الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فذكر بدء خلقه حتى دخل اهل الجنة منازلهم اهل النار منازلهم حفظ ذلك من من حفظ ونسي ومن نسي ورواه البخاري محال مع تعليمهم كل شيء لهم فيه منفعة في الدين وان دق وان دقت ان يترك تعليمهم ما يقولونه بالسنتهم ويعتقدونه بقلوبهم في ربهم ومعبودهم رب العالمين. الذي معرفته غاية المعارف وعبادته اشرف المقاصد والوصول اليه غاية المطالب بل هذا خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الالهية. فكيف يتوهم من في قلبه ادنى مسكن من ايمان وحكمة ان لا يكون الا يكون بيان هذا الباب قد وقع من من الرسول صلى الله عليه وسلم على غاية التمام. اذا كان قد وقع ذلك منه فمن المحال ان يكون خير امته وافضل قرونها قصروا في هذا زائدين فيه او ناقصين عنه. ثم من المحال ايضا ان تكون القرون الفاضلة. القرن الذي بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلون كانوا غير عالمين وغير قائلين في هذا الباب بالحق المبين. لان ضد ذلك اما عدم العلم وقول واما اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف الصدق وكلاهما هما ممتنع اما الاول فلان ما في قلبي ادنى حياة وطلب للعلم او نعمة في العبادة يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق في اكبر مقاصده واعظم مطالبه اعني بيان ما ينبغي اعتقاده لا معرفة معرفة كيفية الرب وصفاته. وليست النفوس الصحيحة الى شيء اشوق منها الى معرفة هذا الامر. وهذا امر معلوم بالفطرة الوجدية فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضي الذي هو من اقوى المقتضيات ان يتخلف عنه مقتضاه في اولئك السادة في مجموع عصورهم هذا لا يكاد يقع من ابلد واشدهم اعراضا عن الله واعظمهم اكبابا على طلب الدنيا والغفلة عن ذكر الله فكيف يقع من اولئك؟ واما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق او قائليه فهذا لا يعتقده مسلم ولا عاقل عرف حال قومه ثم الكلام عنهم في هذا الباب اكثروا من ان ان ينكر سطره في هذا الفتوى او في او اضعافها يعرف ذلك من طلبه وتتبعه. ولا يجوز ايضا ان يكون الخالي اعلم من السالفين كما يقول بعض الاغبياء ممن لم ممن لم يقدر قدر السلف بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من ان طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم فان هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة الخلف على طريقة السلف انما اوتوا من حيث ظنوا ان طريقة السلف هي مجرد الايمان بالفاظ القرآن والحديث من غير بمنزلة الاميين الذين قال فيهم ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني. وان طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائق بها بانواع المجازات وغرائب اللغات فهذا الظن الفاسد اوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر وقد كذبوا على طريقة السلف وظلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف وسبب ذلك اعتقادهم انه ليس في نفس الامر صفة دلت عليها هذه النصوص للشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها اخوانهم من الكافرين. فلما اعتقدوا انتفاء الصفات لنفس الامر وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويظ المعنى. وهي التي يسمونها طريقة السلف وبين صرف اللفظ الى معان بنوع تكلف وهي التي يسمونها طريقة الخلف. فصار هذا الباطل مركب من فساد العقل والكفر بالسمع. فان النفي انما اعتمدوا فيه على عقلية ظنوها بيانات وهي شبهات والسمع حرفوا فيه الكلام عن مواضعه. فلما انبنى امرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين كانت النتيجة استجهال السابقين الاولين واستبلاهم واعتقاد انهم كانوا قوما اميين بمنزلة الصالحين من العامة لم يتبحروا في حقائق العلم بالله ولم يتفطن لدقائق العلم الالهي وان الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله. ثم هذا القول اذا تدبروا الانسان وجده في غاية الجهالة بل في غاية الضلالة كيف يكون هؤلاء المتأخرون؟ لا سيما والاشارة بالخلف الى ضرب من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم وغرب عن معرفة حجابهم اخبر الواقف على نهايات اقدامهم بما انتهى اليه اليه من مرامهم حيث يقول لعمي قد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم ارى الا واضعا كف حائر على ذقن او قارعا سنا نادم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بمقام هذه الفتوى وهي الفتوى الحموية في الرد على من يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لم يعقلوا ولم يعلموا حقيقة صفات الله عز وجل وان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ايضا لم يكونوا على علم بمعاني هذه الصفات وهؤلاء الذين قالوا هذا القول يسمون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بانهم مفوضة ويسمونهم او يصفونهم باهل التجهيل لانهم وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه انهم يجهلون حقيقة هذه الصفات فشيخ الاسلام هنا يرد على هؤلاء بامور الامر الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة ونصح الامة وربنا قد اخبر انه قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي الدين قد كمل والنعمة قد تمت قد امر الله عز وجل رسوله بقوله يا ايها يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك فامره الله عز وجل ان يبلغ رسالته واعظم الرسالة ان يبلغها ان يبلغ ما يتعلق بمعرفة الله عز وجل والايمان به ومن الايمان بالله الايمان باسمائه وصفاته فذكر هنا قول ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه الذي في البخاري قال اقام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فذكر بدء الخلق حتى دخل اهل الجنة الجنة او منازلهم واهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه. ومثل هذا ايضا جاء عن حذيفة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم نهارا طويلا من الظهر العصر من العصر الى المغرب فاعلمنا احفظنا فذكر كل شيء يكون لقيام الساعة فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الامة وبين لهم ما يحتاجونه من امور دينهم بل بين لهم ما يتعلق بقضاء حاجتهم وادابها فمن المحال الا يبين لهم ما يحتاجون اعتقاده بقلوبهم وما يحتاجون قوله بالسنتهم فان الايمان بالله هو اصل الدين. الايمان بالله واصل قال هنا محال مع تعليمهم كل شيء لهم فيه منفعة في الدين وان دقت يقول محال ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي بلغ وعلم امته كل شيء له فيه منفعة لهم فيه لهم في منفعة في الدين. وان دقت ان يترك تعليمهم ما يقولونه بالسنتهم ويعتقدونه بقلوبهم فان هذا هو لب الرسالة وزبدتها كما قال ومعبودهم رب العالمين الذي معرفته غاية المعارف وعبادته اشرف المقاصد والوصول اليه غاية المطالب بل هذا الامر هو خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الالهية فكيف يتوهم؟ يقول كيف يتوهب من في قلبه ادنى مسكت من ايمان وحكمة الا يكون بيان هذا الباب قد وقع. هم يقولون يقولون النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين هذا الباب ولم يوضحه لامتي ولاصحابه ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ هذا الامر المتعلق بصفات الله او المتعلق باسمائه والصحابة رضي الله تعالى عنهم انما هم اميين لا يعلمون الكتاب الا تلاوة واماني وانما يقرأون حروفا والفاظا ولا يعقلون ما تحتويه من معاني كالعامي الذي يقرأ كلاما ولا يفهم ما المراد به وهذا من ابطل الباطل ومن ومن امحر المحال لان هذه اولا النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة ونصح الامة وباب الخير لو دل الامة عليه واعظم الخير واكثره حاجة واشد الناس حاجة اليه. كما قال هنا بل هو الغاية وهو المطلب وهو الخلاصة وهو الزبدة ومعرفة الله باسمائه وصفاته ويتعلق باعتقاد ما يجب اعتقاده في حق الله عز وجل خاصة ان الايات في هذا الباب كثيرة جدا وهم يقرأون في كتاب الله عز وجل الرحمن على العرش استوى ويقرأون ان الله سبحانه وتعالى ان الله سبحانه وتعالى يجيء ويأتي سبحانه وتعالى ويقرأون ايضا ان الله عز وجل له يد كما قال تعالى خلقت بيدي ويقرأون غيرا من الايات التي فيها اثبات صفات الله عز وجل وهم احرص القوم على معرفة ما يجب عليهم اعتقاده. ومن صبر حالهم وعرف غايتهم وحرصهم على طاعة الله عز وجل وسؤالهم عن القطمير والنقير والقليل والكثير عرف انهم لا يمكن ان يغفلوا هذا الباب وانما وانما لم ينقل عنهم ما يتعلق بمثل هذا الباب لان ما هم فيه من معرفة لغة العرب وفهمهم لما فيها من الدلالة والمدلول اغناهم عن السؤال فهم عرب اقحاح يعلمون من من مراده لان الله تكلم بلسانهم كما قال تعالى داو اخبر الله عز وجل بلسان عربي مبين فالله انزل هذا الكتاب وجعله بلسان عربي مبين سبحانه وتعالى ففهموا من هذا الخطاب ما دل عليه من جهة الفاظه وما افاد من جهة معانيه والنبي صلى الله عليه وسلم يقرهم على ذلك ولو كان ظاهر الايات غير مراد لبينه النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا ما يتعلق بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم لكتاب الله عز وجل فتفسير النبي صلى الله عليه وسلم لكتاب الله منه ما هو تلاوة له تلاوة له فان سكوته مع ظاهر معنى الاية هو تفسيره. فالنبي يفسر القرآن بتلاوة الايات وان تلاوته اياها هو تفسيرها. هو تفسيرها فليس لمعنى قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الا ان الله لا يشابه خلق ولا يماثلهم وان له صفة السمع والبصر. ايضا عندما تلى النبي صلى الله عليه وسلم الرحمن على العرش استوى وسكت عبد تبيني خلاف ما دلت عليه الاية؟ افاد ان ظاهرها هو المراد وان ما فهمه الصحابة هو المراد ايضا ولذلك عندما قال وسلم يضحك ربنا قال الاعرابي اويظحك ربه يا رسول الله؟ قال نعم. قال النعد من رب يظحك خيرا. ففهم الظحك الظحك الذي يفهمه العرب ولم يفهم معنى غير المعنى الذي تدل عليه سياق هذا الحديث او هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ايظا يدا من جهتين شيخ الاسلام ينكر هذا القول من جهتين الجهة الاولى من جهة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ الدعوة وتعليم الامة ما تحتاج من امور دينهم وما يكون عليهم اعتقاد وما يجب عليهم قوله. والجهة الثانية حرص اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على معرفة ما يجب عليهم من جهة القول ومن جهة الاعتقاد. وهم احرص الناس في هذا الباب فقد مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم واما او يقول هنا ثم الذين يلونهم كانوا غير عالمين يقول من يقول هذا القول او غير قائلين في هذا الباب بحق المبين لان ضد ذلك اما عدم العلم والقول واما اعتقال نقيض الحق. اي ان هؤلاء الصحابة لمن اعتقد فيهم ان تكون القلوب المفضلة القبر الذي بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم او الذي ثم الذين انهم كانوا لا يعلمون معنى هذه الايات او انهم يعتقدون فيها خلاف الحق فهذا من امحل محولا من جهة انهم غير عالمين ان هذا من ابطل الباطل من جهة حرصهم على معرفة الحق وبحثهم وسؤالهم عن كل ما دق او جل وانما سكتوا عن هذا الباب لان معناه قد ظهر لهم ولا يحتاج الى كثير بيان فان الله قد بينه بلسان عربي مبين اما انهم اعتقدوا خلاف الحق او نقيض الحق فهذا ايضا من ابطل الباطل. يقول اما الاول فلان من في قلبه ادنى حياة وطلب للعلم او او نهمة في العبادة يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق فيه اكبر مقاصده. يقول هذا الباب النفوس ومن كان عنده همة طلب علم او في قلبه حياة اول ما يحرص عليه ما يتعلق في حق الله عز وجل وما يجب عليه في حق ربي من باب اسمائه ومن باب صفاته. وما يجوز له اعتقاد في ذات الله. وما لا يجوز اعتقاده. هذا يسأل عنه عامة الناس فكيف بخيرة القرون وبافاظ الناس عند عند الله عز وجل يقول وهذا امر معلوم بالفطرة الوجدية فكيف تصور الفطرة الموجودة؟ فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضى الذي هو من اقوى وهو ان يعرف الانسان ما يجب عليه اعتقاد وما يلزمه معرفته ان يتخلف عنه مقتضاه في اولئك السادة في مجموع يبقى القرن الاول والثاني والثالث هذا لا يكاد يقع من ابد الخلق واشدهم اعراضا عن الله. بل حتى الذي يعرض عن طاعة الله عز وجل تجده حريصا ايضا في هذا الباب ان يعرف ما يجب عليه اعتقاده. فكيف اذا كان من احرص الناس على ارضاء الله وطلب مرضاته فان يكون اعظم واعظم. يقول واعظمهم بابا على طلب الدنيا والغفلة عن ذكر الله. فكيف يقع من اولئك؟ يقول ايه هذا لا يكاد يقع حتى ممن مكبا على وجهه على امور الدنيا وغافلا عن طاعة الله تجده يحرص ان يتعلم هذا الباب وان يعرف ما يجب عليه اعتقاده وما يجب عليه قوله. فكيف بمن كان من اسرع الناس بطاعة الله واحرصهم على مرضاته لا شك ان حرص عبادة الباب هو اعظم ما يكون. واما كونهم كانوا غير معتقدين في غير الحق فاوقى اليه. فهذا لا يعتقد مسلم ولا عاقل عرف حال القوم فهم يعني من يقودهم كان على الاعتقاد غير الصحيح فهذا ايضا لا يقوله مسلم ولا يعرفه مسلم. لماذا؟ لانهم كانوا من اعلم الناس بالله واحرص الناس على اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان عندهم شيء يخالف الحق لبينه نبينا صلى الله عليه وسلم. ولان اجماعهم حجة بالاجماع اجماعهم حجة بالاجماع. ولا يعرف عنهم خلاف في هذا الباب او ان احدا منهم انكر شيئا من صفات الله او تأول شيئا من صفات الله عز وجل بل كلهم مجمعون على اثبات ما اثبته الله واثبته رسوله صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه وتعالى. قال ولا يجوز ايضا وهو آآ ان ان يضل ان يكون الخالفون الخالفون الذين جاءوا بعد القرون المفضلة اعلم من السالفين كما يقول بعض الاغبياء يقول بعضهم ان ممن لم يقدر قدر السلف ولم يعرف حقهم ولم يعرف علمهم فانهم من اعلم الناس كما قال ذلك الاوزاعي وقال عمر بن العزيز رحمه تعالى يقول انما سكتوا عن علم وان نطقوا نطقوا ايضا بعلم فليس سكوتهم عجزا ولا كفهم يعني وليس كفهم عن الخوض فيها من ضعف او عجز وانما تكلموا بعلم وسكتوا على علم قالوا ما يلجأ قوله وسكتوا عما لا يجوز لهم ان يتكلموا فيه فهم عن علم وقفوا وبعلم ايضا تكلموا وقالوا رحمهم الله. وهذا ما قاله ائمة اهل العلم في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فلا يجوز او لا ان ان الخالفون الذين بعد عهدهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم من اجهل الناس بلغة بلغة القرآن او من اوجه الناس بلغة العرب وهم مع ذلك من ابعد الناس عن آآ اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والحرص على اتباعه ان يكون هؤلاء الخلف اعلم بكلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول ذلك بعض الاغبياء ممن لم يقدر قدر السلف بل ولا عرف الله ورسوله المؤمن به حقيقة المعرفة اه الموميا به حقيقة المعرفة المأمورة بها من ان طريقة السلف يقول هذا القائل ان طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم وهذا باطل بل نقول طريقة السلف اعلم واحكم واسلم وطريقة الخلف انما هي طريقة تعمق وتملق وظلال الا ان يوافقوا ما عليه سلفها هذه الامة فاهل فالسلف اعلم واحكم واسلم لانهم اعلم بمراد الله واعلم بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم واحكم في اتباع نصوص الكتاب والسنة. واسلم ايضا من الضلال والخرافة. يقول فان هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة الخلف عن على طريقة السلف انما اوتوا من حيث انهم ظلوا ان طريقة السلف وهذا من جهلهم بالسلف هم الان جهلوا حقيقة السلف وبنوا على جهلهم هذا المعتقد الفاسد ان طريقة السلف هي مجرد الايمان بالفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الاميين الذين قال الله فيهم ومنهم اميون على كتاب الله اماني. وان طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بانواع المجازات وغرائب القرآن. هم هذا اعتقادهم بالصحابة انهم مجرد اناس يقرأون القرآن ويسمعون كلام النبي وسلم لكنهم لا يفهمون ولا يعقلون المراد من هذا الكلام فهذا الظن الفاسد اوجب تلك المقالة هم اولا اخطأوا وظنوا ظنا فاسدا باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع ان اصحاب النبي والقرون المفضلة هم اعلم الناس بكلام الله عز وجل واعلم الناس بكلام رسولنا صلى الله عليه وسلم. ولذا يقول شيخ الاسلام وقد كذبوا على طريقة السلف وظلوا في تصويب طريقة الخلف كذبوا حيث ظنوا ان الصحابة لا يفهمون واخطأوا ايضا في تصويب طريقة الخلل هي طريقة مبتدعة ضالة لا تقوم على نص ولا على سنة لا ينطق مع نص ولا نقل ولا عقل انما تقوم على اصول اصلوها فاسدة وشروط شرطوها ضالة لا يدل عليها دليل. مثل فذكر هنا من المجازات العقلية وغرائب اللغات اللي صرفوا النصوص عن ظاهرها بامور صرفوا عن حقائقها بانواع المجازات وغرائب اللغات وبعقل فاسد ليس بعقل صريح سالم قال هنا وسبب ذلك اعتقادهم انه ليس في نفس الامر صفة دلت عليها ذي النصوص ذي الشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها اخوانهم من الكافرين فلما اعتقدوا انتفاء الصفات بنفس الامر وكان مع ذلك لابد للنصوص من معنى لانهم اصلوا اصولا فاسدة فلما اعتارت هذه الاصول مع نصوص الكتاب والسنة جزموا وعزموا على صرف هذه النصوص عن ظاهرها الى مجازات باطلة وغرائب في اللغات فاسدة حره بها نصوص الكتاب والسنة. وذلك لانهم اعتقدوا قبل ان يستدلوا. اعتقدوا قبل ان يستدلوا. فلما كان اعتقادهم فاسد تخالف اعتقادهم حرفوا نصوص الكتاب والسنة حتى توافق اعتقادهم الفاسد. يقول هنا وكان وكان يقول لك لابد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويظ المعنى وهي التي تسمون طريقة السلف ان مفوضة لا لا يعرفون المعاني ولا يثبتوا حقيق المعاني وبين صرف اللفظ الى معنى الى معاني بنوع تكلف وهي التي تسمونها طريقة الخلف فاتوا الى استوى فتأولوه وحرفوه الى معنى استولى واتوا الى معنى ضحك بمعنى ارادة الانعام. واتوا الى معنى اليد فقالوا هي بمعنى القدرة وما شابه ذلك. وهذا كله من باب انهم اعتقدوا ان الله لا تقم به صفة ولا يحل به حدث وعرض فلما وجدوا الايات النصوص تخالف ما اعتقدوه حرفوا هذه القصة وهم بين امرين اما ان يثبتوا الالفاظ ويكيف ويفوض المعاني واما ان يثبتوا الالفاظ ويحملوا معانيه على معان فاسدة بدلالات فاسدة. وهي شبهات كما قال الشيخ وقد وحرفوا فيه الكلم عن مواضعه. فلما انبنى امر على هاتين المقدمتين يعني المقدمتين كفريتين اولا تظيل السلف والامر المقدمة الثانية تصويب الخلف لما بنوه على اعتقاد فاسد وهذا الاعتقاد يخالف النصوص حاولوا ان يصرفوا النصوص عن ظاهرها كانت النتيجة استجهال السلف الاولين واستبلاؤهم اي انهم بلهة لا يعرفون ما يقرأون واعتقادهم كانوا قوم اميين بمنزلة الصالحين العامة صار رجل لكنه لا يفهم ولا يعقل المراد. لم يتبحروا في حقائق العلم مع ان العلم الذي يطلبه السلف علم غير محمود وانما هو علم متكلف فيه وهو علم لا ينفع متعلمه ولا يرفعه عند ربه سبحانه وتعالى قال هنا ولم يتفطر لدقائق العلم. يقول هنا ثم هذا القول اذا تدبره الانسان وهو قولهم ان الخلف اعلم وانهم اعرف بدقائق الامور وبدقائق الادلة قال اذا اذا تدبر المسلم او الانسان وجده في غاية الجهلة بل في غاية الظلال لماذا بان واقع هؤلاء هؤلاء الضلال واقعهم المتأخرون واقعهم انهم في حيرة وفي شك وفي ريب وتخبط كما وقع ذلك للرازي وكما وقع ذلك للشيرازي وكما وقع ذلك للجويلي وكما وقع ذلك ايضا لغيرهم من ارباب بهذا هذا الكلام وهب من الارباب هذا الظلال. فهؤلاء كان يقول قائلهم لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم ارى الا واضع كف حائل على ذقن او قارعا سن نادم. هذا حال القوم الذين تفضلونهم على السلف حالهم انهم بهذه الصفة انهم طافوا المعاهد كلها وسيروا طرفهم بين تلك المعالم فلم ارى يقول هؤلاء العالمون المتأخرون المتخلفون الخالفون لم يرى منهم الا واضعا كف حائر انهم في حيرة وشك على ذقن او قارعا سن نادم. هذا نهاية القوم وهو قول ايضا الشراز عندما قال او الرازي عندما قال ان يقول الرازي نهاية اقدام العقول فقالوا واكثر سعي العالمين وبال واكثر سعي العالمين ظلال وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا قيل وقالوا ويقول الجويري لقد خضت البحر الخضم وتركت الاسلام واهله وآآ يقول اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى اقرأ في النفي ليس كمثله شهوة السميع البصير وها هنا وها انا اموت على عقائدي عجائز ليسابور يقول لقد ضقت لقد خضت البحر الخضرم وتركت علوم الاسلام واهلها اي تركت علوم المسلمين ما يتعلق بمعرفة الكتاب والسنة ودخلت في كتب الفلاسفة الذين هم من اجهل الناس بالله عز وجل. يقول قائل لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت اقرب الطرق طريقة وقد رأيت واقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى واليه يصعد الكلم الطيب واقرأ في النفي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله ولا يحيطون به علما ومن جرب مثل تجربة عرف مثل معرفتي ويقول الجويني لقد فزت البحر الخضم وتركت اهل الاسلام وعلومهم وخضت في الذي نهوني عنه والان والان يقول ان لم يتداركني ربي برحمة منه فالويل لفلان وهو الجويني وها انا ذا اموت على عقيدة امي ويقول الاخر اكثر الناس شكا عند الموت اصحاب الكلام اذا مثل هؤلاء كيف يفضلون على الذين كانوا اعمق الناس علما واكثر واقلهم تكلفا واعظمهم ايمانا واكبرهم يقينا ولم يقع منهم شك لا في كلام الله ولا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون هؤلاء القول في هذه المثابة والمنزلة ثم يأتي من يقول ان الخلف علمهم اعلم واحكم وان السلف علمهم اسلم بل نقول السلف اعلم واحكم وهم الاسلم ايضا والناجون يوم يلقون ربهم سبحانه وتعالى. سيأتي معنا ما يتعلق بمثل هذه النقولات عن هؤلاء المتخلفين والمخالفين لسلف الامة. اذا خلاصة هذا المبحث رده شيخ الاسلام خلاص المبحث هي انه كيف يفضل علم الخلف على علم السلف وكيف يظل بالنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الذين هم اكثر الناس حرصا على معرفة الحق والديانة به لله عز وجل ان يترك معرفة الحق والا يدينوا به ولا يقولوا به ولا يعلموه الناس ويأتي هؤلاء المتأخرون الخالفون فيكونون اعلم بهم او اعلم بالله منهم. فهذا من امحل المحال فرسولنا قد بلغ الرسالة واصحابه قد ادوا الامانة ايضا ونشروا دين الاسلام في الارض وتفرقت اجسادهم في الارض تبليغا لدين الله عز وجل وكانوا على هدى وعلى طريق مستقيم رظي الله تعالى عنهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كلها في النار الا ما انا عليه واصحابي. والذي كان عليه اصحابه رضي الله تعالى عنهم والصراط المستقيم والدين القويم الذي امر به ربنا سبحانه وتعالى