نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت فانه لم ينتفع قائلها بالنطق الا حيث قال وبشروط سبعة متعلق بقيدت قد قيدت اي قيد بها انتفاع قائلها بها في الدنيا والاخرة من الدخول في الاسلام الفوز بالجنة والنجاة من النار وفي نصوص الوحي من الكتاب والسنة حقا وردت صريحة صحيحة فانه اي الشأن في اي الشأن وذلك علة تقييدها بهذه الشروط السبعة لم ينتفع قائلها اي قائل لا اله الا الله بالنطق اي بنطقه بها مجردا الا حيث يستكملها اي هذه الشروط السبعة ومعنى استكمالها اجتماعها في العبد والتزامه اياها بدون مناقضة منه لشيء منها وليس المراد من ذلك عد الفاظها وحفظها. فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له اعددها لم يحسن ذلك. وكم من حافظ لالفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع كثيرا فيما يناقضها والتوفيق بيد الله والله المستعان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا شروع من المصنف رحمه الله تعالى في بيان شروط لا اله الا الله اي الشروط التي لا تقبل لا اله الا الله الا بها واذا كنا نعلم ان الصلاة لها شروط لا تقبل الا بها والحج له شروط لا يقبل الا بها والصيام له شروط لا يقبل الا بها فان لا اله الا الله لها شروط لا تقبل الا بها وهذه الشروط سواء شروط الصلاة او شروط الحج او شروط لا اله الا الله كلها علمت بالاستقراء والتتبع لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا اذا قرأت كلام اهل العلم في بيان الاحكام اذا ذكروا الصلاة قدموا بشروط بشروطها ثم كل شرط يذكر معه دليله من كتاب الله او سنة النبي عليه الصلاة والسلام فهكذا الشأن في لا اله الا الله لها شروط لا تكون مقبولة الا بها علمت هذه الشروط بالتتبع لكلام الله وكلام رسولا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولهذا يقول رحمة الله عليه وبشروط سبعة اي ان لا اله الا الله لها سبعة شروط علمت هذه الشروط السبعة التتبع والاستقراء لكلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه فعليه اين وجدت هذه الشروط؟ قال قد قيدت وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت هي متلقاة من نصوص الوحي كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فانه لم ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها اي ان لا اله الا الله لا تكون نافعة لقائلها ومن ينطق بها حتى يستكمل شروطها التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله لما قيل لها اليس من قال لا اله الا الله دخل الجنة قال من ادى حقها وفرضها دخل الجنة مشيرا بذلك ان لها قيود وضوابط معلومة في كتاب الله سبحانه وتعالى لا ينتفع بلا اله الا الله الا اذا استكملت هذه الشروط وهذه الضوابط ولهذا ايضا قيل وهب بن منبه رحمه الله اليست لا اله الا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن ما من مفتاح الا وله اسنان فاذا جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح مشيرا رحمه الله تعالى بقوله له اسنان اي شروط في فيما يتعلق بلا اله الا الله فلا اله الا الله انما تكون مفتاحا للجنة اذا ادى حقها العبد وجاء بشروطها ضوابطها التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا يجب على كل مسلم ناصح لنفسه ان يعي هذه الشروط وان يحققها ليتم له توحيده وايمانه بالله سبحانه وتعالى فان لا اله الا الله هي اساس قبول الاعمال قبول الاعمال كلها لا تكون مقبولة الا بلا اله الا الله ولا اله الا الله لا تكون نافعة لقائلها الا بقيودها وشروطها وضوابطها التي دل عليها كتاب الله سبحانه وتعالى ونبه الشيخ هنا رحمه الله تعالى على فائدة عظيمة القدر نبه عليها اهل العلم من قبله وهي ان هذه الشروط ليس المراد من العبد ان يحفظ ان يحفظها فقط او يحفظ ادلتها وانما المطلوب منه ان يحققها ولهذا قال رحمه الله وليس المراد من ذلك عد الفاظية اكمل وليس المراد من ذلك عد الفاظها وحفظها فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له اعددها لم يحسن ذلك وكم من حافظ لالفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع كثيرا فيما يناقضها والتوفيق بيد الله والله المستعان. ليس المراد عدى الفاظها ليس المراد ان يعدها. واحد اثنين ثلاثة المراد ان يحققها ولهذا يقول كم من عامي تحققت في نفسه هذه الشروط علم ويقين واخلاص الى غير ذلك مما سيأتي بيان ولو قيل له عد شروط لا اله الا الله لم يحسن وكم من انسان يجري فيها كالسهم يعني يعدها لا لا يخطئ ويكون في واقعها العملي فيهما يخل بهذه الشروط العظيمة التي لا تكون لا اله الا الله مقبولة الا بها. نعم قال رحمه الله تعالى العلم واليقين والقبول والانقياد فدر ما اقول والصدق والاخلاص والمحبة وفقك تالله لما احبه عدها كلها في هذين البيتين بسبك جميل مع ختم بهذه الدعوة فرحمه الله ما اجمل نصحه واجود بيانه. نعم قال رحمه الله تعالى هذا تفصيل الشروط السبعة السابق ذكرها التي قيدت بها هذه الشهادة فاصغي سمعك واحضر قلبك لاملاء ادلتها وتفهمها وتعاقلها ثم اعمل على وفق ذلك تفز بسعادة الدنيا والاخرة ان شاء الله عز وجل كما وعد الله تعالى ذلك انه لا يخلف الميعاد وبما نصح به انصح اصغي سمعك واحضر قلبك واعلم ان الجمع الذي جمعه رحمه الله هنا لادلة شروط لا اله الا الله من احسن الجمع وانفعه وقد احسن واجاد رحمه الله اجاد في بيان هذه الشروط واجاد ايضا في جمع ادلتها وبراهينها من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله تعالى الاول العلم الاول العلم بمعناها المراد منها نفيا واثباتا المنافي للجهل بذلك. قال الله عز وجل فاعلم انه لا اله الا ان الله وقال تعالى الا من شهد بالحق اي بلا اله الا الله وهم يعلمون اي بقلوبهم معنى ما نطقوا به بالسنتهم وقال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم وقال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب وقال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وقال تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة هذا الشرط الاول من شروط لا اله الا الله العلم بمعناها المراد بها نفيا واثباتا المنافي للجهل لا اله الا الله تقوم على ركنين اثنين نفي واثبات النفي في اولها لا اله والاثبات في اخرها الا الله وهذا النفي والاثبات الذين عليهما تقوم لا اله الا الله هو التوحيد الذي هو عماد الدين واساس قبول الاعمال فلا تكونوا لا اله الا الله نافعة لقائلها الا بالعلم بمعناها نفيا واثباتا نفيا لما نفته واثباتا لما اثبتته ففي اولها نفي عام لا اله نفي للعبودية عن كل من سوى الله ايا كان وفي اخرها اثبات خاص للعبودية بكل معانيها لله وحده جل في علاه فلا يدعى الا الله ولا يستغاث الا بالله ولا يذبح الا لله ولا ينذر الا لله ولا يصرف بشيء من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى فالشرط الاول ان يكون على علم بمعناها وما دلت عليه من النفي والاثبات ولهذا قال الله عز وجل فاعلم انه لا اله الا الله. امر بالعلم بلا اله الا الله اي بها وبما دلت عليه من توحيد لله جل في علاه وقال سبحانه وتعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون. قال غير واحد من المفسرين من الصحابة وغيرهم الا من شهد بالحق اي لا اله الا الله وهم يعلمون اي يعلمون معنى ما شهدوا به فتكون شهادتهم بلا اله الا الله عن علم بمعناها وما دلت عليه من توحيدا لله سبحانه وتعالى وجاء في الصحيح من حديث عثمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة فاشترط في دخول الجنة العلم بلا اله الا الله فهذا الشرط الاول فيه ان مجرد النطق لا يكفي بل لا بد من العلم لانها قيدت في هذه النصوص بالعلم فليعلم وفي الاية الا من شهد بالحق وهم يعلمون فقيدت بالعلم فافادت هذه النصوص ان لا اله الا الله انما تكون نافعة لقائلها اذا كان نطقه بها عن فهم لمعناها ودراية بمدلولها نعم قال رحمه الله تعالى واليقين اي والثاني اليقين المنافي للشك بان يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما اه فان الايمان لا يغني فيه الا علم اليقين لا علم الظن. فكيف اذا دخله الشك؟ قال الله عز وجل انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله. اولئك هم الصادقون فاشترط في صدق ايمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا اي لم يشكوا. فاما المرتاب فهو من المنافقين والعياذ بالله الذين قال الله تعالى فيهم انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون. وفي الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنة وفي رواية لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة وفيه عنه رضي الله عنه من حديث طويل ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال من لقيت من وراء هذا الحائط اشهد ان لا اله الا الله يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة. الحديث فاشترط في دخول قائلها الجنة ان يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها. واذا انتفى الشرط انتفى المشروط. هذا الشرط الثاني من شروط قبول لا اله الا الله ان يكون النطق بها عن يقين واليقين تمام العلم وانتفاء الشك والريب فاذا قال لا اله الا الله فاذا قال المرء لا اله الا الله نفعته ان كان هذا القول عن يقين بما دلت عليه من توحيد لله اما اذا كان في في القلب ريب او شك فان نطقه بها لا يكون نافعا فان نطقه بها لا يكون نافعا فان اليقين شرط لقبولها ولهذا قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. اشترط اليقين قوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا فاشترط في قبول الايمان ان يكون عن يقين واليقين هو انتفاء الريب انتفاء الريب والشك لا يكون في قلبه ريب او شك فاذا وجد الريب او الشك انت فاليقين واذا انتفى اليقين لم تقبل لا اله الا الله وان قالها المرء ونطق بها لانه مثل ما قال الشيخ في تمام بيان لهذا الشرط اذا انت فالشرط انتفى المشروط وهي قيدت بهذا الشرط ان يكون قوله لها عن يقين ولهذا جاء ايضا في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما غير شاك فيهما فاشترط عليه الصلاة والسلام اليقين الذي هو انتفاء الشك وقال في الحديث الذي بعده من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها ما اكتفى بقول يشهد ان لا اله الا الله بل ضم الى ذلك عليه الصلاة والسلام اليقين. قال مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة فقيدت بهذا القيد واشترط لها هذا الشرط قد دل عليه الكتاب والسنة فلا تكون نافعة لقائلها الا به. نعم قال رحمه الله تعالى والثالث القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه وقد قص الله عز وجل علينا من انباء ما قد سبق من انجاء من من قبلها وانتقامه ممن ردها واباها كما قال انا وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا ابائنا على امة انا على اثارهم مقتدون قال او لو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه ابائكم؟ قالوا انا بما ارسلتم به كافرون. فانتقمنا منهم انظر كيف كان عاقبة فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين. وقال تعالى ثم ثم ننجي رسلنا والذين امنوا كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين. وقال تعالى ولقد ارسلنا من قبلك رسلا الى قومهم فجاؤوهم بالبينات. فانتقمنا من الذين اجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وكما اخبر وكما اخبرنا بما وعد به القابلين لها من الثواب وما اعده لمن ردها من العذاب وكذلك وكذلك اخبرنا بما وعد به القابلين لها من الثواب وما اعده لمن ردها من العذاب كما قال تعالى احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراط الجحيم وقفوا انهم مسئولون الى قوله انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا شاعر مجنون فجعل الله تعالى علة تعذيبهم وسببه هو استكبارهم عن قول لا اله الا الله وتكذيبهم من جاء بها فلم وما نفته ولم يثبتوا ما اثبتته بل قالوا انكارا واستكبارا. اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد. ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة هذا الا اختلاق وقالوا ها هنا ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون؟ فكذبهم الله عز وجل ورد ذلك عليهم عن رسوله صلى الله عليه عليه وسلم فقال بل جاء بالحق بل جاء بالحق وصدق المرسلين الى اخر الايات ثم قال في شأن من قبلها الا عباد الله المخلصين اولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم الى اخر الايات. وقال تعالى من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ ان امنون وفي الصحيح عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكافيين اصاب ارضا فكان منها نقية. قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير. وكانت منها اجاذب امسكت الماء دعا الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا واصاب منها طائفة اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت اه فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به. فعلم وعلم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به هذا الثالث من شروط لا اله الا الله القبول وبين رحمه الله تعالى ان المراد بالقبول اي القبول لما اقتضته والذي اقتضته هذه الكلمة توحيد الله سبحانه وتعالى فيشترط في قائل هذه الكلمة ان يقبل التوحيد الذي اقتضته هذه الكلمة فيكون موحدا مخلصا دينه لله سبحانه وتعالى يكون قبوله لها بقلبه عقيدة وبلسانه نطقا وتلفظا كما قال الله عز وجل قولوا امنا بالله اي قولوا ذلك بقلوبكم اعتقادا وبالسنتكم نطقا وتلفظا فمن شروط لا اله الا الله القبول لما اقتضته من توحيد لله سبحانه وتعالى يقبل ذلك بقلبه فيكون موحدا مخلصا لله سبحانه وتعالى ويقبل ذلك بلسانه فينطق بالتوحيد ليكون من اهله قال القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه وساق رحمه الله تعالى ادلة في القرآن الكريم ادلة من القرآن الكريم جانب جانب من هذه الادلة فيه بيان الله سبحانه وتعالى لحال من رد هذه الكلمة ولم يقبلها وجانب اخر من هذه الادلة في بيان من قبلها وعظيم ثوابه عند الله سبحانه وتعالى ومما ذكر رحمه الله تعالى مما حكاه الله عن الكفار عندما دعاهم النبي عليه الصلاة والسلام الى التوحيد والى لا اله الا الله قال الله في بيان حالهم انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون فبين الله سبحانه وتعالى انهم لم يقبلوا هذا لم يقبلوها ولم يقبلوا ما دلت عليه من التوحيد لله عز وجل ولهذا قالوا ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون وفي موطن اخر قالوا كما ذكر الله آآ اجعل الالهة الها واحدا فلم يقبلوا التوحيد الذي دلت عليه فالحاصل ان لا اله الا الله انما تكون نافعة لقائلها اذا قبل ما اقتضت اذا قبل مقتضته من توحيد الله والقبول لما اقتضته يكون بالقلب عقيدة باللسان نطقا وتلفظا والحديث الذي ختم به رحمه الله تعالى حديث ابي موسى وحديث عظيم تبان اقسام الناس في قبول الحق فالشاهد منه ما جاء في تمامه قال لما ذكر المثل مثل الناس في قبول الوحي والحق كالارض والارض اقسام فمن اقسام الارض اصاب منها طائفة اخرى انما هي قيعان. سبحان الله هذا المثل عجيب يبان حال الناس عموما مع قبول الوحي اذا اردت ان تعرف حال الناس مع قبول وحي انظر الى الارض عقب نزول المطر عليها امشي في الارض وانظر فيها عقب نزول المطر كيف انتفاعها به تجد انها على اقسام ثلاثة قسم من الارظ يقبل الماء ويروى من الماء وينتفع بالماء وينبت العشب الكثير وقسم اخر من الارض يا يمسك الماء ويحفظه فيأتي الناس وينتفعون به يأتي الناس ينتفعون بهذا الماء وقسم من الارض اذا جئت اليه بعد المطر كانه ما نزل فيه مطر كانه ما نزل في مطر تأتي اليه من غد ما كان الارض مطرت وما كانها ممطورة ترى هذه الارض عشب يدلك على انتفاع هذه الارض بالماء. وارض امسكت الماء فيأتي الناس وتأتي الابل وتأتي الماشية وتروى وتنتفع وتأتي الى ارض اخرى ما كأن الارض ممطورة ولا كأنها نزل عليها مطر فهذا القسم الثالث هو حال من لم يقبل الوحي مثل ما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به وهذا موطن الشاهد من الحديث نعم قال رحمه الله تعالى والرابع الانقياد لما دلت عليه المنافي لترك ذلك. قال الله عز وجل وانيبوا الى ربكم واسلموا وقال تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. وقالت لكم وهو محسن عندي وهو مؤمن ماذا تستفيدون من هذا اه ان الشيخ يكتب من حفظه كان يكتب رحمه الله من حفظه. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى ومن يسلم وجهه لله ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى. اي بلا اله الا الله والى الله عاقبة الامور ومعنى يسلم وجهه ان ينقاد وهو محسن موحد. ومن لم يسلم وجهه الى الله ولم يكن محسنا فانه فانه لم يستمسك بالعروة الوثقى وهو المعني بقول الله عز وجل بعد ذلك ومن كفر فلا يحزنك كفره. الينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا ان ان الله عليم بذات الصدور. نمتعهم قليلا ثم اضطروهم الى عذاب غليظ وفي حديث صحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به وهذا هو تمام الانقياد وغايته ثم ذكر رحمه الله تعالى الشرط الرابع من شروطها وهو الانقياد لما دلت عليه المنافي للترك الذي قبلها القبول المنافي للرد وهذا الانقياد المنافي للترك اي انه يشترط اه في من قال لا اله الا الله لتكون لا اله الا الله مقبولة من ان ينقاد لما دلت عليه فيكون ممتثلا منقادا مطيعا ولهذا قال الله عز وجل وانيبوا الى ربكم واسلموا له اي انقادوا وامتثلوا كونوا مطيعين لله سبحانه وتعالى من الادلة على اشتراط الانقياد قول الله سبحانه وتعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى اي استمسك بلا اله الا الله فافادت هذه الاية ان من لا يسلم وجهه الى الله اي لا يكون مقادا لا يكون مستمسكا بالعروة الوثقى التي هي لا اله الا الله نعم قال رحمه الله تعالى والخامس صدق فيها المنافي للكذب وهو ان يقولها صدقا من قلبه يواطئ قلبه لسانه. قال الله عز وجل لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فلا اعلم ان الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين الى اخر الايات قال تعالى في شأن المنافقين الذين قالوها كذبا ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. يخادعون ان الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرظ فزادهم الله مرظا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون وكم ذكر الله تعالى من شأنهم وابدى واعاد وكشف استارهم وهتكها وابدى فضائحهم في غير ما موضع من كتابه كالبقرة وال عمران والنساء والانفال والتوبة وسورة وسورة وسورة كاملة في شأنهم وغير ذلك. سورة المنافقون نعم. احسن الله اليك وفي الصحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده رسوله صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار فاشترط في انجاء من قال هذه الكلمة من النار ان يقولها صدقا من قلبه فلا ينتفعه مجرد التلفظ بدون مواطئة القلب وفيهما ايضا من حديث انس ابن مالك وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما من قصة الاعرابي وهو ضمام ابن ثعلبة وافد بني سعد بن بكر لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الاسلام فاخبره. قال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تتطوع انا والله لا ازيد عليها ولا انقص ولا انقص منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلح ان صدق وفي بعض الروايات ان صدق ليدخلن الجنة فاشترط في فلاحه ودخول الجنة ان يكون صادقا نعم نكتفي بهذا الشرط الخامس يرجى الكلام عليه الى لقاء الرد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وصلاحا وتوفيقا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يوفقنا اجمعين لكل خير اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا