الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى والرابع الصيام فاسمع واتبع والخامس الحج على من يستطع الركن الرابع من اركان الاسلام الصيام. وهو في اللغة الامساك وفي الشرع امساك مخصوص في زمن مخصوص مخصوصة وكان فرض صوم شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة هو والزكاة قبل بدر قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. فمن تطوع خيرا فهو خير له. وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فمن شهد منكم الشهر فليصمه الى اخر الايات وقد تقدمت الاحاديث فيه وقد ثبت بالكتاب والسنة والاجماع كفر من جحد فرضيته. وتقدم القول بقتل تاركه مع الاقرار والاعتراف بوجوبه وقوله فاسمع واتبع مأخوذ من قول الله عز وجل فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الركن الرابع من اركان الاسلام الخمسة التي تقدمت معنا في حديث جبريل المشهور والذي آآ شرع المصنف رحمه الله تعالى في شرحه تفصيلا والصيام فريضة عظيمة من فرائض الاسلام وركن من اركانه وعمود من اعمدته واحد مبانيه الخمسة كما قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام والصيام هو صيام شهر واحد في العام كله وهو شهر رمظان خير الشهور وابركها والله عز وجل فاضل بين الشهور والايام فكان خير الشهور شهر رمضان وافضلها. وفيه ليلة واحدة هي خير من الف شهر والله عز وجل كتب على عباده صيام هذا الشهر ليكون ذلك موجبا لتحقيق تقواه. كما مر معنا في الاية لعلكم تتقون ولهذا ينبغي ان يعلم ان الصيام من اعظم الامور المعينة على تحقيق التقوى لما فيه من تهذيب النفوس وترويظها على الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى والجد في طلب مرظاته عز وجل والمجانبة الذنوب والمعاصي والاثام فكم وكم لعبادة الصيام وفريظة الصيام من الاثر المبارك على من يؤدي الصيام بحقه مراعيا ضوابطه وادابه في ضوء كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الشيخ رحمه الله تعالى وكان فرض صوم شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة هو الزكاة قبل بدر اي قبل غزوة بدر اي ان بين فرضية الصيام والزكاة وفرضية الصلاة قرابة الخمس سنوات لان الصلاة فرضت قبل الهجرة بثلاث سنوات فبينهما خمس سنوات تقريبا اول ما فرض توحيد الله عز وجل وبقي الامر على ذلك عشر سنوات ثم فرضت الصلاة ثم بعدها بخمس سنوات تقريبا فرض الصيام والزكاة ثم بعد ذلك فرظ الحج ايضا بما بينه وبين الصيام والزكاة قرابة الخمس او الست سنوات هذا هذه المعرفة بترتيب فرضية فهذه العبادات يبين للمسلم مكانة هذه العبادات العظيمة وان الصلاة هي اعظم فرائض الاسلام بعد الشهادتين اعظم فرائض الاسلام بعض بعد الشهادتين ومن يجهلون ذلك ويقعون في تهاون والعياذ بالله في هذه الصلاة حتى ان بعض الناس ربما يحج وهو لا يزال متهاونا في الصلاة حتى في ايام حجة فهؤلاء ما عرفوا الاسلام ولا عرفوا فرائض الاسلام ولا عرفوا مكانة الصلاة في الاسلام وانها عماد عماد ينبني عليه دين الله سبحانه وتعالى بل سبحان الله لما يأتي الحاج عن شوق لاداء هذا الحج ويكون حجه حج الفريضة اتيانه الى مكة هو اول اتيان يرى هذا البيت الذي يستقبله كل يوم فرضا خمس مرات يراه بعينه في غاية الشوق لهذا البيت الذي يستقبله في ادائه للفريضة خمس مرات في اليوم والليلة فكيف يستقيم من مسلم ان يأتي الى هذا البيت ويؤدي هذه الفريضة فريضة الحج وهو لا يزال متهاونا في هذه الصلاة مضيعا لها الحاصل ان الصيام فريضة عظيمة من فرائض الاسلام ويترتب عليه من الاثار والثمار في الدنيا والاخرة ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى الركن الخامس الحج وهو على ما يستطيع. اي من استطاع اليه سبيلا قال الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين وقد قول الشيخ فيما سبق في البيت فاسمع واتبع هذا منهج وهو كما ذكر رحمه الله تعالى مستقى من الاية الكريمة فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب هذا منهج هذا منهج حياة منهج حياة عظيم ينبغي ان يكون المسلم على دأب في هذا الامر يحرص على سماع القول سماع الخير يبحث عن مجالسه يحرص على ان يكون مستمعا للخير له نصيب من سماع الخير ثم من بعد ذلك لا يجعل حظه من الخير مجرد سماعه بل يجعل همته من سماع الخير العمل به فانه انما امر بالعلم وطلبه من اجل العمل فمقصود العلم العمل ولهذا ينبغي ان يحرص المسلم كل يوم من ايامه على هذين الامرين سماع الخير والعمل به ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم بعد صلاة الصبح يقول اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا الركن الخامس قال رحمه الله تعالى الركن الخامس الحج وهو على من يستطيع اي من استطاع اليه سبيلا قال الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين وقد ذكر الله تعالى تفصيله في سورة البقرة من قوله تعالى واتموا الحج والعمرة لله الى قوله اليه تحشرون واشتراطه الاستطاعة فيه مصرح به في الاية وفي حديث جبريل وفي حديث معاذ وغيرها وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بالزاد والراحلة قال رحمه الله الركن الخامس الحج وهو على من يستطيع اي كما قال الله سبحانه وتعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا والنبي عليه الصلاة والسلام فسر الاستطاعة بالزاد والراحلة هذا الحج الذي هو ركن من اركان الاسلام العظيمة انما يجب على المرء في عمره كله مرة واحدة في عمره كله مرة واحدة لو عمر ما عمر امتدت الحياة به ما امتدت فهو انما يجب عليه في عمره كله مرة واحدة وما زاد على هذه المرة فهو تطوع وليس بفريضة وايضا هذه المرة الواحدة لا تجب الا على المستطيع لا تجب الا على المستطيع ومن لم يكن مستطيعا فلا ملامة عليه لا ملامة عليه لان الله سبحانه وتعالى فرضه على من استطاع السبيل الى الحج لكن اذا كان ليس على ليس عند الانسان استطاعة لاداء هذه الفريضة فلا ملامة عليه ولا حرج ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وهذا يبين لنا اليسر الذي في هذا الدين. فانظر فرائض الدين التي يدخل بها المسلم الجنة دلني على عمل يباعدني من النار ويدخلني الجنة كما جاء في حديث معاذ فذكر له هذه الخمس ذكر له عليه الصلاة والسلام هذه الخمس فاذا امسكها وحافظ عليها مثل ما مر معنا فيما سبق بعضهم عندما يخبره النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الخمس يحلف على ماذا الا يزيد عليها شيئا ويقول النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ان صدق. وهو حلف الا يزيد على هذه الخمس شيئا فهذا كله يبين لنا اليسر العظيم الذي في هذا الدين فالفرائض التي بها دخول الجنة والمباعدة من النار بعد فريضة التوحيد خمس صلوات في اليوم والليلة وانظر ايضا ما في الصلاة من تيسير والزكاة وهي على الواجد المستطيع الذي عنده النصاب وحال عليه الحول والصيام شهر واحد في كل عام وايضا مناط بالاستطاعة وانظر التيسير ايضا في الايات التي مرت معنا يريد الله بكم اليسر والحج في العمر كله مرة واحدة. فهذه فرائض الاسلام قد قال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر نعم قال رحمه الله تعالى وروى الامام احمد عن ابن عباس رضي الله عنه انه ولا خلاف في كفر من جحد فرضيته وتقدم الخلاف في كفر تاركه مع الاقرار بفرضيته وروى الامام احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجلوا الحج يعني الفريضة فان احدكم لا يدري ما يعرض له ورواه ابو داوود بلفظ من اراد الحج فليتعجل. وروى الاسماعيلي لا يدري ما يعرض له لا يدري ما يعرظ له يعني قد يكون في صحة ثم لا تبقى الصحة. لان الصحة يعقبها مرض وقد يكون في غنى وقد يأتي عليه وقت لا يكون عنده مال اه فالغنى قد يعقبه فقر ولهذا المرأة لا يدري ما على غلام فاذا وجد من نفسه صحة وقدرة واستطاعة لا يسوف ولا ولا يؤجل بل يبادر يعجل الى اداء هذه الفريضة التي افترضها الله عليه فانه لا يدري ما يعرض له قد يكون مستطيع بدنيا ثم لا يكون بعد ذلك مستطيعا قد يكون مستطيع ماليا ثم لا يكون بعد ذلك مستطيعا نعم قال رحمه الله تعالى وروى الاسماعيلي باسناد صحيح عن عبدالرحمن بن غنم انه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول من اطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهوديا او نصرانيا وروى سعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقد هممت ان ابعث رجالا الى هذه الامصار كيف ينظروا الى كل من كان عنده فلم يحج فيضربوا عليه الجزية ما هم بمسلمين وروى البغوي عن ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم تحبسه حاجة ظاهرة او مرض حابس او سلطان جائر ولم يحج فليمت ان شاء يهوديا او نصرانيا وروى الامام احمد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايها الناس فرض عليكم الحج فحجوا او فرض عليكم الحج الحج فحجوا فقال رجل اكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم ام لوجبت ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم واذا امرتم بشيء فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن شيء فدعوه. رواه مسلم بنحو هذا والله اعلم واذا نهيتكم عن شيء فدعوه لم تذكر الاستطاعة في النهي لان النهي ترك والترك مستطاع لكن الامر فعل الامر فعل والفعل قد يكون مستطاعا وقد لا يكون مستطاعا يعني لو قيل لرجل احمل هذا الحجر هذا امر بفعل قد يكون مستطيعا على فعله وقد يكون غير مستطيع ولهذا قال ما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم لكن اذا قيل لا تدخل من هذا الباب هذا ترك وترك مستطاع الترك مستطاع ولهذا لم يقل فيه ما استطعتم نعم قال رحمه الله تعالى وروى احمد وابو داوود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الناس ان الله تعالى كتب عليكم الحج فقام الاقرع بن حابس فقال يا رسول الله افي افي كل عام فقال لو قلتها لوجبت ولو وجبت لم يعملوا بها ولن تستطيعوا ان تعملوا بها الحج مرة فمن زاد فهو تطوع نعم الحج مرة فمن زاد فهو تطوع. اريد ان اشير الى فائدة احفظوها وانقلوها الى من تنطبق عليه من يؤدي حج الفريضة من يؤدي حج الفريضة ينبغي ان يدرك ان هذا الحج حج الفريضة وان ما يأتي به من حج بعد ذلك فكله تطوع فاذا تأمل في هذا المقام قول النبي عليه الصلاة والسلام ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه احب الي مما افترضته عليه اقول ذلك لان كثير ممن يؤدي حج الفريضة قد يأتي به على صورة يكون متهاونا في تتميمه وتكميله حتى ان بعضهم يندم ويود لو انه يعاد لكنه لا يعاد فما زاد عليه فهو تطوع ولهذا ينبغي ان ينبه كل من كان حجوا وحج فريضة ان يحسن تكميله وتتميمه ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. وكل حج يحج بعد ذلك فهو تطوع وليس بفريضة. الفريضة الاولى فقط نعم قال رحمه الله تعالى ذكر امور تدخل في مسمى الايمان والاسلام من الاوامر والمناهي والاخبار قال الله عز وجل قال ذكر امور تدخل في مسمى الايمان والاسلام ثم ذكر ثلاث اشياء الاوامر والمناهي والاخبار. ننتبه لهذا ذكر ثلاثة اشياء تدخل في مسمى الايمان الاسلام الاوامر والنواهي والاخبار الاوامر فرضها ونفلها والنواهي محرمة ومكروهها والاخبار بان تصدق وان يؤمن بها فان ايمان المؤمن تصديقه الاخبار اي الواردة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام هذا من الايمان ولهذا فان مقتضى الشهادة بان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر. وهذه الثلاث كلها من الايمان فعل الاوامر وتصديق الاخبار والانتهاء عن النواهي هذا كله ايمان نعم قال رحمه الله تعالى قال الله عز وجل وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين ان الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها الايات وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين. اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة. ومما رزقناهم ينفقون. واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه قالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين وقال تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان انها ساءت مستقرا ومقاما والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما. والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميان والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما اولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما نعم يعني واضح ما في هذه الايات من دخول هذه الامور وهذه الاعمال ما كان منها من اه اه افعال للاوامر والقيام بها او ترك للنواهي واجتناب لها وان ذلك كله من الايمان نعم وقال تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون. وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون هنا السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين قال ان الله اشترى من المؤمنين ثم ذكر صفاتهم التائبون الى اخر الاية هذه كلها صفات اه لاهل الايمان ثم ختم هذا السياق بقوله وبشر المؤمنين اي اهل هذه الصفات التي هي صفات اهل الايمان نعم وقال تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون. والذين في اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين والذين هم من عذاب ربهم مشفقون. ان عذاب ربهم غير مأمون والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون اولئك في جنات مكرمون وقال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. الى قوله الوارثون الايات نعم ذكر فيها نحو من آآ الصفات التي اه تقدمت في سورة المعارج وهي كلها صفات اهل الايمان. كلها صفات اهل الايمان والاعمال المذكورة كلها من اعمال الايمان نعم وقال تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا تشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون. ولا نكلف نفسا الا وسعها وقال تعالى ان المتقين في جنات وعيون اخذين ما اتاهم ربهم انهم كانوا قبل محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون. وبالاسحار هم يستغفرون. وفي اموالهم حق للسائل محروم وقال تعالى ولكن البر ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. هذه يقال لها اية البر وهي جمعت خصال الايمان العلمية والعملية جمعت خصال الايمان عقيدة وسريعة. نعم وقال تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما وقال تعالى واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق الى قوله ولله عاقبة الامور وقال تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. والذين تبوأوا الدار الايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد. الايات وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء الى اخر السورة وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وقال تعالى الى اخر السورة. الى اخر السورة سورة الحجرات نعم وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى او الجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب ما كان مختالا فخورا وقال تعالى وذروا ظاهر الاثم وباطنه. ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون وقال تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله اوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وقال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ربكم اعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا وات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا. ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين انا الشيطان لربه كفورا واما تعرظن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. انه كان بعباده خبيرا بصيرا ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا. ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده. واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا. واوفوا الكيل اذا كنتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير واحسن تأويلا. ولا تقف ما ليس لك به علم السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا ولا تمش في الارض مرحا انك لا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا وقال تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وقال تعالى ان الله هذه الاية جمعتا المحرمات الخمس التي هي في شرائع جميع الانبياء. نعم وقال تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم نزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وقال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم وما تفعلون وقال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم الايتين وقال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا الايات وقال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. هذه الاية من هي الاية الاخيرة من سورة الكهف وختم الشيخ بها رحمه الله تعالى لانها جمعت شرطي قبول العمل الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى وايات القرآن في هذا الباب كثيرة وشهيرة لا لا تخفى بل القرآن كله ما تقدم من سرد للاية ايات كما سبق ان ذكرت غير مرة كان يجمعه من حفظه رحمه الله وآآ كان قريبا من القرآن متعهدا له رحمه الله تعالى فكل هذه الايات كان يكتبها من حفظه في نسخة مواطن يكون في بعظ الايات شيء من الخطأ مما يدل على انه كان يكتب من الحفظ اما نسختكم فقد نزلت الايات من المصحف روعي في الطباعة ذلك نعم قال رحمه الله تعالى وايات القرآن في هذا الباب كثيرة وشهيرة لا تخفى بل القرآن كله في تقرير الدين من فاتحته الى خاتمته دعوة وبشارة ونذارة وامرا ونهيا وخبرا كله لا يخرج عن شأن الدين اما دعوة اليه او بشارة لمن اتبعه برضاء الله والجنة او نذارة لمن ابى عنه من خزي الدنيا عذاب الاخرة او امرا بشرائعه اصولها وفروعها وادابها واحكام كل منها او نهيا عن نواقضه جميعه او نواقض شيء منها او ما يوجب ادنى خلل فيه او في شيء من شرائعه او خبرا عن نصر من جاء عن نصر من جاء به وصدق به وحفظه وتأييده في الدنيا او خبرا عما اعد الله لهم في الاخرة من الفوز والنعيم والنجاة من عذاب الجحيم او خبرا عن اهلاك من استكبر عنه في الدنيا وما احله الله بهم من غضبهم من غضبه عاجلا من والمسخ والقذف وغير ذلك وما اعده لهم في الاخرة من العذاب والعقاب وما فاتهم وحرموه من الثواب وغير ذلك. نعم يعني هذا يبين فيه ان القرآن كل يوم من فاتحته الى الى خاتمته كله في بيان الدين في ضوء ما تقدم اه اما اوامر يأمر بها او نواهي ينهى عنها او اخبار يجب ان تصدق ثم تأتي اه تفاصيل ايظا كثيرة تتعلق بباب الثواب والعقاب ما كان منها في الدنيا وما كان منه في الاخرة ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين قبل ان اختم وانبه ان الدرس هو باستمرار يتوقف في يومي الجمعة والسبت سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا