الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمه رحمه الله تعالى ومنها الايمان بما الذي من بعده اي من بعد الموت على حتما من احوال الاحضار الى البعث والنشور الاحتضار احسن الله اليك من احوال الاحتضار والبعث والنشور الى ان يقضي الله بين عباده ويستقر كل من الفريقين فريق في الجنة وفريق في السعير ونذكر ما تيسر من التقدير على كل امر منها في محله من هذه الابيات الاتية ان شاء الله تعالى. حتى عندي على التقدير لكن لعلها والله اعلم التقرير لعلها ونذكر ما تيسر من التقرير على كل امر منها في محله من هذه الابيات الاتية ان شاء الله تعالى. وهذا اولها. اذا ما حصل جزم يبقى القراءة على ما في الاصل احسن الله اليك ونذكر ما تيسر من التقدير على كل امر منها في محله من هذه الابيات الاتية ان شاء الله تعالى وهذا اولها وان كلا مقعد مسؤول من رب ما الدين وما الرسول وعند ذا يثبت المهيمن بثابت القول الذين امنوا ويوقن المرتاب عند ذلك بانما مورده بانما مورده المهالك في هذه الابيات اثبات المسألة العظيمة وهي اثبات سؤال القبر وفتنته وعذابه ونعيمه وقد تظاهرت بذلك نصوص الشريعة كتابا وسنة واجمع على ذلك ائمة السنة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من اهل السنة والجماعة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى لما انهى الكلام على اشراط الساعة شرع في ذكر التفاصيل التي تتعلق اه ما بعد الموت لما انهى اشراط الساعة والكلام على الموت شرع في ذكر التفاصيل التي تكون من بعد الموت والموت كما عرفنا اول منازل الاخرة وبعده تأتي تفاصيل كثيرة جدا دل عليها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والايمان بها من الايمان باليوم الاخر ومن هذه المسائل العظيمة اثبات سؤال القبر وفتنة القبر وعذاب القبر فهذه امور ثلاثة واقعة في القبر لا محالة الفتنة والنعيم او العذاب وقد دل عليها دلائل كثيرة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. واجمع عليها الصحابة ومن اتبعهم باحسان فهذه من العقائد الثابتة الراسخة القائمة على الادلة الواضحة البينة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ان الناس يفتنون في قبورهم ومعنى يفتنون ان يأتيهم ملكان ان فتنا يأتيان للمرء اذا ادرجا في قبره ويقعدانه في قبره ويسألانه من ربك ما دينك ومن نبيك؟ هذه الصوالات الثلاث. العظيمة فيثبت الله اهل الايمان بالقول الثابت ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. نعم قال رحمه الله تعالى وان انكر ذلك بشر المريسي واضرابه واتباعه من المعتزلة. وحملوا على فاسد فهمهم قول الله عز وجل لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى. وقوله وما انت بمسمع من في القبور. قالوا في الاية الاولى لو صاروا احياء في القبور لذاقوا الموت مرتين لا موتة واحدة وقالوا في الاية الثانية ان الغرض من سياقها تشبيه الكفرة باهل القبور في عدم الاسماع ولو كان الميت حيا في قبره او حاسا لم يستقم التشبيه قالوا واما من جهة العقل فانا نرى شخصا يصلب ويبقى مصلوبا الى ان تذهب اجزاؤه. ولا نشاهد فيه احياء ومسألة والقول لهم بهما مع المشاهدة سفسطة ظاهرة وابلغ من وابلغ منه من اكلته السباع والطيور وتفرقت اجزاؤه في بطونها وحواصلها وابلغ منه من احرق حتى حتى يفتت وذري اجزاؤه المتفتتة في الرياح العاصفة شمالا وجنوبا وقبولا ودبورا. فانا نعلم عدم احياءه ومسألته وعذابه ظرورة فانا نعلم عدم احياءه ومسألته وعذابه ضرورة هذه خلاصة شبه مداحضة ومحصلوا ارائهم الكاسدة وافهامهم الفاسدة واذهانهم البائدة ولا عجب ولا اغراب ممن الحد في اسماء الله وصفاته وجحد ما صرح به تعالى في محكم اياته ورد ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم من اقواله وافعاله وتقريراته وحكم العقل في الشرع وعارض الوعي وعارض الوحي الرحماني بالحجس الشيطاني وقدم الاراء السقيمة على السنن المستقيمة واثر الاهواء الذميمة على المحجة القويمة فليس بعجيب ولا غريب ممن هذا شأنه ان ان ينكر عذاب القبر وغيره. من انباء الغيب التي لا يشاهدها وماله لا ينكر ذلك وهو لا يعرف الانسان الا هذا الجسم الذي هو الجلد واللحم والعظم والعروق والاعصاب والشرايين ونحوها ما يمتلئ بكثرة الطعام والشراب فيه ويخلو بقلتهما عليه وماله لا ينكر ذلك وهو لا يقر بموجود الا مسموع متكلما به مبصرا مشموما ملموسا. وما له ايضا له وظيف مشاهدا. هذه الحواس نعم وماله لا ينكر ذلك وطريقته في النصوص ابدا تأويل الصريح وتضعيف الصحيح. وانها احاد ظنية لا تفيد اليقين وليست باصل بزعمه عند المحققين. ولا ذنب للنصوص وما نقم منها الا انها خالفت هواه. وصرحت في دعواه وسدت عليه باب مغزاه واوجبت عليه نبذ اقوال شيوخه وهدمت عليه ما قد بناه والزمته باطراح كل قول غير ما قاله الله غير ما قاله الله او رسوله صلى الله عليه وسلم ونادت عليه بابلغ صوت بابلغ صوت ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله؟ نعم لما ذكر الشيخ رحمه الله ان هذه العقيدة ثابتة بالادلة من الكتاب والسنة والاجماع قال وان انكر ذلك من انكره يعني من اهل الضلال ممن اشار اليهم وغيرهم من اهل الباطل الذين يحكمون عقولهم وارائهم على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجعلون الحكم لعقولهم القاصرة وافهامهم الفاسدة فيجعلونها هي القاضية على كتاب الله سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. واشار رحمه الله تعالى الى بعض شبه القوم في ذلك وفي تقديري والله اعلم ان الاولى في مثل هذا المقام ان يذكر الحق اولا بدلائله وتبسط اه دلائله وتبين ثم من بعد ذلك يشار في تمام ذلك الى من خالف ذلك انكره ولهذا سيأتي عند الشيخ رحمه الله بسط للادلة وكان حق ذلك ان يقدم. كان حق ذلك ان يقدم ان يبدأ به ثم في اخر الامر تذكر اقوال المخالفين على سبيل الاشارة اليها انكارا ودحظا شبهات اه المبطلين التي يروجونها التظليل او الاخلال بعقائد الناس اشار الى ان هذه الشبهة التي هي آآ زعمهم ان في الموتى من يموت حرقا ومنهم من يموت غرقا ومنهم من تأكله السباع. فيخرج من بعرها روتا الى اخر ذلك وان هذه الموتات المختلفة كيف يكون في مثل هذا عذاب قبر ويزعمون ان ان هذه الامور ما مستحيلة يعني يحيلها العقل وهذا مبني على ما يفهمونه وان ايمانه في حدود الحواس المعروفة من شم او لمس او مشاهدة او ذوق او نحو ذلك وما سوى ذلك ما كان خارجا عن ذلك لا يؤمنون به وقد عرفنا ان من اوائل صفات المؤمنين واعظمها واكملها ايمانهم بالغيب اي بكل ما غاب عنهم مما اخبرت به رسل الله وعذاب القبر قد دل عليه القرآن في دلائل كثيرة او في ايات كثيرة سيأتي ذكرها عند المصنف رحمه الله تعالى ودلت عليه السنة في مواطن عديدة لكن القوم اه يحكمون عقولهم ويجعلونها هي القاضية على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فليس عندهم الا شبهات عقلية داحضة او نصوص يحملونها على غير محاملها كما سيأتي بيان المصنف فيما ذكره من آآ الايتين اللتين اه يحتج بها هؤلاء نعم قال رحمه الله تعالى والجواب عن الشبهة الاولى ان الاية لا تدل على مدعاهم بوجه فانها في صفة اهل الجنة وما لهم فيها من كمال النعيم والخلد المقيم. نعم لا يذوقون فيها اي اهل الجنة فيها اي في الجنة الا الموت الا الموتة الاولى. نعم. وانهم لا يذوقون فيها الموت بل ينعمون ولا يبأسون ويخلدون فلا يموتون. واين هذا من نفي عذاب القبر الذي ادعوه وقوله الا الموتة الاولى تأكيد لنفي الموت عنهم في الجنة. وما المانع من كون الروح تتصل بالجسد في البرزخ اتصالا خاصا تألم الجسد بما يتألم به. من من دون ان تكون حياته كالحياة الدنيوية بل ما المانع من كونها حياة مستقرة لا تشبه الحياة الدنيا وهي اعظم منها فحجب الله تعالى رؤية ذلك عن عباده رحمة منه بهم. كما يدل عليه ما اخبر به صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الاتية من الاقعاد والمخاطبة والسؤال والجواب كفاحا كما يشاء الله عز وجل والفتح لباب الجنة للمؤمن وفرشه منها وفتح باب النار للمرتاب وقمعه بالمطارق والمرازم وغير ذلك مما سيأتي ان شاء الله تعالى بسطه وايضا فاهل الجنة المشار اليهم بقوله لا يذوقون فيها الموتى الا الموتة الاولى قد وردت فيها الاحاديث الصحيحة. وردت في فيهم اي اهل الجنة ان ارواحهم تسرح في الجنة في حواصل طيور خضر كما روى الامام احمد عن عن الامام محمد بن ادريس الشافعي عن ما لك بن انس عن الامام محمد بن شهاب الزهري عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن ابيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجرة الجنة حتى يرجعه الله تعالى الى جسده يوم يبعثه وفيهم الشهداء الذين قال الله تعالى فيهم ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون. يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم واصحابه ولكن لا تشعرون فهل شعرتم بذلك يا معاشر الزنادقة دونهم ويقول تعالى فيهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون الايات وذلك بخلاف الذين كفروا فانهم كما قال الله تعالى فيهم قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين والموتة الثانية على احد التفسيرين هي موتتهم بعد فتنة القبر. وتفسير الجمهور لا ينافي ذلك. فانهم حملوا الموتة الاولى على عدم الذي قبل وجودهم والثانية على الخروج من الدنيا. ولم يعدوا نومتهم بعد الفتنة في القبر موتة مستقلة لان حال البرزخ من الموتة الثانية وليس من دار الدنيا ولا دار الاخرة. وليس هو وليس هو من دار الدنيا ولا دار الاخرة. بل هو حاجز بينهما. والتفسير الاول محمول على موتتين بعد الوجود خلا حالة العدم المحض قبل ايجادهم وروى ابن ابي حاتم بسنده عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اذا وضع يعني الكافر في قبره فيرى مقعده من النار. قال قولوا رب ارجعون اتوب واعمل صالحا. قال فيقول قال فيقال قد عمرت ما كنت معمرا. قال فيضيق عليك قبره ويلتئم فهو كالمنهوش ينام ويفزع تهوي اليه هوام الارض وحياتها وعقاربها هذا جواب من الشيخ رحمة الله عليه على الشبهة الاولى استدلالهم اه هذه الاية الكريمة لا يذوقون فيها اي اهل الجنة الموت الا الموتة الاولى وآآ يأخذون من هذه الاية بفهمهم الفاسد ان انه ليس في القبر اقعد وفتنة وعذاب وسؤال وما الى ذلك قالوا لان الله سبحانه وتعالى يقول لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى وهذا استدلال في الاية فيما لا دلالة بالاية عليه اطلاقا. وجعل للاية في غير محلها وفي غير موطنها ان الاية اولا خاصة اهل الجنة ليست في عموم الموتى في ذكر اه نعيمهم وكمال نعيمهم وتعداد نعيمهم. فعدد الله سبحانه وتعالى اه انواع من النعيم ما يمتعون به في الجنة وذكر في ضمن ذلك انهم لا يذوقون فيها اي في الجنة لا يذوقون فيها اي في الجنة الموت الا الموتة الاولى الا الموتة الاولى والاستثناء هنا كما بين العلماء رحمهم الله تعالى استثناء منقطع استثناء هنا استثناء منقطع لا يذوقون فيها الموت في الجنة ابدا خالدين واحياء في الجنة لا لا يموتون ابدا خالدين ابد الاباد اكد بذلك بقوله الا الموتة الاولى الا الموتة الاولى اي الا الموتة التي فارقوا فيها الدنيا وخرجت في الدنيا ارواحهم منا اجسادهم ففارقوا الدنيا الى الدار الاخرة هذا الموت آآ يتعلق بالموتة التي حصلت في الدنيا. فالاستثنى منقطع لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى تأكيد لخلودهم في الجنة احياء لا يموتون اكد ذلك بقوله الا الموتة الاولى الا ما كان في اه في في الدنيا يشبه هذا قوله سبحانه تعالى خالدين فيها الا ما شاء ربك. الاستثناء هنا ايضا منقطع. خالدين فيها الا ما شاء ربك لان الاستثناء هنا يتعلق بما كان قبل الدخول يتعلق بما كان قبل دخول اه الجنة فخالدين في فيها الا ما شاء ربك الا ما كان قبل دخولهم الجنة. وهنا لا يموتون فيها الموت الا الموتة الاولى اي الا الموتة التي كانت قبل ذلك وان فارقت ارواحهم لاجسادهم في الحياة الدنيا. فالاية لا علاقة لها اصلا بما استدل به هؤلاء. نعم قال رحمه الله تعالى وعن الشبهة الثانية الجواب من وجهين الاول ان قوله وما انت بمسمع من في القبور ما في لاستطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ان يسمعهم وليس ذلك بمحال في قدرة الله ان يسمعهم كما اسمع اهل القليب تبكيته صلى الله عليه وسلم بقوله بقوله صلى الله عليه وسلم هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ الحديث سيأتي ان شاء الله. وهذا اذا حمل على نفي مطلق السماع كلية الوجه الثاني انه لم ينفي مطلق السماع وانما نفي سماع الاستجابة. كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث القليب ما انتم باسمع لهم لما اقول منهم ولكنهم لا يجيبون. وبهذا يتضح تشبيه الكفار بهم فان الكفار كانوا يسمعون كلام النبي صلى الله عليه وسلم ويسمعون منه كلام الله تعالى وهو يتلو عليهم ولكن ليس ذلك بسماع استجابة ولهذا اثبت تعالى هذا السماع الظاهر لهم في قوله تعالى يسمع ايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كان لم يسمعها ولو كان الكفار لم يسمعوا مطلقا لا سماع استجابة ولا مطلقا لم يكن القرآن حجة عليهم. اعد ولو كان ولو كان الكفار لم يسمعوا مطلقا لا سماع استجابة ولا مطلقا لم يكن القرآن حجة عليهم ولم يكن الرسول بلغهم لانهم ما سمعوه منه ولا افسد من قول ولا افسد من قول هذا لازموه ثم ذكر رحمه الله الجواب على شبهة هؤلاء الثانية وهي آآ استدلالهم على نفي عذاب بالقبر وان في القبر سؤالا وفتنة وما الى ذلك آآ بقول الله عز وجل وما انت بمسمع ما في القبور. وما انت بمسمع من في القبور. يقولون الله يقول وما انت بمسمع من في قبور فكيف يقال ان الميت يقعد ويسأل يسمع الملكين ويجيب على اسئلة اه الملكين او يقول ها لا لا ادري. والله قد قال وما انت بمسمع من في القبور فيكون هذه الاية حجة على نفي آآ ما يكون في القبر من فتنة او او سؤال او عذاب او نعيم او ونحو ذلك وهذا ايضا مبني على سوء الفهم اه ما دلت عليه الاية الكريمة وايضا اخراجها عن السياق الذي سيقت فيه فسبحان الله الاية سيقت في مساق وجاء في القرآن ايات واضحة بينة آآ في ثبوت عذاب القبر ونعيمه واظحة والشتات عند المصنف رحمه الله تعالى فكل ذلك يطرحونه ويعرضون عن ويأخذون بالمتشابه ابتغاء الفتنة كما هي طريقة اهل الزيغ اه فيما ذكر الله سبحانه وتعالى عنهم في قوله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله فالحاصل ان قول الله سبحانه وتعالى وما انت بمسمع من في القبور هنا ينبغي ان يعلم ان السماع عندما يطلق في النصوص تارة يراد به مجرد السماع وتارة يراد به سماع الاجابة والسماء الاجابة والقبول تارة يراد هذا وتارة يراد هذا آآ قوله سبحانه وتعالى وما انت بمسمع من في القبور هل المنفي هنا وقد عرفنا ان السماع تارة يراد به مجرد السماع وتارة يراد به سماع الاجابة فالنفي هنا هل هو لمطلق السماء او لسماع الاجابة هل هو لمطلق السماء او للسماء؟ الاجابة آآ يقول الشيخ رحمة الله عليه على المعنى الاول اذا حمل على نفي مطلق السماع اذا حملت الاية على نفي مطلق السماع وما انت بمسمع من من في القبور اي لا يسمعون مطلق السماء ان اريد بالاية هذا المعنى فيقول النفي يكون هنا لاستطاعة الرسول عليه الصلاة ما تستطيع ان تسمعه وما انت من مسمع من في القبور اي ليس في استطاعتك ان تسمعه ولا يكون اسماع منه لهم الا في حدود ما اقدره الله سبحانه وتعالى عليه آآ مثل قصة اهل القليب التي اشار اليها والا الامر باق على اصله ما انت بمسمع من من في القبور هذا ان اريد بالنفي نفي مطلق السماء والمعنى الثاني ان اريد بالسماع سماع الاجابة نريد بالسماع سماع الاجابة يعني لم ينفي مطلق السماع وانما اراد سماع اه الاجابة اه فالنبي صلى الله عليه وسلم قال في اهل القليب ما انتم باسمع لما اقول منهم ما انتم باسمع لما اقول منهم يعني انهم يسمعون صوت النبي وهو يبكتهم عليه الصلاة والسلام اه حتى انه قال للصحابة ما انتم باسمع لما اقول منهم يعني انهم يسمعونه اه صلى الله عليه وسلم ولكنهم لا يجيبون ولكنهم يقول لا يجيبون يسمعون ولكنهم لا يجيبون. وهنا يتضح وجه الشبه تشبيه الكفار بعدم قبولهم لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم بحال هؤلاء بحال هؤلاء قال ولكنهم لا يجيبون وبهذا يتضح تشبيه الكفار بهم فان الكفار كانوا يسمعون كلام النبي عليه الصلاة والسلام منه كلام الله وهو يتلوه عليهم ولكن ليس ذلك بسماع استجابة. مثل ما قال الله سبحانه وتعالى وان احد من مشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله يسمعك هذا مجرد السماع لكن القبول هذه مرحلة ثانية قد قد يقبل فيكون سمع سماع استجابة وقد لا يقبل ويكون سمع مجرد سماع ولم يقبل ما جاء به آآ الرسول عليه الصلاة والسلام قال ولهذا اثبت تعالى هذا السماع الظاهر لهم في قوله يسمع ايات الله مثل هالاية التي اشرت يسمع ايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كان لم يسمعها يعني لا يقبل ما دلت عليه من الحق والهدى ولو كان الكفار لم يسمعوا مطلقا لا سماع استجابة ولا مطلقا يعني مجرد السماع لم يكن القرآن حجة عليهم لم يكن القرآن حجة عليهم ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغهم لانهم ما سمعوه منه اصلا نعم قال رحمه الله تعالى واما شبهتهم العقلية فهي فهي لا تليق الا بعقولهم السخيفة فان الروح التي عليها العذاب او النعيم المتصل بالجسم المتصل بالجسم المه ليس بمدرك في الدنيا ولا يعلمه الا الله فمن كان لا يدرك روح من يمشي معه ويكلمه ويأتمنه ويعامله فكيف يدرك فكيف يدركه اذا صار من عالم الاخرتي ليس من عالم الدنيا وايضا فاحتجاب ذلك عن اهل الدنيا من حكمة الله تعالى البالغة ورحمته بهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان لا تدافنوا لدعوت الله عز وجل ان يسمعكم من عذاب القبر الذي اسمع وايضا فاكثر امور الاعتقادات باطنة منها لامور غائبة عنا فان اكثر ايضا فاكثر امور الايمان اعتقادات باطنة منا لامور غائبة عنا وهي اعلى صفات اهل الايمان الذين يؤمنون بالغيب وذلك غائب عنا في الحياة الدنيا ونحن نعلمه عن الله علم اليقين. فاذا خرجنا من هذه الدار صار الغيب شهادة ورأينا ذلك عين اليقين بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. ولما يأتيهم تأويله ولما يأتيهم تأويله ذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين والذي احرقت اعضاءه وتفرغت اجزاؤه يجمعه الذي ابدأه من لا من لا اجزاء ولا اعضاء وسيأتي الحديث فيه ان شاء الله ولا فرق بين من كذب بجمع هذا وبين من كذب بجمع الناس ليوم لا ريب فيه. هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق. فهل لنا من شفعاء فيشفع لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل الاية نعم يعني بهذا انهى رحمه الله تعالى يعني الاجابة عن متعلقات هؤلاء وهي على نوعين كما عرفنا تتعلق بنصوص حملوها على غير محاملها وانزلوها في غير منازلها واستدلوا بحجج عقلية سقيمة وفيها تعطيل لاصل الايمان الذي هو الايمان بالغيب لان الايمان هو ايمان بكل ما اخبرت به رسل الله مما غاب عنا فاذا كان الواحد من هؤلاء لا يؤمن الا بما يحس او بما يرى او بما يشاهد اين حقيقة الايمان اين حقيقة اه الايمان واين ايضا ايمانهم بقدرة الله الذي لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى يقولون اذا حرق او اذا اكلته السعباع او الى كيف ان عدا يتكلمون عن عن من يتكلمون عن من آآ والله جل في علاه لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء يجمع هؤلاء واذا كانوا يكذبون ما تفرق من اجزاء هؤلاء فتكذيبهم بجمع الاولين والاخرين على صعيد واحد يكون ايضا من جنس ذلك. لانه باب واحد فالحاصل ان هؤلاء يعني قائم كلامهم على شبه عقلية فاسدة وعلى تعلقات النصوص تعلقات في اه بايات في غير محالها وفي غير منازلها. نعم قال رحمه الله تعالى فيا ايها الطالب الحق المتحري الانصاف اليك نصوص الايات المحكمة والسنن القائمة فالق لها سمعك واحضر قلبك وانظر بماذا عارضها الذين في قلوبهم زيغ وكيف تتبعوا ما تشابه واعرضوا عن المحكم ابتغاء الفتنة وابتغاء كما اخبر الله تعالى عنهم فرد المحكم بالمتشابه ولم يردوا علم ما غرب عنهم علمه الى عالمه واحمد الله تعالى اذ هداك لما اختلفوا فيه ووفقك لمن حرفوا عنه من الحق المبين. وقل كما قال الراسخون في العلم انى به كل من عند ربنا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب قال الله تبارك وتعالى. نعم. الان بدا رحمه الله في اه سوق الادلة يعني قوله قال الله تعالى ولو ترى اذ الظالمون الى اخره هذا الدليل الاول من الادلة المتعلقة بالقبر وعذاب القبر وان ذلك حق. وساق رحمه الله تعالى ادلة عديدة ويقف عند كل دليل وقفة يوضح وجه دلالة اه الاية على ما اه ذكر رحمه الله تعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا