نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الشيخ حافظ حكمه رحمه الله الله تعالى وللعبادة ركنان لا قوام لها الا بهما وهما الاخلاص والصدق وحقيقة الاخلاص الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد يقول المصنف رحمه الله تعالى وللعبادة ركنان لا يقوم لا قوام لها الا بهما وهما الاخلاص والصدق. وسيأتي قريبا عنده رحمه الله تعالى آآ قوله ثم اعلم انه لا يقبل منه ذلك اي الاخلاص والصدق الا بمتابعة الرسول ثم من بعد ذلك قال فهذه الثلاثة الاركان شروط للعبادة. فهو يتحدث هنا عن اركان ثلاثة او شروط ثلاثة للعبادة لا قوام للعبادة الا بها وهي الاخلاص والصدق والمتابعة. هذه الامور ثلاثة اركان للعبادة وهي ايضا انواع في التوحيد توحيد المراد والصدق توحيد ارادة والمتابعة توحيد او تجريد المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام. قد جمع هذه الثلاث ابن القيم رحمه الله تعالى في قوله في نونيته فلواحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحق والايمان فلواحد اي اي مخلصا لا تبتغي بعملك الا الله ووجه الله كن واحدا هذا توحيد الارادة توحيد الطلب وفي واحد هذا المتابعة بتجريدها للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فهذه اركان ثلاثة عظيمة مهمة للعبادة لا قوام للعبادة الا بها الاخلاص وهو الا يبتغى بالعمل الا الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص والصدق وهو اجتماع الهمة و الارادة على المقصود المراد اقبال قلب وعزيمة آآ الصادقة في القيام حق الله عز وجل ومراده سبحانه وتعالى من عباده والمتابعة اي للرسول عليه الصلاة والسلام بسلوك نهجه وترسم خطاه والسير على منهاجه القويم صلوات الله وسلامه عليه نعم يا معاشر الكرام يجب علينا اجمعين ان ننتبه لهذه الامور الثلاث في كل عباداتنا صلاتنا صيامنا حجنا عمرتنا الى غير ذلك من طاعاتنا ان تكون اعمالنا لله خالصة لا يبتغى بها الا وجه الله وان تكون صادرة عن صدق قلب صادق مع الله سبحانه وتعالى في همته وتقربه وعزيمته وان تكون اه اعمالنا موافقة للهدي هدي الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته وهذه الثلاث هي الشروط للعبادة اما الصدق فهو شرط لصدور العبادة واما الاخلاص والمتابعة فهما شرطان للقبول لا قبول للعبادة الا بهما فالعبادة لا تصدر تامة وافية الا عن صدق مع الله سبحانه وتعالى لابد فيها من اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام لتكون مقبولة عند الله جل في علاه فاذا وجد الاخلاص ولم توجد المتابعة لم تقبل واذا وجدت المتابعة ولم يوجد الاخلاص لم تقبل فالله لا يقبل الا الخالص لوجهه الموافق لهدي رسوله عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى وحقيقة الاخلاص ان يكون قصد العبد وجه الله عز وجل والدار الاخرة كما قال تعالى وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى وقال تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا وقال تعالى وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا. ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها. ومن يري ثواب الاخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين وقال تعالى من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرفه ومن كان يريد حرف الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب وقال تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون مم وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمهله كمهل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلى لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت لها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير. نعم يقول رحمه الله تعالى وحقيقة الاخلاص ان يكون قصد العبد وجه الله عز وجل والدار الاخرة. هذه حقيقة الاخلاص ان يكون العمل خالصا ومعنى خالصا اي صافيا نقيا لان الخالص لغة هو الصافي النقي واقرأوا في هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى في سورة النحل وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرط ودم لبنا خالصا. سائغا للشاربين اللبن الخالص هو الصافي النقي الذي لا شائبة فيه يخرج من بين فرث ودم صافيا نقيا لا نقطة دم فيه ولا قطعة فرث صافيا وصفه الله بذلك قال خالصا اي صافيا فالخالص هو الصافي النقي والعبادة الخالصة اي العبادة الصافية النقية التي ليس فيها ارادة الا الله. ولا يبتغى بها الا وجه الله سبحانه وتعالى فاذا ادخل غير الله مع الله في العمل لم يصبح صافيا اصبحت فيه الشائبة والشوائب فلم يقبله الله قال جل وعلا في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه فهو سبحانه وتعالى لا يقبل الا الصافي النقي الذي لم يرد به الا وجهه سبحانه وتعالى ولهذا يجب على العبد في كل عباداته وجميع طاعاته ان يحرص على صفائها نقائها بحيث لا يريد بها الا وجه الله سبحانه وتعالى يتجنب كل امر يخرم هذا الصفاء ويقدح في هذا النقاء يحرص على البعد عن ذلك من الرياء والسمعة والشهرة وارادة الدنيا بالعمل وغير ذلك خوارم الاخلاص كثيرة جدا يحرص المرء على ان يبقى عمله صافيا نقيا لا يراد به الا الله سبحانه وتعالى والدار الاخرة اما الاعمال التي يقدمها العامل وهو يطلب عليها شيء من امر الدنيا من مدح او شهرة او سمعة او مراة للخلق او غير ذلك فهذه لا تدخل في صالح عمله لان لانها ليس فيها صفاء ليس فيها نقاء لا يقبل الله سبحانه وتعالى العمل الا باخلاص النية والمصيبة في زماننا هذا عظمت جدا في باب الاخلاص. نسأل الله عز وجل لنا اجمعين المعافاة. نسأل الله عز وجل لنا اجمعين المعافاة ان يعافينا اجمعين من الرياء والنفاق وآآ السمعة هو غير ذلك من الخوارم والقوادح نسأل الله المعافاة. زماننا هذا استجدت امور ووسائل فتحت على الناس نافذة واسعة في باب المراءات بالعمل والتسميع به اعني بذلك الاجهزة التي اصبحت ايدي الناس تلتقط ما يقومون اعمالهم بالصور الثابتة والصور المتحركة وليتضح الامر اكثر اذكر لكم بعض الامثلة مما رأيت ومما قيل لي في هذا المسجد قبل وقت رأيت شخصا من الزوار هدانا الله واياهم اجمعين قام واخذ مصحفا من المصاحف الكبار وفتحه وجلس يا جلسة المتهيأ للقراءة ثم قام زميله والتقط له صورة من هنا وصورة من من هناك ثم اغلق المصحف وقام هذه الصورة ماذا تعني انه يقرأ القرآن وفي مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ثم ترسل عبر الوسائل الى الاصدقاء والرفقاء والمجموعات فيما يسمى بالقروبات وغيرها يرسل وهو اصلا ما قرأ وحدثني اخر حدثني شخص رأى في هذا المسجد شخص يمشي مع رفيق الله فجلس جلسة التشهد والتقط له صورة وقام واما من يقفون في المشاعر وفي المناسك وفي اماكن التعبد ويتهيأ ويرفع يديه على هيئة الداعي ثم تلتقط وبعد ذلك تخفض اليد هذا كثير جدا هذي والله مصيبة والله مصيبة والله مصيبة عظيمة جدا هذه الاعمال عبادات عبادات اذا لم تكن صافية لله عز وجل ما يقبلها الله. الله جل وعلا يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا معي اشرك معي في غيري تركته وشركه ومن يرائي بعمله يقال له يوم القيامة اذهب الى من كنت ترائيهم بالعمل. فاطلب عندهم اجرا ولهذا يجب على العبد ان يتقي الله سبحانه وتعالى في اعماله وعباداته نبينا عليه الصلاة والسلام لما وصل الى الميقات ذي الحليفة في حجة حجة الوداع في الميقات بعد ان اهل قال عليه الصلاة والسلام اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة لانه اذا دخل الرياء في الحج والسمعة دخلت ما اصبح صافيا والله لا يقبل الا الصافي النقي نسأل الله عز وجل ان يكرمنا اجمعين بان نكون من عباده المخلصين وان يوفقنا لتحقيق الاخلاص وان يعيذنا من الرياء والنفاق والشقاق وسيء الاخلاق بمنه وكرمه والمصنف رحمه الله تعالى ساق من ايات الكتاب العزيز ايات عديدة ولها نظائر كثيرة جدا في بيان الاخلاص وعظيم شأنه وضرب الامثال لايضاحه وبيانه وثواب اهله وبيان ان العمل اذا لم يكن صادرا عن اخلاص لله عز وجل رد على العامل وكان حابطا غير مقبول لان الله عز وجل انما امر العباد في عبادات بالاخلاص وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص من اراد المثل البين في توضيح عاقبة عمل المخلص وعمل المرائي بالعمل فليقرأ هذين المثلين العظيمين من سورة البقرة قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر هذا الذي ينفق ماله رئاء الناس ومثله من يقدم اعماله وطاعاته رئاء الناس ما شأن عمله؟ ما عاقبة عمله قال الله سبحانه وتعالى في بيان ذلك فمثله كمثل صفوان عليه تراب الصفوان الصخرة الملساء لو ان صخرة صخرة ملساء جاء شخص ووظع وعليها قليل من التراب فوق سطحها فجاوظ عليها البذور ثم انسكبت او نزلت الامطار ماذا يحدث اينبت فوق هذه الصخرة ذاك البذر الذي وظعه؟ لا بعد ان ينتهي المطر اذا جاء الى هذه الصخرة لا يرى عليها شيئا لا يجد شيئا فالذي يرائي بعمله يظن انه قدم ووضع شيئا لكنه يفاجأ يوم القيامة ما يجد هذا الذي قدمه في صالح عمله ابدا يذهب هباء ويضيع سدى بينما المخلص فمثله كمثل صفوان عليه واما المخلص فمثله كما قال الله عز وجل ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين نسأل الله الكريم من فظله. فان لم يصبها وابل فقل يعني مطر خفيف وهي في هذا وفي هذا منبتة ومنتجة ومثمرة وهذي امثال موقظة للقلوب والله عز وجل ظرب الامثال في القرآن لتعقل ولتفهم الحقائق الدينية والاصول الايمانية في ضوء هذه الامثال العظيمة اه التي ظربها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. عد العلماء رحمهم الله تعالى هذا الحديث من الاحاديث التي يقوم عليها دين الله سبحانه وتعالى بل قال اهل العلم الدين يقوم على ثلاثة ثلاثة احاديث عليها مرد ومرجع جميع الاحاديث المروية عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث انما الاعمال بالنيات وحديث ام المؤمنين عائشة من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وحديث ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات الى تمامه فحديث انما الاعمال بالنيات حديث عظيم جدا وكثير من العلماء صدروا به مؤلفاتهم لان العبادات كلها لابد فيها من النية انما الاعمال بالنيات اي انما الاعمال معتبرة بنيات اصحابها كيف البيان في الحديث قال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه هي من حيث العمل واحدة هجرة وربما الى بلد واحد والى مكان واحد والتعب يكون واحدا لكن اختلفت النية فالاعمال معتبرة بالنيات الاعمال معتبرة في القبول والرد فالثواب عدمه بالنيات اي بالنية التي يقوم في قلب صاحبها فان كانت لله خالصة قبل العمل وان كانت لغير الله سبحانه وتعالى لم يقبل فلان من شرط قبول العمل ان ان يقصد به وجه الله كما تقدم ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا اي مرضيا مقبولا مثابا عليه عند الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم نعم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم القلب هو المناط المنبع وعنه تصدر النية الصالحة او الفاسدة فالله سبحانه وتعالى ينظر الى قلوب العباد. ولهذا يجب على العبد ان يحرص على عمارة باطنه بالاخلاص والصدق واعمال القلوب التي يزكوا بها قلب المرء ويزكو ايظا بها ظاهره تبعا لباطنه كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي موسى رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء اي ذلك في سبيل الله فقال صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله متفق عليه. هؤلاء كلهم قد يكون منهم نكاية شديدة في العدو كلهم يكون قد يكون منهم نكاية شديدة في العدو لكن ليس منهم من جهاده مقبول عند الله الا من كان يقوم بذلك العمل لله. تقربا الى الله سبحانه وتعالى فلا الجهاد ولا غيره من الاعمال لا تكون مقبولة عند الله الا بالاخلاص ولهذا سئل نبينا عليه الصلاة والسلام عن الرجل اه يقاتل شجاعة من اجل ان يقال شجاع مقدام لا يهاب الرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل حمية حمية الجاهلية حمي بالباطل نصرة للعشيرة او للقوم بالباطل بدون حق والرجل يقاتل رياء مراة للناس طلبا للسمعة والشهرة ونحو ذلك اي ذلك في سبيل الله اي ذلك في سبيل الله؟ قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله. هي العليا فهو في سبيل الله. من كان هذا قصد يريد علو دين الله يريد نصرة دين الله لا يبتغي بهذا العمل الا وجه الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى ولو ذهبنا نذكر احاديث الاخلاص لطال الفصل واما الصدق فهو بذل العبد انه ما ذكر الا الشيء القليل من الايات والاحاديث في هذا الباب والا جمعها العمل على تقصيها يطول به المقام لكثرتها في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى واما الصدق فهو بذل العبد جهده في امتثال ما امر الله به. واجتناب ما نهى الله عنه. والاستعداد للقاء الله وترك العجز وترك التكاسل عن طاعة الله. وامساك النفس بلجام التقوى عن محارم الله. وطرد الشيطان عنه بالمداومة جعل ذكر الله والاستقامة على والاستقامة على ذلك كله ما استطاع. قال واما الصدق فهو بذل العبد جهده في امتثال امر الله سبحانه وتعالى. قالوا في تعريف الصدق وبيان الفرق بينه وبين الاخلاص ان اه الاخلاص توحيد المراد توحيد المطلوب توحيد المقصود الذي هو الله سبحانه وتعالى توحيده بالعمل بالا يبتغى بالعمل الا هو عز وجل لا يراد به الا وجهه سبحانه وتعالى هذا هو الاخلاص توحيد المطلوب توحيد المقصود المعبود المراد الملتجى اليه سبحانه وتعالى توحيد بالعمل بان يكون العمل خالصا لله بينما توحيد الا الصدق توحيد بينما الصدق بينما الصدق فهو توحيد الارادة توحيد الطلب لا يكون في القلب شعث وتفرق وانما توحد القلب واجتمع في همته ومقصده على هذا العمل ولهذا قال المصنف رحمه الله في تعريف الصدق قال هو بذل العبد جهده في امتثال ما امر الله فالهمة مجتمعة الهمة مجتمعة على الطلب او العمل او القربى او العبادة التي يتقرب بها الى الله عز وجل يجتمع القلب فلا يكون متقاعسا لا يكون متكاسلا تكون عزيمته قوية رغبته اكيدة همته عالية هذا الصدق في للعمل. ولهذا قالوا ان الصدق شرط في صدور العمل شرط في صدور العمل العمل لا يصدر تاما وافيا الا عن صدق في قلب العامل بسبب الصدق الذي قام في قلبه يبذل جهده يستفرغ وسعه يقدم طاقته لا يتكاسل لا يتقاعس وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد العزيمة على الرشد هي فرع عن الصدق في الصدق فيه مع الله سبحانه وتعالى في فرع عن الصدق فيه مع الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله واما الصدق فبدل العبد جهده في امتثال ما امر الله به واجتناب ما نهى الله عنه والاستعداد للقاء الله وترك العجز وترك التكاسل عن الطاعة وامساك النفس بلجام التقوى عن محارم الله وطرد الشيطان عنه بالمداومة على ذكر الله والاستقامة على ذلك ما استطاع. هذا كله هذه كلها من المعاني الناشئة عن الصدق مع الله في العمل نعم قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وقال تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الاية وقال تبارك وتعالى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون قد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. الى قوله ومن الناس من قولوا امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين. وليعلمن الله الذين امنوا ولا يعلمن المنافقين وقال تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا الاية وقال تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. الى قوله عز وجل من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين الى اخر الايات وقال تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب. واقام الصلاة الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. هذه الاية الكريمة اخر ما ساق رحمه الله من ايات في الدليل الا الصدق مع الله سبحانه وتعالى تعرف باية البر وفي تمامها قال الله عز وجل اولئك الذين صدقوا وهذا موضع الشاهد وفي هذا دليل على ان الصدق مع الله يجمع امرين صلاح في العقيدة واستقامة فالعمل ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذا صلاح العقيدة ثم من بعده واتى المال الى تمامها هذا صلاح العمل واستقامة العامل على طاعة الله فالصدق اولئك الذين صدقوا هو الذي ينتظم الامرين ينتظم هذين الامرين صلاح العقيدة واستقامة العامل على طاعة الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب احب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفع على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان وفي الحديث الاخر الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله نعم الحديث كما بين اهل العلم اسناده ضعيف لكن من حيث المعنى المعنى حق تدل عليها النصوص والشواهد الكثيرة الكيس هو الحاذق الفطن اه هو كما في كما في هذا كما جاء هنا الكيس من دان نفسه اي حاسبها وزمها زمام الشرع من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. الكيس هو من كان كذلك يحاسب نفسه يا يذكرها بما بعد الموت تستعد وشاهدوا ذلك قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله وهذه الاية تعد تعد آآ اصلا عظيما في محاسبة النفس وان العبد ينبغي ان يحاسب نفسه فان الكيس من دان نفسه اي حاسبها حاسبها في الدنيا قبل ان يحاسبه الله يوم القيامة فهذا هو الكيس ويحاسب نفسه لينظر في عمله ليستعد الى ما بعد الموت للقاء الله سبحانه وتعالى والعاجز من اتبع نفسه هواها كل ما تشتهيه يمضي معها فيه ومع هذا التفلت تفلت النفس والضياع الذي هو فيه يتمنى على الله الاماني تمنى على الله الاماني وهو مضيع ومفرط ومقصر في جنب الله ومقاد مع نفسه الامارة بالسوء مع ذلك كله يتمنى على الله سبحانه وتعالى الاماني والله جل وعلا يقول ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به ليس الدين اماني او او مجرد رجاء يرجو ان يكون كذا ويرجو ان يكون كذا ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال كما قال ذلك الحسن البصري رحمه الله تعالى. نعم قال رحمه الله تعالى واذا اجتمعت النية الصالحة والعزيمة الصادقة في هذا العبد قام بعبادة الله عز وجل نعم اذا اجتمعت النية الصالحة والعزيمة الصادقة في هذا العبد قام بعبادة بعبادة الله قام بعبادة الله العبادة تحتاج الى هذين الامرين نية صالحة وعزيمة صادقة وعزيمة صادقة العزيمة الصادقة عنها ينشأ العمل النية الخالصة بها يقبل فان الله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الا بالاخلاص نعم قال رحمه الله تعالى ثم اعلم انه لا يقبل منه ذلك الا بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيعبد الله بوفق ما شرع وهو دين الاسلام الذي لا يقبل الله تعالى من احد سواه. كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. نعم هذا وما بعده يكون الحديث عنه آآ غدا ان شاء الله سبحانه وتعالى لكنني اقرأ عليكم كلاما جميلا الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين وايضا في فاتحة درس الغد اقرأه مرة ثانية اه وان نسيت تذكرونني كلاما جميلا نافعا مفيدا للغاية من كتاب مدارج السالكين جمع فيه هذه الامور الثلاثة او هذه الاركان الثلاثة الاخلاص الصدق والمتابعة يقول رحمه الله حقيقة الاخلاص توحيد المطلوب وحقيقة الصدق توحيد الطلب والارادة ولا يثمران الا بالاستسلام المحض للمتابعة ولا يثمران الا بالاستسلام المحظ للمتابعة فهذه الاركان الثلاثة هي اركان السير واصول الطريق التي من لم يبني عليها سلوكه وسيره فهو مقطوع وان ظن انه سائر فسيره وان ظن انه سائر فسيره اما على عكس جهة مقصودة فسيره اما على عكس جهة مقصوده واما سير المقعد والمقيد واما سير صاحب الدابة الجموح كلما مشت خطوة الى قدام رجعت عشر عشرة الى خلف الى الخلف فان عدم الاخلاص والمتابعة فان عدم الاخلاص والمتابعة انعكس سيره الى الخلف ان عدم الاخلاص والمتابعة انعكس سيره الى الخلف وان لم يبذل جهده ويوحد طلبه وهذا الصدق مع الله في العمل سار سير المقيد سار سير المقيد وان اجتمعت له الثلاث نسأل الله الكريم من فظله. واذا اجتمعت له الثلاث فذلك الذي لا يجارى في مضمار سيره وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا