بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم لنا ولشيخنا وللمسلمين. قال البخاري رحمه الله تعالى حدثنا مسدد قال حدثنا وقال حجتنا قربة ابن خالد قال حدثنا ابن سيرين عن عبد الرحمن ابن ابي بكر عن ابي بكر رضي عن رجل اخر وافضل في نفسي عبدالرحمن بن ابي بكر عن ابي بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال الا تدرون اي يوم هذا قالوا الله ورسوله اعلم قال حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. فقال اليس بيوم النحر؟ قلنا بلى يا رسول الله فقال فاي بلد هذا اليست ببلدة الحرام؟ قلنا بلى يا رسول الله قال فان دمائكم واموالكم واعراضكم وابشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا الا هل بلغت؟ قلنا نعم قال اللهم اشهد فيبلغ الشاهد الغائب فانه ربا بلغ يبلغه من هو اوعى له. فكان كذلك قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. فلما كان يوم حرق بن الحضرمي حين حرقه جارية ابن قدامة قال اشرقوا على ابي بكرة. فقالوا هذا ابو بكرة يراك. قال عبدالرحمن فحدثتني امي عن ابي بكرة انه قال لو دخلوا علينا بقصبة. قال حدثنا احمد بن اشكال قال حدثنا محمد ابن خويل عن ابيه عن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ترتدوا بعدي كفارا يضرب بعضكم قال حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا شعبة عن علي ابن مدرك سمعت قال سمعت ابا زرعة ابن عمرو ابن جرير عن جده جليل قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الوداع. استنصت الناس ثم قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. قال باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم. قال حدثنا محمد ابن عبيد الله قال حدثنا ابراهيم ابن سعد عن ابيه عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال ابراهيم وحدثني ابن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم. والقائم فيها خير من الماشي. والماشي فيها خير من الساعي. من تشرف انها تستشرفه. فمن وجد فيها ملجأ او معاذا فليعوذوا به. فليعوذ فليعد قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني ابو سلمة بن عبدالرحمن ان ابا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم. والقائم خير من الماشي الماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرف. فمن وجد ملجأ او معاذا فليعذ به. نعم الحمد لله. باب قول نفس لا ترجع بعدي. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. قال البخاري في كتاب الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وهذا الباب يدل على ان من الفتن القتال في عمية والقتال والقتال تحت راية عمية وكل قتال لا يكون لاعلاء كلمة الله فهو قتال فتنة لا يجوز ان يدخل فيه. فقتال الفتنة ما كان للحظ من حظوظ الدنيا. لرئاسة او لعصبية او لقبيلة او لطائفة دون ان يكون القتال فيها لاعلاء كلمة الله عز وجل. ولذا قال النبي الله عليه وسلم لا ترجو بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. اي ان هذا من اخلاق الكفار ومن شعب الكفر وهو كبيرة من كبائر الذنوب فان الكفر شعب. ومن شعبه قتل من لا يحل قتله. ذكر حديث الاعمش عن ابي وائل ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انه قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. قال النبي صلى الله عليه وسلم سباب مسلم الفسوق وقتال كفر. ويدل ايضا ان قتال المسلم كبيرة من كبائر الذنوب. وان من قتل مؤمن متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فهو يدل على انه كبيرة من كبائر الذنوب وان الواجب على المسلم ان يعتزل مثل هذه الفتن وكما جاء في الصحيح انه قال لا يزال رجل في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما. فانت في سعة وفي فسحة ما لم تصب دما حراما اول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء. اول ما يقضى الناس في الدماء. ثم روى من طريق ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجع كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وبعد ترجو يعني كفارا اي تتلبسون بخصال الكفار وتفعلون افعالهم وتكونون مثلهم من انكم يقتل بعضكم بعضا. وقال ابو بكرة رضي الله تعالى عنه خطبني قال بن سرير علي عبد الله بكرة عن ابي بكرة. وعن رجل اخر هو افضل بنفسي من عبد الرحمن بن بكرة عن ابي بكرة. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال الا تدرون اي يوم هذا؟ قال الله ورسوله اعلم. قال حتى ظنوا سيسميه بغير اسمه ليس يوم النحر؟ قلنا بلى. الى ان قال اي بلدة هذه؟ اليس بلدة الحرام؟ قلنا بلى. اي شهر هذا؟ قالوا حتى قال شهر ثم قال فان دمائكم واموالكم واعراضكم وابشاركم عليكم حرام. ان دمائكم وهو القتل واعراضكم وهي الاعراض واموالكم يقابلها السرقة والاختلاس واخذ اموال الناس بالباطل. واعراظكم القذف وكذلك ليتعرضوا لاهله بالسوء وابشاركم ان يتعرض لها بالظرب والاذية. عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا؟ الا هل بلغت؟ قل نعم. قال اللهم اشهد فليبلغ الشاهد الغائب. فليبلغ الشاهد الغائب فان رب مبلغ فانه رب مبل فانه رب مبلغ رب مبلغ يبلغه من هو اوعى له منه هنا قال مبلغ هنا قال اوروبا مبلغ او عبد سعد مبلغ من جهة اسم المفعول الذي بلغ ذلك البلاغ وبلغ اسم فاعل اي الذي يبلغ الخبر. والشاهد من هذا الحديث ان المسلم مأمور مأمور في الفتن ان الزم بيته وان يكف لسانه وان يمسك سيفه وسنانه لان لان اموال الناس ودماء مو اعراظ وابشار علينا حرام فمن اذى مسلم بالبشر بضربهم بضربه او بسبه او بشتمه فان الله يقتص منه يوم القيامة ثم رووا منطقة ابن عباس قال لا لا ترتدوا بعدي كفارا. يضرب بعضكم رقاب بعض. وهذا رواه البخاري دون مسلم ثم روى من طريق علي المدرك عن ابي زرعة عن جده جرير قال قال وسلم استنصت الناس فقال لا ترجوا بعدي كفارا يضرب بعضكم لقاء بعض فهذا الحين دخلوا باب الفتن ليستدلني على ان القتال في العمية والقتال في الطائفية والقتال في في حظر الدنيا انه من الفتن التي يتعوذ المسلم منها ويجتنبها ويبتعد عنها يلزم بيته عند وقوعها ثم قال بعد ذلك باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائل وهذا التبويب يدل على ان المسلم دائما ينأى بنفسه عن الفتن. فان كانت الفتنة قائمة فليخرج. وان كانت قاعدة وان كان وان كان الناس يمشون يسعون الى الفتن فلا يسعى اليها ولا يمشي. بل يقف ويقعد ويلزم بيته فيكون حظ الفتن منك بقدر استشرافك لها. ان اتيتها تمشي بل استشرف لها استشرفته ومن خفي وابتعد عنها حفظه الله منها ذكر احد ابي هريرة قال ستكون فتن. القاعد فيها خير من القائل. والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي والساعي في والساعي قال من تشرف لا تستشرفه من وجد فيها ملجأ بيته او وادي او شعب او ابل يلحق بها فليلحق من وجد معاذا معادن يلجأ اليه فليعد به بمعنى ان لا تشارك القوم في فتنتهم. وابتعد ما استطعت عن هذه الفتنة سواء الفتنة يتعلق من جهة البدع والفتنة التي تتعلق من جهة من جهة الشهوات اما من جهة الشبهات واما من جهة الشهوات فانت مأمورا تجتنب الفتن بنوعيها فتنة الشبهات وفتنة الشهوات وان تلزم بيتك وتستعذ بالله عز وجل وتعد الملاجئ التي لك معاذا فمراد البخاري بهذا التبويب ان المسلم مأمور ان يبتعد عن مواطن الفتن وان لا يعرض نفسه والا يفتن نفسه. فان الله يقول ذلك وانكم فتنتم انفسكم وارتبتم. فالمسلم اذا فتن نفسه وعرض نفسه فلا يلومن الا نفسه. ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصوا وارتبتم. وغرتكم بالله الامانة غرتك الاماني وغرتكم الاماني حتى جاء امر الله وغرق بالله الغرور. فهؤلاء عند فتنوا انفسهم بتعريض انفس البلاء قتلوا. ولذلك ينبغي على المسلم ان لا الا يذل نفسه. والا يحمل نفسه ما لا يطيل. وينبغي المسلم ان لا يعرض نفسه للفتنة. ولا البلاء وان ينهى عن الفتن ما استطاع. ولذا قال في فتنة الدجال من سمع به فلينأ عنه. فلينأ يهرب ولا يواجه هو فان رجل يأتيه وهو يظنه انه سيدافعه فما يزال حتى يتبعه نسأل الله العافية والسلامة. كذلك الفتن الواجب على وابتعد عنها والا يعرض نفسه للبلاء. وان ينهى عنها ما استطاع ويبحث عن سبيل ومكان يسلم فيها من هذه الفتن الله اعلم