بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين. قال والايمان هذه المرتبة الثانية في الحديث المذكور والايمان لغة والايمان لغة التصديق. قال اخوة يوسف لابيهم وما انت بمؤمن لنا يقول بمصدق واما في الشريعة فلاطلاقه حالتان الحالة الاولى ان يطلق على الافراد غير مقترن بذكر الاسلام فحينئذ يراد به الدين كله كقوله عز وجل الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور وقوله والله ولي المؤمنين. وقوله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشى دعا قلوبهم لذكر الله وقوله وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فهذا حديث عن المرتبة الثانية من مراتب الدين مما اشتمل عليه الحديث العظيم حديث جبريل وهي مرتبة الايمان هذه المرتبة كما هو مبين في احاديث جبريل لها اركان ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وان تؤمن بالقدر خيره وشره وهي تعد اصولا للايمان لا يقوم الايمان الا عليها الايمان من حيث اللغة قال الشيخ رحمه الله تعالى الايمان لغة التصديق وهنا ايضا ينبه الى ان الايمان من حيث اللغة ليس مرادفا للتصديق لان الايمان تصديق وزيادة ليس مجرد تصديق من حيث المدلول اللغوي الايمان تصديق وزيادة ولهذا اقرب الالفاظ دلالة على المعنى اللغوي للايمان الاقرار الايمان هو الاقرار لان الاقرار يفيد تصديقا واذعانا. تصديقا وانقيادا وهذا هو الايمان ليس مجرد آآ تصديق وانما هو تصديق وزيادة. الزيادة هي الاذعان الانقياد الامتثال قال رحمه الله تعالى الايمان من حيث الاطلاق في النصوص نصوص الكتاب والسنة له حالتان. كما تقدم في الاسلام. حالة يكون ذكر فيها مفردا ليس مقترنا بالاسلام وحالة يذكر فيها مفردا وحالة فيها يذكر مقترنا. مقترنا بالاسلام. فلاطلاقه حالتان قال رحمه الله الحالة الاولى ان يطلق على الافراج غير مقترن بذكر الاسلام. يعني لم يذكر الاسلام معه وانما ذكر وحده وهذه الحالة يراد فيها بالايمان الدين كله هذه الحالة يراد بها يراد فيها بالايمان الدين كله ولهذا في في كل نص تراه في القرآن او في السنة يذكر فيه الايمان ولا يذكر الاسلام معه فالمراد بالايمان الدين كله. بينما اذا ذكر الامام في النص وذكر معه الاسلام فانه يراد بالايمان الاعتقاد ويراد بالاسلام العمل ذكر الشيخ رحمه الله تعالى امثلة من الا النصوص التي جاء فيها ذكر ذكر الايمان مفردا غير مقترن بالاسلام. مرادا به الدين كله فمن ذلكم قول الله عز وجل الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والله ولي المؤمنين الم يأن للذين امنوا اه وعلى الله فليتوكل المؤمنون الى غير ذلك من الايات وهي كثيرة جدا في اه كتاب الله عز وجل يذكر فيها الايمان وحده غير مقترن بالاسلام فيراد به الدين كله. نعم. قال رحمه الله الله وقوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة. ولهذا حصر الله الايمان في من التزم الدين كله باطنا وظاهرا في قوله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا. لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم هذه الاية او الايات واضحة في شمول اه اه الايمان للدين كله لما يكون في القلب من اه من عقيدة اعمال ولما يكون في اللسان من نطق والفاظ هي ذكر هي ذكر لله عز وجل وتلاوة للقرآن وايضا ما يكون في الجوارح من اعمال مثل اقام الصلاة وايتاء الزكاة. فهذه كلها اعمال الايمان وعدت في هذه الايات الكريمة في اوصاف اهل الايمان. ولهذا قال الشيخ رحمه الله حصر الله الايمان في لمن التزم هالدين كله باطنا وظاهرا والمراد بالحصر هنا حصر الامام فيمن التزم الدين كله المراد بالايمان هنا الايمان الكامل الايمان الكامل الايمان التام ولهذا فان هذه الايات في اوصاف المؤمنين الكمل في اوصاف المؤمنين الكمل الذين لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. ووصف الله سبحانه وتعالى درجة ايمانهم من حيث اه قوتها وتمامها بقوله عز وجل اولئك هم المؤمنون حقا نعم كقوله عز وجل انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. وقوله تعالى انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا يا خروا سجدا وسبحوا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون. تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. جزاء بما كانوا يعملون وفسرهم بمن اتصف بذلك كله في قوله عز وجل الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذي يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. اولئك على هدى من ربهم واولئك هم هم المفلحون وهذه اه الايات من اول سورة البقرة هي من الايات الجوامع في اوصاف اهل الايمان واعمالهم ذكر الله سبحانه وتعالى في مقدمة اوصاف هؤلاء المؤمنين ايمانهم اه ايمانهم بالغيب الذين يؤمنون بالغيب والمراد بالغيب اي بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله ولهذا فانهم يتلقون كل ما جاءت به الرسل الايمان والتصديق لا يترددون ولا يشكون وانما يتلقون كل ما جاءت به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه بالقبول والتصديق لا يترددون في شيء من ذلك. يؤمنون بالغيب اي بكل ما غاب عنهم. لا يتوقف ايمانهم على المحسوسات مشاهدات وانما يؤمنون بالمغيبات التي جاء الاخبار عنها في الكتاب او السنة. سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقوله يؤمنون بالغيب هذا يدل على صحة العقيدة صحة عقيدة هؤلاء صحة ايمانهم وان ايمانهم ليس فيه شكوك وتردد ونحو ذلك وانما فيه الجزم واليقين والتصديق وهذا التصديق عام في كل ما جاءت جاءت به النصوص في كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا من يتوقف في قبول شيء من المغيبات ويتردد هذا في ايمانه خلل في ايمانه خلل ولا يكون الايمان ايمانا صادقا الا بالجزم وعدم الشك. في كل امور الايمان في كل امور الايمان التي جاءت في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وذكر جل وعلا في هذا السياق من اوصاف اهل الايمان اقام الصلاة وايتاء الزكاة ولهذا فان الصلاة ايمان وايتاء الزكاة ايمان وجميع الاعمال الصالحة التي امر الله بها او امر بها رسوله عليه الصلاة والسلام فهي ايمان. نعم وفي قوله عز وجل وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. اولئك جزاء مغفرة من ربهم وجنات وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. ونعم اجر العاملين. وهذه الاية اه ايضا في او الايات الجامعة في ذكر اوصاف آآ المؤمنين. الذين اعد الله سبحانه وتعالى لهم وجنة عرضها السماوات والارض اعدها جل وعلا لهم وذكر اوصافهم التي هي موجبة لدخول هذه الجنة وسبب نيلها بفظل الله سبحانه وتعالى عليهم اه رحمتي جل في علاه فذكر اعمال هؤلاء ومن هذه الاعمال النفقة في السراء والضراء النفقة البذل والعطاء وسخاء النفس وعدم الشح ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون وذكر في اوصاف هؤلاء كظم الغيظ والعفو عن الناس وهذا لمقام في قلوبهم من حسن معاملة للخلق بما يحبون ان يعاملوا به والناس لا يسلم احد من الخطأ والزلل ومن كمال ايمان المؤمن كظمه للغيظ فيما يصدر من الناس تجاهه من امور مؤلمة او مواقف مؤذية او نحو ذلك فلا يظهر غيظا وانما يكظم الغيظ ويدفنه ويعفو عن من اساء اليه وهذا العفو الذي يكون منه لمن اساء اليه لا لشيء يرجوه من هذا المسيء وانما لشيء يرجوه من رب العالمين سبحانه وتعالى فهو يعفو لله وطلبا لما عند الله سبحانه وتعالى وجزاء الاحسان الاحسان فمن يعفو يعفو الله عنه. ومن يرحم يرحمه الله. ومن يحسن الى الناس يحسن اليه كما هي قاعدة الشريعة المعروفة ان الجزاء من جنس العمل ان الجزاء من جنس العمل ذكر ايضا من اوصافهم البعد عن الفواحش والاثام ومجاهدة النفس على اتقائها واجتنابها والبعد عنها. وانهم مع هذه المجاهدة والحرص على البعد انها لو فرط منهم شيء من ذلك ووقعوا في شيء من ذلك ذكروا الله ورجعوا مباشرة تائبين مستغفرين منيبين الى الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله وفي قوله عز وجل ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون هنا يقال في ضوء هذه الايات ليس من الصفات اهل الايمان انهم لا يقعون في المعصية. النبي صلى الله عليه وسلم قال كل بني ادم خطاء قد تزل به القدم لكنه في جهاد مع نفسه على البعد عن المعاصي. لكنه لا يصر لا يصر على المعصية بل يبادر الى التوبة والذي يعينه على المبادرة الى التوبة ما قام في قلبه من خوف من الله. وهذا هو الايمان وخشي والخوف من العقاب الذي اعده الله سبحانه وتعالى ولهذا فان الايمان يزع صاحبه ويردع ويردعه عن اقتراف المعاصي واذا فرط منه شيء منها بادر الى التوبة ذكر الله فاستغفر فاناب ورجع الى الله سبحانه وتعالى وفي قوله عز وجل ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم الذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم قذائف ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم. والذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون وفي قوله عز وجل قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذي للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون اولئك هم الوارثون. الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ايضا هذه الايات من الايات الجوامع في ذكر اوصاف اهل الايمان. صدرها الله عز وجل بقوله قد افلح المؤمنون. وقد هنا للتحقيق اي تحقق فلاحهم الفلاح هذه الكلمة تعد اجمع كلمة في حيازة الخير في الدنيا والاخرة فالمفلح هو الذي حاز الخير في دنياه واخراه وهذه انحيازة للخير انما تنال بالايمان والطاعة والعمل ولهذا لما صدر الله عز وجل الاية بقوله قد افلح المؤمنون ذكر على اثر ذلك مباشرة صفات هؤلاء صفات هؤلاء المفلحين وان الفلاح لا لا ينال بتعطيل العمل وتعطيل الطاعة. بل لابد في اه نيله من مجاهدة النفس على طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى اعمالهم اه خشوع في الصلاة وبعد عن اللغو واعراظ عنه واداة للزكاة وحفظ الفروج ورعاية الامانات الى غير ذلك مما ذكره الله سبحانه وتعالى من صفات بهؤلاء نعم وفي قوله عز وجل طين تلك ايات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين الذين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون. هذه نظير ما تقدم في اه سورة البقرة وايضا مثلها ما جاء في آآ اول سورة لقمان نعم. وقد فسر الله تعالى الايمان بذلك كلي في قوله تعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين. والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. هذه الاية الكريمة تعرف باية البر وهي من الايات الجوامع في ذكر اوصاف اهل الايمان وان صفات اهل الايمان في مجملها في ضوء هذه الاية الكريمة آآ قسما القسم الاول من اوصافهم آآ عقائد والقسم الثاني من اوصافهم اعمال ولهذا الايمان عقيدة وعمل وهذا واظح في الاية انظر القسم الاول في اول الاية قوله سبحانه وتعالى في هذا السياق المبارك ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فهذه كلها عقائد هذه كلها عقائد هذا القسم الاول ثم القسم الثاني كله عمل بدءا من قوله واتى المال على حبه الى تمام الاية فالايمان عقيدة وعمل الامام عقيدة وعمل والعقيدة هي الركيزة التي يقوم عليها الايمان وينبني عليها الدين ومن كان على عقيدة صحيحة وعمل جاد في طاعة الله سبحانه وتعالى فهو الصادق في ايمانه ولهذا ختم السياق المبارك بقوله اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون قال رحمه الله وروى ابن ابي حاتم ان ابا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان؟ فتلا عليه الله صلى الله عليه وسلم ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب الى اخر الاية. ثم سأله ايضا فتلاها عليه ثم سأله فقال اذا عملت حسنة احبها قلبك واذا عملت سيئة ابغضها رواه المسعودي بنحو نعم الحديث في سند مقال لكن من حيث المعنى ان هذه الاية عدوا تفسيرا للايمان هذا لا اشكال فيه واضح. الاية من اعظم الايات التي تفسر الايمان وفيها ان الايمان عقيدة وعمل. نعم. قال رحمه الله وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ككل في حديث وفد عبد القيس بذلك كله يعني ما يرجع الى القسمين المتقدمين العقيدة والعمل الايمان يتناول ذلك كله. نعم. في حديث وفد عبد القيس في الصحيحين وغيرهما. فقال امركم بالايمان بالله وحده. قال اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان وان تؤدوا وان تؤدوا من المغنم الخمس وقد جعل صلى الله عليه وسلم قيام رمضان ايمانا واحتسابا من الايمان وكذا قيام اما ليلة القدر وكذا اداء الامانة وكذا الجهاد والحج واتباع الجنائز وغير ذلك. نعم يعني في احاديث كثيرة والحديث المتقدم حديث ابن عباس هو في الصحيحين آآ يعرف بحديث وفد عبد القيس وهذا وفد مبارك جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام على خوف وجل منا الاعداء في الطريق حتى قالوا يا رسول الله انا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام ما نستطيع نأتيك في كل وقت حريصون على الاتيان للنبي عليه الصلاة والسلام والاخذ عنه لكن اه خوف الاعداء يحول بينهم وبين تحقيق هذه الرغبة. ولهذا قالوا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام. فمر بقول فصل مرنا بقول فصل ماذا يصنعون به قالوا نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة هذا الذي قالوه نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة ينبغي ان يكون نبراسا لكل طالب علم وانه في كل مجلس يجلس فيه لطلب العلم ان يصلح نيته على هذا الاساس يطلب العلم ليدخل الجنة بالعمل بهذا العلم ومن اجل ان يخبر الناس وان يبلغهم هذا الخير الذي تلقاه ولهذا ينبغي ان تكون هذه النية متجددة في قلب طالب العلم في كل مرة يجلس فيها يطلب العلم قد قال الامام احمد رحمه الله تعالى العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية. قيل وما صلاحها؟ قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك وهذا الذي جاء في مقولة هؤلاء نخبر به من وراءنا يرفعون الجهل عن غيرهم وندخل به الجنة يرفعون الجهل عن انفسهم. يتعلمون ويعملون ويطيعون الله سبحانه وتعالى قالوا مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة قال امركم بالايمان بالله انظر التعليم ما اجمله امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله وحده امركم بالايمان بالله وحده. اتدرون ما الايمان بالله وحده وتأملوا هنا ان المخاطبين من اهل اللسان العربي ويفهمون جيدا دلالات الالفاظ ومعانيها يفهمون دلالات الالفاظ معانيها. قال اتدرون ما الايمان بالله وحده ماذا قالوا لما سألهم عليه الصلاة والسلام هذا السؤال اتدرون ما الايمان بالله وحده قالوا الله ورسوله اعلم لماذا مع انهم اهل لسان عربي يعرفون معاني الالفاظ ومدلولاتها قالوا ذلك ولننتبه لهذا لانهم يدركون ان الايمان حقيقة الشرعية لا يمكن ان يستفاد علمها ويعرف وتعرف حقيقتها الا من الوحي فالمدلول اللغوي لا يكفي لمعرفة هذه الحقيقة وبهذا تدرك الخطأ الفادح في كثير من كتب العقائد القائمة على اه علم الكلام يحسرون آآ مدلول الايمان على التصديق فقط اخذا من المدلول اللغوي لهذه الكلمة على ان الايمان لغة ليس مرادفا للتصديق كما سبق البيان الحاصل ان الايمان حقيقة شرعية لا يمكن ان تعرف الا من خلال الوحي ولهذا اقرأ في اخر سورة الشورى قول الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فبالوحي يعرف الايمان ولهذا قالوا الله ورسوله اعلم فالله ورسوله اعلم اي مصدر العلم في هذا هو الوحي. ولهذا قال الله ورسوله اعلم فقال عليه الصلاة والسلام الشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تؤدوا الخمس من المغنم عندما تنظر في هذا الحديث تجد ان النبي عليه الصلاة والسلام فسر الايمان بالعمل في هديك جبريل فسر الامام بماذا بالاعتقاد قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وهنا فسر الامام بالعمل وهذا من اصلح ما يكون دلالة على ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان من اصلح ما يكون دلالة على دخول الاعمال في مسمى الايمان. واي شيء اصلح من هذا؟ قال اتدرون ما الايمان بالله وحده ثم ذكر الصلاة والزكاة والصيام وهذه كلها اعمال فسر النبي عليه الصلاة والسلام الايمان بها فاذا جمعت بين حديث جبريل وهذا الحديث اذا جمعت بين حديث جبريل وهذا الحديث يتبين لك ما تقدم وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الايمان بالدين كله اي في النصوص وان الايمان يتناول عند الاطلاق العقيدة ويتناول ايضا العمل. نعم قال رحمه الله وفي الصحيحين الايمان بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة هذا عن الطريق وهذه الشعب المذكورة في القرآن والسنة في مواضع الشعب المذكورة. نعم. المذكورة في القرآن والسنة. وهذه الشعب المذكورة قد جاءت في القرآن والسنة في مواضع متفرقة احسن الله اليكم. قد جاءت في القرآن والسنة في مواضع متفرقة منها ما هو من قول القلب وعمله ومنها ما هو من قول اللسان ومنها ما هو من عمل الجوارح. ولما كانت الصلاة جامعة لقول القلب وعمله وقول اللسان نعم الان اه هذا الحديث هذا الحديث العظيم يعرف بحديث الشعب يعرف بحديث الشعب شعب الايمان وهو ايضا من الاحاديث الجوامع في بيان الايمان قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة في رواية ستون اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياة شعبة من شعب الايمان هذه الشعب يقول الشيخ رحمه الله جاءت في القرآن والسنة في مواضع متفرقة ولهذا بعض العلماء افردوا مصنفات خاصة في هذا الحديث. حديث السؤال واخذوا يجمعون شعب الايمان من الكتاب والسنة وبعضهم اعتبر العدد له مفهوم بضع وسبعون بعضهم اعتبر العدد له مفهوم وبعضهم قالوا العدد لا مفهوم له وان المراد الكثرة كثرة شعب الايمان فبعض اهل العلم جمع آآ الشعب الايمان واوصلها الى هذا العدد المذكور في الحديث اوصلها الى هذا العدد ويذكر في كل شعبة ما يدل على انها من الايمان في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. قال هذه الشعب المذكورة قد جاءت في القرآن والسنة في مواضع متفرقة منها ما ما هو من قول القلب وعمله قول القلب يؤخذ من اعلاها قول لا اله الا الله وعرفنا ان القول اذا اطلق يشمل قول القلب عقيدة وقول اللسان نطقا تلفظا وعمل القلب هذا في قوله في الحديث والحياء شعبة من شعب الايمان ومنها ما هو من اقوال اللسان اعلاها قول لا اله الا الله ومنها ما هو من عمل الجوارح. قال وادناها اماطة الاذى عن الطريق فالحديث واظح الدلالة على ان الايمان منه ما هو في القلب ومنه ما هو اللسان ومنه ما هو على الجوارح. نعم. قال رحمه الله ولما كانت الصلاة جامعة لقول القلب وعمله وقول اللسان وعمله وعمل الجوارح. سماها الله تعالى ايمانا في قول الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم يعني صلاتكم كما يعلم من سبب نزول الاية روى سعيد ابن منصور عن عبدالرحمن ابن يزيد كنا عند عبدالله بن مسعود فذكرنا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما سبقونا به. فقال عبد الله ان امر محمد صلى الله عليه وسلم كان بينا لمن رآه والذي لا اله غيره ما امن احد قط ايمانا افضل من ايمان بالغيب ثم قرأ الف لام ميم ذلك فالكتاب الى قوله المفلحون والايات والاحاديث في هذا الباب يطول ذكرها وانما اشرنا الى طرف منها على ما يدل على ما وراءه وبالله التوفيق. آآ الكلام الذي ذكره الشيخ هنا عن هذه الاية وما كان الله ليضيع ايمانكم كلام عظيم جدا ومتين وهو عزيز يعني نادر ان تجد مثل هذا الكلام نفاسة في بيان الصلاة وانها شاملة لامور الايمان كلها. سبحان الله هذه فائدة عظيمة جدا يقول رحمة الله عليه آآ ولما كانت الصلاة جامعة لقول القلب وعمله وقول اللسان وعمله وعمل الجوارح سماها الله ايمانا في قوله وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم فالصلاة فيها اه امور تقوم في القلب فيها ترسيخ الاعتقاد عندما يأتي المرء باذكار الصلاة هذه الاذكار ليست الفاظ مجردة وعندما يتلو فاتحة الكتاب في كل ركعة ويقرأ ما تيسر من القرآن عندما يعظم الله عز وجل في ركوعه عندما يلجأ اليه في في سجوده ويخضع ويذل معظما لله عز وجل هذا كله تجديد وتقوية الايمان والاعتقاد ولهذا فالصلاة كما ذكر رحمه الله جامعة لقول القلب و عمله وقول اللسان وعمله وعمل الجوارح ولهذا قال الله سبحانه وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم واي شيء اسرح من دخول العمل في الايمان من هذا النص الواضح الذي سمى الله فيه الصلاة ايمانا قال وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم ثم ذكر الشيخ رحمة الله عليه ان آآ سياق الايات والاحاديث في في هذا الباب يطول وانه انما اراد الاشارة الى بعض ذلك مما يدل على غيره ولا يزال للحديث صلة نكتفي بهذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وال وصحبه. جزاكم الله خيرا