يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من من قبلكم لعلكم تتقون. اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قد ذكرنا في اللقاء الذي سبق ما يتعلق باحكام القضاء وفي هذا اللقاء باذن الله عز وجل نتكلم عن فضل عشر ذي الحجة. عن فضل آآ العشر الاواخر من رمضان نتكلم عن فضل العشر الاواخر من رمضان وهذه الليالي وهذه الايام هي من افضل ليالي السنة من افضل ليالي السنة على الاطلاق. فليس هناك ليال افضل من هذه الليالي التي يدركها الناس في رمضان وهي العشر الاخيرة من رمضان وذلك لما فيها من الفضل العظيم ففيها ليلة هي خير من الف شهر ونبينا صلى الله عليه وسلم كان اذا دخلت العشر شد مأزره وطوى فراشه وايقظ اهله واحيا ليله صلى الله عليه وسلم كما قالت ذلك عائشة رضي الله تعالى عنها في الصحيحين ان قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخلت العشر شد مئزره وطوى فراشه وايقظ اهله واحيا ليله بمعنى انه يصلي في الليالي آآ الليالي الاخيرة من رمضان يصلي اكثر الليل صلى الله عليه وسلم فيشد مئزره كنايات عن ترك الجماع ويطوي فراشه كميات عن ترك النوم والراحة ويحيي ليله معنا انه يقوم اكثر الليل بالصلاة وقراءة القرآن صلى الله عليه وسلم ويوقظ اهله بان يغتنموا هذه الايام المباركة. فهذه الايام او هذه الليالي ليال مباركة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فهذه الليالي انما فضلت وشرفت بهذه الليلة المباركة. التي هي خير من الف ونبينا صلى الله عليه وسلم قد اعتكف العشر الاولى من رمظان طلبا لهذه الليلة. فقيل له الذي تطلب امامك فاعتكف العشر الوسطى ايظا من رمظان. فقيل هو الذي تطلب وامامك فعلم ان في العشر الاخيرة من رمضان فاعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الاخير من رمضان الى ان مات الى ان مات وهو يعتكب هذه العشر الايام من الاخيرة من رمضان الى ان مات صلى الله عليه وسلم طلبا لليلة القدر. وليلة القدر فظائلها عظيمة. قال تعالى انا انزلناه في ليلة القدر فالله عز وجل ابتدى انزال القرآن في ليلة القدر وهذا فضل عظيم لهذه الليلة حيث ان الله عز وجل خصها بان انزل فيها كلامه على محمد صلى الله عليه وسلم وايضا فيها يفرغ كل امر حكيم فيها يفرق كل امر حكيم كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان في ليلة القدر يفرق فيها القدر وتكتب فيها الاجال وتكتب فيها الارزاق من السنة الى السنة كذلك هذه الليلة خير من الف شهر. ولذا قال اهل العلم انها سميت بليلة القدر لامور. الامر الاول لعلو قدرها التي هي عند الله سبحانه وتعالى. والامر الثاني سميت ليلة القدر لان فيها تقدر مقادير السنة. تقدر فيها مقادير السنة كاملة وايضا سميت ليلة القدر لانها افضل من الف شهر. فالعبادة في هذه الليلة العبادة في هذه الليلة افضل من عبادة الف شهر. من في الف شهر وعمل ليلة القدر وازت هذه الليلة جميع هذه الاعمال. يعني مثلا لو ان رجل صلى في ثمانين سنة او في ثلاثة وثمانين سنة وهو يصلي ثم ادرك رجل ليلة القدر وقام ايمانا واحتسب وصلى فيها تلك الصلاة التي صلاها ذلك الرجل في ثلاثة مئة سنة كان اجره مثل اجر ذلك مثل اجر الرجل وذلك لان هذه الليلة افضل من الف شرك. وقد قال غير اهل العلم ان الموارد التفضيل ان العمل فيها افظ يوازي يوازي او افظل من عمل ثلاث وثمانين سنة اي ثلاثة وثمانين الف شهر اي ثلاثة وثمانين سنة. ولذا جاء في بلاغات مالك رحمه الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى اعمار امته بالنسبة لاعمار الامم قبلها فتكأن النبي تقاصر عمر امته عند الامم قبلها. فاعطي ليلة القدر بمعنى انها اكثر من الف شهر اي اكثر من ثلاث مئة سنة. فمن ادرك من ادرك عشر رمضانات وقام ليلة القدر ايمانا واحتسابا كأنما عبد الله في ثمان مئة في اكثر من ثمان مئة سنة وهذا فظل الله عز وجل على هذه الامة ان خصها بهذا الفضل العظيم وهذا الاجر العظيم وهو ادراك ليلة القدر. ومصيبة وحرمان عظيم ان تأتي هذه الليلة على العبد وهو منشغل في غير طاعة الله عز وجل فاذا دخلت العشر الاخير من رمضان فينبغي على المسلم ان يغتنم هذه الليالي ان يغتنمها بالقيام وقراءة القرآن والذكر ان وان يلزم المساجد بعبادة الله عز وجل وان يغتنم نهارها ايضا بالطاعات والعبادات وان يحفظ صيامه في هذه الايام. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان اجود الناس وكان اجود ما يكون حين يلقاه جبريل في رمضان. فلرسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسل كما جاء في صحيح ابن عباس رضي الله تعالى عنه. فينبغي على المسلم ان يغتنم هذه الليلة وان يغتنم هذه الليالي المباركة ايام العشر وهي ايام العشر الاخير من رمضان فيغتنمها بالصيام والقيام والاعمال صالحة لعله ان يفوز بهذه الليلة لعله ان يفوز بهذه الليلة. هذه الليلة جاء في الصحيح ان لها علامات فمن علامات هذه الليلة من علامات الليلة انها تخرج الشمس في صبيحتها لا شعاع لها. وجاء ابن عباس رضي الله تعالى عنه حجاب ابن عبد الله ايضا من حديث ابي ابن جاء ذلك من حديث ابن عباس وحديث ابي ابن كعب حديث ابي ابن كعب في صحيح مسلم انه قال علامتها ان تطلع الشمس في صبيحتها لا شعاع لها وقد حلف انها ليس مع انها ليلة سبعة وعشرين فاخذ هذا من ذلك الحديث ان الشمس طلعت في صبيحة سبعة وعشرين اشعاع لها اذا هذه العلامة الاولى انها تخرج الشمس في صبيحتها لا شعاع لها. العلامة الثانية انها ليلة بلجة. انها ليلة بلجة طلقة لا حارة ولا قارة اي ليست بحارة وليست بباردة بل الجو فيها معتدل. من علامات ايظا جاحد ابن عباس ان ان النجوم لا ترمى فيها اي لا يرمى فيها بنجم. وذلك ان الملائكة تملأ الارظ. جاء في عند احمد ان عدد ملائكته في الارض كعدد الحصى في تلك الليلة. اي ان الملايكة يملؤون الارض يملؤون الارض فليس هناك مجال للشياطين ان تنتشر وان تخرج لان تفر من الملائكة اذا اذا رأت الملائكة فلا تستطيع تلك في تلك الليلة ان تسترق السمع او ان تقعد مقاعدها قبل ذلك او ان اصعد كما كانت تصعد في غير هذه الليلة فان الملائكة تملأ الارض عددا وكثرة فلا يرمى فيها ايضا بشهاب ولا بنجم. فهذا ايضا من علاماتها. هناك علامات اخرى ولكنها علامات الباطل ليست صحيحة من ذلك ان الاشجار تخظع وتسجد وان البحار المالحة تحلو وتكون حلف هذا كله ليس بصحيح ان الكلاب لا تنبح وان الحمير لا تنهى وهذا ليس عليه دليل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انما العنة جاءت ان ليلتها مضيئة اي بلجة وليلتها طلقة لا حارة ولا باردة وان صبيان وان الشمس تخرج بصبيحتها لا شعاع لها. اما متى هذه الليلة؟ الصحيح من اقوال اهل العلم ان ليلة القدر هي في العشر الاخير من رمضان في العشر الاخيرة من رمضان وان اكد الليالي التي يتحراها المسلم هي ليالي الاوتار هي ليالي الاوتار. فقيل انها ليلة احدى وعشرين وقيل انها ليلة ثلاثة وعشرين فان ليلة سبع وعشرين وكان ليلة تسعة وعشرين وقيام ليلة خمسة وعشرين وقيل ليلة اربعة وعشرين فمن فمن قام العشر الاواخر من رمضان ادرك ليلة القدر لا محالة من قام لأ العشر الاواخر من رمضان كلها ادرك ليلة القدر لا محالة. اما الذي يخص ليلة من الليالي فيخص ليلة سبعة وعشرين ويترك باقي الليالي فهذا محرومة. لان الصحيح من اقوال اهل العلم ان ليلة القدر متنقلة. فقد ثبت في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. ان النبي صلى الله عليه وقال اني رأيت اني رأيت اني اسجد في صبيحتها على ماء وطين. فرؤي صلى الله عليه وسلم فسجد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة على ماء وطين كما قال ابو سعيد وكانت ليلة ثلاثة وعشرين ليلة ثلاث وعشرون فهذه الليلة كانت هي ليلة القدر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت ايضا ليلة سبعة وعشرين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال النبي انها ستكون سبعة وعشرين وتسعة وعشرين بل جاهد مع ابن ابي سفيان ان ليلة قد هي اخر ليلة من رمظان. وهذا يدل على ان الليلة متنقلة فليست هي ثابتة في اول في اول العشر او في اخرها او في ليلة معينة بل نقول ان ليلة القدر تكون في الاوتار واكدها ليلة سبع وعشرين ثم ليلة ثلاثة وعشرين ثم ليلة تسع وعشرين. منهم من يرى ان ان الليلة الجمعة اذا كانت ليلة وتر فان ذلك احرى ايضا بان تكون هي ليلة القدر لكن الصحيح الصحيح ان ليلة القدر متنقلة وان من قام من قام العشر الاخير من رمضان ادرك ليلة قدر وما احسن ما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عندما قال من قام دهرا ادرك ليلة القدر بمعنى من قام السنة كلها فانه سيدرك ليلة القدر لا محالة لان من العلم من يرى ان ليلة القدر في ليلة سبعة وعشرين في ليلة السابع عشر من رمضان ومنهم من يراه الا في اول الشهر ومنهم يراها في اخره لكن الصحيح الذي عليه جماهير العلم ان ليلة القدر هي متنقلة في العشر الاخيرة وانها في اوتاره ما في ليلة ثلاثة وعشرين واما في ليلة سبعة وعشرين واما في ليلة تسعة وعشرين او في خمس وعشرين. هذا ما يتعلق بمسألة بمسألة علامات ليلة القدر. ايضا مما يشرع في هذه الليلة ان يكثر المسلم من الدعاء. فقد جاء في مراسيل في المراسيل ان قال من ادرك ان عائشة قالت يا رسول الله اذا ادركت ليلة القدر ماذا اقول؟ قال اللهم انك عفو تحب فاعف عني. وهذا الحديث وان كان في اسناده علة الا ان العلم اخذوا بهذا الحديث قالوا من السنة في تلك الليلة ان يكثر المسلم من قول اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني. فيكثر مسلم من الدعاء ومن سؤال الله عز وجل فان ابواب السماء تفتح والدعاء في تلك الليلة يستجاب. وربنا في تلك الليلة ينزل اذا بقي الثلث الاخير من الليل. يتعرض لعباده برحمته ومغفرته سبحانه وتعالى وتملأ الملائكة الارض ويقول آآ فيها السلام وفيها الامن على المؤمنين وتنزل الرحمات والمغفرة من الله سبحانه وتعالى على من وفق في هذه الليلة. هذا ما يتعلق بليلة القدر وانها ليلة متنقلة وان اكدها ليلة ثلاثة وعشرين او سبعة وعشرين او تسعة وعشرين او ليلة الاوتار. وان وان لها علامات عرفناها فهذا ما يتعلق بهذه الليلة. نسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لقيامها ولاغتنام هذه العشر المباركة العشر الاخيرة من رمظان وان يجعلنا فيها ممن احسن فيها القيام والعمل الصالح فتقبل الله عز وجل وغفر له ما تقدم من ذنبه لقوله صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. اياما معدودة فمن كان منكم مريضا او على سفر فعنده من ايام اخر