بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وكذلك سمى صفاته باسماء وسمى صفات عباده بنظير ذلك فقال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء انزله بعلمه وقال ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقال او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وسمى صفة المخلوق علما وقوة فقال وما اوتيتم من العلم الا قليلا وقال وفوق كل ذي علم عليم وقال فرحوا بما عندهم من وقال الله الذي خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ظعف قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير وقال ويزدكم قوة الى قوتكم وقال والسماء بنيناها باي. اي بقوة. وقال واذكر عبدنا داود ذا الايت اي ذا القوة وليس العلم والقوة كالقوة وكذلك وصف نفسه بالمشيئة ووصف عبده بالمشيئة فقال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وقال ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما وكذلك وصف نفسه بالارادة ووصف عبده بالارادة. فقال تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم. ووصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة فقال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وقال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال رظي الله عنهم ورضوا عنه. ومعلوم ان مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد ولا ارادته مثل ارادته ولا محبته مثل محبته ولا رضاه مثل رضاه. وكذلك وصف نفسه بانه يمقت الكفار ووصفهم بالمقت فقال ان الذين كفروا ينادون لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم اذ تدعون الى الايمان فتكفرون وليس المقت مثل المقت وهكذا وصف نفسه بالمكر والكيد كما وصف عبده بذلك فقال ويمكرون ويمكر الله وقال انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا وليس المكر ولا الكيد كالكيد. ووصف نفسه بالعمل فقال او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون. ووصف عبده بالعمل فقال جزاء بما كانوا يعملون وليس العمل كالعمل. ووصف نفسه بالمناداة والمناجاة في قوله وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا وقوله ويوم يناديهم وقوله وناداهما ربهما ووصف عبده بالمناداة والمناجاة فقال ان الذين ينادون من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون. وقال اذا ناجيتم الرسول وقال اذ تناجيتم فلا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان وليس المناداة كالمناداة ولا المناجاة كالمناجاة ووصف نفسه بالتكريم في قوله وكلم الله موسى تكليما وقوله ولما جاء موسى لميقاتنا ربه وقوله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ووصف عبده بالتكليم في مثل قوله وقال الملك ائتوني بي استخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين. وليس التكليم كالتكليم. ووصف نفسه بالتنبية ووصف بعض الخلق بالتنبية. وقال واذ اصر الى بعض ازواجه حديثا فلما نبهت به واظهره الله عليه عرف بعضه وعرض عن بعض فلما نبهها به قالت من انباك هذا؟ قال نبأني العليم الخبير وليس الانباء كالانباء ووصف نفسه بالتعليم ووصف عبده بالتعليم فقال الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان هل تعلمونهن مما علمكم الله وقال لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وليس التعليم كالتعليم وهكذا وصف نفسه بالغضب في قوله وغضب الله عليهم ولعنهم ووصف عبده بالغضب في قوله ولما رجع موسى الى قومه غضبان اسفا وليس الغضب كالغضب ووصف نفسه بانه استوى على العرش فذكر في سبع ايات من كتابه انه استوى على العرش ووصف بعض خلقه بالاستواء على غيره في مثل قوله لتستووا على ظهوره وقوله فاذا استويت انت ومن معك على الفلك وقوله واستوت على الجود وليس الاستواء السواك ووصف نفسه ببسط اليدين فقال وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداهم مبسوطتان ينفق كيف يشاء. ووصف بعض خلقه ببسط اليد قوله ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط وليس اليد وليس اليد كاليد ولا البسط كالبسط واذا كان المراد بالبسط الاعطاء والجود فليس اعطاء الله كاعطاء خلقه ولاجوده كجودهم ونظائر هذا كثيرة فلا بد من اثبات ما اثبته الله لنفسه ونفي مماثلته لخلقه فمن قال ليس لله علم ولا قوة ولا رحمة ولا كلام ولا يحب ولا يرظى ولا ولا ناجى ولا استوى كان معطلا جاحدا ممثلا لله بالمعدومات والجمادات. ومن قال له علم كعلم او قوة كقوتي او حب كحبي او او رضا كرضاي او يدان كيداي او استواء كاستوائي كان مشبها ممثلا لله بالحيوانات بل لا بد من اثبات بلا بلا تمثيل تنزيم بلا تعطيل ويتبين هذا باصلين شريفين وبمثلين مضروبين ولله المثل الاعلى وبخاتمة جامعة. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد مر بنا من كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى انه ذكر شيئا من الادلة الدالة. على ان الله سبحانه وتعالى سمى باسماء وان هذه الاسماء ايضا سمى بها بعض مخلوقاته. وقد ذكر من ذلك امثلة فسمى نفسه الرحيم وسمى رسوله بانه رحيم وسمى نفسه بالعزيز وسمى بعض خلقه بالعزيز. وسمى نفسه بالعليم وسمى بعض خلقه بالعليم. وهكذا ولا يلزم من الاشتراك في الاسم الاشتراك في المعنى والحقائق من جميع من اه اشتراك ابناء الحقائق من جهة حقيقته وكماله فبالله من الاسماء لا يليق به وللمخلوق ايضا من الاسماء ما يليق به فالله ليس كمثله شيء ولا سمي له ولا كفؤ له سبحانه وتعالى. وبعد ما ذكر الاسماء انتقل ايضا الى باب الصفات فهناك من يثبت الاسماك المعتزلة وينفي مدلولاتها وحقائقها يعطلون الله ويجحدون صفاتهم. فالمعتزلة يثبتون الاسماء لكن اسماء مجردة ودلالات آآ لا معنى لها ويثبتون الاسماء علي بلا علم حليم بلا حلم رؤوف بلا رأفة اه قدير بلا قدرة وهكذا اراد رحمه تعالى ايضا ان يبين ان الاشتراك بالصفات ايضا لا يلزم منه الاشتراك في المعنى وكماله فالله سبحانه وتعالى وصف نفسه بصفات ووصف الخلق ايضا بمثل تلك الصفات. فقال رحمه الله وكذلك سمى صفاتي باسماء وسمى صفات عبادي بنظير ذلك فقال سبحانه ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وقال انزله بعلمه فقال ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فقال اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة. اذا ذكر صفة العلم وصفة الرزق وصفة القوة وصفة المكانة وايضا فسمى بعض خلقه فقال وما اوتيتم من العلم الا قليلا وقال وفوق كل ذي علم عليم. اذا هناك من خلقه من يوصى بالعلم. ومن يوصف بالعلم وايضا فرحوا بما عندهم من العلم وايضا ثم قال الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضاعفا وشيبة. اذا المخلوق ايضا يوصف بان له قوة وذكر ايضا تكون قوة الى قوتكم فقال ايضا اه والسماء بين بنيناها بايدي ولك بالمخلوق واذكر عبدنا داوود ذا الايت فالله وصف نفسه بان له ايد وهي القوة وصف داوود بانه بانه ذا ايد اي ذو قوة. وهذا الاشتراك في بعظ لا يلزم منه التماثل ولا يلزم منه التمثيل بل لله عز وجل صفة للتي تليق به والمخلوق له من الصيغة العلم ما يليق به وكما ذكرنا ان الاشتراك اللفظي الاشتراك اللفظي لا يمكن ان يكون موجودا في الاعياد الا اذا الا اذا اضيف او قيد الا اذا اضيف او قيد. اما اذا اطلق العلم او اطلقت القوة لا يمكن ان نتصور قوة قائمة الا اذا اضيفت اما بغير الاظافة فانها تبقى يبقى بعدها ان العلم من يدرك الاشياء على حقائقها. او انه من يوصف بان له علم كثير. لكن لا يمكن ان تخصص ذلك او ذلك القوي الا بعد ان تضيف العلم والقوة اليه فهذا لفظ مشترك لفظ مشترك واسم مشترك بين الخالق والمخلوق فاذا اظيف الى الله كان له معنى واذا اضيف الى مخلوق كان له معنى يناسبه وذكر شيخ الاسلام القوة والعلم والايد والايد هنا هل هي من هل هي آآ من ايات الصفات؟ هي نقول نعم الايات الصفات لكن ليست هي من صفة آآ من صفات ان الصفات هي الاخبار اذا اعد الله عز وجل له يد ليس هذا دليل اثبات اليد لله عز وجل لانه سبحانه وتعالى قال قال اه والسماء بنيناها بايدي فبنيناها بايد بمعنى بقوة بنيناها بقوة وهذا هو معنى الايد هو جمع اي بمعنى ذو الايدي اي ذو القوة فهذا ما عليه. واما ادلة اثبات صفة اليد لله عز وجل فدل عليها ادلة اخرى من ذلك السماوات مطويات بيمينه الله سبحانه يبسط يده لما خلقت بيدي وما شابه ذاك الادلة الدالة على اثبات صفة اليد لله عز وجل. اذا اليد الايدي هنا المعنى القوة الخلق فالخالق يوصف بالقوة والمخلوق ايضا يوصي بالقوة. وهذا الاشتراك في الصلة من جهة الاسم. من جهة الاشتراك بالاسم شيئا من المعنى لا يلزم منه التبادل من كل وجه فهناك اشتراك من جهة اللفظ واشتراك ايضا من جهة من جهة المعدة لكن من جهة المعدة من جهة اصله. اما من جهة حقيقته وكماله فشتان بين ما يوصف به ربنا وما يوصف به خلقه سبحانه وتعالى قال كذلك وصف نفسه بالمشيئة ووصف عبده المشيئة فقال سبحانه وتعالى لمن شاء منكم يستقيم بمن شاء منكم من يستقيم فوصف العبد انه يشاء. وقال سبحانه ما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فهنا مشيئة الخالق وهنا مشيئة المخلوق وقال ايضا من شاء اتخذ ربه سبيلا. وقال يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. فهنا صفة المشية للمخلوق وصفة المشيئة للخالق. وصفة المشيئة التي تتعلق بالمخلوق هي مخلوقة لله وهي مخلوقة لله جل. واما المشي تضاف الى الله فهي صفة غير مخلوقة هي غير مخلوقة ومشيئة الله نافذة ومشيئة المخلوق غير غير نافذة ومشيئة الله عز وجل لا دافع لها ولا راد لها ومشيئة المخلوق لها ما يدفعها ولها ما يردها. وشتان بينما يشاءه ربنا وبين اه مشيئة العبد قال وكذلك وصل نفسه بالارادة وصف عبده بالارادة اتريدون تريدون عرظها الدنيا؟ والله يريد الاخرة. فالعبد يريد والله يريد وصل نفسه بالمحبة وهو وصف عبده بالمحبة. فقال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونك فهذه محبة وهذه محبة ولا تماثل بين المحبتين وان اشتركا في الاسم واللفظ واشترك ايضا في شيء من معنى المحبة لان ان معنى المحبة المتعلق بالله هو معنى المحبة المتعلق بالمخلوق لكن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فليس معنى المحبة الذي نفهمه من محبة الله هو غير المعنى الذي نفهمه بمحبة المخلوق لكن لله من ذلك ما يناسبه وللمخلوق من ذلك ما سبحانه وتعالى فليس كمثله شيء وهو السميع البصير. كذلك وصف الرضا كذلك آآ وصف نفسه كذا يقول وصف نفسه بالرضا وصف عبده بالرضا فقال تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك قال الشيخ معلوم ان مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد ولا ارادته مثل ارادته ولا محبته مثل محبته ولا رضاه مثل رضاك. اذا كان هذا اذا كان هذا بين الخالق اذا كان بين المخلوقين تختلف الصفات من جهة كمالها ومن جهة حقيقتها ومعناها. فكيف بين الخالق والمخلوق؟ فكيف بين الخالق والمخلوق الصغير الصغير له اه من الرضا ما يناسبه والكبير ايضا له من الرضا ما يناسبه المرأة لها من المحبة ما يناسبها والرجل له للمحبة ما يناسبه فليس حب الرجل كحب المرأة ليس حب الرجل كحب المرأة من جهة مع شدة محبته وضعفها. كذلك محبة الام ليست كمحبة الاب وكلاهما يوصف بانه بانه يحب. فكيف بين الخالق هو المخلوق فالله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. كذلك من جهة الغضب والمقت كما ذكر شيخ الاسلام. كذلك وصف نفسه بانه يمقت الكفار وصفهم بالمقت فقال ان الذين وقت الله اكبر للوقت انفسكم. اذا هم يمقتون والله يمقت سبحانه وتعالى. وليس مقته كمقت خلقه سبحانه وتعالى فلهم ما يناسبهم ولله من المقت ما يناسبه ويليق به سبحانه وتعالى. كذلك وصف الله نفسه بالبكر وصف نفسه كي وصف نفسه بالمخادعة وكذلك وصف المخلوق بانه يكيد ويمكر ويخادع. وكيد الله ومكر الله وخداع الله ليس كبكر وخداع وكيد خلقه اذا كان المكو يختلف من مخلوق الى مخلوق وكلاهما يسمى ماكر الا ان مكر زيد اشد من مكر فلان فان مكر الله عز وجل اعظم واشد مكر اي مخلوق. وهذا دليل على ان المكر وان اشترك تشترك في الاسم والوصف واشترك بشيء من المعنى فان التباين في صفة الواحد بين الخلق فكيف بين الخالق المخلوق كما كما ذكرت ان فلان يوصل المكر وفلان يوصل المكر الا ان مكر زيد اعظم واشد من مكر بن بكر عبيد وهكذا ومع انهم كلاهما يوصف بانه يوصف بانه ماكر لكن ليس مكر هذا كمكر هذا. فكيف بمكر الله عز وجل وكيد الله ومخادعة الله لمن خادعه الا ان المكر والكيد والخداع لا يطلق على الله عز وجل الا الا مقيدا يطلق الله عز وجل الا مقيدا. ولا يجوز اطلاقه دائما. لا يجوز اطلاقه مطلقا وانما يقال يمكر الله بمن مكر به. يكيد الله من كاد يخادع الله من خدعه. واما ان يقال ان الله يمكر ويخادع يكيب دون ان يقيد او يعلق بمن ما كرهه او خادعه او كاده فهذا ليس بصحيح. فالله نازل مكر الا الا لمن مكر به اي ان الله لا يمكر الا بما مكر به ولا يخادع الا من خادعه ولا يكيد الا من كاده وفي هذا يكون وصف كمال الله عز وجل يوصف الله عز وجل يصيبك المكر والخداع والكيد لانها في مقابلة من كاد او خادع او ما كرهه قال ايضا وصف نفسه بالعمل فقال سبحانه او لم يروا انا خلقنا لمما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون وصف عبده ايضا بالعمل فقال جزاء ما كانوا يعملون وليس عمل الله سبحانه وتعالى وفعله كعمل خلقه وفعلهم. فشتان بين العم بين بين ربنا وبين صفات خلقه. ثم اتبع ذلك ايضا قال وصف نفسه بالمناداة. فربنا ينادي وربنا ينادي وربنا فيتكلم والمخلوق ايضا ينادي وينادي ويتكلم وليس مناداة ربنا ولا ولا مناجاته ولا كلامه كمناجاتي وندائي وكلامي وكلام خلقي سبحانه وتعالى. فقال وناديناه من جانب الطور الايمن. وقال ويوم يناديه وقال وناداهما ربهما فقال ان الذين ينادونك من وراء من وراء الحجرات وقال ايضا اذا ناديتم الرسول وقال اذا تناجيتم فلا تتناجوا فاثبت ان المخلوق ينادي وينادي وانه يتكلم وليس هذا الاشتراك من جهة الاسماء او المعاني في بعض المعاني ليس دليل على التماثل وان الله عز وجل يماثل خلقه لو ان خلقه يماثلونه. ايضا قال هنا واصل نسب التكريم كما قال الله تعالى وكلم الله موسى تكليما. وقوله ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه. وقوله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله وقوله وقال الملك ائتوني واستخلص بنفسي استخلص لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم مكيل امين ووصف نفسه به بالتنبيئة وصل بعد خلقه فقال واذا شغل النبي الى بعض ازواجه حديثا فلما نبأت به واظهره الله عليه واظهره الله عليه عرف بعضه وعرض عن بعض الاية. كذلك وصى نفسه وصف عبده بالتعليم فقال الرحمن علم القرآن وصف عبد لقوله تعلمونهن مما علمكم الله وقالوا لقد من الله المؤمن ابتعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو علينا اياته يزكي ويعلمهم الكتاب والحكمة وليس تعليمك التعليم وهكذا وصف الله نفسه بالغضب وليس غضبه كغضب خلقه فقال وغضب الله عليهم ولعنهم وقال في المخلوق ولما رجع ولما رجع موسى الى قومه غضبان اسفا وليس غضب الله كغضب كغضب موسى. وهذا امره واضح وصف نفسه بانه استوى على عرشه وصف بعض مخلوقاته ايضا بالاستواء. فقال الرحمن عرش استوى فقال لتستوى على ظهوره فاستوائهم على ظهورهم على علوهم وارتفاعهم وليس علو الله وارتفاعه كعلو خلقه وارتفاعهم فلله من ذلك الكمال المطلق وللمخلوق من ذلك ما يناسبه فالله استوى على عرشه وعلا وارتفع وليس فوقه شيء وليس آآ فوقه شيء من المخلوقات سبحانه وتعالى. قال فاذا استويت انت ومعك على الفلك بمعنى اذا عليك وارتفعت على الفول كي السفينة واستوت على الجوذي اي استقرت استقرت وصعدت على الجبل وارتفعت على الجبل وليس الاستواء كالاستواء وصى نفسه ببسط اليدين فالله يبسط يديه والمخلوق ايضا يبسط يديه واثبات بسط اليدين يراد بها الجود والاكرام والاعطاء. يقول شيخ الاسلام هنا فقال وليس اليد كاليد ولا البسط كاليد واذا كان المراد بالبسط الاعطاء والجود فليس اعطاء الله وجود الله كاعطاء بخلقه وجودهم فالله له من ذلك الكمال المطلق وله المثل الاعلى سبحانه وتعالى. يقول شيخ الاسلام هو نظائر هذا كثيرة فلا بد وهذا هنا القاعدة فلا بد من اثبات ما اثبته الله لنفسه ولا في مماثلته لخلقه. فنثبت من غير تنفيذ من غير تمثيل ومن غير تكييف. من غير نثبت من غير تمثيل ومن غير تكييف. فقال هنا من قال ليس لله علم ولا قوة ولا رحمة ولا كلام ولا يحب ولا يرضى ولا نادى ولا ناجى ولا استوى كان معطلا جاحدا مشبها لله عز وجل ممثلا لله بالمعدومات والجمادات ومن قال علمه كعلمي وقوته كقوتي وسمعه كسمعي وحبه كحبي واخذ واخذ يسوق الصفات ويقول هي مثل المخلوق فهذا فهذا ممثلا لله بالحيوانات والموجودات والله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل لابد من اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا ويتبين هذا باصلين ستأتي بعده. اذا القاعدة في باب الاسماء والصفات ان نثبت لله عز وجل ما اثبته لنفسه وننفي ما نفاه عن نفسه. فنثبت بلا تمثيل وننزه الى تعطيل. فلا يحملنا التنزيه الى ان نعطل الله من صفاته. ولذا الناس في هذا الباب بين من شبه الله معلومات وبين من شبه الله بالموجودات وهناك طائفة اخرى شبه الله بالممتنعات. اذا هناك من شبه بالممتنعات فقال لا يوصف لا يوصف بحياة ولا بنور ولا ولا بعلم ولا بجهل. ولا يوصف باي صفة ولا ينفع فهذا شبهه اي شيء بالمعلومات وهناك من شبه الله ومثله اولا شبهه بالممتنعات وهناك من شبه الله المعلومات بالمعدومات وهي بالجمادات والمعلومات وهناك من شبهه بالحيوانات والموجودات واهل السنة رحمهم الله تعالى لم يشبهوا الله لا بالعدم ولم يشبهوا بالممتنع ولم يشبهوه بالحيوان الموجود وانما قالوا الله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولم يحملهم ولم يحملهم نفي اه لم يحملوا الذات في اه التمثيل نفي التمثيل التعقيد بل اثبتوا ولم يمثلوا ولم يحملوا التنزيه عن المعلومات والممتنعات والموجودات ان يعطلوا بل قالوا هو سميع وسمع وليس كسمع خلقه وهو عليم وعلمه ليس كعلم خلقه وجروا في هذا الباب على هذا المنوال فاثبتوا من غير تمثيل ونزهوا من غير تعطيل. ولذا لا بد للمسلم في باب الاسماء والصفات ان ان يكون معه هذه القواعد. القاعدة الاولى ان بغير تمثيل وان ينزه بغير بغير تعطيل. وهو اذا قلنا التمثيل الحقنا به ايضا التكييف والتشبيه والتجسيم فكل هذه منتفية عن ربنا سوف يقول الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وكل شيء يقع في في ذهنك ان الله مثله فالله بخلافه سبحانه وتعالى. وننزهه عن مشابهة المعلومات وعن مشابهة الممتنعات وعن مشابهة الموجودات ولا نعطله عن اسماء وصفاته. فهذا الباب الذي لاجله اطال شيخ الاسلام في ذكر الاسماء من جهة اسماء الله ومن جهة صفات الله عز وجل اراد ان يبين ان ما ذكر من المشابهة والمماثلة في في الالفاظ المشتركة لا يلزم منه تماثل من جهة الحقائق والمعاني وان لله من ذلك الكمال المطلق وللمخلوق من ذلك ما يناسبه ولذا تلاحظ انه اطال في ذكر الاسماء وفي ذكر الصفات حتى يبين لك ما يتعلق يعني ذكر صفات الافعال وذكر صفات الاخبار وذكر ايضا آآ صفات الاخبار التي تتعلق تتعلق بما اثبتوا بالنص ولا مجال العقل فيه. وذكر ما يتعلق بالافعال. وتذكر ايضا ما يتعلق بالاحوال. ما يتعلق الاحوال. وكل هذه تثبت لله عز وجل كما اثبت الله عز وجل لنفسه فالله فالله سبحانه وتعالى له الصفات المتعلقة بذاته والصفات المتعلقة بمشيئته على نار به سبحانه وتعالى ثم سيأتي باعداد ما يتعلق باصلين عظيمين يرد بهما على الاشاعرة في هذين الاصلين يرد على من طرق في باب الصفات ان هناك من فرط وهناك من عطل تعقيلا كليا وهناك من اثبت بعضا وعطل بعضا. وهناك من بالغ في الاثبات حتى بث فاراد في هذه فيما سيأت من الاصلين الرد على الاشاعرة والرد على غيرهم من المبتدعة والله كان اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد