الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى ثم اعلم انه لا يقبل منه ذلك الا تابعته الرسول صلى الله عليه وسلم فيعبد الله بوفق ما شرع وهو دين الاسلام الذي لا يقبل الله تعالى من احد سواه كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فهذه الثلاثة الاركان شروط في العبادة لا قوام لها الا بها. فالعزيمة الصادقة شرط في صدورها والنية الخالصة وموافقة السنة شرط في قبولها. فلا تكون عبادة مقبولة الا باجتماعها. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى قد بين فيما سبق آآ ما يتعلق باركان العبادة من حيث الاخلاص والصدق الاخلاص لله عز وجل فيها والصدق مع الله في العبادة. ثم ذكر هنا رحمه الله تعالى المتابعة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. وذكر رحمه الله تعالى ان هذه الثلاثة اركان للعبادة لا قوام للعبادة الا بها. وكنت قرأت كلاما الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في خاتمة الدرس الماظي ووعدت باعادة قراءته في اول هذا الدرس لاهمية كلامه رحمه الله تعالى فيما يختص بهذه الاركان الثلاثة. قال رحمه الله الله حقيقة الاخلاص توحيد المطلوب. وحقيقة صدق توحيد الطلب والارادة. ولا يثمران الا بالاستسلام المحظي للمتابع فهذه الاركان الثلاثة هي اركان السير واصول الطريق التي من لم يبني عليها سلوكه وسيره فهو مقطوع. وان ظن انه سائر فسيره اما على عكس جهة مقصوده واما سير المقعد والمقيد واما سير صاحب الدابة الجموح كلما مشت خطوة الى قدام رجعت عشرة الى الخلف فان عدم الاخلاص والمتابعة انعكس سيره الى الخلف وان لم يبذل جهده ويوحد طلبه سار سير المقيد وان اجتمعت له الثلاثة فذلك الذي لا يجارى في مضمار سيره. وذلك فضل الله ان يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. فهذه الثلاث الاخلاص للمعبود سبحانه وتعالى والصدق معه في التعبد العمل والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فيه اركان العبادة لا قوام للعبادة الا بها. اما الصدق فانه الذي يثمر العمل. فعنه يصدر انشاء وكلما قوي صدق العبد مع الله اجتمعت همته وارادته وقوي اقباله على طاعة الله سبحانه وتعالى. واما الاخلاص والمتابعة فانهما شرط قبول العمل فلا يقبل الله سبحانه وتعالى عمل عامل الا اذا كان عمله لله خالصا ولهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم موافقا. وسبق ان بين وذكر رحمه الله او تعالى الادلة على ما يتعلق بالاخلاص وايضا على ما يتعلق بالصدق مع الله تبارك وتعالى ثم شرع هنا في ذكر ما يتعلق المتابعة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال ثم اعلم انه لا يقبل منه ذلك الا بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيعبد الله تعالى وفق ما شرع. وهو دين الاسلام الذي لا يقبل الله تعالى من احد دينا سواه ايوا كما قال الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين وكما قال عز وجل افغير دين الله يبغون؟ وكما قال ورضيت لكم الاسلام دينا وكما قال جل وعلا ان الدين عند الله الاسلام. فالله عز وجل لا يقبل آآ من آآ الدين والتعبد والتقرب اليه سبحانه وتعالى الا بالاسلام الذي رظيه. والدين الذي وبعث به رسله الكرام. عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته. اجمعين فمن لم تكن عبادته موافقة للعمل المشروع الذي بعث به الرسل عليهم صلوات الله وسلامه رد عليه عمله. ولم يقبل. ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وفي رواية من احدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد. والحديث بروايتيه يشمل المحدث للعمل والعامل له وان لم يكن محدثا قال له وجده قد احدثه غيره فعمل به يشمل هذا وهذا كل منهما عمله مردود عليه غير مقبول منه لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل كل تعبد وتقرب اليه وانما يقبل من التعبد والتقرب ما كان موافقا هدي النبيين. وما بعث به المرسلون عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته اجمعون. ولاجل هذا بعث الرسل. الرسل بعثوا ليكون التعبد والتقرب الى الله وفق ما جاءوا به فيطاع يهتدى بهداهم ويتخذ قدوة للعباد. وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. لاجل هذا بعثه وجعلهم للعالمين قدوة. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. اولئك الذين هداهم الله بهداه مقتضى. فمن لم يكن مقتديا بهم مؤتما لم يقبل الله سبحانه وتعالى منه عمله. قال رحمه الله تعالى بعد ان ذكر هذه الادلة فهذه الثلاثة الاركان شروط في العبادة لا قوام لها الا بها فالعزيمة الصادقة شرط في صدورها. الصدق كما انه ركن وقوام للعبادة هذا فهو شرط في صدور العبادة من العابد. ولهذا كلما قوي الصدق مع الله من العابد قوية همته عزيمته وعظمت رغبته واجتمعت ارادته على المطلوب المقصود وعلى حسن التقرب الى الله سبحانه وتعالى. قال رحمه الله والنية الخالصة وموافقة السنة شرط في قبولها فان الله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الا اذا كان خالصا لوجهه موافقا لهدي رسوله صلوات الله وسلامه عليه فلا تكونوا عبادة مقبولة الا باجتماعها. نعم قال رحمه الله تعالى فاخلاص النية بدون صدق العزيمة هوس وتطويل امل وتمن على الله وتسويف في العمل وتفريط فيه. اخلاص النية بدون صدق. مجرد اماني. اخلاص النية بدون صدق مع الله سبحانه وتعالى لهو مجرد اماني لان العبادة مطلوبة وخلق الخلق لاجلها. ولا يكفي من العبد آآ نية بدون عمل لا يكفي منه نية بدون عمل لا بد من صدق مع الله. وعمل جاد ومجاهدة للنفس في التقرب الى الله اي سبحانه وتعالى. هذا الجهاد للنفس هو ثمرة صدق القلب مع الله في عبادته و تقربه الى الله سبحانه تعال فاذا صدق مع الله جد في التقرب اليه. وطلب رضاه سبحانه وتعالى او اجتمعت همته على ذلك. بعد ان كانت شعثة متفرقة. فالصدق هو الذي يجمع الهمة الصدق هو الذي يجمع الهمة يجمع الارادة يجمع القلب فيثمر حسن العمل والتقرب الى الله سبحانه وتعالى. فاذا كان هناك نية بدون صدق اذا كان هناك نية بدون صدق مع الله سبحانه وتعالى فهذا مجرد وتمني على الله فلا يكفي ذلك. ليس الدين مجرد اماني. ليس الايمان بالتمني ولا تحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال هكذا قال الحسن رحمه الله وصدقته الاعمال. فاذا اذا وقر في القلب وكان القلب صادقا صدقت الاعمال القلب. بالتقرب الى الله ولهذا لا الصدق مع الله سبحانه وتعالى يثمر في العبد التقرب اليه جل وعلا. النية هي وحدها لا تكفي لان بعض الناس قد تكون نيته صالحة وعمله مخالف فلا يقبله الله او نيته نيته صالحة لكنه لا يعمل لا لا يتقرب الى الله سبحانه وتعالى فالقلب يحتاج الى صدق القلب يحتاج الى صدق مع الله سبحانه وتعالى ليقبل على الله في العمل اما بدون الصدق فحال المرء كما وصف الشيخ رحمه الله آآ تمني وتسويف العمل وتفريط ولهذا عدم الصدق عدم الصدق مع الله في العمل هو الذي ينشأ عنه الكسل والخمول ثواني التفريط في العبادة والتسويف الصادق لا يسوف الصادق يبادر همته عالية عزيمة مجتمعة على اه التقرب الى الى الله سبحانه وتعالى فاذا عدم او ضعف بدأ في التفريط والتوازي والتكاسل والتسويف وتأخير العمل عن عن وقته الى غير ذلك هذه كلها تنشأ عن عدم الصدق مع الله او ضعفه فاذا عدم او او فاصبحت هكذا حال العبد. مثل ما قال الشيخ رحمه الله الاخلاص اخلاص النية بدون العزيمة هوس وتطويل امل وتمنن على الله وتسويف في العمل وتفريط فيه فينشأ عن ذلك مثل هذه الامور. الكسل والخمول والتواني والتسويف والتفريط. هذه كلها تنشأ عن اه عدم الصدق اما الصادق الصادق في اجتماع الصادق مع الله سبحانه وتعالى تجتمع همته ويقوى قلبه يعظم نشاطه يبادر ويسارع الى الاعمال والتقرب الى الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى والصدق عزيمتي بدون اخلاص فيه يكون شركا اكبر او اصغر بحسب ما نقص من الاخلاص. يقول وصدق العزيمة صدق العزيمة وايضا مع ذلك الاتيان بالعمل لكن بدون اخلاص بدون اخلاص فيه يكون شركا اكبر او اصغر. بحسب ما نقص من الاخلاص. بحسب ما نقص من الاخلاص وسيأتي توضيح ذلك عند المصنف رحمه الله تعالى الاخلاص لابد منه من اجل ان يكون العمل مقبولا عند الله سبحانه وتعالى والاخلاص هو نقاء العمل وصفاؤه ان يكون العمل نقيا صافيا لا يراد به الا الله سبحانه وتعالى هذا هو الاخلاص. لا يبتغى بالعمل الا وجه ان يؤتى بالعمل صافيا نقيا فاذا دخلت الشوائب الرياء والسمعة والشهرة وطلب الدنيا بالعمل الصالح الى غير ذلك. هذه خوارم وقوادح في الاخلاص فلا يقبل عمل الا اذا صفا وكان نقيا ليس فيه هذه الشوائب لا يبتغى به الا الله سبحانه وتعالى. قد جاء في الحديث القدسي قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. اي رددت عليه عملا لان الله سبحانه لا يقبل العمل الذي فيه شركة مع او شريك لا يقبله الا اذا صفى. وخلص وكان له وحده سبحانه وتعالى. وما امروا الا ليعبدوا الله. مخلصين له الدين عدم الاخلاص رد للعمل والاخلاص ينتفي على حالتين اما ان يكون انتفاء الاخلاص من اصله فهذا الشرك الاكبر والنفاق الاكبر المخرج من الملة او يكون نقصا يسيرا فيه. ليس من اصله وانما نقصا يسيرا فيه كيسير الرياء ونحو ذلك. فهذا قادح في العمل نفسه الذي كانت كان صدوره من العامل على هذه الحال. موجبا لرده وعدم قبوله لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الا بالصفاء والنقاء بحيث لا يراد به الا وجه الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى واخلاص النية مع صدق هزيمتي ان لم يكن العمل على وفق السنة كان بدعة وحدثا في الدين. وشرع ما لم يأذن الله به قبل هذا قال فاذا كان الباعث على العمل من اصله هو ارادة غير الله فنفاق. وان كان دخل الرياء في تزيين العمل وكان الباعث عليه اولا ارادة الله والدار الاخرة كان شركا اصغر بحسبه حتى اذا غلب عليه التحق بالاكبر. هذا تفصيل ما سبق ان اشار اليه. قال قال الله صدق العزيمة بدون اخلاص بدون اخلاص فيه يكون شركا اكبر او اصغر بحسب بما نقص الاخلاص كانه قيل كيف ذلك؟ بين فقال رحمه الله تعالى فان كان الباعث على العمل من اصله هو ارادة غير الله فهو النفاق اي النفاق الاكبر المخرج من الملة. فهو النفاق اي النفاق الاكبر المخرج من الملة فهو من اصله لم يرد به وجه الله سبحانه وتعالى فهذا عمل المنافقين كما قال الله سبحانه وتعالى اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا. واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم. يعني من اصل قولهم امنا اتيان باعمال الاسلام الظاهرة ليس الا نفاقا لا يريدون بشيء من ذلك وجه الله سبحانه وتعالى فهذا النفاق الاكبر الشرك الاكبر الناقل من الملة قال وان كان دخل الرياف تزيين العمل في تزيين العمل مثل ما جاء في الحديث يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل هذا التزيين الطارئ الذي هو ليس من اصل العمل وانما طرأ عليه رجل خرج من بيته لم يرد الا الصلاة لله ووصل الى المسجد وهو كذلك وقام في الصف وهو كذلك لا يريد بالعمل الا الله سبحانه وتعالى فمر به شخص معظم عنده له مكانة فحسن من صلاته قليلا. زين منها قليلا. كان مثلا على تفريط في بعض السنن فزينها. اتى بالسنن لانه انتبه لان شخصا معظم عنده مر من عندي او رأى او نحو ذلك. فزين في صلاته من اجله. هذا يسير الرياء هذا يسير الرياء. يقوم الرجل فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل لما يرى من نظر الرجل يعني من نظر الرجل المعظم عنده والذي له مكانة عنده فيزين صلاته لاجله فيقول رحمه الله تعالى ان كان دخل الرياء في تزيين العمل وكان الباعث عليه اولا ارادة الله الاخرة كان شركا اصغر بحسبه اي بحسب هذا التزيين الذي كان من كما مر معنا في الحديث نعم قال رحمه الله تعالى واخلاص النية مع صدق العزيمة ان لم يكن العمل على وفق السنة كان بدعة وحدثا في الدين وشرع ما لم يأذن الله به. فيكون ردا على صاحبه ووبان ووبال عليه والعياذ بالله. فلا يصدر العمل من العبد الا بصدق العزيمة. نعم قولها واخلاص النية مع صدق العزيمة ان لم يكن العمل وفق السنة كان بدعة وحدثا في الدين وحدثا في الدين. فاذا كان الرجل صادقا ومخلصا ولا عمله على وفق الشرع عمله على وفق الشرع وهذا يكون بعض الناس عنده صدق همة عالية وتجده يدأب دأبا شديدا في التعبد والتقرب مما يدل على صدقه في هذا العمل ويكون ايضا لا به الا الله سبحانه وتعالى لكن يعمله على خلاف الشرع. على خلاف الهدي ليس مما آآ جاء عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ليس من عمل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. فحكمه كما في الحديث من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اي مردود على صاحبه. ولا يشفع العامل حسن نيته نيته الطيبة ما تشفع لابد من من الموافقة. وهذا دل عليه احاديث كثيرة عليه احاديث كثيرة لا يشفع له ذلك. لابد ان يكون العمل نفسه موافقا لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. نعم قال رحمه الله تعالى فلا يصدر العمل من العبد الا بصدق العزيمة ولا يقبل منه ذلك الا باخلاص النية واتباع السنة ولذا قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال واصوبه يعني خالصا من شوائب الشرك موافقا للسنة. هذا الاثر رواه آآ ابن ابي الدنيا في كتاب النية والاخلاص له وهو مطبوع ورواه غيره. يقول الفضيل ابن عياض في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا لم يقل اكثر فبين معنى قوله احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل. حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة. قال الشيخ رحمه الله يعني خالصا من شوائب الشرك للسنة هذا معنى خالصا صوابا. نعم. قال رحمه الله تعالى وفي الحديث مخها الدعاء خوف توكل كذا الرجاء ورغبة ورهبة خشوع وخشية انابة خضوع استعاذة والاستعانة كذا استغاثة به سبحانه والذبح والنذر وغير ذلك فافهم هديت اوضح المسالك وصرف بعضها لغير الله شرك وذاك اقبح المناهي. قال وثبت في الحديث الذي في السنن كما سنذكر مخها اي مخ العبادة ولبها الدعاء. قال الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وقال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية. انه لا يحب المعتدين ولا اتفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا. ان رحمة الله قريب من المحسنين. وقال تعالى الا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وغيري لذلك من الايات وفي جامع الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء اكرم على الله من الدعاء. وفيه عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء قل عبادة وقال غريب من هذا الوجه لا نعرفه الا من حديث ابن لهيعة ومعنى مخ العبادة اي خالصها وفيه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة ثم قرأ وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يسأل الله يغضب عليه. وفيه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا. اذا سألت فاسأل الله وهو حديث صحيح شرع المصنف من هذا الموضع في ذكر اه انواع وافراد من العبادات التي هي حق الله سبحانه وتعالى على عباده. قال الله عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون هذه الاية التي فيها ان الله انما خلق الخلق لاجل العبادة. تدل دلالة بينة على وجوب معرفة العبادة انه واجب على العبد الذي خلق لاجل هذه العبادة ان يعرف هذه العبادة وان يعرف انواعها حتى يعبد الله ويقوم بعبادة الله سبحانه وتعالى كما امر خلق لاجل هذه العبادة فوجب عليه ان يعرفها ان يكون من اهلها من اهل التعبد والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بما شرع. وذكر الشيخ رحمه الله هنا عبادات عديدة بدأها بالدعاء وبدأه به لانه اعظم العبادة. واجلها شأنا كما جاء في الحديث الدعاء هو العبادة. الدعاء هو العبادة. هذا يدل على عظم شأن دعاء في العبادة كقول النبي عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة. وكقوله الحج عرفة فالدعاء هو العبادة يدل على مكانة الدعاء من العبادة وانه من اعلى العبادة شانا ارفعها مكانه اورد رحمه الله تعالى بعض الادلة من القرآن والسنة في هذه العبادة عبادة الدعاء. وقال ربكم ادعوني استجب لكم قال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين ولا تفسد وفي الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين. وآآ هذه الاية جمعت ادابا شروطا عديدة للدعاء جمعت اداب وشروط عديدة في للدعاء آآ ذكرها اهل العلم في كتب التفسير عند بيان هذه الاية ولخصتها في الكتاب المعروف فقه الادعية الاذكار فهي فهذه الاية جامعة عظيمة جدا في باب الاداب اداب الدعاء وشروطه. وقال الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. الاستجابة والايمان. الاستجابة والايمان الاستجابة صلاح العمل. والايمان صلاح العقيدة. استقامة المرء بالعمل الصالح وصلاح قلبه بالمعتقد الصحيح هذا من اعظم مقومات قبول الدعاء وان الدعاء لا يرد عند الله سبحانه وتعالى. واذا سالك عبادي فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي. فليستجيبوا لي هذا صلاح العمل وليؤمنوا بي هذا صلاح المعتقد بالايمان بالله وبما امر سبحانه وتعالى بالايمان به. لعلهم يرشدون ان يتحقق رشادهم وفلاحهم في الدنيا والاخرة. حديث ليس شيء على الله من الدعاء هذا فيه كرم الدعاء عند الله وعظيم مكانته عنده. وانه ليس شيء اي من العمل اكرم عند الله سبحانه وتعالى من الدعاء وهذا فيه حب الله للدعاء وحبه لمن يدعوه ويقبل عليه بالدعاء والالحاح والتذلل والسؤال. حديث الدعاء مخ العبادة ضعيف الاسناد لكن يغني عنه الذي بعده حديث النعمان الدعاء هو العبادة. ثم قرأ وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي. سيدخلون جهنم داخرين. فسمى الدعاء عبادة قال ان الذين يستكبرون عن عبادتي. حديث من لم يسأل الله يغضب عليه ايضا يدل على حب الله سبحانه وتعالى للدعاء والداعين. فهو يغضب على من ترك سؤاله ويحب من الح عليه يحب من الح عليه. وبني والله يغضب ان تركت سؤاله بني ادم حين يسأل يغضب. ابن ادم اذا سئل غضب واذا كرر عليه السؤال غضب والله يغضب ان ترك سؤاله. ويحب من ان يلح عليه وان يكون دائما سائلا داعيا طالبا ملحا على الله سبحانه وتعالى الدعاء حديث اذا سألت فاسأل الله هذا جاء في وصية النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنهما وفيه الاخلاص في الدعاء وان لا يتجه العبد بدعائه الا الا الى الله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا لوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيكم من طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلم وصلنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا