الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وقد اخبرنا الله عز وجل انهم لم يسووهم به في خلق ولا رزق ولا احياء ولا اماتة ولا في شيء من تدبير الملكوت بل اخبرنا انهم مقرون لله تعالى بالربوبية ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم وغير ذلك من الايات والاحاديث التي تقدمت ولكنهم سووهم بالله تعالى في حبهم اياهم كحب الله. ولم يجعلوا المحبة لله وحده وفي خوفهم منهم وخشيتهم كخشية الله ولم يجعلوا الخشية لله والخوف من الله وحده واشركوهم في عبادة الله ولم يفردوا الله بالعبادة دون سواه. مع انهم لم يعبدوهم استقلالا بل زعموهم شفعاء الهم عند الله ليقربوهم الى الله زلفى ولكن اعتقدوا تلك الشفاعة والتقريب ملكا للمخلوق ويطلبونه منه. وانه وان له ان يشفع بدون اذن الله. والله تعالى يقول ما من شفيع الا من بعد اذنه. ولهذا سمى الله تعالى استشفاعهم ذلك شركا. كما قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه الا عما يشركون. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى لما اورد الاية الكريمة قول الله عز وجل آآ عن اهل النار انهم يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين اخذ رحمه الله تعالى يبين ان التسوية التي هنا والتي يندم عليها على النار الندامة التي لا منفعة فيها هي تسوية في العبادة والذل والخضوع اذ نسويكم برب العالمين اي باتخاذ الانداد مع الله سبحانه وتعالى يحبونهم كحب الله ويصرفون لهم من العبادة ما هو حق الله سبحانه وتعالى دون سواه لا انهم يسوونهم بالله في الخلق والرزق والاحياء والاماتة والتصريف ونحو ذلك واورد رحمه الله تعالى شواهد على ذلك في بيان ان المشركين اذا سئلوا من خلقهم من خلق السماوات والارض من يدبر الامر من ينزل الغيث الى غير ذلك في كل ذلك يقولون الله لا يسوون آآ اصنامهم ومعبوداتهم بالله في هذه الاشياء الخلق والرزق الاحياء والاماتة والتدبير وانما حصلت التسوية منهم بين المعبودات المتخذة ورب العالمين سبحانه وتعالى في العبادة والذل وقد تقدم معنا قريبا آآ بيانا لذلك في قول الله سبحانه وآآ ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله هذه التسوية تسوية في الحب تسوية في الذل والخضوع تسوية بصرف العبادة لهذه المعبودات المتخذة من دون الله سبحانه وتعالى ثم ان هؤلاء كما تقدم لا يعتقدون في اه المعبودات المتخذة انها تخلق وترزق وتملك وتدبر لا يعتقدون فيها ذلك وانما يقولون الله وحده هو المتفرد بذلك فاذا قيل لهم لم اذا تعبدونها وتدعونها وتستغيثون بها وتلجأون اليها يجيبون بان هذه الاشياء اتخذوها شفعاء لهم عند الله تقربهم من الله زلفى ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وهذا المعنى واضح في الاية الكريمة التي ساق رحمه الله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم وما لا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فوقعوا في الشرك من هذه الجهة يتجهون الى هؤلاء بالدعاء والرجاء والسؤال والطلب ويزعمون انها تشفع لهم عند الله ومعنى تشفع لهم عند الله اي تملك الشفاعة الابتدائية عند الله سبحانه وتعالى بدون اذن من الله تعالى الله عما يشركون وسبحان الله عما يصفون. وهذا الاعتقاد بحد ذاته شرك هذا اعتقاد الاعتقاد بحد ذاته شرك من اه يعتقد في مخلوق ما ايا كان انه يملك الشفاعة الابتدائية عند الله سبحانه وتعالى بدون اذن الله هذا من الشرك المبين من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له الحاصل ان هذا من الشرك المبين ان يعتقد في شخص ما ايا كان انه يملك فالشفاعة الابتدائية عند الله سبحانه وتعالى بدون اذن الله والقرآن فيه ايات كثيرة مبطلة لذلك مثل ما جاء في سورة سبأ قال الله سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارظ وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. نعم قال رحمه الله تعالى فجمعوا في ذلك بين الشركين الاول عبادتهم اياهم من دون الله عز وجل. اعد ذكرت الاية الاخيرة كما قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. نعم انتبه في الاية على امرين آآ يستدل بهذه الاية عليهما رحمه الله تعالى الاول ويعبدون من دون الله والثاني ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله هذان نوعان من الشرك هذان نوعان من الشرك وقع فيهما فهؤلاء المشركين نعم قال رحمه الله تعالى فجمعوا في ذلك بين شركين الاول عبادتهم اياهم من دون الله عز وجل والثاني جعلهم شفعاء بدون اذن عز وجل قال الاول عبادتهم اياهم من دون الله كما في الاية ويعبدون من دون الله يعبدون من دون الله اي يدعونهم يستغيثون بهم يذبحون لهم ينذرون لهم يصرفون لهم انواعا من العبادات هذا شرك والاخر قال رحمه الله تعالى جعلهم شفعاء بدون اذن الله جعلهم الشفعاء بدون اذن الله وهذا مأخوذ من قوله سبحانه وتعالى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ما معنى قول المشركين هؤلاء شفعاؤنا عند الله اي ان لهم من الشأن والقدر والمكانة والمنزلة ان انهم يملكون الشفاعة عند الله ابتداء لمن شاؤوا يملكون الشفاعة عند الله ابتداء لمن شاؤوا اي بدون اذن الله سبحانه وتعالى بدون اذن الله سبحانه وتعالى وهذا شرك اكبر هذه العقيدة بحد ذاتها شرك اكبر ناقل من الملة من اعتقد في في مخلوق ذلك حتى وان لم وحتى وان لم يدعه ويذبح له ويندر مجرد اعتقاده فيه هذه العقيدة يكون وقع في اكبر ناقل من الملة. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى هذه العقيدة الشركية ابطلها الله سبحانه وتعالى في آآ القرآن في مواطن كثيرة جدا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولهذا جاء القرآن ببيان ان الشفاعة ملك الله قل لله نعم الشفاعة جميعا قل لله الشفاعة جميعا. الشفاعة ملك الله سبحانه وتعالى هو الذي يملكها هو الذي يملكها فيأذن بها لمن شاء ويقبلها سبحانه وتعالى ممن شاء ولهذا من من الناس حتى وان شفع له لا تنفعه الشفاعة والقرآن جاء بهذا في مواطن فما تنفعهم شفاعة الشافعين فالشفاعة لا تكون الا باذن الله سبحانه وتعالى للشافع ورضا الله سبحانه وتعالى عن المشفوع له ولا يرظى الا عن اهل التوحيد عز وجل فهذه ثلاثة اصول او فصول عظيمة بباب الشفاعة الاول اذن الله للشافع الثاني رضا الله عن المشفوع له. الثالث الله لا يرضى الا عن اهل التوحيد من جاء مشركا ولقي الله سبحانه وتعالى مشركا ما تنفعه الشفاعة ما تنفعه الشفاعة حتى ولو كان الشافع من اعظم الناس جاها عند الله سبحانه وتعالى وتأمل في هذا الباب آآ الله سبحانه وتعالى لم يتخذ من عباده خليلا الا اثنين ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام قال صلى الله عليه وسلم ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا في الغالب اذا ذكر ابراهيم عليه السلام يقال الخليل الرحمن لان الله اتخذه خليلا تأمل ما جاء في صحيح البخاري عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال يلقى ابراهيم اباه يعني يوم القيامة يلقى اباه اي يوم القيامة فيقول لابيه الم اقل لك لا تعصني الان جاء الحساب الم اقل لك لا تعصني فيقول ابوه الان لا اعصيك الان لا اعصيك لكن هل ينفع الان لا اعصيك انتهى دار العمل دار العمل انتهت دار الحساب لا تنفع فيها توبة ولا وعد ولا غير ذلك قال الان لا اعصيك فيقول ابراهيم الخليل عليه السلام يا رب الم تعدني الا تخزني يوم الدين واي خزي اخزى من ابي الا بعد الم اقل لك لا لا تخزني يوم الدين واي خزي اخزى من ابي الا بعد فيقول الله سبحانه وتعالى انظروا الان هذه الشفاعة من ابراهيم لابيه فيقول الله سبحانه وتعالى اني حرمت الجنة على الكافرين اني حرمت الجنة على الكافرين هذا خليل الرحمن عليه السلام والمشفوع له من والده فيقول الله له اني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال لابراهيم عليه السلام انظر يعني الى جهة والدك فينظر واذا بديخ الديخ ذكروا الضباع يتحول والده صورته على صورة ديخ قال في الحديث فيؤخذ بقوائمه ويلقى في النار فيؤخذ بقوائمه ويلقى في النار الحاصل ان الشفاعة ملك الله سبحانه وتعالى وهي لا تنفع الا باذن من الله سبحانه وتعالى للشافع ورضا عن المشفوع له ولا يرضى سبحانه وتعالى الا لي اهل التوحيد والكفار كما دلت الاية الكريمة آآ التي مرت معنا اخرا دلت على انهم وقعوا في نوعين من الشرك العبادة لهذه المعبودات المتخذة يدعونها ويذبحون لها وينذرون لها ويصرفون لها انواعا من العبادات والنوع الثاني اعتقادهم فيها انها تملك الشفاعة عند الله بدون اذن الله سبحانه وتعالى. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. هذه حالهم مع الاصنام المتخذة يقولون لا نعتقد فيها ان انها تخلق وترزق تحيي وتميت لا نعتقد فيها ذلك هذا كله لله بل بل نعتقد انها هي نفسها مملوكة لله ولهذا في تلبيتهم في الحج ماذا يقولون لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. كان عليه الصلاة والسلام اذا سمعه في هذه التلبية في الحج ان كان اذا سمعهم يقول لبيك لا شريك لك اذا ارادوا ان يقولوا الا شريكا هو لك يقول قد قد يكفي يعني لا لا تكملوا الا الناصح عليه الصلاة والسلام اذا قال لبيك لا شريك لك قبل ان يقولوا الا شريكا ولك يقول قد قد يعني يكفي لا تكملوا الكلام الذي بعده هذا شرك وتنديد يكون الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. انظر ماذا يقولون. تملكه وما ملك. هو ما يملك يقولون ما يملك شيئا انت الذي تملكه اذا لماذا تتخذونه ندا مع الله وتصرفون له احق الله سبحانه وتعالى يقولون كما جاء في هذه الاية الكريمة ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء. نعم يعني هذا يقال لهم يوم القيامة اين شركائهم؟ اين شركاؤكم الذين اتخذتم اتخذتموهم في الدنيا معبودات من دون الله اين هم نعم قال رحمه الله تعالى وايضا فقد اخبرنا الله تعالى انهم انما كانوا يعبدون معه غيره في الرخاء. واما في الشدة فكانوا يخلصون صون العبادة لله هذي ايظا حالة عجيبة الكفار المشركين وهي توضح ان انهم انهم اه في قرارة نفوسهم يعرفون ان هذه الاصنام ما تملك شيئا ما ما تملك شيئا وانما اتخذوها من اجل ان تقربهم الى الله زلفى فكانوا في حال الشدائد في حال الشدائد يخلصون الدين لله مثلا اذا كانوا في الفلك واشتدت الامواج والرياح وعاينوا الغرق يهتف بعضهم ببعض اخلصوا بهذا اللفظ اخلصوا يهتف بعضهم ببعض اخلصوا وسيأتي معنا حديث قريب بهذا. اخلصوا لا ينفعكم الا الاخلاص يقولون لا ينفعكم الا الاخلاص فما يدعون ندا بل يفردون الله بالدعاء ويلحون عليه في طلب النجاة. ثم اذا نجاهم وخرجوا الى البر سالمين رجعوا الى الشرك واتخاذ الانداد مع الله سبحانه وتعالى مع انهم جائتهم في البحر موقظة عظيمة جدا موقظة عظيمة جدا اخلصوا فيها دينهم لله سبحانه وتعالى لكن اذا رجعوا الى البر ونجاهم الله سبحانه وتعالى عادوا الى شركهم واتخاذهم الانداد مع الله عز وجل وهذا ذكرها الله سبحانه وتعالى في ايات نعم قال رحمه الله تعالى وايضا فقد اخبرنا الله تعالى انهم انما كانوا يعبدون معه غيره في الرخاء واما في الشدة فكانوا يخلصون ذات العبادة لله. قال الله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر واذا هم يشركون وقال تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق وقال تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية. فان انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم انتم تشركون وقال تعالى واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله وقال تعالى واذا مس الانسان ضر واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه ثم اذا اذاقهم رحمة اذا فريق منهم بربهم يشركون. نعم هذه الايات كلها تبين الحالة البئيسة التي كان عليها هؤلاء وانهم آآ رغم ما يعاينونه في البحر من موقظة عظيمة توقظ قلوبهم ليخلصوا ويوحدوا الله عز وجل ويبتعد عن عبادة الاصنام الا ان حالهم البئيس في تعلقهم آآ الاصنام ان اخلاصهم انما يكون في الشدائد فقط في الشدائد والكربات واذا نجاهم الله سبحانه وتعالى عادوا الى الشرك والتنديد واتخاذ المعبودات من دون الله سبحانه وتعالى هذا حال المشركين في ذلك الزمن لكن سبحان الله في الازمنة المتأخرة من وقعوا في الشرك من جهة التعلق بالاولياء من وقعوا في الشرك من جهة التعلق بالاولياء ودعائهم والاستغاثة بهم والاستنجاد بهم بلغوا مبلغا اشد من اولئك حيث يشركون في الرخاء والشدة الرخاء والشدة حتى في البحر كما تنقل اخبار عديدة اه عنهم حتى في البحر ومعاينة الغرق ما يصنعون مثل اولئك يقولون اخلصوا لا ينفعكم الا الاخلاص بل يهتف بمعبوده المتخذ يا سيدي فلان او يا شيخ فلان او غير ذلك في البحر في الشدة حتى مما قرأت مرة في الاخبار في في هذا الباب ان جماعة كانوا في في في سفينة ومعهم رجل صاحب سنة وصاحب هدى فكادت السفينة تغرق فاخذ كل يهتف بشيخه والولي المتخذ عنده وهذا يسمع من حوله كل يهتف بشخص فمد يدي وقال يا رب اغرق اغرق فما على السفينة من يعبدك فما على السفينة من يعبدك يعني كل هؤلاء ملتجئين الى ملتجئين الى غيرك ملتجئين الى غيرك مصائب عظيمة جدا مرة اه يعني سفينة غرقت في البحر هذا من وقت قريب ونجا قلة ومات اكثر من كان على السفينة بسبب غرق غرقها. احد الناجين قرأت له في احدى الصحف يذكر ان واحدا من المتعلقين باشياء في البحر من غوارب صغيرة احدهم كان في تلك الحال يهتف بشيخ يهتف بشيخ من الاولياء المزعومين المتخذين من دون الله سبحانه وتعالى قارن هذه الحال بحال اولئك الذين كانوا يقولون اخلصوا يعني في الشدائد لا ينفعكم الا الاخلاص فاولئك كان شركهم الاولون في الرخاء آآ ويخلصون في الشدة وهؤلاء والعياذ بالله شركهم في آآ الرخاء والشدة على حد سواء. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه. فلما نجاكم الى البر وكان الانسان كفورا وقال تعالى الايات ها؟ الايات ما كتب الايات؟ بلى. اي نعم. الايات. هذي هذي سبحان الله فيها اقامة اقامة جعل على هؤلاء الذين يخلصون في اه الشدائد يخلصون في الشدائد ويشركون في الرخاء يعني اذا كانوا في البحر واشتد بهما الخطب وعاينوا الموت اخلصوا وهتف بعضهم ببعض ان اخلصوا لا ينفعكم الا الاخلاص ثم اذا خرجوا الى البر رجعوا الى الشرك فهذا السياق الكريم في سورة الاسراء في اقامة الحجة عليهم قال الله سبحانه وتعالى واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه ظل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرضتم عن الاخلاص لله سبحانه واتختم الانداد مع الله اعرضتم وكان الانسان كفورا انظر اقامة الحجة على هؤلاء يقول الله سبحانه وتعالى تأملوا وانتم في البر وقد نجوتم من الهلاك ونجاكم الله الى البر سالمين افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر عدتم الى الشرك هل امنتم ان يخسف بكم جانب البر. هذه واحدة او يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا هذي ثانية الثالثة ام امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى فيه ما هو البحر اما امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى يعني لحاجة من الحاجات لغرض من الاغراض فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبعا فانتم لا قنا لكم عن ربكم طرفة عين ولا لحظة واحدة في البر او في البحر في الليل او في النهار في السفر او في الحضر لا غنى لكم عن الله سبحانه وتعالى طرفة عين لان الامر امره الملك ملكه وكل شيء بيده سبحانه وتعالى امن يجيب اضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض اءله مع الله قليلا ما تذكرون. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة لرأيتكم اي اخبروني نعم قل ارأيتكم ان ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة اغير الله تدعون ان كنتم صادقين؟ بل اياه تدعون في كشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون. يعني هاتان حالتان توضح لهم فساد ما هم عليه ان ياه الاولى ان اتاكم عذاب الله يعني حل العذاب عاينتم العذاب او اتتكم الساعة يعني جاء الموت وعاينتم الموت؟ نعم وغير ذلك من الايات قال رحمه الله تعالى وفي حديث حصين رضي الله تعالى عنه المتقدم لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم كم تعبد اليوم من اله؟ قال ستة في الارض وواحدا في السماء قال فمن تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء ولما ركب بعض مشركي قريش اما حديث حصين وما بعده يؤجل الى لقاء الغد نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا