بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية والله تعالى ومن نظر الى القدر فقط وعظم الفناء في توحيد الربوبية ووقف عند الحقيقة الكونية لم يميز بين العلم والجهل والصدق والكذب والبر والفجور والعدل والظلم والطاعة والمعصية والهدى والضلال والرشد والغي واولياء الله واعدائه واهل الجنة واهل النار. وهؤلاء مع انهم مخالفون الضرورة لكتب الله ودينه وشرائعه وهم مخالفون ايضا لضرورة الحس والذوق. وضرورة العقل والقياس فان احدهم لا بد ان يلتذ بشيء ويتألم بشيء. فيميز بينما يؤكل ويشرب وما لا يؤكل ولا يشرب وبينما يؤذيهم الحر والبرد. وما ليس كذلك وهذا التمييز بين بين بينما ينفعه ويضره هو الحقيقة الشرعية الدينية. ومن ظن ان البشر ينتهي الى حد يستوي عندهم الامران دائما فقد افترى. وخالف ضرورة الحس ولكن قد يعرض الانسان بعض الاوقات عارضا كالسكر والاغماء ونحو ذلك مما يشغله عن الاحساس ببعض الامور. فاما ان يسقط احساسه بالكلية مع وجود في الحياة فيه فهذا ممتنع فان النائم لم يسقط احساس نفسه بل يرى في منامه ما يسره تارة وما يسوؤه اخرى والاحوال التي يعبر عنها بالاصطلام والفناء والسكر ونحو ذلك انما تتضمن عدم الاحساس ببعض الاشياء دون بعض. فهي مع نقص صاحبها لضعف تمييزه لا تنتهي الى حد يسقط فيه التمييز مطلقا. ومن نفى التمييز في هذا المقام مطلقا وعظم هذا المقام. فقد غرق في الحقيقة الكونية والدينية قدرا وشرعا غرط في خلق الله وفي امره حيث ظن وجود هذا ولا وجود له. وحيث ظن انه ممدوح ولا مدح في عدم التمييز والعقل والمعرفة واذا سمعت بعض الشيوخ يقول اريد الا اريد او ان العارف لا حظ له او انه يصير كالميت بين يدي الغاسل ونحو ذلك فهذا انما منه وقال فهذا انما يمدح منه سقوط ارادته التي لم يؤمر بها. وعدم حظ وعدم حظه الذي لم يؤمر بطلبه وانه كالميت بطلب ما لم يؤمر بطلبه. وترك دفع ما لم يؤمر بدفعه. ومن اراد بذلك انه تبطل ارادته بالكلية. وانه لا يحس باللذة والالم والنافع والظاء فهذا مخالف لضرورة الحس والعقل. ومن مدح هذا فهو مخالف قال هذا فهو مخالف لضرورة الدين والعقل والفناء يراد به ثلاثة امور احدها وهو الفناء الديني الشرعي الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب هو ان يفنى عما لم يأمر لم يأمر الله به بفعل ما امر الله به فيفنى عن عبادة غيره بعبادته وعن طاعة غيره في طاعته وطاعة رسوله. وعن التوكل على غيره بالتوكل عليه وعن محبة ما سواه بمحبة بمحبته ومحبة رسوله وعن خوف غيره بخوفه بحيث لا لا يتبع العبد هواه بغير هدى من الله وبحيث يكون الله ورسوله احب اليه مما سواه مما سواهما كما قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموالكم اقتربتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره فهذا قل هو مما امر الله به ورسوله. واما الفناء الثاني وهو الذي يذكره بعض الصوفية وهو ان يفنى عن شهود ما سوى الله تعالى فيفنى بمعبوده عن عبادته وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته بحيث قد يغيب عن شعوره بنفسه وبما سوى الله فهذا حال ناقص. قد يعرض لبعض السالكين وليس هو من لوازم طريق الله. ولهذا لم يعرض مثل هذا للنبي صلى الله عليه وسلم والسابقين الاولين. ومن جعل هذا نهاية السالكين فهو ضال ضلال مبينا وكذلك من جعله من لوازم طريق الله فهو مخطئ بل هو من عوارض طريق الله التي تعرض لبعض الناس دون بعض. ليسوا من اللوازم التي تحصل لكل سالك. واما الثالث فهو الفناء عن وجود السواء. بحيث يرى ان وجود المخلوق هو عين وجود الخالق وان الوجود واحد بالعين فهذا قول اهل الالحاد والاتحاد الذين هم من اضل العباد. واما مخالفتهم لضرورة العقل والقياس فان الواحد من هؤلاء لا يمكنه ان يطرد قوله فانه اذا كان مشاهدا للقدر من غير تمييز احسن الله اليك. قال فانه اذا كان مشاهد للقدر من غير تمييز بين المأمور والمحظور بموجب ذلك مثل ان ان قال مثل ان يضرب ويجاع حتى يبتلى بعظيم الاوصاب والاوجاع. فان لام من فعل ذلك به فقد نقض قوله وخرج عن اصل مذهبه وقيل له هذا الذي فعله مقضي مقدور. فخلق الله وقدره ومشيئته متناول لك وله وهو يعمكما فان كان القدر حجة لك فهو حجة لهذا. والا فليس بحجة لا لك ولا له. فقد تبين بظرورة العقل فساد قول من ينظر الى القدر ويعرض عن الامر والنهي والمؤمن مأمور بما بان يفعل المأمور ويترك المحظور ويصبر على المقدور كما قال تعالى وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. وقال تعالى في قصة يوسف انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. فالتقوى فعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه. ولهذا قال تعالى اصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار. فامرهم مع الاستغفار والصبر فان العبادة لا بد لهم من الاستغفار اولهم واخرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يا ايها الناس توبوا الى ربكم فوالذي نفسي بيده اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة وقال انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم مائة مرة. وكان يقول اللهم اغفر لي خطيئتي وجهري واسرافي في امري وما انت اعلم مني اللهم اغفر لي خطئي وعمدي وهزلي وجدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني انت انت المؤخر لا اله الا انت. وقد ذكر عن ادم ابي البشر انه استغفر ربه وتاب اليه. فاجتباه فاجتباه ربه وتاب عليه وهداه. وعن ابليس الجن انه اصر متعلقا بالقدر فلعنه واقصاه. فمن اذنب فتاب وندم فقد اشبه اباه وما ومن اشبه اباه فما ظلم. قال تعالى وحملها انه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما ماذا قال سبحانه وتعالى بين التوحيد والاستغفار في غير اية كما قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. فقال تعالى فاستقيموا واستغفروه. وقال تعالى الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير. وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. وفي الحديث الذي رواه ابن ابي عاصم وغيره يقول الشيطان اهلكت الناس بالذنوب واهلكوني لا اله الا الله والاستغفار. فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الاهواء فهم يذنبون ولا يتوبون لانهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. نعم وقلت له اخر الفصل ها؟ نهاية الفصل نهاية كتاب الفصل الحمد لله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قوله فمن نظر قال فمن نظر الى القدر فقط وعظم الفناء في توحيد روبية ووقف عند الحقيقة الكونية لم يميز بين العلم والجهل والصدق والكذب والبر والفجور والعدل والظلم والطاعة والمعصية والهدى والضلال والرشاد والغي واولياء ولم يميز بين اولياء الله واعدائه واهل الجنة واهل النار وهؤلاء مع انهم مخالفون للضرورة لكتاب الله عز او لكتب الله ودينه وشرائعه فهم ايظا مخالفون لظرورة الحس والذوق وضرورة العقل والقياس اراد بهذا رحمه الله تعالى ان يرد على تلك الطائفة من غلاة الغلاء من غلاة الصوفية الذين لا يبصرون الشرع وانما يبصرون القدر فقط ويرون الحقيقة الكونية ويعبر عنهم بمن يقول الفناء عن عن وجود السواء فهو يرى ان جميع ما في هذا الكون يريده الله عز وجل بل ان جميع ما في هذا الكون هو الله سبحانه وتعالى فيفنى فيفنى بتوحيد الروبية عن التمييز بين الحق والباطل وذلك ان المسلم مأمور ان يجمع بين النظر في القدر والنظر في الشرع ولا يستقيم العبد على دينه الا بتحقيق هذين الاصلين النظر في القدر والنظر في الشرع فيجمع بين القدر والشرع وجمعه بينهما ان يعتقد ان جميع الامور بتقدير الله عز وجل ونظره بالشرع ان يمتثل ما امره الله عز وجل ويجتنب ما نهاه الله عز وجل عنه وبالنظر للشرع يميز بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين المسلم والكافر وبين اولياء الله واعدائه وبين الحسنة والسيئة لان النظر الى الحقيقة الكونية فقط لا يجعل في ذلك تميز لا يجعل في ذلك تميز بين هذه الاشياء. وذلك ان جميع هذه الاشياء من خالقها هو الله سبحانه وتعالى فهما فجميع هذه الامور التي ذكرها الظلم والعدل والحق والباطل تشترك ان خالقها هو الله سبحانه وتعالى فهو ينظر الى الحقيقة الكونية والى معنى الربية في هذه الاشياء فمن نظر في بهذا النظر وهو الحقيقة الكونية فقط وانها تشترك انها كلها مخلوقة لله عز وجل فهو لا يميز بين الحق والباطل ولا بين الهدى والضلال والرشاد والغيب وهذه وهذه النظرية او هؤلاء الطائفة هم مخالفون بالضرورة لكتب الله عز وجل جميعا ولدينه وشرائعه وجميع رسله لان الرسل جميعا جاؤوا بالامر بالتوحيد والنهي عن الشرك بموالاة اولياء الله ومعاداة اعداء الله عز وجل. هذا من جهة من جهة الشرع وهم ايضا مخالفون لضرورة الحس والذوق والقياس والعقل. ومعنى ذلك ان الانسان بطبيعته يجد ما يحب ما ينفعه ويكره ما يضره يأتي على ما ينفعه ويبتعد ويجانب ما يضره ولا يمكن لعاقل ان يجعل الضار والنافع له بمنزلة واحدة هذا لا يمكن لا يمكن ان ان يضع ان يضع نفسه في النار كما يضع نفسه في ماء بارد. لا يتصوره عاقل ولا يمكن حسا ولا عقلا ولا قياس ولا ذوقا ان تكون الامور كلها بمنزلة واحدة فالامور الموجودة من جهة الحقيقة الكونية هي متمايزة ومتغايرة فهؤلاء مكابرون من جهة من جهة انفسهم يقول فان احدهم لا بد ان يلتذ بشيء ويتألم بشيء فيميز بينما يأكل ويشرب حتى في مسألة الاكل والشرب هذا الاكل يؤذيه فيجتنبه وهذا الاكل يحبه فيأكله. ولا يقول قائل او عاقل انه يأكل الاشياء كلها وانه ليس بينهما بينه فرق لانه كما قال في في الحقيقة الكونية في الموجودات انها كلها خلق لله عز وجل فكذلك ايضا هذي الاشياء كلها خلق لله عز وجل. فاذا لم يكن هناك تمايز بين مخلوقات الله التي هو التي عض فيها الروبية يلزمه ايضا ان يعظم خلق الله فيما فيما فيما يأكله ويشربه وفيما يأتيه ويذره وهذا لا يمكن لا يمكن لان الضرورة الحسية والعقلية والذوق والقياس كله يدل على ان هناك تغاير بين الاشياء يقول فان احدهم لا بد ان يلتذ بشيء ويتألى بشيء فيميز بينما يأكل ويشرب وما لا يأكل ولا يشرب وبينما يؤذيه من الحر والبرد وما ليس وهذا التمييز بينما ينفعه ويضره هو الحقيقة الشرعية الدينية يعني وهذا دائما الانسان فيما يتعلق بنفسه تجده يحتج باي شيء يعني هو كما قيل جبري تبني عند المعائب وقدري عند المصائب. بعض الناس على هذه الدرجة جبري عند المعايب وقدري عند المصائب. كيف ذلك لو قيل لي هذا الذي يحتج بهذه الحقيقة الكونية لشخص ضربه هل يقبل هذه هذه الحقيقة؟ يقول الله قدر عليه ان يضربك وضربه لك مخلوق فلا فلابد ان تنظر لها انها ان هذا هو خلق الله وهذا ما قدره فهو عند النظر الى هذا الشيء يكون ايش يكون قدري قد لماذا؟ لان القدرية لان القدرية يرون ان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه وفي باب المعائب وهو ما يتعلق بحقوق الله عز وجل يقول هو جبري انه مجبور على هذه الامور فشيخ الاسلام يريد من هؤلاء ظن انهم ان كنتم صادقون فكذلك اجعلوا هذا الشيء فيما تأكلون وتشربون وما تأتون ما تذرون من اي شيء لانه هذا لا يمكن ان تستقر من حياة العبد الا بالتمييز وهذا التمييز هو الحقيقة الشرعية الدينية التي التي امر الله عز وجل من ظن يقول من ظن ان البشر بينت ان البشر ينتهي الى حد يستوي عنده الامران دائما الخير والشر والضار والنافع يستويان دائم وليس هناك تمييز بين الشيئين فقد افترى وخالف ضرورة الحس ولكنه قد يعرض هذا قد يعرض للانسان بعض الاوقات عارظ كالسكر والاغناء ونحو ذلك مما يشغل عن الاحساس وذلك ان المغمى عليه لا يسمى انه فقد الاحساس ما يسمى فقد الاحساس الاحساس باق مع المغمى عليه وباق مع النائم وباق مع المجنون لكن هناك شيء شغله عن هذا الاحساس والاحساس موجود ولذا يقال لو ان نائم الان احرقته بالنار يحس او لا يحس يحس لكن احساس حال يقظته اقوى لماذا؟ لانه يبصر يبصرك وانت تريد ان تحرقه لكنه في حال النوم لا يحس الا اذا وصلت الحرارة الى درجة لا يتحملها. فالاحساس لا يذهب. كذلك هؤلاء يقول ان يقول ان هؤلاء الصوفية قد لواحد منهم سكر او او اصطلاب او فناء يشغله عن الاحساس الذي هو موجود فهو يظن انه لا احساس عنده والصحيح انه الاحساس موجود ونحو ذلك مما يشغل مما يشغل الاحساس ببعض الامور. فاما ان يسقط الاحساس بالكلية مع وجود الحياة فيه فهذا ممتنع فان النائم لم يفقد الاحساس نفسه بل يرى في منامه ما يسوؤه تارة وما يسره اخرى فالاحوال التي يعبر يعبر يعبر عنها بالاصطلام والفناء والسكر ونحو ذلك عندما تتضمن عدم الاحساس بعض الاشياء وهذه الاسماء هي عبارات عند غلاة المتصوفة ملء الاحوال الاحوال عند الصوفية هي حال تعرض للصوفي يعني بمعنى ما يرد على القلب من طرب او حزن او قبض او بسط هذا يسمى احوال احوال تعرض للقلوب مع مع ذكر الله عز وجل يجد له لذة يجد له فرح يجد له اصطلام. اما الاصطلام فهو وجد هو له اه وله الاصطلام يسمى وله. او وجد غامر يرد على القلب او العقل فيسلبه قوة سلطانه يسلب قوة صينه يسلب العقل سلطانه من شدة الوارد وهذا الولد الذي فقد معه قوة سلطان عقله يدل على ضعفه ولا يدل على كماله واذا عندما ذكر الذهبي وغير واحد عن بعض المتعبدة انه كان اذا سمع القرآن صرع واذا آآ مر باية عليه قال هذه الحال لم تمر على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هؤلاء ايمانا واكمل منهم احوالا ولكن لقوة قلوبهم وظعف الوالد لم يحصل لهم ما حصل مع هؤلاء لان هؤلاء كان الوالد عليهم اقوى من قلوبهم فلما ظعفت القلوب تمكنت هاي الاحوال من ان ينصرع وان يفقد احساسه في ذلك الوقت فقط وليس وفاق احساسي كما يقول بعضهم عند شدة الوالد يقول سبحاني سبحاني وهي زلة خطيرة وان من قوة الوالد عليه نسى نفسه عن نفسه ثنى عن نفسه بمشاهدة الله عز وجل وهذا باطل هذا كما سيأتي معنا في مسألة فيقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى انما اذا هذا معنى آآ الاصطلاح وله او وجد غامر يرد على القلب يفقده او يسلبه قوة سلطانه قوة سلطان العقل وذلك انما يتضمن عدم الاحساس ببعض الاشياء دون بعض فهي مع نقص صاحبها لماذا؟ لان لانه ناقص يعني ليست تلك الاحوال وتلك وذلك الاصطدام وذلك السكر كمال في حق هؤلاء. وانما هو ظعف لانه ظعف. لان النصوص والايات قلب والعقل معه سلطانه اقوى حالا من ورود هذه الاشياء مع مع ذهاب العقل لانه مع ذهاب العقل لا يستشعر ولا يدري ما ترد عليه من الايات والاوراد فهي نقص فهي مع نقص صاحبها لضعف تمييزه لضعف تمييزه لا تنتهي الى حد يقول حتى لو سلمنا بهذا وانه قد تأتي على القلب اصطلاب وسكرة ويأتيه وجد ووله وحال. فانه ولو بلغت ما بلغت لا تنتهي الى حد يسقط فيه التمييز مطلقا فهو قد يغيب الوعي عنه فلا يميز بين شيء في وقت لكنه بعد ارتفاع هذا الشيء يعود الى اي شيء الى اصله السابق فيميز من الاشياء هذا الذي قصد يقول لا تنتهي الى حد يسقط التمييز مطلقا. ومن نفى التمييز في هذا المقام مطلقا وعظم هذا المقام فقد غلط في الحقيقة الكونية والدينية وهذا من اعظم الغلط قدرا وشرعا وغلط في خلق الله وغلط في خلق الله وفي امره حيث ظن ان وجود هذا لا وجود له وحيث ظن انه ممدوح ولا مدح في عدم التمييز والعقل والمعرفة غلط من دعواه انه يصل العبد الى حالة لا يميز بين الخير والشر وغلط ايضا انه ظن انه ممدوح بهذه السكرة وبهذا الاصطدام وهو ليس ممدوحا بذلك وانما ذلك يدل على اي شيء على ضعفه وعلى توكل الشيطان منه وقد يعذر قد يعذر لعدم قوة تحمله لذلك وهذا يحصل كثيرا تقرأ في كتب الزهاد وفي كتب في كتب التراجم لبعض المتعبدة تراهم من انه اذا قرأ القرآن اغمي صعق شهرا او سقط او غاب عن الوعي نقول هذا ليس مدحا وانما هذا من ضعف من ضعف قلبه مع ما ورد عليه من الايات والنصوص. اما الصحابة رضي الله تعالى عنهم فكانوا اكمل ايمانا واقوى يقينا ومع ذلك وردت عليهم تلك الايات مع ثبات قلوبهم وتمييزهم لما دلت عليه تلك النصوص قال وحيث انه ظن انه ممدوح ولا مدح في عدم التمييز وعدمة العقل والمعرفة ثم قال آآ واذا سمعت بعض الشيوخ بعض الشيوخ متصوفة يقول اريد الا اريد اريد الا اريد واو ان العارف لا حظ له وانه يصير كالميت بين يدي الغاسل ونحو ذلك فهذا انما يمدح منه فقط يمدح منه شيء سقوط ارادته انه انه لا يريد شيء الا ما يريده الا ما يريده الله عز وجل. يمدح منه فقط سقوط ارادته التي يؤمر التي التي يؤمر بها وعاد التي عند التي لا يؤمر عندكم ها؟ عندكم نتي؟ لم يؤمر بها. هذا الصحيح. عندي خطأ سقوط ارادته التي لم يؤمر بها وعدم حظه الذي لا يؤمر بطلبه وانه كالميت في طلب ما لم يؤمر بطلبه وترك دفع ما لم يؤمر بدفعه بمعنى ان هذا العبد انما يمدح متى انه يمدح انه انه آآ اذا كان هذا القائل الذي يقول يمدح هذا قسمه بلا قسمين اه قسم القائلين لهذه المقولة اريد الا اريد وان العارف لا حظ له والمريد بين يدي الشيخ كالميت بيدي الغاسل ونحو هذه العبارات اذا كان القائل من آآ من متعبدة السلف او ما يسمى على منهج السلف في تعبده الجنيد ابن محمد وكعبد القاضي الجيلالي ومن شابه هذه الطبقة فانه يحمل انه لا يريد شيئا الا ان يكون مأمورا. ان ارادته تكون مع ما اراده الله عز وجل فهو يريد ما يريده ربه فهذا هو الذي يمدح عليه اي لا يريد العبد الا ما اراده الله منه شرعا اي ان العبد لا يريد الا ما امره الله به وهذا هذا الذي يمدح به من اراد هذه العبارات فهذا يمدح منه من؟ منه سقوط ارادة لم يؤمر بها التي لم يؤمر بها واما على اه المعنى الاخر الذي يقولها بعظ غلاة المتصوفة وانه على ان العارف بالله لا نصيب له في الوصول الا الى ما امره الله بطلبه يعني وعدم حظه الذي لم يؤمر به يقول هنا آآ قال ومن اراد بذلك انه تبطل ارادته بالكلية. يعني من اراد هذا القسم الثاني ومن اراد بذلك انها تبطل ارادته كلية وانه لا يحس باللذة والالم فهذا هو الذي يعيش مع اي حقيقة مع الحقيقة الكونية دون القدر يعني الحقيقة الكونية دون الحقيقة الدينية الشرعية وهو الذي يقول لا اميز بين حق وباطل وهو الذي ان الناس كلهم ان الناس كلهم اي شيء انهم على عبودية لله عز وجل على عبودية الله عز وجل فهو يقول ان ومن اراد بذلك انها تبطل ارادته الكلية وانه لا يحس باللذة والالم والنافع والضار فهذا مخالف لضرورة الحس والعقل ومن مدح ومن مدح هذا فهو مخالف لضرورة الدين والعقل. اذا قسم من يقول هذه العبارات اريد الا اريد. والعارف لا حظ له وانه يصلك الميت بين يدي الغاسل مع شيخه ان هذه وان يصير كالميت مع بين يدي الغاسل مع ربه سبحانه وتعالى او مع اوامر الشرع يمدح بها متى اذا كان يقول لا اريد الا ما يريده الله عز وجل ولا اطلب الا ما يحبه الله سبحانه وتعالى فهذا الذي يمدح لسقوط ارادته بما يتعلق في غير ما يحبه الله اي انه لا يريد الا ما يحبه الله ولا يكره الا ما يكرهه الله فهذا اللي يمدح. اما الذي يريد بهذه العبارات انه اصبح لا يفرق بين الاشياء ولا يحس ولا يألم ولا يعني ولا يفرح ولا يحزن ولا يألم ولا يفرح وليس هناك فرق بين النافع والضار ولا بين اللذة والالم وان ارادته بطلت بالكلية واحساسه بطل الكلية فهذا هو الضال المضل الذي يخالف الحس والعقل ومن مدح هذا الصنف من الناس فهو ضال ومخالف لضرورة الدين وللعقل ايضا والحس والذوق ثم قال رحمه الله تعالى والفناء يراد به اي الفناء عند الصوفية يراد بثلاث ثلاث درجات او ثلاث امور او يراد به مطلقا الفناء الفناء يراد به يراد به ثلاث امور اه الفناء هو من معناه من اه ثنى اذا اضمحل وتلاشى وزال هذا معنى الفناء النهوض محل وتلاشى وزال كما قال تعالى كل من عليها قال فالفنا هو الزوال والاظمحلال والتلاشي واما الفناء الذي قصده شيخ الاسلام هنا فهو اولا فناء ديني شرعي الذي جاءت به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وانزلت به الكتب وهو ان يكنى عما لم يأمر عما لم يأمر الله به بفعل ما امر الله به. يفنى عن ترك يفنى بترك المعاصي في الاقبال على طاعة الله عز وجل فهو يفنى عما لم يأمر عما لم يأمر الله به بفعل ما امر الله به بفعل ما مرض فيفنع عن عبادة غيره بعبادة الله ويقنعن معصية الله بطاعة الله ويفنى باتباع ويفنى عن البدعة باتباع السنة فهو فهذا الفناء هو الفناء الشرعي الديني الذي يحبه الله عز وجل وكما مر معنا ان العبارات التي ليست عبارات شرعية عند ذكرها يستفصل عن المعنى الذي يراد بها فان وافقت شرعا قبلنا المعنى الذي دلت عليه ورددنا اللفظ فلفظ الفناء هنا والذي يقصده المتصوفة وليس ليس لفظ شرعي لكن المعنى الذي يحمي عليه المعنى الصحيح هو ان لعم ان يفل عن طاعة غير الله بطاعة الله وان يقنع عن المعصية بالطاعة وان يفنع السيئة بالحسنة وان يفنع عن البدعة بالسنة والاتباع فهذا الذي هو الفناء الديني الشرعي اما الفناء الثاني وهو الذي يذكره بعض الصوفية فهو ان يفنى ما يسمى الفناء عن شهود السواء. الفناء عن شهود السوء وهو ان يفنى بالمعبود عن عبادته. الفناء عن شهود السوء عن شهود ما سوى الله تعالى. فيفنى بمعبوده عن عبادتي وهذا الفناء محمود او مذموم ثناء مذموم لماذا لانه يحمل هذه الفعلية شيء على ترك اوامر الله واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو قد يفنى بذكر الله عن ترك بذكر الله عن فعل الواجبات ولذلك ما يسمى بعظ يقول بعظ الصوفية اذا سمع النداء ااخرج من جمعتي الى تفرقها فهو يرى انه في بيته وبذكر الله عز وجل انه بمعبوده عن طاعته وعبادته وطاعة البيت به شيء بخروج الى المسجد لان هذا خروج اي شيء يسمى ايش؟ الخروج الى التفرقة حيث انه كان اجتمع قلبه على ربه في هذا الفناء فلما خرج تفرق قلبه يقول انا افنى بمعبودي عن عبادتي فعبادته هي اي شيء ذهابك الى الجمعة ذهابك الى الجماعة فعلك الاوامر والتي وترك النواهي يقول هذا فنا بالعبادة عن المعبود وانا مقصودي هو من وهذه عبادة كلها يراد بأي شيء ان اصل الى معبودي وانا قد وصلت اليه بغير طريقها. هذا هو معنى الفناء عن شهود السوء وهذا وهذا زندقة لانه تعطيل لشرع الله عز وجل وتعطيل لشرائع لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان ان من ترك الواجبات وترك شرع الله عز وجل بهذا الفناء فهو ضال مضل فيقول شيخ الاسلام فيفنى بمعبود يعني مذكور عن ذكر بمعروف يعني عن معرفي عن معرفته بحيث قد يغيب عن شهود نفسه لما سوى الله تعالى فهذا حال الناقص قد يعرض بعض السالكين وليسوا من لوازم طريق الله ولهذا لم لم يعرف هذا لم يعرف مثل هذا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا للسابقين الاولين ومن جعل هذا نهاية السالك فهو ضال ضلالا مبينا. وكذلك من جعله من لوازم طريق الله فهو مخطئ بل هو من عوان الطريق الله التي لتعرض بعض الناس دون بعض وهذا قد يكون يعرض الانسان في بعض الاحيان لكن لا يحمله يعني هذا الفناء عن شهود السواء قد يعرض لبعض الصادقين فيذكر الله عز وجل حتى يفنى بمذكوره عن نفسه حتى انه ينسى ينسى ان انه انه موجود بالثناء مع مع ذكر الله عز وجل وهذه حال كما كما ذكرت ذكر عن السري السقطي انه كان يقول سبحاني سبحاني اي قوله سبحان الله سبحان الله سبحان الله كان عن شهود السوء حتى حتى قال سبحاني سبحاني فانزل يعني تسبيحه لله مباشرة حتى نسى نفسه وهذا وهذه لا يمدح صاحبها لا يمدح صاحبها فكذلك ايضا قد يعرض الانسان انه يعني ينشغل بمعبوده حتى ينسى حتى ينسى غيره فينسى اهله وينسى اولاده وينسى كل شيء باي شيء بمعبوده الذي هو ربه سبحانه وتعالى وهذا ايضا لا يحمد فيه اذا كان يترتب على على الفناء بشهوده عن شهود السواء اذا تركه واجب او فعل محرم فان هذا الفناء محرم ولا يجوز. قال فهو الفناء عن وجوه السوا بحيث يرى ان وجود المخلوق وثم قال واما الثالث فهو الفناء عن وجود السواء. الفناء عن وجود السواء معناه انه يفنى عن وجود غير الله عز وجل وهذا الفناء هو الذي وصل اليه وصليه اهل الاتحاد والحلول فزعموا ان الله عز وجل هو الوجود كله وان جميع ما في هذا الكون هو من؟ هو الله. حتى قال قائلهم ان فرعون كان اعلم بالله من موسى قال كيف؟ قال لانه لانه قال عندما قال اخطأ فرعون بقوله انا ربكم الاعلى. والا اصاب عنده قال وما رب العالمين؟ اي ان الوجود كله هو الله تعالى عن قولهم علوا كبيرا ولذلك يقول ابن وهذا معتقد ابن عربي وابن سبعين وابن الفارغ والتلمساني وغيرهم فهذه عقيدتهم ان جميع هذا الوجود هو الله سبحانه وتعالى كما يقول كما يقول كما يقول العبد رب والرب عبد العبد رب والرب عبد. ان قلت عبد فذاك رب ان قلت رب فذاك عبد وان قلت رب فانى يكلف. فجعل العبد والرب واحد ولا فرق بينهما عند ذلك الزنديق الكافر بحيث يرى ان وجود المخلوق هو عين وجود الخالق ان يرى وجود المخلوق هو عين وجود الخالق. وان الوجود واحد بالعين فهذا هو قول اهل من؟ اهل الالحاد والاتحاد الذين اجمع اهل العلم على كفرهم. بل نقل شيخ الاسلام وكذلك تبعه ابن الذهبي وغير واحد على ان من لم يكفر هؤلاء فهو كافر بالله عز وجل. وهو الفناء عنه عن عن وجود السواء. فهو لا يرى لا يرى موجودا الا الله سبحانه وتعالى. ومعنى قولهم ان جميع ما في هذا الكون ما بين هو الله تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا نقف على قوله واما مخالفة العقل والحس فهذا ذو القياس يعني يأتيني عدسة مخالفة للعقل والقياس قلنا الحس والذوق وايش ما يحس الانسان ليس خاصا بالفم انت تحس ما يضرك وتحس بما ينفعك. النار الان احساسك بها ضار ولا نافعة ضارة الماء احساسك به اي اصف انه نافع هذا الاحساس من جهة من جهة الرؤية من جهة اللمس من جهة الذوق هذا احساس هذا من جهة من جهة الاحساس والذوق من جهة العقل والقياس انه كما ذكرت اولا انه مثل بعض هذا المعني من يقول بهذا القول لو ظرب على لو ظرب ظربا شديدا او قطعت او سرق ما له فقال لما لما قبل ذلك ولم ينظر له على الحقيقة الكونية وانما ينظر الى الحقيقة الشرعية الدينية كما قال فان الواحد من هؤلاء لا يمكن ان يطرد قوله فانه اذا كان مشاهد القدم من غير تمييز بين المأمون والمحظور فعومل فعومل بموجب ذلك مثل ان يظرب ويجاع حتى يبتلى بعظيم الاوصاب والاوجاع فان فان لا من فعل ذلك به وعابه فقد نقظ فقد نقظ قوله وخرج عن اصل مذهبه لو ضربته على وجهه شيقول تقول جزاك الله خير قل له يقول ليش تضربني صح فاذا قال ليش تظربني ايش؟ لقظ اصله الذي او ناقض قوله الذي قاله في الشرع نأتي على هذا ان شاء الله في اللقاء القادم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد