الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله شارحا للبيت ورغبة ورهبة خشوع وخشية انابة خضوع قال ورغبة ورهبة الخشوع اي ومن انواع العبادة الرغبة فيما عند الله عز وجل من الثواب وهي راجعة الى معنى الرجاء والرهبة مما عند الله من العقاب وهي راجعة الى معنى الخوف والخشوع والتذلل لله عز قال تعالى في ال زكريا عليهم السلام انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا لنا خاشعين. وقال تعالى ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا. وقال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين. الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون وقال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. وقال تعالى واياي فارهبون وقال تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب وغير ذلك من الايات وفي حديث الدعاء عند عند النوم اللهم اني اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب بالعالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ورزقنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد قوله رحمه الله ورغبة ورهبة خشوع اي هذه الثلاث هي من انواع العبادة والرغبة والرهبة متقابلان كالخوف والرجاء عرفنا ان العبادة كل عبادة يجمع فيها بين الرجاء والخوف يجمع فيها بين الرغبة والرهبة الرغبة طلب والرهبة هرب الرغبة اقبال والرهبة فرار ولهذا قيل في تفسير الرهبة هي الامعان في الفرار من المخوف وقد عرفنا فيما سبق ان من خاف اي شيء فر منه الا الله فان من خافه يفر اليه سبحانه وتعالى فلا مفر منه الا اليه ولا ملجأ كما سيأتي معنا ولا منجى منه الا اليه. فاليه المفر سبحانه وتعالى فالرغبة اقبال على الله سبحانه وتعالى والرهبة فرار من المخوف وامعان في الفرار منه ويكون ذلك تلمس مواطن الرضا رضا الله سبحانه وتعالى والبعد عن مساخطه جل في علاه وهذه الالفاظ الوجل الخشية الخوف الرهبة الفاظ متقاربة في المعنى وليست مترادفة الفاظ متقاربة في المعنى وليست مترادفة الخوف معناه معروف والخشية خوف مقرون بالعلم الخشية خوف مقرون بالعلم ولهذا قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وفي الحديث وقد تقدمت الاشارة اليه يقول عليه الصلاة والسلام ان اخشاكم ان اعلمكم بالله واخشاكم لله انا فالخشية خوف مقرون بالعلم. العلم عظمة الله وعظمة اسمائه وجلاله و كماله ولهذا كلما ازدادت اه ازداد هذا العلم بالله سبحانه وتعالى زادت الخشية عند العبد منه تبارك وتعالى ال آآ الوجل وجلت قلوبهم الوجل هو حالة اه تصيب القلب في اشتداد الخوف ولهذا قيل في في معناه انصداع القلب وشدة خفقانه من الامر المخوف قال اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اي اصاب اصاب قلوبهم هذه الحال التي هي الوجل شدة خوف القلب الهيبة ايضا مما يأتي في في هذا المقام خوف مقرون بالتعظيم. خوف مقرون بالتعظيم المخوف نعم قال رحمه الله وفي حديث الدعاء عند النوم اللهم اني اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك والجأت ظهري اليك وفوضت امري اليك رغبة ورهبة اليك. الحديث في الصحيحين. ولابن ابي حاتم في اثمن ادعية النوم العظيمة جدا التي ينبغي على المسلم ان يواظب عليه عند اه كل مرة يأوي فيها الى فراشه. فان من قاله مات في فراشه مات على الفطرة وان اصبح حصل خيرا فشأنه عظيم واهميته بالغة وينبغي على المسلم ان يعتني به اذا اوى الى فراشه وكلماتها هذا الدعاء هي كلمات استسلام لله وتوكل عليه وتمام الالتجاء اليه واظهار الفقر اظهار العبد فقره فاقته وحاجته الى ربه سبحانه وتعالى وانه لا غنى له عن ربه جل في علاه طرفة عين فهي كلمات استسلام واخلاص وحسن توجه الى الله سبحانه وتعالى وتفويض الامر اليه تبارك وتعالى نعم قال ولابن ابي حاتم في خطبة ابي بكر رضي الله عنه اما بعد والشيخ لم يذكره تاما وانما ذكر اوله وما تضمن الحديث من شاهد للمقصود وتتمة الحديث رغبة ورهبة اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلت وبنبيك الذي ارسلت ولما اعاد البراء الحديث بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام قال في اخره وبرسولك الذي ارسل فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا هو بنبيك الذي ارسلت فهذا يستفاد منه فائدة عظيمة في باب الادعية المأثورة ان يعتنى بها بالفاظها كما جاءت حتى ان بعض الادعية يقول فيها الصحابة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن ولهذا ينبغي على المسلم ان يحرص على الالفاظ المأثورة كما جاءت وان يبتعد عن الزيادة فيها بعض الناس يستحسن الفاظا فيزيدها في الدعاء المأثور وعلى من يفعل ذلك ان يعلم علم يقين ان ادعية النبي عليه الصلاة والسلام ادعية جوامع كوامل تامة والكامل لا يزاد فيه فهي ادعية جوامع كوامل تامة فلا يزيد المرء فيها حتى ان من العجب في هذا الباب ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند قال لعائشة يا عائشة عليك بالكوامل من الدعاء ثم علمها ان تقول اللهم اني اسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم واعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل واسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الى تمامه. قال عليك بالكوامل بعض الناس اذا دعا بهذا الدعاء يزيد يقول واسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون يزيدون هذه اللفظة مع ان النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث نفسه قال عليك بالكوامل من الدعاء وعلمها هذا الدعاء الكامل فلما الزيادة لما الزيادة على هذه الادعية الكاملة ثم عباد الله الصالحون هل عندهم قدر جامع من الدعاء ازيد مما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام حتى نظيف نقول خير ما سالك منه عبدك ورسولك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون فهي زيادة لا اصل لها في دعاء مأثور جامع عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. فالحاصل ان الواجب على المسلم ان يحرص آآ في هذا الباب على ادعية النبي عليه الصلاة والسلام بالفاظها كما جاءت عنه صلى الله عليه وسلم اذا سأل المرء حاجته واموره الخاصة وشؤونه لا بأس يدعو بما تيسر مما ليس فيه مخالفة لكنني اعني هنا ما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام وعلمنا اياه وارشدنا اليه من الدعوات فليحرص على ان يؤتى بها كما جاءت عنه صلوات الله وسلامه عليه فان البراء لما قال رظي الله عنه لما قال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وبرسولك الذي ارسلت؟ قال لا وبنبيك الذي ارسلت نعم قال رحمه الله ولابن ابي حاتم في خطبة ابي بكر رضي الله عنه. اما بعد فاني اوصيكم بتقوى الله عز وجل وتثنوا عليه بما هو اهل وتخلط الرغبة بالرهبة وتجمع الالحاف بالمسألة تجمع وتجمع الالحاف بالمسألة فان ان الله عز وجل اثنى على زكريا واهل بيته فقال تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا رهبوا وكانوا لنا خاشعين هذا رواه ابن ابي حاتم كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى في تفسيره رواه ابن ابي حاتم في تفسيرية وهي خطبة عظيمة جامعة تروى عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه وموضع الشاهد من هذه الخطبة قوله وتخلط الرغبة بالرهبة تخلط الرغبة بالرهبة فهذا من اعظم الوصية في هذا الباب وآآ انفع ما يكون في هذا الباب ان يخلط الرغبة بالرهبة لا تكون آآ عبادة المرء رابة بلا رهبة ولا تكون كذلك رهبة بلا رغبة بل يخلط الرغبة بالرهبة بحيث يجمع بينهما في تعبده ودعائه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا هكذا يكون في دعاء يدعو الله سبحانه وتعالى راغبا راهبا جامعا بين الرغبة والرهبة. ولهذا اوصى رضي الله عنه بهذه الوصية قال تخلطوا الرغبة بالرهبة اي في تعبدكم لله ودعائكم اياه سبحانه وتعالى تجمع في ذلك بين الرغبة والرهبة فلا تكن عبادتكم برغبة بلا رهبة ولا برهبة بلا رغبة بل يجمع بينهما ويخلط بينهما قال وتجمع الالحاف بالمسألة كذا في اه المصدر الذي احال اليه المصنف وفي بعض ايضا المصادر الاخرى التي روت الاحاديث ووجدته في بعض المصادر بلفظ اوظح من من هذا وجدته في بعض المصادر بلفظ والالحاح بالمسألة والالحاح بالمسألة اي ان يكون دعاؤكم دعاء تضرع فان الله سبحانه وتعالى يحب من عبدي ان يلح بالدعاء والالحاح بالمسألة اي لا يدعو مرة ومرتين ويقف بل يلح على الله والله سبحانه وتعالى يحب من عبده ان يلح عليه بالدعاء وان يكثر من سؤاله مناجاته والطلب منه عز وجل وتجمع الالحاح الالحاح بالمسألة. اذا سألتم الله فالحوا. هذا المعنى. اذا سألتم الله فالحوا عليه وتضرعوا بين يديه ولا يقل المرء دعوت فلم يستجب لي دعوت ودعوت فلم يستجب لي. لا يقول ذلك بل يلح بالمسألة. نعم قال وفي الصحيح من حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود خشع لك سمعي وبصري مخي وعظمي وعصبي. قال فان الله عز وجل اثنى على زكريا واهل بيته فقال هذا كله من تمام وصية ابي بكر رضي الله عنه نعم وفي الصحيح من حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وغير ذلك من الاحاديث قال وفي الصحيح من حديث نعم عندك اه دعاء النبي صلى الله وفي الصحيح من حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من حديث علي رضي الله عنه في ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود قال خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي. هذا يتعلق بعبادة الخشوع لان المصنف قدم آآ رغبة ورهبة خشوع وهذه العبادات الثلاث اجتمعت في الاية التي ذكر صديق الامة رضي الله عنه في وصيته المتقدمة انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين وكانوا لنا خاشعين خاشعين اي في آآ خضوعهم لله وذلهم بين يديه وانكسارهم له جل في علاه ولهذا قال اه رحمه الله تعالى خشوع اي من من انواع العبادة. واورد ايضا هذا الحديث قال و في الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود خشع لك سمعي. خشع لك سمعي الى اخر ما جاء. هذه ينبغي ان يقولها او يحرص المرء على ان يقولها بلسانه وبفعاله. ان يقولها بلسانه وبفعاله اما ان يقولها بلسانه وقلبه لاه في صلاته وجوارحه ايضا لا هي ومتحركة ومنشغلة في صلاته. يكون راكعا مثلا ويعبث باصابع يده ويتحرك ويقول خشع لك سمعي وبصري الخشوع ليس قول فقط باللسان الخشوع ليس قولا يقال قولا مجرد يقال باللسان وانما حقيقة فيخشع العبد في صلاته ثم يتعبد الله سبحانه وتعالى بهذه الالفاظ قائلا في في ركوعه وسجوده خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي. اي كل هذه خاشعة لك فيجمع كما قدمت بين الخشوع قولا وفعلا يخشع وتخشع جوارحه اجزاء بدنه ويقول ذلك متقربا به الى الله سبحانه وتعالى في ركوعه وسجوده كما كان نبينا عليه الصلاة والسلام يفعل اه نكتفي بهذا القدر نسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين مؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن حكمة تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا واحسن الله اليكم