى الاية ان ابراهيم عليه السلام فكانوا اه مناظرا لا ناظرا. كان مناظرا لقومه لا ناظرا يعني لما قال ما قال خاله اه تدرجا مع قومه الذين كانوا عبدة للكواكب يعبدون الشمس والقمر والنجوم ففي مقام المناظرة تدرج معهم هذا التدرج حتى يبين لهم ان هذه المعبودات المتخذة باختلاف احجامها كلها اوصافها تدل على انها لا تستحق من العبادة شيفاء في في هذا المقام مقام المناظرة دعا قومه الى حسن النظر والتأمل فيما يكشف لهم ان هذه المعبودة المعبودات المتخذة لا تستحق من العبادة شيء وكان يوضح لهم عدم استحقاقها بقوله في كل منها فلما افل كان يوضح لهم انها لا تستحق فكان في هذا المقام مناظرا لا ناظر ولا يصح ان يقال ان ان ان هذا قاله في مقام النظر عرف اولا بنظره للقمر ثم الشمس الى ان تبين له ما يصح ان يقال هذا. نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت قبلها. اي الذين امنوا يعني صدقوا ووحدوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي شرك اذ هو الظلم الذي لا يغفره الله عز وجل هذا معنى الاية معنى الاية اه الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. اولئك لهم الامن وهم مهتدون هذه جاءت في سياق قول آآ ابراهيم عليه السلام لقومه فاي الفريقين احق بالامن اي الفريقين احق بالامن؟ من فريقان من من الفريقان فريق الذي هو ابراهيم ومن اتبعه على التوحيد والاخلاص لله والامة التي بعث فيها ابراهيم الذين يعبدون الكواكب والنجوم والاحجار وغيرها يتعلقون هذه التعلقات بغير الله ممن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فظن ان يملك شيئا من ذلك لغيره فيقول لهم في سياق مناظرته لهم واقامته الحجة عليهم فاي الفريقين احق بالامن نحن ام انتم اي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون قال جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون الذين امنوا اي وحدوا. الله واخلصوا دينهم لله ولم يتخذوا معه الشركاء ولم يلبسوا ايمانا بظلم اي لم يخلطوه بشرك لم يلبسوا ايمانا بظلم اي لم يخلطوا ايمانهم بشرك. والظلم هنا في قوله لم يلبسوا ايمانهم بظلم المراد به المراد به الشرك ان الشرك لظلم عظيم والكافرون هم الظالمون فالشرك اظلم الظلم واشنعه واقبحه فاهل الامن في الدنيا والاخرة هم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانا بظلم. اي لم يخلطوا ايمانا بشرك لهما الامن وهم معتدون. وهذه الاية تفيد ان الامن مرتبط بالايمان متى وجد وجد الامن مرتبط بالايمان متى وجد وجد ولهذا شرع لنا سبحان الله في اول كل شهر ان نسأل الله هذين الامرين المترابطين اذا رأينا الهلال نقول اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام لان فيه ترابط بينهما بوجود الايمان يوجد الامن وبذهاب الايمان يذهب الامن ابى الله ان يكون حال العباد الا كذلك لا امن لهم الا بالايمان الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون؟ نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. قال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اينا لم يظلم نفسه؟ فانزل الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم هذا الحديث مفسر للاية هذا الحديث مفسر للاية لان الايمان آآ لان الظلم في القرآن تارة يطلق ويراد به الشرك وتارة يطلق ويراد به ظلم النفس فيما دون الشرك ولهذا في ووراث الكتاب وهم اقسام ثلاثة وهم كلهم من اهل الجنة ذكر في اقسامهم الثلاثة الظالم لنفسه فمنهم ظالم لنفسه والمراد ظالم لنفسه فيما دون الشرك دماء دون الشرك لانه بعدها لما ذكر قسم الاخر قسيم هؤلاء وهم الكفار قال والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطلخون فيها يا ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير الظالمين هنا ايظن الشرك الكفر الموطن الاول الظلم هناك في المعصية التي دون الشرك فلما نزلت الاية الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق هذا الامر على الصحابة وهم الحريصون على كل خير حريصون على النجاة من كل شر. لما نزلت هذه لا شق الامر عليهم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم معتدون ظنوا ان الظلم ظلم النفس بالمعصية التي دون الشرك فشق عليهم هذا الامر وجاؤوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه اينا لم يظلم نفسه فخشوا الا يكون بموجب هذه الاية لهم نصيب من الامن الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. قالوا اينا اينا لم يظلم نفسه فقال النبي وصلوات الله وسلامه عليه اه اه اه اما قرأتم كما جاء في رواية اخرى للحديث اما قرأتم قول العبد الصالح لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك ان الشرك لظلم عظيم. ففسر الظلم عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا سيمانا بظلم فسره بالشرك ولهذا الحديث يعد مفسرا للاية تعد مفسرا للاية فقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانا بظلم اي لم يخلطوا ايمانهم بشرك وهنا تتبين ثمرة عظيمة جليلة القدر رفيعة المكانة للتوحيد. وان التوحيد موجب الامن والامان والطمأنينة والسلامة والعافية في الدنيا والاخرة فانه لا امنه ولا نجاة ولا سلامة الا بتوحيد الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى فالذين امنوا الايمان التام الذي لم تشوبه شوائب الشرك الاكبر المنافي لجميعه ولا الشرك الاصغر المنافي لكماله ولا معاصي الله المحبطة لثمراته من الطاعات فاولئك لهم الامن التام من خزي الدنيا وعذاب الاخرة والاهتداء التام في الدنيا والاخرة. وبحسب ما ينقص من الايمان ينقص من الامن والاهتداء. فباجتناب الشرك الاكبر والاصغر يحصل مطلق الامن والاهتداء وباجتناب المعاصي يحصل تمامها ثم قال تعالى وبحسب ما ينقص قال رحمه الله فالذين امنوا الايمان التام الذي لم تشبه شوائب الشرك الاكبر المنافي لجميعه. ولا الشرك الاصغر ما في لكماله ولا معاصي الله المحبطة لثمراته من الطاعات فاولئك لهم الامن التام من خزي الدنيا وعذاب الاخرة والاهتداء داموا في الدنيا والاخرة وبحسب ما ينقص من الايمان ينقص من الامن والاهتداء فباجتناب الشرك الاكبر والاصغر يحصل مطلق الامن والاهتداء وباجتناب المعاصي يحصل تمامها. هذا التقرير الذي ذكر رحمه الله تعالى مبني على ان الايمان تارة يراد به المطلق التام وتارة يراد به مطلق الايمان. اي الايمان الناقص والاية ربط فيها الامن بالايمان والايمان منه ايمان تام كامل ومنه ايمان دون ذلك فما حظ العباد من الامن على ظوء هذا هذا التقسيم او هذه الحالة التي هم عليها في الايمان. منهم من عنده الايمان التام الكامل ومنهم عنده اه من الايمان ما دون ذلك ايمان ناقص ايمان ضعيف فهلا حظهم حظهم من الامن سواء هل حظ من الامن سواء؟ الجواب مثل ما فصل الشيخ ان حظهم من الامن بحسب حظهم من الايمان فمن كان عنده الايمان المطلق فله الامن المطلق اي التام ومن كان عنده مطلق الايمان اي الايمان الناقص فله مطلق الامن اي بحسب ايمانه مثل ما آآ ذكر الشيخ وبحسب ما ينقص من الايمان ينقص من الامن والاهتداء ومن لا ايمان له لا امن له ولا اهتداء ومن لا ايمان له لا امن له ولا اهتداء نعم قال رحمه الله تعالى ثم قال تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان حكيم عليم وقال تعالى ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين. اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين. قال لقد كنتم انتم واباؤكم في ضلال مبين اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين؟ قال بل ربكم رب السماوات والارض الذي فطرهن وانا على ذلكم من الشاهدين والله لاكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين. فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم لعلهم اليه يرجعون. قالوا من فعل هذا بالهتنا انه لمن الظالمين. قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم. قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون. قالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ قال بل فعله كبيرهم هذا اسألوهم ان كانوا ينطقون فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون. قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون الى اخر الايات ما ورد في هذا السياق هو الله عز وجل قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون هذا هذه محاكمة علنية. يعني ارادوا ان تكون المحاكمة علنية. ويشاء الله سبحانه وتعالى ان تكون هذه المحاكمة مظهرة للجميع سفهاهم وشناعة عملهم وقبحة ولهذا في اول الامر لما بين لهم ما بين عليه السلام في اول الامر آآ قالوا كما جاء في هذا كما جاء في هذا السياق قال الله فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون ليس من حطم هذه الاصنام وكسر انتم الظالمون لان هذه احجار لو كانت آآ تملك شيئا لدفعت عن نفسها هذا كان في ان يترك المرء عبادته ولهذا يذكر ان اه احد الاشخاص وهذا ذكره ابن جرير الطبري وغيره اتى من مسافة بعيدة الى صنم يريد ان يعبده ويعرض عليه حاجاته كما هي طريقتهم فلما وصل الى الصنم وقد قطع مسافة اليه فاذا بثعلب فوق رأس الصنم يبول والبول ينزل من رأس الصنم الى اسفل قدمه فهاله المنظر هو جاء اليهم مسافة ليعرض عليه حاجته ورأى الثعلب يبول عليه فقال ارب يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالب وتركه ورجع هذا يكفي لما يرى انه ما يملك ان يدفع عن نفسه. ولهذا قرأت انا في بعض الصحف قديما احد الهنادكة. اسلم وذكر قصة اسلامه نظير هذه القصة دخل المعبد الذي فيه الاصنام مع والده يقول فرأيت كلب يمول على الصنم تعافت نفسها هذه المعبودات وكان هذا سبب اسلامه ومفارقته لذلك الدين فهؤلاء لما بين لهم عليه السلام هذا الامر وان ما تملك ان تدفع رجعوا الى انفسهم قال انتم الظالمون انتم اللي الذين وقعتم في في الظلم تعبدون حجار ما تملك ان تدفع عن نفسها فكيف تدفع عنكم ثم انقلبوا والعياذ بالله من ساعتهم كما قال الله ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون هذه حجة عليكم لا لكم قالوا لقد علمت من هؤلاء ينطقون. يعني كيف تطلب منا ان نكلمهم وانت تعلم انهم لا ينطقون. نكسوا على رؤوسهم. هذا الذي قالوا اصل حجة عليهم لكن كما قال الله انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لابيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد اصناما فنضل لها عاكفين. قال هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون؟ قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون قال افرأيتم ما كنتم تعبدون؟ انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين. الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرظت فهو يشفين. والذي يميتني ثم يحيين والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين وقال تعالى وان من شيعته لابراهيم اذ جاء ربه بقلب سليم اذ قال لابيه وقومه ماذا تعبدون؟ اإفكا الهة تن دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين؟ فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم. فتولوا عنهما اعد الايات وان وقال تعالى وان من شيعته لابراهيم اذ جاء ربه بقلب سليم. اذ قال لابيه وقومه ماذا بدون الهة دون الله تريدون. فما ظنكم برب العالمين؟ فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم فتولوا عنه مدبرين فراغ الى الهتهم فقال الا تأكلون؟ ما لكم لا تنطقون؟ فراغ عليهم ضربا اليمين فاقبلوا اليه يزفون. قال اتعبدون ما تنحتون؟ والله خلقكم وما تعملون. قالوا ابنوا له بنيانا في الجحيم الى اخر الايات وقال تعالى واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا. اذ قال لابيه يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني اهدك صراطا سويا يا ابتي لا تعبدي الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا. يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا تبين لابيه ان الهته لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ولا تقدر على جلب خير ولا دفع شر. ولا تغني عنه شيئا فتبين بذلك ان عبادة مثل هذا جهل وضلال ثم بين ان له عنده دواء ذلك الداء والهدى من ذلك الضلال قال تعالى اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني اهدك صراطا سويا وبين ان فعله ذلك عبادة موجب لعذاب الرحمن وولاية الشيطان عياذا بالله من ذلك. وقال تعالى وابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله ما لكم من وابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. انما تعبدون من دون الله اوثانا افك ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا. فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون الى اخر الايات هذا السياق في سورة العنكبوت عظيم جدا في تقرير التوحيد واقامة الحجة وتنوع البراهين والدلائل التي ساقها اه ابراهيم اه اقامة للحجة على قومه ولهذا تجد في هذا السياق ما لا تكاد تجده في اه كثير من اه السياقات من اقامة الحجة على قومه وانصح بمراجعة تفسير هذه الايات عند الامام ابن سعدي رحمه الله في تفسيره نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني انه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون قال تعالى عن يوسف عليه السلام اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون. واتبعتم ملة ابائي واسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء. ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن اكثر الناس لا يشكى ولكن اكثر الناس لا يشكرون يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ اتعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله امر الا اعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم. هذا درس عظيم في التوحيد مختصر لكنه وافي وجامع القاه عليه السلام في السجن عندما توجه اليه صاحبي السجن بالسؤال عن رؤيا رأياها فاستغل هذه الفرصة لبيان التوحيد والقى هذا الدرس العظيم المبارك الجامع الوافي في بيان التوحيد وتقريره وذكر براهينه ودلائله. نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك قص الله تعالى علينا عن جميع الرسل من نوح الى محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود. والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله جاءتهم اصولهم بالبينات فردوا ايديهم في افواههم وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب. قالت رسلهم افي الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى. قالوا ان انتم الا بشر مثلنا تريدون ان تصدونا عما كان يعبد اباؤنا فاتونا بسلطان مبين قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده. وما كان لنا ان نأتيكم بسلطان الا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا. ولنصبرن ما اذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ولو ذهبنا نذكر قصص الرسل ومحاورتهم مع قومهم وعواقب ذلك لطال الفصل واما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته في قومه وصبره على اذاهم وما جرى له معهم فاجلى من فاجلى من الشمس في نحر الظهيرة والقرآن كله من فاتحته الى خاتمته في شأن ذلك. والقرآن كله من فاتحة الى خاتمته في شأن ذلك اي في التوحيد في التوحيد ذكر ثواب اهله وعقاب من خالفه واقامة البراهين ككشف شبهات المبطلين القرآن من اوله الى اخره في ذلك. نعم قال وانزل الله عز وجل الكتاب اسم جنس لكل كتاب انزله الله عز وجل على رسله واشهرها الاربعة وهي التوراة على موسى موعظة توصيلا لكل شيء والانجيل على عيسى وفيها هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين. والزبور على داوود الذي كان اذا قرأه اوبت معه الجبال والطير والقرآن المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالحق مصدقا لما بين يديه من كتابي ومهيمنا عليه والتبيان من عطف التفسير الذي هو اعم من المفسر يضاف اليها الصحف المنزلة على ابراهيم اشهرها الخمسة تكون نعم قال لان التبيان منه المتعبد بتلاوته والعمل به وهو الكتاب ومنه المتعبد بالعمل به فقط وهو السنة وما في معناها وقوله من اجله اي من اجل التوحيد وفرق الفرقان اذ يقول تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه الى وسنذكر ان شاء الله تعالى اصل عبادة الاصنام وغيرها في فصل بيان ضد التوحيد الذي هو الشرك وبالله التوفيق. نعم نسأل الله كريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا