بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله وحذر الامة عن اطرائه فغرهم ابليس باستجرائه فخالفوه جهرة وارتكبوا ما قد نهى عنه ولم يجتنبوا وحذر النبي صلى الله عليه وسلم الامة عن اطرائه اي الغلو فيه كما في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم. انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فانا النبي صلى الله عليه وسلم قد صحت عنه احاديث كثيرة في النهي عن الغلو في الدين وبيان ما يترتب على الغلو في الدين من مهالك عظيمة ومفاسد جسيمة ومآلات سيئة وعواقب وخيمة حذر من ذلك صلوات الله وسلامه عليه واخبر ان الامم التي من قبلنا كان هلاكهم في الغلو في دين الله سبحانه وتعالى ومن ذلكم اعني الغلو في دين الله عز وجل الغلو في الاشخاص والذوات سواء في شخص النبي الكريم عليه الصلاة والسلام او في غيره من الانبياء والصالحين من عباد الله سبحانه وتعالى واهل المقامات العلية ينزلون منازلهم ينزلون منازلهم ولا يرفع واحد منهم فوق منزلته التي انزله الله اياها فان رفعه فوق منزلته من الغلو من الغلو في دين الله عز وجل وخاصة عندما يضاف الى الشخص من الصفات او الحقوق ما ليس الا لله رب العالمين سبحانه وتعالى فهذا اعظم الغلو واشنعه واخطره على المرء ونبينا عليه الصلاة والسلام ابان التوحيد وحمى حماه وحذر من الشرك وسد الذرائع المفظية اليه صيانة عقائد الامة وحفظا لدينها وقد قال الله سبحانه وتعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم والاطراء والمغالاة في المدح بوابة الغلو والغلو بوابة الهلاك فهي خطى اخذ بعضها ببعض فمن دخل في الغلو افضى فمن دخل في الاطراء افضى به الى الغلو ومن دخل في الغلو دخل في الهلكة اورد المصنف رحمه الله تعالى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث عمر ابن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم. فانما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله نهى عن الاطراء والاطراف القول وبين ما يقال بين ما يقال في وصفه وتنقيبه صلوات الله وسلامه عليه قال لا تطروني اي الاوصاف الالقاب ونحو ذلك كما كان الشأن عند النصارى في غلوهم في عيسى ابن مريم عليه السلام ولكن قولوا عبد الله ورسوله. قال انما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله وسبحان الله هاتين الكلمتين اللتين ارشد عليه الصلاة والسلام الى ان تقال عبدالله ورسوله فيهما تحقيق الاعتدال والوسطية في حقه عليه الصلاة والسلام فهو عبد الله والعبد لا يعبد ولا يضاف اليه شيء من صفات الرب عبد الله قولوا عبد الله العبد لا يعبد ولا يضاف اليه شيء من صفات الرب او حقوق الرب سبحانه وتعالى وقوله ورسوله الرسول يطاع ويتبع ولا يكذب فمن حقق هذين الامرين ايمانا بهما في وصف النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله ورسوله اكسبه ذلك الاعتدال في هذا الباب والمجانبة للغلو والجفاء على حد سواء فايمانه بانه عبد يباعده عن الغلو فيه عليه الصلاة والسلام فهو عبد والعبد لا يعبد العبد لا يعبد ولا يضاف اليه من خصائص الرب وصفاته ولا يرفع فوق منزلته منزلة العبودية وسيأتي معنا في الاحاديث انه عليه الصلاة والسلام قال ما احب ان تنزلي ان تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها هو لا يحب ذلك ولا يرضاه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وفي الايمان بانه رسول بعد عن الجفاء. الرسول يطاع يتبع تترسم خطاه يسار على نهجه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا فالرسول يطاع وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله الرسل بعثوا ليطاعوا ليتبعوا لتقتفى اثارهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين قال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله نعم وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم والغلو في الدين فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين اياكم والغلو في الدين اياكم ان يحذروا وتجنبوا وابتعدوا عنا الغلو في الدين والغلو في الدين تجاوز الحد تجاوز الحد في دين الله تبارك وتعالى والدين له حدود وحدوده مبينة في الكتاب والسنة فمن زاد في الدين على حده غلا ومن غلى في الدين هلك اياكم والغلو في الدين فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وهذا فيه ان الغلو في الدين مهلك لصاحبه اهلك الامم التي قبلنا وهو موجب هلاك من يهلك من هذه الامة اذا كان من اهل الغلو في الدين نعم وعن انس رضي الله عنه ان ان ناسا قالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال يا ايها الناس قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان. انا محمد عبد الله ورسوله. ما احب وان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله عز وجل. رواه النسائي بسند جيد وعن عبدالله بن الشخير قال انطلقت في وفد بني عامر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا انت سيدنا فقال السيد الله تعالى قلنا وافضلنا فضلا واعظمنا طولا. فقال قولوا بقولكم او بعض قولكم. ولا يستجري انكم الشيطان وهذا كله من حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد. نعم حمى صلوات الله وسلامه عليه حمى التوحيد وصان جنابه من كل خادش له او قادح فيه. صلوات والله وسلامه وبركاته عليه وقد جاء صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة والحنيفية بعد عن كل مخل بالتوحيد وقادح فيه منتقص جنابه العظيم فالنبي صلى الله عليه وسلم حمى حمى التوحيد وسد كل الذرائع المفظية الى الشرك بالله سبحانه وتعالى سواء كانت قولية او فعلية وهذا الباب باب حماية النبي صلى الله عليه وسلم تنوعت فيه الاحاديث لماذا؟ لانه بحسب المقام ينصح ويبين ويحذر وكلما رأى او سمع امرا يقدح في التوحيد او في تمامه او كلما رأى ذريعة تفظي بالناس الى الشرك بالله سبحانه وتعالى حذر من ذلك ونهى عنه ومن ذلكم المواجهة بالمدح والثناء والاطراء والزيادة في في ذلك كان ينهى عن ذلك عليه الصلاة والسلام اشد النهي سواء كان في حقي او في حق غيره صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وكما قدمت الاطر بوابة الغلو والغلو بوابة الهلاك فمنع من ذلك ونهى عنه آآ صيانة للعقيدة وحماية لحما التوحيد وتأمل ما جاء في هذين الحديثين في الاول قال لا يستهوينكم الشيطان وفي الثاني قال لا يستجرينكم الشيطان والباب باب مدح انتبه الباب باب مدح وثناء واطراء قال لا يستجرينكم ولا يستهوينكم وهذا فيه تنبيه من الناصح الامين صلوات الله وسلامه عليه ان هذا باب للشيطان فيه مدخل مدخل عظيم على الانسان يستهوي من يستهوي من خلاله ويستجري من يستجري من خلاله ولهذا يجب على الانسان ان يكون على حذر ولا يحمله في هذا الباب اه ما يقوم في قلبه من تعظيم ومحبة واجلال ومعرفة بقدر الرسول عليه الصلاة والسلام ان يزيد او يغالي او يقع في الاطراء الذي نهى عنه صلوات الله وسلامه عليه والاطراء هو الذي ينقل الانسان لوصف الممدوح والمطر باوصاف ليست له اوصاف ليست له مبالغة في مدحه والثناء عليه وهذا يكثر جدا عند الشعراء يكثر جدا عند الشعراء في مدح الاشخاص يغالون في المدح خاصة اذا بالغ في في المدح والثناء يغالي ويضيف له من الصفات ما ليست له وهنا تأمل هذه الكلمة العظيمة التي قالها نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا السياق قال ما احب ان ترفعوني فوق منزلة التي انزلني الله اياها ما احب انت ان تنزلوا ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها فالله سبحانه وتعالى انزله منزلة هي خير منازل العباد وارفعها واجلها على الاطلاق فهو افظل عباد الله واعظمهم تحقيقا للعبودية لله عز وجل وهو افضل الرسل صلوات الله وسلامه عليه. وهو سيد ولد ادم وخيرهم ومقدمهم وارفعهم وكان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فينزل منزلته ويعرف له قدره ومكانته وصلوات الله وسلامه عليه وتعرف شمائله وفضائله وخصائصه الكريمة صلوات الله وسلامه عليه لكن لا يغالى لا يغالى ولا يقال في في المغالاة في مدح هذا هذا مقام مدح وثناء والباب واسع ولا حرج بل فيه الحرج والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك صراحة قال لا تطروني نهى عن ذلك صراحة ولهذا من يقرأ كثير من القصائد التي هي في المدائح المدائح النبوية تسمى المدائح النبوية. كثير منها لا تخلو من هذا الذي نهى عنه لا تخلو من هذا الذي نهى عنا عليه الصلاة والسلام وحذر الامة منه لا تخلو من ذلك من الغلو في الدين. حتى ان في بعضها بل في كثير منها اه اضافة صفات الى النبي عليه الصلاة والسلام ليست الا لله واضافة حقوق للنبي عليه الصلاة والسلام ليست الا لله. وهو عليه الصلاة والسلام لا يرضى ذلك ولا يحب ذلك ولا يقبل ذلك وها هو في هذا الحديث العظيم يقول ما احب ما احب ان تنزلوني او ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها. نعم وكما قال لمن قال تعالوا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق قال انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله والله سبحانه وتعالى قد بين ما يجب اعتقاده في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام وانه هو تصديق خبرهم وامتثال امرهم واجتناب نهيهم واتباعهم على شريعتهم ومحبتهم هم واتباعهم وتوابع وهذا هو الذي دعوا اليه لم وهذا هو الذي دعوا اليه لم يدع احد منهم الربوبية ما دعوا الى عبادة انفسهم ولا ينبغي لهم ذلك. كما قال تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون وقال تعالى لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون. ومن يستنكف عن ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا. الايات وقال ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام اية وقال تعالى ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. وقال لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا ولله ملك السماوات والارض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير. وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول لا يسبقونه قولي وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وهم من مشفقون ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين وقال تعالى عن نوح عليه السلام لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك وقال لصفوة خلقه وخاتم رسله وسيد ولد ادم اجمعين محمد صلى الله عليه وسلم قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله. ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. وقال الاله ليس لك من الامر شيء. وقال تعالى قل انما ادعو ربي ولا اشرك به احدا. قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلاغا من الله ورسالاته. وقال تعالى قل ما كنت بدءا من الرسل. وما ادري ما يفعل بي ولا بكم ان اتبع الا ما يوحى الي وما انا الا نذير مبين. وقال تعالى وما انا؟ وما وما انا الا نذير مبين وقال تعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم الايات وقد تلاها ابو بكر رضي الله عنه يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم وقال ايها الناس من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات صلى الله عليه وسلم. ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. الى اخر خطبته رظي الله عنه وهذا باب واسع كثيرة النصوص فيه بل ليست النصوص الا فيه وفي متعلقة وفي متعلقاته ومكملاته نعم الله سبحانه وتعالى قد بين ما يجب اعتقاده في الرسل بل ان الايمان بالرسل اصل من اصول الايمان وركن من اركان الدين كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله. لا نفرق بين احد من رسله. هذا من اصول الايمان والله سبحانه وتعالى قد بين الاعتقاد الواجب في رسل في رسل الله وانهم هم صفوة عبادة والمصطفون منهم استباهم الله عز وجل واصطفاهم واختارهم عن علم واختارهم ليبلغوا رسالات الله فبلغوا الرسالة وادوا الامانة ونصحوا اممهم كما امرهم الله سبحانه وتعالى وما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروهم منه فالواجب الايمان بهم وتصديق اخبارهم والائتمان باوامرهم والانتهاء عن نواهيهم والا يعبد الله سبحانه وتعالى الا في ضوء ما جاء عنهم لانهم المبلغون عن الله دينه. وشرعه وما على الرسول الا البلاغ بين الله عز وجل ذلك وبين في ايات كثيرة ان هؤلاء الرسل هم من البشر هم من البشر قل انما انا بشر مثلكم لكن ميزه الله بالوحي يوحى اليه انما الهكم اله واحد والبشر لا يضاف اليه شيء من صفات رب البشر وخالق العالمين. سبحانه وتعالى وكثير ما يهلك الناس في هذا الباب باب التعظيم والاطراء فيظاف الى آآ الى بعض البشر من الصفات ما ليس الا لرب البشر رب العالمين سبحانه وتعالى والمؤلف جزاه الله خيرا ساق ايات كثيرة ثم ختمها بقوله الباب واسع جدا والنصوص فيه كثيرة ساق نصوص كلها في بيان هذا المعنى في بيان هذا المعنى وان اه الرسل انما هم بشر ليس فيهم من صفات رب البشر وخالق العالمين سبحانه وتعالى وما كانوا دعاة الى انفسهم ما كانوا دعاة الى انفسهم ان يعبدوا او ان يضاف لهم شيء من خصائص رب العالمين كما قال الله عز وجل ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ما كان لبشر ان ان يقول ذلك يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله فالرسل دعاة الى عبادة الله عز وجل اما من غلى فيهم فاضاف لهم ما ليس الا لله او من الحقوق ما ليس الا لله او عبدهم من دون الله فهذا فساده من جهة نفسه. اما الرسل فقد حذروا من ذلك ونهوا عن ذلك تأمل في هذا المقام نظير هذه الاية ما كان لبشر آآ قول الله عز وجل لعيسى ابن مريم عليه السلام اانت قلت للناس اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله. ماذا اجاب ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ما ليس لي بحق ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق هذا لا احقية لي فيه هذا حق رب العالمين. وما يكون لي ان اقول شيئا ليس لي بحق هذا مثل ما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال ما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها وهذا نظائره كثير جدا فعيسى عليه السلام كان جوابه ما يكون ما ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق. ان كنت قلته فقد علمته هذا نظير ما في هذه الاية ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي فالرسل عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين كانوا دعاة الى عبادة الله والى توحيد الله واخلاص آآ الدين له جل في علاه وكانوا يبينون انه انه ليس لهم من آآ الصفات ما لله رب العالمين يبينون ذلك مثل ما نقل المصنف رحمه الله تعالى في قول نوح عليه السلام ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك وهذا ايضا له نظائر نقل شيئا منها المصنف رحمه الله تعالى الحاصل ان الرسل يجب ان يعرف مقامهم ويجب الايمان بهم وتجب محبتهم ومعرفة اقدارهم ويجب في المقام نفسه ان يحذر اشد الحذر من الغلو والاطراء وكل ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه ونهى عنه رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم وختم رحمه الله هذا السياق بالخطبة العظيمة البليغة التي خطبها ابي بكر ابو بكر رضي الله عنه على اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ثم قال رضي الله عنه من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت وهذا بيان في التوحيد عظيم من صديق الامة وخيرها رضي الله عنه قال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت وهذا فيه ان العبادة حق خالص للحي الذي لا يموت الله لا اله الا هو الحي القيوم. العبادة له. وتوكل على الحي الذي لا يموت العبادة حق له وحدة سبحانه وتعالى اما الحي الذي سيموت او الحي الذي قد مات او الجماد الذي لا حياة له فهؤلاء الثلاثة ليس لهم في العبادة لا قليل ولا كثير العبادة للحي الذي لا يموت وهو الله رب العالمين وبهذا البرهان صدرت البراهين في اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم فالحي الذي له الحياة الكاملة التي لا لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء ولا يعتريها نقص هو وحده الذي يخص بالعبادة ويفرد بالذل والخضوع لا شريك له نعم قال رحمه الله فغرهم اي اكثر اي اكثر الامة بعد ما سمعوا الزواج اكثر اي اكثر الامة بعد ما سمعوا الزواجر والنواهي ابليس لعنه الله واعاذنا منه باستجرائه اي اي باستهوائه اياهم واستدراجه لهم وادخالهم في الهلكات شيئا فشيئا كما فعل الامم السالفة قوم نوح فمن بعدهم واتاهم على ما يهوون اما بغلو واما بجفاء. لا يبالي ما اهلك العبد به. سواء قصره على الصراط المستقيم وهون عليه امره حتى لا يدخله ولا يسلكه او جاوزه او جاوزه به حتى تبع سبيل الضلال فتفرق به عن سبيله فالذين ابغضوا الرسل من الكفار واذوهم ونابذوهم فالذين فالذين ابغضوا الرسل من الكفار واذوهم ونابذوهم بالمحاربة من اول مرة زين لهم ذلك وظرب لهم الامثلة والمقاييس وانهم مثلهم بشر يأكلون ويشربون. وانهم يريدون ان يريدون ان يصدوهم عما كان يعبد اباؤهم ويتنقص شيوخهم بذلك. وتكون لهم الكبرياء في الارض وغير ذلك والذين صدقوا الرسل واتبعوهم اتى الكثير من من خلوفهم من خلوفهم وزين لهم الغلو فيهم بالكذب والقول عليهم بالبهتان ورفعهم فوق منزلتهم التي التي انزلهم الله عز وجل. واتاهم بذلك في صورة محبتهم وموالاتهم حتى جعلهم حتى جعلهم مثله في البعد عن الله ورسله. ولم يسلم من ذلك الا عباد الله المخلصون. يعني الاولون اتاهم من جهة وهؤلاء اتاهم من جهة الغلو ولكن ال الامر بهؤلاء ان كانوا مثل اولئك بالبعد عن نهج المرسلين نعم حتى جعله حتى جعلهم مثله في البعد عن الله ورسله. ولم يسلم من ذلك الا عباد الله المخلصون. الذين الله صراطه المستقيم فلم يقصروا عنه ولم يستبدلوا به غيره. فلم يقصروا فلم يقصروا عنه ولم يستبدلوا به غيره. بل استمسكوا به واعتصموا. ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الاداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. نعم الحقنا الله عز وجل اجمعين بهم وهدانا اليه صراطا مستقيما ولا يزال السياق عند المصنف رحمه الله في التحذير من هذا الغلو ونقف الى هذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم. ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام والغيوم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه