الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى قال الله تعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم هذه الاية تدل بظاهرها على ان شرع من قبلنا شرع لنا ونظيرها قوله تعالى اولئك الذين هدى الله فبهداهم فبهداه مقتداه. وقد جاءت اية اخرى تدل على خلاف ذلك. هي قوله تعالى لكل جعلنا منكم شرعا اتوا منهاج ووجه الجمع بين ذلك مختلف فيه اختلافا مبنيا على الاختلاف في حكم هذه المسألة فجمهور العلماء على ان شرع من قبلنا ان ثبت بشرعنا فهو شرع لنا ما لم يدل دليل من شرعنا على نسخه لانه ما ذكر لنا في شرع الا لاجل الاعتبار والعمل. وعلى هذا القول فوجه الجمع بين الايتين ان معنى قوله تعالى لكل جعلنا منكم قرعة ومنهاجا ان شرائع الرسل ربما ينسخ في بعضها حكم كان في غيرها او يزاد او يزاد في بعضها حكم لم في غيرها فالشرعة اذا اما بزيادة احكام لم تكن مشروعة قط. واما بنسخ شيء كان مشروعا قط. فتكون الاية لا دليل فيها على ان ما ثبت بشرعنا ان كان شرعنا لمن قبلنا ان كان شرعا لمن قبلنا ولم ينسخ ولم ينسخ انه ليس من شرعنا لان زيادة لم تكن لان زيادة ما لم يكن قبل قبل او نسك ما كان من قبل. كلاهما ليس من محل النزاع. واما على القول الشافعي ومن وافقه ان شرع من قبلنا ليس شرعا لنا الا بنص من شرعنا انه مشروع لنا ووجه الجمع ان المراد بسنن من قبلنا وبالهدي في قوله تعالى اولئك الذين هدى الله اصول الدين التي هي التوحيد لا الفروع العملية بدليل قوله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة منهاج ولكن هذا الجمع الذي ذهبت اليه الشافعية يرد عليه ما رواه البخاري في صحيحه في تفسير سورة صاد عن مجاهد انه ابن عباس من اين اخذ؟ من اين اخذ؟ من اين اخذت؟ من اين اخذت السجدة في صاد؟ فقال ابن عباس ومن ذريته داوود اولئك الذين هدى الله وبهداهم اقتداه. فسجدها داود فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع سجود التلاوة من الفروع لا من الاصول. وقد بين ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سجدها اقتداء بداو وقد وقد بينت هذه المسألة بيانا شافيا في رحلتي. فلذلك اختصرتها هنا. قال تعالى والذي انعقدت ايمانكم فاتوه نصيبهم هذه الاية تدل على ارث الحلفاء من حلفائهم. وقد جاءت اية اخرى تدل على خلاف ذلك. وهي قوله تعالى واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله. والجواب ان هذه الاية ناسخة لقوله تعالى والذين عقدت ايمانكم ونسخوا نسكها لها هو الحق ثلاثا لابي حنيفة ومن وافقه في القول بارث الحلفاء اليوم ان لم يكن له وارد وقد اجاب بعضهم بان معنى فاتوه نصيبهم نصيبهم اي من الموالاة والنصرة. وعليه فلا تعارض بينهما. والعلم عند الله تعالى. قال تعالى ولا يكتمون الله هذه الاية تدل على ان الكفار لا يكتبون من خبرهم شيئا يوم القيامة. وقد جاءت ايات اخرى تدل على خلاف ذلك كقول تعالى ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين. وقوله تعالى فالقوا السلام ما كنا نعمل بسوء وقوله تعالى من لم نكن ندعو من قبل بل لم نكن ندعو من قبل شيئا وجه الجمع في ذلك ما هو ما بينه ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لما سئل عن قوله تعالى والله ربنا ما كنا مشركين مع قوله ولا يكتمون الله حديثا وهو ان السنتهم تقول والله ما كنا مشركين. فيختم الله على افواههم وتشهد ايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون. فكتم الحق باعتبار وعدمه باعتبار الايدي والارجل. وهذا الجمع يشير اليه قوله تعالى اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. واجاب بعض العلماء بتعدد الاماكن ويكتمون في وقت ولا يكتمون في وقت اخر والعلم عند الله تعالى قوله تعالى وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله وانفسكم سيئة يقول وهذه من عندك قل كل من عند الله لا تعارض بينه وبين قوله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك؟ والجواب ظاهر وهو ان معنى وهو ان معنى قوله تعالى وان تصبهم حسنة اي مطر وخسف جزاكم وعافية. يقول هذا اكرمنا الله به قال تعالى وان تصبهم سيئة اي جدب وقحط وفقر وامراض. يقول هذا من عندك اي من شؤمك يا محمد وشؤم وشؤم ما جئت به قل لهم كل ذلك من عند الله تعالى. ومعلوم ان الله هو الذي يأتي بالمطر والرزق والعافية. كما انه يأتي بالجد والقحط والفقر الامراض والبلايا ونظير هذه الاية قوله تعالى في فرعون وقومه مع موسى قال تعالى وان تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه. وقوله تعالى في قوم صالح مع صالح. قالوا اطيرنا بك وبمن معك وقول اصحاب القرية للرسل الذين ارسلوا اليهم قالوا انا تطيبنا بكم لان لم تنتهوا لنرجمنكم واما قوله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله اي لانه هو المتفضل بكل نعمة. وما وما اصابك من سيئة فمن نفسك اي من من قبلك ومن قبل عملك انت اذ لا تصيب الانسان سيئة الا بما كسبت يداه كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وسيأتي ان شاء الله تعالى تحرير المقام في قضية افعال العباد بما يرفع الاشكال في سورة الشمس في الكلام على قوله فالهمها فجورها وتقواها والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى فتحرير المؤمنة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام الشنقيطي رحمه الله الله تعالى في دفع ايهام في كتابه ذاك الايهام والاضطراب عن ايات الكتاب قال مما اوهم تعارضا مما اوهم تعارضا قوله تعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم فهذه الاية تدلنا على ان الله عز وجل يريد ان يهدينا سنن الذين من قبلنا وسنن الذين من قبلنا اي ما كانوا عليه من الهدى ومن الطرائق ومن الشرائع ان يهدينا الله اليها وهذه الاية تدل بظاهر انه شرع فهو شرع لنا ونظيرها ايضا قوله تعالى فبهداهم اقتدر وقد جاءت اية اخرى تدل على ان لكل نبي شرعة ومنهاجا. كما قال تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا اي شريعة وطريقة فكيف نجمع بين هاتين الايتين هنا يقول سبحانه وتعالى ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويقول ربنا سبحانه وتعالى اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتضى ويقول في اية اخرى ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا قال رحمه الله وجه الجمع بين ذلك مختلف فيه مختلف فيه اختلاف مبنيا فاختلافا مبني على الاختلاف في حكم هذه المسألة وهي هل شرع من قبلنا شرع لنا شرع من قبلنا يختلف باختلاف ما جاء به شرعنا. ويمكن ان نقسم شرع من قبلنا الى اقسام شرع جاءت شريعتنا بمخالفته فهذا ليس شرع لنا بالاجماع وشرع جاءت شريعتنا بموافقته فهو شرع لنا بالاجماع وشرع لم يأت فيه امر الاتباع ولا بالمخالفة وهذا الذي وقع فيه الخلاف هل هو شرع لنا او لا؟ والجمهور على ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يأتي بشريعتنا ما يخالفه وقال في هذا الشافعي رحمه الله تعالى فذهب الى ان شرع من قبله ليس شرعا لنا وعلى هذا يقال الجمع بين هاتين الايتين قال رحمه الله وعلى هذا القول فوجه الجمع بين الايتين ان معنى قوله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ان شرائع الرسل ربما ينسخ في ينسخ في بعضها حكم حكم كان في غيرها او يزاد في بعضها حكم لم يكن في غيرها بمعنى ان لكل نبي شريعة شريعة تناسبه وشريعة وشريعة تخص به فكان في شرائعهم مثلا احكام لم تكن في شريعتنا فهذا ما يسمى شرعة لهم ومنهاجا لهم فجاء شرعنا بخلاف ما كانوا عليه اما بنسخ واما بزيادة فهذا هو المعنى ان شرائع الرسل ربما ينسخ في بعضها حكم كان في غيرها او يزاد في بعضها حكم لم يكن بغيرها فالشرعة اذا اما بزيادة احكام لم تكن مشروعة قبل واما بنسخ شيء. كان مشروعا قبل فيكون المعنى ان لكل نبي شريعة تخصه ومنهاجا يخصه فيأتي من بعده فيزيد وينسخ فلا تعارض بين هاتين الايتين فما كان فما كان منسوخا في شرعنا فلا يؤخذ به في شرعهم وما زاد شرعنا على شرعهم فلا نأخذ الا بشرعنا وعلى هذا يحمل ان ما ليس فيه زيادة ولا نقص وجاء في شرع من قبلنا فاننا فاننا نقتدي بهداهم ونتبع ما هم عليه وهذا واضح هذا واضح فيما بينه رحمه الله تعالى واما على قول الشافعي الذي يرى ان شرعهم ليس شرعا لنا وان شرع من القول ليس شرعا لنا الا بنص من شرعنا انه مشروع لنا فوجه الجمع ان المراد بسنن من قبلنا وبالهدى اصول الدين الذي جاءت بها جميع الرسل كتوحيد الله عز وجل والايمان باسمائه وصفاته وتحريم البغي والظلم هذه اصول تتفق عليها جميع الشرائع فهذا الذي يقال في اولئك اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضى اي اقتدر اقتده باي شيء باصول الدين التي شرعت وفرضت عليهم فانت مغتريا بمثلهم. اما لكل جعلنا شرعة منهاجا فلكل منهم شريعة ومنهاج توافقه. لكن هذا يعني الشافعي يذهب الى ان الى ان قوله تعالى فبهداه مقتدى انما وفي اصول الدين فقط واما في فروع الشريعة فلسنا فلسنا نأمر باتباع هديهم الا اذا جاء في شريعتنا ما يوافق شرعه واما اذا لم يأتي ما يوافق ولا يخالف فان الاصل فعدم العمل به هذا قول الشافعي لكن قال يرد على هذا يرد على هذا القول ما جاء في الصحيح صحيح البخاري ان ان النبي صلى الله عليه وسلم سجد في سورة صاد قال مجاهد سألت ابن عباس من اين اخذت سجدة صاد فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه من قوله اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتدر فسجد داوود توبة توبة لله عز وجل ونحن نسجدها اقتداء به قال فسجدها داوود فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعلوم ان سجود التلاوة من الفروع لا من الاصول اذا القول الراجح هو القول الاول وان فبهداه مقتضى اي في كل ما كان من شرائع من قبلنا ولم يخالفه شرعنا فاننا نقتدي بتلك الشريعة ولا حرج في ذلك ولا فرق بين الاصول والفروع. ثم قال ايضا في قوله تعالى والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم. كان من الامور التي نسخت ان من تعاقدوا على النصرة والتحالف فيما بينهم اللي تحالفوا على النصرة والتأييد ان بعضهم يرث بعض ان بعضهم كان يرث بعض كما كان المهاجري يرث الانصاري والانصاري يرث المهاجرين لما بينه من التحالف وقد جاءت اية اخرى تدل على ان اولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله والجمع بين هاتين الايتين ان اما ان نقول كلاهما محكم وليس بينهما تعارض ويكون المعنى فاتوهم نصيبهم من النصرة والتأييد لا من الميراث والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبا بمعنى انصروهم وايدوهم وحوطوا بهم وهذا هو الاتحاد الذي كان بينكم على النصرة والتأييد والمناصرة والموالاة ويكون الميراث ايضا محكم وان الذي يرث الميراث هو اولو الارحام من القرابات هذا قول وهذا يكون فيه اعمال جميع الايتين وان آآ اية والذين عقدي محكمة واية المواريث ايضا محكمة والقول الثاني ان اية واولو الارحام بعضهم اولى ببعض ناسخة لاية لاية اية عقد الحلفاء التي عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم انها منسوخة وهذا خلافا لابي حنيفة فان ابا حنيفة يذهب الى ان الى القول بالارث بالحلف ان لم يكن له وارث يعني مات شخص وليس له عصبة وليس له قرابة وليس له عتق وليس له ولاء يقول يرثه حليفه يرثه حليفه والجمهور عنده يكون ليس له حلف بالميراث وانما يكون الى اقرب قرابته ان لم يكن قرابة الى قبيل الى اقرب قبيلة الى قبيلته بمعنى انه ينظر الاقرب فالاقرب الى ان يصل الى الابعد قوله تعالى ولا يكتبون الله حديثا. اخبر الله عز وجل ان الكفار يوم القيامة لا يكتمون من خبرهم شيئا وانهم يتكلمون وينطقون وتتكلم ايديهم وارجلهم وتنطق بما كانوا يعملون وجاء في ايات اخرى ان الله يقول عنهم ثم لم تكن فتنة الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين. مع انهم كانوا كانوا مشركين وقالوا ايضا ما كنا نعمل سوء يعني بمعنى انهم يكذبون يوم القيامة فقالوا ايضا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا فوجه الجمع ما قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال رحم رضي الله تعالى عنه وهو ان السنتهم تقول ذلك اذا رأوا العذاب ورأوا ما اعد الله لاهل النار قالوا والله ربنا ما كنا مشركين فيختم على افواههم وتتكلم ايديهم وتشهد ارجلهم فهذا معنى قوله لا يكتبون الله حديثا ولذا جاء في صحيح مسلم ان الكاف يقول لاعضائه سحقا لكن وبعدا فانما كنت عنكن اجادل وذلك انه يقول كذبت كذبت ملائكتك يا ربي وكذبت شهودك نسأل الله العافية والسلامة فيقول كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا فيختم الله على فيه وتتكلم الاعضاء فينطق الفخذ وتنطق اليد وتنطق الجلود وتتكلم اعضاؤه التي عصت ربها سبحانه وتعالى فعندئذ لا يكتبون الله حديثا فهو الذي يقول فيه يقوله لاعضائه سحقا لكن وبعدا انما كنت عنكن اجادل فقول والله ربنا ما كنا مشركين اي هو قول السنتهم. فاذا ختم الله على افواههم وشهدت ايديهم ارجل بما كانوا يعملون فكتم الحق باعتبار اللسان وعدم كتمه باعتبار الاعضاء والجلود والجوارح وهذا الجمع يشير اليه قوله تعالى اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون فقال بعض العلماء وهو قول اخر ان ذاك تعدد المواضع ففي موضع من عرصات القيامة يقول الله ربنا ما كنا مشركين. وفي موضع اخر لا يكتبون الله حديثا فيكتمون في وقت ولا يكتب في وقت اخر وقوله تعالى وان تصبه الحسنة ليقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقول هذه من عندك قل كل من عند الله وقوله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك من سيئة فمن نفسك. اين وجد تعارض الذي قد يوهم ذلك تعارضا هو قوله تعالى قل كل من عند الله. قل كل من عند الله. الخير والشر كله من عند الله وفي اية ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك فكيف نجمع بينهما؟ الجمع واضح وظاهر وان قوله وان تصبهم حسنة انهم اي مطر وخصب وارزاق وخير يقول هذا من عند الله وان تصبهم سيئة يقولون هذه بشؤم دعوتك يا محمد كما قال الله ذلك عنهم قالوا وان قال وان تصبهم حسنة اي مطر وخصب وارزاق وعاد يقول هذا اكرمنا الله به وان تصبهم سيئة اي جذب وقحط وفقر وامراض يقول هذه من عندك اي من شؤمك يا محمد وشؤم ما جئت به فقال الله له قل كل كل ذلك من عند الله عز وجل. يعني الخير والشر كله من عند الله والله سبحانه هو الذي يأتي بالمطر والرزق وهو الذي يأتي بالقحط والجدب سبحانه وتعالى مثل قوله تعالى وان تصبهم سيئة سيئة يتطير بموسى ومن معه وفي قول صالح قالوا قالوا اطيرنا بك وبمن معك وقال اصحاب القرية للرسل ترسليهم قالوا انا تطيرنا بكم الكفر ملة واحدة واقوالهم متشابهة انهم يصفون اهل الحق واهل الهدى بانهم سبب الشقاء والضلال واساوا بالهلاك وما اشبه الليلة البارحة ان بعض عباد القبور يرى ان ما اصابه من ملابس باهل التوحيد حتى ان بعضهم ركب سفينة فاوشك على الغرق فقاموا ينادون يا بدوي ويدعون غير الله عز وجل فقالهم احدهم اتقوا الله وحدوا الله وادعوه فان كفار قريش كانوا يخلصون يخلصون لله عز وجل في الشدة فادعوا الله وحده فقالوا ان لم تسكت رضيناك خارج السفينة فلما سكت وخاف من بطشهم ركنت السفي قالوا كنا كدنا نهلك بسببك فجعلوا شركهم هو سبب نجاة نسأل الله العافية والسلامة وتشائموا من دعوة هذا الموحد الذي دعاه الى توحيد الله عز وجل قال ايضا وما ثم قال واما قول ما اصابك من حسنة فمن الله اي انها فضل من الله والله الذي ابتدأها بفضله وهو مبتدئ بكل نعمة وفضل منه سبحانه وتعالى كرما وما اصابك من سيئة فمن نفسك اي ان سببها وسبب هذه العقوبة هي بسبب العبد نفسه كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم فكان المعنى ما اصابك من حال من الله اي ان الله المتفضل بها وما اصابك من سيئة فسببها الذنب والمعصية وكلها من عند الله عز وجل. لكن الخير فضل والعقوبة والبلاء عدل عدل من الله عز وجل قال وسيأتي تحرير ذلك ان شاء الله عند سورة الشمس في مسألة القدر ومست خلق افعال العباد عند قوله تعالى فالهمها اجوره وتقواها ثم ذكر بعد ذلك مسألة وهي تحرير رقبة مؤمنة وهل المطلق يحمي على المقيد؟ يأتي الكلام عليها ان شاء الله والله تعالى اعلم