نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وهذا المعنى هو الذي قصده السلف الصالح بقولهم رحمهم الله تعالى ان الايمان اعتقاد وقول وعمل وان الاعمال كلها داخلة في مسمى الايمان وحكى الشافعي على ذلك اجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن ادركهم وانكر السلف على من اخرج الاعمال عن الايمان انكارا شديدا وممن انكر ذلك على قائله وجعله قولا محدثا ممن سمي لنا سعيد بن جبير وميمون بن مهران وقتادة هو ايوب السختياني والنخاعي والزهري وابراهيم ويحيى بن ابي كثير والثوري والاوزاعي وعمر بن عبدالعزيز وغيرهم قال الثوري هو رأي محدث ادركنا الناس على غيره وقال الاوزاعي كان من مضى من السلف لا يفرقون بين العمل والايمان وكتب عمر ابن عبد العزيز الى الامصار اما بعد فان الايمان فرائض وشرائع فمن استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى لما انهى الكلام على ذكر الادلة والشواهد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في بيان ان الايمان قول واعتقاد وعمل وان الايمان ليس في القلب فقط او في القلب واللسان فقط بل وفي القلب واللسان والجوارح ولكل حظه من الايمان في ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لما انهى ذلك رحمه الله تعالى قرر هنا ان هذا قول السلف رحمهم الله تعالى باجماعهم وانهم انكروا على من قال بخلاف ذلك ومن هؤلاء من يقال لهم المرجئة وهم من يخرجون العمل من مسمى الايمان لان الارجاء في اللغة هو التأخير. قالوا ارجه واخاه اي اخفره وسمي هؤلاء مرجئة لانهم يؤخرون العمل يخرجونه من الايمان لا يجعلونه داخلا في الايمان والسلف رحمهم الله تعالى انكروا مقالة هؤلاء انكارا شديدا لان هذا القول مصادم ومعارض النصوص الكثيرة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الواضحة في دخول العمل في مسمى الايمان وان الايمان قول واعتقاد وعمل ولهذا فان السلف رحمهم الله تعالى مجمعون على ذلك. وحكى اجماعهم عليه غير واحد من اهل العلم ان الايمان قول واعتقاد وعمل وكتب عمر وكتب عمر بن عبدالعزيز الى الامصار اما بعد فان الايمان فرائض وشرائع فمن استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان. نعم. اولا قول الاوزاعي قبله قال رحمه الله كان من مضى من السلف لا يفرقون بين العمل والايمان اي كما هو صنيع المرجئة بل يعدون العمل من الايمان لا يفرقون بين العمل والايمان كحال من يقول العمل ليس من الايمان بل اه قولهم باجماعهم ان العمل داخل في مسمى الايمان وعمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى كتب الى الامصار بان الايمان فرائض وشرائع فمن استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان الامام فرائظ وشرائع يعني مثل ما مر معنا في حديث الشعب بضع وسبعون شعبة خصال كثيرة اعمال كثيرة منها ما هو مأمور به على سبيل الفرظ ومن الشرائع واعمال جاءت الشريعة بالحث عليها والترغيب في القيام بها فمن استكمل هذه الشرائع استكمل الايمان فمن استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان اذا هذه الشرائع داخلة في الايمان وهذا وجه الشاهد من سوق هذا الاثر. هذه الشرائع داخلة في مسمى الايمان فاذا استكملها العبد استكمل الايمان وان لم يستكملها لم يستكمل الايمان وايضا يستفاد من هذا ان اهل الايمان في ايمانهم ليسوا على درجة واحدة بل هم متفاوتون بحسب حظهم من خصال الايمان وفرائضه وشرائعه وآآ اعماله الكثيرة نعم قال رحمه الله تعالى وهذا المعنى هو الذي اراد البخاري اثباته في كتاب الايمان وعليه بوب ابوابه كلها فقال باب امور الايمان وباب وباب الصلاة من الايمان وباب الزكاة من الايمان. وباب الجهاد من الايمان وباب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الايمان وباب الحياء من الايمان وباب قيام ليلة القدر من الايمان وباب قيام رمظان من الايمان وباب صوم رمظان احتسابا من الايمان وباب اتباع الجنائز من الايمان وباب اداء الخمس من الايمان وسائر ابوابه. نعم هذا صنيع البخاري رحمه الله في كتابه الامام من كتابة الصحيح وهو من اوائل الكتب في صحيح البخاري وقد عقد فيه ابواب كثيرة جدا رحمه الله تعالى يؤكد فيها ان الاعمال داخلة في الايمان تقريرا لقول السلف واجماعهم على ذلك من جهة وردا على المخالفين الذين يخرجون العمل من الايمان ولا يعدونه داخلا في مسماه فهذه التوبيبات وما ساق تحتها رحمه الله تعالى من شواهد ودلائل من احاديث النبي عليه الصلاة والسلام الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم واظحة في ان هذه الاعمال داخلة في الايمان وان الصلاة ايمان والصيام ايمان والزكاة ايمان وقيام الليل ايمان والصدقة ايمان والحج ايمان وكل الطاعات التي امر الله سبحانه وتعالى عباده بها هي من الايمان كما قال عمر رضي الله عنه اذا استكملها استكمل الايمان نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك صنع النسائي في المجتبى وبوب الترمذي على حديث وفد عبد القيس باب ما جاء في اضافة الفرائض الى الايمان. ما جاء في اضافة الفرائض الى الايمان لان النبي عليه الصلاة والسلام في حديث وفد عبد القيس قال لهم اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال الايمان بالله وحده شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تعطوا من المغنم فهذه كلها اعمال وفرائض وقد عدها عليه الصلاة والسلام من الايمان ولهذا قال ان النسائي رحمه الله الترمذي رحمه الله تعالى قال ما جاء في اضافة الفرائض الى الايمان اضافة الفرائض الى الايمان اي انها داخلة في مسمى الايمان نعم قال رحمه الله تعالى وكلام ائمة الحديث وتراجمهم في كتبهم يطول ذكره وهو معلوم مشهور ومما قصدوه بذلك الرد على اهل البدع ممن قال هو مجرد التصديق فقط كابن الرواندي ومن وافقه من المعتزلة وغيرهم اذ على هذا القول يكون اليهود الذين اقروا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم. واستيقنوها ولم يتبعوه مؤمنين بذلك وقد نفى الله الايمان عنهم من يقول ان الامام مجرد التصديق ان يصدق فعلى قول هؤلاء يدخل خلق من الكفار في الايمان. يدخل خلق من الكفار في الايمان ممن صدق بان النبي حق وان الدين الذي جاء به حق ولكنه لم ينقد له ولم يمتثل امره ولم يدخل في الدين الذي جاء به فعلى قول من يقول ان الايمان هو مجرد التصديق يدخل آآ خلق من اه الكفار في الدين ويكونون من اهل الدين وهذا من ابطل الباطل نعم قال رحمه الله تعالى وقال جهم بن صفوان واتباعه هو المعرفة بالله فقط وعلى هذا القول ليس على وجه الارض كافر بالكلية اذ لا يجهل الخالق سبحانه احد. وهذا اشد من الذي قبله قول الجام اشد من الذي قبله من يقول ان الايمان هو مجرد المعرفة فقط لا يبقى على وجه الارض احد ليس مسلم اوليس بمؤمن نعم قال رحمه الله تعالى وما احسن ما قاله العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته الكافية الشافية قالوا واقرار العباد بانه خلاقهم هو منتهى الايمان والناس في الايمان شيء واحد كالمشط عند تماثل الاسنان فاسأل ابا جهل وشيعته ومن والاهم من عابد الاوثان فاسأل فاسأل ابا جهل وشيعته ومن والا همه من عابد الاوثان وسل اليهود وكل اقلف مشرك عبد المسيح مقبل الصلبان واسأل ثمود وعاد بل سل قبلهم اعداء نوح امة الطوفان عبد المسيح. مقبل الصلبان. ليش مقبل ليه مقبل السوء هذه الصفة لمن؟ اي نعم يا شيخ صلوا عليك وسل اليهود وكل اقلف مشرك عبد المسيح مقبل الصلبان. لابد ان تكون مقبلا. نعم والا المعنى نعم احسن الله اليكم واسأل ثمود وعاد بل سل قبلهم اعداء نوح امة الطوفان. واسأل ابا الجن اللعين اتعرف الخلاق ام اصبحت ذا نكران واسأل شرار الخلق اقبح امة لوطية هم ناكح الذكران واسأل كذلك امام كل معطل فرعون مع قارون مع هامان هل كان فيهم منكر للخالق هل كان فيهم منكر للخالق الرب العظيم مكون الاكوان فليبشروا ما فيه ممن كافر هم عند جهم كامل الايمان هذا بسط من ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه الابيات من النونية يبين فيه سوء مقالة الجهمية اتباع الجهم الذين عندهم الايمان مجرد المعرفة وانه على هذا القول جميع هؤلاء الذين عددهم رحمه الله تعالى آآ يدخلون في الايمان ولهذا ختم الابيات بقوله فليبشروا يعني جميع هؤلاء فليبشروا ما فيهم من كافر هم عند جهم كامل الايمان وكفى بهذا دلالة على قبح هذه المقالة وشناعتها وسوءها نعم قال رحمه الله تعالى وقالت المرجئة والكرامية الايمان هو الاقرار باللسان دون عقد القلب فيكون المنافقون على هذا مؤمنين. وقد قال تعالى فيهم ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله الى قوله وتزهق انفسهم وهم كافرون. الشاهد آآ ان الله عز وجل قال انهم كفروا. قالوا وهم كافرون مع انه في الظاهر نطقوا اه الشهادة ومن يقول من اصحاب المقالات الظالة ان الامام مجرد الاقرار دون عقد القلب على هذا الاقرار يكون مؤمنا على هذا القول ايضا المنافق يدخل المنافق يدخل والله عز وجل في ايات كثيرة وصف المنافقين بانهم كفار وانهم في الدرك الاسفل من النار. نعم وغير ذلك من الايات وهم قد نطقوا بالشهادتين بالسنتهم فقط وكذبهم الله عز وجل في دعواهم في غير موضع من القرآن وقال اخرون التصديق اداك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. نعم قال رحمه الله تعالى وكذبهم الله عز وجل في دعواهم في غير موضع من القرآن وقال اخرون التصديق بالجنان والاقرار باللسان وهذا القول مخرج لاركان الاسلام الظاهرة المذكورة في حديث جبريل وهو ظاهر البطلان وذهب الخوارج والعلاف ومن وافقهم الى ان الى انه الطاعة باسرها فرضا كانت او نفلا وهذا القول مصادم لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم لوفود العرب السائلين عن الاسلام والايمان وكلما يقول له السائل في فريضة هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تتطوع شيئا وذهب الجبائي واكثر المعتزلة البصرية الى انه الطاعات المفروضة من الافعال والتروك دون النوافل وهذا ايضا يدخل المنافقين في الايمان وقد نفاه الله عنهم وقال الباقون منهم العمل والنطق والاعتقاد والفرق بين هذا وبين قول السلف الصالح ان السلف لم يجعلوا كل الاعمال شرطا في الصحة بل جعلوا كثيرا منها شرطا في الكمال كما قال عمر بن عبدالعزيز فيها من استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان والمعتزلة جعلوها كلها شرطا في الصحة والله اعلم والحالة الثانية ان يطلق الايمان مقرونا بالاسلام وحينئذ يفسر بالاعتقادات الباطنة كما في حديث جبريل هذا وما في معناه وكما في قول الله عز وجل والذين امنوا وعملوا الصالحات في غير ما موضع من كتابه وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الجنازة اللهم من احييته منا فاحييه على الاسلام ومن توفيته منا وفقه على الايمان. ارجع البيت الذي اوقفتك عنده وصلى اليهود وسل اليهود وكل اقلف مشرك عبد المسيح مقبلين. انا وهمت مقبلي عائدة على مشرك عايدة على مشرك وكل اغلف مشرك مقبل. نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى والحالة الثانية ان يطلق الايمان مقرونا بالاسلام وحينئذ يفسر بالاعتقادات الباطنة كما في حديث جبريل كما في حديث جبريل هذا وما في معناه وكما في قول الله عز وجل والذين امنوا وعملوا الصالحات في غير ما موضع من كتابه. وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الجنازة اللهم من احييته منا فاحييه على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان وذلك انى وذلك ان الاعمال ان يذكر رحمه الله الحالة الثانية وهي اقتران الايمان بالاسلام فمر معنا في حديث الشيخ رحمه الله تعالى عن الاسلام اه ذكره الحالة الثانية من الاطلاقات المتعلقة بالاسلام ان يكون مقترنا بالايمان فالايات التي ذكرها هناك صالحة لي ان يستدل بها هنا الايات التي ذكرها هناك صالحة لان يستدل بها هنا وعرفنا هناك ان الايمان اذا اقترن بالاسلام فيراد بالايمان العقيدة وبالاسلام العمل. نعم قال رحمه الله هذا الحديث ايضا سبق الاشارة اليه هناك في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للميت في الصلاة على الجنازة اللهم من احييته منا فاحيه على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان فالايمان ذكر في آآ الوفاة ذكر الايمان وفي الحياة ذكر الاسلام وذلك ان الاسلام هو العمل فما دام المرء حيا يتمكن من العمل فدعي له بذلك واما من حضرته الوفاة ليس عنده فرصة ليعمل الا ان يموت على الايمان العقيدة الصحيحة فدعي له بذلك. نعم قال رحمه الله تعالى وذلك ان الاعمال بالجوارح وانما وانما يتمكن منها في الحياة فاما عند الموت فلا يبقى غير قول بالقلب وعمله. هذا شرح هذه الدعوة شرح لهذه الدعوة هو سبب ذكر الاسلام عند ذكر الحياة وذكر الايمان عند ذكر الوفاة. السبب في ذلك مثل ما قال الشيخ وذلك ان الاعمال بالجوارح وانما يتمكن منها في الحياة ولهذا دعا له في الحياة بالاسلام فاما عند الموت فلا يبقى غير قول القلب وعمله فلا يبقى قول القلب وعمله اذا علم ذلك فماذا يقال في معنى الاية الكريمة اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلم ماذا يقال في معنى هذه الاية؟ ولا تموتن الا وانتم مسلمون المعنى في الاية واضح وهو امر بالمداومة على العمل في الحياة مداومة على العمل في الحياة لان المرأة لا يدري متى يفجأه الموت ولهذا قوله ولا تموتن الا وانتم مسلمون اي داوموا على العبادة وعلى العمل وعلى طاعة الله عز وجل بحيث لا يأتي الموت في اي وقت الا والمرء على عمل صالح نظير قول الله سبحانه وتعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اي داوم على عبادة الله الى ان يأتيك الموت نعم قال رحمه الله تعالى وكحديث انس رضي الله تعالى عنه عند احمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاسلام علانية والايمان في القلب الاسلام علانية يعني اعمال ظاهرة. هذا المراد الاسلام علانية اي اعمال ظاهرة والايمان في القلب والايمان في القلب اي عقيدة في مستقرة في القلب ليست ظاهرة لا ترى نعم قال رحمه الله تعالى والحاصل انه اذا افرد كل من الاسلام والايمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ بل كل منهما على انفراده يشمل الدين كله وان فرق بين الاسمين كان الفرق بينهما بما في هذا الحديث الجليل. الحديث الجليل حديث جبريل المشهور. وهذه خلاصة جيدة ذكرها رحمه الله هنا حاصل حاصل القول ان ان انه اذا افرد كل من الاسلام والايمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ فلا فرق بينهما حينئذ لان كل منهما يدل على الدين كله نعم قال رحمه الله تعالى بل كل منهما على انفراده يشمل الدين كله وان فرق بين الاسمين كان الفرق بينهما بما في هذا الحديث الجليل. نعم. والمجموع مع الاحسان هو الدين كما سمى النبي صلى الله عليه سلم ذلك كله دينا وبهذا يحصل الجمع بين هذا الحديث وبين الاحاديث التي فيها تفسير الايمان بالاسلام والاسلام بالايمان وبذلك جمع بينه وبينها اهل العلم قال ابن رجب تفسير الامام بالاسلام ماذا جاء في نصوص منها حديث وفد عبد القيس امركم بالايمان ثم فسره باعمال الاسلام والاسلام بالايمان مر معنا في قال اي الاسلام افظل؟ قال الايمان. نعم قال ابن رجب رحمه الله تعالى ما ام وجه الجمع بين هذه النصوص وبين حديث سؤال جبريل عليه السلام عن الاسلام والايمان وتفريق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما وادخاله الاعمال في مسمى الاسلام دون الايمان فانه يتضح بتقرير اصل وهو ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعظ تلك المسميات. والاسم المقرون به دالا على باقيها. هذي قاعدة عظيمة جدا ذكرها ابن رجب رحمه الله تعالى بعض العلماء يختصرها في عبارة آآ اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمعا تأمل كلامه الذي قدم به لهذه القاعدة رحمه الله تعالى يقول اه اه يقول رحمه الله تعالى اه واما وجه الجمع بين هذه النصوص وبين حديث سؤال جبريل عليه السلام عن الاسلام والايمان وتفريق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما وادخاله الاعمال في مسمى الاسلام دون الايمان. هذا في حديث جبريل يعني حديث جبريل لما قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بقدر خيره وشره. ما قال والصلاة والصيام ها؟ هم. ما قال والصلاة والصيام مع ان الصلاة والصيام ماذا داخلة في الايمان عند الاطلاق لكن هنا في هذا الحديث حديث جبريل جمع بينهما ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بالعقيدة وفسر الاسلام بالعمل فسر الاسلام بالعمل لانه ما ذكرا معا والقاعدة المقررة هنا قاعدة عظيمة عظيمة جدا تتناول الفاظ كثيرة كما سيأتي في الشريعة آآ ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعظ تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها صار ذلك الاسم يعني اذا قرن الايمان بالاسلام وصار الايمان دال على بعظ تلك المسميات اي العقيدة. والاسلام دال على باقيها اي العمل. نعم قال رحمه الله تعالى وهذا كاسم الفقير والمسكين فاذا افرد احدهما دخل فيه كل من هو محتاج. فاذا قرن احدهما بالاخر دل احد الاسمين على بعض انواع ذوي الحاجات يأتي والاخر على باقيها فهكذا اسم الاسلام والايمان اذا افرد احدهما دخل فيه الاخر ودل بانفراده على ما يدل عليه الاخر بانفراده فاذا قرن بينهما دل احدهما على بعض ما يدل عليه بانفراده ودل الاخر على الباقي قال ورحمه الله وقد صرح بهذا المعنى جماعة من الائمة. قال ابو بكر الاسماعيلي في رسالته الى اهل الجبل قال كثير من اهل السنة والجماعة ان الايمان كله من آآ جامع العلوم والحكم كل ما نقول من جامع العلوم والحكم لابن رجب رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى قال كثير من اهل السنة والجماعة ان الايمان قول وعمل والاسلام فعل ما فرض الله تعالى على الانسان ان يفعله اذا ذكر كل اسم على حدته مضموما الى الاخر فقيل المؤمنون والمسلمون جميعا مفردين اريد باحدهما معنى لم يرد به الاخر واذا ذكر احد الاسمين شمل الكل وعمهم وقد ذكر هذا المعنى ايضا الخطابي في كتابه معالم السنن وتبعه عليه جماعة من العلماء من بعده قلت كلام الخطابي الذي اشار اليه ابن رجب ذكره النووي في شرح مسلم. قال قال الامام ابو سليمان احمد بن محمد بن ابراهيم البستي الفقيه الفقيه الاديب الشافعي المحقق رحمه الله تعالى في كتابه معالم السنن ما اكثر ما يغلط الناس في هذه المسألة فاما الزهري فقال الاسلام الكلمة والايمان العمل واحتج بالاية يعني قوله عز وجل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وذهب غيره الى ان الاسلام والايمان شيء واحد واحتج بقوله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين قال الخطابي وقد تكلم في هذا الباب رجلان من كبراء اهل العلم وصار كل واحد منهما الى قول من هذين ورد الاخر منهما على المتقدم وصنف كتابا يبلغ عدد اوراقه المئين قال الخطابي والصحيح من ذلك ان يقيد الكلام في هذا ولا يطلق. وذلك ان المسلم قد يكون مؤمنا في بعض الاحوال ولا يكون مؤمنا في بعضها والمؤمن مسلم في جميع الاحوال. قالوا كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا نعم والمؤمن مسلم في جميع الاحوال فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا واذا حملت الامر على هذا استقام لك تأويل الايات واعتدل القول فيها ولم يختلف شيء منها واصل الايمان التصديق واصل الاسلام الاستسلام والانقياد. فقد يكون المرء مستسلما في الظاهر غير منقاد في الباطن وقد يكون مصدقا في الباطن غير منقاد في الظاهر قلت ما رواه الخطابي عن الزهري انه قال الاسلام الكلمة والايمان العمل هذا عندي فيه نظر فانه غير قيم المبنى ولا واضح المعنى والزهري امام عظيم من كبار حملة الشريعة لا يجهل مثل هذا وليست هذه وليس هذه العبارة محفوظة محفوظة محفوظة عنه من وجه يصح بهذه الحروف فان صح النقل عنه ففي الكلام تصحيف واسقاط لعل الصواب فيه هكذا الاسلام الكلمة والايمان والعمل فسقط الواو العاطفة للعمل على الايمان وهذا متعين لموافقته قول اهل السنة قاطبة ان الايمان اعتقاد وقول وعمل والزهري من اكبر ائمتهم وقد تقدم قوله معهم فيما روى الشافعي عنهم رحمه الله تعالى ويكون عنا بالاسلام الدين كله كما عنى غيره بالايمان الدين كله وهذا مما يدل على ذلك ومما يدل على ذلك استدلاله بالاية المذكورة. آآ كلام الخطابي من بدايته يؤجل الكلام عليه الى آآ لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا