بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في متن التدويرية قال فالتأويل الثاني هو تفسير الكلام وهو الكلام الذي يفسر به اللفظ حتى يفهم معناه او تعرف عن علته او دليله التأويل الثالث هو عين ما هو موجود في الخارج. ومنه قول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا اللهم اغفر لي يتأول القرآن. تعني قوله تعالى فسبح بحمد ربك واستغفره. وقول سفيان ابن عيينة السنة هي تأويل الامر والنهي فان نفس الفعل المأمور به هو تأويل الامر به ونفس الموجود المخبر عنه وتأويل الخبر. والكلام خبر وامر. ولهذا يقول ابو عبيدة وغيره الفقهاء اعلم بالتأويل من اهل اللغة. كما ذكروا ذلك في تفسير اشتمال الصماء. لان الفقهاء يعلمون نفس ما امر ما امر به ونفس ما نهي عنه بعلمهم بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعلم اتباع ابو قراط وسيباويه ونحوهما من مقاصدهما ما لا يعلم بمجرد اللغة ولكن تأويل الامر والنهي لا بد من معرفته بخلاف تأويل الخبر. اذا عرف ذلك فتأويل ما اخبر الله به عن نفسه المقدسة الغنية بما له من حقائق الاسماء والصفات هو حقيقة نفسه المقدسة المتصفة بما لها من حقائق الصفات. وتأويل ما اخبر الله به من الوعد والوعيد هو نفس ما يكون من الوعد والوعيد. ولهذا ما ما يجيء بالحديث نعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه. لان لان ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر فيه الفاظ متشابهة. تشبه معانيها ما نعلمه في الدنيا كما اخبر ان في الجنة لحما ولبنا وعسلا وماء وخمرا ونحو ذلك وهذا يشبه ما في الدنيا لفظا ومعنى. ولكن ليس هو مثله ولا حقيقته كحقيقته. فاسماء الله تعالى وصفاته اولى وان كان وبين اسماء العباد وصفاتهم تشابه. الا يكون لاجلها الخالق مثل المخلوق ولا حقيقته كحقيقته. والاخبار عن الغائب لا يفهم الا لم يعبر عنه بالاسماء المعلومة معانيها في الشاهد. ويعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم بما في الشاهد. مع العلم بالفارق المميز. وان ما اخبر الله به من غيب اعظم مما يعلم في الشاهد. وفي الغائب ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فنحن اذا اخبرنا الله بالغيب الذي اختص بهما الجنة والنار فعلمنا معنى ذلك وفهمنا ما اريد ما اريد منا فهمه بذلك الخطاب وبسرنا ذلك واما نفس الحقيقة المخبر المخبري عنها مثل الذي لم نكن لم تكن بعد وانما تكون يوم القيامة فذلك من التأويل الذي لا يعلمه الا الله. ولهذا لما سئل مالك وغيره من السلف عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قالوا الاستواء معلوم. والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وكذلك قال ربيعة شيخ مالك قبله سواه معلوم وكيف ومجهول ومن الله البيان على الرسول البلاغ وعلينا الايمان فبين ان الاسواء معلوم وان كيفية كيفية ذلك مجهولة ومثل هذا يوجد كثيرا في كلام السلف والائمة ينفون علم العباد بكيفية صفات الله وانه لا يعلم كيف الله الا الله. فلا يعلم ما هو الا هو وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك وهذا في صحيح مسلم وغيره. وقال في الحديث الاخر اللهم اني اسألك بكل بكل اسم هو لك سميت به نفسك وانزلت في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك وهذا الحديث في المسند وصحيح وقد اخبر فيه ان لله من الاسماء ما استأثر به في علم الغيب عنده. ومعاني هذه الاسماء التي استأثر الله بها في علم الغيب عنده لا يعلمها غيره والله سبحانه وتعالى اخبرنا انه عليم قدير سميع بصير غفور رحيم الى غير ذلك من اسمائه وصفاته. فنحن نفهم معنى ذلك ونميز بين العلم والقدرة وبين الرحمة والسمع والبصر ونعلم ان الاسماء كلها اتفقت في دلالاتها على ذات الله مع تنوع معانيها هي متفقة متواطئة من حيث الذات متباينة من جهة الصفات. وكذلك اسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد واحمد والحاشي والعاقل وكذلك اسماء القرآن مثل القرآن والفرقان والهدى والنور والتنزيل والشفاء وغير ذلك ومثل هذه الاسماء يسعى الناس فيها هل هي من قبيل المترادفة التي لاتحاد الذات او من من قبيل المتباينة لتعدد لتعدد الصفات كما اذا قيل السيف والصارم والمهند وقصد بالصارم معنى الصرم وفي المهند النسبة الى الهند والتحقيق انها مترادفة مترادفة في الذات متباينة في الصفات ومما يوضح هذا ان الله وصف القرآن كله بانه محكم وبانه متشابه وفي موضع اخر جعل منه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه فينبغي ان يعرف الاحكام والتشابه الذي يعمه والاحكام والتشابه الذي يخصه بعضه. قال تعالى الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت انه احكم اياته كلها وقال تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني. واخبر انه كله متشابه والحكم هو الفصل بين الشيئين والحاكم يفصل بين الخصمين والحكمة فصل بين المشتبهات علما وعملا. اذا ميز بين الحق والباطل والصدق والكذب والنافع والضار وذلك يتضمن الفعل النافع وترك الظاء فيقال حكمت السفيه واحكمته اذا اخذته على يده وحكمت الدابة واحكمتها اذا جعلت لها حكمة هو ما احاط بالحنك من اللجام واحكام الشيء اتقانه واحكام الكلام اتقان بتمييز الصدق من الكذب في اخباره وتمييز الرشد من الغي في اوامره كله محكم بمعنى الاتقان فقد سماه الله حكيما لقوله الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم. فالحكيم بمعنى الحاكم كما جعله يقص بقوله ان هذا ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون. وجعله مفتيا في قوله قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في كتاب اي ما يتلى عليكم يفتيكم فيهن وجعله هاديا ومبشرا في قوله ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات. واما تشابه الذي يعمه فهو ضد الاختلاف المنفي عنه في قوله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وهو الاختلاف المذكور في قوله انكم لفي قول يؤفك عنهم من افك فالتشابه هنا هو تماثل الكلام وتناسبه بحيث يصدق بعضه بعضا. فاذا امر بامر لم يأمر لم يأمر بنا في موضع اخر بل يأمر به او بنظيره او بملزوماته واذا نهى عن شيء لم يأمر به في موضع اخر بل ينهى عنه او عن نظيره او عن لوازمه. اذا لم يكن هناك نسخ وكذلك اذا اخبر بثبوت شيء لم يخبر بنقيض ذلك بل يخبر بثبوته او بثبوت ملزوماته واذا اخبر بنفيه شيء ان لم يثبته بل ينفيه او ينفي لوازمه بخلاف القول المختلف الذي ينقض بعضه بعضا. فيثبت الشيء تارة وينفيه اخرى او يأمر به وينهى عنه في وقت واحد او يفرق بين المتماثلين فيمدح فيمدح احدهما ويذم الاخر فالاقوال المختلفة هنا هي المتظادة والمتشابهة هي المتوافقة وهذا التشابه يكون في المعاني وان اختلفت الالفاظ فاذا كانت المعاني يوافق بعظها بعظا ويعظد بعظها بعظا ويناسب بعظها بعظا ويشهد بعضها لبعض ويقتضي بعضها بعضا كان الكلام متشابها بخلاف الكلام المتناقض الذي يضاد بعضه بعضا. وهذا التشابه العام لا هنا في الاحكام العام بل هو مصدق له فان الكلام المحكم المتقن يصدق بعضه بعضا لا يناقض بعضه بعضا بخلاف الاحكام الخاص فانه ضد تشابه فانه ضد التشابه الخاص فالتشابه الخاص هو مشابهة الشيء لغيره من وجه مع مخالفته له من وجه اخر بحيث يشتبه قال بعض الناس انه هو انه هو او هو مثله وليس كذلك والاحكام هو الفصل بينهما بحيث لا يشتبه احدهما بالاخر. وهذا التشابه انما يكون قدر مشتري مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما. ثم من الناس من لا يهتدي للفصل بينهما فيكون مشتبها عليه. ومنهم من يهتدي الى فالتشابه الذي لا تمييز معه قد يكون من الامور النسبية الاضافية. بحيث يشتبه على بعض الناس دون بعض. ومثل هذا يعرف منه منه اهل العلم ما يزيل عنهم هذا الاشتباه كما اذا اشتبه على بعض الناس ما وعدوا به في الاخرة مما يشهدونه في الدنيا وظن انه مثله فعلم العلماء انه ليس هو مثله وان كان مشبها له من بعض الوجوه. ومن هذا الباب الشبه الذي يضل به يضل بها يضلوا بها بعض الناس وهي ما يشتبه فيها الحق بالباطل حتى يشتبهوا على بعض الناس ومن اوتي العلم بالفصل بين هذا وهذا لم يشتبه عليه الحق بالباطل. والقياس الفاسد انما هو من باب الشبهات لانه تشبيه للشيء في بعض الامور بما لا يشبه فيه. فمن عرف الفصل بين الشيئين اهتدى للفرق الذي بين الاشتباه والقياس الفاسد. وما من شيئين الا ويجتمعان في شيء ويفترقان في شيء. فبينهما اشتباه من وجه وافتراق من وجوه من وجه ولهذا كان ظلال بني ادم من قبل التشابه والقياس الفاسد لا ينضبط. كما قال الامام احمد رحمه الله اكثر ما يقتل الناس من جهة التأويل والقياس والتأويل بالادلة السمعية والقياس بالادلة العقلية. وهو كما قال والتأويل الخطأ انما يكون في الالفاظ المتشابهة. والقياس الخطأ انما يكون في في المعاني المتشابهة وقد وقع بنو ادم في عامة ما يتناوله هذا الكلام من انواع الضلالات حتى ال الامر بمن يدعي التحقيق والتوحيد والعرفان منه الى ان الى ان نشتبه عليهم وجود الرب بوجود كل موجود فظنوا انه هو. فجعلوا وجود المخلوقات اين وجود الخالق؟ مع انه لا شيء ابعد عن مماثلة شيء او ان يكون اياه او متحدا به او حالا فيه من الخالق مع المخلوق. فمن اشتبه عليهم وجود الخالق بوجود المخلوق لغاتي حتى ظنوا وجودها وجوده فهو اعظم الناس ظلالا من جهة الاشتباه وذلك ان الموجودات تشترك في مسمى الوجود. فرأوا الوجود واحدة ولم بين الواحد بالعين والواحد بالنوع. واخرون توهموا انه اذا قيل الموجودات اشترك في مسمى الوجود لزم التشبيه والتركيب. فقالوا الوجود نقول بالاشتراك اللفظي فخالفوا ما اتفق عليه العقلاء مع اختلاف اصنافهم مع ان الوجود ينقسم الى قديم ومحدث ونحو ذلك من اقسام الموجودات وطائفة ظنت انه اذا كانت الموجودات تشترك في مسمى الوجود لزم ان يكون في الخارج عن الاذهان موجود مشتركا مشترك فيه وزعموا انه ان في الخارج عن الاذهان كليات مطلقة مثل وجود مطلق وحيوان مطلق وجسم مطلق ونحو ذلك فخالفوا الحس والعقل والشرع وجعلوا ما في الاذهان ثابتا في الاعياد وهذا كله من انواع الاشتباه. ومن هداه الله سبحانه وفرق بين الامور وان اشتركت مع وان اشتركت من بعض الوجوه وعلم ما بينها من الجمع والفرق والتشابه والاختلاف وهؤلاء لا لا يضلون بالمتشابه من الكلام لانهم يجمعون بينه وبين المحكم الذي يبين ما بينه من الفصل والافتراق. وهذا كما ان لفظ انا ونحن وغيرهما من صيغ الجمع يتكلم بها الواحد الذي له شركاء في الفعل ويتكلم بها الواحد العظيم الذي له صفات تقوم كل صفة مقام واحد وله اعوان تابعون له لا شركاء له. واذا تمسك نصراني بقوله انا نحن نزلنا الذكر ونحن على ونحوه على تعدد الالهة كان المحكم كقوله والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. ونحو ذلك مما لا يحتمل الا معنى واحدا. يزيل ما هناك ما هناك من اشتباه. وكان ما ذكره من صيغ الجمع مبينا لما يستحقه من العظمة والاسماء والصفات وطاعة المخلوقات من الملائكة وغيرهم. واما حقيقة واما حقيقة ما دل عليه ذلك من حقائق الاسماء والصفات وما له من الجنود الذين يستعملهم في افعاله فلا يعلمه الا هو. وما يعلم جنود ربك الا هو. وهذا من تأويل المتشابه الذي لا لا يعلمه الا الله بخلاف الملك من البشر اذا قال قد امر قد امرنا قد امرنا لك بعطاء فقد علم انه هو واعوانه مثل كاتبه حاجبه وخادمه ونحو ذلك امروا به وقد يعلم ما صدر عنه ذلك الفعل من اعتقاداته واراداته ونحو ذلك. والله سبحانه وتعالى لا يعلم والحقائق لا يعلم عباده الحقائق التي اخبر عنها من صفات وصفات اليوم الاخر. ولا يعلمون حقائق ما اراد بخلقه وامره من الحكمة ولا ما صدرت عنه من المشيئة والقدرة. وبهذا يتبين ان التشابه يكون في الالفاظ المتواطية كما يكون في الالفاظ المشتركة. التي ليست وانزال الاشتباه بما يميز احد المعنيين من اضافة او تعريف كما اذا قيل فيها انهار من ماء فهنا قد خص هذا الماء بالجنة فظهر الفرق بينه وبين ماء الدنيا لكن حقيقة ما امتاز به ذلك الماء غير معلوم لنا. وهو مع مع ما اعد الله لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من التأويل الذي لا يعلمه الا الله. وكذلك مدلول اسمائه وصفاته التي يختص بها التي هي حقيقة لا يعلمها الا هو. ولهذا كان الائمة كالامام احمد وغيره ينكرون على الجهمية وامثالهم من الذين يحرفون الكلمة عن مواظعه. تأويل ما تشابه عليه من القرآن على غير تأويله كما قال الامام احمد في كتابه الذي صنفه في الرد على الزنادقة والجهمية فيما فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله وانما ذمهم لكونهم تأولوه على غير تأويله. وذكر في ذلك ما يشتبه عليهم معناه وان كان لا يشتبه على غيرهم وذمهم على انهم تأولوه على غير تأويله ولم ينفي مطلق التأويل كما تقدم من ان لفظ التأويل يراد به التفسير المبين لما لمراد الله تعالى به فذلك ايعاب بل يحمد ويراد بالتأويل الحقيقة التي استأثر الله بعلمها فذاك لا يعلمه الا هو وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع. ومن لم يعرف هذا الطلب اقواله مثل مثل طائفة يقولون ان التأويل باطل. وانه يجب اجراء اللفظ على ظاهره ويحتجون بقوله وما يعلم تأويله الا الله ويحتجون بهذه الاية على التأويل وهذا تناقض منهم لان هذه الاية تقتضي ان هناك تأويل لا يعلمه الا الله وهم ينفون التأويل مطلقا وجهة الغلط ان التأويل الذي استأثر الله بعلمه هو الحقيقة التي لا يعلمها الا هو. واما التأويل المذموم والباطل فهو تأويل اهل التحريف والبدع الذين يتأولون وعلى غير تأويله ويدعون صرف اللفظ عن مدلوله الى غير مدلوله بغير دليل يوجب ذلك ويدعون ان في ظاهره من المحذور ما ونظير المحظور اللازم فيما اثبتوه بالعقل ويصرفونه الى معان هي نظير المعاني التي نفوها عنه فيكون ما نفوه من جنس ما اثبتوه فان كانت فان كان الثابت حقا ممكنا كان المنفي مثله. وان كان المنفي باطنا ممتنعا كان الثابت مثله. وهؤلاء الذين ينفون التأويل مطلقا ويحتجون بقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله قد يظنون انا خوطبنا في القرآن بما لا يفهمه احد او بما لا معنى له او بما الا يفهم منه شيء وهذا مع انه باطل فهو متناقض لان اذا لم نفهم منه شيء لم يجز ان نقول له تأويل يخالف الظاهر ولا يوافقه كان ان يكون له معنى صحيح وذلك المعنى الصحيح لا يخالف الظاهر المعلوم المعلوم لنا فانه لا ظاهر له على قولهم فلا تكونوا دلالته على ذلك المعنى دلالة على خلاف الظاهر فلا يكون تأويلا. ولا يجوز نفي دلالتي على معاني لا نعرفها على هذا التقدير. فان فان تلك المعاني التي دلت عليها قد لا نكون عارفين بها ولانا اذا لم نفهم اللفظ ومجروره المراد فلان لا نعرف المعاني التي لم يدل عليه اللفظ اولى لان اشعار اللفظ بما يراد به اقوام الاشعار بما لا يراد به فاذا كان اللفظ لا اشعار له بمعنى من المعاني ولا يفهم منه معنى اصلا لم يكن مشعرا بما اريد به فلان لا يكون مشعرا بما لم يرد به اولى فلا يجوز ان يقال ان هذا اللفظ متأول بمعنى انه مصروف عن الاحتمال الراجح الى المرجوح فضلا عن يقال ان هذا التأويل لا يعلمه الا الله اللهم الا ان يراد بالتأويل ما يخالف الظاهر المختص بالمخلوقين فلا ريب ان من اراد بالظاهر هذا فلابد ان يكون له تأويل يخالف ظاهره لكن اذا قال هؤلاء انه ليس لها تأويل يخالف الظاهر او انها تجري على الظاهرة منها كانوا متناقضين وان ارادوا بالظاهر هنا معنى وهنا معنى في سياق واحد من غير من غير بيان كان تلبيسا وان بالظاهر مجرد اللفظ اي اي تجري على مجرد اللغط. الذي يظهر من غير فهم لمعناه كان ابطال للتأويل او اثبات تناقظا لان من اثبت تأويلا او نفاه فقد فهم منه معنى من المعاني وبهذا التقسيم يتبين تناقض كثير من الناس من نفاة الصفات وهو مثبتيها في هذا الباب. نعم. احسنت. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذه اه تتمة للقاعدة الخامسة التي ابتدأ شيخ الاسلام بقوله ان نعلم ما انا نعلم ما اخبر به من وجه دون فان الله تعالى قال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقوله افلم يتدبر القول وقوله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. وقوله ولا يتدبرون القرآن ومراده بهذه القاعدة ان الله سبحانه وتعالى انزل كتابا سامعه العربي. لان الله عز وجل انزل القرآن بلسان عربي مبين. والله عز عندما انزله بهذا اللسان كي نفهمه ونعقله ولو خاطبنا ربنا سبحانه وتعالى بشيء لا نفهمه لما امرنا بتدبره. فان الله يقول افلا يتدبرون افلا يتدبرون القرآن؟ فكيف نتدبر القرآن والله خاطبنا بما لا نعقل. ومراده شيخ الامراض شيخ الاسلام بهذا ان ان المفوضة القائلين بان نصوص الصفات لا لا يؤخذ من كره معانيها وان المعنى الذي يدل عليه الظاهر غير مراد هذا هو قول المفوضة فهم يقولون ان هذه الالفاظ ليس لها معاني. وان كان لها معاني هذه المعاني غير مراد في حق الله عز وجل ولذا يقولون امروها كما جاءت فهم لا يثبتون معنى ولا يؤمنون بمعنى هذه الايات ويزعمون ويزعمون انها من المتشابه الذي لا يعلم فلو كانت نصوص ايات الصفات من المتشابه لما امرنا ربنا بان نتدبر لان المتدبر هو الذي يعقل المعنى المتدبر هو الذي يعقل المعنى في ذكر مثل هذه الايات من باب الرد على المفوضة وقد ذكرنا ان المخالفين في ايات الصفات طوائف. المعطلة والمفوضة والمخيلة اهل تخييل واهل تعطيل واهل تفويض. والمفوضة اما ينفون المعنى كليا ولا يثبتونه ويقولون مروا كما جاءت واما يثبتون معنى ويحرفونه ويتأولونه فشيخ الاسلام اتى على هذه القاعدة اولا في ابطال الاصل ان كلام الله بين واضح وان الله كلمنا بلسان عربي مبين وان الله اراد منا ان نتدبر كلامه وان نعقله ولو خاطبنا بشيء لا نفهمه لكان امره لنا بالتدبر امر بما لا يستطاع. امر بما لا يستطاع فهذه لا تنقض اصول المفوضة بقولهم ان هذه الايات لا يعقل معناها ولا يعرف معناها ذكر ايضا عند قوله ان ذكر بعد ما ذكر ان القرآن معلوم المعنى ذكر ما معنى التأويل الذي جاء في كتاب الله عز وجل فالتأويل جاء في كتاب الله على معنيين لا ثالث لهما على معنيين لا ثالث لهما على معنى الحقيقة وعلى معنى التفسير. واصل التأويل هو الرجوع بالشيء الى الغاية المرادة منه. هذا هو اصل التأويل التأويل هو الرجوع بالشيء الى الغاية المرادة منه وهو من ان يؤول اذا رجع الى الاول ال يؤول بمعنى رجع هذا اصل اصل التأويل من جهة اللغة واما من جهة الاصطلاح ورد الكلام الى الغاية المرادة منه. رد الكلام الى الغاية المراد منه بشرح معناه وهو في القرآن على معنيين على معنى الحقيقة وعلى معنى التفسير. وليس في كتاب الله للتأويل معنى ثالث. ولذلك قال هنا قال رحمه الله تعالى عندما ذكر قوله هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب كتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله هذا موضع من الموارد التي ذكر فيها التأويل ابتغاء تأويله اي ابتغاء تفسيره وما يعلم تفسيره الا الله والراسخون في العلم اذا من كلام الله عز وجل ما لا يعلمه الا هو ويعلمه ايضا الراسخون في العلم وهو المحكم الذي يعلمه العلماء وهو المتشابه بالنسبة للجهال. والمتشبه بالنسبة ايضا للجهال قال تعالى وما يعلم تأويله اي تفسيره الا الله والراسخون في العلم وسيأتي معنا ان القرآن منه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه. اذا المعنى الاول الذي في كتاب الله وهو بمعنى التفسير وهذا هو الغالب على مفسر القرآن كما ذكر ذلك شيخ الاسلام وهو قول ابن جرير التأويل تأويل الاية اي تفسيرها وقد وهو ايضا قول مجاهد وغير اهل العلم كما يقول هنا يقول والثاني قال احدها فان التأويل قد صار بتعدد الصلاحات مستعملا في ثلاث معاني. الثلاث معاني مراده معنى احدثه الاصوليون والمتكلمون ومعنيين في كتاب الله عز وجل. اولها قال وهو اصطلاح كثير وهو اصطلاح كثير من المتأخرين المتكلمين في الفقه واصوله ان التأويل هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح. هذا ما استعمله الفقهاء والاصوليون واهل الكلام ايضا في تعطيل النصوص فعطلوا النصوص وصرفوها عن ظاهرها بدعوى بدعوى تحريف بدعوى التأويل واما بدعوى المجاز المرسل او بدعوى ان لها باطل لا يعلمه الا خاصتهم كما سيأتي الى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به. وهذا هو الذي عناه اكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل النصوص الصفات يتأولونها ويصرفونها عن ظاهرها في دعوى ان ظاهرها يقتضي التشبيه والتجسيم فصرفوا النصوص عن ظاهرها بهذه الحجة الباطلة المعنى الثاني قال ان التأويل بمعنى التفسير. وهذا هو الغالب في كلام المفسرين الذين فسروا القرآن كقول ابن جرير من المصنفين المعنى الثالث من التأويل هو الحقيقة التي يؤول اليها الشيء التي يؤول اليها الكلام. كما قال تعالى هل ينظرون الا تأويله؟ يوم يأتي تأويله يقول وايد يوم يأتي حقيقته والتأويل تأويل الطلب هو ايش؟ هناك طلب وهناك خبر وكلاهما يتعلق به التأويل فالطلب تأويله الفعل والخبر تأويله وقوعه ووقوع حقيقته. عندما يقول لك صل تأويل ذلك ان تصلي وتفعل عندما اخبرك ان غدا ان غدا آآ سيأتي فلان تأويله هو حضوره ومجيئه هذا ما يتعلق بالطلب وفي الخبر فالتأويل ايضا في آآ اوامر الله عز وجل هو امتثاله كما قالت عائشة يتأول القرآن بقوله اذا جاء نصر الله والفتح فكان يسلم في اخر حياته يكثر من قول سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول يتأول القرآن ان يمتثل امر الله عز وجل قال هنا فتأويل ما في القرآن من اخبار المعاد الجنة النار البعثة النشور تأويلها هو حقيقتها عندما يعاينها المسلم وقال قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل اي هذا حقيقته. عندما سجد له اخوته وسجد له ايضا والداه قال هذا تأويل رؤياه من قبل انما قال رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر ايتم لي ساجدين ويلها سجود اخوته وسجود والده له. قال هذا تأويل الرؤيا من قبل قد جعلها ربي حقا. قال فالتأويل الثاني وهو تفسير الكلام وهو الذي يفسر به اللفظ حتى يفهم معناه او تعرف علته او دليله وهذا التأويل الثالث هو عين ما هو موجود في الخارج ومنه قول عائشة رضي الله تعالى عنها انه كان يقول في ركوعه سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر اللي يتأول القرآن ان يفسروا مراد الله عز وجل بفعله. فالفعل تأويله الامتثال. والخبر تأويله الوقوع فهذا ما يتعلق بمسألة التأويل. اذا التأويل الذي جاء في كتاب الله جاء له معنيان التفسير وحقيقة الشيء الذي اليها واما التأويل الذي هو المعنى الثالث وهو آآ ما يسمى بصرف اللفظ عن ظاهره الى المعنى الراجح المعنى المرجوح لقرينة دلت عليه فهذا لا يعرف لا يعرف في كتاب الله عز وجل ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك يقال في هذا التأويل ان منه ما هو حق ومنه ما هو باطل فان كان التأويل بصرف اللفظ عن ظاهره الى معنى اخر لقرينة دلت عليه فهذا تأويل محمود مثل قوله تعالى اتى امر الله فلا تستعجلوه هل ظاهره ان ان امر الله اتى؟ يقول لم يأتي ودليله والقليلة صرفت هذا الظاهر هو هو ايش فلا تستعجلوه فقوله فلا تستعجل لانه ايش؟ انه لم يأتي فهذه قرينة متصلة صرفت اللفظ عن ظاهره الى الى معنى اخر دلت عليه القرينة دلت عليه القرينة مثل ايضا قوله تعالى واذا قرأت القرآن فاستعذ بالله. ظاهرها ماذا؟ انه يستعيذ بعد القراءة يستعين على القراءة لكن فعل النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يستعيذ قبل القراءة فيكون المعنى اذا اردت ان تقرأ القرآن فاستعذ بالله. مثل قوله فاتى الله بنيان من القواعد فخر عليهم السقم من فوقهم فهنا ظاهره ان الله اتى بذاته لكن القرية دلت على انه لم يأتي بذاته اولا قوله واتاهم العذاب من حيث لا فوصف الذي جاه وايش؟ العذاب والامر الثاني القرين الحسي المشاهدة ان الله لم يأتي ان الله لم يأتي فنقول هذا الصرف صرف اللفظ عن ظاهره لمعنى اخر دلت عليه قرينة صحيح ولا ليس صحيحة؟ صحيحة فيكون عندئذ يكون ايش؟ يكون محمودا يكون محمودا غير مذموم. اما المذموم اما المذموم فهو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادل الذهن الى معنى اخر دون ان يدل على ذلك القليل وهو ما فيه المتكلمون وتكلى به المعطل بصرف النصوص عن ظاهرها بدعوى انها تقتضي التجسيم والتشبيه فحرفوا النصوص ولم يثبتوا كلام الله عز وجل وقالوا ان ظاهر القرآن غير مراد غير مراد فليجهل يقول هنا رحمه الله تعالى فان نفس الفعل المأمور به هو تأويل الامر به. وهو ما يسمى كما ذكرت ان تأويل الطلب الامتثال وتأويل الخبر نفس تأويل تأويل الخبر وجود النفس ما اخبر به قال والكلام خبر وامر. الكلام اما ان يكون خبر واما ان يكون انشاء. اما خبر واما انشاء فهذا هو تقسيم اما خبر واما انشاء. ويدخل تحت الانشاء الامر والنهي والطلب والترجي وما شابه ذلك ويكون تأويل تأويل الطلب او تأويل الانشاء هو امتثاله وتأويل الخبر هو وجوده. ولذا يقول ابو عبيدة الفقهاء اعلو بالتأويل من اهل اللغة. الفقهاء اعلى بالتأويل الذي هو ايش التفسير لماذا لان اهل اللغة يأخذون بالمعنى اللغوي والمعنى اللغوي دائما يكون اوسع من المعنى الشرعي. وانت مكلف باتباع الشارع وليس باتباع اللغة ولذا يقول ابو عبيدة الفقهاء اعنوا بالتويد مثلا حديث نهي النبي عن الاشتباه الصماء ها؟ ابو عبيدة ابو عبيدة نعم قال ابو عبيدة ابو عبيدة قال ابو عبيدة ليس ابو عبيدة نعم قال ابو عبيد قاسم سلام يقول الفقهاء اعلم بالتأويل من من اهل اللغة لماذا؟ لان اللغوي ينظر الى الكي من جهة معناها اللغوي. مثلا الصلاة اللغوي يراها المعنى بموسوعة الاوسع وهو انها بمعنى الدعاء. اما الفقيه فيراه بمعنى الشرعي. مثل ايظا النهي عن اشتمال الصماء الصماء اللغوي يفهم منها انه يشتري بها ويدور بها حتى لا يجد له مخرج. وهذا معنى معنى انها ليس لها منفذ تخرج منه يده تسمى صماء لان ليس الاصب الذي ليس الصماء التي ليس لها منفذ. اما الفقيه فيرى المعنى الشرعي وهو ان يصلي ان يصلي ورداؤه على كتفيه دون ان يرمي احد طرفيه عن الاخر ويكون مكشوف مكشوف العورة فهذا هو ما هو ان لا يلتحف بردائه على جسده. قال كما ذكر في تفسير اجتماع الصماء لان الفقهاء يعلمون نفس ما نفس ما امر به ونفس ما نهي عنه اي مراد الشارع بهذا اللفظ فعلا او امرا ونهيا بخلاف لغوي فيراه من جهة معناه اللغ لو كان ولو كان واسعا قال فاذا عرف ذلك فتأويل ما اخبر به عن نفسه المقدس الغني بما لها من حقائق الاسماء والصفات هو حقيقة نفسه المقدسة متصلة لها من حقائق الصفات اذا اخبر الله عز وجل عن نفسه فتأويل ذلك تأويل ما هو ماذا؟ ووجود ذلك الشيء المتعلق بالله سبحانه وتعالى فالله اخبر انه سميع بصير فتأويل ذلك ان الله سميع بصير اخبر الله عز وجل انه يظحك تأويل ذلك اثبات الظحك لله عز وجل وهذا هو حقيقته. وهذا هو معناه الذي يؤول اليه فهذا قوله فتأويل ما اخبر به عن نفسه مقدس الغني بما لها من حقائق الاسماء والصفات هو حقيقة هو حقيقة نفس مقدسة لما لها من حقائق الصفات. وقال ولهذا ما يجيء في الحديث ولهذا ما يجي في الحديث نعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه لان ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر فيه الفاظ متشابهة تشبه معانيها ما نعلمه في الدنيا وهذا من رحمة الله عز وجل ان الله خاطبنا بما نعقل ولو ذكر الله عز وجل لنا شيئا لا نعقله لما استطع ان ندرك معناه ولذا عندما يقول الله عز وجل يذكر السمع والبصر نتصور السمع والبصر لماذا؟ كيف كيف عرفنا معنى السمع وادراك المسموعات والبسط؟ معنى ادراك المبصرات اننا رأينا بالشاهد ان معنى السمع كذلك والبصر كذلك. عندما يقال لك جدار تفهم ان الجدار انه بناء قائم من حجر او من طين او ما شابه. هذا الجدار لكن لو اخبرت بشيء لم يكن له مثال في الواقع لما استطعت ان تدرك معناه. واذا خاطبنا ربنا عز وجل بما نعقل ونفهم بما نعقل ونفهم ولو خوطبنا بشيء لا نعقله لما استطعنا ندرك معناه او نفهم المراد منه. فهذا من رحمة الله عز وجل. فالله اخبرنا بما نتعارف وبما نعقل فاثبت نفسه ما نعرفه من انفسنا من جهة السمع والبصر والغظب والظحك والرظا وما شابه ذلك قال رحمه الله تعالى فاسماء الله تعالى وصفاته اولى وان كان بينه وبين اسماء العباد وصفاتهم تشابه. بمعنى ذكرنا ان هناك تشابه واشتراك من جهة الالفاظ من جهة الالفاظ وايضا من جهة اصل الحقيقة من جهة الفاظ ومن جهة اصل الحقيقة. السمع سمع الله وسمع المخلوق يشتركان من جهة الاصل من جهة السمع ومن جهة اللفظ فهو متشابها لفظا وايظا متشابهان من اصل المعنى فليس معنى السبح المخلوق مغاير لمعنى في حق الله عز وجل لكنهم متغايرا من اي جهة من جهة من جهة حقيقة سمع الله ومن جهة حقيقة سمع المخلوق وهكذا في باقي سائر الصفات انت تعلم والله يعلم وهذا اشتراك في اللفظ والمعنى لكن علم الله عز وجل حقيقته ليس كعلم المخلوق فللمخلوق له من العلم ما يناسبه ولله عز من ذلك الكمال المطلق المتعلق وهذا قسه على جائر قسه على سائر صفات الله عز وجل. قال والاخبار الغائب لا يفهم وهذه فائدة الاخبار على الغائب لا يفهم الا متى؟ الا اذا كان في الواقع شبيه الكل يشاهد فلو اخبرت عن غائب ليس له مثيل مشاهد لما استطعت ان تفهم هذا الغائب ما يمكن لا يمكن ان تعرف ان عندما تقبل عن غائب لا يمكن ان تتصور هذا الغائب الا اذا كان هو بالشاهد مثال يقاس يقاس عليه يعني الغيب لا يمكن معرفة الغيب الا اذا كان بالشاهد مثال يقاس عليه قال والاخبار الغائب لا يفهم ان لم يعبر عنه بالاسماء المعلومة معانيها لا يفهم ان لم يعبر بالاسماء المعلومة عليها في الشاهد ويعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم ما في الشاهد يعني اي نقيس الغائب عليه شيء على المشاهد عندما تخبى مثلا ان يقال لك اشتريت خبزا يتبادر الى الذهن عند الان يخرج عن شيء ماذا يتبادلك من الجهة الشاهد اما يكون خبز على اشكاله المعروفة اما دائري واما على اه شكل اه قطع صغيرة او على شكل قطع اه مستطيلة وما شابه ذلك انت تتصور مباشرة ما اخبرت به الغائب ان شاهده ومثاله ما تعرفه الواقع وهذا واظح قال مع العلم الفارق المميز وان ما اخبر الله بعلم الغيب اعظم مما يعلو بالشاهد وفي الغائب ما لا عين رأت ولا اذن سمعت الله عز وجل ذكر في الجنة ان فيها ان فيها ان فيها ماء غير ان فيها ماء غير اسف هذا الماء الذي هو غير اثم في الدنيا ايضا ماء واشتركا في اللفظ واشتركا في اصل المعنى لكن ماء الجنة ليس كما الدنيا. فاكهة الجنة وان شابهت فاكهة الدنيا من جهة الاسم ومن جهة الاصل لكن من جهة التعب والمأوى وحقيقة الفاكهة يتباين ولو قيل لك ان في الجنة رمان يقي لك ما معنى الرمان؟ اي شيء؟ فاكهة الرمان في الدنيا هذا هو الرمان فهو رمان نفسه في الاخرة من جهة الاسم ومن جهة اصل المعنى لكن من جهة الطعم والحقيقة شتان بينهما. فالله خاطبنا ان في الجنة رمان لاننا نعرف الشاهد نوع الرمان. خاطبنا ان فيها تين وزيتون لا نعرف الشهد في هناك تين وزيتون فبخلاف الذي لا ليس له ليس له شبيه الا مثل قوله في اهل النار في شجرة الزقوم طلعها كانه نصوص انت الان تتصور الزقوم لا تتصوم معناه الا بهذا التشبيه طلعه كأنها كأن رؤوس الشياطين فرؤوس الشياطين رؤوس كريهة المنظر مع انك لو قيل لك شبه لي الزقوم في الدنيا تستطيع تشبهه ليش؟ لانه ليس له في الشاهد مثال تعرفه ليس له الشاة مثال تعرفه. اذا هذا ايضا يريد شيخ الاسلام البادي يريد بهذا المعنى الرد على المفوضة ان الله خاطبنا بغائب يقاس عليه بما يشاهد فعندما خاط ربنا عز وجل بانه سميع عرفنا معنى السمع. هو الان ماذا يريد؟ يريد ان نصوص الصفات معقولة المعنى. معقولة المعدة اذ لو لم يكن لها معنى لاصبح خطاب الله لنا خطاب بما لا نعقل ولا ندري ما معناه وعندما خاطب ربنا وامر بالتدبر وذكر لنا مثالا شاهدا يشابه ما اخبر به عرفنا ان المعنى الذي اخبر به في الغائب انه من جهة من جهة المعنى ومثل لا نعرف ونشاهد وان كان متباينان من جهة حقيقة لان الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ثم قال رحمه الله تعالى وقال واما نفس الحقيقة المخبر عنها مثل التي لم تكن بعد وانما تكون يوم القيامة فذلك من التأويل الذي لا يعلمه الا الله. ذكر ان تأويل تأويلان تأويل يعلمه الله والراسخون في العلم وتأويل لا يعلمه الا الله. التأويل الذي يعلمه الله والرسول من جهة الصفات هو لعن الصفات بعدها والتو الذي لا يعلمه الا الله اي شيء كيفية الصفات فهذا لا يعلمه الا الله عز وجل واذا يحتج على المفوضة ايضا ان الائمة يقولون عندما سئل مالك عن الاستواء وربيعة وام سلمة قال الاستواء معلوم والكيف مجهول كيف يرد على المفوضة بهذا المعنى؟ نقول لو كان لو كان اللفظ غير معروف لما قال مالك والكيف مجهول. لانه لو كان المعنى غير معقول لقال استواء غير معلوم الاستواء كله غير معلوم وانما قال الاستواء معلوم بما نعرف من المشاهد معلوم اما علوا وارتفاع واما صعود واما استقرار على شيء بيعلوه واما كيفية الاستواء فهذا الذي لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال لما سئل ما لك الرحمن على العرش استوى قال الاستواء والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. ولو كان قول المفوضة هو الحق لما كان في قول ما لك بلا كيف والكيف مجهول لم يكن له معنى لان الاستواء من اصله عند المفوضة كله لفظ هو معناه ليس له معنى يعني هم الان عندما تسأل مفوضة ما معنى الاستواء يقول لا ندري لا ندري لماذا؟ نقول لهذه الالفاظ متشابهة لا نعقل معناها. بينما مالك واهل السنة يقولون الاستواء معلوم وانما نفوا فقط الكيفية وقالوا مثل هذا يوجد كثيرا في كلام السلف الائمة ينفون علم العباد بكيفية صفات الله وانه لا يعلم كيف الله الا الله فلا يعلم ما هو الا هو فقد قال وسلم لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك وهذا حديث ابو هريرة في صحيح مسلم حديث ابو هريرة وفي حديث اخر الذي رواه واحمد وغيره من حديث ابي مسلمة الجهني عن القاسم عبد الرحمن عن ابي عن مسعود وفيه علة في فيه آآ ابو مسلمة وفيه ايضا سماع عبد من ابيه فيه انقطاع. يقول وهذا الحديث في المسند وصحيح ابن حبان. وقد اخبر فيه ان لله بالاسماء اللهم اني اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت بفعل الغيب عندك ودليل ذلك ان هناك اسماء لله عز وجل لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى كمعاني الاسماء التي استأثر الله بها بالغيب عنده لا يعلمها غيره. هذا ايضا مما لا يعلمه الا الله عز وجل. لانه قيل لك ما الشيء الذي لا يعلمه الله؟ نقول الصفات وحقيقة ما يليه الاخبار يوم القيامة. وايضا الاسماء التي استأثر الله عز وجل بعلمه اياه فهذا لا يعلمه الا الله فالله سبحانه وتعالى اخبر انه عليم قدير سميع بصير غفور رحيم الى غير ذلك من اسمائه وصفة نحن نفهم معنى ذلك ونميز عندما فيقول لك فلان عليم قدير. هل العلم والقدرة متماثلتان العلم له معنى والقدرة لها معنى اخر. ونميز بين العلم والقدرة وبين الرحمة والسمع والبصر نعلم ان الاسماء كلها في دلالته على ذات الله اي ان الاسماء من جهة الدلالة مترادفة ومن جهة المعاني متباينة فهي متفقة متواطئة من حيث الذات فكلها تدل على ذات واحدة واما من جهة المعالي فلكل اسم من اسماء الله معنى يخص فالعليم له صفة معنى العلم والسميع له معنى السمع واذا كان هذا يقول ايضا اه يعني ذكر فيما يتعلق بحق الله ايضا المخلوق وهو اذا كان ذلك الجهاز في حق المخلوق من باب اولى ما يتعلق بحق الله. يقول وكذلك اسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد واحمد والماحي والحاشد. هل هذه الاسماء الخمسة واحمد والماحي والحاج والعاقب من جهة حقيقتها هل هي مشتركة وخاصة؟ نقول هذه الاسماء الخمسة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا يشاركه احد من الانبياء في هذه الاسماء فليس هناك محمد غير محمد واحد محمد صلى الله عليه وسلم. وليس هناك اهل جهة كثرة حمده الا رسوله ليس هناك الماح الذي محى الكفر كله الا هو من؟ محبسه. والحاج الذي يحشر الناس بعد بعثته هو محمد صلى الله عليه وسلم والعاقل الذي ليس بعده نبي هو محمد صلى الله عليه وسلم. قال وكانت اسماء القرآن القرآن والفرقة والهدى والنور والتنزيل والشيء بغير ذاك. ومن اسماء تنازعت هل هي من القبيلة المترادفة لاتحاد الذات او من قبيل المتباين لتعدد الصفات كما قيل السيف والصارم والمهند بمعنى ان ان الاسماء المترادفة على خلاف بين هاللغة هل يوجد ترادم في اللغة او لا يوجد؟ فمنهم من ينكر الترادف ومنهم من يثبت والصحيح ان الترادف ان موجود لان ان التراب موجود لكن لكل لفظ معنى يخصه غير المعنى الاخر اي على الترادف اي ليست مترادف متواطئ بكل وجه بل يكون معنا المهند غير معنى الصارم. تبصار بقوة القطع والمهند نسبة الى الى الهند مثلا وهكذا. فليس كون كون كون الاسماء تدل على ذات واحدة انها تكون معناها واحد بل يكون في كل لفظ وان كان وان كان يدل على ذات واحدة معدن فيه ليس في المعنى في معنى الاسم الاخر مثل الفرقان والقرآن والهدى والشفاء هي تدل على كتاب واحد لكن لكل بلفظ منها معنى يخصه ودون غيره قالوا مما يوضح هذا ان وصف ان الله وصف القرآن كله بانه محكم. هنا انتقل الى مسألة ما مسألة القرآن وان فيه محكم وبمتشابه وهنا يمكن ان نقسم ايات الله الكتاب ايات الكتاب ان ان القرآن كله محكم وكله القسم الاول ان القرآن كله محكم ان القرآن كله محكم. القسم الثاني ان القرآن كله متشابه. القسم الثالث ان القرآن منه ما هو محكم ومنه هو متشابه. فالقرآن من جهة الاتقان. ومن جهة الوضوح والبيان. ومن جهة اه كماله. من جهة عاليه واعجازه هو محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو محكم من جهة انه متقن محكم آآ بالغ في الاعجاز وبالغ في الفصاحة وكمال المعنى. كما قال تعالى تلك ايات الكتاب الحكيم وقال سبحانه وتعالى كتاب احكمت اياته فهو من هذا المعنى محكم كله من جهة اتقانه واحكامه اه كمال اعجازه وكمال اه فصاحته وعلو منزلته هو محكم. وايضا هو متشابه من جهة انه يتشابه بعضه ببعض من جهة احكام واتقانه وانه لا يتناقض فليس في كلام الله ما يتناقض وان وجد فهو بالنسبة لمن جهل الاحكام فيه. يعني قد يقول قائل هناك ايات ظاهرها التعارف نقول القرآن كله محكم لا تعارض فيه وهذا معنى وهذا معنى كونه متشابه متشابها ان يصدق بعضه بعضا متشابها في جميع اياته في الاحكام والاتقان والفصاحة والبلاغة والاعجاز في معاليه هذا ايضا متشابه متشابه انه لا يتناقض لا يتناقض فلو قال قائل الله يقول وانك لتهدي الى صراط مستقيم. والله يقول انك لا تهدي من احببت. يقول هذا هنا يثبت انه يهدي وهنا يثبت انه لا يهدي. هذا التشابه على من يأتي؟ على الجاهل. على الجاهل يظنها يقول هذا ليس ليس هذا متناقض نقول هذه الاية لها مورد وهذه لها مورد اخر. انك وانك لتهدي الى صراط المستقيم معنا تدل وترشد الى صراط مستقيم. انك لا تذهب معناها اي لا توفق ولا تلهم الهداية احد وانما يملك ذاك هو من؟ هو الله سبحانه وتعالى فالله يقول الف لام راء كتاب احكمت ايات فصلت. الله والله يقول الله انزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني. هنا يقول يصف كم؟ وهنا يصفه بالمتشابه ولا ولا تعارض بينهما فهو محكم وهو ايضا مع احكامه متشابه يشبه بعضه بعضا. واما في قوله منه ايات محكمات وهم متشابهات فهذا يسمى بالتشابه بالتشابه النسبي والتشابه اما ان يكون تشابه حقيقي واما ان يكون تشابه نسبي يمكن ان نقسم التشابه الى قسمين. تشابه حقيقي وتشابه نسبي الحقيقي هو الذي لا يعلمه الا الله. وهو الذي يكون حق اهل العلم معه اي شيء الايمان والتصديق وهو حقيقة مات اليه الاخبار في يوم القيامة الغيبيات كحقيقة الصراط وحقيقة الجنة والنار اي مشاهدته وحقيقته هذا لا يعلمه الا من؟ الا الله. ايضا من جهة كل من هالصفات هذا ايضا لا يعلمه الا الله. وهناك متشابه نسبي متشابه نسبي تسأل عن اية وانت لا تعلمها؟ نقول هذا بالنسبة لك انت متشابه لك عند غيرك محكمة. واضح؟ ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغنوا بالرسول هذه متشابهة فيظن بعضهم ان معناها انه في قول وسلم ويسأله يقول هذا ليس معناها وليس هذا الظاهر وان معناها في حال حياة النبي صلى الله عليه وسلم انه يؤتى له من باب ان يستغفر لهم وهكذا مثل متشابه لو سئل الانسان عن عن القرى بل يراد به منهم من يقول هو الحيض ومنهم يقول هو الطهر. هذا لكن هو عند الراسخين في العلم يعلمونه فيكون المتشابه النسبي بالنسبة للعلماء الذي يمكن معرفته والعلم والعلم به هذا ما ثم ذكر ذلك آآ التشهد قال ثم من الناس من لا بينهم فيكون مشتبها عليه ومنهم من يهدي ذلك وهم الراسخون في العلم. ومن هذا الباب الشبه التي يضل بها بعض الناس وما يشتبه فيها الحق والباطل. حيث يشتبه على بعض الناس ومن اوتي العلم بالفصل يأتي ومن اوتي ومن اوتي العلم بالفصل بين هذا وهذا لم يجتمع الحق بالباطل اذا انما تأتي الشبهات لمن؟ لاهل الجهل. واما العلماء والراسخون في العلم فانهم يعلمون متشابهه. يعلمون متشابهه او لنقف على قوله والقياس الفاسد انه من باب الشبهات يأتي على هذا والله تعالى اعلم