الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى والخامس الصدق فيها المنافي للكذب فهو ان يقولها صدقا من قلبه يواطئ قلبه لسانه. قال الله عز وجل الف لام ميم. احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ولا يعلمون ان الكاذبين الى اخر الايات وقال تعالى في شأن المنافقين الذين قالوها كذبا ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون وكم ذكر الله تعالى من شأنهم وابدى واعاد وكشف استارهم وهتكها وابدى فضائحهم في غير ما موضع من كتابه كالبقرة وال عمران والنساء والانفار والتوبة وسورة كاملة في شأنهم وغير ذلك وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار. فاشترط في انجاء من قال هذه الكلمة من النار ان يقولها صدق كم من قلبه فلا ينفعه مجرد التلفظ بدون مواطأة القلب وفيهما ايضا من حديث انس ابن مالك وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما من قصة الاعرابي وهو ضمام ابن ثعلبة وافد بني سعد بن بكر لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الاسلام فاخبره قال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تطوع قال والله لا ازيد عليها ولا انقص منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلح ان صدق. وفي بعض الروايات ان صدق فقال يدخلن الجنة فاشترط في فلاحه ودخول الجنة ان يكون صادقا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله طوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى يبين الشروط التي لا تقبل لا اله الا الله الا بها وقد تقدم كلامه رحمه الله تعالى على اربعة شروط وهي العلم واليقين والقبول والانقياد وبقي منها شروط ثلاثة قال رحمه الله الخامس الصدق فيها المنافي للكذب الصدق فيها المنافي للكذب. وقد بين العلماء رحمهم الله تعالى ان الصدق هو مواطئة قلب اللسان بمعنى ان ما يقوله بلسانه يوافق ما يعتقده في قلبه اما اذا اختلف القلب على عن اللسان فصار يظهر ما لا يبطن ويبطن ما لا يظهر فهذا هو الكذب هذا هو الكذب الكذب اختلاف اختلاف السر عن العلانية اختلاف السر عن العلانية يكون في في سره شيء وفي علانيته شيء وهو النفاق في في العقيدة والايمان عندما يعلن ايمانه ويظهر انه من اهل الايمان وفي قلبه يبطن خلاف ذلك فهذا آآ خلاف الصدق وهو من النفاق ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى من حال المنافقين قال اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى الشياطين قالوا انا معكم وقال اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون كاذبون في ان ما قالوه بالسنتهم يخالف ما يعتقدونه في قلوبهم. هذا هو الكذب هنا وهو كفر اكبر موجب للخلود في النار بل للدرك الاسفل منها. ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار فالحاصل ان من شروط قبول لا اله الا الله ان تكون نابعة عن صدق لا تخرج من اللسان فقط بل منه ومن القلب هذا هو الصدق ان لا يكون خروج لا اله الا الله من اللسان فقط بل تخرج من لساني ومن قلبه يقولها بقلبه عقيدة ويقولها بلسانه نطقا وتلفظا هذا هو الصدق فيها ان يكون صادقا بلا اله الا الله ولهذا جاء في الصحيح الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى حديث معاذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه صدقا من قلبه. يعني لا يكفي اللسان لو قالها بلسانه لا يكفل حثور لحصول الثمرة المترتبة وهي قوله الا حرمه الله على النار لا بد ان يكون هذا القول صدقا من القلب فاشترط عليه الصلاة والسلام في قبول هذه الكلمة ان تكون صدقا من القلب اشترط عليه الصلاة والسلام ان تكون هذه الكلمة صدقا من القلب واذا كان هذا شرطا فان الشرط لنتفى. انتفى المشروط اذا انت فالشرط انتفى المشروط وهي في الحديث قيدت قيدت في قبولها وترتب الثواب ثوابها على وجود هذا القيد وجود هذا الشرط صدقا من قلبه اذا من الشروط التي لا تقبل لا اله الا الله الا بها ان تكون صدقا من القلب وانظر ايضا في قصة الرجل الاعرابي الذي جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وسأله عن شرائع الاسلام فقال بعد ان عقلها اه والله لا نزيد عليها ولا انقص منها يعني احافظ عليها هي فقط محافظة دقيقة لكننا نزيد ولن انقص منها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم افلح لكن بقيد ما هو ان صدق افلح ان صدق الان هو قال والله لا ازيد عليها ولا هذا قول فقيد فلاح هذا الرجل ليس بمجرد القول الذي قاله بل ان صدق في هذا القول فكان من قلبه عزما اه اكيدا على العمل بما بما قال فيكون ما قاله ليس قولا بمجرد آآ اللسان بل قول من القلب يا يصحبه عزم اه حرص على العمل قال افلح ان صدق وفي رواية قال ان صدق ليدخلن الجنة. قال الشيخ فاشترط في فلاحه ودخوله الجنة ان يكون صادقا ان يكون صادقا نعم قال رحمه الله تعالى والسادس الاخلاص وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك قال تبارك وتعالى الا لله الدين الخالص وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. وقال تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين وقال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين قل الله اعبد مخلصا له ديني وقال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولا تجد لهم نصيرا. الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما. وغير ذلك من الايات وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسعد الناس بشفاعة من قال لا اله الا الله خالصا من من قلبه او نفسه وفي الصحيح وفي الصحيح عن اتبان ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل وفي جامع الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد قط لا اله الا الله مخلصا الا فتحت له ابواب السماء حتى تفضي الى العرش ما اجتنبت الكبائر. قال الترمذي هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وللنسائي في اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وحده لا لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مخلصا بها قلبه يصدق بها لسانه الا فتق الله لها السماء فتقى حتى ينظر الى قائلها من اهل الارض وحق لعبد نظر الله اليه ان يعطيه ان يعطيه سؤله ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا الشرط وهو السادس من شروط لا اله الا الله الاخلاص وعرفه بانه تصفية العمل بصالح النية من جميع شوائب الشرك الاخلاص من الخلوص كذلك الخالص وهو الصافي النقي ولهذا الاخلاص في العمل الصالح هو صفاؤه ونقاؤه بحيث لا يكون فيه الشوائب الشرك لا يكون فيه الشوائب الشرك فاذا دخل الشرك في العمل وجعل مع الله سبحانه وتعالى الشريك في العمل يصبح العمل ليس صافيا في ابتغاء وجه الله به بل اشرك معه غيره فينتفي الاخلاص وبامتثال الاخلاص يبطل العمل يبطل العمل ولهذا من شروط هذه الكلمة ان تكون خالصة من القلب ان تكون خالصة من القلب. ان يقولها مخلصا الدين لله والاخلاص هو الامر الذي عليه قيام دين الله عز وجل بل ان لا اله الا الله توصف بانها كلمة الاخلاص. لان من حققها هو المخلص من حقق لا اله الا الله هو المخلص لان الاخلاص تصفية للعمل من الشوائب ولا اله الا الله بتحقيقها يصفو العمل لا اله الا الله بتحقيقها يصفو العمل لكن من يكون من يقولها قولا مجردا لا يحقق ما اقتظته من التوحيد لا يكون بمجرد القول من اهلها حتى يخلص دينه لله ولتحقيق هذا المعنى الذي هو الاخلاص في لا اله الا الله شرع لنا دبر كل صلاة ان نهلل مستذكرين الاخلاص الذي تتطلبه هذه الكلمة ولا تكون مقبولة الا به ولهذا كلنا نقول عقب كل صلاة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة الا بالله لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا اله الا الله نعم مخلصين له الدين ولو كره الكافرون فنستذكر هذا الارتباط بان لا اله الا الله هو الاخلاص وان لا اله الا الله لا تكون مقبولة الا به بان يكون قائلا لها مخلصا دينه لله فلو قالها قولا مجردا ولم يكن مخلصا دينه لله سبحانه وتعالى لم يكن بذلك من اهل لا اله الا الله فهي لا تقبل الا بالاخلاص لا تقبل الا بالاخلاص ولهذا جاء في القرآن ايات كثيرة جدا امرة بالاخلاص وداعية الي وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص ومعنى الخالص اي الصافي النقي وعندما تريد ان تقف على مدلول الاخلاص في اللغة اقرأ الاية التي في سورة النحل قول الله سبحانه وتعالى وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين خالصا اي صافيا نقيا يخرج من بهيمة الانعام كما ذكر الله من بين فرث ودم فلا ترى فيه قطرة دم ولا نقطة يسيرة من الفرث صافي قال من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا. خالصا اي صافيا نقيا ولهذا الصفاء والنقاء الذي فيه يكون سائغا للشاربين لكن لو كان يخرج وفيه آآ دم او فيه فرث لا يكون لا لا يكون مستساغا ولا سائغا فوصفه الله بالخالص اي الصافي النقي الصافي النقي ولهذا ينبغي المرء ينبغي على المرء ان يكون دينه كذلك اي صافيا نقيا لا يخالطه شيء ولا يداخله شوائب ومعنى صافيا اي كل العمل لله سبحانه وتعالى لا يطلب العمل سمعة ولا شهرة ولا مرآة ولا غير ذلك من المقاصد لا يطلب بالعمل الا الله ولا يريد به الا الله سبحانه وتعالى فالاخلاص هو الا يبتغى بالعمل الا وجه الله اقرأ الحديثين المتتابعين الذين اوردهما المصنف الاول حديث ابي هريرة قال اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا والذي بعده ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله يبتغي بذلك وجه الله هو معنى الاخلاص الاخلاصا يبتغى بالعمل وجه الله لا يراد به الا الله سبحانه وتعالى. ولا يقبل العمل وايضا لا اله الا الله نفسها لا تقبل الا الا اذا كان يبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى والسابع المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه قال والسابع المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضت ودلت عليه ولاهلها العاملين بها ولما اقتضته ودلت عليه نعم ولما اقتضته ودلت عليه؟ ولاهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك وبغض ما ناقض ذلك قال الله عز وجل ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم هم ويحبون اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم فاخبرنا الله عز وجل ان عباده المؤمنين اشد حبا له. وذلك لانهم لم يشركوا معه في محبته احدا كما فعل ادعوا محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه اندادا يحبونه كحبه وعلامة حب العبد ربه تقديم محابه وان خالفت هواه. وبغض ما يبغض ربه وان مال اليه هواه. وموالاة من والى الله ورسوله ومعاداة من عاداه واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم واقتفاء اثره وقبول هداه وكل هذه العلامات شروط في المحبة لا يتصور وجود المحبة مع عدم شرط منها. قال تعالى ارأيت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلها؟ وقال تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله فكل من عبد مع الله غيره فهو في الحقيقة عبد لهواه. بل كل ما عصي الله به من الذنوب فسببه تقديم العبد هواه على اوامر الله عز وجل ونواهيه وقال تعالى في شأن الموالاة والمعاداة فيه قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومه اذ انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. الايات وقال تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءه هم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان الاية وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء. بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه من الايات وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء استحبوا الكفر على الايمان. ومن يتولهم منكم اولئك هم الظالمون الايتين. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء. الى اخر السورة وغير ذلك من الايات وقال تعالى في اشتراط اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ذنوبكم والله غفور رحيم. قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. ان يكون الله ورسوله احب اليه مما وهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه. كما يكره ان يقذف في نار اخرجاه من حديث انس رضي الله عنه وفيهما عنه وعن ابي هريرة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. وفي كتاب الحجة بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. وذلك الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الخبر عن الله والامر بما يحبه الله ويرضاه والنهي عما يكرهه ويأباه. فاذا امتثل العبد ما امره الله به واجتنب ما نهى الله عنه عنه وان كان ذلك مخالفا لهواه كان مؤمنا حقا. فكيف اذا كان لا يهوى سوى ذلك؟ وفي الحديث اوثق عرى ايمان الحب في الله والبغض فيه قال ابن عباس رضي الله عنهما من احب في الله وابغض في الله ووالى في الله وعاد في الله فانما تنال ولاية الله بذلك وقد اصبح غالب مؤاخاة الناس اليوم على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا وقال الحسن البصري وغيره من السلف ادعى قوم محبة الله عز وجل فابتلاهم الله بهذه الاية. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني ان يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين وقال البخاري رحمه الله تعالى حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا فليح قال حدثنا هلال بن علي عن عطاء ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قالوا ومن يأبى؟ قالوا يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى قال حدثنا محمد بن عبادة قال اخبرنا يزيد قال حدثنا سليم واثنى عليه حدثنا سعيد بن ميناء قال حدثنا او سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول جاءت ملائكة الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم ان فقال بعضهم انه نائم وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقضان فقالوا ان لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا فقال بعضهم انه نائم وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقضان فقالوا ان مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة داعيا فمن اجاب الداعية دخل الدار واكل من المأدبة ومن لم يجب الداعية لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة فقالوا اولوها اولوها له يفقهها. فقال بعضهم انه نائم وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقضان قالوا فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم. فمن اطاع محمدا صلى الله عليه وسلم فقد اطاع الله. ومن محمدا صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله ومحمد صلى الله عليه وسلم فرق بين الناس ومن هنا يعلم انه لا تتم شهادة ان لا اله الا الله الا بشهادة ان محمدا رسول الله. فاذا علم انه لا تتم محبة الله عز وجل الا بما يحبه الا بمحبة ما يحبه وكراهية ما يكره فلا طريق الى معرفة ما يحبه تعالى وما يرضاه وما يكرهه ويأباه الا باتباع ما امر به رسول الله صلى الله عليه واجتناب ما نهى عنه. فصارت محبته مستلزمة لمحبة رسول الله رسول الله وتصديقه ومتابعته لهذا قرن محبته بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة من القرآن كقوله كقوله عز وجل قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله والله لا يهدي القوم الفاسقين. وغير ذلك من الايات. ذكر رحمه الله تعالى هنا الشرط السابع من شروط لا اله الا الله وهو المحبة وبين ذلك بقوله اي المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه ولاهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك فلا يكون العبد من اهل اه لا اله الا الله الا بتحقيق هذه المحبة الا بتحقيق هذه المحبة بل ان المحبة تعد ركنا يقوم عليه التعبد لله سبحانه وتعالى والتقرب له جل وعلا ومن المحبة ما لا يكون الا لله عز وجل وهي محبة العبودية والذل والخضوع فهذه لا يجعل مع الله سبحانه وتعالى معها شريك. ولهذا جاء في الاية التي اورد المصنف ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله فمحبة العبودية هذه روح الدين ولبه وقاعدته وان وذلك بان يعمر قلب المؤمن بحب الله عز وجل فيصلي ويصوم ويتصدق ويقوم بالطاعات اه تحقيقا لما تقتضيه هذه المحبة التي في قلبه لله سبحانه وتعالى فهو يعمل ما يعمل من طاعة حبا لله وطلبا لرضاه وخوفا من عقابه سبحانه وتعالى ولهذا قال العلماء ان العبودية تقوم على اركان ثلاثة الحب والرجاء والخوف الحب والرجاء والخوف والحب هو روح آآ العبادة واساسها الذي اه اه اساسه الذي عليه تقوم وحب الله سبحانه وتعالى يستلزم حب ما يحب وحب من يحب. جل وعلا حب ما يحب من العمل الصالح والطاعات وانواع القربات وحب من يحب من الذوات والاشخاص ولهذا جاء في الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك والعمل الذي يقربني الى حبك وفي الحديث اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وقال عليه الصلاة والسلام من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان اي ان الايمان لا يستكمل الا بهذا الحب بهذا الحب فيه والبغض فيه سبحانه وتعالى وبعض العلماء يضيف الى هذه الشروط السبعة شرطا ثامنا وهي البراءة البغض لكل ما يعبد من دون الله براءة من المعبودات ومن العابدين لها انني براء مما تعبدون قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقوم انا براء منكم منكم ومما تعبدون من دون الله فبعض العلماء يضيف الى هذه الشروط السبعة شرطا ثامنا وهو هذه البراءة لكنها داخلة في هذا الشر ولهذا ادرجها رحمه الله تعالى فيه في اه شرحه لهذه المحبة لان المحبة محبة الله تستوجب بغض ما يبغض الله فكما انها تستلزم محبة ما يحب من العمل ومحبة ما يحب من الاشخاص فانها ايظا تستوجب بغظ ما يبغظ من اه العمل وبغض ما من يبغض من الاشخاص والذوات فهذا مما تقتضيه هذه المحبة التي هي شرط من اه شروط لا اله الا الله ونسأل الله الكريم ان يجعلنا من اهل هذه الكلمة حقا وصدقا وان يحيينا عليها وان يميتنا عليها وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا