الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللحاضر وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اثم من اوى محدثا حدثنا موسى ابن اسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم قال قلت لانس رضي الله عنه احرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال ما بين كذا الى كذا لا يقطع شجرها. من احدث فيها حدث فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين قال عاصم فاخبرني موسى ابن انس انه قال او من اوى محدثا باب ما يذكر من باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف وتكلف القياس قال الله تعالى ولا تقف ما ليس لك بهين. حدثنا سعيد بن تليد. حدثني ابن وهب حدثني عبد رحمن بن شريح وغيره عن ابي الاسود عن عروة قال حج علينا عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما فسمعته يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لينزع العلم بعد ما اعطاهموه انتزاعا. ولكن ينتزعه منهم معقدن العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون يستفتون فيفتون برأيهم. احسن الله اليكم. فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون تحدثت به عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثمان عبد الله بن عمرو رضي الله عنه حج بعد فقلت يا ابن اختي انطلق الى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني. عائشة رضي الله عنها فاخبرته افأخبرته فعجبت فقالت والله لقد حفظ عبد الله ابن لقد حفظ عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما حدثنا عبدان اخبرنا ابو حمزة سمعت الاعمش قال سألت ابا وان هل شهدت صفين؟ قال نعم فسمعت سهل ابن سهلة بن حنيف يقول وحدثنا موسى بن لا تقل كذا. كيف؟ اسمعت صاحب الحوض حنيف يقول ثم تقول وحدثنا في سوق الاسلام الاول فيه. احسن الله اليك. فسمعت سهل بن حنيف يقول وحدثنا رجعت الى اصل السنة من اول يحصل يقول حاء وحدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا ابو عوانة عن الاعمش عن ابي وائل قال سهل بن حنيف رضي الله عنه حنيف رضي الله عنه يا ايها الناس اتهموا رأيكم على دينكم. لقد رأيتني يوم ابي سمعت يا ايها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم ابي جندل ولو استطيع ان ارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته. وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا الى امر الا اسهلن بنا الى امر نعرفه غير هذا الامر قال وقال ابو وائل شهدت وبئست صفون باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول لا ادري او لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ولم يقل برأي ولا بقياس لقوله تعالى لقوله تعالى بما اراك الله. وقول ابن مسعود رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح فسكت متى نزلت الاية حدثني علي بن عبدالله حدثني حدثنا سفيان قال سمعت من المنكدر يقول سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول مرضت فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وابو بكر رضي الله عنه وهما ماشيان فاتاني وقد اغمي فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه عليه فافقت فقلت يا رسول الله وربما قال سفيان فقلت اي رسول الله كيف اقضي في مالي؟ كيف اصنع في مالي؟ قال فما اجابني بشيء حتى نزلت اية الميراث الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قالوا للبخاري رحمه الله تعالى باب اثم من اوى محدثا اي ما عليه من الاثم والوعيد. وقد جاء النص في ان من اوى محدثا ان عليه ان عليه لعنة الله والملائكة كيف والناس اجمعين وهذا وعيد شديد لمن اون محدثين. والمحدث هو الذي يحدث في دين الله عز وجل ما ليس منه ويدخل في المحدثين المبتدعة كالروافض والجهمية والخوارج فهؤلاء احدثوا في دين الله ما ليس منه. والحق فاهل العلم ايضا بالمحدث اصحاب الكبائر الذين يحدثون الكباوى والذنوب فمن يؤويهم ويعينهم على كبائرهم لقد استحق لعنة الله عز وجل ولعنة الملائكة والناس اجمعين قال رواه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث علي هذا الذي ذكره البخاري جازما به قد اخرجه مسلم في صحيحه وفيه انه لعن اربعة ومنهم من لعن والديه من غير منال الارض ومن اوى محدثا فهؤلاء مما جاء في مسلم رضي الله تعالى عنه. ثم ساق البخاري حديث على شرطه ليس على شرطه ساق البخاري في هذا الباب حديث لا يشرطه حديث موسى ابن اسماعيل والتبوذة قال حتى هاد الواحد بن زياد حدث العاصم والاحول قال قلت لانس ابن مالك رضي الله تعالى عنه المدينة قلت لانس احرر المدينة قال نعم ما بين كذا الى كذا لا يقطع شجرها من احدث فيها حدثا فعليه لعنة رحمة الله والملائكة والناس اجمعين. قال عاصم فاخبرني موسى ابن انس انه قال او اعوى محدثا في حديث موسى ابن انس اي رواه عاصم الاحول عن انس ورواه عاصم عن موسى ابن انس عن ابيه. وذكر موسى ابن انس عن ابيه انه قال من اوى محدثا او من آآ من فيها او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فهذا الحديث يدل على ان من احدث في دين الله ما ليس منه انه متوعد بهذا الوعيد الشديد انه يستحق نعمة الله يستحق لعنة الله والملائكة والناس قال باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس آآ البخاري بهذا الباب اراد ان يبين ان المسلم يقف عند نصوص الكتاب والسنة وانه لا يتجاوزها الا اذا عدم الدليل. وان القياس لا يتكلف فيه الا ما وقع فيه التشابه لان ليس كل قياس صحيح وليس كل قياس معتبر فمن اقيسه اقيسة فاسدة لا يلتفت اليها ولا ينظر فيها وانما القياس الصحيح الذي هو مصدر مصادر التشريع عند المسلمين فهو باتفاق الصحابة فقد دلت عليه نصوص كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن غيره فالنبي فالنبي صلى الله عليه وسلم قاس في حديث عندما جاء ذاك الرجل واراد ان يطلق زوجته لان زوجته اتت بولد اسود. قال وما ذاك؟ قال اتت ليس بولدي فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل لك من ابل قال العبد قال هل فيها من اورق؟ قال نعم. قال لعلها مزجت. قال لعلها ايضا نزعة هذا قياس صحيح قاس النبي صلى الله عليه وسلم ظن هذا الولد الذي اتى بهذا الرجل وهو اسود قاسوا على من كان عنده ابل فاتت باوراق وهو السواد فكيف اتى؟ قال لعلها لعل هذا ايضا نزعة عرق وربنا سبحانه وتعالى شبه الدنيا وفنائها بهذه شبه البعث والنشور بهذه الدنيا كماء انزلناه من السماء فهذا يظن قياس وهو مثال مثل شيئا بشيء. فاذا كان القياس صحيحا بان يجتمع بالمقيس يعني هناك هناك مقيس عليه وهناك مقيس. اذا كان المقيس مع المقيس عليه يجمعهما علة وهناك حكم في الاصل والعلة مشتركة بينهما فان الحكم يلحق اما اذا كانت العلة غير مشتركة لان العلل في القياس اما ان تكون اما ان تكون منصوص عليها واما ان تكون مستنبطة واما ان تكون علة فاسدة فهذا الذي ذمه البخاري هو العلة التي ليس عليها دليل والقياس الفاسد الاعتبار الذي لا يلتفت اليه. اما القياس الصحيح فهو لا يرده الامام البخاري. ذكر هنا قوله ولا تقفوا اي لا تتكلف ما ليس لك به علم وانما يقف المسلم مع النصوص مع قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ومع اجماع اهل العلم ومع القياس الصحيح وقال لا تقل ما ليس لك به علم. ان جهلت شيئا فقل الله اعلم. وان علمت فقل بما تعلم ونصف العلم الله اعلم. ومن اخطأته الله اعلم فقد اصيبت مقاتله. ذكر في هذا الباب حديث قال حتى حدثني ابن وهب شريح وغيره حد يقول الشيخ ثقة لكن البخاري حفظ الاسناد الذي رواه ابن وهب عن رجلين عن رجلين ذكر احدهما ولم يذكر الاخر وغير هنا هو ابن لهيعة رحمه الله تعالى ولكن البخاري لم يذكر ابن لهيعة لانه ممن لا يحتج به عنده ومسلم ذكره ذكر ابن لهيئة باسمه لكن لم يذكره احتجاجا وانما ذكره على ما حفظه في هذا الاسناد البخاري تجوز ان يحل يبهم الرجل ان يبهمه ولا يذكره باسمه لانه ليس اهلا يؤخذ عنه الحديث مثلا ليس هذا ممن انا اراه وارتضيه. اما مسلم فحمله انه حفظ الاسناد على صفة معينة فرواه على نفس الصفة التي حفظها وكاد حفظه اياه انه قال مثلا ابن اشرف ابن لهيعة فساقه كما حفظه. ولذا لا نقول مسلم انه احتج بان هي في الشواهد بل نقول ساقه مسلم واخرج له لانه في نفس الاسناد الذي حفظه والا مسلم لم يحتج باب لهيعة لا في الشواهد ولا في المتابعات وليس هم الرجال وليسوا بالرجال مسلم. اما البخاري حتى يتلاشى هذه هذه النقطة. قال وغيره فابهبه حتى لا يعرف وفعل ذلك ايضا الامام النسائي رحمه الله تعالى في سننه عن ابي الاسود عن عروة عنه قال حج فقال حج علينا اي اتى الينا عبد الله بن مسعود عبد الله بن عمرو بن العاص في مكة فسمعت يقول ان الله لا ينزع العلم بعد ان اعطاهم انتزاعا في رواية اخرى ان الله لا يقبض العلم انتزاعا. ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء وهذا يدل على وين بالمعنى هناك في كتاب العلم البخاري قال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى اذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا حالا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا. وهذا هو اخر الزمان عندما لا يبقي عنه يبقى الناس يتخذون رؤوسا جهالا يفتون باهوائهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم يستفتون يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون قد ضلوا واضلوا غيرهم هم اثموا واخذوا اثام غيرهم وايضا كان الدليل في هذا الحديث دليل على ان المستفتي لا تبرأ امته لانه قال يضلون ويضلون فسمى المستفتي ضالا وسمى المفتي ايضا الضال ولو كانت فتوى المفتي منجية لمن استفتى لما وصي بالضلال توصوا بالضلال لانه استفتى من ليس اهلا. ولانه لم يتحرى لدينه ويتورع له ويعظم الامر اذا علم ان هناك من يخالفه وان هذا القول يخالفه قول فلان وان هناك ادلة تخالفه فاما اذا بذل جهده ولم يجد من يخالف ذلك القائل وهذا الذي بلغه علمه به ثم وثق في علم ذاك ولم يرى منه ما يحط من ثقته وتابعوا على ذلك فانه لا يأثم لا يأثم اذا بذل وسعه وجهده. قال فحدثت عائشة زوج النبي صلى ثمان عبد الله ابن عمر حج عبد الله ابن عمر حج بعد فقالت يا ابن اخي يا ابن اختي انطلق الى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه. فجئت فسألته فحدثني به كنحو فحدثت ما حدثني. فاتيت عائشة فاخبرتها فعجبت قالت والله لقد حفظ عبد الله ابن لقد حفظ عبدالله بن عمرو هذا الحديث فيه ان الله لا يقضي العلم انتزاعا وانما يقبض العلم بقبض اهله فاذا قبض اهل العلم قبض العلم وذلك ان عامة الناس لا لا يأخذون العلم من مظالمه ولا يأخذ العلم من اصله وانما هم يأخذونه من الرجال ويسمعون كلام الرجال فاذا قبض العلماء ذهب العلم مع قبضهم وكما قال في مرداس الاسلمي قال يذهب الصالحون الاول فالاول حتى لا يبقى الا شرار الخلق نعوذ بالله مساق من حديث عبدان قال اخبرنا ابو حمزة السكري عن سمعت الاعمش قال سألت سمعت سألت وهل شهدت صفين؟ قال نعم سمعت سهل بن حنيف يقول ثم ساق من طريق ابي عوان عن الاعمش من وائل قال الساحل بن حنيف يا ايها الناس اتهموا رأيكم اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني او لقد رأيتني يوم يوم ابي جندل لو استطعت يقول لو استطعت ان ارد لو استطيع ان ولو استطيع ان ارده لرددته وذلك ان ابا جندل رضي الله تعالى عنه اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم واتى اليه ابوه سهيل ابن عمرو في باب صلح فقال لا اوصاح ان تسلم لي هذا فقال دعه لي يا سهل. قال والله لا اعاهدك الا على هذا حتى تسلم لي هذا. الصحابة قالوا كيف تسلم لهم؟ هذا وقد جاء هاربا من مكة مرارا بدي من فتنة الكفار فالنبي صلى الله عليه وسلم واجازهم بهاي واعطاهم اياه. فقال يقول ابن الخطاب يا رسول الله لست الحقهم على الباطل يا رسول الله نعطي الدلية في ديننا وحتى ايش اصاب شيء من يعني آآ لماذا تفعل كذا يا رسول الله؟ وسامحه يقول اتهموا الرأي في دينكم والله يوم ابي جهد لو استطعت لو استطع ان ارد امر لا يعطيهم ترددته يقول وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا الى امر يفظعنا الا اسهلنا او الى الا اسهلنا بنا الى امر نعرفه غير هذا الامر قال وهو امر صفيه ولهذا الامر اصبح عندنا قتال معاوية علي اصبح عند بعض الصحابة فيه فيه فيه اه شيء من الاختلاف قال شهدت صفينا وبئست صفون وذلك ان علي قاتل معاوية وتقاتل المسلمون بعضا مع بعض هذا يقاتل وذاك يقتل وهذا يقتل وهي فتنة عظيمة ولا شك ان الحق كان لعلي رضي الله تعالى عنه لكنها تبقى فتنة اريقت فيها دماء المسلمين حتى اذا سميت بيوم الحرير لما تكسرت السيوف وتقطعت الرماح واصبح لا يستطيع احد يقتل احد بركوا على الركب واخذ كل واحد يعني معنى القصة فيها نكارة اخذ كل واحد يهر على صاحبه ويريد ان يأكله من شدة الفتنة. فهو يقول بئست وبئست صفون اي انه ذمها ولم يمتدحها. اما قتال النهروان فهو قتال الخوارج فلم يذم لانه كان امره واضح وبين وانما وانما الذي اشكل هو قتل وقتال اهل الشام فهذا يقول اتهموا الرأي في دينكم هذا الانسان لا يحكم على الشيء حتى حتى يكون على علم واطلاع وانه لا يحكم عقله في رد شيء من دين الله عز وجل. اذا جاء النص العقل تابع وينزل النص قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا عندما امر بامظائه فالنبي قال لعل الله يجعل لهم خيرا فذهب ابو جندل وذهب ابو بصير رضي الله تعالى عنه ثم فر ابو جندل البصير واتى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء كفار قريش فقال علموا انه سيسلمهم فهربوا ونزلوا الجبال فاصبحوا طائفة وجماعة لوحدهم يقتلون المشركين لانهم ليسوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال كفار قريش يا رسول الله هم لك على عهدك حتى نسلم من قطع طريقنا فهنا يؤخذ من هذا الحديث ان المسلم اذا لم يتبين له الحق ورأى ان عقله لا يقبل هذا الحق فليتهم عقله ورأيه فالحق لا يتبدل والعقل يتبدل الحق لا يقبل التغيير والعقل هو الذي يلحقه التغيير ويلحقه الخطأ. لان نص النص والوحي لا يعتريه الباطل والعقل يعتريه الباطن فاذا تعارض الحق مع العقل فان العقل يكون تابعا للحق ولا يغير الحق لاجل العقل وهذا الذي قال فيه اتهموا الرأي في دينكم حتى لو رأيت الرائدين رأيك وعقلك لا يقبل هذا والحديث والمتن صحيح والنص صحيح فلابد ان تطوي عقلك للنقل وان تسلم بما جاء به النقل وتقول سمعنا واطعنا وهذا الذي اراده البخاري في مسألة التسليم لحكم الله والتسليم لدين الله عز وجل. وعدم الاعتراض لا برأيك ولا بزخرف من القول والله تعالى اعلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الاعتصام باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول لا ادري او لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ولم يقل برأي ولا بقياس لقوله تعالى بما اراك الله؟ قال ابن مسعود رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح فسكت فحتى نزلت الاية حدثنا علي ابن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت من المنكدر يقول سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول مرضت فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وابو بكر وهما ماشيان فاتاني وقد اغمي علي توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه عليه فافقت فقلت يا رسول الله وربما قال سفيان فقلت يا رسول الله كيف اقضي في مالي؟ كيف اصنع في مالي؟ قال فما اجابني بشيء حتى نزلت اية الميم كتاب التوحيد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الاعتصام بباب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه مما لم ينزل عليه الوحي فيقول لا ادري او لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ولم يقل برأي ولا بقياس هذا التبويب من الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الاعتصام يدل على ان اكمل الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم وهو الذي اكمل الناس عقلا واعمقهم علما واعظمهم تقوى لم يكن يتجرأ ان يقول على الله عز وجل بغير علم وكان صلى الله عليه وسلم اذا سئل عن المسألة ولم ينزل عليه فيها قرآن انتظر وقال لا ادري حتى ينزل الوحي عليه او سكت حتى ينزل عليه الوحي ثم يجيب واراد البخاري بهذا ذم من يبالغ في مسائل النظر والقياس ويقيس الامور بكل ما يسمع وان الواجب على طالب العلم ان يعود نفسه على قول الله اعلم وعلى قول لا ادري اذا جهل الشيء وان يحرص على معرفة النصوص من الكتاب والسنة وتتبع الادلة والقول بها فالرسول صلى الله عليه وسلم اذا سئل عن مسألة ولم ينزل عليها فيه فيها شيء؟ قال لا ادري واذا واذا سئل عن مسألة سكت ثم بعد ذلك يأتي الوحي في خبر بما نزل مثل قصة الرجل الذي احرم في جبة وعليه خلوق سأل النبي صلى الله عليه وسلم فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل الوحي نزل الوحي واخذ يغطك غطيط ابن بكر صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك لما جلي عنه ورفع عنه افتى السائل بما نزل عليه به جبريل عليه السلام قد يقول قائل هذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم انه ينتظر الوحي اما غيره فليس هناك وحي ينتظره حتى يجيب يقال هذا حق وهذا كلام صحيح فالوحي بموت محمد صلى الله عليه وسلم قد انقطع لكن هذا هذا القول وهذا الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم يربي طالب العلم ان يتعود الا يسارع ولا يتسرع في القول على الله عز وجل حتى يتثبت ويتيقن الا ان يضيق به المقام ويكون الامر مما لا بد منه. الامر مما لا بد منه ولا يسع تأخيره فهنا يقال فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران وان اجتهد فاخطأ فله اجر واحد اذا فعل ما بوسعه اما ان يكون قليل علم بالادلة والنصوص وقليل فهم وحفظ لها ثم اذا سئل عن اي مسألة جعل له اصلا وقاس بهذا الاصل غيرها من المسائل فهذا الذي يذب هذا الذي يذم اما الذي عنده من العلم الشيء الكثير وقد بذل جهده في معرفة الحق وتتبع النصوص فلم يجد بغيتهم لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهنا يقال له ينظر الى الاشباه والنظائر ويلحق بعضها ببعض بشروط القياس ان يكون اصل هناك اصل وفرع وعلة جامعة بينهما وحكم في الاصل. هذه اذا توفرت فان القياس يكون معتبرا. اما اذا لم تتوفر فان القياس يكونوا ملغيا لا يلتفت اليه فهذا من البخاري اراد ان يذم اهل الرأي المتسرعين في اقوال وفتاويهم دون الرجوع الى الكتاب او السنة مثلا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يخلط البسوة بالتمر فجاء بعضهم وقال لا فرق ان خلطته في المأكل والا خلطته في البطن فقاس انه كما يشتبه البطن قل يجوز جمعه في في الخارج وهذا قياس يخالف يخالف النص فهذا الذي يذم صاحبه. ولاقص في هذا كثيرة اه التي تخالف النصوص. فكل قياس خالف النص فانه قياس غير معتبر لقوله تعالى بما اراك الله. اخذ البخاري من هذه الاية ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول شيئا من قبل نفسه ولا من قبل رأيه وانما يقول ما اراه الله عز وجل وما اراه الله سبحانه وتعالى يكون وحيا من الله. وكما قال حسان بن عطية كان جبريل ينزل بالسنة كما ينزل كما ينزل بالقرآن وقال ابن مسعود سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح فسكت عندما عرض له بعض اليهود وقالوا يا محمد نسألك الروح فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجب فانزل قوله تعالى يسألونك عن الروح قل من امني ربي وما اوتيت من العلم الا قليلا. فهذا دليل على انه لم يكن يجب بشيء لا يعلمه صلى الله عليه وسلم. الا ما يتعلق في امور فالنبي مثله كمثل مثلا عندما قال ما بالكم تعبرون؟ ان كان فتركوا التأبير فلم تنبت ثم قال انتم اعلوا بامور دنياكم فلم يأخذ هذا حكما وشريعة وانما اخذه رأيا في مصالح في امور الدنيا ومع ذلك كل ما يفتي به النبي صلى الله عليه وسلم او يراه فان كان حقا صوب وان كان خلاف ذلك استدرك وبين له من ربه سبحانه وتعالى قال حدثنا علي ابن عبد الله والمديمي حدثنا سفيان ابن عيينة قال سمعت ابن المنكر يقول سفيان بن عبدالله يقول مرضت اي مرضت في مرضه الذي شفي منه فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وابو بكر وهما ماشيان وهذا فيه دليل على ان السنة في ذلك انه يأتي ماشيا ويأتي راكبا ومن اتى ماشيا كان اعظم في اجره لان خطواته حسنات. فاتياني وقد اغمي عليه فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم. لان وضوءه مبارك وصب الوضوء من باب من باب من باب التشافي من باب ان يشفى منه جابر ابن عبد الله يقول فلما صب عليه فافقت فقلت يا رسول الله ربما قال سفيان قلت يا رسول الله اي رسول الله كيف اقضي في مالي كيف اصنع ايماني؟ قال فما اجابني بشيء حتى نزلت اية الميراث وذلك ان جاء بركانه اخوة كاله اخوات ولم يكن له ولد ثم بعد ذلك عمر ورزق باولاد ورزق بذرية ومات في سنة اربعة وسبعين رضي الله تعالى عنه. فهنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفت بماله جاء ابن عبد الله حتى نزلت اية المواريث فقضى بما انزل الله عز وجل فهذا من النبي صلى الله عليه وسلم دليل على انه لا ينطق عن الهوى وانما جميع ما يقول هو وحي يوحى اذا كان على وجه التشريع وعلى وجه اه تبيير الدين. اما ما يتعلق بمخالطة اهله ازواجه واولاده. فهذا يدخله يدخله اه كلام البشر ويقول بذلك ما يقوله البشر صلى الله عليه وسلم هذه كما ذكر هنا في باب الاعتصام ان طالب العلم ان العالم لا يجتهد رأيه الا اذا اعياه الدليل واعجزه الدليل فاذا اعياه ولم يجده عندئذ ينتقل الى كلام الى كلام الصحابة رضي الله تعالى اذا لم يجد في كلام الصحابة ما ما ما يفيده انتقل بعد ذلك الى كلام الائمة فاذا لم يجد اجتهد رأيه واتقى الله عز وجل فان اصاب له اجران وان اخطأ فله اجر واحد والله اعلم