بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى. قال وقال ابو الحسن علي بن اسماعيل الاشعري المتكلم صاحب الطريقة المنسوبة اليه بالكلام في كتابه الذي صنفه هو في اختلاف المصلين ومقالات الاسلاميين وذكر فرق الروافض والخوارج والمرجئة المعتزلة وغيرهم. ثم قال مقالة اهل اهل السنة واصحاب الحديث قول اصحاب الحديث واهل السنة الاكبار بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء عن الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يرجون شيئا لذلك وان الله واحد احد فرد صمد لا اله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وان الله على عرشه كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى وان له يدين بلا كيف كما قال تعالى خلقت وكما قال تعالى بل يداه مبسوطتان وان له عينين بلا كيف كما قال تعالى تجري باعيننا وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال وان اسماء الله تعالى لا يقال انها غير الله كما قالت المعتزلة والخوارج واقروا ان لله علما كما قال تعالى انزله بعلمه وكما قال قال وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه. واثبتوا السمع والبصر ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة واثبتوا لله القوة كما قال قال تعالى اولم يرو ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وذكر مذهبهم في القدر الى ان قال ويقولون القرآن كلام الله غير مخلوق والكلام في اللفظ والوقف من قال باللفظ وبالوقف فهو مبتدع عندهم لا يطالب اللفظ بالقرآن مخلوق ولا يقال غير مخلوق. ويقرون ان الله يرى بالابصار يوم القيامة كما يرى قمر ليلة البدر يراه المؤمنون لا يراهم كافرون لانهم عن الله محجوبون قال عز وجل كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. وذكر قولهم في الاسلام والايمان الحول والشفاعة واشياء الى ان قالوا ويقرون بان الايمان قول وعمل يزيد وينقص ولا يقولون مخلوق. ولا يشهدون على احد من اهل الكبائر بالنار الى ان قال وينكرون الجدل والمراء في الدين والخصومة فيه والمناظرة فيما يتناظر فيه اهل الجدل ويتنازعون فيه من دينهم ويسلمون للرواية الصحيحة ولما جاء فيها الاثار التي جاءت بها الثقات عدلا عن عدل حتى ينتهي ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولون كيف ولا بما. لان ذلك بدعة. الى ان قالوا ويقرون ان الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. وان الله يقرب من خلقه كيف يشاء. كيف يشاء كما قال ونحن اقرب اليه من حب الوريد الى قال ويرون مجانبة كل داع الى بدعة والتشاؤم بتراث القرآن وكتابة الاثار والنظر في الفقه مع الاستكانة والتواضع وحسن الخلق مع بذل المعروف وكف الاذى وترك الغيبة والنميمة والسعاية وتفقد المآكل والمشارب. قال فهذه جملة ما يأمرون به. ويستسلمون اليه ويرونه بكل ما ذكرنا من قوله نقول واليه مذهب وما توفيقنا الا بالله والله المستعان. وقال الاشعري ايضا في اختلاف اهل القبلة في العرش. قال اهل السنة واصحاب الحديث ليس بجسم ولا يشبه الاشياء وانه استوى على العرش كما قال تعالى الرحمن وعلى العرش استوى ولا نتقدم بين يدي الله ورسوله في القول بل نقول استوى كيف وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وان له يدين كما قال تعالى خلقت بيدي. وان له عينين كما قال تجري باعيننا وانه يجيء يوم القيامة هو وملائكته كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. وانه ينزل الى السماء الدنيا كما جاء في الحديث ولم يقول شيئا الا ما وجدوه في الكتاب وجاءت به الرواية عن رسوله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت المعتزلة ان الله استوى على العرش بمعنى استوى وذكر مقالات اخرى وقال ايضا ابو الحسن الاشعري في كتابه الذي سماه الابانة في اصول الديانة وقد ذكر اصحابه انه اخر اخر كتاب صنفه عليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعنوا عليه فقال فصل في قول اهل الحق والسنة. فان قال قائل قد انكرتم قول المعتزلة والجهمية والحرورية والرافضة والمرجية. فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم الذي التي بها تدينون. قيل له قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكلام ربنا وسنة نبينا وما روي عن الصحابة والتابعين وائمة الحديث. ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول ابو عبد الله احمد ابن حنبل نظر الله وجهه ورفع درجته واجزل مثوبته قائلون ولما خالف قوله المخالفون لانه الامام الفاضل والرئيس الذي ابانا الله به الحق ودفع به الضلالة واوضح به المنهاج. وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين رحمة الله عليه من ايمان مقدم وجليل معظم وكبير مفهم. وجملة قولنا انا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله ومما جاءوا به من عند الله ما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا. وان الله واحد لا اله الا هو فرد صمد لا يتخذ صاحبة ولا ولدا. وان محمدا عبده ورسوله وابصره بالهدى ودين الحق وان الجنة حق والنار والنار حق وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وان الله مستو على عرشه كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وان له يدين بلا كيك. كما قال تعالى خلقت بيدي وكما فقال تعالى بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. وان له عينين بلا كيف. كما قال تجري باعيننا وان من زعم ان اسماء الله غيره كان وذكر نحو مما ذكر في الفرق الى ان قال ونقول ان الاسلام اوسع من الايمان وليس كل الاسلام ايمانا وندين بان الله يقلب القلوب بين اصبعين من اصابع الله عز وجل وانه عز وجل يضع السماوات على اصبعين والاراضين على اصبع كما جاء في رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان قال والايمان قولا وعمل يزيد وينقص ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدلا عن عدل حتى ينتهي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان قال ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها اهل النقل من النزول الى السماء الدنيا وان الرب عز وجل يقول هل من سائل هل من مستغفر وسائر ما نقول هو قال وسائل ما نقول هو اثبتوهم خلافا لما قال اهل الزير والتغريب ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا واجماع المسلمين وما كان في معناه ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا به. ولا نقول على الله ما لا نعلم ونقول ان الله يجي يوم القيامة. كما قال تعالى وجاء ربك الملك صفا صفا. وان الله يطلب من عباده كيف شاء كما قال تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. وكما قال ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى الى ان قال وسنحتج لما ذكرناه من قولنا وما بقي مما لم نذكره بابا. ثم تكلم على ان الله يرى. واستدل على ذلك ثم على ان القرآن غير مخلوق واستدل على ذلك ثم تكلم على من وقف في القرآن وقال لا اقول انه مخلوق ولا غير مخلوق ورد عليه. ثم قال باب في للاستواء على العرش فقال ان قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل له ان الله مستو على عرشه كما قال الرحمن على العرش استوى. وقد قال الله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال بل رفعه الله اليه وقال يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه. وقال تعالى حكاية عن فرعون يا هامان ابني صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. كذب موسى في قوله ان الله فوق السماوات وقال ان يخسف بكم الارض فالسماوات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السماوات قال امنتم ما في السماء لانه مستو على العرش الذي فوق السماوات فكل ما علا فهو سماء فالارشو اعلى السماوات وليس اذا قال امنتم ما في السماء يعني جميع السماء وانما اراد العرش الذي هو على السماوات الا ترى ان الله عز وجل ذكر السماوات وقال وجعل القمر فيهن نورا فلم يردن القمر يملؤهن وان فيهن جميعا. ورأينا المسلمين جميعا يرفعون ايديهم اذا دعوا نحو السماء لان الله على العرش الذي فوق فوق السماوات فلولا ان الله على العرش لم يرفعوا ايديهم نحو العرش كما لم كما لا كما لا يحطونه اذا دعوا اذا دعوا الى الارض. ثم قال فصل وقد قال القائلون للمعتزلة والجهمية والحرورية ان معنى قوله تعالى ما نعرفش استوى انه استولى وملك وقهر. وان الله عز وجل في كل مكان وجحدوا ان يكون الله على عرشه كما قال اهل الحق وذهبوا في الاستواء بالقدرة لو كان كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والارض السابعة. لان الله قادر على كل شيء والارض والارض فالله قادر عليها وعلى الحشوش وعلى كل في العالم ولو كان مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء فهو عز وجل مستوي على الاشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الارض وعلى السماء وعلى الحشوش والاقدار لانه قادر على الاشياء مستود عليها. واذا كان قادرا على الاشياء كلها ولم يجزو عند احد من المسلمين ان يقول ان الله مستو على الحشوش لم يجز ان يكون الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء الذي هو عام في الاشياء كلها. ووجب ان يكون معنى الاستواء يخص دون الاشياء كلها وذكر دلالات من القرآن والحديث والاجماع والعقل. ثم قال باب الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين. وذكر الايات لذلك فرد على المتأولين بكلام طويل لا يتسع هذا الموضع لحكايته مثل قوله فان سئلنا اتقولون لله يدان؟ قيل نقول ذلك كم قد دل عليه قوله تعالى يد الله فوق ايديهم. وقوله تعالى لما خلقت بيديه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله مسح ظهر ادم بيده فاستخرج منه ذريته وقد جاء في الخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق ادم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبى بيده. وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة اهل الخطاب ان يقول القائل امنت كذا بيدي ويريد به واذا كان الله انما خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهوما من كلامها ومعقولا في خطابها وكان لا يجوز في خطاب اهل اللسان ان يقول القائل فعلته بيدي ويعني به النعمة بطل ان يكون معنا قوله تعالى بيديه النعمة وذكر كلاما طويلا في تقليد هذا ونحوه. وقال القاضي ابو بكر محمد ان طيب الباقي اللاني المتكلم. وهو افضل المتكلمين المنتسبين الى الاشعري ليس فيه مثله لا قبله ولا بعده. قال في كتابه الامانة تصنيفه فان قال فما الدليل على ان لله وجها ويدا؟ قيل له قوله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقوله على ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديك فاثبت لنفسه وجها ويدا. فان قال فان قال فما انكرتم ان يكون وجهه ويده جاره اذ كنتم لا تعقلون وجها ويدا الا جارحة. قلنا لا يجب هذا كما لا يجب اذ لم ناكل حيا عالما قادرا الا جسما ان نقضي نحن وانتم بذلك على الله سبحانه وكما لا يجب في كل شيء كان قائما بذاته ان يكون جوهرا لانا لا نجد قائما بنفسه في شاهدنا الا كذلك. وكذلك الجواب لهم ان قالوا فيجب ان يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفاته عرضا واعتلوا بالوجود. فان قال فان قال تقولون فانه في كل مكان قيل له معاذ الله بل هو مستو على العرش كما اخبر في كتابه فقال الرحمن على العرش استوى وقال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح قال امنت من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور. قال ولو كان في كل مكان لكان في بطن الانسان وفمه والحشوش والمواضع التي يغضب عن ذكرها ولوجب ان يزيد بزيادة الامكنة اذا خلق منها ما لم يكن وينقص بنقصانها اذا بطل منها ما كان ولا صح ان يرغب اليه الى نحو الارض والى خلفنا والى يميننا والى والى شمالنا وهذا قد يجمع المسلمون على خلافه وتغطية قائله وقال ايضا في هذا الكتاب صفات صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها وهي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والارادة والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا. وقال في كتابه التلبير كلاما اكثر من هذا وكلامه وكلام غيره من المتكلمين بهذا الباب مثل هذا كثير لمن يطلبه وان كنا مستغنيين بالكتاب والسنة واثار السلف عن عن كل كلام. وقال وملاكم امري ان ان الله للعبد حكمة وايمانا بحيث يكون له عقل ودين حتى يفهم ويدين ثم نور الكتاب والسنة يغنيه عن كل شيء. ولكن كثير من الناس قد منتسبا الى بعده الطواف المتكلمين ومحسنا للظن بهم دون غيرهم. ومتوهما انهم حققوا بهذا المال ما لم يحققه غيرهم فلو اوتي بكل اية اتاريها حتى يؤتى بشيء من كلامهم. ثم هم هذا مخالفون لاسلافهم غير متبعين لهم فلو انهم اخذوا بالهدى الذي يجدونه في ان يستفهم ما رجي لهم مع الصدق في طلب الحق ان يزداد هدى. ومن كان لا يقبل الحق الا من طائفة معينة ثم لا يستمسك بما جاءت به من الحق. ففيه شبه ان اليهود الذين قال الله فيهم واذا قيل لهم امنوا بما واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراه والحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل كنتم مؤمنين؟ فان اليهود قالوا لا نؤمن الا بما انزل الله علينا قال الله لهم فلما قتلتم الانبياء من قبل كنتم مؤمنين فيما انزل عليكم يقول سبحانه لما لا ما جاتكم به انبياءكم تتبعون ولا لما جاتكم به سائر الانبياء تتبعون. ولكن انما تتبعون اهواءكم هذا حال من لم يتبع الحق لا من طائفة ولا من غيره مع كونه يتعصب لطائفة دون طائفة بلا برهان من الله ولا بيان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ساق شيخ الاسلام تعالى كلاما لابي الحسن الاشعري رحمه الله تعالى فقال شيخ قال ابو الحسن علي ابن اسماعيل الاشعري المتكلم صاحب الطريقة المنسوبة اليه بالكلام الكتاب الذي صنفه في اختلاف المصلين. وما قال الاسلاميين وذكر فرق الروافض الى ان قال رحمه الله تعالى ذكر ذكرى الشيعة الروافض اللي ينهم على طوائف ثلاثة الغالية والروافض والزيدية. والخوارج والمرج والمعتزلة وغيرهم. اولا ابو الحسن الاشعر رحمه الله تعالى مر بمراحل ثلاث كان على مذهب المعتزلة وقد تتلمذ على عبد الجبار الجبائي ودرس عليه الى ان بلغ الاربعين عاما. وبعد ذلك من مذهب المعتزلة وانتقل الى مذهب ابي عبد الله عبد الله بن سعيد لابي الكلابي واخذ مذهبه ثم بعد ذلك رجع الى اهل الحديث فمر بثلاث مراحل كان على مذهب المعتزلة ثم انتقل الى مذهب كلابية عبد الله بن سعيد بن كلاب ثم كان على مذهب باهل الحديث والاشاعر المتأخرون انما يتبعونه على ما كان عليه وهو على مذهب الكلابي بل بعضهم يزعم انه لم يترك ما كان عليه. وانما له مرحلتان في حياته. مرحلة الاعتزاز التي تركها ثم المرحلة الاخرى التي نال عليها ومرحلته على مذهب ابي سعيد عبد الله بن سعيد بن كلاب والصحيح انه انتقل من مذهب الكلابي الى مذهب اهل الحديث الا انه مع انتقال ايضا بقي معه رواسب من المعتقدات الفاسدة وذلك ان اصوله التي قررها واصلها لم تكن على اصول اهل السنة. فبقيت لوثاتها وبقيت تبعياتها معه الى ان مات رحمه الله تعالى الا انه في الجملة بعد توبته هو على مذهب اهل الحديث وهو ايضا بعد انتقال المدى المعتزلة الى مذهب الكلابية كان يثبت ما يثبته الكلابي فالكلاب يثبتون الصفات العقلية ويثبتون الصفات الخبرية وهذا الذي كان يميل اليه الاشعري واكامل اصحابه كالباقلان وابن فورك وغيرهم من اصحاب الاشعري كانوا يثبتون ايضا الصفات الخبرية اما متأخر الاشاعرة فانهم يثبتون فقط الصفات العقلية وينفون الصفات الخبرية ويحرفون ويتأولون الصفات الفعلية ذكر شيخ الاسلام من كلامه قال ثم قال مقالة اهل السنة واصحاب الحديث جملة قول اصحاب الحديث واهل السنة اولا الاقرار بالله وملائكتي وكتبي ورسله وبما جاعني الله اي كل ما جاء عن الله جل فان المسلم يؤمن به ويقر به اقرارا مع اعتقاد الاقرار مع التصديق والانقياد يقر بوجود الله بالوهيته رؤيته باسماء وصفاته يقر بالملائكة ووجودهم يؤمن بهم كتب رسله وما جاء عن الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون شيئا من ذلك اذا صح الخبر لرسول الله سواء كان خبر احاد او خبرا متواترا فكل ما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون شيئا من ذلك وان الله واحد احد برضه بصمت لا اله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة اتية لا ريب فيها. وان الله يبعث من في القبور وان الله على عرشه وقال تعالى الرحمن على العرش استوى هنا يقرر رحمه الله تعالى ما يعتقده وما يجب على كل مسلم ان يعتقده وما يعتقد اهل الحديث اهل السنة فقالوا من ذلك ان الله على عرشه وعلى عرشك كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى. في هذا نص صريح عن عن الاشعري انه يثبت علو الله ويثبت استواء الله عز وجل على عرشه فقال وان الله على عرشه بمعنى فوقه علا عليه واستوى عليك بل قال تعالى الرحمن العرش استوى. وان له يديه بلا كي كما قال تعالى خلقت بيدي وهذه صفة اليد صفة خبرية وكذلك اخبر الله عز وجل انه استوى على العرش كما قال تعالى وكما قال بل يداه مبسوطتان وان له عينين بلا كيد كما قال تعالى تجري باعيننا. وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذلجا الاكرام. هذه كلها صفات خبرية لا مجال للعقل فيها وانما المقام معها مقام مقام تسليم وطاعة وكل هذه الصفات الاشعري يثبتها ايضا اكابر اصحابه. اما متأخر اصحابك بالمعالج واي من اتى بعدهم. فانهم يتأولونها. قال وان اسماء الله تعالى لا يقال انها غير الله كما قالت المعتزل والخوارج واقروا ان الله واقروا ان لله علما. اسماء الله عز وجل كما مر بنا لا نقول ان هي غيره وانما هي من جهة الدلالة مترادفة على ذات الواحدة ومن جهة المعاني متباينة فكل اسم يدل على معنى لا يدل عليه الاسم الاخر فلا نقول هي غيره فتكون مخلوقة له. بل اسماء الله غير مخلوقة وصفات ايضا غير مخلوقة وهي اسماء تدل على ذات واحدة وتدل على معان متباينة واقروا اي اقر اهل السنة ان الله ان لله علما كما قال تعالى انزله بعلمه وقال وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وصفة العلم اثبتها العقل بزعمهم يثبتون عقلا وجاء اه ويثبتونها نقلا وهذه الصفة صفات العلم يثبتها اكثر الطوائف المنتسبين الى الاسلام. واثبت السمع والبصر ولم ينفوا ذلك عن الله. كما نفته المعتزلة فالمعتزلة تقول ليس الله بسابع ولا ببصير كما قال ايضا وانما المعنى ان الله خالق المبصرات والمبصرات وخالق المسموعات ان الاشاعرة فيثبتون السمع والبصر ويثبتون العلم والارادة والقدرة وكذلك ابو الحسن اثبت ما اثبته السنة في مسألة اليدان اثبت اليدين واثبت الوجه واثبت العين واثبت الاستواء لله عز وجل فوق عرشه قال واثبت لله القوة كما قال تعالى ان الله الذي خلق واشد منهم قوة وذكر مذهبهم في القدر الى ان قال ويقولون القرآن كلام الله غير مخلوق والكلام في اللفظ والوقف بل قال باللفظ وبالوقف مبتدع عندهم لا يقلق بالقرآن مخلوق ولا يقال غير مخلوق وهذا هو كلام اهل السنة انهم يقولون القرآن كلام الله كيفما تصرف. فلا نقول بل ان اللفظ مخلوق ولا نتوقف. بل نقول هو كلام الله اي غير مخلوق. واما مساكن لهو فان كان يرى باللفظ الملفوظ هو كلام الله. وان اريد به اللهوات واللسان والشفتين فهذه مخلوقة للزل. فعلى ان يقول من قال مخلوق مبتدع. من قال غير مخلوق فهو ايضا مبتدع. فلابد من التفصيل والبيان قال ايضا ويقرون بان الله يرى بالابصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون ومسجد الرؤية مرت بنا ان اهل السنة يثبتونها. وان الاشاعر ايضا يثبتون الرؤيا الا ان متأخر الاشاعرة ينفون رؤيته في جهة واما متقدمين فيثبتون رؤيته في جهة العلو. وهو الذي عليه اهل السنة وهو عليها سنة اجماعا وقال هنا يراه المؤمنون لا يراه الكافرون لان لانهم عن الله محجوبون. قال تعالى كلا ان من ربهم يومئذ لمحجوبون. وهذا هو الصحيح ان الكفار لا يرون ربهم لا في عرصات القيامة ولا في غيرها. وذكر قوله في الاسلام والايمان والحوض والشبع واشياء الاوقات وهذه مسألة اثبات الشجاعة واثبات الحوض للرسول صلى الله عليه وسلم هذا ثابت يثبته اهل السنة. اما الاشياء في باب الايمان فيرون ان الايمان هو التصديق يروي الامام والتصديق وان الاعمال لا تنوي مسمى الايمان على خلاف بينهم هل اعمال القلوب تدخل او لا تدخل؟ فغلاتهم من متجهمة الاشاعرون النعمان القلوب لا تدخل في مسمى الايمان ومتأخ وغيرهم ممن هو ليس على هذا الطبقة يرون ان الاعمال داخل المسمى الايمان اعمال القلوب داخل مسمى الايمان والذي عليه اهل السنة والجماعة ان الايمان قول وعمل قال ويقرون بان الايمان قول وعمل يزيد وينقص. وهذا ايضا يدل ان ابا الحسن رجع عن قول عن قولي الكلابية فانه يثبت هنا ان الايمان قول وعمل وانه يزيد وينقص واما المرجئة فيرون ان الايمان لا يزيد ولا ينقص ولا يتفاضل. وان الناس في اصله سواء وهذا مذهب تأخي الاشاعرة. يرون ان الايمان والتصديق وانه لا يزيد لا ينقص وان كان من زيادة فهو من جهة من جهة من جهة اه من جهة يعني من كماله لا من جهة اصله من جهة كماله من جهة اصله وعلى يقول اهل السنة يرون ان الايمان يزيد وينقص وان الايمان قول وعمل ولا يقولون مخلوق اي لا يقول الايمان مخلوق بل يقولون ان الايمان ليس بمخلوق معنا انهم لا يقولوا مخلوق ولا غير مخلوق لان من الايمان ما هو وصف لله عز وجل ومن الايمان فهو خلق لله عز وجل ولا يشهد على احد من اهل الكبائر بالنار الى ان قال وينكرون الجدل والمراء في الدين والخصومة فيه والمناظر فيما وفيه اهل الجدل ويتنازعون فيه من دينهم ويسلمون للروايات الصحيحة ولما جاءت به الاثار التي جاءت بها التي جاءت بها الثقات عدلا عن العدل حتى ينتهي ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولون كيف ولا لما؟ لان ذلك من بدعة. وهذا لا شك ما ذكره هنا ومذهب اهل السنة والجماعة في اثبات الحوض والميزان والشفاعة وباثبات ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص هذا هو خلافا للجهمية الى ان قال ويقرون ان الله يجيء يوم وهذا فيه اثبات مجيء الله واثبات آآ نزول الله عز وجل لان المجيء اذا اثبته فانه يثبت بعد ذلك النزول. وان الله يجيء يوم القيامة وكما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. وان الله يقرب من خلقك فكيف يشاء؟ كيف يشاء؟ كما قال ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. واهل السنة يرون وان قرب من عباده فانه فوق عرش مستو سبحانه وتعالى وان قربه ليس من مازجة ولا مخالطة وان احاطته وقربه تكون بسمعه وبصره وعلمه الى ان قال ويرون مجاملة كل وداع الى بدعة والتشاور بقراءة القرآن وكتابة الاية والنظر بالفقه مع الاستكانة والتواضع وحسن الخلق مع بذل المعروف ترك الاذى وترك الغيبة والنميمة والسعاية وتفقد المآكل والمشرب. قال فهذه جنة ما يرضيه ويستسلمون له. ويستسلمون اليه يرونه ويرونه وبكل ما ذكرنا من قول نقول واليه نذهب وما توفيقنا الا بالله وهو المستعان. هذا نص منه صريح انه على مذهب اهل الحديث وانه رجع لمذهبه الذي كان عليه قبل مذهب الكلابي وانه وانه اثبت المجيء واثبت الاستواء واثبت العلو واثبت ما ينفيه غيره. فقال ايضا في اختلاف اهل القبلة في كتابه باختلاف المصلين قال اهل اصحاب ليست يرون ليس بجسم ولا يشبه الاشياء. وهذه العبارة انه قال ليس باسم نقول كما مرة معنا كثيرا ان لكي الجسمية عن ربنا سبحانه وتعالى تحتاج الى تفصيل. بل المراد بالجسمية ان كان يراد الجسمية الذات التي تشتمل على فاننا نرد نرد اللفظ ونثبت ما دل عليه بمعنى صحيح. وان كان يقصد الجسم انه دم ولحم وما شابه ذلك هو انه جثة يحاطوا يحاط به يحيط به شيء من خلقه فنن فيه قولا ومعنى. ولا يشبه الاشياء فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وان كان العبارة الاصح ان يقال ولا ولا وليس كمثله شيء. وانه استوى على العرش كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى. ولا تتقدم بين يدي الله ورسوله في القول بل نقول قل استوى بلا كيف وهذا مذهب اهل السنة الاستواء بلا كيف وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك الى ان قال وان له يدين كما قال تعالى الخلق بيديه وان له عينين كما قال تعالى تجري باعيننا فهنا عندما ذكر باعيننا ذكر ان له ذكر ان له عينين وهذا مذهب اهل السنة والجماعة ان لربنا وتعالى ان له عينين سبحانه وتعالى. وانه يجيء يوم القيامة وملائكته كما قال تعالى وجاء ربك وانه ينزل السماء الدنيا وفي اثبات النزول خلافا لما يقول داخل الاشاعرة فانه يقول يجيء امره وينزل ملك من الملائكة وامر من امره او رحمته. قال ولم يقولوا شيء الا ما وجدوه في كتابه وجاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا القول منه ومن ذهب اهل السنة والجماعة الا في قوله ليس بكسوة ولا يشبه ولا يشبه الاشياء وقائد المعتزلة ان الله استوى على العرش بعد استولى وهذا الذي يقوله المعتزلة هو قول المتأخري الاشاعرة المنتسبين لابي الحسن الاشعري وقال ايضا في كتابه الذي سماه الامانة في اصول الديانة وهو الذي يقال انه رجع فيه الى معتقد اهل الحديث. وقد ذكر اصحابه انه انه اخر كتاب صنفه وعليه يعتمدون في الذب عنه عند في الذب عنه عند من يطعن عليه فقال فصل في ابادة قول اهل الحق والسنة فان قال قائل قد انكرتم قولا المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تبيلون قيل له قول الذي نقول به التي ندين بها التمسك بكلام ربنا وسنة نبينا وما روي عن الصحابة والتابعين في الحديث ونحو ذلك معتصم بما كان ابو عبد الله احمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته واجزل مثوبته قائلون ولما خالف قوله مخالفون انه الامام الفاضل هنا يبين يبين ابو الحسن على مذهب الامام احمد وعلى طريقة الامام احمد لانه الامام الفاضل والرئيس الكامل الذي اباد الله به الخلق الذي ابان الله به الحق ودفع به الضلالة واوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من امام مقدم وجليل معظم وكبير مفهم. وجملة قولنا اي الذي نعتقده ان نقر بالله وملائكته وبما جاءوا به من عند الله بما رواه الثقات عن رسول الله. لا نرد من ذلك شيئا وان الله واحد لا اله الا هو. فرد صمد لم يتخذ ولا ولده وان محمد عبده ورسوله ارسل الهدى الى ان قال وان الله مستو على عرشه كما قال وان له وجها وان له يديه وان له عينين وكل هذا موافق معتقد اهل السنة والجماعة وان من زعم ان ان اسماء الله غيره هذا ضال وكما مر بنا ان اسماء الله من جهة الدلالة تدل على ذات واحدة ومن جهة المعاني هي متغايرة فكل اسم يدل على ذاك وله معنى يدل عليه غير المعلم يدل عليه الاسم الاخر ونقول ان الاسلام اوصى من الايمان بمعنى ان كل مؤمن قد اوسع دوائر الدين هي دائرة الاسلام فمن دخل فيها دخل في اوسع دوائرها واظيق من ذلك الايمان واظيق من ذلك الاحسان فمن دخل في دائرة الاحسان دخل الايمان الاسلام وندين بان الله يقلب القلوب بين اصبعين من اصابع وفي اثبات اثبات صفة الاصابع لله عز وجل. وانه يضع السماوات على اصله لا شك ان هذا القول الذي الذي الاشاعرة الاشاعرة هذا الكتاب يقول هذا كذب ومفترى على ابي الحسن الاشعري وانه لم يقل هذا ولم يصرح بما فيه وهذا لا شك انه انه من من من كذبهم وافترائهم فهذا كتابه رحمه الله تعالى الذي اباد فيه معتقده وانه على طريقة ابي عبدالله احمد ابن حنبل الى ان قال وان الايمان قول وعمل يزيد وينقص وهذا مذهب السنة والجماعة انه قول العمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهذا مذهب اهل الحديث ايضا. ونسلم رواية صحيحة والتي رواها ثقات عدلة عدة حتى ينتهي رسول الله الى ان قال ونصدق بجميع الرواة التي يثبتها اهل النقل من النزول الى السماء الدنيا وهي احاديث النزول ففيه ان ابا الحسن يثبت نزول الله الى السماء الدنيا ويقول به. وايضا ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا واجماعه فما كان في معناه ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا به ولا نقول الله ما لم نعلم. ونقول ان الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى وجاء ربه. وان الله يقرب من عبادي كيف يشاء ونحن اقرب الى حبل الوريد وكما قال ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى وان كان التفسير في قوله كان قاب قوس ادنى ان المراد به جبريل يا ربنا سبحانه وتعالى فهو الذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى قرب محمد صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه قرب من محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام. الى ان قال وسنحتج وسنحتج لما ذكر من قول وما بقي مما لم نذكر بابا ثم تكلم على ان الله يرى وتدلع ذلك كما ثم تكلم على ان القرآن غير مخلوق اي بين مذهب ذكر القرآن وذكر الرؤيا وذكر الاستواء وذكر وايضا فقال فاطالس وقال ما تقول الاستواء؟ قيل له ان الله مستوي على عرشه كما قال الرحمان على العرش استوى. واي قوله اليه يصعد الكلم الطوي والعمل الصالح. وقوله يدبر ابن السماء والارض ثم يعرج اليه وذكر الايات الدالة على علو الله عز وجل وذكر الدالة على ان الله على عرش مستو استواء يليق بجلاله واثبت علو الله في جهة وهي جهة السماء وهذا لا شك مما ينكره متأخر الاشاعرة ويرون ان اثبات جهة جهة العلو انه تجسيم وتحييز لربنا وهذا لا شك انه افتراء وكذب على الله عز وجل. الله ليس فيه شيء من مخلوقاته وليس في شيء من مخلوقاته بل هو فوق المخلوقات جميعا. قال هنا وذكر ما يدل على علو الا من جهة النقل ومن جهة العقل ومن جهة الفطرة وهي قوله ورأينا المسلمين جميعا يرفعون ايديهم اذا دعوا نحو السماء هذه فطرة فطر الله الناس عليها انهم يرفعون ايديهم الى السماء. قال وقد قال قائل من المعتلى الجهمية والحرورية ان معنى قول الرحمن استوى انه فهذا الذي اذكره انكره الاشعري هو الذي هو الذي يتبجح به متأخر اصحاب المنتسبين اليه ان نستمعنا وان الله في كل مكان وجحد يكون الله وجحدوا ان يكون الله على عرشه كما قال اهل الحق وذهبوا بالاستواء الى الى القدرة اي استوى معناه على وقدر على عرشه فلو كان كما ذكروه كان لا فرق بين العرش وبين الارض اي لا فرق بين العرش وبين الارض السابعة فكلها قد استولى الله عز وجل عليها. وفي تخصيص العرش دليل على ان الاستواء معنا العلو والارتفاع. ثم قال رحمه الله تعالى باب الكلام في الوجه والعينين والبسط واليدين واثبت الصفات الخبل وقد مر بنا ان متقدم الاشياء يثبتون الصفات العقلية ويثبتون الصفات الخبرية وان من وان الاب الحسن كان على مذهب الامام احمد فاثبت ما جاء ما جاء عن الله وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وسلم بذلك كله وان كان له شيء من الخلط في اصوله فيما نقل عنه لان اصوله كانت على اصول المعتزلة في اول امره وعلى معتزل الكلابية. ولم يكن على علم تام باصول ائمة اهل السنة رحمهم الله تعالى. ثم نقول ذلك وقد دل عليه قوله تعالى يد الله فوق ايديهم وايضا انه صلى الله عليه وسلم قال ان الله مسح ظهر ادم وذكر الايات والاحاديث الدالة على ان لله اهي دين سبحانه وتعالى. ثم ساق شيخ الاسلام آآ كلام ابي بكر ابو بكر محمد بن الطيب الباقلاني وهو من اكابر اصحاب ابي الحسن الاشعري ومن افضل المتكلمين المنتسبين للاشعري وقد رد على الزنادقة او على الملاحدة وعلى ايضا على المعتزلة وله ردود آآ كسر بها حججهم وابطل بها شبههم الى ان قال ولذا وهذه احد الاسباب التي لاجلها انتشر المذهب الاشعري في الامة الاسلامية انهم كانوا واقفين في وجه المعتزلة في ابطال اقوال وفي دحد شبهاتهم وابطالها فانتشروا بسبب هذا. ايضا انتشروا بسبب ان ان هذا المذهب ظهر في بغداد وفي حاضرة العالم الاسلامي وان كان هناك من من الامراء من يقول بهذا المذهب ويأمر به وكان هناك علماء ايضا يدينون بهذا المذهب يقوم اكل باقي الليل لا قبل يقول يقول شيخ الاسلام في مدحي ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده قال في كتاب العبادة تصنيفه فان قال فبدل ان الله على ان لله وجها ويدا. قيل له قوله تعالى ويبقى وجه ربك من والاكرام. وقوله ما بالخلقت بيدي؟ فاثبت لنفسي الولد فيقال فما ان فما انكرت من يكون وجهه ويده جارحة اذا كنتم لا تعقلون وجه الوالدين الا جارحة قلنا لا يجب هذا كما لا يجب ان نعقل حيا عالما الا جسما ان نقضي نحن وانتم بذلك على الله سبحانه وتعالى. وكما لا يجب في كل شيء كان قائلا ان يكون جوهرا. لانه لا يجب القائم بنفسه بشاهد الا كذا وكذلك الجواب ان قالوا فيجب ان يكون علمه وحياته كلام وسائر صفاته عرض عرضا واعتلوا بالوجود قال فان قال تقول انه في كل مكان وهذا الذي احتج به الباقي اللائي على المعتزلة في اثبات الصفات السبع العقلية وفي اثبات وجهها ويدي الله عز وجل واننا نثبت من غير تمثيل ولا يقال ايضا يثبت بقية صفات الله عز وجل وهي صفات الافعال كالغضب والرضا والضحك والنزول المجيء مع انه يثبت النزول المجيد مع الضحك والغضب والرضا والمكر وكذلك الصفات الفعلية التي التي اثبتت الله عز وجل ونقول فيها كما قالوا في الذات كما انهم اثبتوا سبع صفات قال لا يلزم الا التشبيه والتمثيل نقول ايضا في بقية الصفات انها تثبت ولا يلزم من اثباتها التمثيل ولا التشبيه كما قال الخطابي وكما قال واحد ان الباب باب واحد فما يقال في الذات يقال ايضا او ما يقال في الصفات ما يقال في الذات يقال ايضا في الصفات. قال ولو كان في كل مكان لكان في بطن الانسان وفمه والحشوش. والمواضع التي يرغب فيها وهذا فيه اثبات ان الله على عرشه سبحانه وتعالى وان القول في كل وان القول انه في كل مكان اعظم الكفر والزندقة نسأل الله العافية والسلامة. وقد رحمه الله تعالى هذا القول وقال لو قيل لكل مكان لجاز ان يكون في الحشوش وفي بطون الاوادم وهذا الذي ذهب اليه بشر بنغاية المدريسي فكان يقول سبحان ربي اسفل سبحان ربي الاسفل ولا ينزه الله عن حش ولا عن عن مكان سافل لعنه الله عز وجل. وقال ايضا في كتابه صفات ذات صفات ذات ذاته التي لم يزول لا يزال وصول بها وهي الحياة والعلم والسن والبصر والكلام والايراد والبقاء والوجه والعين واليدان والغضب والرضا. اثبت نوعان من الصفات الصفات الخبرية والصفات العقلية وقال في كتاب التمهيد كلاما اكثر من هذا وكلامه وكلام غير المتكلمين في هذا الباب مثل هذا كثير لمن يطلبه وان كن مستغنيا الكتاب والسنة واثار عن كل الكلام. وصدق شيخ الاسلام ان الاستغناء يكون بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبكلام ائمة السلف الله تعالى ولسنا بحاجة الى كلام من فورك او كلام الباقي اللان او كلام الحسن الاشعري. وانما نذكر ما وافقوا فيه اهل الحق من باب دحض اقوال اهل الباطل وتبين انهم يخالفون ائمتهم واما بتكفير قوى الحجج والتي يحتج بها اهل السنة. وهذا من باب اه رد رد المخالف بقول من من يراه تماما ويقتدي به ويعظمه. قال الشيخ ملائك الامر ان يهب الله من يهب الله للعبد حكمة وايمانا بحيث يكون له عقل ودين حتى يفهم ويدين يكون له عقل ودين حتى يفهم ويدين وثم نور الكتاب والسنة يغنيه عن كل شيء ولكن كثير من الناس قد صار منتسبا الى بعض طوائف المتكلمين ومحسن الظن بهم دون غير متوخما انهم حققوا في هذا الباب ما لم يحققه غيرهم وهذا الذي دعا او حملت الناس الاغتراب باهل الكلام انهم ظنوا فيهم ان عنده من الحجج والبراهين العقلية والكلام الذي لا يحسنه غيرهم ما ليس عند ما ليس عند غيرهم فلاجل ذلك حسنوا الظن فيهم ولما سمعوا كلاما منمقا وكلاما لا يحسنون ولا يفهمونه ظنوا ان هذا الكلام زيادة في علمهم وزيادة في بدينه وما علم ان هذا الكلام لا يسمن ولا يغني من جوعان العلم كله في اه في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كلام سلفنا الصالح يقوموا انهم حققوا في هذا الباب ما لم يحققوا غيره. ولا شك ان كثرة الكلام في هذا الباب دليل على العي والجهل وان من لم يستغن بكتاب الله لن يغنه غيره من كلام البشر. قال هنا حتى يؤتى حتى يؤتى بشيء منك ثم هم مع هذا مخالفون ولاسباب الاشاعرة ثم ومع هذا مخالفون لاسلافهم غير متبعين لهم. فلو انهم اخذوا بالهدى الذي يجد في كلام اسلافهم رضي لهم مع الصدق في طلب الحق ان يزدادوا هدى. ولو اخذ من كلام اسلافهم مع صدقهم في طلب الحق لازدادوا هدى ومن كان يقبل الحق الا من طائفة معينة ثم لا يستمسك بما جاءت به من الحق ففيه شبه من اليهود. يقول المصيبة ان متاخي الاشاعرة لا يقبل الحق الا من طائفة معينة من طائفة ابي الحسن الاشعري ثم المصيبة العظمى انه لا يأخذ من قول من ينتسب له الا ما يراه موافقا لهواه وراه وهذا فيه شبه من اليهود الذين قال الله فيهم واذا قيل هم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن ما انزل علينا ويكفرون بما ورد وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون يا الله من قبل؟ ان كنتم من اليهود قال لا يؤمنون لا نؤمن الا بما انزل الله. قال الله لهم فلما قتلت الانبياء من قبل؟ ان كنتم مؤمنين بما انزل بما انزل عليكم؟ يقول سبحانه لا ما جاءتكم به انبيائكم تتبعون ولا ما جاءكم به مسال انبياء تتبعون ولكن انما تتبعون ماذا؟ تتبعون اهواءكم حال من لم يتبع الحق. فالذي يزعم ان الحق في طائفته ولا يأخذ باقوال طائفته فهو لا يتبع الا الا ما يراه هو لنفسه دينا وهوى وهذا لا شك انه من التعصب والهوى الباطن. فشيخ الاسلام عندما ذكر كلام ابن الباقلان وذكر كلام الحسن الاشعري. وذكر كلام ائمة سنة ليثبتون علو الله واستوائه اراد بهذا كله الرد على متأخر الاشاعرة الذين ينفون علو الله وان اثبتوا علوا اثبتوا في غير جهة ويرد على الذين قالوا ان الله الذي استوى على عرشه فيرد على الذي قال ان الله ليس لله وجها وليس له وليس له يدان سبحانه وتعالى فرد عليهم من كتبهم ومن الائمة الذين يعظمونهم وان هذا القول الذي يقوله اهل السنة ايضا قاله من انتم لهم متبعون؟ وعلى طريقتهم بزعمكم متمسكون. فهذا ما اراده شيخ الاسلام وسيذكر بعد ذلك ما يتعلق بابي المعالي الجويلي وما قاله في كتابه النطامية والله تعالى اعلم