الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية قال وقال الامام ابو عبد الله الحارث ابن اسماعيل ابن اسد المحاسبي في كتابه المسمى فهم القرآن قد قال في كلامه على الناسخ والمنسوخ وان النسخ لا يجوز في الاخبار قال لا يحل لاحد ان يعتقد ان مدح الله واسمائه وصفاته يجوز ان ينسخ من الى ان قال وكذلك لا يجوز اذا اخبر ان صفاته حسنة عليا ان يخبر بعد ذلك انها دنية قال اذا اخبر وصفاته الحسنى حسنة عليا ان يخبر بعد ذلك انها دنية سفلى ويصف نفسه بانه جاهل ببعض الغير بعد ان اخبر انه عالم بالغيب وانهم لا يبصروا ما قد كان ولا يسمعوا الاصوات ولا قدرة له ولا يتكلم ولا الكلام كان منه وانه تحت الارض لا على العرش جل وعلا عن ذلك واذا عرفت ذلك واستيقظته علمت ما يجوز عليه النسخ وما لا يجوز. فان تلوت اية في ظاهر تلاوتها تحسب انها ناسخة لبعض اخباره كقوله عن فرعون حتى اذا ادركه الغرق قال امنت. وقال تعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم الصابرين. وقال قد تأول قوم ان الله على ان ينجيه ببدنه من النار. اذ قد امن عند الغرق وقالوا اذا انما ذكر الله قوما فرعون يدخلون النار دونه وقال فقال فاوردهم النار وقال وحاق بال فرعون سوى العذاب ولم يقل بفرعون فرعون وقال وهكذا الكذب على الله ان الله تعالى يقول فاخذه اللهم كان الاخرة والاولى. وكذلك قوله تعالى فليعلمن الله الذين صدقوا فاقر التلاوة على استئناف العلم من الله عز وجل على ان يستأنف علما بشيء لانه قال لانه من ليس له علم بما يريد ان يصنعه لن يقدر عليه ان يصنعه نجده ضرورة. قال الا يعلم من خلق وهو وهو اللطيف الخبير. قال وانما قوله حتى نعلم المجاهدين منكم انما يريد حتى نراه. فيكون معلوما موجودا لانه لا جائز ان يكون يعلم شيئا معدوما من قبل من قبل ان يكون ويعلمه موجودا كان قد كان. فيعلم في وقت واحد معلوما موجودا. وان لم يكن وهذا وذكر كلاما في هذا في الارادة. الى ان قال وكذلك قوله تعالى انا معكم مستمعون. ليس معناه ان يحدث له سمعا ولا تكلف ولا تكلف لسمع ما كان من قولهم وقد ذهب قوم من اهل السنة ان لله استماعا حادثا في ذاته فذهبوا الى ان ما يعقل من الخلق انه يحدث منهم علم بما كان من قوله لان المخلوق اذا سمع حدث له عقد فهم قال حدث له عقد فهو قال قال اذا سمع حدث له عقد عقد فهم عقد فهم عما ادركته اذنه من الصوت ذلك قوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله. لا يستهدف بصرا محدثا في ذاته وانما يحدث الشيء فيراه مكونا كما لم يزل يعلم قبل كونه الى الى ان قال وكذلك قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده وقوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله امنت ما في السماء وقوله تعالى اليه يصعد الطيب والعمل الصالح ينفعه وقال تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه. وقال تعالى تعرج الملائكة والروح اليه وقال لعيسى اني متوفيك ورافع اليك وقال تعالى بل رفعه الله اليك وقال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادتي وذكر الالهة قال وذكر الالهة ان لو كانوا لم تروا الى ذي العرش سبيلا الى طلبه حيث هو. فقال قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. فقال تعالى سبح اسم ربك الاعلى قال ابو عبد الله فلن ينسخ ذلك ابدا. كذلك قوله تعالى وهو الذي في السماء له في الارض اله. وقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. فقوله الا وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهكم. وقوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. فليس هذا بناسخ لهذا ولا هذا ضد بذلك واعلم ان هذه الايات ليس معناها ان الله اراد الكون بذاته. فيكون في اسفل الاشياء او ينتقل فيها لاستفالها ويتبعظ فيها على اقدارها ويزول عنها عند فلائها جل وعز عن ذلك وقد نزغ بذلك بعض اهل الضلال فزعموا ان الله تعالى في كل شيء بنفسه كائنا كما هو في العرش ولا فرق بين ذلك عندهم ثم احالوا في النفي بعد تثبيت ما يجوز عليه في قولهم ما نفوه. لان كل من يثبت شيئا في المعنى ثم نفاه القول لم يغني عنه نفيه بلسانه واحتجوا بهذه الايات ان الله تعالى بكل شيء بنفسه كائنا ثم نفوا معنى ما اثبتوا فقالوا لا كالشيء في الشيء قال ابو عبد الله اما اما قوله حتى نعلم وسيرى الله وانا معكم السميعون فانما معناه حتى يكون الموجود. ويعلمه موجودا ويسمعه مسموع ويبصره مبصرا لا على استحداث علم ولا سمع ولا بصر. وما قوله تعالى واذا اردنا اذا جاء وقت كون المراد فيه وان قوله على العرش استوى وهو القاهر فوق عبادي امنتم ما في السماء ان يخسف بكم الارض اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا فهذا وغيره مثل قوله فارجو والروح اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. هذا منقطع يوجب انه فوق العرش. فوق الاشياء كلها منزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه منه الخافية لانه ابانا في هذه الايات ان ذاته بنفسه فوق عباده لانه قال اامنتم ما في السماء يعني فوق العرش والعرش فوق السماء لان من كان فوق كل شيء على السماء في السماء. وقد قال مثل ذلك قال فسيحوا في الارض يعني على الارض لا يريد الدخول في جوفها وكذلك قوله ولاصلبنكم في جذوع النخل يعني فوقها عليها فقال امنتم من في السماء ثم فصل فقال ان يخسف بكم الارض يصل فلم يكن ذلك معنى اذ فصل في قوله من في السماء ثم استأنف التخويف بالخسف الا انه على الا انه على عرشه فوق السماء. وقال يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه. فقال تعرج الملائكة والروح اليه. فبين عروج الامر وعروج الملائكة ثم وصف وقت صعودها صاعدة اليه فقال في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فقال صعودها اليه وفصله من قوله اليه كقول القائل اصعد الى فلان في ليلة او يوم وذلك انه في العلو. وان صعودك اليه في يوم فاذا فاذا صعدوا الى العرش فقد صعدوا الى الله عز وجل ان كانوا لم يروه ولم يساووه بالارتفاع في علوه فانهم صعدوا من الارض وعرجوا بالامر الى العلو. قال الله تعالى بل رفعه الله اليه ولم يقل عنده فقال تعالى وقال فرعون يا هامان ابني صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى ثم استأنف الكلام فقال وان اظنه كاذبا فيما قال لي ان الهه فوق السماوات. فبين ان الله سبحانه فبين الله سبحانه ان فرعون ظن بموسى انه كاذبا انه كاذب فيما قال وعمل بطلبه حيث قاله مع الظن بموسى انه كاذب ولو ان موسى قال انه في كل مكان بذاته لطلبه في بيته او بدنه او حشه فتعالى الله عن ذلك ولم يجهد نفسه ببنيان الصرح. قال ابو عبد الله واما الاية التي يزعمون ان انها قد وصلها ولم يقطعها كما قطع الكلام الذي اراد به انه على عرشه فقال الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض فاخبر بالعلم ثم اخبر وانه مع كل مناج ثم ختم الاية بالعلم بقوله ان الله بكل شيء عليم. فبدأ بالعلم وختم بالعلم فبين انه اراد انه يعلمهم حيث كانوا لا يخفون عليه ولا يخفى عليه مناجاتهم ولو اجتمع القوم في اسفل في اسفل وناظر اليهم في العلو وقال اني لم ازل اراكم اعلم مناجاتكم لكان صادقا ولله المثل الاعلى ان يشبه الخلق فان ابوا الا ظاهر التلاوة وقالوا هذا منكم دعوة خرجوا عن قول في ظاهر التلاوة لان من من هو مع الاثنين او اكثر هو معهم لا فيهم. ومن كان مع الشيء فقد خلا منه جسمه وهذا خروج من قولهم. كذلك قوله تعالى نحن اقرب اليه من حبل الوريد لان ما قرب من الشيء ليس هو في الشيء ففي ظاهر التلاوة على دعواهم انه ليس في حبل الوريد. وكذلك قوله تعالى وهو الذي السماء اله وفي الارض اله لم يقل في السماء ثم قطع كما قال امنتم من في السماء ثم قطع وقال ان يخسف بكم الارض فقال وهو الذي في السماء وفي الارض اله اهل السماء واله اهل الارض. وذلك موجود في اللغة تقول فلان امير في قرسان وامير في بلخ وامير في والقند وانما هو موضع واحد ويخفى عليه ما وراءه فكيف العادي فوق الاشياء لا يخفى عليه شيء من الاشياء يدبره فهو اله في فهو اله في فيهما اذا كان مدبرا لهما وهو على عرشه فوق كل شيء تعالى عن الانفال. وقال الامام ابو عبدالله محمد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. ساق شيخ الاسلام رحمه الله تعالى كلام ابي عبد الله الحارث ابن ابن اسد المحاسب وهو من اقران الامام احمد رحمه الله تعالى الا انه دخل في شيء من علم التصوف وكان يتكلم في شيء من العلوم التي ذمه عليها الامام احمد رحمه الله تعالى يقول رحمه الله تعالى في كتاب يسمى بفهم القرآن. وهذا الكتاب طبي مع كتاب العقل له ايضا. ومطبوع اسمه كتاب فهم القرآن وفهم القرآن وكتاب اخر هو العقل. قال في كلامه عن الناس والمنسوخ ان النسخ لا يجوز الاخبار وهذا محل اجماع. ان الاخبار لا تنسخ انما الذي ينسخ الاحكام. اما ما اخبر الله عز وجل به فانه لا يأتيه النسف ابدا. وهذا محل فاعل بين اهل العلم. ولذا اذا تكلم الانسان بشيء ثم نسخه لم يعد بعد ذلك صادقا في قوله فالاخبار اذا نسختها كنت كاذبا فيما قلته قبل ذلك او مخطئا اما ان ينسخ بخطئه واما ان ينسخ بكذبه ولذا اخبار الله عز وجل لا يدخلها الخطأ ولا يدخلها النسيان. فالخبر سواء اخبار الله او اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها لا يدخلها النسخ الى ان قال لا النص يقول ولا يجوز في الاخبار قال لا يحل لاحد ان يعتقد ان مدح الله واسماؤه لا يجوز ان ينسخ منها شيء. معنى ذلك ان الله مدح نفسه بانه القوي العزيز. لا يأتي في اية اخرى او يذكر الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا انه بخلاف قوي وبخلاف القهار والجبار. او ان الله يصف اه نفسه وصفات ثم ينفي تلك الاسماء والصفات عن نفسه نقول هذا لا يكون ابدا في كلام الله عز وجل لان الله كلامه الحق وهو اصدق القائلين سبحانه وتعالى. الى ان قال وكذلك لا يجوز اذا اخبر ان صفة ان صفاته حسنى او حسنة علية ان يخبر بعد ذاك انها بلية سفلى. فيصف نفسه بانه جاهل ببعض الغيب بعد ان اخبر انه عالم بالغيب. والادب في هذا ان يقال ان الله لا يصف نفسه بخلاف ما امتدح به نفسه ليصف الله نفسه بشيء بخلاف ما امتدح به نفسه. فالله له القيومية ولا يصف نفسه بخلاف هذه القيومية. والله له كمال الحياة ولا يصل نفسه بالشيء بخلاف تلك الحياة الكاملة وهذا من اعتقده او اقر وظنه فقد كفر بالله عز وجل الى ان ذكر شيئا من هذا الكلام الذي فيه ان الله سبحانه وتعالى اذا اثبت شيئا من اخباره فان هذه الاخبار تبقى صدقا وعدلا وحق لا باطل فيها لا يعتريها نصف ولا تبديل. يقول فاذا عرفت ذاك واستيقظت وعلمت ما يجوز عليه النسخ وما لا يجوز. الذي يجوز عليه النسخ هو احد الاحكام التي يحكوا بها ربنا سبحانه وتعالى كما قال تعالى ما ننسخ بالايات وننسى نأتي بخير منها او مثلها. مع ان هذا ليس في مقامنا الذي ذكرناه. لان نسخ الايات هو ان نسخ تلاوة ان تنسخ حكما. واما اخبار الله فلا مثلا من من الاحكام التي نسخت اه الصلاة الى المسجد الاقصى امر الله بعد ذلك ان يصلى الى المسجد الحرام مسجد الكعب فهذا من النسخ الذي وقع في كتاب الله عز وجل كذلك من النسخ نسخ الوصية للوالد فقد نسخها ربنا سبحانه وتعالى وجعل الورثة يأخذ نصيبهم بما الله عز وجل لهم واحكام النفس كثيرة تكلم عنها الفقهاء والاصوليون قال ايضا فاذا عرفت واستيقظت علمت ما يجوز للنصف ما لا يجوز فان تلوت اية في ظاهر تلاوتها تحسب انها ناسخة لبعض اخفاك قوله تعالى حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت بني اسرائيل وقوله تعالى ولنبلونكم حتى نعلم بانكم الصابرين قال وقد تأول قوم ان الله عنها ان ينجيه بدنه من النار فلا شك ان هذا باطل. قال حتى اذا ادركه الغرق قال امنت فرعون عليه لعائل الله امن عندما رأى العذاب وعاينه وهذا الايمان الذي قاله فرعون لعنه الله لا يغني عنه شيئا ان من عاين العذاب لا ينفعه الايمان. وقد جاء ابن عمر رضي الله تعالى عند الترمذي ان الله يقبل توبة العبد ما لم ما لم ما لم يغرر. وفرعون عندما ايقن ورأى الهلاك ورأى العذاب قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به اسرائيل الان وقد عصيت قبل وكنت مرسلين فاليوم ننجيك بدنك بمعنى ان بدنه ينجو حتى يراه قومه انه هلك وليس المعنى ليس في الاية دلالة انه يبقى الى قيام الساعة او انه يؤخر ويرجى حتى يراه من اتى من بعدي من الامم هذا ليس عليه دليل وانما هو ينجيه الله من بدنه حتى يعلم اصحابه وقومه ان الله قد اهلكه انه قد خرجت روحه وانه ليس باله وليس برب لان الاله والرب لا يموت لا يموت وهو قد اهلكه الله جليل. واما من يزعم ان معنى آآ ان معنى الاية انه انجاه الله عز وجل عن قومه فلا يعذب في النار فهذا لا شك انه فهم سقيم مخالف لكلام الله ومخالف لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكذيب لخبر الله وهذا قد وجد وجد في الزمن الاول فوجد في الازمان المتأخرة حتى ان بعضهم قال ان فرعون مات مؤمنا ومات مسلما لانه قال امنت بالذي امنت به بنو اسرائيل فهذا ايمان وقد امنوا في عقله عقله معه. ولا شك انها تكذيب لخبر الله عز وجل. وهذه ايضا نقلت عن بعض اه اعيان القرن السابع وقد اخذه السلطان وجلده حتى تاب الى الله عز وجل من قوله. وقد كتب بعض الكتاب في احد الصحف المحلية ان فرعون ما مؤمنا وطبعت ونشرت فهذا الجاهل يظن ان فرعون عندما قال امنت بالذي امنه قد امن ودخل في الاسلام. وهذا الذي ذكره الحارث ابن ذكر عن بعظ من يرى ان فرعون عندما قال امنت انه لا اله الا الذي انزل بني اسرائيل ظن ان هذا يدل على ايمانه وان معنى قوله في بلدك اي ينجيك من العذاب الذي اهلك الذي يعذب به الناس يوم القيامة فالله يقول النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد مع ذلك اهله واذا كان الاهل يعذبون انهم اتبعوا هذا الطاغية فهو من باب اولى انه يعذب قبلهم قال اذ قد امن عند الغرض فقالوا انما ذكر الله قوم فرعون يدخل النار دونه وقال فاوردهم النار وقال وحاق بال فرعون سوء العذاب ولم يقل لفرعون وقال وهكذا وقال وهكذا الكذب على الله لان الله تعالى يقول فاخذه الله نكال الاخرين والاولى. الله اخبر انه اخذ فرعون لكان الاخرة والاولى. اي عذاب الدنيا وعذاب الاخرة قد اخذه الله عز وجل فكيف يقول الله عز وجل ننجيك بدنك ان النجاة هناك معنى انه لا يعذب وفي هذا يقول اخذه النكالة الاولى فنقول ايات الله وكلام الله لا يتعارض لماذا؟ لانها كلها اخبار من الله عز وجل وخبر والاخبار لا يعتريها ولا يدخلها النسخ. فالله اخبر انه اخذ مكان الاخرة والاولى التنجية هناك او النجاة هناك تتعلق بنجاة البدن حتى يراه قومه وكذلك قوله تعالى فليعلمن الله الذين صدقوا. يقول هذه ايات ولنبلونكم حتى نعلم بما منكم الصابرين. وقوله تعالى فليعلمن الله الذين صدقوا فاقر يقول فاقر التلاوة على استئناف العلم من الله تعالى على ان يستأنف علما بشيء لانه من ليس له علم بما يريد ان لم يقضي عليه نجده ضرورة. يقول هناك من يحتج بدء الايات كيف يعلم الله فهل هل ربنا يعني علم شيء بعد ان ان لا يكون عالما به وانما قوله فليعلمن الله الذين صدقوا فليعلمن الله الذين صدقوا المعنى ان يظهر الله عز وجل علمه في خلقه وان يتجلى ذلك المجهول عند البشر فيرون الصادق من الكاذب ويرون الصابر من الناكر والجاحد. فكذلك هنا ولنبلونكم حتى نعلم جاهدكم الصابرين. قوله حتى نعلم مع ان الله يعلم من الذي سيصبر ومن الذي سيمكث ويكفر. ولكن اراد الله اراد الله عز وجل ان يظهر علمه في خلقه ان يظهر علمه في في خلقه قال هنا وقوله تعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. يعني هذا لا يدل عليه شيء. يدل على ان الله علي بكل شيء سبحانه وتعالى يعلم وخائنة الاعين وما تخفي الصدور يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. فكيف يقول في قوله فليعلمن الله الذين صدقوا قوله حتى لعن حتى الصابرين ففيها ان الله يعلم بعد وجود المجاهدة نقول المراد بقوله حتى بمعنى ان يظهر الله علمه في خلقه لا انه كان لا يعلم ثم علي. لان اخبار الله لا تتعارض. فالله يقول الا يعلم من خلق وهو اللطيف الطبيب اي هو الذي يعلم كل شيء سبحانه وتعالى وقوله حتى نعلم جميعا الصابرين انما يريد حتى نراه فيكون معلوما وهذا هو معلوم قبل ذلك. لكن معلوما موجودا يكون معلوما موجودا والا هو معلوم عند الله قبل ان قبل ان يظهر المبتلى ما هو عائل اليه. ما دام يبتلي الله عباده فيكون هذا صادقا وذاك كاذبا وهذا مؤمنا وذاك كافرا. الله علم وعلم قبل ذلك ازلا ان هذا سيؤمن وان ذاك سيكفر لكن اراد الله اراد الله عز وجل ان يظهر علمه فيكون موجودا في خلقه فيكون موجودا في خلقه موجودا معلوما قال لانه لا جائز ان يكون يعمل بالشيء لا جائزا ان يكون يعلم الشيء معدوما من قبل ان يكون ويعلمه موجودا. كان قد كان فيعلم في الوقت الواحد معدوما موجودة وان لم يكن وهذا هو المحال نقول الله سبحانه وتعالى فوق المحال سبحانه وتعالى والله يعلم ما هو معدوم اذا وجد يعني علم الله عز وجل علم الله سبحانه وتعالى متعلق بما هو بما هو موجود فكل ما هو موجود فالله يعلمه سبحانه وتعالى واما الذي ليس موجود هل هل يشمل علم الله عز وجل؟ نقول ليس موجود فكيف الذي ليس موجود؟ لا وجود له. واما الذي سيوجد او سيكون موجودا فان الله فان الله يعلمه. فالعلم بالمعدمات والتي لا وجود لها ليس بعلم لانها ليست موجودة حتى تعلم. فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون سبحانه وتعالى. اما البشر فيعلمون ما هو حال في وقتهم. واما الذي سيأتي بعد ذلك هم عنه جاهلون او به جاهلون. اما ربنا فيعلم سيأتي وما سيأتي بعده وما سيكون الى قيام الساعة وما بعد ذلك فكل ما هو كائن موجود فان الله يعلمه سبحانه وتعالى اما الذي لم يكن ولا يوجد فعلم الله لا يتعلق لا يتعلق به لان علم الله متعلق باي شيء بالمعلومات الموجودات سبحانه وتعالى وذكر الكلام في هذا في هذا في الارادة ايضا. يقول الى ان قال وكذا قوله تعالى انا معكم مستمعون. ليس معناها انه يحدث له سمعا ولا ولا تكلف لسمع ما كان من قول. هو الان يتكلم عن مسألة ان الله عز وجل اثبت السبعة انا معكم مجتمعون فهل حصل السماء عند وجود المتكلمين؟ او ان الله متصل بالسماء قبل ذلك؟ نقول الله متصل بالسمع قبل ان يوجد ومتصل البصر قبل ان توجد المبصرات. ومتصف بالعلم قبل ان توجد المعلومات. وما وما تعلق به علمه قال تعالى واما من يظن ان الله سمع بعد من لم يكن سامعا فهذا تنقص لله جل وهذا افتراظ وكذب على الله سبحانه وتعالى يقول وقد قد ذهب قوم اهل السنة ان لله استماعا حادثا في ذاته. في ذاته وهذا لا شك انه قول باغ فذهبوا الى ان ما يعقل من الخلق انه يحدث منهم على سبع ما كان من قوله لان المخلوق اذا سمع حدث له عقدا او عقد فهم عما ادركته اذنه. هذا لا شك ان في مقام المخلوق ان الانسان لا يدرك المسموع الا اذا سمع الصوت اذا سمع الصوت وجد في اذنه هذا السماع فاورث هذا السماع ادراكا لذلك المسموع واما في حق ربنا سبحانه وتعالى فالله تصل بالسمع قبل وجود المسموعات. واما جهة المسؤول يتكلم في وقته كما قال تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها. نقول الان سمع ربنا كلام المجادلة وعلم قبل ذلك انها ستجادل وانها ستشتكي الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم. اما من جهة السماع السماع فانه متعلق بوقت المسموع. فالله يسمع عندما تكلمت لكن لا يعني ذلك انه قبل ان تتكلم لا لا يسمع بل هو يصف بسند السماع قبل ان توجد المسموعات كلها سبحانه وتعالى وقول وقل اعملوا فسيرى الله عملك ورسوله كذلك يقال في الرؤيا وفي البصر وفي السمع وفي الرزق وفي الخلق وفي جميع صفات الله عز وجل متعلقة بمفعولاته متعلقة بخلقه هي موجودة قبل ان توجد اثارها قبل ان توجد اثارها فلا نقول انه لم يرزق الا لم لم لم يكن رزاقا ورازقا وذو رزق بعد ما الا بعد ما وجد الا بعد وجد المرزوق بل هو الرزاق الذي يرزق كل شيء سبحانه وتعالى وان لم يوجد من يرزقه سبحانه وتعالى فله هذه الصفة وله اسم الرزاق سبحانه وتعالى الى ان قال وكذا قوله تعالى وهو القاهر فوق عبادي وقوله الرحمن العرش استوى وقوله امنت بالسماء وقوله الي يصعد الكلم الطيب وقوله ويدبر الامر من السماء والارض وقوله تعرج الملائكة والروح اليه وقوله اني متوفيك ورافعك الي وقول من رفع الله الي وقول ان الذين عند ربك لا يستكملون عبادتي هذي كلها تدعو لاي شيء على اثبات صفة علو الله عز وجل. منها ما هو صريح ومنها ما هو غير صريح فمنه فمنها قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده. فوقه فوق عباده بذاته وفوق عباده بقهره وفوق عباده بقدره سبحانه وتعالى. فله معاني العلو كلها سبحانه وتعالى. الرحمن على العرش استوى بالاجماع ان العرش على المخلوقات فاذا كان هو اعلى المخلوقات وهو سقف المخلوقات ففوق العرش ربنا سبحانه وتعالى وقوله امنت من في السماء اي في العلو سبحانه وتعالى الي الكلمة الطيبة والسعود لا يكون الا من اسفل الى الى اعلى فيدل ايضا اثبات الله. كذلك ثم يعرج اليها العروج يكون من اسفل الى اعلى. كذلك ورافعك اليه وحيكم من اسفل الى اعلى فكلها تدل على اي شيء على علو الله سبحانه وتعالى وهذه محكمات ومسألة علو الله عز وجل محل اجماع بين اهل السنة بل بين اهل الاسلام بل بين جميع اهل الاديان يقرون في فطرتهم ان الله في السماء حتى اليهود مع كفرهم والنصارى مع كفرهم يعتقدون الله عز وجل في السماء حتى الله عز وجل عندما قال ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب فهو يعلم ان ان اله موسى هو في السماء وهذه فطرة فطر الله الناس عليها كذلك ان الذين عند ربك لا فالعندية هنا تدعو اليه شيء على انه في مكان علي وانه في السماء عند ربهم سبحانه وتعالى والا لو هذا لو كان الله في كل مكان لم يكن هناك فرق بين الملائكة وغيرهم فلم يخص ذلك بالعندية عنده سبحانه وتعالى. وذكر الالهة ان ان لو كانوا ان لو كانوا الهة لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. حيث اه هو فقال قل لو كان معه اله كما يقولون. اذا لا ابتغوا الى العرش سبيلا اي من اتقى بان مستوى العرش لابتغوا اليه سبيل ما يدل على علوله وقوله سبح اسم ربك الاعلى وقوله ثم قال فلن ينسخ ذلك ابدا لا يمكن ان يأتي اية او او او حديث او شيء ينبئ ويخبر ان الله بخلاف ذلك العلو الذي جاء جاء ان الله ينزل يجيء يأتي وليس في هذه النصوص انه اذا نزل او دنى او اتى انه يكون في سفل ويكون هناك شيء فوقه بل هو مع نزولي واتياني ومجيئه ودنوه هو فوق مخلوقاته سبحانه وتعالى كذلك قوله وهو الذي في السماء وبالارض اله وهذي لا يحتج بها اهل اهل الحلول والاتحاد قائلين ان الله في كل مكان وانه لا يخلو منه مكان. والاية ظاهرها كما نص اهل السنة على ان معنى قوله وهو الذي استمعنا الى اي هو اله اهل السماء وهو ايضا اله اهل الارض فهو اله من في السماء وهو اله ايضا من في الارض والاله هنا يأتي بمعنى اي شيء بمعنى الرب اي وهو رب الذي رب الذين في السماء وهو ايضا رب الذين في الارض. هذا معنى الاله نية معنى الربوبية يعني كما قلنا ان اذا ذكر الاله وحده دخل معه الرب واذا ذكر الرب وحده ذكر دخل معه الاله اما اذا اجتمع فيكون الا له معنى والرب له معنى ودليل ذلك هذا حملناه هنا لان الملائكة لا غير مكلفين هم يعبدون الله عز وجل يعبدونه اه فطرة ومع ذلك نقول ان عبادتهم هو اله يعبدونهم اله فلا فلا اشكال. يعني حتى لو قلنا انه يبقى على اصله ان الاله ذو الالوهية الذي هو المعبود لا اشكال في ذلك ان الملائكة ايضا في السماء يعبدون الله عز وجل والحور العين في الجنة يعبدون الله والولدان المخلل في الجنة يعبدون الله والعرش والكرسي وحملة وكل من في هذا العلا العلوي كلهم يعبدون الله عز وجل. لكن عبادة ليست عن تكليف وان العبادة تجري منهم مجرى الانفاس. تجد مجرى الانفاس فلا قال حتى لو بقينا اللفظ على معناه الاصلي لكن نقول ان الاله قد يأتي اذا ذكر وحده ودخل معه معنى الرب تضمنا واذا ذكر الرب وحده ودخل معه التزاما قوله ما يكمن نجوى الا ورابعهم لانه اراد ان يقول هل هناك تعارض بينما ذكرنا من الادلة العلو وادلة انه ومعنا حيثما كنا كما قال وهو في السماء وفي الارض اله وقوله ونحن اقوم بحمل الوريد وقوله هو الله في السماوات والارض يعلم سركم وجهركم معنى الاية هذه وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجاهة. فيكون الوقوف وهو الله في السماوات. وفي الارض يعلم سركم فيكون وهو الله يعني آآ الله يكون في السماء وفي الارض يعلم يعني متعلق في الارض يعلم ومتعلق السماء هو الله وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم وقول ما لكم من نجوى الا ورابعهم فليس هذا لهذا لا يأتي قائل يقول ان ايات العلو نسختها ايات المعية وانه معنا في كل مكان نقول لا يأتي ولا تعارض بينهما فهو فوق عرشه وهو معنا بعلمه سبحانه وتعالى فهو يرانا ويسمعنا ويحيط بالله سبحانه وتعالى ولا يخفى عليه من امرنا شيء واعلم يقول الشيء يقول المحاسب واعلم ان هذه الايات ليس معناها ان الله اراد الكون بذاتي فيكون في اني اراد ان يكون بذاته معنى انه يكون داخل الكون بذاته ليس معناه انه معنا بذاته وان كانت العبارة هذه ليست واضحة لكن معناها عنده واعلم ان ليس معناها ان الله اراد الكون بذاته معنى انه اراد الكون ان ان يكون فيه لذاتهم اراد الكون ان يكون في بذاته. فيكون في اسفل الاشياء او يتنقل فيها لاستفادها. وهذا لا شك انه باطل. ويتبعض على اقدارها بان يكون هنا ويكون هنا وهذا كله من اعظم الكفر والضلال. ويزول عنها عند ثنائها جل وعز جل جل وعز عن ذلك وقد نزغ في ذلك بعض اهل الضلال كالجهمية. فزعموا ان الله تعالى في كل شيء حتى يرون ان الله عز وجل حل في كل شيء وما من شر الكون الا وهو الا وهو الله عز وجل. حتى يقول بعضهم اه حتى يقول بعضهم اه اه ما بين سوء الارض فهو الاله ما بين الارض هو الاله اي كل ما في هذا الكون فان الله حال فيه ومتحد معه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ثم قال ثم احالوا في النفي بعد يقول ولا فرق في ذلك بين ذاك عنده ثم آآ يقول آآ يقول فزع ابن الله تعالى في كل شيء بنفسي كائنا كما هو بالعرش ولا فرق بين ذلك عندهم ثم احالوا في النفي بعد تثبيت ما يجوز عليه في قولهم ما نفوه لان كل من يثبت شيئا بالمعنى ثم بالقول لم يغني عن نفي بلسانه واحتج بهذه الايات. ثم الان اثبتوا شيئا وارادوا ان ينفوه لكن اذا اثبت شيء بلسانك لا تستطيع الا بنفي ما اثبت اما ان تثبت ثم تنفي ما يلزم من ذلك ما يلزم من ذلك الاثبات فهذا فهذا محال. وهذا هو الذي ذكره هنا. والصحيح ان نقول ان اهل السنة اثبتوا علو الله عز وجل وانه فوق عرشه وانه معنا بعلمه وبسمعه وببصره وانه لا يلزم من قوله وهو معكم اينما كنتم ولا قوي ونحن اقرب الوليد انه مازج او مخالط لخلقه ثم قالوا اما قوله واذا اردنا اذا اذا جاء وقت كون المراد فيه نقف على قوله واما قوله تعالى واذا اردنا