الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول والشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى ثم اعلم ان الاحاديث الدالة على ان الشهادتين سبب لدخول الجنة والنجاة من النار لا تناقض بينها لا تناقض بين وبين احاديث الوعيد التي فيها من فعل ذنب كذا فالجنة عليه حرام او لا يدخل الجنة من فعل كذا بامكان الجمع بين النصوص بانها جنان كثيرة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وبان اهل الجنة ايضا متفاوتون في دخول الجنة في السبق وارتفاع المنازل. فيكون فاعل هذا الذنب لا يدخل الجنة التي اعدت لمن لم يرتكبه او لا يدخلها في الوقت الذي يدخل فيه من لم يرتكب ذلك الذنب. وهذا واضح مفهوم للعارف بلغة العرب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى فيما سبق فضائل التوحيد وفضائل كلمة التوحيد ثم بين بعد ذلك ان لا اله الا الله انما تكون مقبولة من قائلها اذا جاءت بقيودها وشروطها وضوابطها التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فبعد ان بين ذلك شرع في ذكر التوفيق بين النصوص التي وردت في لا اله الا الله حيث ان بعضها جاء فيه التحريم تحريم دخول النار على من قال لا اله الا الله وجاء في بعضها ما يدل على ان بعض من قال لا اله الا الله يدخلون النار بموجب ذنوب اوجبت دخول النار وهكذا جاءت احاديث في الباب تدل مثلا على ان بعض الا العصاة توعد بالا يدخل الجنة لا يدخل الجنة قاطع لا يدخل الجنة قتات اي نمام من ادعى الى غير ابيه فالجنة عليه حرام احاديث بهذا المعنى كثيرة فعقد رحمه الله تعالى هذا الفصل للتوفيق بين هذه النصوص ولهذا يقول رحمه الله اعلم ان الاحاديث الدالة على ان الشهادتين سبب لدخول الجنة والنجاة من النار لا تناقض بينها وبين احاديث الوعيد التي فيها من فعل ذنب كذا فالجنة عليه حرام مثل اه آآ كذلك او لا يدخل جنة من فعل كذا مثل لا يدخل جنة قاطع لا يدخل جنة قتات من ادعى الى غير ابيه فالجنة عليه حرام في بعضها قال لا يدخل الجنة وفي بعضها قال في الجنة عليه حرام فكيف التوفيق بينها وبين الاحاديث التي فيها ان لا اله الا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار فبين رحمه الله تعالى انه لا تعارض بين هذه النصوص لان هذه الاحاديث يمكن الجمع بينها وبين النصوص الاخرى وذكر طريقتين في الجمع بينها الاولى قال بانها جنان كثيرة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وبانها هل جاءه بان اهل الجنة ايضا متفاوتون في دخول هذه الطريقة الاخرى الاولى قال بانها جنان كثيرة وعلى هذا يحمل لا يدخل الجنة اي الجنة العالية او المنازل العالية في الجنة ولكن هذا القول بعيد هذا القول بعيد في ان يحمل النص عليه والقول الثاني في التوفيق قال وبان اهل الجنة ايضا متفاوتون في دخول الجنة في السبق وارتفاع المنازل فيكون فاعل هذا الذنب لا يدخل الجنة التي اعدت لمن لم يرتكبه هذا على المعنى الاول نعم وكما قلت هذا بعيد او لا يدخلها في الوقت الذي يدخل فيه من لم يرتكب ذلك الذنب وهذا اقرب فيكون المعنى لا يدخل الجنة اي دخولا اوليا لا يدخل الجنة دخولا اوليا مع السابقين بل قد لا يكون دخوله الا بمرور بمرحلة تعذيب تطهير له من ذنبه فلا يدخلها اي دخولا اوليا لا يكون مع السابقين الذين يدخلون الجنة دخولا اوليا وهذا هو الاقرب والله اعلم في معنى الحديث او معنى الاحاديث الواردة في في هذا الباب لا يدخل الجنة قاطع الجنة عليه حرام ما جاء في الاحاديث الجنة عليه حرام فهذه والله اعلم محمولة على هذا المعنى نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك لا تناقض بين الاحاديث التي فيها تحريم اهل هاتين الشهادتين على النار. وبين الاحاديث التي فيها اخراجهم منها بعد ان صاروا حمما. حمما اي فحما. نعم بامكان الجمع بان تحريم من يدخلها بذنبه من اهل التوحيد بان تحريمه عليها يكون بعد خروجه منها برحمة الله ثم بشفاعة الشافعين ثم يغتسلون في نهر الحياة ويدخلون الجنة فحينئذ قد حرموا عليها فلا تمسوا فلا تمسوا بعد ذلك فلا تمسهم بعد ذلك او ان يكون المراد انهم يحرمون مطلقا على النار التي اعدت للكافرين التي لا يخرج منها من دخلها. وهي ما عدا الطبقة العليا من النار التي يدخلها بعض عصاة اهل التوحيد ممن شاء الله تعالى عقابه وتطهيره بها على قدر ذنبه ثم يخرجون فلا يبقى فيها احد. وهذه اشارة كافية في هذا الموضع. وسنذكر ان شاء الله تعالى بسط ذلك في موضعه عند ذكر الشفاعات ونذكر الاحاديث التي فيها هذا وهذا والاحاديث التي يكون بها الجمع بين ذلك وقد ذكر نعم هنا اه يذكر رحمه الله تعالى توفيقا اخر بين نوع اخر من الاحاديث الواردة في فضل لا اله الا الله حيث ان من الاحاديث التي وردت في فضل لا اله الا الله ما قال فيه عليه الصلاة والسلام ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله ان الله حرم على النار فجاء في احاديث تحريم النار على من قال لا اله الا الله. ثم هناك احاديث اخرى فيها ان بعض من قال لا اله الا الله قد دخلوا النار موجب ذنوب فعلوها مثل حديث اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان. كيف يوفق بين هذا الحديث اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وبين حديث ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله ففي هذا الحديث ان الله حرم على النار فيه انه لا يدخل النار من قال لا اله الا الله الاحاديث الاخرى اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله لا اله الا الله في ان منهم من يدخلها فكيف يجمع بين الاحاديث الواردة في هذا الباب ذكر طريقتين ايظا رحمه الله تعالى في الجمع بين هذه النصوص الاولى قال رحمه الله بان التحريم بان تحريم من يدخلها بذنبه من اهل التوحيد بان تحريمه عليها يكون بعد خروجه منها بعد خروجه من فعصاة الموحدين من ان لا اله الا الله عندما يدخلون النار ثم يخرجون منها بموجب آآ آآ ثم يخرجون منها بشفاعة بشفاعة الشافعين ورحمة ارحم الراحمين بعد ذلك تكون محرمة عليهم وهذا بعيد جدا هذا تأويل بعيد جدا في ان يحمل النص عليه والقول الثاني الطريقة الاخرى في الجمع قال او يكون المراد انهم يحرمون مطلقا على النار التي اعدت اه للكافرين فعلى هذا القول حمل ان الله حرم على النار ليس على النار مطلقا وانما على نار من الكفار التي هي دار الخلود لهم الابدي فلا يدخلون النار التي من دخلها كان مخلدا فيها وايضا حمل الاحاديث على هذا المعنى تأويل بعيد عن المراد والاظهر والله اعلم ان قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله يبتغي بذلك وجه الله وهذه درجة عالية في التوحيد وهي تحقيق التوحيد ومن حقق التوحيد دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب ومن حقق التوحيد دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب لان التوحيد اذا حقق وعمر القلب به وملئ توحيدا استقامت الجوارح تبعا لذلك على طاعة الله سبحانه وتعالى التزاما لامره وبعدا عن نهيه وعن ما يسخطه جل وعلا فهذا المقام مقام وعد وثواب وثناء وهو فيمن حقق التوحيد وهو فيمن حقق التوحيد ومن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين في الصفحة ثلاث مئة وثلاثين من المجلد الاول يقول التوحيد يتضمن من محبة الله والخضوع له والذل وكمال الانقياد لطاعته واخلاص العبادة له وارادة وجهه الاعلى بجميع الاقوال والاعمال والمنع والعطاء والحب والبغض ما يحول بين صاحبه وبين الاسباب الداعية الى المعاصي والاصرار عليها ومن عرف هذا عرف قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وقوله اي عرف قوله لا يدخل النار من قال لا اله الا الله وما جاء من هذا الضرب من الاحاديث التي اشكلت على كثير من الناس حتى ظنها بعظهم منسوخة وظنها بعظهم قيلت قبل ورود الامر والنهي واستقرار الشرع وحملها بعضهم على نار المشركين والكفار واول بعظهم الدخول بالخلود وقال المعنى لا يدخلها خالدا ونحو ذلك من التأويلات المستكرهة ونحو ذلك من التأويلات المستكره انتهى كلامه رحمه الله نعم قال رحمه الله تعالى وقد ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في هذا الباب كلاما حسنا بعد سياقه حديث معاذ وحديث فعثمان وحديث ابي ذر وحديث عبادة رضي الله عنهم. وقد تقدمت مع غيرها من الاحاديث قال واحاديث هذا الباب نوعان احدهما ما فيه ان من اتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها وهذا ظاهر. فان النار لا قلدوا فيها احد من اهل التوحيد الخالص بل يدخلوا الجنة ولا يحجب عنها اذا طهر من ذنوبه بالنار وقد يعفو الله عنه فيدخله الجنة بلا عقاب قبل وحديث ابي ذر معناه ان الزنا والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد. وهذا حق لا مرية فيه. وليس فيه الا يعذب فعليها مع التوحيد وفي مسند البزار عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من قال لا اله الا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما اصابه الثاني فيه ان انه يحرم انه انه يحرم على النار وقد حمله بعضهم على الخلود فيها او على ما فيها اهلها وهي ما عدا الدرك الاعلى من النار فان الدرك الاعلى يدخله كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة ارحم الراحمين وفي الصحيحين ان الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله وقالت طائفة من العلماء نعم الاول هذا الذي ذكره آآ مثل ما مر معنا كلام ابن القيم نعم ان من التأويلات البعيدة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقالت طائفة من العلماء المراد من هذه الاحاديث لا ان لا اله الا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك. وقالت وقالت طائفة من العلماء المراد من هذه الاحاديث ان لا اله الا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتضيها لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله الا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه او لوجود مانع. وهذا قول الحسن هذا احسن ما يقال في هذا احسن ثم يقال في الجمع بين النصوص لان النصوص التي جاء فيها تحريم تحريم دخول النار او لا يحجب عن الجنة او نحو ذلك هي في مقام الوعد ومقام الوعد والثناء لاهل الكمال واهل التحقيق لتوحيد توحيد الله سبحانه وتعالى وما يقابلها جاء في مقام الوعيد فهذا له مقام وهذا له مقام نعم قال رحمه الله تعالى وهذا قول الحسن ووهب ووهب ابن منبه وهو اظهر. نعم قال وهو اظهر. يعني هذا الحمل للنصوص وحملها على هذا المعنى هو الاظهر. نعم وقال وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته ما اعددت لهذا اليوم؟ قال شهادة ان لا اله الا الله منذ سبعين سنة قال الحسن نعم العدة لكن للا اله الا الله شروطا فاياك وقذف المحصنات وقيل للحسن ان ناسا يقولون من قال لا اله الا الله دخل الجنة فقال من قال لا اله الا الله فادى حقها وفرظها دخل الجنة ها وقال وهب بن منبه لمن سأله اليس مفتاح الجنة لا اله الا الله؟ قال بلى ولكن ما من مفتاح الا له اسنان فان اتيت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح لك. هذا تنبيه من هؤلاء الائمة رحمهم الله الى ان لا اله الا الله انما تكون نافعة اذا استكملت قيودها وشروطها وضوابطها التي وردت في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وسبق بسطها عند المصنف بادلتها. نعم. قال رحمه الله تعالى وهذا الحديث ان مفتاح الجنة لا اله الا الله ان مفتاح الجنة لا اله الا الله اخرجه الامام احمد باسناد منقطع عن معاذ رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا سألك اهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل لا اله الا الله. نعم لكن يعني معناه صحيح وان كان الحديث ضعيفا الا ان المعنى صحيح لا اله الا الله مفتاح الجنة ولهذا جاء في بعض الاحاديث في فضل لا اله الا الله الا فتحت له ابواب الجنة الا فتحت له ابواب الجنة الثمانية ادخل من ايها شاء نعم قال رحمه الله تعالى ويدل على هذا كون النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الاعمال الصالحة في كثير من النصوص كما في الصحيحين عن ابي ايوب رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة. قال تعبد الله لا تعبوا تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم. ويدل على هذا يعني على ما سبق ان لا اله الا الله انما تكون آآ نافعة اذا اوتي بقيودها وضوابطها يتقدم منها من ضوابطها الانقياد والامتثال والطواعية لله فيكون بهذا الانقياد ناجيا من العقاب وسخط الله سبحانه وتعالى يقول رحمه الله ويدل على هذا يقول ابن رجب رحمه الله ويدل على هذا كون النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الاعمال الصالحة على الاعمال الصالحة يعني لم يقتصر ترك ترتب دخول جنة على لا اله الا الله بل رتب ايضا على الاعمال الصالحة ورتب ايضا على تركها الوعيد فهذا يدل على آآ النعم على ما سبق نعم قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة وتصوم رمضان. فقال الرجل والذي نفسي بيده لا ازيد على هذا شيئا ولا انقص منه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا وفي المسند عن بشير من الخصاصية قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم لابايعه فاشترط علي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وان اقيم الصلاة وان اوتي الزكاة واحج حج واحج حجة الاسلام وان اصوم رمضان وان اجاهد في سبيل الله فقلت يا رسول الله اما اثنتين فوالله ما اطيقهما الجهاد والصدقة. فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حركها وقال فلا جهاد ولا صدقة فبما يدخل الجنة اذا؟ قال فبما تدخل قال فلا جهاد ولا صدقة فبما تدخل الجنة اذا؟ قلت ابايعك فبايعته عليهن كلهن ففي الحديث ان الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج. ونظير هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ففهم عمر وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم ان من اتى ان من اتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة وفهم الصديق رضي الله عنه انه لا يمتنع قتاله الا باداء حقوقها لقوله صلى الله لا اله الا الله نعم او الحقوق الشهادتين نعم. احسن الله اليكم لقوله صلى الله عليه وسلم فاذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله. وقال ذات حق المال وهذا الذي فهمه الصديق رضي الله عنه قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وانس وغيرهما رضي الله عنهما. وانه قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة ودل على ذلك قوله تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة. الاية ولا تثبتوا الا باداء الفرائض مع التوحيد. ولما قرر ابو بكر رضي الله عنه هذا للصحابة رجعوا الى قوله ورأوه صوابا فاذا علم ان عقوبة الدنيا لا ترتفع عن من ادى الشهادتين مطلقا بل يعاقب باخلاله بحق من حقوق الاسلام فكذلك عقوبة الاخرة نعم هذا من بديع الاستنباط من هذه النصوص نعم وقد ذهبت طائفة الى ان هذه الاحاديث المذكورة اولا وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود. منهم الزهري والثوري وغيرهما وهذا بعيد جدا نعم هذا بعيد يعني مثل ما قال الشيخ اولا بعض الناس ظن انها منسوخة نعم قال رحمه الله تعالى فان كثيرا منها كانت بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود. وفي بعضها انه كان في غزوة تبوك وهي من وهي في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء منهم من يقول هذه الاحاديث منسوخة. ومنهم من يقول هي محكمة ولكن ضم اليها شرائط ويلتفت هذا الى زيادة النص هل هي نسخ ام لا؟ هو الخلاف في ذلك بين الاصوليين مشهور ويلتفت هذا الى ان زيادة النصف. نعم. نعم ويلتفت هذا الى ان زيادة النص هل هي نسخ ام لا؟ والخلاف في ذلك بين الاصوليين مشهور وقد صرح الثوري بانها منسوخة انه نسختها الفرائض والحدود وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والايضاح فان السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا. ويكون مرادهم ان ايات الفرائض والحدود تبين توقف دخول اهل الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم. فصارت النصوص فصارت النصوص منسوخة اي مبينة مفسرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة اي مفسرة لمعنى تلك النصوص موضحة لها. اي نعم او مقيدة. نعم. نعم. احسن الله اليك وقالت طائفة تلك النصوص تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في احاديث اخر. ففي بعضها من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة وفي بعضها مستيقنا وفي بعضها مصدقا بها قلبه لسانه وفي بعضها يقولها من قلبه وفي بعضها قد بها لسانه واطمأن بها قلبه وهذا كله اشارة الى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين. واشارة ايضا الى انها انما تكون نافعة بقيودها انما تكون نافعة لقائلها بقيودها وضوابطها والا فما فائدة هذه القيود اذا التي ورد في احد مصدقا بها قلبه مخلصا بها قلب مستيقنا بها قلبه من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله فجاءت آآ في بعض الاحاديث مقيدة بقيود نعم قال رحمه الله تعالى وهذا كله اشارة الى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين. فتحقه بمعنى شهادة ان لا اله الا الله الا يأله قلبه غير الله حبا ورجاء وخوفا وطمعا وتوكلا واستعانة وخضوعا وانابة وطلبا. وتحققه بشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الا يعبد الله بغير الا يعبد بغير ما شرعه على لسانه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى جاء مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة. قيل ما اخاصها يا رسول الله؟ قال ان تحجزك عن ما حرم الله عليك. وهذا روى من حديث انس بن مالك وزيد ابن ارقم ولكن اسنادهما لا يصح وجاء ايضا من مراسيل الحسن نحوه وتحقيق هذا المعنى وايظاحه ان قول العبد لا اله الا الله يقتضي ان لا اله غير الله والاله الذي يطاع ولا يعصى هيبة واجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه. وسؤالا منه دعاء له ولا يصلح ذلك كله كله لغير الله عز وجل. فمن اشرك مخلوقا في شيء من هذه الامور التي هي من خصائص الالهية كان ذلك قدحا في اخلاصه في قوله لا اله الا الله ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك. وهذا كله من فروع الشرك. ولهذا ورد اطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشأها من طاعة غير الله عز وجل او خوفه او رجائه او التوكل عليه او العمل كما ورد اطلاق الكفر والشرك على الربا وعلى الحلف بغير الله عز وجل وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه وعلى من سوى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل ان يقول ما شاء الله وشاء فلان. وكذا قوله ما لي الا الله وانت. وكذلك ما في التوحيد وتفرد الله بالنفع والضر والرقاة والرقى المكروهة واتيان الكهان وتصديقهم بما يقولون وكذلك اتباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله. ولهذا اطلق الشرع على كثير من الذنوب التي انشأها من هوى النفس انها كفر وشرك كقتال المسلم ومن اتى حائضا او امرأة في دبرها ومن شرب الخمر في المرة الرابعة وان كان ذلك لا يخرجه لا يخرجه من الملة بالكلية ولهذا قال السلف كفر دون كفر. وشرك دون شرك. وقد ورد اطلاق الاله على الهوى المتبع. قال الله تعالى ارأيت من اتخذ الهه هواه؟ قال الحسن رحمه الله هو الذي لا يهوى شيئا الا ركبه. وقال قتادة هو الذي كلما ما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا اتاه لا يحجزه عن ذلك ورع وروي من حديث ابي امامة مرفوعا رضي الله عنه باسناد ضعيف ما تحت ظل السماء اله يعبد اعظم عند الله من متبع وفي حديث اخر لا تزال لا اله الا الله تدفع عن اصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم. فاذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم كذبتم ويشهد لهذا الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. واشهد ويشهد لهذا الحديث الصحيح عن النبي صلى الله الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش فدل هذا على من احب فدل هذا على ان من احب شيئا واطاعه وكان من غاية قصده ومطلوبه ووالى لاجله وعاد لاجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده والى وكان ذلك الشيء معبوده واله. ويدل عليه ايضا ان الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان. كما قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وقال تعالى حاكيا عن خليله ابراهيم عليه السلام لابيه يا ابتي لم تعبد الشيطان؟ ان الشيطان كان عصيا قال يا ابتي لا تعبدي الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا. فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فانه اعبدوا الشيطان بطاعته ولم يخلص من عبادة الشيطان الا من اخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. فهم الذين حققوا قول لا اله الا الله واخلصوا في قولها. وصدقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا الى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا. وهم الذين صدقوا في قول لا اله الا الله وهم عباد الله حقا. نعم يعني هؤلاء المؤمنون الكمل. الذين حققوا التوحيد وعلى هؤلاء تحمل النصوص التي جاءت في مقام الوعد في اه من حقق التوحيد ومن سواهم من العصاة عصاة الموحدين فان مقامهم يتعلق بالنصوص التي جاءت فيها الوعيد مع قولهم للا اله الا الله ولهذا يعاقبون ويحاسبون مثل ما انهم يعاقبون على اعمالهم في الدنيا فان اعمالهم متوعد عليها ايضا بالعقوبة يوم القيامة. نعم قال رحمه الله تعالى فاما من قال لا اله الا الله بلسانه ثم اطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب قوله فعله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. ثم قال رحمه الله فيا هذا واي بن رجب النقل كله حن اه ابن رجب رحمه الله تعالى الله ليك ثم قال رحمه الله فيا هذا كن عبدا لله لا عبدا للهوى. اما ان يكون هذا في شرح كلمة الاخلاص مطبوع له او يكون في شرح للاربعين احد هذين الكتابين نعم وثق عندكم مم جامعنا شرح الاربعين نعم جامع العلوم والحكم نعم ثم قال رحمه الله فيا هذا كن عبدا لله لا عبدا للهوى فان الهوى يهوي بصاحبه في النار اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار والله لا ينجو غدا من عذاب الله الا من حقق عبودية الله وحده ولم يلتفت الى شيء من الاغيار من علم ان الهه ومعبوده فرد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه احدا انتهى كلامه رحمه الله تعالى. قال لا ينجو غدا من عذاب الله الا من حقق العبودية من حقق العبودية كان نصيبه لتحقيقه العبودية دخول الجنة بدون حساب ولا عذاب دخول الجنة بدون حساب ولا عذاب. اما اه من وقع في المعصية وقع في الذنب فان ذنبه عرظه لوعيد الله وسخطه سبحانه وتعالى ولهذا مر معنا في الحديث من قال لا اله الا الله دخل الجنة يصيبه قبل ذلك ما يصيبه قوله يصيبه قبل ذلك ما يصيبه هذا يتعلق بمن وقع في معاصي اما من حقق التوحيد لا لا لا يتعلق به قول النبي صلى الله عليه وسلم يصيبه قبل ذلك ما يصيبهم لان من حقق التوحيد آآ له الوعد بدخول الجنة بدون حساب ولا عذاب قال والله لا ينجو غدا من عذاب الله الا من حقق عبودية الله وحده ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وانبه الى ان الدرس اعتبارا من اليوم يتوقف الى بداية الفصل الدراسي الثاني اعتبارا من يوم الاحد الموافق ثمانية خمسة الف واربع مئة وثمان وثلاثين ونسأل الله عز وجل الجميع التوفيق والسداد سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزاكم والله خيركم