يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من من قبلكم لعلكم تتقون. اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذا اللقاء نكمل ما يتعلق باحكام الصيام وقد ذكرنا في لقاء سابق ما يتعلق بفظائل الصيام من جهة الخصوص وهو رمضان او من جهة العموم للصيام عموما سواء في رمضان او في غيره. وفي هذا اللقاء سنتكلم عن حقيقة الصوم المراد بالصوم وما هو الصوم الذي يحبه الله عز وجل؟ وما هو الصوم الذي يريده ربنا سبحانه وتعالى؟ وما الحكمة من فرضية هذا الصيام ربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلك قم لعلكم تتقون. هذه الاية ذكر الله عز وجل فيها الخطاب فقال يا ايها الذين امنوا وهذه اشارة وخطاب ونداء للمؤمنين ولذا يقول مسعود رضي الله تعالى عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعي لها سمعك فهو اما خيرا مروا به او شرا تنهى عنه. فكذلك نقول للجميع ارعوا اسماعكم لهذه الاية. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. في هذه الاية يبين ربنا سبحانه وتعالى ان الصيام كتب علينا وكتب على الذين من قبلنا وفي هذا دليل واشارة وتسلية ان الصوم لم يفرض علينا وحدنا. فلسنا وحدنا المكلفون بالصيام من البشر. بل قد صام قبلنا خلق كثير من خلق الله عز وجل. وعبادة ربنا سبحانه وتعالى هي شرف لنا. والا ربنا غني عنا. فالله يريد بقوله كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم وتسلية لنا. وان هذا الصوم لم يكن عليكم لوحدكم بل هناك من صامه قبلكم ولذا في قوله تعالى ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. اي من يطع الله ورسوله فهو ليس وحده ولن يكون هو الناجي وحده. بل اذا اطاع الله او رسوله فانه سيكون مع من؟ مع الانبياء ومع الصديقين ومع الشهداء ومع الصالحين وحسن اولئك رفيقين من رافق هؤلاء فهو المكرم فالله يقول لنا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام اي فرض الصيام عليكم ولكن لستم وحدكم الذين فرض عليهم صوم بل فرض على اناس قبلكم. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لكم تتقون وهذه الاشارة الثانية انه ليس المجرد او انه ليس المقصود بالصيام فقط هو ان نمسك عن الطعام الشراب فحسب بل من اعظم مقاصد الصيام هو ان نتقي الله عز وجل وان نزداد تقوى بطاعة الله سبحانه وتعالى قوى الله هي ان نتقي ما يوجب سخطه وعذابه سبحانه وتعالى. فهذا المعنى من الصيام ان ان نتقي الله عز وجل بهذا فالله يقول كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. اذا هذا الصوم لم يفرض علينا وحدنا بل فرض على خلق قبلنا فكانت اه فكانت لليهود من يصوم وكان ايضا في النصارى من يصوم وكان قبله من انبياء الله عز وجل من يصوم لله سبحانه وهناك امم قبل انبياء قبل امم قبل آآ بني اسرائيل هم ايظا من خلق الله ومن عبيد الله عز وجل ومنهم انبياء كثر ومنه انبياء كثر وكانوا يصومون وكانهم اتباع وام تصوم مثلهم ولكن علم ذلك عند الله عز وجل لكن الذي يعنينا هنا ان كتب علينا الصيام وقد كتبه على اناس قبلنا فاليهود كانوا يصومون والنصارى ايضا كانوا يصومون فاليهود كانت تصوم عاشوراء تونس ايضا كانت تصوم عاشوراء فالشاهد من هذا ان الصيام لم يفرظ علينا وحدنا بل صام انبياء الله قبل وصام الصالحون قبلنا. ثم بين بقوله لعلكم تتقون حقيقة الصيام. اذا حقيقة الصيام هو ان نزداد تقوى وان نزداد تقربا لله عز وجل. وان نزداد طاعة لله سبحانه وتعالى. ولذا جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله قال من لم يدع من لم يدع يقول النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به ليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه. ليس لله حاجة يدع طعامه وشرابه. اذا مقصود الصيام هو ان نزداد تقوى. مقصود الصيام ان نصوم عما حرم الله عز وجل ان نصوم فنزداد ايمانا. ان نصوم فنزداد حبا لله عز وجل. ان نصوم فنزداد طاعة لله عز وجل. اما ان نصوم فعن الطعام والشراب ثم نطلق العنان في معصية الله عز وجل فهذا لم يصم الصيام الحقيقي الذي اراده الله عز وجل ولذا ذكر ابن ابي شيبة وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه قال ليس الصيام من الطعام والشراب فحسب ليس الصيام من الطعام والشرف حسب ولكن الصيام ان تصوم عن لغو والباطل والرفث والحلف ان تصوموا عن اللغو الباطل والحلف فهنا قال ان تصوم اللغو والباطل وعن المعاصي وعن الذنوب فهذا هو الصيام الحقيقي وهكذا قال ايضا علي رضي الله تعالى عنه ان انه ليس صوم فقط عن الطعام والشراب وانما الصيام ان نصوم عما حرم الله عز وجل من اللغو والباطل ويدخل في الباطل جميع قلوبي والمعاصي ولذا قال الامام وهران اهون الصيام ترك الطعام والشراب اهون الصيام ترك الطعام والشراب هذا هو اهون الصيام. لكن الصيام الحقيقي هو ان تصوم عما حرم الله عز وجل ليس الصيام عما حرم الله فقط في نهار رمضان بل في الليل والنهار لان من الناس من يمسك عما حرم الله في نهاره ثم في يطلق اه لنفسه العنان فيما حرم الله عز وجل. وهذا يصدق عليه انه اذهب حسناته بتلك السيئات وهذه لا شك انها مصيبة هذه لا شك انها مصيبة فان المسلم مأمور ان يداوم على طاعة الله عز وجل فاذا دخل رمظان فيعني ابتدأها توبة لله عز وجل ان تتوب من جميع الذنوب والخطايا وان تتوب من جميع المحرمات عاصي وان تقبل على طاعة الله عز وجل وان تحقق مقصود الصيام وهو تقوى الله عز وجل. وتقوى الله سبحانه وتعالى كما قال اه ابن مسعود رضي الله تعالى عنه تقوى الله وان يطاع فلا يعصى. ان تطيع الله فلا تعصيه. وان يشكر فلا وان يشكر فلا يكفر وان يذكر فلا ينسى سبحانه وتعالى. هذا هو كمال التقوى وهذا هو اعلى درجات التقوى ان يطاع ربنا الا يعصى اي لا يتعمد العبد الوقوع في معصية الله عز وجل التعمد في الوقوع في معصية الله عز وجل فهذا من صام كذلك قد صاب حقيقة وكما قال جاء ابن عبد الله اذا صمت فليصم سمعك. فليصم سمعك وليصم بصرك ولتصم جوارحك عن معصية الله عز وجل ولا يكن يوم فطرك ويوم صومك سواء. يقول جابر يعني بيتميز الصائم انه اذا صام ان لو يتميز بان يترك جميع المحرمات يترك جميع المنكرات فهذه مصيبة حقيقة ان نستقبل رمضان وان نصوم في رمضان ثم نمسك عما احل الله لنا في الليل ثم نعصي الله عز وجل في ما هو محرم ابدا اما بالنظر فننظر الى النساء العواري وننظر الى منكرات ونسمع ما حرم الله عز وجل من الرقص والطرب والموسيقى والمعازف فهذا كله محرم في رمضان وفي غيره ولكن في رمضان تعظم اه يعظم هذا الذنب لان مقام رمظان مقام طاعة ومقام رمظان مقام مسابقة في مرظاة الله عز وجل ولان رمظان تفتح وفيه ابواب الجنان وكذلك لان الصائم حال حال صيامه يكون قد هذب نفسه وضيق مجاري الشيطان بالصوم فهو فهو يعني على على خير عظيم. فعلى هذا نقول الصوم الحقيقي ان نتقي الله عز وجل. الصوم الحقيقي هو ان اتق الله عز وجل وان نصوم كما اراد ربنا منا وهو تحقيق تقوى الله عز وجل فقال لعلكم تتقون. ولذا قال ابو ذر الله تعالى عنه لطليق بن قيس اذا صمت فتحفظ ما استطعت. وكان ابو هريرة واصحابه رضي الله تعالى عنهم اذا صاموا لزموا اجد يحفظون يحفظون صيامهم واعظم ما يحتاج المسلم حال صيامه ان يحفظ لسانه من الغيبة والنميمة وان يحفظ جوارحه من معصية الله عز وجل. اسأل الله ان يجعل واياكم من حقق الصيام عن الوجه الذي يرظي ربه سبحانه وتعالى والله اعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او عفا على سفر فعدة من ايام اخر