الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللحاضرين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة. حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن مسعر وغيره عن قيس بن مسلم عن طالب اليكم احسن الله اليكم عمي السعري وغيره عن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال رجل من اليهود لعمر رضي الله عنه يا امير المؤمنين لو ان علينا لو ان علينا نزلت هذه الاية اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا لاتخذنا ذلك اليوم عيد فطال عمر رضي الله عنه اني لاعلم اي يوم نزلت اي يوم نزلت هذه الاية نزلت يوم عرفة في يوم في يوم جمعة سمع سفيان من مصعر ومصعر ومصعر قيسا وقيس طارق حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل اه عن ابن شهاب اخبرنا انس بن مالك رضي الله عنه انه سمع عمر رضي الله عنه الغد قيل بائع المسلمون ابا بكر رضي الله عنه واستوى على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد قبل ابي بكر رضي الله عنه فقال اما بعد فاختار الله لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي عنده على الذي عندكم وهذا الكتاب الذي هدى الله به رسولكم فخذوا به اي تهتدوا وانما هدى الله به رسوله. حدثنا موسى ابن اسماعيل حدثنا امهيل عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ضمني اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم علمه الكتاب حدثنا عبد الله من صباح حدثنا معتمر قال سمعت عفوا ان ابا المنهان حدثه انه سمع ابا برزة قال ان الله يغنيكم ان الله يغنيكم او نعشكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم حدثنا اسماعيل حدثنا حدثنا اسماعيل حدثني مالك عن عبد الله ابن دينار ان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما كتب الى عبدالملك ابن مروان يبايعه واقر لك بذلك بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا الكتاب الموسوم بكتاب الاعتصام قد صنفه البخاري على حدة وزم كتابا اسمه كتاب الاعتصام والمراد بالاعتصام هنا هو الاعتصام الكتابي والسنة ثم ادخل هذا الكتاب كتاب الاعتصام في صحيحه واقتصر منه على الصحيح المحفوظ. ودليل ذلك قوله في اخر في اول هذا الكتاب ينظر في اصل كتاب الاعتصام. فافاد هذا ان له كتاب اسمه كتاب الاعتصام اخذ منه احاديث وادخلها في الصحيحين وسمى به ايضا كتاب الاعتصام والاعتصام بالكتاب والسنة هو النجاة ولا فلاح للعبد ولا نجاة له ولا فوز له الا بالاعتصام الكتابي والسنة وهذا امر امر الله عز وجل به وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم فقال تركتكم ما ان تمسكتم بي لن تضلوا بعدي كتاب الله فالتمسك بكتاب الله عز وجل هو سبب النجاة والعصمة والاخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا كذلك. وجاء عند عن ابي هريرة تركت فيكم ما ان تمسكتم لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي فكتاب الله والسنة هما المنجيان بالتمسك بهما ولزوم طريقة ولزوم ما فيهما من الحق والزما فيهما من النصوص التي جاء بها رسولنا صلى الله عليه وسلم وما انزلها وما انزله ربنا عليه سبحانه وتعالى ذكر في هذا الكتاب ما يدل على تمسك الصحابة رضي الله تعالى عنهم بهذه السنة وعدم تجاوزها الى الاهواء والاراء او الى الظنون والخرس وانما يقفون بعلم ويتكلمون بعلم ويفعلون بعلم ولا يتجاوزون الكتاب والسنة قال حدثنا الحميدي وهو عبد الله ابن الزبير الزبير قال حدثنا سفيان وهو ابن عيينة عن مشعر وابن كدام وغيره يحمل غيره لانه سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال رجل لليهود هذا الرجل لليهود هو كعب الاحبار وهذا والبخاري لم يحتج بكعب الاحبار ولم يسند عنه قولا او حديثا وانما ادخله في ضمن حديث ولذا من الجهل البالغ العظيم من يظن ان البخاري اسند لكعب احاديث كثيرة بل قال قائل قاتله الله وقبحه ربي فهو من اعداء هذا الدين ومن المحاربين للاسلام وان تسمى باسم المسلمين يقول ثلثي البخاري عن كعب الاحبار الذي يقول فيه ابو ذر لو كذاب ويقول فيه مع انه امليت عليه كذب وهذا من اعظم الكذب والبهتان ومع ذلك يقول البخاري فيه قال رجل من اليهود لم يسميه وكعب الاحبار هو من علماء اليهود وقد اسلم وحسن اسلامه وادرك عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وكان عمر يجالسه ويقول هات من هناتكي اعطنا مما عندك يقول يقول كعب ابن عمر رضي الله تعالى عنه يا امير المؤمنين اية في كتاب الله عندكم لو ان علينا لو ان علينا نزلت هذه الاية لاتخذنا ذلك اليوم عيدا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال لها اية تدل على الكمال والتمام فقاله عمر في هنا ذكره بهذا الاختصار في اول كتاب العلم ذكرها مطولة في رقم خمسة واربعين البخاري لفظ البخاري عندك خمسة واربعين ذكر قال عمر لقد علمنا ذلك اليوم اني لاعلم اي يوم نزلت هذه الاية. نزلت يوم عرفة بيوم جمعة والشاهد من هذا الحديث ان عمر كان يعلم وقت نزول هذه الاية ويعلم ايضا آآ فضلها وشرفها وانها اية عظيمة امتن الله بها على امة محمد صلى الله عليه وسلم وهي قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم فالدين قد كمل واتممت عليكم نعمتي وهنا فرق بين الكمال والتمام ان الكمال لا يقبل الزيادة والتمام يقبل الزيادة فالنعم تتجدد وتزيد اما الدين فيكمن ولا يزاد عليه. هذا معنى الكمال اليوم اكملت لكم دينكم ففي ذكر البخاري هذا الحديث في اول في اول الصحيح اتخذنا ذلك اليوم عيدا قال اي اية قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم وهو قائم بعرفة يوم جمعة فهذا الخبر يدل على ان عمر رضي الله تعالى عنه كان وقافا عند كتاب الله متبعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كان يشرع للمسلم ان يجتهد في دين الله ويجوز له ان يجعل يوما عيدا من قبل نفسه لفعله عمر رضي الله تعالى عنه ولكن الاعياد شريعة والشرائع يقتصر فيها على الشريعة. ولا يزاد على ما جاء في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فهذه لا نزلت يوم عرفة هو يوم عيد المسلمين وفيها امتنان من الله عز وجل على المسلمين انه اكمل لهم دينهم واتم عليهم نعمته سبحانه وتعالى ومناسبة هذا الباب او مناسبة لباب كتاب الاعتصام ان عمر رضي الله تعالى عنه مع فضل هذه الاية وشرفها لم يفارق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يتخذ هذا اليوم عيدا ولم يعظم ذلك اليوم لنزول هذه الاية فيه وانما عظمه لاجل كونه يوم عرفة لا اجد نزول الاية فيه نزلت هذه الاية في يوم عرفة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة ومع ذلك لم تعظم هذه الاية هي بالاعظم كلام الله عز وجل وعلى هذا نقول ان الوقائع والاحداث وان عظمت فانها لا تعظم الا بتعظيم الله لها او بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان هناك يوم يعظم لعظم يوم فتح مكة فهو الفتح العظيم الذي اظهر الله فيه الحق واظهر الله عز وجل فيه الاسلام واعلى فيه كلمة النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم عيدا البخاري في هذا الحديث يقرر طريقته ومذهبه في مسألة السماء فلما قال سمع سفيان مسأرا سمع سفيان مصعر ومسعر سمع ومسعر القيس وقيس طارق ومراده اصل السماع اي انه ثبت سماع سفيان من مصعر وثبت سماع مصعر بن طاء بن قيس وثبت سماع قيس من طارق. لا في نفس الحديث لان شرط البخاري وان يثبت السماع ولو مرة واحدة لا انه يشترط السماع في كل حديث يرويه الراوي وهذا ما يدل عليه لانه لا رواه بالعنعنة فقال سمع سفيان سمع سفيان مصعب ومسعر القيس وقيس طارق ما رواه من طريق يحيى بن بكير حدنا الليث عن عقيد عن ابن شهاب اخبرني ابن مالك قال انه سمع الغداء سمع عمر سمع انه سمع عمر الغد حين بايع المسلمون ينتمي عمرا غدا حين بايع المسلمون اي غداة بايع المسلمون ابا بكر واستوى على المنبر واستوى لمنبر رسول الله يقول يقول تشهد قبل ابي بكر عمر لما بايع الناس ابا بكر غداة يوم بايعته صعد المنبر والناس بابي بكر الصديق بعد استئذانه من امير المؤمنين وسلم بعد استئذان من ابي بكر الصديق فتشهد قبل ابي بكر ثم قال اما بعد فاختار الله لرسوله الذي عنده على الذي عندكم اختار الاخرة على الدنيا له وهذا الكتاب الذي هدى الله به رسولكم فخذوا به تهتدون وانما هدى الله به رسوله وهذا الشاهد منه الاعتصام بالكتاب. وان الهدى والفلاح والنجاة تؤخذ من كتاب الله عز وجل فكتاب الله عز وجل هو الفصل وهو العدل وهو الهدى وهو الحق وهو الذي يعلو ولا يعلى عليه. من قال به صدق ومن حكم به عدل. ومن اخذ به هدي ومن تركه من جبار قصمه الله عز وجل ومن الاخذ بالكتاب الاخذ بالسنة من اخذ بالكتاب لازمه الاخذ لماذا لان الله يقول في الكتاب وما اتاكم الرسول فخذوه من اخذ بكتاب الله عز وجل لزمه ان يأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه قد يقول قائل عمر يقول عليكم بالكتاب ولا تتجاوز الكتاب نقول من اخذ بالكتاب فيلزم ان يأخذ بالسنة وهذا الذي فهمه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال حدثنا موسى ابن اسماعيل والتبوذ كحدثه خالد عن هو الحذا عن ابن عباس قال ظمني اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم علمه الكتاب اللهم علمه الكتاب وفي رواية اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل وهذا دليل على فضل تعلم الكتاب وان التعلم والكتاب من اعظم نعم الله عز وجل العبد وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس بعدما ضمه اليه وضموا اليه اشارة الى اي شيء الى محبته والى ارادة الخير به فلما ظمه اليه بعد فعل ابن عباس ابن عباس لما قام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل رأى ماء قد اعد له قال من اعد هذا؟ قيل ابن عباس فضمه اليه وهو صغير لم يتجاوز العشر سنين وقال اللهم علمه الكتاب وفي قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس الحرص على العلم والحرص على الخير خاص انه رآه يصلي معه فقد اعد له وضوءه فقال اللهم علمه الكتاب وقد بلغ في ذلك مبلغا عظيما حتى قال ابن مسعود والله لو ادرك ابن عباس اسناننا ما ادركه احد منا وكان الخطاب رضي الله تعالى عنه يدخله مع الاشياخ حتى انكر بعض كبار قريش ان لنا اولادا مثله واكبر منه فلما لا تدخلون؟ قال ساسأله اسألكم فسأله عن قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح فسأل الكبار والاشياخ فما اجابوا وما احسنوا ان يجيبوا. فقال ما تقول يا ابن عباس وهو شاب صغير قال هو اعلام وايذان باجر قرب اجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فامر الله عز وجل اذا قرب اجلك ونزل فاكثروا من التسبيح والاستغفار. قال والله ما اعلى منها الا ما تعلمون فاقر له الاشياخ بالفضل وعرفوا فضله وان الذي شرفه ورفعه بين هؤلاء الاشياء هو هو العلم فابن عباس قد استجاب الله عز وجل دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فيه ففقه كتاب الله وتعلم التأويل وعلمه التأويل ثم ذكر حديث عوفا هو الاعرابي ان ابا المنهال حدثه انه سمع بابرزة رضي الله تعالى يقول ان الله نعشكم البخاري يرجح روايته ان عاشكم على رواية يغنيكم ويقول ان رواية معاشكم هي التي في الاصل في اصل كتاب الاعتصام الذي هو كتاب المفرد خارج الصحيح ان الله نعشكم نعشق معنى احياكم ورفعكم واعزكم واعلى ذكركم واظهركم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث يدل على ان عز الامة بالاسلام وان عز الامة بتمسكها بكتاب الله وبسنة رسولها صلى الله عليه وسلم الذي هو الاسلام والدين وكما قال عمر نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله وكما قال ربعي كنا عالة فاغنانا الله حالة فقراء فاغنى وكن متفرقون فجمع وكن متفرقين فجمعنا الله عز وجل وذكر فقره وحاله ان الذي اعزهم ورفعهم هو كتاب الله وهذا الدين. فالام متى اخذت بمأخذ اوائلها اعزها الله ورفعها ورفعها ومتى ما تخلت عما كان عليه اوائلها ذلت وظلت لك حماية ان كتب الى عبد الملك مروان يبايعه واقر قال واقر لك بالسمع والطاعة. والشاهد قوله على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت اذا طاعة الامراء وطاعة العلماء وطاعة ولاة الامر مقيدة باتباع الكتاب والسنة. انما الطاعة بالمعروف انما الطاعة بالمعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والبيعة انما تكون على الاسلام من نبذ الاسلام وراء ظهره فلا بيعة فلا بيعة له انما البيعة لمن اقام دين الله وتمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما قصده عمر. هذا ما قصده قال واقر لك بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت اما اذا كان الحاكم معصية الله ويأمر بما لا يحب الله ويرضاه فلا طاعة له ولا كرامة انما الطاعة بالمعروف. الشاهد من هذا الحديث والاعتصام بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله تعالى اعلم