نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة حافظ حكمي رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين الايمان قول وعمل اعلم بان الدين قول وعمل تحفظ فاحفظه وافهم ما عليه اذا اشتمل. اعلم يا اخي وفقني الله واياك والمسلمين بان الدين الذي بعث الله به رسله وانزل به كتبه ورضيه لاهل سماواته وارضه. وامر الا الا به ولا يقبل من احد سواه. ولا يرغب عنه الا ولا يرغب عنه الا من سفي نفسه. ولاحسن دينا ممن التزمه واتبع هو قول اي بالقلب واللسان وعمل اي بالقلب واللسان والجوارح فهذه اربعة اشياء جامعة لامور دين الاسلام. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا شروع من المصنف رحمه الله تعالى في بيان مفصل للايمان حقيقة الايمان الذي خلقنا الله سبحانه وتعالى لاجله واوجدنا لتحقيقه وما من ريب ان من اهم المطالب واشرفها ان يعلم المسلم حقيقة الايمان الذي خلقه الله عز وجل لاجله ليعمل على تحقيقه وتكميله وتتميمه ولا سبيل الى تحقيق الايمان الا من خلال العلم به والدراية بحقيقته وينبغي ان يعلم ان هذه الحقيقة اعني حقيقة الايمان لا سبيل الى العلم بها الا من خلال القرآن والسنة. كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فالايمان نتعلم حقيقته من وحي الرحمن وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم ولهذا لما جاء وفد عبد القيس والحديث في الصحيحين الى النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة قال امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله هكذا قال لهم اتدرون ما الايمان بالله تأمل هنا لو كان حقيقة الايمان تدرك بالرأي او الفكر او ايضا مجرد العلم باللغة ومدلولاتها لاجابوا لاجابوا عن سؤال النبي عليه الصلاة والسلام بما تقتضيه اللغة او بما يتوصل اليه الرأي او نحو ذلك لكنهم ماذا قالوا قال اتدرون ما الايمان بالله قالوا الله ورسوله اعلم الله ورسوله اعلم هذا يستفاد منه فائدة جليلة جدا عظيمة مهمة في باب معرفة الايمان قال اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا الله ورسوله اعلم استفاد منه ان الايمان حقيقته ان حقيقة الايمان لا تدرك الا من خلال الوحي من خلال كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام المبلغ عن الله. ولهذا قالوا الله ورسوله اعلم ولهذا من اراد ان يتعلم الايمان فطريق تعلم الايمان هو القرآن والسنة كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا المصنف رحمه الله وغيره من ائمة العلم وائمة السلف في بيانهم للايمان لا يتجاوزون القرآن والحديث يذكرون حقيقة الايمان مقرونة بالدلائل والشواهد والبراهين على ما يقررونه من كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله الايمان قول وعمل الايمان قول وعمل وهذا محل يا جماعة بين السلف لا خلاف بينهم في ذلك وبراهين هذا التعريف والبيان للايمان في الكتاب والسنة اكثر من ان يحصر قول وعمل والقول اذا اطلق يتناول قول القلب عقيدة وقول اللسان نطقا وتلفظا اذا قرأت مثلا قول الله عز وجل قولوا امنا بالله قولوا امنا بالله او قرأت الحديث قل امنت بالله ما المراد بهذا القول هل هل المراد ان ينطق بهذه الكلمة باللسان نطقا مجردا لا والله قولوا امنا بالله اي قولوها بقلوبكم اعتقادا وبالسنتكم نطقا وتلفظا من قال لا اله الا الله في احاديث كثيرة اي من قالها في قلبه اعتقادا وايمانا وقالها بلسانه نطقا وتلفظا ولهذا القاعدة عند العلماء ان القول اذا اطلق يشمل قول القلب واللسان واما اذا قيد فهو بحسب ما قيد به يقولون بافواههم قيد هنا ما ليس في قلوبهم ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله فاذا قيد القول فهو بحسب ما قيد به. اما اذا اطلق فانه يشمل قول القلب وقول اللسان قول القلب عقيدة وقول اللسان نطقا وتلفظا وعليه فقول السلف الايمان قول وعمل يريدون قولهم الايمان قول اي قول بالقلب عقيدة وقول اللسان نطقا وتلفظا ولهذا بعظ من لا يفهم مراد السلف ومدلولات الالفاظ يقول الامام قول وعمل اين العقيدة ما ذكرت العقيدة في القول لان المراد بالقول قول القلب عقيدة قول القلب عقيدة قول اللسان نطقا وتلفظا هذا هو المراد بقولهم الايمان قول ولهذا قال الشيخ رحمه الله هو قول اي بالقلب واللسان ولهذا قال رحمه الله الايمان قول اي بالقلب واللسان ما معنى بالقلب اي اعتقادا وباللسان اي نطقا فالايمان قول بالقلب واللسان اي بالقلب اعتقادا باللسان نطقا وتلفظا. الايمان بضع وسبعون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله ما المراد باعلاها؟ قول لا اله الا الله اي قولها بالقلب اعتقادا وباللسان نطقا وتلفظا اما اذا كانت مجرد قول باللسان دون عقيدة في القلب فهذه ليست بنافعة لقائلها وان قالها الاف المرات قال وعمل اي بالقلب واللسان والجوارح وعمل اي بالقلب لان القلوب لها اعمال زائدة على الاعتقاد زايدة على الاعتقاد مثل الرجاء والخوف والمحبة والخشية والانابة والتوكل والصدق الى غير ذلك واللسان له ايضا اعمال تسبيح والتهليل وقراءة القرآن والذكر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجوارح لها اعمال فالايمان يشمل ذلك كله. الايمان يشمل ذلك قل له ويجمع هذا كله الحديث المعروف عند اهل العلم بحديث الشعب وهو في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع سبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان فجمع هذا الحديث ما يكون من الايمان في القلب وما يكون من الايمان باللسان وما يكون من الايمان بالجوارح. نعم قال رحمه الله الاول قول القلب وهو تصديقه وايقانه قال الله تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين وقال تعالى وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين وقال تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا صدقوا ثم لم يشكوا وفي حديث الدرجات العلا بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين وقال تعالى هنا اورد ادلة رحمه الله تعالى تبين ان تبين الامر الاول وهو قول القلب الذي هو تصديقه وايقانه وما يكون في القلب من عقيدة وايمان وذكر ادلة على ذلك رحمه الله تعالى منها هذه الاية الكريمة قول الله عز وجل انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي صدقوا ولا ثم لم يشكوا لان الريب الشك الريب الشك والايمان لابد فيه من يقين مثل ما قال الشيخ تصديقه وايقانه تصديقه وايقانه والايقان هو انتفاء الشك الايقان هو انتفاء الشك كما قال الله ثم لم يرتابوا فاذا وجد الشك في القلب انتفى الايمان. لا يجتمع شك وايمان لا يجتمع شك وايمان فاذا وجد الشك انتفى الايمان امنوا ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا نعم قال رحمه الله وقال الله تعالى الذين يؤمنون بالغيب وقال تعالى قولوا امنا بالذين يؤمنون بالغيب الذين يؤمنون بالغيب فيها ايضا شاهد آآ قول القلب الذي هو الايمان والاعتقاد والمراد بالغيب اي كل ما غاب عن الناس مما اخبرت به رسل الله وهذي ميزة المسلم المؤمن انه يتلقى كل ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام بالتصديق والقبول دون تردد او شك او ارتياب. نعم وقال تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم الايات وقال تعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب وغير ذلك من الايات. قوله قولوا قوله سبحانه وتعالى قولوا امنا بالله وكذلك قل امنت بما وقل امنت بما انزل الله من كتاب الامر فيها كما تقدم البيان ان القول اذا اطلق يشمل قول القلب عقيدة واللسان نطقا وتلفظا وبهذا يظهر وجه استدلال الشيخ رحمه الله بهاتين الايتين نعم قال رحمه الله وفي حديث الشفاعة يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه من الخير ما يزن شعيرة الحديث وفي الحديث الاخر فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة او شعيرة من ايمان ثم من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان ثم من كان في قلبه ادنى ادنى ادنى من مثقال حبة من خردل من ايمان نعم يعني هذا الحديث والذي قبله فيه شاهد لقول القلب وهو ما يكون في القلب من ايمان ما يكون في القلب من ايمان ما يكون في القلب من ايمان لا يصح عمل المرء الا به لا يصح عمل المرء الا به لان اذا انتفى آآ الايمان من القلب لم يصح العمل لكن اذا وجد في آآ في القلب قدر من الايمان يصحح الاعمال تكون الاعمال متقبلة. واما بدون الايمان لا تنفع الاعمال وان كثرت ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين نعم قال رحمه الله وقال تعالى في المكذبين اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون؟ وقال تعالى في المرتابين الشاكين يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم وقال فيهم يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم وقال تعالى فيهم اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسوله والله يشهد والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. اي في قولهم نشهد اي كذبوا انهم لا يشهدون بذلك بقلوبهم انما هو بالسنتهم تقية ونفاقا ومخادعة نعم الثاني قول قول اللسان وهو النطق بالشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والاقرار بلوازمها قال الله قولوا امنا واذا يتلى عليهم قالوا امنا بي انه الحق وقال تعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب وقال تعالى الا من شهد بالحق وقال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله. وما في معناه مما سنذكر ومما لا نذكر هذا الثاني مما يدخل في مسمى الايمان قول اللسان قول اللسان وهو النطق بالشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقرار بلوازمهما اي لوازم الشهادتين وهذه اللوازم تأتي لاحقا مفصلة عند المصنف رحمه الله تعالى لاحظ امرا يبين لك ما سبق اورد في الادلة رحمه الله تعالى قول الله عز وجل قولوا امنا بالله واورد ايضا في الادلة قل امنت بما انزل الله من كتاب وقل امنت بما انزل الله من كتاب هاتان الايتان سبق ان ذكرهما رحمه الله تعالى في قول القلب ذكرهما في قول القلب ثم اعاد ذكرهما هنا في قول اللسان وهذا يوضح لك ما سبق ان القول اذا اطلق يشمل قول القلب عقيدة وقول اللسان قول اللسان نطقا وتلفظا وقول اللسان نطقا وتلفظا ولهذا كل اية فيها الامر بهذا القول قولوا امنا بالله وهي كثيرة في القرآن تشمل امرين معا وتصلح شاهد للامرين معا نعم قال رحمه الله الثالث عمل القلب وهو النية والاخلاص والمحبة والانقياد والاقبال على الله عز وجل والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه. الثالث عمل القلب. يعني المراد بعمل القلب اعمال القلوب اعمال اه القلوب لان اه اعمال القلوب التي هي من الايمان كثيرة جدا ومهمة جدا في آآ تحقق الايمان ونماءه وزيادته وثباته وهي منازل مهمة في الترقي في درجات الايمان ورتبه العلية الرفيعة قال عمل القلب وهو النية والاخلاص والمحبة والانقياد والاقبال على الله التوكل و غير ذلك من اعمال القلوب نعم قال الله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وقال شاهد يريدون وجهه والارادة من عمل القلب نعم وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. هذا من ابتغاء هذا من عمل القلب انما نطعمكم لوجه الله. نعم هذا فيه الاخلاص الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وجلا القلب هذا خوف القلب اه خشيته من الله سبحانه وتعالى وهذا عمل عظيم من اعمال القلوب وهو داخل في مسمى الايمان والذين والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. يؤتون ما اتوا ان يقدمون ما يقدمون من طاعات وقربات وقلوبهم وجلة وهذا موطن الشاهد اي خائفة ان ترد اعمالهم ولا تقبل ان ترد اعمالهم ولا تقبل كما يبين ذلك حديث ام المؤمنين عائشة وهو في المسند وغيره باسناد ثابت انها سألت النبي عليه الصلاة والسلام عن هذه الاية قالت اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل فقول الله في هذه الاية الكريمة قلوبهم وجلة يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اه يخاف الا يقبل يخاف الا يقبل اي وجلة خائفة الا تقبل اعمالهم نعم الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم فهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. نعم لينا القلوب اه الى ذكر الله عز وجل هذا عمل من اعمال القلوب الداخلة في مسمى الايمان عند ذكر الله عز وجل اه تلين القلوب وايضا تطمئن الا بذكر الله تطمئن القلوب وهذا كله من اعمال الايمان الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله تطمئن القلوب وقال تعالى الا لله الدين الخالص وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قل الله اعبد مخلصا له ديني. هذه الايات الثلاث فيها الاخلاص والاخلاص من عمل القلب والاخلاص هو الصفاء النية والقصد والا يراد بالعمل الا الله نعم وقال تعالى والذين امنوا اشد حبا لله يحبهم ويحبونه قل ان قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون هذه الايات فيها المحبة والمحبة من اعمال القلوب نعم وقال تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك فقد استمسك بالعروة الوثقى فالهكم اله واحد فله اسلموا. وبشر المخبتين فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. نعم هذه الايات فيها الاسلام آآ الاستسلام ومنه ما يكون في القلب لان الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك والبراءة منه نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأته ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه النية محلها القلب النية محلها القلب ولا ينتفع ولا ينتفع بعمل الا بصلاحها الا بصلاح النية انما الاعمال بالنيات اي معتبرة في قبولها وردها الاعمال انما تكون معتبرة في قبولها وردها بالنيات فاذا صلحت النية قبل العمل واذا فسدت رد ولم يقبل نعم قال رحمه الله وقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا معي فيه غيري تركته وشركه. وقد تقدمت هذا الحديث القدسي يبين ان العمل اذا فسدت النية ولم تكن خالصة لله عز وجل رد على العامل ولم يقبل منه لقول الله عز وجل في هذا الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي في غيري تركته وشركه نعم وقد تقدم جملة من نصوص الاخلاص في الكلام على لا اله الا الله. وتقدم هناك بيانه وما من الشرك الاكبر وما ينافي كماله من الشرك الاصغر وقال صلى الله الشرك الاكبر ينافي اصل الايمان والاصغر ينافي كمال الايمان الواجب لان الكمال كما ان كمال واجب وكمال مستحب والاصغر ينافي الكمال الواجب نعم. وقال صلى الله عليه وسلم احبوا الله من كل قلوبكم وقال صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه من ما سواه مما سواهما الحديث. وقال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين وكان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني الى حبك وقال صلى الله عليه وسلم اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين وقال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. الاحاديث المتقدمة كلها اثبات المحبة مر معنا في هذا ايات المحبة رح الايمان المحبة رح الايمان مكانة المحبة من الايمان مكانة الروح من الجسد وكلما عظمت المحبة في القلب محبة الله عز وجل اه عظمت لوازمها واثارها في العبد طاعة لله ومحبة لما يحبه الله ومحبة لمن يحبهم الله واستسلاما وانقيادا لله عز وجل ولهذا المحبة المدعاة لا تثمر عملا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني فمن لم آآ تظهر عليه اثار المحبة من اتباع وانقياد وامتثال اوامر الله سبحانه وتعالى فهذا علامة على ان محبته دعوة والدعاوى اذا لم يقم عليها بينات فاهله ادعياء وبرهان المحبة الصادق ودليلها البين ان يتبع المرء الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني ولهذا قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاية قال هذه الاية حاكمة على كل من ادعى محبة الله دون اتباع للنهج النبوي والطريق المحمدي فان دعواه كاذبة بان دعواه كاذبة لان برهان اه صدق المحبة اتباع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم. قال رحمه الله وهذا غاية الانقياد اذا لم يكن له هوى غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تقدمت النصوص في التوكل والخوف والرجاء والخشية والخضوع وغير ذلك من اعمال القلوب. نعم نكتفي بهذا نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا. وان يزيدنا علما توفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاك الله خيرا