الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وكذلك الرجاء وحده اذا استرسل فيه العبد تجرأ على معاصي الله وامن مكر الله وقد قال تعالى فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وكذلك الخوف وحده اذا استرسل فيه العبد ساء ظنه بربه وقنط من رحمته ويأس من روحه وقد قال تعالى انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون وقال تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون فالامن من مكر الله خسران واليأس من روحه كفران والقنوط من رحمة الله ضلال وطغيان وعبادة الله عز وجل بالحب والخوف والرجاء توحيد وايمان فالعبد المؤمن بين الخوف والرجاء كما قال تعالى ويرجون رحمته ويخافون عذابه وقال تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه وبين الرغبة والرهبة كما قال تعالى في ال زكريا اعليهم السلام؟ انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعون نارا غبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فالمصنف في اثناء بيانه العبادة اخذ يبين ما تقوم عليه العبادة وترتكز وان العبادة تقوم على هذه الاركان التي لا بد منها في كل عبادة وقربة يتقرب بها الى العبد الى الله سبحانه وتعالى ان يعبد الله حبا في الله عز وجل ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه والرجاء والخوف ضروريان مهمان في كل عبادة يتقرب بها العبد الى الله عز وجل يرجو رحمة الله ويخاف عذابه في صلاته وصيامه وعمرته وغير ذلك من طاعاته يقوم اه بما يقوم به من طاعات راجيا رحمة الله عز وجل خائفا من عذابه وهذا الخوف والرجاء المصاحب للعبادة لكل عبادة يا يسوق العبد الى كل خير ويقوده الى كل فضيلة وما من عمل يقوم به المرء بتمامه الا ويحتاج فيه الى سائق وقائد والرجاء والخوف في العبادة بمثابة السائق والقائد فالرجاء يقوده والخوف يسوقه ايزجره اذا ارادت النفس ان تتفلت او تنثني او ترجع يزجره الخوف من الله ورجاء رحمة الله يسوقه الى التقدم والمسارعة والاستكثار من طاعة الله سبحانه وتعالى فاذا اجتمع الخوف والرجاء في العبد سارع في الخيرات واقبل على الطاعات وانكف عن المعاصي والخطيئات انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين وهما فالعبادة بمثابة الجناحين للطائر ولا يطير الطائر اذا قص احد جناحيه ولهذا لا بد من الرجاء والخوف بتوازن فان غلب احدهما على الاخر حصل الخلل ان غلب الرجاء على الخوف امن من مكر الله وهذا خسران وان غلب الخوف على الرجاء قنط من رحمة الله ويأس من روحه وهذا كفران ومن يقنط من رحمة ربه الا القوم الكافرون فلا بد من الخوف والرجاء معا بتوازن من الانحرافات العظيمة التي وجدت في فرق الامة كانت بهذا السبب تغليب جانب على جانب لما غلبت الخوارج الخوف او جانب الخوف والوعيد واهملوا نصوص الوعد خرجوا بتلك العقيدة التي من افسد العقائد المنسوبة للدين واشنعها وابرها على الناس ولما غلبت المرجئة جانب الوعد واهملوا نصوص الوعيد اضروا بانفسهم اضرارا عظيما لان فكر الارجاء فكر خبيث ومذهب الارجاء مذهب خبيث. يبر المرء وعبادته وخلقه وتقربه الى الله سبحانه وتعالى الارجاء من اعظم المذاهب الذي التي تثني العبد عن العبادة وتثبطه عن الطاعة وتبعده عن التقرب الى الله سبحانه وتعالى ولهذا لابد ان ان ان يكون المرء نهجه هو النهج الذي دل عليه القرآن وكان عليه الانبياء عليهم الصلاة والسلام نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم يأتي بهذا وبهذا يؤمن بهذا وبهذا يجمع بين الرجاء للرحمة رحمة الله سبحانه وتعالى والخوف من عذابه سبحانه وتعالى استذكر الجنة ونعيمها فيطمع ويستذكر النار وحميمها وعقابها فيخاف والقرآن والسنة قائمان على الترغيب والترهيب ترغيب بذكر الثواب والانعام والاكرام والمن والعطاء وترهيب بذكر العقوبات الدنيوية والاخروية ولهذا ينبغي على العبد ان يعرف هذا وهذا وان يعمل هذا وهذا. ولا يغلب احد الامرين على الاخر نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك هو في صفات الله عز وجل. فتارة قبله فتارة يمده الرجاء والرغبة فيكاد ان يطير شوقا الى الله وطورا يقبضه الخوف والرهبة فيكاد ان يذوب من خشية الله تعالى فهو دائب في طلب مرات ربه مقبل عليه خائف من عقوباته ملتجئ منه اليه عائد به منه راغب فيما فهو دائب في طلب مرضاة ربه هذا ما يولده الرجاء والخوف في العبد اذا اجتمع فيها الرجاء والخوف تولد من ذلك الدأب في مرضاة الله والمسارعة في الخيرات والمداومة على الطاعات والتقرب الى الله سبحانه وتعالى ما دام مجتمعا فيه او جامعا بين الرجاء والخوف ولهذا يقول الشيخ رحمة الله عليه فتارة يمده الرجاء والرغبة يمده الرجاء والرغبة تارة نعم تارة يمده الرجاء والرغبة وطورا يقبضه الخوف والرهبة يمده الرجاء فيسارع ويقبضه الخوف والرهبة فيكف ويبتعد عن ما يغضب الله الله سبحانه وتعالى من فعل محرم او تركي واجب نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك هو في صفات الله عز وجل لا ناف ولا مشبه وفي افعال العباد لا جبري ولا قدري. وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيته. ليس بذي النصب ولا وفي الوعد والوعيد ليس بخارجي ولا مرجئ فدين الله بين الغلو والجفاء والتفريط والافراط وخير الامور الاوساط نعم لما ذكر رحمه الله تعالى وصبية اهل السنة والجماعة هي هذه المسألة بعينها اتبع ذلك بامثلة مبينا من خلالها ان اهل السنة وسط في امور الدين كلها بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط والزيادة والنقصان وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها وكذلك جعلناكم امة وسطا التوسط والاعتدال في الامور بين الغلو والجفاء هو دين الله. دين الله وسط دين الله وسط بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط واهل السنة نهجوا هذا المنهج الوسط لان دينهم متلقى من الكتاب والسنة. كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فهم وسط في كل امور الدين العلمية والعملية بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط والشيخ رحمه الله تعالى ذكر امثلة على ذلك منها في باب الصفات انهم وسط بين النفات والمشبهة النفاة الذين ينفون صفات الله سواء نفوها هكذا او نفوها بتأويل وتحريف فهم وسط بين النفات نفات صفات الله عز وجل والمسبب الذين يشبهون الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا بخلقه وانظر هذه الوسطية في قول الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس كمثله شيء رد على المشبهة وهو السميع البصير رد على النفاة ودين الله وسط بين المسبئة والنفاة. اثبات الصفات بلا تشبيه. هذا هو دين الله بصفاته طريقة الايمان بها اثباتها وامرارها كما جاءت والايمان بها كما وردت دون تشبيه فقوله ليس كمثلي شيء هذا رد على المشبهة وقوله وهو السميع البصير هذا رد على النفاة والوسطية هنا اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل وهذه عقيدة اه اهل السنة والجماعة في صفات الله سبحانه وتعالى كذلك في افعال العباد في افعال العباد افعالهم اي عموما من طاعات او معاصي اهل السنة وسط بين الجبرية والقدرية بين الجبرية والقدرية الجبرية من عقيدتهم في افعال العباد انهم مجبرون عليها. ولهذا سموا جبرية مجبرون عليها اي لا مشيئة لهم ولا قدرة ولا ارادة ويصفون العامل كالورقة في ماب الريح يصفون العامل بانه كالورقة في مهب الريح لا مشيئة الاول اختيار مثل ما الورقة تكفؤها الرياح وتقلبها من جهة الى اخرى بلا ارادة من الورقة والاختيار يقولون فكذلك العامل مجبر على افعاله ولهذا سموا جبرية وعلى النقيض من هؤلاء القدرية النفاة الذين يقولون تعالى الله عن قولهم علوا عظيما ان الله لا قدرة لها او قدرة الله ليست نافذة في لا قدرة له في فعل العبد او انها ليست نافذة في افعال العباد وان العباد يفعلون افعالهم بقدرة مستقلة ويرون ان العبد هو الخالق لفعل نفسه ولهذا سموا مجوس هذه الامة. لاثباتهم خالق مع الله وهو العبد قالوا الله خالق العبد والعبد خالق فعل نفسه فاثبتوا بهذه العقيدة خالقا مع مع الله سبحانه وتعالى تعالى الله عما يصفون وسبحان الله عما يشركون واهل السنة وسط بين هاتين الضلالتين بين الجبرية والقدرية قال الله عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وما تشاؤون اثبت فيها مشيئة للعبد لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين لمن شاء منكم ان يستقيم اثبت مشيئة للعبد اثبت مشيئة العبد وهذا فيه الرد على الجبرية الذين ينفون المشيئة عن العبد ويعدونه مجبرا على افعاله ولا مشيئة له ولا اختيار الا ان يشاء الله رب العالمين رد على القدرية الذين يقولون ان قدرة الله ومشيئته ليست نافذة في افعال العباد. قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ففي الاية رد على الطائفتين وابطال للضلالتين. ضلالة الجبرية وضلالة القدرية واثبات للحق الذي هو وسط بين ذلك وهو ان العبد له مشيئة وهداه الله سبحانه وتعالى النجدين طريق الخير وطريق الشر وبمشيئة العبد التي خلقها الله سبحانه وتعالى فيه يختار هذا او هذا وكل ميسر لما خلق له كما قال عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فمن كان من اهل عاد يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة فلا اهل الجبر اصابوا الحق ولا ايضا النفات القدرية اصابوا الحق. الحق وسط بين هاتين الضلالتين لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين كذلك في اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اولئك الذين شرفهم الله واكرمهم واعلى قدرهم بان صحبوا النبي عليه الصلاة والسلام. رأوا طلته البهية وسمعوا احاديثه العظيمة ورأوا عباداته وقرباته الجليلة وعاينوا اخلاقه وادابه وتعاملاته الكريمة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه شرفهم بالتلقي عنه مباشرة بدون واسطة وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه فكانوا انصارا للدين واعوانا للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام فهؤلاء رتبتهم علية ومكانتهم رفيعة وقد قال الله عز وجل عن هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام كنتم خير امة اخرجت للناس فاذا كانت امة محمد عليه الصلاة والسلام خير خير امة خير امة اخرجت للناس فان صحابته خير امته خير امته وعليه فان الصحابة خير الناس في الامم كلهم ليسوا خير الناس في هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام بل خير الناس في الامم كلهم مقدارهم عظيم جدا ومنزلتهم عالية ورفيعة رضي الله عنهم وارظاهم وفي كتاب الله عز وجل ايات تتلى كثيرة. في بيان فضل الصحابة ومكانتهم وعظيم مقدارهم ورضا الله عنهم ورضاهم عنه وبيان سابقيتهم وفضيلتهم ومكانتهم العظيمة رضي الله عنهم وارضاهم ومن جاء بعد الصحابة فهو على خير ما دام محبا للصحابة عارفا بمقدار الصحابة مثنيا عليهم خيرا قال الله عز وجل بايات كلمات سمعناها هذا الصباح في صلاتنا بفظل الصحابة ومكانتهم العظيمة في سورة الحشر ذكر الله عز وجل فيها اولا المهاجرين مثنيا عليهم ذاكرا صفاتهم واعمالهم الجليلة وصدقهم مع الله ثم اتبعهم بذكر الانصار وعظيم فضلهم ومكانتهم العلية ثم اتبع ذلك جل في علاه بقوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم قد دلت هذه الاية الكريمة ان من جاء بعد الصحابة يكون على هدى وصحة ديانة اذا كان على هذا الوصف سليم القلب سليم اللسان تجاه الصحابة لابد من هاتين السلامتين سلامة القلب وسلامة اللسان سلامة القلب من الغل والحقد والحسد والضغينة وغير ذلك ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا وسلامة اللسان بالا يذكر الصحابة الا بالخير ولا يدعو لهم الا بالخير يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان هذه سلامة اللسان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا هذه سلامة القلب لابد من هاتين السلمتين تجاه الصحابة رضي الله عنهم كلهم المهاجرين والانصار والسابقين ومن بعدهم والكل وعد الله الحسنى ازواج النبي عليه الصلاة والسلام وال بيته رضي الله عنهم وارضاهم وعموم الصحابة كلهم لهم هذا الحق العظيم سلامة القلب وسلامة اللسان. الثناء عليهم بالخير والذكر لهم بالخير والدعاء لهم بالخير وان يكون القلب نظيفا تجاه الصحابة محبا لهم عارفا بقدرهم وفضلهم ومكانتهم العظيمة وان من اخس الاعمال واشنعها واقباحها ان يأتي رجل في مثل هذا الزمان المتأخر لا يعرف بديانة ولا يعرف بمواظبة على صلاة ولا يعرف بطاعة ولا يعرف اعمال بر وخير ثم يمد لسانه السيء يتطاول على مقام الصحابة فيلمز هذا ويطعن في ذاك وهذا ما اضر الا بنفسه. وما اساء الا الى نفسه فان الصحابة رضي الله عنهم لا يضرهم شيء تطاول من تطاول على مقامهم حتى ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما ذكر لها قوم نالوا من بعض الصحابة فقالت رضي الله عنها كلمة عظيمة قالت ان الله عز وجل لما انقطع عنهم العمل ما احب ان ينقطع عنهم الاجر لانه اذا مات ابن ادم انقطع عمله قالت ما احب ان ينقطع عنهم الاجر بمعنى ان من يسب الصحابة ما ما اضر الصحابة بشيء لكنه لكنهم يأخذون من حسناته يأخذون من حسناته وان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات من سبهم فطرحت عليه كما في حديث المفلس الحديث المشهور وما اعظم افلاس من يسب الصحابة يوم القيامة ما اعظم افلاسه يوم القيامة يوم القصاص قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم واهل السنة في الصحابة وسط كما قال الشيخ رحمة الله عليه وسط بين اهل في الصحابة واهل بيت النبي بين الناصبة والشيعة الرافضة الناصبة من ناصبوا ال البيت العداء ولا يناصب ال البيت العداء الا من سفه نفسه ولم يعرف قدر ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وارضاهم اجمعين ويقابل هؤلاء الرافضة في عدائهم لخيار الصحابة عدائهم للصحابة ولخيار الصحابة ابي بكر عمر رضي الله عنهم عداء مسفا قبيحا حتى ان الرافضة قام في قلوبهم عداء لابي بكر اشد مما قام في قلوبهم من عداء لابليس نعم قام في قلوبهم عدال ابي بكر وعمر اشد مما قام في قلوب من العداء لابليس عدو الله فهؤلاء بانحراف شنيع واولئك ايضا في انحراف سنيع. اما اهل السنة شرفهم الله يحبون ال البيت ويحبون الصحابة. وليس في قلوب فيهم غل لاحد من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام يحبون النبي عليه الصلاة والسلام حبا عظيما ويحبون ازواجه ويحبون ال بيته ويحبون صحابته ويحبون اتباعه والسائلين على نهجه وقائدهم في ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام من احب لله ابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان فهم استكملوا ايمانهم بهذا الحب العظيم لاصحاب النبي عليه الصلاة والسلام و ازواجه امهات المؤمنين وال بيته الطيبين وايضا اتباعه من التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. نعم قال فدين الله قبل ذلك قال وفي الوعد والوعيد ليس بخارجي ولا مرجع اي في باب الوعد والوعيد وسط بين الخوارج والمرجاة وهذا سبق بيانه قال فدين الله بين الغلو والجفاء والتفريط والافراط وخير الامور الاوساط خير الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها نعم قال رحمه الله تعالى وللعبادة ركنان لا قوام لها الا بهما وهما الاخلاص والصدق وحقيقة الاخلاص ان يكون قصد العبد وجه الله عز وجل والدار الاخرة. كما قال تعالى وسيجنبها الاتقى الذي تيماله يتزكى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى وقال تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا وقال تعالى وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا. ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثوابها الاخرة نؤتيه منها وسنجزي الشاكرين وقال تعالى من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرفه ومن كان يريد حرف الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب وقال تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحفظ ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلى. لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين. ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين. فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى من كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأتي ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى ولكن ينظر الى قلوبكم وعن ابي موسى رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء اي ذلك في سبيل الله فقال صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. متفق عليه ولو ذهبنا نذكر احاديث الاخلاص لطال الفصل. نعم هذا حديث عن الاخلاص اه الصدق ولعل الكلام عن هذين الاصفين العظيمين يؤجل الى لقائنا في الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ذنبنا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سمعوا الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور رحيم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه