نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وفي حديث حصين متقدم لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم كم تعبد اليوم من اله؟ قال سبعة ستة في الارض وواحدا في السماء قال فمن تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا قل له ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الحديث حديث حصين وقد تقدم عند المصنف رحمه الله تعالى اورده هنا لقول النبي صلى الله عليه وسلم فمن تعد لرغبتك ورهبتك من تعدوا لرغبتك اذا عظمت الرغبة او اشتدت الرهبة من تعد لذلك لما قال له عليه الصلاة والسلام كم اله تعبد؟ قال سبعة ستة في الارظ وواحد في السماء قال من تعد لرغبتك ورهبتك؟ يعني عند اشتداد الرغبة او اشتداد الخوف من تعد لذلك؟ قال الذي في السماء فقال له النبي عليه الصلاة والسلام اعبد الذي في السماء واترك الذي في الارض لان هذا الذي ذكره لما قال له النبي عليه الصلاة والسلام من الذي تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء اي ان الذي في السماء هو الله رب العالمين هو الذي يجيب المضطر. ويغيث الملهوف ويكشف السوء. امن يجيب اضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله قليلا ما تذكرون يعد حجة على هؤلاء اذا كان الذي يعد للرغبة والرهبة الذي في السماء سبحانه وتعالى هذا حجة عليهم بان الواجب ان يخلصوا الدين لله ولهذا قال له عليه الصلاة والسلام اعبد الذي في السماء واترك الذي في الارض اي اخلص هذا المراد. اخلص عبادتك ودينك الذي الا لا تجد آآ عافيتك وفلاحك وسعادتك في الدنيا والاخرة الا منه وبتدبيره وتيسيره سبحانه وتعالى لان الامر كله جل وعلا بيده وفي قول حصين سبعة ستة في الارظ وواحد في السماء في ايمانهم في ايمان المشركين بان الله في السماء اي على العرش سبحانه وتعالى ولهذا خاطبهم الله عز وجل في القرآن بما يعرفون من كون الله عز وجل في السماء بقوله اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض امنتم من في السماء فهم يؤمنون ان الله سبحانه وتعالى في السماء اي علي على خلقه سبحانه وتعالى ويؤمنون في الوقت نفسه ان الامر بيده وانه هو وحده الذي يجيب المضطر ويكشف السوء. جل في علاه لما قال لهم من تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء الذي في السماء فهذا يدل على ان انهم كانوا يؤمنون بان الامر بيد الله سبحانه وتعالى وان هذه المعبودات المتخذة لا تملك شيئا لا تملك نفعا ولا دفعا ولا عطاء ولا منعا وانما الذي يملك ذلك كله والله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى ولما ركب بعض مشركي قريش فارا من النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة فلما اضطرب البحر عليهم وشاهدوا من امر الله ما شاهدوا فقال بعضهم لبعض ادعوا الله فانه لا ينجيكم من هذا الا هو فقال والله ان كان لا ينفع في البحر الا هو فانه لا ينفع في البر الا هو. لان اخرجني الله من هذه لاذهبن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاضعن يدي في يده نعم اورد هنا هذه القصة او هذا الخبر قال لما ركب بعض مشركي قريش فارا من النبي عليه الصلاة والسلام فر من النبي عليه الصلاة والسلام والقصة هنا قصة عكرمة بن ابي جهل وهو احد اه الستة الذين اهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمهم يوم الفتح وان يقتلوا حتى وان وجدوا متعلقين باستار الكعبة اهدر دمهم عليه الصلاة والسلام لشدة معاداتهم اربعة رجال وامرأتين اهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمهم منهم عكرمة بن ابي جهل فلما بلغه ذلك خرج من مكة فارا وركب البحر خرج من مكة فارا وركب البحر قال فلما اضطرب البحر عليهم وشاهدوا من امر الله ما شاهدوا قال بعضهم لبعض قال بعضهم لبعض ادع الله فانه لا ينجيكم من هذا الا هو وفي المصادر والحديث في السنن الكبرى وغيرها اخلصوا هكذا قالوا اخلصوا فانه لا ينجيكم من هذا الا هو اي الا الاخلاص وهذا معنى ما ورد في الاية الكريمة فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين دعوا الله مخلصين له الدين في سورة الاسراء قال ظل من تدعون الا اياه. يذهب عنكم كل من كنتم تتعلقون بهم وتخلصون دينكم لله سبحانه وتعالى تفردونه بالدعاء والالتجاء والتضرع والالحاح تذهب عن قلوبكم ونفوسكم تلك التعلقات بغيره سبحانه وتعالى قالوا اخلصوا فانه لا ينجيكم من هذه يعني الكربة وقد عاينوا الموت لا ينجيكم من هذه الا الاخلاص سمع عكرمة من على السفينة اصحاب السفينة يقولون هذا اخلصوا فانه لا ينجيكم من من هذا الا الاخلاص. سمع ذلك فقال كلمة عظيمة جدا قال والله ان كان لا ينفع في البحر الا هو فانه لا ينفع في البر الا هو اي الاخلاص والله الذي لا اله الا هو ان كان لا ينفع في البحر الا هو فلا ينفع في البر الا هو ومر معنا قول الله سبحانه وتعالى افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا في البر لا ينجي الا هو كما انه في البحر لا لا ينجي الا هو فما هذا التفريق الذي وقع فيه هؤلاء الا دليلا على ظلالهم وفساد عقولهم والا لا ينجي في البر ولا ينجي في البحر الا رب العالمين سبحانه وتعالى فقال هذه الكلمة العظيمة قال والله الذي لا اله الا هو لان كان لا ينجي في البحر الا فلا ينجي في البر الا هو وكانت هذه الواقعة والحادثة موقظة لقلبه كانت هذه الواقعة موقظة لقلبه اراد الله سبحانه وتعالى به خيرا مع انه ممن اهدر دمهم ممن اهدر ممن اهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمهم عام الفتح اراد الله سبحانه وتعالى به خيرا اقسمه على السفينة لان اخرجني الله من هذه اي الكربة لاذهبن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاضعن يدي في يده يصافحه وبايعه اقسم ان نجاه الله من هذا الكرب ان يذهب الى النبي عليه الصلاة والسلام وان يضع يده في يده يبايعه على الاسلام قال قال فلاضعن يدي في يده فلاجدنه عفوا كريما لانه اهدر دمه وفعلا جاء واسلم جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واسلم بايع النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام. الحاصل ان يعني هذه اه الحادثة وهذه القصة فيها هذه العبرة والموقظة وان الامر كما ذكر آآ انه لا ينجي في البر ولا ينجي في البحر ولا ينجي في اي كربة او اي شدة الا رب العالمين الذي بيده سبحانه وتعالى الامور كما قال جل في علاه امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون. نعم قال رحمه الله تعالى وهذا بخلاف مشركي زماننا اليوم من عباد القبور وغيرها فانهم يشركون في الشدة افى شركهم في الرخاء حتى ان كانوا ينذرون لهذا الولي في الرخاء ببعير او تبيع او شاة او دينار او درهم او نحو ولذلك فاصابتهم الشدة زادوا ضعف ذلك فجعلوا له بعيرين او تبيعين او شاتين او دينارين او درهمين او غيرهم وذلك نعم يعني يقول ان لما ذكر ما ذكر رحمه الله تعالى من حال المشركين الاول خانها حالهم تلك هي بخلاف المشركين في في الازمنة المتأخرة من عبدة القبور. عبدة القبور ومتخذي الانداد من المقبورين الموتى يا يذهبون الى قبورهم ويذرعون عندها ويلتجئون الى الموتى يلتجئون الى الموتى يبكون عند قبورهم ويسألون حاجاتهم ويفزعون اليهم في ملماتهم وشدائدهم الفزع الذي لا يكون الا لله ولا يكون الا ولا والالتجاء الذي لا يكون الا لله سبحانه وتعالى حتى ان بعضهم لا يقف عند عند القبور المتخذة اندادا مع الله سبحانه وتعالى باكيا ضارعا خاشعا متذللا يسأل حاجته ورغبته يقول رحمه الله تعالى بخلاف مشركي زماننا اليوم من عباد القبور وغيرها فانهم يشركون في الشدة اضعاف شركهم في الرخاء يشركون في الشدة اضعاف شرك في الرخاء يشركون في الشدة المشركون الاول يخلصون في الشدة. ويشركون في الرخاء يكون هؤلاء المتأخرين يشركون في الشدة اضعاف شركهم في اه في في في الرخاء حتى ان كانوا ينذرون لها ان كانوا ينذرون لهذا الولي في الرخاء ببعير او تبيع تبيع هو العجل وولد البقرة اذا فطم عن امه يقال له تبيع يقول او تبيع او شاة او دينار او درهم او نحو ذلك فان اصابتهم الشدة زادوا ظعف ذلك ضعفوا اه زادوا ضعف ذلك فجعلوا له بعيرين او تبعين او شاتين او دينارين او درهمين او غير ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى وايضا فانهم يعتقدون فيهم من صفات الربوبية وانهم متصرفون فيما لا يقدر عليه الا الله هذا وجه اخر في غلظ شرك المتأخرين عن شرك الاولين. واغلظ من من شرك الاولين من جهتين. الجهة الاولى ان المتأخرين شركهم في الرخاء المتأخرين شرك في الرخاء والشدة بخلاف الاولين فان شركهم في الرخاء دون الشدة والوجه الثاني في بيان غلظ شرك المتأخرين انهم يعتقدون فيهم من صفات الربوبية وانهم متصرفون فيما لا يقدر عليه الا الله بما لا يقدر عليه الا الله ولهذا يظفون على تلك الامور التي اتخذوها اندادا مع الله سبحانه وتعالى من الصفات والخصائص ما ليس الا لله رب العالمين سبحانه وتعالى فيعتقدون انهم يعلمون ما كان وما سيكون وانهم محيطون بكل شيء علما ويصرحون بذلك والله يقول قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله ويعتقدون فيهم ان بيدهم تدبير وتسخير وتصرف يحيى واماتة وغير ذلك من خصائص الربوبية يعتقدون ذلك في هؤلاء المتخذين عندهم اندادا من دون الله. نعم قال رحمه الله تعالى وغال بعضهم حتى جعل منهم المتصرف في تدبير الكون على سبيل الاستقلال ويقولون فيه انها لا تتحرك ذرة ولا تسكن الا باذن فلان. نعم هذا الشرك ما بلغها ما بلغه المشركون الاول فهو اغلظ منه واشنع نعم تعالى الله وتقدس وجل وعلا عن ان يكون معه اله غيره او ان يكون له شريك في الملك او ولي من الذل لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. سبحانه وتعالى عما يقولون علوا تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون وتسبيحهم انه كان حليما غفورا. وغير ذلك من الايات. نعم قال رحمه الله تعالى يقصده عند نزول الضر لجلب خير او لدفع الشر او عند اي غرض او او عند اي غرض لا يقدر عليه الا المالك المقتدر مع جعله لذلك المدعو او المعظم او المرجو في غيب سلطانا به يطلع على ضمير من اليه يفزع قوله يقصده اي المتخذ ذلك الند او المتخذ المتخذ ذلك الند من دون الله. يقصد نده عند نزول به من خير فاته او شر دهمه. لجلب خير له او لدفع الشر عنه. او عند احتياج اي غرض من الاغراض والحال انه لا يقدر عليه اي على ذلك الغرض الا المالك المقتدر. وهو الله سبحانه وتعالى قال مع جعله اي العبد لذلك المدعو او المعظم او المرجو من ملك او نبي او ولي او قبر او شجر او حجر او كوكب تبن او جني في الغيب سلطانا اي يعتقد ان له سلطانا غيبيا فوق طوق البشر. به اي بذلك السلطان الذي اعتقده فيه على ضمير على ضمير من اليه اي الى ذلك الند يفزع اي في بقضاء اي حاجة من شفاء مريظ او رد غائب او غير ذلك. فيرى انه يسمعه اذا دعاه ويرى مكانه ويعلم حاجته ويقضيها بقدرة بقدرة اعتقدها فيه مع الله يعني ان ان هؤلاء يعتقدون في هؤلاء المزعومين يعتقدون فيهم انهم يعلمون. ولهذا بعضهم يقول لبعض لا لا حاجة ان تصرح عنده بحاجتك وانما تقف خاشعا متذللا دون ان تذكر شيئا لانه مطلع يقولون على ما في قلبك هذا من الشرك المبين هذا من الشرك المبين والاعتقاد في فهؤلاء انهم يعلمون يعلمون السرائر وما تكنه الضمائر وما يخفى في الصدور يعتقدون فيهم انهم يطلعون على على ذلك وهذا كله من من الشرك واتخاذ الانداد مع الله سبحانه وتعالى يسوونهم بالله رب العالمين نعم قال رحمه الله تعالى والمقصود انه يثبت له من صفات من صفات الربوبية ما يرفعه عن درجة العبودية الى درجة ويجعله عن درجة العبودية الى درجة المعبودية دل ان يكون عبدا اتخذه معبودا نعم قال ويجعله مستحقا العبادة مع الله. ومن هنا يتبين لك ما قدمنا من ان الشرك في الالوهية يستلزم الشرك في والاسماء والصفات ولابد ويتبين لك عظم ذنب الشرك وانه اقبح الذنوب واظلم الظلم واكبر الكبائر. وان الله تعالى لا يغفره ولا يقبل لاحد معه عملا وانه لا اشد وان الله لا يغفره اي لمن مات على ذلك اما من تاب من الشرك تاب الله سبحانه وتعالى عليه وغفره له. لكن من مات على ذلك فان الله لا يغفره له. كما قال عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء نعم قال رحمه الله تعالى ويتبين لك عظم ذنب الشرك وانه اقبح الذنوب واظلم الظلم واكبر الكبائر وان الله تعالى لا يغفره ولا يقبل لاحد معه عملا وانه لا اشد هلكة منه وما ارسل الله الرسل وانزل الكتب الا بالنذارات بالنذارة عن الشرك والدعوة الى التوحيد وما هلكت الامم الغابرة واعدت لهم النيران في الاخرة الا بالشرك والاباء عن التوحيد ولا نجى الرسل واتباعهم من خزي الدنيا وعذاب الاخرة الا بالتزام التوحيد والبراءة من الشرك فما هلك قوم نوح بالطوفان ولا عاد بالريح العقيم ولا ثمود بالصيحة ولا اهل مدينة بعذاب يوم الظلة الا بالشرك وعبادة الاصنام. وهكذا الامم من بعدهم بانواع العذاب ولم يخرج عصاة الموحدين من النار في الاخرة الا بالتوحيد. ولم يخلد غيرهم فيها ابدا ابدا الا بالشرك ثم اعلم نعم نكتفي بهذا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلحنا لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن كما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا