الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى شارحا قوله وفي الحديث مخها الدعاء خوف توكل كذا الرجاء خوف اي ومن انواع العبادة الخوف من الله عز وجل. قال الله تعالى فلا تخافوا وخافوني ان كنتم مؤمنين. وقال سبحانه ولمن خاف مقام ربه جنتان. وقال تبارك وتعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. وقال عز وجل ويرجون ويخافون عذابه. وقال تبارك اسمه امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه الاية وغيرها من الايات. وقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم الى طعوداتي تجأرون رواه احمد وابن ماجه والترمذي عن ابي ذر رضي الله عنه وحسنه الترمذي. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد الخوف عبودية عظيمة من عبوديات القلب لله سبحانه وتعالى بل هو كما بين العلماء رحمهم الله تعالى من اركان التعبد اركان عبد القلبية والخوف من الله عز وجل هو فرع حسن المعرفة بالله. فان المعرفة بالله عز وجل والعلم باسمائه وعظمته وقوته وعزته وبطشه وشدة عقوبته سبحانه وتعالى وان عقاب الله شديد يورث الخوف منه. عز وجل. وكلما كان العبد بالله اعرف كان منه اخوف. كلما كان العبد بالله اعرف كان منه اخو كما قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف. ودليل ذلك شاهدوا قول الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء اي به. سبحانه وبقدرته وجلاله وبطشه وانتقامه وانه على كل شيء قدير وانه لا يعجزه شيء فهذه المعرفة بالله عز وجل كلما قويت في قلب العبد قوي خوفه من الله. وكل شيء يخاف العبد. وكل شيء يخافه العبد يفر منه الا الله سبحانه وتعالى فان العبد اذا خافه فر اليه. كما قال الله سبحانه وتعالى ففروا الى الله فالعبد اذا خاف الى الله خاف من الله فر اليه. وطلب مرظاته وتجنب مساخطه. والامور تغضبه سبحانه وتعالى. الخوف عبودية جليلة عظيمة جدا. يحتاجها العبد حاجة مستمرة لان هذا الخوف من الله عز وجل هو الذي يحجز العبد عن ان الرذائل والخسائس والشهوات المحرمة الملذات المنهي عنها الذي يحجزه يردعه عنها خوف الله سبحانه وتعالى. ولهذا اجمع اهل العلم ان اعظم زاجر واكبر رادع ان تعلم ان الله مطلع عليك يراك ولا تخفى عليه منك خافية وان اعمالك محصاة احصاها الله عليك وانه المحسن باحسانه والمسيء باساءته. ليجزي الذين اساءوا بما عملوا اجزي الذين احسنوا بالحسنى. والعبد يحتاج الى هذه العبودية حاجة شديدة ويحتاج الى ان ينمي في قلبه الخوف من الله سبحانه وتعالى استقيم نفسه على الطاعة. طاعة الله. وتبتعد عن مساخطه وما يغضبه جل في علاه وفي القرآن ايات كثيرة جدا في بيان هذا العبودية عبودية الخوف من الله سبحانه وتعالى. وبيان مكانتها من الايمان فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. الايمان خوف خوف من الله ومراقبة لله سبحانه وتعالى. وكلما ضعف هذا الخوف اقبلت على ما يسخط الله سبحانه وتعالى. ولهذا تقرر في السنة الناس كثيرا عندما يرون او يسمعون عن احد انه يظلم او آآ يرتكب امورا محرمة يأتي على لسان الناس كثيرا يقولون ما يخاف الله. يأتي على السنتهم كثيرا ما يخاف الله لانه في النفوس ان الخوف من الله رادع. وزاجر واذا ضعف هذا الخوف انفلتت النفس. اذا ضعف هذا الخوف انفلتت النفس لم تبالي بما ترتكب او تجني من اعمال محرمة ولهذا من اهم ما يكون ان يعمل العبد على تحقيق هذه العبودية. في القلب الخوف من الله وان يكون دائما قلبه وكذلك يحرص ان يكون قلبه دائما كذلك. ومما نبه عليه العلماء ان العبد يجب عليه ان يجمع مع هذه العبودية عبودية الخوف ان يجمع معها جاء فيكون في قلبه بتوازن وتساوي الخوف والرجاء ولهذا ايات الخوف في القرآن مقرونة بالرجاء. وايات الرجاء مقرونة بالخوف. نبأ عبادي اني انا الغفور الرحيم. وان عذابي هو العذاب الاليم. في مثل هذا ايات كثيرة جدا في كتاب الله سبحانه وتعالى. الواجب ان يجمع بينهما. قد قال اهل العلم ان غلب الخوف على الرجاء قنط. من رحمة الله. وان غلب الرجاء على الخوف امنا من مكر الله. وكل منهما من كبائر الذنوب القنوط من رحمة الله والامن من مكره كل منهما من كبائر الذنوب. ولهذا يحتاج العبد الى الامرين معا الخوف والرجاء ان يخاف عقاب الله سبحانه وتعالى يرجو رحمة الله. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. نعم. قال رحمه الله تعالى وقال النبي وقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرشات. ولخرجتم الى الصعدات تجأرون. رواه احمد وابن ماجه والترمذي عن عن ابي ذر رضي الله عنه وحسنه الترمذي لو تعلمون ما اعلم. يقول عليه الصلاة والسلام لو تعلمون ما اعلم اي مما اطلعه الله سبحانه وتعالى عليه مما لا مما لم يطلع عليه آآ احدا غيره صلى الله عليه وسلم من آآ مثلا آآ عذاب قبر واحوال المعذبين واهوال يوم القيامة وما عاينه ورآه عليه الصلاة والسلام النبي صلى الله عليه وسلم ليس كغيره. رأى الجنة بعينه. ورأى بعينه امامه رآها. ورجع الى الوراء عندما رآها وهو يصلي صلاة الكسوف عليه الصلاة والسلام. رأى النار حقيقة امامه ورأى في النار بعض المعذبين فيها رأى معاينة النار ورأى بعض المعذبين في النار رأى امرأة اذن في النار في هرة. رأى ذلك بعينه. رأى عمرو ابن لحي يجر امعاءه في النار. رأى هذا بعينه حقيقة الله سبحانه وتعالى اطلعه عليه. الصحابة كانوا يصلون ورأى ما رأوا شيئا. والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير دير فيقول عليه الصلاة والسلام لو تعلمون ما اعلم اي مما اطلعه الله عليه ومما رآه ومما اه اخبر به عليه الصلاة والسلام لكانت حال الناس كما وصف عليه الصلاة والسلام لضحكتم قليلا لقل ضحككم. ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرشات. ولخرجتم الى الصعودات الصعودات جمع صعيد مثل طرقات جمع طريق فهي مثلها وزنا ومعنى لخرجتم الى الصعودات تجأرون اي الى الله بالدعاة تلحون عليه آآ تطلبون منها النجاة والرحمة والمغفرة والتوبة لخرجتم الى الصعودات تجأرون اي تلحون على الله سبحانه وتعالى بالدعاء ان يتوب عليكم ان يغفر لكم ان ينجيكم من عذابه وسخطه سبحانه نعم. هذا الحديث مما يستفاد منه في باب الخوف ان مما يعين العبد على الخوف ان يقرأ في العقوبات الدنيوية والاخروية. يقرأ في عقوبات الدنيوية والاخروية. لكن ايضا وهذا نبه عليه العلماء لا يقتصر في العقوبة في القراءة على العقوبة. حتى لا يكون في القلب الخوف وحده بدون الرجاء بل يقرأ ما في القرآن وما او كما في السنة خوف رجاء. خوف ورجاء. يقرأ هذا وهذا. يتحرك في القلب الخوف ويتحرك في القلب مباشرة الرجاء. الرحمن الرحيم هذه تحرك الرجاء. مالك يوم الدين اي الجزاء والعقاب يحرك الخوف. القرآن كله هذه طريقة خوف ورجاء. يذكر الرجاء ثم بعد الخوف او يذكر الخوف ثم يتبع بالرجاء. فيقرأ المسلم هذا وهذا حتى يكون القلب متوازن. في خوفه ورجائه في برغبه ورهبه. نعم. قال رحمه الله تعالى وفي البخاري عن ام العلاء الانصارية رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا ادري والله لا ادري وانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالوا بي ولا بكم ساق رحمه الله تعالى هذا الحديث قوله النبي عليه عليه الصلاة والسلام وهو نبي الله وصفوته من عباده. ويقسم بالله سبحانه وتعالى هذا القسم. مرة يقول والله لا ادري والله لا ادري وانا رسول الله. صلى الله عليه وسلم ما يفعل بي ولا بكم ساقوا لانه يحرك في القلب خوفا عظيما من الله. اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قال ذلك قال والله لا ادري والله لا ادري ما يفعل بي ولا بكم. وهذا القول منه عليه الصلاة والسلام هو عمل بما امره الله سبحانه وتعالى به في سورة الاحقاف وهي مكية قل ما كنت بدعا من وما ادري ما يفعل بي ولا بكم. ان اتبع الا ما يوحى الي. وما ادري ما يفعل بي ولا بكم وقوله عليه الصلاة والسلام وما ادري ما يفعل بي او قوله في هذا الحديث والله لا ادري ما يفعل بي هذا لا ينافي انه عليه الصلاة والسلام على علم بانه من اهل الجنة وانه من السعداء. في الدار الاخرة لا ينافي ذلك لكنه ينفي التفاصيل المتعلقة تفاصيل الواسع المتعلقة بنعيم الاخرة مثل ما جاء عنه في الحديث عليه الصلاة والسلام قال قال الله تعالى اعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كذلك ما يتعلق اه امر الدنيا وحاله مع اعدائه وخصومه والابتلاءات التي تكون في الدنيا. يقول لا ادري ما يفعل بي لا ادري ما يفعل بي وبعض العلماء قالوا ان آآ ان قوله عليه الصلاة والسلام لا ادري ما يفعل بي هذا قبل نزول سورة الفتح عليه وهي مدنية انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنب بك وما تأخر. فاخبر فيها بانه غفر له عليه الصلاة والسلام ما تقدم من ذنبه وما تأخر بعض العلماء قالوا انا قبل آآ قوله لا ادري ما يفعل بي هذا قبل نزول الفتح عليه قبل نزول اية الفتح عليه. ولعل المعنى الاول والله تعالى اعلم اقرب. لعل المعنى اول اقرب وهو ان قوله لا ادري ما يفعل بي هذا لا ينافي انه على علم بانه من اهل الجنة انه من السعداء لكن النفي التفاصيل فيما يتعلق بالنعيم نعيم الاخرة وايضا ما يتعلق اه امور الدنيا والاحوال التي يكون فيها والابتلاءات التي تكون في الدنيا وحاله مع اعداءه. وخصومه وكيد الاعداء له. ونحو ذلك. و الاية دليل بين على ان الرسل عليهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وكذلك الشأن في خاتمهم وخيرهم عليه الصلاة والسلام لا يعلمون الغيب. لا يعلمون الغيب ولا يعلمون من الغيب الا ما اطلعهم الله. عليه وخصهم به في جوانب معينة اطلعهم الله سبحانه وتعالى عليها واما الغيب المطلق فهذا خاص بالله. قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون. وبها استدل العلماء على كفر من يدعي اه علم الغيب. ان هذا من خصائص الله. من خصائص الله سبحانه وتعالى اما اختص الله سبحانه وتعالى به جل في علاه. وقد يظهر بعض انبيائه يطلعهم على بعض آآ بعض الغيب تأييدا لهم وتثبيتا منه جل وعلا لانبيائه ورسله عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته اجمعين. نعم قال رحمه الله تعالى وفي الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى واليوم استمعنا في صلاة الفجر قول الله سبحانه وتعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول. نعم قال رحمه الله تعالى وفي الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت مثل النار مهاربها ولا مثل الجنة نام طالبها. ما رأيت مثل النار. نام هاربها. اي مع عظم ما ذكر من العقوبة التي اعدها الله سبحانه وتعالى في آآ النار لاهل النار من صنوف النكال الوان العذاب وانواع العقوبات آآ التي ذكر كثير من التفاصيل عنها في القرآن وفي السنة مع هذه العقوبات العظيمة الفظيعة الشديدة المخيفة يقول عليه الصلاة والسلام متعجبا ما رأيت مثل النار نام هاربها اي ما عظم العقوبة التي تتعلق او ذكرت عن النار ومع ذلك هاربا الهارب من النار والفار من عقوبة النار قليل. نام هاربها ولم مثل الجنة ما عظم النعيم الذي اعد فيها لاهلها وطالبها قليل. نام طالبها نام في الاولى وفي الثانية يعني عدم العناية بالامر والاهتمام وعدم المبالاة من باب الخوف من النار وباب الطمع في الجنة. يستفاد من هذا الحديث ان العبد ينبغي ان يكون في هذه الحياة الدنيا على ما وصف في هذا الحديث. هارب طالب. ينبغي ان يكون هكذا في هذه الحياة هارب طالب يعيش حياته هكذا هارب طالب هارب من النار وكل ما يقرب اليها ويدني منها وطالب جنة وكل ما يقرب اليها ويدني منها. يعيش حياته هكذا في كل ايامه وكل لياليه. يعيش في هرب ان وطلب هرب من النار وكل ما يقرب من النار يهرب منه. ويفر وكل ما يدني من جنة ويقرب من الجنة يطلبه ويجاهد نفسه على تحصيله. هكذا ينبغي ان يكون العبد لا ان يكون نائما عن الهرب من النار نائما عن الطلب للجنة فهذا عين الحرمان والخذلان والعياذ بالله. فالعبد الناصح لنفسه ينبغي ان يكون ان تكون حاله في هذه الحياة الدنيا هرب وطلب. هرب من النار ومن كل ما يقرب منها ويدني اليها وطلب للجنة. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ذلك الرجل ونحن حولها ندندن يعني حول طلب الجنة والهرب من النار والنجاة منها. ومن الدعاء العظيم الجامع عن الثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل واعوذ بك فمن النار وما قرب اليها من قول او عمل. نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خاف ادلج ومن ومن ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة لعنة الله الجنة. اهذا الحديث فيه ثمرة الخوف؟ عندما يقوم في اه القلب يثمر السرعة في العمل والفرار من الذنوب يثمر ذلك قال من خاف اي من الله وعقوبة الله وبطش الله وما اعده الله سبحانه وتعالى من العقوبات ادلج ومعنى ادلج اي سارة من اول الليل ادلج اي سار من اول الليل. والمقصود بادلج اي سار في الخيرات والاقبال على الطاعات والتنافس في العبادات والبعد عن المعاصي والخطيئات فهذا ثمرة الخوف من خاف ادلج من خاف ادلج مثل آآ من خاف عقوبة دنيوية تأكد من دنوها منه او قرب وقوعها تجده يفر. يهرب باسرع ما يكون فرارا منها واهل النار قريبة من والنار قريبة من اهلها ليس بين اهلها وبين دخولهما النار الا ان تخرج ارواحهم من اجسادهم فقط. قريبة جدا. قد يكون كنا بين الرجل وبين النار اقل من ساعة. ويكون يؤمل عمرا طويلا بينه وبين النار اقل من ساعة. لانه ليس بين النار واهلها الا ان تخرج الروح من الجسد. من مات اتى وهو يقول عليه الصلاة والسلام من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار. دخل النار قريبة جدا من من اهلها. والجنة قريبة كذلك. من قال لا اله الا الله من قلبه دخل الجنة. من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة قريبة من الجنة قريبة من اهلها والنار فقريبة من من اهلها فمن كان في قلبه خوف صحيح من النار وعقوبة الله سبحانه وتعالى ادلج اسرع ولهذا كل ما حدثت اه نفس العبد ان تقارف الذنب وترتكب الخطيئة عليه ان يذكرها بانه لا يحتمل النار ولا يحتمل ان بدنه الذي يريد منه الان يتلذذ بهذه الخطيئة لا يحتمل عقوبة عليها. وان الخطيئة تفنى اللذاذة. وتبقى الحسنة ترى والعقوبة عليها يوم لقاء الله سبحانه وتعالى فمن خاف ادلج اي اسرع في الطاعة العبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى والبعد عن الذنوب. ومن ادلج بلغ المنزل. من ادلج من اسرع وصار من اول لين بلغ. المنزل وعند الصباح يحمد القوم السرى. هذا الذي يدلج ويغتنم الفرصة ويسرع في الخير. يحمد العاقبة بخلاف الاخر يندم الندامة التي لا تفيده. ولا ينفعه بشيء. من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة الله غالية. الا ان سلعة الله الجنة يعني ليس مجرد اماني سلعة الله غالية ليس لا تنال بالاماني ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. نعم. قال رحمه الله تعالى وله عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله جل ذكره اخرجوا اخرجوا من من ذكرني يوما او خافني في مقامي. قال الله تعالى اخرجوا عند عند الترمذي من حديث كما قال رحمه الله له اي للترمذي عن انس قال يقول الله تعالى اي ان هذا حديث قدسي اخرجوا آآ عندنا هنا ساقطة من النار وهي موجودة في في المصدر في الترمذي وفي غيره اخرجوا من النار من ذكرني يوما او خافني في مقام ليس مقامي او خافني في مقام هذا هذا الحديث في الجمع بين الرجاء والخوف. في الجمع بين الرجاء هو الخوف ذكرني يوما ذكرني يوما وآآ المراد ذكرني اي مخلصا موحدا واما الذكر الذي بدون الاخلاص التوحيد لا ينفع حتى لو كان الذكر باعظم الكلمات لا اله الا الله لا ينفع الا بالاخلاص والتوحيد. ولهذا قال عليه الصلاة السلام آآ لما قال له ابو هريرة من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة والحديث الصحيح؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه خالصا من قلبه. فذكرني اي مخلصا موحدا مؤمنا بالله سبحانه وتعالى اخرجوا من النار من ذكرني يوما او في مقام المراد المقام اي مقام اه معصية وذنب وخطيئة واقبال اقبال النفس على الخطيئة. لتكاثر اه مغرياتها والدوافع اليها وما يهيج لارتكابها فذكر الله سبحانه وتعالى خاف منه ومن عقامه وخاف المقام بين يدي الله وترك الخطيئة خوفا من من الله سبحانه هذا مقام عظيم جدا عبودية عظيمة ان يترك العبد ما يسخط الله خوفا من الله خوفا من الله سبحانه وتعالى خوفا من عقوبته وخوفا من سخطه جل في علاه. نعم قال رحمه الله تعالى وله هو وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة هم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون الا يقبل منهم اولئك يسارعون في الخيرات ام المؤمنين اه عائشة رضي الله عنها سألت النبي عليه الصلاة والسلام عن معنى هذه الاية والاية الاية جاءت في سياق ذكر اوصاف المؤمنين الكمل في سورة المؤمنون ذكر لهم صفات عظيمة تدل على كمال ايمانهم وتوحيدهم واخلاصهم ومسارعتهم في الخيرات وفي اثناء هذه اه الصفات ذكر الله سبحانه وتعالى من صفاتهم هذه الصفة والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة فعائشة رضي الله عنها سألت النبي عليه الصلاة والسلام عن معنى قوله يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة هل نعم يؤتون ما اتوا اي يفعلون ما يفعلون من معاصي وذنوب وقلوب وجلة اي خائفون من العقوبة؟ قالت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويخاف ان يعذب؟ هل هذا المعنى يؤتون ما اتوا اي يفعلون ما يفعلون من ذنوب. وقلوبهم وجلة اي خائفة من عقوبة الله على تلك هل هذا هو المعنى؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يا ابنة الصديق. لا يعني ليس هذا هو المعنى المراد بالاية لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق تقوى يخاف ان لا يقبل. هذا هو المعنى. يؤتون ما اتوا ان يقدمون ما يقدمون من طاعات. من صلاة وصيام صدقة وبر واحسان وغير ذلك وقلوبهم وجلة اي خائفة الا تقبل منهم اعمالهم ان ترد لان الله سبحانه وتعالى يقول انما يتقبل الله من المتقين فلا يدري ان ان ان كان قد حقق في عبادته تقوى الله واخلص فيها وصدق مع الله سبحانه وتعالى تكون متقبلة او ترد عليه. لان من الناس من ترد عليه ويرد عليه حجه ويرد عليه عمرته وترد عليه طاعاته ترد لانها لم تستوفي ما يكون القبول للعمل ما يكون به القبول للعمل لم تستوف ذلك فالمعنى يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة يقدمون ما يقدمون من طاعات وعبادات وقربات وقلوبهم ام وجلة اي خايفة من الا تكون مقبولة. وهذا الشأن ووصف المؤمنين الكمل. هذا وصفهم وكل ما عظم الايمان قوي الخوف من الله سبحانه وتعالى وقوية هذه العبودية اياه لانها عبودية عظيمة مصاحبة لقلب المؤمن. واذا قوي ايمانه قويا خوفه كان منه اخوف ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ان اعلمكم بالله واخشاكم لله انا. في تلازم بين العلم بالله والخشية من الله سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء. فا قوله يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة اي يقدمون ما يقدمون من طاعات وقلوبهم خائفة وجاء عن عن ابن عمر وايضا يروى عن غيره من الصحابة وغيرهم انه قال لو اعلم انه تقبلت مني سجدة احب الي من الدنيا وما فيها. وعبد الله بن ابي مليكة يقول ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا. كلهم يخاف النفاق قلبي. هذا الخوف هو من صريح الايمان. مثل ما قال الحسن البصري رحمه الله قال ان المؤمن جمع بين ايمان ومخافة. والمنافق جمع بين اساءة وامن. المؤمن عنده ايمان وعنده طاعات وعنده قربات لله سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه عنده خوف عنده خوف من الله سبحانه وتعالى. يكفيك ان تقرأ في هذا قول الله سبحانه وتعالى واذ يرفع اذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم قرأها وهيب بن الورد رحمه الله من علماء السلف كما جاء في تفسير ابن كثير للاية فبكى قال خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن بامر الرحمن ويخاف ان لا يقبل ربنا تقبل منا انك انت فحال المؤمنين الكمل احسان في العمل وقوف من الله سبحانه وتعالى هذه حال بخلاف الفاجر او المنافق فانه يسيء وامن في الوقت نفسه. نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه من حديث وجحيفة قال قالوا يا رسول الله قد شبت؟ قال شيبتني هود واخواتها من حديث ابي بكر رضي الله عنه شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعما يتساءلون واذا الشمس كورت وغير ذلك من الاحاديث. هذه السور اليهود واخواتها في هذا الحديث هو فسر في الحديث الاخر الواقعة واذا الشمس هو كورت والمرسلات اي هذه السور التي جاءت مشتملة على عقوبات دنيوية وعقوبات قروية وتفاصيل العقوبات هلاك المعذبين في الدنيا كما جاء مفصلا في اه في سورة هود كما جاء مفصلا في سورة اه هود من العقوبات وايضا العقوبات الاخروية والاهوال والشدائد التي تكون اه يوم اه فيقول عليه الصلاة والسلام شيبتني لما قيل له يعني اسرع الشيب في شعيرات رأوها اه اه عليه هذه والسلام فقالوا شبت قال شيبتني هود واخواتها اي هذه الاهوال وهذا فيه ان مثل هذه السور وقراءة هذه العقوبات يحرك في القلب الخوف يحرك في القلب الخوف من من الله سبحانه وتعالى ويهيج في القلب الخوف من الله. كما تقدم آآ يجمع العبد في في هذا الباب بين الرجاء والخوف يرجو رحمة الله ويخاف عقاب الله اولئك الذين يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب واليها من قول او عمل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا