بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والسامعين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى قال وكقول الجهمية والمعتزلة من قال ان لله علما وقدرة فقد زعم انه جسم مركب وهو مشبه لان هذه الصفات اعراض والعرض لا يقوم الا بجوهر متحيز. وكل متحيز فجسم مركب. او جوهر فرد فرد. ومن قال ذلك هو مشبه لان الاجسام المتماثلة ومن حكى عن الناس المقالات وسماهم بهذه الاسماء المكتوبة بناء على عقيدتهم التي هي التي هم مخالفون له فيها فهو وربه والله من ورائه بالمرصاد ولا يحق المكر السيء الا باهله وجماع الامر ان الاقسام الممكنة في ايات الصفات واحاديثها ستة اقسام كل قسم عليه طائفة من اهل القبلة. قسمان يقولان تجرى على ظواهرها وقسمان يقولانه على خلاف ظاهرها وقسمان يسكتون اما الاول اما الاولان فقسمان احدهما من يجريه على ظاهرها ويجعل ظاهرها من جنس صفات المخلوقين فهؤلاء المشبهة ومذهبهم باطل وانكروا السلف واليه توجه الرد بالحق. والثاني من يجريه على ظاهرها اللائق بجلال الله كما يجري ظاهر اسماء قال كما يدري ظاهر اسم عليم وقد والرب والاله الموجود والذات ونحو ذلك على ظاهرها اللائق بجلال الله. فان ظواهر هذه الصفات في حق المخلوقين اما جوهر محدث واما عظم قائم به. فالعلم والقدرة والكلام والمشيئة والرحمة والرضا والغضب ونحو ذلك. في حق العبد اعراظ. والوجه واليد والعين في حقه اجسام واذا كان الله موصوفا عند عامة اهل الاثبات فان له علما وقدرة وكلام ومشية وان لم يكن ذلك عرضا يجوز عليه ما يجوز على صفات المخلوقين جاز ان يكون وجه الله ويداه ليست اجساما يجوز عليها ما يجوز على صفات المخلوقين وهذا هو المذهب الذي حكاه الخطابي وغيره من السلف. وعليه يدل كلام جمهورهم وكلام الباقين لا وهو امر واضح فان الصفات كالذات. فكما ان ذات الله ثابت حقيقة من غير من غير ان تكون من جنس المخلوقات. فصفاته ثابت حقيقة من غير ان تكون سلسلات المخلوقات. فمن قال لا اعقد علما ويدا الا من جنس العلم. واليد المعهودين قيل له فكيف تعقل ذات من غير جنس ذوات ذوات المخلوقين ومن المعلوم ان صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته. فمن لم يفهم من صفات الرب الذي ليس كمثله شيء الا ماء الا ما يناسب المخلوقات الا ما يناسب المخلوق وقد ضل في عقله ودينه. وما احسن ما قال بعضهم اذا قال لك الجهمي كيف استوى وكيف ينزل الى السماء الدنيا وكيف يداه ونحو ذلك قل له كيف هو بنفسه فاذا قال لك لا يعلم ما هو الا هو وكنه الباري غير معلوم ببشر فقل له فالعلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية موصوف فكيف يمكن ان تعلم من كيفية صفة الموصوف ولم تعلم كيفيته وانما وانما تعلم الذات والصفات من حيث الجملة على الوجه الذي ينبغي له بل هذه المخلوقات في الجنة قد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء. وقد اخبر الله انه لا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين قال النبي صلى الله عليه وسلم ان في الجنة ما لا عين امرأة ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. واذا كان نعيم الجنة وهو خلق من مخلوقات الله كذلك فما الظن بالخالق سبحانه وهذه الروح التي في بني ادم قد علم العاقل اضطراب الناس فيها وامساك النصوص عن بيان كيفيتها. افلا يعتبر العاقل بها عن الكلام في كيفية الله تعالى مع انا نقطع منا الروح في البلد وانها تخرج منه وتأوج الى السماء وانها تسل منه وقت النزع كما نطقت بذلك النصوص الصحيحة لا نبالي في تجريدها غلوا المتفلسفة ومن وافقهم حيث نفوا عنها الصعود والنزول والاتصال بالبدن والانفصال عنه وتخبطوا فيها حيث رأوها من الجنس البدني وصفاته فعدم مماثلتها للبدين لا لا ينفي ان تكون الصفات ثابتة لها بحسبها الا ان يفسروا كلامهم بما يوافقوا النصوص فيكونن قد اخطأوا في اللفظ وانى لهم بذلك. واما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها اعني الذين يقولون ليس لها في الباطن مجنون هو صفة هو صفة الله تعالى قط وان الله لا صفة لها له ثبوتية بل صفاته اما سلبية واما اضافية واما مركبة منهما او يثبتون بعض الصفات السبعة او الثمانية او الخمسة عشرة او يثبتون الاحوال دون الصفات كما عرف من مذاهب المتكلمين فهؤلاء قسمان قسم يتأولونها يعينون المراد مثل قولهم استوى بمعنى استولى او بمعنى علو المكانة والقدر او بمعنى ظهور نوره للعرش او بمعنى انتهاء الخلق اليه لذلك من معاني المتكلفين. وقسم يقولون الله اعلم بما اراد بها. لكنا نعلم انه لم يرد اثبات صفة خارجة عما علمنا. واما الواقفان فقسم يقولون يجوز ان يكون المراد ظاهرها يقول بجلال الله ويجوز الا يكون المراد صفة لله ونحو ذلك وهذه طريقة كثير من الفقهاء وغيرهم. وقوم يمسكون عن هذا كله ولا يزيدون على ان على تلاوة القرآن وقراءة الحديث. معرضين بقلوبهم والسنتهم عن هذه التقديرات فهذه الاقسام الستة لا يمكن الرجل ان يخرج عن قسم منها. والصواب في كثير من ايات الصفات واحاديثها القطع بالطريقة الثابتة كالايات والاحاديث الدالة على ان الله سبحانه فوق عرشه وتعلم طريقة الصواب بهذا وامثاله بدلالة الكتاب والسنة والاجماع على ذلك. دلالة لا تحتمل النقيض وفي بعضه قد يغلب على الظن ذلك مع احتمال النقيض وتردد المؤمن في ذلك هو بحسب ما يؤتاهم من العلم والايمان. ومن لم يجعل له له نورا فما له من نور. ومن اشتبه عليه بذلك غيره فليدعو بما رواه مسلم في صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام الليل يصلي يقول اللهم اللهم رب اللهم ربه جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني بما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط وفي رواية لابي داوود كان يكبر في صلاته ثم يقول ذلك. فاذا افتقر العبد الى الله ودعاه وادمن النظر في كلام الله وكلام رسوله وكلام الصحابة والتابعين المسلمين انفتح له طريق الهدى ثم ثم ان كان قد خبر نهايات اقدام المتفلسفة والمتكلمين في هذا الباب وعرف غالبا ما يزعمونه برهانا وهو شبهة رأى ان غالبا ما يعتمدون ان يؤولوا الى دعوة لا حقيقة لها او شبهة مركبة من قياس فاسد. او قضية كلية لا تصلح الا جزئية او واجماع لا حقيقة له او التمسك بالمذهب والدليل بالالفاظ المشتركة ثمان ذلك اذا ركب بالفاظ كثيرة طويلة غريبة عن من لا يعرف عن من لم يعرف اصطلاحهم او اوهمت الغر ما يوهمه السراب للعطشان ازداد ايمانا وعلما بما جاء به الكتاب والسنة فان الظل يظهر حسن الظد. وكل من كان بالباطل اعلم كان للحق اشد تعظيما. وبقدره اعرف واما المتوسط من المتكلمين فيخاف عليه ما لا يخاف على من لم يدخل فيه وعلى وعلى من قد انهاه نهايته فان من لم يدخل فيه هو في عافية ومن قد عرفوا الغاية فما بقي يخاف من شيء اخر فاذا ظهر له الحق وهو عطشان اليه قبله. واما المتوسط فهو متوهم بما تلقاه من المقالات المأخوذة اذا لمعظمه وتهويلا. وقد قال الناس اكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم. ونصف ونصف متفقه. ونصف متطبب. ونصف نحوي يفسد الاديان وهذا يفسد البلدان وهذا يفسد الابدان وهذا يفسد اللسان. ومن علم ان المتكلمين من المتفلسفة وغيرهم هم في الغالب في في قول مختلف يؤفى عنه من افك يعلم الذكي منهم العاقل انه ليس هو فيما يقول على بصيرة وان حجته ليست بينة وانما هي كما قيل فيها حجج تهافت كالزجاج تخالفها حقا وكل كاسر مكسور. ويعلم العليم انهم انهم من وجه يستحقون ما قاله الشافعي رضي الله عنه حيث قال حكمي في اهل الكلام ان يضربوا بالجليد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على الكلام ومن وجه اخر اذا نظرت اليهم بعين بعين القدر بعين قدر والحيرة مستولية عليهم مستولية عليهم والشيطان مستحوذ عليهم رحمتهم ورفقت عليهم واوتوا لكان وما اوتوا زكاة واعطوا فهوما وما اعطوا علوما واعطوا سمعا وابصارا وافدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا نافذة من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ومن كان عليما بهذه الامور تبين له بذلك حذق السلف وعلمهم وخبرتهم حيث يحذر عن الكلام ونهوا عنه. وذموا اهله وعابوهم. وعلم ان من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد الا بعدا. فنسأل الله العظيم ان اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله انعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين امين. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في حمويته وفي هذه العقيدة المباركة قال وكقول الجهمية في ذم اهل السنة وصف اهل السنة بانهم مجسمة وهو قولهم من قال ان ان لله علما وقدرة فقد زعم انه جسم مركب وهو مشبه بان هذه الصفات اعراض والعرض لا يقوم الا بجوهر متحيز وكل متحيز فجسم مركب او جوهر فرد. ومن قال ذلك فهو مشبه لان الاجسام تماثلة وهذه الاقوال من الجهمية هي تشنيع على اهل السنة حيث ركبوا هذه المقدمة حتى يصلوا نتيجة ان اهل السنة مجسمة وهذه باطلة اصل وفرعى. فقولهم ان من اثبت لله العلم والقدرة انه زعم ان الله جسم فهذا باطل فلفظة الجسم هذه لفظة محدثة لا يدرى ماذا يعنون بها فان ارادوا بالجسم انها الذات التي تشتمل على الصفات فنقول نعم لله عز وجل ذات واما لفظ الجسم فلا يثبت لله عز وجل لعدم ورود النص به. واما اه ما رتبتم عليها في المقدمة انه ان هذه الصفات اعراظ وان الاعراض لا تقم الا بجوار والجواب لا تقوم الا باجسام فهذه تقريرات باطلة بل لله ما اثبته لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بما دلت علينا المعاني ولا ولا ولا نلتزم ما ما الزمتمونا به من الباطل فلله ذات له فيها صفات سبحانه وتعالى ولا يلزم من ذلك ان تكون تلك الذات على هيئة الاجسام او انها حالة في مخلوقات الله عز وجل او ان المخلوقات تحيط بها بل ربنا سبحانه وتعالى متصل بهذه الصفات وهو فوق المخلوقات كلها سبحانه وتعالى لانه قال اذا قلنا انه جسم فالاجسام تحيز ومعنى متحيزة ان ان هناك شيء من المخلوقات يحيط بها وهذا باطل الله فوق كل شيء وليس فوقه شيء سبحانه وتعالى ثم قسم رحمه الله ثم قال بل حكى عن الناس المقالات وسماهم بهذه الاسماء المكذوبة اي سمى اهل السنة مجسمة وحشوية ومشبهة ونواصب هذي اسماء مكذوبة آآ على عقيدة يخالفون لها فهو وربه. بمعنى ان من كذب على السنة فسماه بهذه التسمية فان الله ووراءه وربنا سبحانه وتعالى حسيبه والله له بالمرصاد سبحانه وتعالى واهل السنة ابرأ الناس وابعد الناس عن الباطل لهم الله تعالى ومع ذلك هذا المكر السيء وهذه الاوصاف السيئة انما حاقت بمن قالها في اهل السنة ونالوا منها اكبر الحظ والنصيب ثم قسم شيخ الاسلام وقال وجماع الامر ان الاقسام الممكنة هذا بالصبر والنظر والاستقرار ان الناس مع الصفات ينقسمون الى تأتي اقسام بسماء يقولان تجري على ظواهرها وقسمان يقولان لا تدري هي على خلاف ظاهرها وقسمان سيسكتون وقسمان هم ساكت هم ساكتون اما القسمان الاولان الذين يجرونه على ظواهرها فمنهم من يجريها على ظاهرها ويجعل ظاهرها كظواهر البشر كظواهر من جنس المخلوقات كالمجسمة المشبهة الممثلة الذين يقولون اما للنصوص تجرى على ظواهرها ومعاني ظواهرها انها تدل على ابعاد صفات المخلوقين فيد الله كيد المخلوق وسمع الله كسبع المخلوق وهؤلاء كفرهم اهل العلم وقالوا من من الممثل يعبد صنم والمشبه والمعطل يعبد عدم واهل السنة يعبدون الها واحدا. فهذا القسم الاول من من اه من اه القسمين من القسمين الاولين اللذان يجريان على ظاهرها. القسم الاول من يجاه ظاهرة ويحمل ظاهرة على على مماثلة صفات مخلوقين وهؤلاء هم المجسمات. القسم الثاني من يجريها على ظاهرها اللائق بالله عز وجل. ويثبت ما دلت عليه من الظواهر ويقول هي على ما يليق بالله سبحانه وتعالى. وهؤلاء هم اهل السنة والجماعة. فيثبتون سمعا وبصرا وعلما وقدرة ويقول هي على ما يليق بالله عز وجل فنثبت ما عدنا السمع وما عدا البصر والقدرة وهي ليست كصفات المخلوقين فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. واما القسمان الاخران ثم ذكر ان هذا القسم هو الذي عليه اهل السنة وهو الذي حكاه عن الخطابي وغيره عن السلف فهم ما قالوا بالذات قالوا ايضا في الصفات ما قالوا وفي صفات الاخبار قالوا ايضا في صفات الافعال اثبتوا ما دلت عليه النصوص من الظواهر واثبتوا من تلك الظواهر ما يليق بالله عز وجل ونفوا عنه مماثلة المخلوقين واما من قال لا اعقل علما ويدا الا من جنس العلم واليد المعهودين. قيل فكيف هذا من باب الرد بل يقول هناك من يقول انا لا اعقل من اسم اليد كل اليد التي اراها ولا العلم الا العلم الذي هو في المخلوقين ولا السبع الا اللي لسبع المخلوقين هذا باطل ويرد عليه بالوجوه. اولا كيف عقلت ذاتا لهؤلاء يثبتون ذات لله عز وجل؟ كيف عقلت ذاتا لا تماثل ذوات المخلوقين هم يثبتون ذاتا ويثنون وجودا يقول لهم كيف عقلتم ذات وجودا ليس كذات المخلوق ولا وجود المخلوقين؟ فيقولون ان الذات آآ خاصة لا يشابها الذوات. نقول كذلك ان هذه الصفات صفات الله عز وجل ولا تشابه ولا تماثلها تلك الصفات لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وما يقال في الذات يقال في الصفات وما يقال في صفات الاخبار يقال ايضا في صفات الافعال ولذلك قال وما احسن ما قال بعضهم عندما يقال في كيف استوى وكيف ينزل السماء؟ وكيف يداه فقل له كيف هو في نفسه؟ كيف هو في ذاته؟ فصف لي ذاته اصف لك صفاته فهو سيعجز ان يصف ذاته ويقول ليس كمثله ونقول ايضا في الصفات ليس كمثله السميع البصير ولا يمكن لنا ان نكيف صفاته سبحانه وتعالى لان لم نضطلع ولم نرى صفات ربنا سبحانه ولكن نثبت لله ما يليق بالله عز وجل تنفي عنه المماثلة لخلقه. فاذا قالك لا يعلم ما هو الا لا يعلم ما هو الا هو. وقله الباري غيره عن البشر. نقول كذلك كما يقال في الذات قالوا ايضا في الصفات فصفاته لا يعلمها على حقيقتها الا الا هو سبحانه وتعالى ولا يعلم كنهها الا هو سبحانه وتعالى. فقل له بكيفية الصفات مستلزم العلم كيفية الموصوف. فكيف يمكن ان تعرف كيفية صفة الموصوف ولم تعلم كيفيته. وانما تعلم الذات والصفات من حيث الجملة على الوجه الذي ينبغي له بل هذه المخلوقات يقول هذا اولا انه كما اذا جهلنا الذات فكذلك ايضا نجهل الصفة نجهل الصفات ان نجهل كيفيات الصفات لا ان نجهل معاني الصفات. فمعاني الصفات معلومة لدينا واما تلك الصفات فهي التي لا نعلمها ولا نعقلها لان الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فاثبت لنفسي السمع ونفى المبادرة واثبت البصر ودفى مماتلة المخلوقين فكما له ذات لا تشابه تماثل ذوات المخلوقين كذلك له صفات لا تماثل ذوات المخلوقين فاذا قال كما قال الجهبي لا اعقل يدا الا كيد البشر نقول له كيف عقلت ذاتا ليست كذاوات البشر؟ فكما انك عقلت ذاتا ليس لذات البشر فكذلك يدا وسمعا وبصرا ليس كايد البشر وليس كسل البصر. بل ان المخلوقات مع اشتراكه في الصفات تتباين وتتفاوت. فاهل الجنة يتنعمون في نعيم يتشابه اسمه باسماء نعيم الجنة وليس الاسم موافقا وليس وان توافقت في الاسماء فانها تختلف في المعاني كما قال ابن عباس ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء ففاكهة الجنة ليست كفاكهة الجنة. وان ففاكهة الجنة ليس كفاكهة الدنيا. وانما التشابه بينها فقط في الاسماء. اما من جهة الحقيقة واللذة والمعنى هما متباينان مختلفان اختلافا عظيما فاذا كان هذا في المخلوق فكيف بالخالق فكيف بالخالق كذلك المخلوقات هذه تبصر هناك من هناك من يتكلم بلسان شفتين وهناك من يتكلم بلا لسان ولا فالجدار تكلم ونطق واحد تكلم ونطق وليس له وليس له نساء ولا شفتين فاذا كانت مخلوقات تتكلم بغيره سواء شفتين كذلك نقول ان الله يتكلم وليس وليس كلامك كلام ككلام خلقه. فالاشتراك في الاسم لا يعني الاشتراك في المعنى او المماثلة في حق اليس يعني الاشتراك في حقيقة المعنى او في مبادلة المماثلة يقول ان في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. كذلك يقال هذه الروح التي في بني ادم لا يعقل ولا يدرك لا يعقل احد ولا يدرك كرهها وحقيقتها الا الله سبحانه وتعالى. كما قال يسأل ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. ما عندنا نروح مخلوقة ويمكن للمخلوق ان يعلم وان يدرك لكن الله عز وجل خف على الناس معنى حقيقة هذه الروح. منهم من يرى الروح هي النفس. ومنهم من يرى انها الطبائع الاربع. وهم في ذلك مختلفون متباينون في معنى الروح لكن الله يقول قل هي من يسأله الروح قل ربنا وما اوتي قل الروح من ابي ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. فاذا كان هذا خلق من خلق الله ولا يستطيع المخلوق ان يدرك حقيقته وكونه فكيف بصفات الله عز وجل؟ قال وامساك النصوص عن بيان افلا يعتبر العاقل بها عن الكلام في كيفية الله تعالى؟ اذا اذا كفى اذا نهاك الله عز وجل عن الخوض في بهية الروح وحقيقة الروح وهي مخلوقة. ابلا ابلا يعتبر العاقل بها عن الكلام في كيفية الله عز وجل في كيفية صفاته بان الروح في البدن وانها تخرج منه وتعرج الى السماء وانها تسل منه وقت النزف كما نطقت بذاك النصوص الصحيحة لا نغالي في تجريدها علوا المتفلسفة ومن وافقهم حيث نفوا عنها الصعود والنزول والاتصال بدن والانفصال وتخبطوا في حيث رأوها من غير جنس البدن فعدم منزلة البدن لا ينفي ان تكون الصفات الصفات ثابتة لها بحسبها الا ان يفسروا بما يوافق اللصوص فيكون قد اخطأ في اللفظ واتى وانى لهم بذلك. يقول هذه الروح لا نغالي فنبكي عنها الصفات ولا نغال ايضا فنفسرها بما لم تفسرها النصوص فنثبت لها انها انها تسل وانها وانها تنزل وانها تعرج وهذه روح من خلق الله عز وجل ولا نستطيع ان ندرك كرهها ولا ان نبلغ حقيقتها ففي ذلك عظة وعبرة لمن تكلم في صفات الله عز وجل وهو لا يستطيع ان يدرك كمال معناها او حقيقة معناها او يتعرض لكيفياتها وتمثيلها فهذا من الضلال العظيم. فلا تعطل ولا تمثل وتكيف. وانما قل الله او بصفاته كما يليق به سبحانه وتعالى فنثبت المعاني على ما دلت عليه النصوص ونفوظ الكيفيات ونقول الله اعلم بكل صفاته وكيفية صفاته سبحانه وتعالى قال واما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها وهم المعطلة فهو بقسمان القسمان او يثبتان والقسمان الاخران ينفيان. والمعطل هم ايضا على قسمين فمنهم يقول انها ليس لها ليس لها في الباقي مدلول هو صفة لله عز وجل. وان الله لا صفة له ثبوتية بل صفاته يعني هؤلاء المعطلة في الجهل فصفاته اما سلبية واما اضافية معنى سلبية انه يوصف بانه ليس بفقير ليس الميت ليس بناء ليس ليس بضعيف ليس بعاجز ولا ولا يثبتون ولا يثبتون ضدها. فهم يثبتون آآ الصفات اللي ينفون عن ربنا الصفات السلبية وهم المعطل الجهمي واما اضافية ان يجعلون اضافة الصفات للخالق اضافة مخلوق لخالق واضافة تشريع وتكريم لا انها اظافة صفة بموصوف او يثبتون بعض الصفات السبعة كالاشاعرة او الثماني والخمس عشر او يثبتون الاحوال دون او يثبتون الاحوال دون الصفات وهذا مذهب ابي هاشم عبد السلام ابن محمد الجباعي وهو من كبار المعتزلة. ويثبت الاحوال وينفي الصفات وهو اول من قال بان الصفات وال وقد اثبت الاحوال باشياء ايضا امام الحرمين والباقلاني والمراد بالاحوال كما قال الابدي يقول والاحوال عبارة عن صفات اثباتية غير متصفة بالوجود ولا بالعدم وهذا لا وجود له لا طب في الوجود ولا توصف بالعدم. وقد يمكن ان يعبر عنها بما به الاتفاق والافتراق بين الذوات وهذا كلام فلسفي اي لا طائل تحته ولا فائدة فيه. اذا مما يقول كما علم مذهب المتكلمين فهؤلاء قسمين. قسم المعطلة قسمان قسم يتأولونها ويعينون المراد يعني يحرفونها ويعينون المراد على المعنى الباطن مثل استوى قالوا استوى بمعنى استولى فهم حرفوا وعينوا حرفوا وعينوا فقال ليس هو الاستواء الذي هو العلو والارتفاع انما استوى بمعنى بمعنى استولى. فحرفوا النص وعينوا على نوع معين من التحريف وهو انه المعنى استولى بمعنى على اه بمعنى استولى على ذلك العرش او بمعنى علو القدر والمكانة او معنى ظهور نوره للعرش او بعد انتهاء الخلق اليه الى غير ذلك من المعاني المتكلفة وقسم يقولون الله اعلم بما اراد بها. وهم مع هذا يقول لا يثبتون ما دلت عليه الصفة. فيقولون مثلا ما يعرفش استوى يقولون يقولون لا نثبت الاستواء لله عز وجل بما انه بمعنى العلو والارتفاع ولكن لا ندري معنى استوى فهم في الحقيقة الصفات الا انهم اختلفوا فمنهم من عين معنى غير المعنى الذي اراده الله ومنهم من سكن عن المعنى وعطل صفة الرب سبحانه وتعالى فمثل اليد منهم من عين يد بمعنى القدرة فهو حرف وعين معناها بانه القدرة. ومنهم من قال ان الله لا يثبت له يد ولكن لا ادري ما معنى اليد من التعيين من جهة التعيين فهذا ايضا يعتبر معطل. اذا قسمان يثبتان وقسمان ينفيان والقسمان الذي ينفيان هما اما بعد الباطل واما معطل الصفة وساكت عن المعنى الذي وساكت المعنى فهو لا يدري ما معنى الصفة التي التي التي عطلها وقسمان ساكتان قوم يمسكون عن هذا كله ولا يزول عن تلاوة القرآن بمعنى انهم يسكتون يسكتون قال فقسم يقولون يجوز ان يكون المراد ظاهره اللائق القسمان الساكتان اما ان يجوز ولا يقطع يجوز ان يكون الظاهر هو المراد اللائق بالله عز وجل. وهؤلاء ان اقروا بهذا وافقوا وافقوا اهل السنة لكنهم لا يقرون بذلك فهم ساكتون. واما ان يقولون ويجوز الا يكون المراد صفة لله عز وجل ونحو ذلك. يعني هم الساكتون بين بين طرفي نقيض اما ان يوافقوا اهل السنة واما ان يوافقوا المعطلة لكنهم لم يتكلموا بهذا ولا بهذا وانما يقول يجوز يجوز ان يكون متصلا بما يليق به ويجوز ان يكون غير متصل بهذه الصفات ويسمى هؤلاء فوضه يثبتون الالفاظ ويفوضون الكيفيات والمعاني ثم قال والصواب في كثير من ايات الصفات واحاديثها قطع بالطريقة الثابتة التي هي الطريقة الثانية. وهي اثبات ما اثبته الله عز وجل لنفسه. واثبته رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ومن غير تعطيل ومن غير تمثيل ومن غير تكييف من الايات الدالة على ان الله سبحانه فوق عرشه وتعلم طريقة الصواب في هذا وامثاله بدلالة الكتاب والسنة. كيف يعرف الصواب؟ نعرفه بما وافق الكتاب والسنة فالذي يقول الرحمن العرش استوى نثبت استواء الله على عرشه وان نستو معنا علوه وارتفاعه هذا الذي وافق دلالة كتاب ووافق قول الرسول صلى الله عليه وسلم واما من قال استووا بعد استولى او قال لا ادري ما بعد استوى او قال ان ان الله ليس مستوي على عرشه فهؤلاء كلهم مخالفون لدلالة الكتاب ولدلالة السنة. يقول هنا ومن اشتبه عليه ذلك اي لا يدعي الى الحق. وحار قلبه زلت قدمه فعليه ان يسأل ربه سبحانه وتعالى ويدعو الله عز وجل في اسحاره وفي سجوده وصلواته بدعاء جبريل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وعلقه البخاري عن عائشة رضي الله تعالى عنها انه كان الى قبره يقول اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادي ما اختلفوا فيه فيما خلقتم فيه الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. وحق لذلك الهائم وحق لذلك الحائر ان يكثر من سؤال الله عز وجل ودعائه حتى يأخذ الله بيده ويهديه الى الطريق المستقيم فان الزيغ في هذا المقام زيغ خطير ومذلة خطيرة على العبد فان هذا يتعلق بتعطيل صفات الله عز وجل وتعطيل اسماء الله سبحانه وتعالى ولا شك ان ان العبد اذا افتقر الى الله واظهر فاقته وحاجته وعلم الله صدقه ورغبته وعلم الله عز وجل انه يريد الحق ويبحث عن اسبابه وطريق الوصول اليه فان الله برحمته يجيبه ويدله ولو علم الله فيهم خيرا لا فليؤتكم خيرا مما اخذ منكم. فاذا علم الله عز وجل في قلب العبد خيرا هداه الى الخير ودله على الخير. وهي كما فقال النبي وسلم ان تصدق الله يصدقك من صدق الله في سؤاله ورغبته ورهبته وطلبه الحق ومعرفة الحق الذي يرضي الله عز وجل فان قريب ممن دعاه وقريب مجيب سبحانه وتعالى. فاذا افتقر العبد الى الله ودعاه وادمن النظر في كلام الله وكلام صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة والتابعين وائمة المسلمين انفتح له طريق الهدى. ثم ان كان قد خبر ثم ان كان قد خبر نهايات اقدام اقدام المتفلسفة والمتكلم في هذا الباب وعرف غالب ما يزعمونه ايظا مما يعين على معرفة الحق ومعرفة الطريق الذي يرضي الله عز وجل ان يعرف نهاية المتكلمين وما انتهى اليه امرهم فقد انتهوا الى الحيرة والشك والى الزيغ والضلال حتى قال قائلهم نهاية اقدام نهاية اقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين في ظلال. فهذا الذي انتهى اليه امرهم ويقول الاخر اخرج الدنيا ولا ادري ما انا عليه ولا ادري ما انا عليه. وكانوا يسمون بالشكاكين المتحيرين. لانهم خرجوا من هذه خرجوا من الدنيا وهم لا يدرون اهم اصابوا الحق ام خاله. اما اهل السنة فيخرج من الدنيا وهم مطمئنون امنون واثقون واذا يقول احد لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعاهد فلم ارى الا واضع كف حائل وقارع نادمي فهذه حالتهم وهذه طريقتهم انهم في ندم وفي شك وفي ريب لانهم خالفوا كلام الله وكلام الرسول صلى صلى الله عليه وسلم. يقول هدى وعرف غالب ما يزعمونه برهان وهو شبهة رأى رأى شبهة وهو وهو برهانا وهو شبهة رأي ان غالب رأى غالبا رأى ان غالب ما يعتمدونه يؤول الى دعوة لا حقيقة لها. فبرهانهم باطل ودعوتهم اوهاب وحججه الخيال لا حقيقة لها او شبهة مركبة من قياس فاسد او قضية كلية لا تصلح الا جزئية او هو اجماع لا حقيقة له او التمسك في المذهب والدليل بالالفاظ المشتركة. فحجج القوم حجج داحضة واقوال واوهام مخترعة وادلة غير حقيقية وغير محررة وانما هي دعاوى لا لا جدوى يقول ثمان ذلك اذا ركب الفاظ كثيرة طويلة غريبة عن من لم يعرف اصطلاحه او همت الغر يعني بمعنى من قرأ في كلام متكلمين في اقوالهم وزخرفة احاديثهم وما وما يلبقونه من اقوال واجماعات ومنطقية وفلسفة يوهم الغر الذي لا يعرف ادلة النصوص وانما يظهره حسن كلامهم وزخرفة قولهم وبهارج ما تكلوا به ما يوهمه السراب للعطشان ازداد ايمانا وعلما بما جاء به الكتاب والسنة. فان فاذا كان الانسان مطلع على ضلالهم. وعلى كلامهم وعلى ما انتهى اليه امرهم. فان ذلك فيزيده هدى الى هداه. لان الضد يظهر حسنه الضد. وبضفها تتبين الاشياء. فاذا عرف الانسان طريق وعرف الانسان طريقه الضلال ورأى ما هم عليه من الباطل زاده ذلك ثباتا وزاده بعد ذلك فرحا وسرورا بهداية الله عز وجل له وكل من كان يقول كلام يقول شيخ الاسلام وكل من كان بالباطل اعلم كان للحق اشد تعظيما. ولذا جاء في الحديث انما تنقض عرى. قال جاء عن عمر انه قال وانما تنقض عورى الاسلام اذا نشأ في الاسلام بل لا يعرف الجاهلية. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال آآ لتجدن اشد الناس عداوة له هم يعني آآ خياركم اه بمعنى ان لتجددن خير الناس لهذا الامر من كان اشد عداوة له قبل اسلامه من كان عدوا للحق ثم ثم اسلم وكان اعلم بالباطل من غيره كان تعظيمه للحق والاخذ به اقوى من غيره. كما قال خياركم الجاهلية دياركم في الاسلام اذا فقهوا. ولتجدن خيرا في الاسلام اشدهم عداوة له قبل اسلامه. فاكمل الناس وكل من كان الباطل يعلم اعلم كان للحق اشد تعظيما وبقدره اعرف. وانما الهلاك على المتوسط لان المتكلمين ثلاثة اقسام. مبتدأ ملعون من دخولي في هذا الطريق طريق المتكلمين اما ان تعافى عن الدخول فيه. وهذا الذي عافاه الله عز وجل. واما ان تبلغ نهايته وتعرف نهاية المتكلمين فهذا يكون كالعطشان الذي يطلب الماء بمجرد ان يعرف الحق يميل اليه ويذهب اليه ويترك ما هم عليه من الباطل. وانما الهلك انه الهلكة على المتوسط الذي دخل في هذا الطريق ولم يعرف نهاية اه نهاية اقوالهم ونهاية ومآل اقوالهم وافعالهم فهو الى فهو يتقلب فيما يزخرفون من الاقوال فهذا الذي عليه عليه المخافة ومنه الظرر قال فاما المتوسط للمتكلمين فيخاف عليه ما لا يخاف على من لم يدخل فيه. وعلى من قد انهاه نهايته. فان من لم يدخل فيه هو في عافية ومن انهاه قد عرف الغاية فما بقي في كما بقي يخاف من كما بقي يخاف من شيء اخر فاذا ظهره الحق وهو عطشان لايه قبله واما المتوسط تطول ولا يتوسط طريق المتكلمين ولم يبلغ نهايته فمتوهم بما بما تلقاه من المقالات المأخوذة تقليدا تقليدا لمعظمه اي تقليدا لمن يعظمه ذلك المتوسط من العلماء الذين يراهم الذين يعظمهم ويراهم انهم المنتهى في الطلب والبحث وتهويلا لشأنهم اه مكانتهم. وقد قال الناس اكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم ونصف متفقه ونصف متطبب ونصف تحويل هذا يفسد الاديان وهذا يفسد البلدان وهذا يفسد الابدان وهذا يفسد اللسان. وقد علم ان المتكلم من المتفلسفة وغيرهم في الغالب في قول مختلف هذا حالهم انهم مختلفون مرتابون شكاكون لا يعرفون الحق الذي الذي اراده الله عز وجل منهم بل يقول احدهم لقد خضت البحر الخضم وتركت الاسلام واهله وها انا اموت على عقائد عجائز نيسابور والاخر يقول اموت على ما في هذا الكتاب ويضع صحيح البخاري على صدره واخر يقول ارواحنا في وحشة من جسومنا وجسومنا قبل القبور قبور ولهم في هذا كلام كثير يدل على تخبطهم وعلى ضلالهم. ولذا يقول انه ليس هو فيما يقول على بصيرة اي ان ما يحتج به ذلك المتكلم انه ليس هو على بصيرة وانما يقوله وهو يعلم بطلان قوله كما حجج تهافت حجج تهافتت وحجج تهافت كالزجاج تخالوا حقا وهي وكل كاسر مكسور اي انها حجج باطلة داحضة يقولونها وهم يعلمون بطلانها ولكن يتزينون بها ويزخرفون حتى تقبل دعواهم ويتبع قولهم ويعلم العليم انه من وجه المستحقون يعني هنا يتكلم عن النظر لهؤلاء المتكلمين. وان الناظرهم ينظر من جهتين. من جهة وبعين الشرع ومن جهة النظر بعين القدر. فاذا نظرت اليهم بالعين الشرع فهم مخطئون ضالون يستحقون ما قاله الشافعي في اهل الكلام ان يضرب الجريد والنعال ويطاف عند القبائل والعشاء والبلدان ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل الكلام فهذا بعين الشرع وبعين الدين وبالوجه الاخر ينظر اليهم بعين القدر. وان ذلك هو الذي قدره الله عز وجل كونه وشاءه اليهم وشاءه له وشاءه لهم سبحانه وتعالى فيرحمهم بعين اللفظ يقول والحي يقول وبالوجه الاخر اذا نظرت اليهم بعين القدر والحي مستولية عليهم والشيطان مستحوذ عليهم. رحمتهم ورفقت بهم رحمتهم ورفقت عليهم. اوتوا ذكاء وما اوتوا زكاة واعطوا فهما وما اعطوا علوبا واعطوا سمعا وابصارا فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصار ولا افئدة من شيء ما كانوا به يستهزؤون. ومن كان عليما بهذه الامور اي انك اذا نظرت له بعين القدر رحم فالشيطان قد استحوذ عليهم وهم في حيرة وظلال ويتخبطون في ظلمات وهم في في عي وفي عتي وفي ضلال يؤول بهم الحال الى ان يلقوا عذاب الله عز وجل ومن كان عليما بهذه الامور تبين له بذلك حذق السلف وعلمهم وخبرتهم حيث حذروا عن الكلام ولهوا عنه وذموا وذموا وعابوا وذموا اهله وعابوهم وعلم ان من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد الا بعدا فهذا هو سبب الخوض في علم الكلام والدخول فيه والدخول فيه وترجمة وتعريب كتب اليونان تدخلات على المسلمين ويلات وادخلت عليهم الفلسفة التي التي يعارض بها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالنجاة النجاة من ان تسلك طريق المتكلمين او تكون على على حذوهم او على نهجهم وطريقتهم فان نهاية امرهم الضلالة والبعيد نسأل الله السلامة. واذا حذر السلف من علم الكلام وقالوا من طلب الدين بالعلم بالكلام تزندق انتهى امره. الى الزندقة والكفر نسأل الله العافية والسلامة ثم ختم هذا الكتاب رحمه الله بقوله فنسأل الله العظيم ان يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين انعم والله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين امين. فختم هذا الكتاب بهذه الدعوات المباركة ان يهدينا الله الى صراط مستقيم وان يثبتنا عليه وان يميتنا عليه وان يجنبنا طريق الضالين وطريق المغضوب عليهم وان يجعل ممن انعم الله عليه بنعمة الهداية والثبات على هذا الطريق الى ان يلقى الله عز وجل ولا شك ان من اعظم نعم الله على العبد ان يوفق الى موافقة اهل السنة في عقيدتهم. لان هذا هو الاصل ما يأتي بعده فهو فرع تبع فهو فرع تبع له ذلك ان ان تدين بالاعتقاد الصحيح في اسماء الله وصفاته وفي ربيته والوهيته. فمن وفق في ذلك وكان على انتقد الصحيح فهو الذي خصه الله عز وجل وفضله باعظم نعمة من الله سبحانه وتعالى قل بفضل الله فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون فنحمد الله على التمام ونسأله ان يجعلها حجة لنا لا علينا وان يجعلها في ميزان حسناتنا يوم نلقى ربنا سبحانه وتعالى