بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الفتن باب ما جاء في قوله تعالى فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الفتن قال حدثنا عن علي ابن عبد الله قال حدثنا بشر ابن السري قال حدثنا عمر عن ابن ابي ليثة قال قال اسماء عن صلى الله عليه وسلم قال انا على حوضي انتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني واقول لا تدري مشوا على قال ابن ابي مليكة اللهم انا نعوذ بك ان نرجع على وهذا حديثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا ابو عوانة عن الغيرة عن ابي وائل قال قال عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم انا انا فردكم على الحوض ثلاث فراطكم. انا فرطكم على الحوض فليرفعن الي رجالا منكم حتى اذا اهويت لاناولكم اختلجوا دوني. فاقول اي رب اصحابي فيقول لا تدري ما احدث بعدك. قال حدثنا يحيى ابن بكير. قال حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن عن ابي حازم قال سمعت سهل ابن الساعدين يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول انا فرضتكم على فرضكم نفسه على الحوض احسن انا على الحوض من من رده من ورده شرب منه ومن شرب منه لم لم يرمأ بعده ابدا. ليردن علي اقوام اعرفهم ويعرفونني ثم بيني وبينهم قال ابو حازم فسمعني النعمان ابن ابي عياش وانا احدثهم هذا فقال هذا سمعت فقلت نعم وقال هكذا. فقال هكذا سمعت سهلا فقلت نعم. قال وانا اشهد على ابي سعيد رضي الله عنه لسمعته يزيد فيه. قال انه مني فيقال انك لا تدري ما بدلوا بعدك. فاقول وسحقا لمن بدل بعدي. قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي امورا تنكرونها. وقال عبد الله ابن ابن زيد قال النبي صلى الله عليه وسلم اسبوع حتى تلقوني على الحوض. قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى ابن سعيد الخطاب قال حدثنا الاعمش قال حدثنا زيد ابن وهب قال سمعت عبدالله قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ان بعدي اثرة مأمورة تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال ادوا اليهم حقه وسلوا الله حقه قال حدثنا مشدد عن ابن الوارث عن الجعد عن ابي رجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كره من اميره شيئا فليصبر. فانه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية. قال حدثنا ابو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن الجعدي ابي عثمان قال حدثني ابو رجاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من من رأى من امره من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه. فانه من فارق الجماعة شبرا فمات الا مات ميتة جاهلية. قال حدثنا اسماعيل وقال حدثني ابو وهب عن عمرو عن بكير عن بسري بن سعيد عن جنادة ابن ابي امية قال دخلنا على عبادة ابن صامت رضي الله عنه وهو مريض. فقلنا اصلحك الله. حدث بحديث ينفعك الله به سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم قال دعانا ان دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما اخذ علينا انباءنا على السمع والطاعة فيه منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا واثرة علينا والا والا ننازع الامر اهله. الا ان تروا كفرا عندك من الله فيه برهان. قال حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن قتادة عن انس ابن مالك رضي الله عنه. عن ابن حبير رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استعملت فلانا ولم تستعمل قال انكم سترون بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوني. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا كتاب الفتن ويتعلق بما جمعه البخاري رحمه الله تعالى من احاديث صحيحة تتعلق الفتن التي تصيب الناس ولا يكون حالهم معها. والفتن جمع فتنة الفتن جمع فتنة كما قال ذلك الراغب الاصبهاني. واصل الفتنة ادخال الذهب النار حتى يتميز رديئة من طيبه. وتطلق الفتنة على الاختبار. وتطلق الفتنة على العذاب ويؤول بصاحبنا العذاب والكفر. كما قال تعالى ان تصيبه فتنة. قال الفتنة قال الشرك. فتطلق فتنة على الكفر وعلى الشرك وعلى كل ما يوصل الى الكفر والشرك او يوصل العذاب. فكتاب الفتن هنا يتعلق بما ورد من احاديث الفتن التي من تعرض لها واختبر بها فزلت قدمه فيها فهو مفتون. والفتن من فعل العبد ان يفتن الانسان نفسه بان يعرض نفسه للبلاء. فقد تأتي الفتنة من الله عز وجل ليبيز الله بنا الطيب وليعرف الصادق من الكاذب. قال البخاري ما جاء في قول الله تعالى واتقوا فتنة لا ان الذين ظلمكم خاصة بمعنى ان الفتن اذا وقعت عمت وانما تعم الفتن اذا لم ينكر المنكر ولم يؤي المعروف اما اذا امر الناس بالمعروف ونهوا عن المنكر ان المصائب اذا وقعت خصت واما اذا تعطل الاربعة فانهي المنكر فان الفتن تعم فان الفتنة تعم فقوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين خاصة اي انها تعم الجميع. تعم الجميع حتى قال الزبير بن عواب رضي الله تعالى عنه ما كنت اظن اننا اهلها لان الفتنة لما وقعت في قتل عثمان لم تصب الذين قتلوه فقط وانما عمت جميع المسلمين ووقع في ذلك وقع بينك وبين الهرج والقتل الشيء الكثير. ثم قال البخاري وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الفتن وكيف يقضي المسلم على الفتن انه يقف الفتن اذا عرضت على القلوب فالقلوب بين قلبين قلب ينكر كما قال صلى الله عليه وسلم تمر الفتن على القلوب عودا عودا فاي قلب اشربها نكت في قلبي نكتة سوداء واي قلب انكرها نكت في قلبي نكتة بيضاء. فالمسلم اذا جاءته الفتن اذ كاتب ما يتشابه عليه وقف. وتمهل حتى خشع تلك الهدنة فان الفتن عندما تقبل تقبل متشابهة كصيص البقر فاذا ادبرت تبينت واذا ادبرت العالم والجاهل. اما اذا اقبلت فاذا تشتبه الا على العلماء الراسخين. فقوله وما كاد يحذر من الفتن ذكر حديث عن ابي عن ابن ابي بريكة قال قالت اسمعها عن النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني على حوضي قال النبي صلى الله عليه وسلم انا على حوضي انتظر من يرد علي من يرد علي فيؤخذ بنسب الدود فاقول امتي امتي فيقول لا تدري مشوا على القهقراء. ايراد هذا الحديث ان الذين بشروا للقهقراء قد فتنوا وقد سقطوا في الفتنة فظلوا نسأل الله العافية والسلامة. والذين ارتدوا ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم الى الاعراب وبدء البجاهيل الذي لا يعرفون كثير. واما اصحابه صلى الله عليه وسلم الذين ثبتت صحبتهم وعرفوا اسمائهم فلم يرتد منهم الا القليل ورجع. ارتد ابن بعضهم ولكنهم رجعوا الى الاسلام بعد ذلك. ولا ايعرف من ارتد وبات على ردته الا العنفوان برجال ان صحت قصته والا الكد والمقدام وكذلك طليحة كل هؤلاء الذين ارتدوا رجعوا للاسلام وتابوا توبة صادقة. عبد الله ابن السبحة ايضا اخو عثمان لامه تاب ورجع الاسلام. اما اكثر هؤلاء لا يرتد ولا يعرفون فهم يعرفون بامتي يوم القيامة لانهم يأتون غرا وكان النبي يعرفهم باشكالهم فيقول امتي امتي فيقال لا تدري ما احدثوا بعدك. ربما يزعمه الروافض ان هؤلاء ان يدل على ان اكثر الصحابة ارتدوا فهذا باطل. انما قول امة انهم يأتون ويخرجون قبورهم على اشكال امة محمد صلى الله عليه وسلم. لكنهم ارتدوا وبشوا للقهقرة او يقال ان هؤلاء من الاعراب والمجاهيل الذين كادوا اتوا في سلة الوفود ولا تعرف اسماؤهم فباتوا على ردتهم بعد ان قاتلهم ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فقاتل ابو بكر الصديق واصحابه واصحابه رضي الله تعالى اجمعين قاتلوا المرتدين وقتل منهم وخلق كثير. قال ابن ابي بريكة اللهم انا نعوذ بك ان نرجع لاعقابنا او نفتن. اي ان نفتن فنقع في اسباب العذاب واسباب الكفر والشرك. ثم ثم قال ذكر حديث بغيرة عن ابي وائل قال قال عبد الله مسعود انا فراطكم عن الحوض اي انا اتقدمكم على الحوض الفرض هو الذي يتقدم على شيء ولذلك يسمى الفرض وهو الجليل الساقط انه فرط لانه يتقدم والديه الى الجنة فهو فرض. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم انا فرطت على الحوض اي انا اتقدمكم على الحب. فلا يرفعن الي رجال منكم حتى اذا اهويت لاناولهم الباء. حتى اذا اغتال جودو دوني فاقول اي ربي اصحابي فيقول لا تدري ما احدثوا بعدك. اصحابي اما ان يكون بعد ان ممن امن به واتبع او اتبعوا ثم ارتد بعد ذلك واما ان يكون من اولئك الاعراب والمجال الذي لا يعرفون ممن اسلموا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتدوا وقتلوا على ردتهم. فهؤلاء وهؤلاء ليسوا بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال ايضا قال حدثني يعقوب ابن عبد الرحمن عن ابن عن ابي حازم قال سعد الساعدي يقول سمعت النبي صلى الله عليه يقول انا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب من ابيض ما بعده ابدا. ليردن قال لا يرد يدي لا يردن علي اقوام ليردن علي اقوام اعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم قال فسمعني النعمان ابن ابي عياش وانا احدثهم هذا فقال هكذا سمعت سهلا فقلت نعم قال وانا اشهد على ابي سعيد رضي الله تعالى يقول يزيد فيه انهم مني فيقال انك لا تدري ما بدلوا بعدك فاقول سحقا سحقا اذا بدل بعدي اذا هذا الحديث يدل على ان الانسان اذا اصيب الفتنة ففتن وزل انه يكون بهذه الفتنة التي يعني مثلا تلك الاول فتنة وقعت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم افتتن كثير من بس واصبح بوته له فتنة حتى قالوا لو كان الرسول ما مات وقال بعضهم فارتد كثير من العرب كثير من العرب ارتدوا وبنو حديث ولم يبقى يصلى في الارض الا في ثلاث مساجد في المسجد الحرام والمسجد النبوي وفي مسجد في احسن جواثا واما بقية المساجد فارتد اصحابها وقاتل الصديق رضي الله تعالى ولا شك ان من هؤلاء قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ورآه والنبي رآه عرفة ثم ارتد بعد ذلك فهؤلاء الذي يقال فيهم انهم ارتدوا فهي فتنة وقعت لهم كما ان فتنة الشجر الملعونة في القرآن كانت فتنة لبعض الناس كيف تكون شجب النار ولا تحرقها النار؟ كذلك مثلا فتنة الاسراء فتنة لبعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كيف يذهب الى السماء ويرجع في نفس ليلته حتى ارتد بعض من اسلم ثم رجع فهذه فتن فالفتن تأتي تأتي تمييزا وتمحيصا لاهل الايمان كما قال تعالى احسب الناس ان يترا ويقول ابا انهم لا يفتلون فلا بد من الاختبار والامتحان حتى يعلب الصادق من الكاذب كما قال تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة فانقلب على وجه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين. فالفتن تأتي تمحيصا وتمييزا وتأتي وتأتي ابتلاء نسأل الله العافية والسلامة ولذلك يسأل العبد ربه دائما ان ان يقيه الفتن ما ظهر منه وما بطن. وان وان يتوفاه الله عز وجل على الايمان. واذا اراد الله بعباده فتنة ان يقبضه اليه غير غير مكتوب. هذا ما يتعلق بهذا بهذين البابين والله تعالى وصلى الله وسلم على نبينا محمد