الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول والشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى فصل من الشرك فعل من يتبرك بشجرة او حجر او بقعة او قبر او نحوهما يتخذ ذلك المكان نعيد وبيان ان الزيارة تنقسم الى سنية وبدعية وشركية قال رحمه الله تعالى هذا ومن اعمال اهل الشرك من غير ما تردد او شك ما يقصد الجهال من تعظيم ما لم يأذن الله بان يعظم كمن يلذ ببقعة او حجر او قبر فمن يلد. كمن يلذ ببقعة او جار او قبر ميت او او ببعض الشجر متخذا لذلك المكان عيدا كفعل عابد الاوثاني قال هذا اي الامر والاشارة الى ما تقدم ومن اعمال اهل الشرك التي لا يفعلها غيرهم ولا تليق الا بعقولهم السخيفة وافئدتهم الضعيفة وقلوبهم المطبوع عليها وابصارهم المغشية عليها. ما اي الذي لم يأذن الله عز في كتابه ولا سنة نبيه بان يعظم بالف الاطلاق وانوى مدخولها في تأويل مصدر اي لم يأذن الله بتعظيمه ذلك التعظيم الذي منحه اياه من لم يفرق بين حق الله تعالى وحقوق عباده من النبي فما اعد وان ومدخولها في تأويل مصدر اي لم يأذن الله بتعظيمه ذلك التعظيم الذي منحه اياه من لم يفرق بين حق الله تعالى وحقوق عباده من النبيين والاولياء وغيرهم. نعم الوقف الاول ما كان مناسب نعم. احسن الله اليك لم يفرق بين اولياء الله واعدائه ولا بين طاعته ومعصيته فيتخذ من دون الله اندادا وهو يرى ان ذلك الذي فعله قربة وطاعة لله. وان الله يحب ذلك ويرضاه ويكذب الرسل ويدعي انه من اتباعهم ويوالي اعداء الله وهو يظنهم اولياءه كفعل اليهود والنصارى يجاهرون الله بالمعاصي ويكذبون ويكذبون كتابه ويغيرونه ويبدلونه ويحرفون الكلم عن مواضعه ويقتلون الانبياء بغير الحق وينسبون لله سبحانه وتعالى الولد ويفعلون الافاعيل. ويقولون نحن ابناء الله احباؤه وهم البغضاء الى الله واعداؤه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا ان الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا لمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ما بعد لا يزال السياق عند المصنف رحمه الله تعالى ماضيا في بيان الشرك على وجه التحذير منه وبيان عظم خطره وان الواجب على المسلم ان يكون على معرفة به لاتقائه ومن لم يعرف الشيء وخطره كيف يتقيه وكيف يتقي من لا يدري ما يتقي والشرك اخطر امر على المرء في هذه الحياة واضر شيء على الانسان في عبادته وعمله ولهذا يجب ان يكون كل مسلم على معرفة به معرفة توجب اتقاءه والحذر من منه والبعد من الوقوع فيه ومن انواع الشرك ما بينه رحمه الله تعالى هنا بقوله من الشرك فعل من يتبرك بشجرة او حجر او بقعة او قبر او نحوها يتخذ ذلك المكان عيدا يتخذ ذلك المكان عيدا هذا نوع كما بين رحمه الله تعالى من انواع الشرك ان يقصد المرء بقعة او مكانا او ضريحا او شجرة او حجرا او جبلا او غير ذلك يقصده للتبرك والتبرك الذي يرجوه من يفعل مثل هذه الاعمال يكون بامور عديدة تفعل عند هذه البقاع على وجه التبرك. اما بالعكوف اي المكث الطويل عندها او بالتمسح بها وبجدرانها وترابها واعتابها وآآ غير ذلك او باتخاذها عيدا باتخاذها عيدا يرجو بهذا التكرار ومعاودة المجيء نيل البركة والذي ينبغي ان يعيه المسلم في هذا الباب باب البركة ورجائها ان البركة من الله ولا تنال الا بطاعته هذا خلاصة الموضوع ان البركة من الله عز وجل في القرآن قال وجعلني مباركا البركة من الله وبارك فيها وقدر فيها اقواتها البركة منه وحده ولا تنال الا بطاعته لا تنال الا بطاعته سبحانه وتعالى فهاتان قاعدتان عظيمتان في باب البركة الاولى ان البركة من الله وحده عز وجل والثانية ان البركة لا تنال الا بطاعة الله وكل فعل يقوم به اي انسان يرجو من خلاله البركة وهو لا يوافق شرع الله لا ينال لا ينال من جهته بركة وان فعل ما فعل فالبركة من الله عز وجل ولا تنال الا بطاعته ولهذا من يرجو البركة بقصد بقاع لا يشرع قصدها او بفعل امور عند تلك البقاع لا يشرع فعلها او نحو ذلك يرجو بذلك بركة لن لن ينال بهذا الفعل بركة ما دام ان الامر لا يوافق شرع الله سبحانه وتعالى ومن علق قلبه بهذه البقاع طمعا في نيل البركة من جهتها فيعكف عندها ويتخذها عيدا ويتمسح بها ونحو ذلك من الاعمال فانه بهذا يكون واقعا في الشرك واقعا في الشرك لجوء لجوئه الى غير الله سبحانه وتعالى وتعلق قلبه بطلب الخير والبركة ونحو ذلك ذلك من غير الله سبحانه وتعالى وهذه الفعلة التي هي قصد بقاع معينة لطلب البركة بقصدها هذا فعل من كان قبلنا وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فمن قبلنا فعلوا هذه الافعال وانكرت عليهم انبياؤهم وحذروهم من ذلك واخبر نبينا عليه الصلاة والسلام بان هذه الامور ستقع في الامة وان في الامة من يتبع سنن من كان اه اه قبلنا من من الامم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ظب لدخلتموه نعم قال رحمه الله تعالى وسبب هذا كله في الامم الاولى والاخرى هو الاعراض عن الشريعة وعدم الاهتمام لمعرفة ما احتوت عليه الكتب من البشارة والنداء والامر والنهي والحلال والحرام والوعد والوعيد ومعرفة ما يجب لله على عباده فعله وما يجب تركه كمن يلذ ببقعة يقول الشيخ رحمه الله تعالى اذا سأل سائل ما السبب في وجود هذه الاعمال ما السبب في وجود هذه الاعمال؟ في كثير من الناس قال رحمه الله تعالى السبب في ذلك الاعراض عن الشريعة وعدم الاهتمام بها فينشأ الانسان ويمضي حياته معرضا عن شريعة الله وعن الاهتمام بها ويتلقى مثل هذه الاعمال التي ينشأ عليها عن اناس لا علم لهم بشرع الله ولا دراية بدين الله بل يكون بعضهم ائمة ضلال ودعاة باطل. فينشأ متلقيا عن هؤلاء اخذا عنهم فهذا السبب وجود هذه الاعمال وانتشارها في الناس والنبي عليه الصلاة والسلام قد خاف على امته خوفا شديدا من ائمة الضلال ودعاة الباطل ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين فكان يخافهم على الامة لانهم هم من وراء بعد الناس عن شريعة الله سبحانه وتعالى واغراقهم في البدع والضلال نعم قال رحمه الله تعالى كمن يلذ ببقعة اي يعوذ بها ويختلف اليها ويتبرك بها ولو بعبادة الله تعالى عندها وتقدم تقييد ذلك بما لم يأذن به الله. فمن يلذ ببقعة لاذ يلوذ ان يجعل البقعة ملاذا له في شدائده وملماته يلوذ بالبقعة يفزع اليها اذا اصابه امر اهمه لاذ بي اه ببقعة من البقع يرجو فيها خلاص شدته خلاص شدته كمن يلذ ببقعة اي يعوذ بها ويختلف اليها يختلف اليها اي يتخذها عيدا يعاودها ويكرر الذهاب اليها ويتبرك بها اي يطلب البركة بهذه المعاودة او ذاك العكوف عند تلك البقاع ولو بعبادة الله عندها ولو بعبادة الله عندها اذا كانت هذه البقاع اتخذت عبادة غير الله واللجوء الى غيره فكثر عندها من يدعو غير الله ويسأل غير الله ويذبح لغير الله لو جاءها شخص اخر معظما لتلك البقاع وقال انا لا اعبدها وانما اعبد الله عندها اعبد الله عندها وارجو بعبادة الله عندها البركة يقال وقعت في المحظور وفي الحديث ان رجلا نذر ان يذبح ابلا ببوانة فسأله النبي عليه الصلاة والسلام آآ عندها وثن يعبد او فيها عيد من اعياد الجاهلية؟ قالوا لا قال فاوفي بنذرك ونذر لله وقصد عبادة الله لكن عين بقعة فسأله النبي عليه الصلاة والسلام هل فيها وثن؟ يعبد هل فيها عيد من اعياد الجاهلية؟ قالوا لا. قال فاوفي بنذرك والاجابة بعد هذا التفصيل دليل على ان التفصيل السابق له تعلق بالجواب بمعنى لو ان فيها عيدا من اعياد الجاهلية او وثن من اوثانهم لم يصح الوفاء بالنذر في مكان هذا شأنه ولهذا يقول المصنف رحمه الله تعالى هنا ولو بعبادة الله عندها. نعم قال رحمه الله تعالى وتقدم تقييد ذلك بما لم يأذن به الله؟ نعم تقدم تقييد ذلك بما لم يأذن به الله المكان الذي شرع لنا قصده تعظيما لله عز وجل لا لرجاء شيء في البقعة والمكان نفسها فنفعل ذلك طاعة لله واتباعا لرسوله عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى فيخرج بهذا القيد ما اذن الله تعالى بتعظيمه. كتعظيم بيته الحرام بالحج اليه وتعظيم شعائر الله من المشاعر والمواقف وغيرها فان ذلك تعظيم لله عز وجل الذي امر بذلك لا لتلك البقعة ذاتها. نعم التعظيم انما هو لله التعظيم بقصد هذه البقاع التي اذن الله وشرع لعباده ان يقصدوها هو تعظيم لله طواف البيت وتقبيل الحجر واستلام الركن والسعي بين الصفا والمروة وغير ذلك مشاعر الحج والعمرة فعل ذلك كله من التعظيم لله ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. نعم. كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما استلم الحجر الاسود امام الله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع. ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله كما قبلتك جمع رضي الله عنه في هذا الاثر العظيم عندما قبل الحجر ومن حوله اناس حدثاء عهد باسلام فاراد ان يبين لهم حتى لا يفهموا الامر على غير بابه وعلى غير مقصودة قال هذه الكلمة واسمعها من حوله حتى يفهم الناس الامر على وجهه وحتى لا يقع في فهم خاطئ قال اما والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك وما يروى ان عليا قال له بل يضر وينفع هذا باطل وكذب على علي رضي الله عنه وهو مما يروج به دعاة الضلال ضلالة والعياذ بالله فقال عمر رضي الله عنه اما والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك جمع في هذه الكلمة بين امرين عظيمين توحيد والاتباع وهم اعظم ما يكون في دين الله جمع فيها بين التوحيد والاتباع اما التوحيد ففي قوله رضي الله عنه اني لا اعلم انك حجر لا تظر ولا تنفع فهذا فيه التوحيد ان النافع الضار المعطي المانع القابض الباسط المعز المذل الذي بيده الامر الذي يلجأ اليه وحده ويقصد وحده ويعبد وحده وتصرف له العبادة وحده الله جل في علاه لا شريك له والامر الثاني الاتباع في قوله ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك فالتقبيل للحجر الاسود انما هو اتباع للنبي عليه الصلاة والسلام وتقسم به صلوات الله وسلامه عليه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا فبين في كلمته هذه العظيمة رضي الله عنه وارضاه ان هذا التقبيل للحجر لا ان اعتقاد في الحجر او تعلق قلب بالحجر او طمع ورجاء من الحجر لا ليس شيء من ذلك فهو حجر لا يضر ولا ينفع وانما فعل ذلك اتباعا للنبي عليه الصلاة والسلام وتأسيا به ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك هذا يؤخذ منه كما قدمت فائدة مهمة في باب الاتباع بينها العلماء رحمهم الله انه لا يوجد في الدنيا في الدنيا كلها مكان موضع موطن يشرع ان يقبل غير الحجر الاسود وتقبيل الحجر الاسود انما يفعله المسلمون تأسيا بنبيهم. عليه الصلاة والسلام واقتداء به لا عن اعتقاد في الحجر لا عن اعتقاد في الحجر ولا يوجد في الدنيا مكان اخر يشرع في الاسلام من يقبل ولهذا ما يفعله الجهال من تقبيل لمثلا ابواب المساجد او بعض الاعمدة او بعض الاشياء التي يفعلها هذا كله ليس من شرع الله وليس في الدنيا مكان يشرع ان يمسح باليد يستلم باليد الا الحجر الاسود لمن لم يتمكن من تقبيله والركن اليماني وجوانب البيت الاخرى لا يشرع مسحها ولا تقبيلها لان النبي عليه الصلاة والسلام لم يفعل ذلك والقاعدة في هذا الباب كما قال عمر لولا اني رأيت رسول الله وصلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك التعظيم ايضا. نفسه انما اردنا منع تعظيم لم يأذن الله به لا المأذون فيه فان الله تعالى قد امر بتعظيم الرسل بان يطاعوا فلا يعصوا ويحبوا ويتبعوا وان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي طاعة الله عز وجل ومعصيته معصية الله عز وجل. فهذا تعظيم لا يتم الايمان بالله الا به اذ هو عين تعظيم الله تعالى فانهم انما انما فانهم انما عظموا لاجل عظمة المرسل سبحانه وتعالى. واحب لاجله واتبعوا على شرعي فعاد ذلك الى تعظيم الله عز وجل. فلو ان احدا عظم رسولا من الرسل بما لم يأذن الله به. ورفعه وفوق منزلته التي انزله الله عز وجل وقال فيه حتى اعتقد فيه شيئا من الالهة لانعكس الالهية حتى احسن الله اليكم حتى اعتقد فيه شيئا من الالهية لانعكس الامر وصار عين التنقص والاستهانة بالله وبرسله كفعل اليهود والنصارى الذين ذكر الله عز وجل عنهم من غلوهم في الانبياء والصالحين كعيسى وعزير فكذبوا بالكتاب وتنقصوا الرب عز وجل بنسبة الولد اليه وغير ذلك. وكذبوا الرسول في قوله اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا فصار ذلك التعظيم في اعتقادهم هو عين التنقص والشتم. سبحان الله عما يصفون وسلام على المرسلين. الرسول عليه الصلاة والسلام معظم والكعبة معظمة ومساجد الله معظمة وشرع الله سبحانه وتعالى معظم والتعظيم الذي يكون لا للرسول عليه الصلاة والسلام وللكعبة وللمساجد ولشرع الله سبحانه وتعالى انما هو في حدود ما اذن الله به وشرعه ومن مضى في هذا التعظيم بغير قيد الشريعة وظابطها ظل ولهذا قال بعض السلف رحمهم الله تعالى قال وهل هلك من هلك الا من جهة التعظيم قال وهل هلك من هلك الا من جهة التعظيم بمعنى ان هلاك كثير من الناس انما جاء من جهة التعظيم غير المأذون به ولهذا التعظيم للانبياء والتعظيم لبيت الله والتعظيم لمساجد الله ونحو ذلك يجب ان يكون في حدود ضوابط الشريعة ومن عظم شيئا بلا ضابط من الشرع ظل في هذا الباب ظلالا عظيما ووقع في الغلو في الدين ولهذا عبد من عبد من دون الله من باب التعظيم واعتقاد ان هذا هو التعظيم اللائق بذلك المعظم فابدوا من دون الله. ولهذا قال من قال من السلف وهل هلك من هلك الا من جهة التعظيم ولهذا يجب ان ان يعلم في هذا الباب ان التعظيم يجب ان يضبط بظبط الشريعة بضابط الشريعة على حد قول عمر المتقدم ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. نعم قال رحمه الله تعالى نعم توظيحا اكثر يعني الحجر الكعبة الكعبة بيت معظم بيت الله عز وجل صور التعظيم الفعلية التي تكون في في هذا الموطن وهي من تعظيم الله بتعظيم شرعه واقامة دينه يجب ان تكون في حدود ما اذن الله فالبيت كله لا يؤذن بتقبيل شيء منه الا الحجر فقط ولا يؤذن بالصلام شيء منه الا الركنان اليماني والحجر فمن قصد بعض الجهات الاخرى من البيت تقبيلا او مسحا وقال هذا من التعظيم قال هذا من التعظيم لبيت الله عز وجل يقال له هذا لم يأذن به الله لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر كما قال عمر لولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك نعم قال رحمه الله تعالى كمن يلذ ببقعة او حجر او قبر او قبر ميت او ببعض الشجر او غير ذلك من العيون ونحوها ولو بعبادة الله عندها فان ذلك ذريعة الى عبادتها ذاتها كما فعل ابليس لعنه الله بقوم نوح حيث اشار عليهم بتصوير صالحيهم ثم بالعكوف على قبورهم وصورهم وعبادة الله عندها. الى ان اشار عليهم بعبادتها ذاتها من دون الله الى ان اشار عليهم بعبادتها ذاتها من دون الله تعالى فعبدوها متخذا لذلك المكان اي من القبور والاشجار والعيون والبقاع وغيرها عيدا. اي ينتابها ويعتاد الاختلاف اليها كفعل عابد او ثاني في تعظيم اوثانهم واعتيادهم اليها ولذلك سمى النبي صلى الله عليه وسلم العكوف على الاشجار وتعليق الاسلحة بها على جهة التعظيم تألها كما في الترمذي عن ابي واقد الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر. وللمشركين سدرة يعكفون عليها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون. لتركبن سنن من كان قبل سنن من قبلكم ولقد عمت البلوى بذلك وطمت نعم يعني هذا الحديث حديث ابي واقد حديث عظيم جدا في هذا الباب ويكون الكلام عنه وما بعده في لقاء الغد باذن الله عز وجل نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ذات امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله صاحبة جزاكم الله خيرا