الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى ومن يصدق كاهنا فقد كفر بما اتى به الرسول المعتبر ومن يصدق كاهنا ان يعتقد بقلبه صدقه فيما ادعاه من علم المغيبات التي استأثر الله تعالى بعلمها فقد كفر اي بلغ درجة الكفر بتصديقه الكاهن بما اتى به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل من الكتاب والسنة وبما اتى به غيره صلى الله عليه وسلم من الرسل عليهم السلام ولنسوق الكلام اولا في تعريف الكاهن من هو ثم في بيان كذبه وكفره. ثم كفر من صدقه بما قال والله المستعان فنقول الكاهن في الاصل هو من يأتيه من يأتيه الرئي من الشياطين المسترقة السمع تتنزل عليهم من يأتيه الرأي من الشياطين نعم المسترقة السمع تتنزل عليهم كما قال عز وجل هل هل انبئكم على من تنزل الشياطين؟ تنزلوا على كل قل لافاك اثيم يلقون السمع واكثرهم كاذبون وهذه الايات متعلقة بما قبلها وهي قوله عز وجل لما قال المشركون في رسوله محمد صلى الله عليه وسلم انه كاهن وقالوا في القرآن كهانا وانه مما يلقيه الشيطان فنفى الله تعالى ذلك وبرأ رسوله وكتابه مما افكوه وافتروه وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين الى ان قال وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون. انهم عن السمع لمعزولون فاثبت تعالى ان القرآن كلامه وتنزيله وان جبريل عليه السلام رسول منه مبلغ كلامه الى الرسول البشري محمد صلى صلى الله عليه وسلم وهو مبلغ له الى الناس ثم نفى افتراء المشرك ثم نفى ما افتراه المشركون عليه فقال وما تنزلت به الشياطين وقرر انتفاء ذلك ثلاثة امور بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد في هذا الموطن يتكلم رحمه الله تعالى عن الكهانة والكهانة وما لف لفها دعوة بعلم الغيب ومعرفة المغيبات من اه الامور المستقبلة والحوادث الاتية ونحو ذلك وعلم الغيب غد وما بعد غد لا يعلمه الا الله عز وجل قل لا يعلم من في السماوات والارض والارض الغيب الا الله فوحده عز وجل اختص علم الغيب لا شريك له لا يعلم ما في غد كما جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم الا الله استأثر عز وجل بعلم ذلك دعوة علم الغيب كفر من وجوه سيأتي بيانها عند المصنف رحمه الله تعالى مدعي علم الغيب وهو الكاهن والعراف والمنجم ومن يطرق الحجر او يخط في الارض او يقرأ كما يقال في الفنجال او في الكف او غير ذلك الطرائق متنوعة والمؤدى واحد وهو دعوة علم الغيب دعوة علم الغيم وهذه الدعوة دعوة قائمة على الاثم والافك كما سيأتي معنا في الاية على كل افاك اثيم هذا هو الكاهن جمع بين الافك الذي هو الافتراء والكذب والدعوة الفاجرة الجائرة ما جمع الى ذلك الاثم والمعصية العظيمة التي يبوء بعقوبتها عند الله سبحانه وتعالى والكهانة قائمة على هذا قائمة على دعوة علم الغيب وبين الكاهن والشيطان صلة لان الكهانة تقوم على صلة بالشياطين تقوم على صلة بالشياطين وتعاون منهم مع الكاهن ويخبرونه ببعض الامور منها على سبيل المثال اه ما يكون اه القرين قرين المرء من الشياطين على علم به من احوال المرء ونحو ذلك فاذا جاء الشخص الى الكاهن قبل ان يتحدث بشيء قال انت تشكو كذا وعندك كذا وفي بيتك كذا الى اخره ويكون اخذها هذه المعلومات من الشياطين وبواسطتهم ودلالته ايضا على بعض الاشياء اضافة كماسات معنا الى الكلمة التي تسترق من السمع فيأتي بها الشياطين الى الكاهن فيكذب معها مئة كذبة كما في الحديث فالحاصل ان الكاهن بينه وبين الشياطين صلة والصلة التي بين الكاهن وبين الشياطين لا تكون الا بتقرب لهم الا بتقرب لهم بما هو كفر بالله عز وجل واضاعة اللدينة ولهذا الكهانة من عمل الشيطان والكهان اخوان الشياطين كما وصفهم بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام ولا يحل اتيانهم ولا تصديقهم وسيأتي في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان من اتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد يقول الشيخ رحمه الله الكهانة في الاصل او الكاهن في الاصل هو من يأتيه الرئي من الشيطان اه الشياطين المسترقة السمع تتنزل عليهم كما قال الله عز وجل هل انبئكم على من تنزلوا الشياطين؟ تنزلوا على كل افاك اثيم يلقون السمع اكثرهم كاذبون وذكر الشيخ رحمه الله ان هذه الاية لها تعلق بما قبلها وما قبلها في سياق الايات من سورة الشعراء فيه تبرئة الله لنبيه وتبرئته سبحانه وتعالى لكتابه من دعوى المشركين فيه حيث ادعوا ان الرسول عليه الصلاة والسلام كاهن ومعنى كاهن اي تتنزل اه عليه الشياطين بما يأتي به وان القرآن ايضا ضرب من الكهانة وكلام الكهان وانه من كلام الكهان ادعوا ذلك في النبي عليه الصلاة والسلام وادعوا ايضا في الكتاب ففيما يتعلق بالنبي قال الله عز وجل وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين هذا فيه رد دعواهم ان انه كاهن وان الذي يتنزل عليهم الشياطين وفيما يتعلق بالكتاب قال الله عز وجل وما تنزلت به الشياطين اي هذا الكتاب وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون انهم عن السمع لمعزلون ذكر الشيخ رحمه الله هنا فائدة نفيسة جدا في ان الاية قررت انتفاء ذلك بثلاثة امور ان الاية قررت انتفاء ذلك بثلاثة امور. الاول الاول بعد الشياطين واعمالهم عن القرآن وبعده وبعد مقاصده منهم. فقال تعالى وما ينبغي لهم لان شياطين مقاصدها الفساد والكفر والمعاصي والبغي والعتو والتمرد وغير ذلك من القبائح والقرآن ات بصلاح الدنيا والاخرة. امر باصول الايمان وشرائعه مقرر لها. مرغب فيها زاجر عن الكفر عاصي ذام لها متوعد عليها امر بالمعروف ناه عن المنكر. ما من خير اجل ولا عاجل الا وفيه الدلالة عليه والدعوة اليه والبيان له. وما من شر عاجل ولا اجل الا وفيه النهي عنه والتحذير منه. فاين هذا مقاصد الشياطين هذا الوجه الاول في ما جاء من اه في في هذا السياق من تقرير انتفاء ذلك انتفاء ذلك اي انتفاء ان القرآن من الكهانة ومن كلام الكهان ومما تتنزل به الشياطين فجاء في هذا السياق بيان بطلان ذلك من من وجوه الا الوجه الاول في قوله وما ينبغي لهم يعني الشياطين وما ينبغي لهم اي ان القرآن باب شريف فيه الهداية والسعادة والفلاح والصلاح وما يدعو الشياطين وما يأتون به ضياع البشرية وفسادهم وغيهم وظلالهم هذا الذي تأتي به الشياطين ولهذا مثل هذا الكلام العظيم اه ما ينبغي ان ان يضاف اليهم او ينسب اليهم لانه هداية والذي عند الشياطين كله ضلال كله ظلال وافساد وتضييع للبشرية واغوائهم وصدهم عن سبيل الله تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى الثاني عجزهم عنه فقال تعالى وما يستطيعون. اي لو ان بغى لهم ما استطاعوه لانه كلام رب العالمين ليس يشبه كلام شيء من المخلوقين اليس في وسعهم الاتيان به ولا بصورة من مثله قل لئن اجتمعت قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا الوجه الثاني مستفاد من قوله جل في علاه وما يستطيعون. اي هم اعجز عن عن ذلك فالقرآن كلام شريف وعظيم والذي تكلم به رب العالمين سبحانه وتعالى والانس والجن اولهم واخرهم لو اجتمعوا على ان يأتوا بسورة واحدة من مثله لا اجز عن ذلك اتم العجز فهو كلام الله سبحانه وتعالى هو الذي تكلم به والفرق بين كلامه وكلام خلقه كالفرق بينه جل وعلا وبين خلقه فكما انه في ذاته وصفاته لا يشبه الذوات ولا يشبه الصفات فكلامه سبحانه وتعالى كذلك كلامه ليس ككلام غيره تنزه وتقدس سبحانه وتعالى بل الخلق كلهم اعجز من ان يقدروا على ان يأتوا بمثل كلامه سبحانه وتعالى. قال وما يستطيعون اي هم اعجز من اه ان يقدروا على ذلك نعم قال رحمه الله تعالى الثالث عزلهم عن السمع وطردهم عن مقاعده التي يقعدون من السماء قبل نزول القرآن. فقال تعالى انه عن السمع لمعزولون. فبين تعالى مع كونه لا ينبغي لهم انه لو انبغى ما استطاعوا الاتيان به او بمثله لا من عند انفسهم ولا نقلا عن غيرهم من الملائكة نفى عنهم الاول بعدم الاستطاعة والثانية بعزلهم عن السمع وطردهم منه. قال الله عز وجل انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون الى قوله ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين. وقال تعالى انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد. لا يستمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب وقال تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين. وقال تعالى عن مؤمني الجن وانا لما وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد به ان ربهم رشدا. نعم هذا الوجه الثالث وهو عزلهم عن السمع بالثاني الوجه الثاني قال وما يستطيعون ما يستطيعون ان يأتوا بمثل هذا القرآن لكن هل يستطيعون ان يتنزلوا بالقرآن نفسه او ببعض اياته يأخذونها من الملائكة و يتنزلون بها لا ان يأتوا بشيء اخر الاول نفى ان يأتوا بمثله وما يستطيعون لكن هل يستطيعون ايضا ان يتنزلوا به فيسترقوه منها الملائكة فيتنزل به فنفى الله عز وجل هذا الامر بقوله بقوله سبحانه وتعالى انهم عن السمع انهم عن السمع لمعزولون وجاء ابطال هذه الامور كما ترون ابقانا تدريجيا ابطالا تدريجيا. اولا بانه ما ينبغي لهم آآ هم في واد وهذا القرآن في واد اخر هم دعاة ضلالة والقرآن كتاب هداية ما ينبغي لهم ليسوا من اهله ولا من شأنهم ما جاء به هذا القرآن والامر الثاني عدم الاستطاعة عجز عجزهم عن عن ذلك وانهم اعجز واحقر من ذلك والامر الثالث آآ عزلهم عن السمع واستراقه يتنزل به او بشيء منه. نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من اصحابه عامدين الى موقع عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء. وارسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين الى قومهم فقالوا ما لكم قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وارسلت علينا الشهب قالوا وما ذاك الا من شيء حدث؟ فاضربوا مشارق الارض ومغاربها فانظروا ما الذي حال بيننا وبين خبر السماء؟ فانطلقوا يضربون مشارق الارض ومغاربها فمر نفر الذين اخذوا نحو تهامة وهو صلى الله عليه وسلم بنخل عامدا الى سوق عكاظ وهو يصلي باصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا هذا الذي حان بيننا وبين خبر السماء فرجعوا الى قومهم فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا. فانزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن. الاية وهذا الحديث بطوله وطرقه في الصحيحين وغيرهما ثم قال تعالى في جواب الكفار مبينا لهم اولياء الشياطين الذين تنزل عليهم فقال تعالى هل انبئكم على من تنزلوا الشياطين وفي صنعاء جاء في السياق تبرئة النبي عليه الصلاة والسلام من هذه التهمة التي اه رماه بها المشركون وايضا جاء في السياق تبرئة القرآن كلام الله سبحانه وتعالى من ذلك وان الشياطين ما ينبغي لهم ولا يستطيعون ذلك وانهم معزولون عن آآ السمع جاء في تمام هذا السياق بيان من هؤلاء الذين فعلا تتنزل عليهم الشياطين من هم ما صفتهم وجاء ذكرهم بصفتهم حتى يكون العباد على حذر من هؤلاء على حذر من هؤلاء فذكر الله عز وجل صفات من تنزل عليهم الشياطين حتى يكون العباد منهم على حذر وان لا يغتروا بشيء مما يأتون به او يقولونه نعم قال رحمه الله تعالى وفي صحيح البخاري قالت عائشة رضي الله عنها سأل ناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال انهم ليسوا بشيء قالوا يا رسول الله انهم يحدثون بالشيء يكون حقا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في اذن وليه كقرقرة الدجاج. فيخلطون معها اكثر من مائة كذبة نعم قول نبينا عليه الصلاة والسلام انهم اي الكهان ليسوا بشيء هذا حق على كل مسلم ان يحفظ هذه الكلمة. خاصة في المواطن او البلدان التي يوجد فيها ويغتر بهم الناس وربما ينقل عنهم شيء اخبروا به فوقع كما قالوا او كما ذكروا او نحو ذلك فليكن المسلم دائما على ذكر لقول نبينا عليه الصلاة والسلام انهم ليسوا بشيء. انهم ليسوا شيء هذا اه بيان حالهم في وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم قال انهم ليسوا بشيء ومن كان كذلك او من كان بهذا الوصف كيف يؤتى كيف يصدق؟ كيف يذهب اليه؟ كيف يتلقى عنه ونبينا صلى الله عليه وسلم اخبروا انه اخبر انه ليس بشيء انه ليس بشيء فهذا الوصف ينبغي ان يحفظ وان يعرف وكل ما يذكر كاهن او كهانة ولها دروب كثيرة في زماننا هذا ان يذكر في هذا المقام ليسوا بشيء. يقال نبينا صلى الله عليه وسلم قال ليسوا بشيء. وهذه كافية هي ردع المسلم عن تصديقهم او اتيانهم او القراءة لهم حتى الان في القنوات الفضائية ووسائل الاتصال مواقع الانترنت يا يقع بين بعض الناس وبين الكهان تواصل من خلال هذه الوسائل من خلال هذه الوسائل وكما ان هذه الوسائل سهلت الخير وقربته ايضا قربت الشر قربت الشر وكثير من الناس تورطوا في شرور عظيمة كلها من خلال هذه الاجهزة والله انها افسدت كثير من العقول وخربت كثير من الافهام وخلخلت كثير من المبادئ و القيم واضرت بكثير من من الناس ومن ذلك ما يتعلق آآ الكهانة والسحر ما كان من هذا القبيل نعم قال رحمه الله تعالى وله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قظى الله الامر في السماء ظربت الملائكة ريحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فاذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين اصابعه. يعني فعل هكذا مرة في يده امالها بدت بين اصابعه فرق بين اصابعه ومقصوده انهم يعني يصعد بعضهم فوق نعم فحرف يده وبدد بين اصابع ان يفرق بين اصابعه نعم احسن الله اليكم. فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن فربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها وربما القاها قبل ان يدركه. فيكذب معها مائة كذبة فيقال اوليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء. يصدق بتلك الكلمة يعني مرة واحدة آآ يصدق بها ومئات الكذبات تنسى والناس آآ بين وقت واخر يقولون اليس قد قال كذا وكذا يوم كذا وكذا فيذكرونها ويشيدون بها ويبنون عليها تصديق الكائن وينسون مئات الكذبات التي تصدر عنه نعم قال ولمسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه وللبخاري عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الملائكة تحدث في العنان والعنان الغمام بالامر في الارض. فتسمع الشياطين الكلمة فتقرها في اذن الكاهن كما تقر القارورة اه فيزيدون معه تقر القارورة تقر القارورة يعني القارورة الزجاجة لها اه فتحة من اعلاها فاذا اراد شخصا يصب ما فيها مثلا مما يأتي بفم آآ الزجاجة ويقرها في الوعاء ثم يصب ما ما فيها كما تقر القارورة يعني كما تجعل في القارورة في فم الوعاء الذي تصب فيه المراد انه يأتي بهذا الذي سرقه ويضعه في اذن الكاهن. يقترب من اذن الكاهن ويقر ذلك في اذن اه الكاهن آآ يلقي آآ ما جاء به في في اذن الكائن كما تقر القارورة كما تقرر القارورة مثل ما اذا كان في قارورة ماء او شيء فيصب في شيء اخر يقرب منه ثم يسكب ما فيها في الوعاء فهذا الشيطان يأتي ويقر في اه اذن الكاهن ما عنده او ما استرقه كما تقر القارورة. نعم كما تقر القارورة فيزيدون معها مئة كذبة قد بين الله تعالى كذب الكاهن بقوله افاك اثيم. فسماه افاكا وذلك مبالغة في وصفه بالكذب. وسماه اثيما وذلك مبالغة في وصفه بالفجور. وقوله واكثرهم كاذبون اي اكثر ما يقولونه الكذب فلا يفهم منه ان فيهم صادقا يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم في كذب معها مئة مئة كذبة فلا صدقا الا الكلمة التي سمعت من السماء. واكثرهم كاذبون واكثرهم كاذبون يعني اكثر ما عندهم اه الكذب اكثر ما عندهم اه الكذب ان صحت العبارة تسعة وتسعين في المئة يا اغلب ما عندهم الكذب فيكذب معها مئة كذبة. يعني ما يأتي بها الكاهن مما استرق او من من السمع يخلطون معه ومئة مئة كذبة فاكثرهم كاذبون يعني اكثر ما يقولونه الكذب لا ان لا ان المراد ان فيهم الصادق ليس هذا المعنى اكثرهم كاذبون ليس المعنى ان فيهم صادق. كلهم اهل افك وكذب والمراد بذلك ان اكثر آآ كلام هؤلاء قائم على اه الكذب ولهذا قال الشيخ يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم في كذب معها مئة كذبة فلا يكون صدقا اه الا الكلمة التي سمعت من آآ السماء ثم شرع رحمه الله تعالى في ذكر الوجوه آآ الدالة على آآ كفر الكاهن وهي عشرة وجوه ذكرها رحمه الله تعالى ونكتفي بهذا القدر نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا