الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى والمقصود ان الشرك اعظم ما نهى الله عنه كما ان التوحيد اعظم ما امر الله به. ولهذا كان اول دعوة الرسل كلهم الى توحيد الله عز وجل ونفي الشرك فلم يأمروا بشيء قبل التوحيد ولم ينهوا عن شيء قبل الشرك كما قدمنا بسط ذلك. وما ذكر الله تعالى التوحيد مع شيء من الاوامر الا جعله اولها. ولذكر الشرك مع شيء من النواهي الا جعله اولها كما في اية النساء واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا وكما في اية الانعام التي طلب النبي صلى الله عليه وسلم البيعة عليها وهي قوله تعالى قل تعالوا اتلما ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياه ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ذلكم وصاكم لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده. واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها. واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله اوفوا. ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم به لعلكم تتقون وكما في ايات الاسراء وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا الى قوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة. ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ومن مدحورا فابتدأت تلك الاوامر والنواهي بالامر بالتوحيد والنهي عن الشرك وختمها بذلك وكما في ايات الفرقان في الثناء على عباده المؤمنين في اجتنابهم الفواحش والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. الايات وغير ذلك من الايات. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد في هذا الموطن يبين الشيخ رحمه الله تعالى في ضمن ما ساقه ايضا من ايات سبقت مكانة التوحيد وعظم شأنه وانه اجل المطالب واعظم المقاصد وانبل الاهداف ومن الدلائل على عظم شأنه ان الايات في كتاب الله عز وجل المشتملة على الاوامر والنواهي تبدأ بالتوحيد في باب الاوامر وتبدأ بالنهي عن الشرك في باب النواهي وهذا البدء يدل على الاهتمام بالمبدوء به والمقدم على غيره ولهذا فان اول امر في القرآن الامر بالتوحيد يا ايها الناس اعبدوا ربكم واول نهي في القرآن النهي عن الشرك فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وفي دعوات النبيين كلهم اول ما يبدأون اقوامهم به في دعوتهم الدعوة الى التوحيد واول كلمة تقرع سمع الاقوام من انبيائهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قولوا لا اله الا الله تفلحوا فالتوحيد اول الاوامر لانه اساس الدين والتزام جميع الاوامر في دين الله عز وجل دون قياما بالتوحيد مبطل لها وموجب لعدم قبولها وهذا مما يوضح سبب البدء به لانه هو الاساس الاساس الذي يبنى عليه دين الله سبحانه وتعالى لا ينتفع بعمل من الاعمال الا اذا كان قائما على التوحيد ولا يمكن ان يقام بناء الا وقد ارسي اساسه واقيم عماده الذي عليه يبنى فعماد الدين واساسه الذي يقوم عليه بناء الدين توحيد الله واخلاص الدين لله سبحانه وتعالى ولهذا في دعوة جميع النبيين اول ما يبدأون اقواما به توحيد الله وقد مر معنا لما بعث النبي عليه الصلاة والسلام معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وفي رواية ان يوحدوا الله فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فامره ان يبدأ اول ما يبدأ في دعوة هؤلاء بتوحيد الله عز وجل لانه الاساس والاصل الذي يقوم عليه دين الله سبحانه وتعالى والتوحيد في الدين كالاصول في الاشجار كما ان الاشجار لا قيام لها الا على اصولها فدين الله لا قيام له الا على التوحيد واقرأ في هذا قول الله عز وجل الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة. اصلها ثابت وفرعها في السماء هذا مثل للدين في في قيامه وانه لا يقوم الا على توحيد الله سبحانه وتعالى مثل الاشجار لا تقوم الا على اصولها كما ان الشجرة لا تقوم الا على اصلها فالدين لا يقوم الا على توحيد الله سبحانه وتعالى اذا قطعت اصول الاشجار ماتت واذا بطل التوحيد حبط العمل كله وفسد ولم ينتفع به بشيء واذا ايضا قرأت في هذا الباب الاوامر والنواهي في القرآن الايات الجامعة وهي جاءت في مواضع كثيرة من كتاب الله عز وجل الجامعة للاوامر والنواهي تجدها كلها مبدوءة بالامر بالتوحيد او بالنهي عن الشرك في جميع المواطن التي فيها ذكر جملة من الاوامر والنواهي تجد انها كلها مبدوءة بتوحيد الله سبحانه وتعالى والشيخ رحمه الله ذكر على ذلك بعض الامثلة فذكر اية النساء وفيها عشر وصايا بدأت هذه الوصايا العشر باعظم الوصايا واجلها على الاطلاق توحيد الله سبحانه وتعالى. بدأها بقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ثم ذكر بعد ذلك بر وصلة الارحام معاونة اليتامى والمساكين وحقوق الجار الى غير ذلك من الوصايا العظيمة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى انا في هذه الاية وهي مبدوءة باعظم وصية على الاطلاق وهي توحيد الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له جل في علاه مثلها اية الانعام التي طلب النبي صلى الله عليه وسلم البيعة عليها وهي قوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق الى اخر هذا السياق في هذه الايات الجامعة للاوامر والنواهي وهي مبدوءة بالنهي عن الشرك الا تشركوا به شيئا والنهي عن الشرك امر بالتوحيد النهي عن الشرك امر بالتوحيد لا تشرك به شيئا اي اخلصوا دينكم لله فاخلصوا دينكم لله وافردوا ربكم سبحانه وتعالى بالعبادة كذلك الايات التي هي سورة الاسراء فيها جملة من الاوامر والنواهي تقرب من العشرين امرا ونهيا بدأت النهي عن الشرك وختمت بذلك بدأت بقوله سبحانه وتعالى لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وختمت قوله سبحانه وتعالى ذلك مما اوحى اليك ربك ولا تجعل من الحكمة ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا بدأت بلا تجعل مع الله الها اخر وختمت به ولا تجعل مع الله الها اخر وهذا يدل على ان اول الامر واخره توحيد الله ولهذا جاء في الحديث من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة وهو اعظم الاوامر واجلها توحيد الله سبحانه وتعالى والبراءة من الشرك والخلوص منه كذلك في صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان لما ذكر الله سبحانه وتعالى الفواحش التي يجتنبونها والكبائر التي لا يقارفونها ذكر اعظمها الشرك والقتل والزنا وبدأها بتركهم وبعدهم عن الشرك. والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون وهذه اكبر الكبائر واعظم اعظمها بدأت اعظم الذنوب واكبرها على الاطلاق ومر معنا آآ قريبا حديث ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر ذكر ثلاث كبائر الشرك وعقوق الوالدين وشهادة الزور وبدأها باكبرها واعظمها واخطرها وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى والنصوص في هذا الباب كثيرة جدا في الكتاب والسنة وكلها تدل على عظيم مكانة التوحيد وانه اجل الاوامر واعظمها على الاطلاق وايضا خطورة الشرك وانه اعظم المناهي واخطرها على الاطلاق نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الجامعة للاوامر والنواهي يبدأ في الاوامر وحيدي وفي المناهي بالشرك كما في حديث الكبائر المتقدم وكما في حديث من سأل النبي صلى الله عليه وسلم حديث الكبائر المتقدم السبع الموبقات جمع فيه عليه الصلاة والسلام سبع موبقات مهلكة الموبقات المهلكات اي لفاعلهن ومرتكبهن فبدأها بالشرك تجتنب السبع الموبقات الشرك بالله والسحر ثم ذكرها عليه الصلاة والسلام لكنه صلوات الله وسلامه عليه بدأها باعظم الموبقات واكبر الذنوب وهو الشرك بالله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وكما في حديث من سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وذكر الحديث مثله حديث معاذ ومن الاحاديث التي ذكرها النووي النووي رحمه الله في الاربعين دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار فقال عليه الصلاة والسلام تعبد الله لا تشركوا به شيئا ثم ذكر بقية اركان الاسلام. وبدأ ذلك كله بالتوحيد. توحيد الله عز وجل والنهي عن الشرك. نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك في احاديث اركان الاسلام كحديث جبريل المشهور وحديث ابن عمر وحديث وفد عبد القيس وغيره يبدأ فيها بالشهادتين. حديث جبريل قال اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج فالبيت الحرام بدأها بتوحيد الله وحديث ابن عمر قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الى اخر الحديث بدأ ذلك عليه الصلاة والسلام التوحيد حديث وفد عبد القيس وهو في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقد تقدم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال الامام بالله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تعطوا الخمس من المغنم فبدأ بتوحيد الله عز وجل نعم قال رحمه الله تعالى ومن تتبع القرآن والسنة وتدبر نصوصهما تبين له انها لا تخرج عن الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك ما يتعلق بذلك ولم يخلق الله الخلق الا لذلك. كما قال سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون نعم قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى وهو اي الشرك الذي تقدم ذكره في المتن وذكر النصوص فيه في الشرح اتخاذ العبد غير الله من نبي او ولي او ملك او قبر او جني او شجر او حجر او حيوان او نار او شمس او قمر او كوكب او غير ذلك ندا من دون الله مسويا به الله عز وجل يحبه كحب الله ويخافه ويخشاه كخشية الله ويتبعه على غير مرضاة الله ويطيعه في معصية الله ويشركه في عبادة الله. مضاه به الله. نعم هنا ذكر رحمه الله تعالى بعد ان بين خطورة الشرك وانه اعظم الذنوب واكبر الكبائر ذكر هنا حد الشرك حد الشرك وان الشرك اتخاذ العبد غير الله ندا مسويا به الله ندا مسويا به الله سبحانه وتعالى فعرف رحمه الله تعالى الشرك بانه اتخاذ الند اتخاذ الند مع الله سبحانه وتعالى. معنى اتخاذ الند مع الله ان يصرف لشيء من المخلوقات ايا كان هذا المخلوق شيء من حقوق الله على عباده مر معنا قريبا حق الله على العباد ان يعبدوه. العبادة حق لله بجميع انواعها وافرادها هي حق لله فمن صرف شيئا منها لغير الله دعا غير الله ذبح لغير الله نذر لغير الله استغاث بغير الله الى غير ذلك من العبادات يكون بذلك اتخذ هذا الغير ندا لله لانه سواه بالله في شيء من حقوقه ولهذا الشرك هو التسوية فالشرك هو التسوية تسوية غير الله بالله في شيء من حقوق الله سبحانه وتعالى ولهذا كما سيأتي اهل النار يوم القيامة آآ اذا دخلوا النار يندمون ندامة عظيمة لكن لا تفيدهم على هذه التسوية تسوية غير الله بالله في حقوقه قالوا تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين هذا الشرك نسويكم برب العالمين هذا هو الشرك الشرك تسوية غير الله بالله في شيء من حقوق الله هذا تعريفه هذا حده ومر معنا في الحديث ان تجعل لله ندا وهو خلقك. هذا الشرك الشرك اتخاذ الانداد فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي شركاء فالشرك اتخاذ الانداد بان يصرف لهم شيء من حقوق الله ولو حق واحد الدعاء الذبح النذر الى غير ذلك ولو حق واحد العبادة بكل انواعها وجميع افرادها حق لله وحده سبحانه وتعالى. فمن اعطى غير الله شيء من ذلك فاتخذ هذا الغير ندا لله سبحانه وتعالى. لو لحظة من اللحظات لو مرة واحدة يكون بذلك قد اتخذ ندا مع الله سبحانه وتعالى اتخذ ندا مع الله سبحانه وتعالى سوى به الله فالعبادة حق لله حق لله سبحانه وتعالى على العبيد. لا يجوز ان يعطى اي مخلوق مثل ما قال المصنف رحمه الله لا لنبي ولا لملك ولا لولي ولا لقبر ولا لجني ولا لشجر ولا لحجر ايا كان ولهذا الايات اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا جاءت نكرة في هذا السياق لتعم اي شيء كان لان العبادة حق لرب العالمين سبحانه وتعالى فلا فلا يجوز ان يصرف شيئا منها لغيره ومن صرف شيئا منها لغيره اتخذ ندا آآ سواه بالله في حقوقه سبحانه وتعالى ويكون بذلك وقع في مبطن في مبطل للعمل كله ومحبط له ومحبط له ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين نعم قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله وحكى عنهم في اختصامهم في النار هذا ذكره آآ ذكره سبحانه وتعالى اه بعد ايتين تسبق هذه الاية في الاولى بيان التوحيد وفي الثانية براهين التوحيد ونوع سبحانه وتعالى في براهين التوحيد قال سبحانه وتعالى والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. هذا هو التوحيد ثم في الاية التي بعدها ذكر سبحانه وتعالى انواع من براهين التوحيد ووجوب اخلاص الدين لله فقال عز وجل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار الى تمام الاية الكريمة هذا كله براهين هذا كله براهين آآ لتوحيد الله عز وجل وايات واضحات على وجوب اخلاص الدين له سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اي مع وضوح الامر وكثرة البراهين والدلائل مع ذلك من الناس من يتخذ اندادا من دون الله اندادا يحبونهم كحب له ومن الناس من يتخذ اندادا يحبونهم كحب الله اي يسوونهم بالله تبارك وتعالى اه في المحبة ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله اي يسوونهم بالله هذا هذا هو الشرك التسوية كحب الله هذه تسوية لله عز وجل تسوى لغير الله بالله في المحبة محبة العبودية والذل هذه لا لا يجوز صرفها لغير الله غير المحبة الطبيعية حب الانسان لولده لاهله حبه لطعامه وشرابه هذي محبة طبيعية كل الناس جبلوا على محبة هذه الاشياء لكن حب العبادة حب الذل هذا لا يصرف الا لله لا يصرف الا لله سبحانه وتعالى. حق من حقوقه فمن سوى غير الله بالله في الحب يكون بذلك اتخذ ندا مع الله نعم قال رحمه الله تعالى وحكى عنه في اختصامهم في النار قالوا وهم فيها يختصمون تالله ان كنا لفي ضلال مبين ان اذ نسويكم برب العالمين. هذه الايات كلها يسوقها رحمه الله للاستدلال بها على بيان حد الشرك الاية الاولى يتبين حد الشرك فيها من قوله يحبونهم كحب الله والاية الثانية يتبين فيها حد الشرك من من قوله من قول اهل النار آآ اذ نسويكم لرب العالمين وان الشرك هو تسوية غير الله بالله في شيء من حقوقه سبحانه وتعالى. مثلها ايضا قول الله عز وجل ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ان يجعلون غيره عدلا له مساويا له. يصرفون له آآ من حقوقه سبحانه وتعالى فهذه الايات كلها تعرف بالشرك وتبين معنى مثلها ايضا احاديث تقدمت ان تجعل لله ندا وهو خلقك. من مات وهو يدعو من دون الله ندا. هذه كلها تعرف بالشرك وتبين حقيقته. نعم. قال رحمه الله تعالى وقد اخبرنا الله عز وجل انهم لم يسووهم به في خلق ولا رزق ولا احياء ولا اماتة ولا في شيء من تدبير الملكوت. بل اخبرنا انهم مقرون لله تعالى بالربوبية ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم. وغير ذلك من الايات والاحاديث التي تقدمت ولكن سووهم بالله تعالى في حبهم اياهم كحب الله. ولم يجعلوا المحبة لله وحده في ولم يجعلوا المحبة لله وحده في خوفهم منهم وخشيتهم وخشيتهم كخشية الله ولم يجعلوا الخشية لله والخوف من الله وحده. واشركوهم في عبادة الله ولم يفردوا الله بالعبادة دون ما سواه مع انهم لم يعبدوه لم يعبدونه استقلالا اعد من قوله ولكنه سووهم ولكنهم سووهم بالله تعالى في حبهم اياهم كحب الله ولم يجعلوا المحبة لله وحده وفي خوفهم. نعم وفي خوفهم منهم وخشيتهم كخشية الله. ولم يجعلوا الخشية لله والخوف من الله وحده. واشركوهم في عبادة الله ولم يفردوا الله بالعبادة دون سواه. مع انهم لم يعبدونهم استقلالا بل زعموهم شفعاء لهم عند الله ليقربوهم الى الله زلفى. ولكن اعتقدوا تلك الشفاعة والتقريب ملكا للمخلوق ويطلبونه منها وان له ان يشفع بدون اذن الله والله تعالى يقول ما من شفيع الا من بعد اذنه. ولهذا سمى الله تعالى استشفاعهم ذلك شركا كما قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. نعم نعم على ان نكتفي اه بهذا ونكمل غدا من قوله وقد اخبرنا الله عز وجل انهم لم يسووهم به في خلق ولا رزق الى اخره. ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا