الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وقد امرنا سبحانه ان نقول في صلاتنا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون وذلك ان اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم في هذا الفصل ينبه شيخ الاسلام على حاجة المسلم لسؤال الله دائما والاستعانة به دائما فان العبد لا تنفك حاجة عن ربه طرفة عين لا تنفك حاجته عن ربه طرفة عين. ومتى ما وكل العبد الى نفسه فقد تحقق هلاكه فقد ضل سعيه وعظمت مصيبته لان نجاة العبد انما تكون بمعية الله له وحفظ الله عز وجل له ولذا نسأل ربنا في خمس صلوات في عشرين ركعة في يومنا وليلتنا او في سبعة عشر ركعة مع ما معها من من النوافل والسنن التي نتطوع لله فيها نسأله في كل ركعة اهدنا الصراط المستقيم. اهدنا الصراط المستقيم والذي عليه اكثر اهل العلم ان سؤال الهداية هنا المتكرر ليس من باب التأكيد وليس من باب آآ الحرص والزيادة في التأكيد على ولي التأكيد على مسألة اننا نثبت على هذه الهداية لا شك ان الثبات على الهداية مطلب يطلبه المسلم لكن الصحيح في سؤال الله الهداية في كل وقت ان العبد بعدد انفاسه يحتاج الى الهداية في جميع افعاله واقواله والعبد آآ متحرك همام حارث لا ينفك عن عمل سوء لعن قول سواء عملا قلبيا او عملا بجوارحه او قولا بلسانه لا ينفك ابدا اما ان يكون قائلا واما ان يكون عاملا واما ان يكون آآ قائلا بقلبه عابدا بقلبه لا ينفك. فاذا كان لا ينفك في جميع اموره من العمل فكذلك لا ينفك عن حاجته الى سؤال الهداية دائما. فانت في كل لفظة ستتلفظ بها تحتاج الى هداية الله عز وجل في كل فعل تفعله تحتاج ايضا الى هداية الله عز وجل في كل عمل ستعمله تحتاج الى هداية الله عز وجل. فسؤال الهداية المتكرر المتكرر منا في كل ركعة من صلاة يراد به امران الامر الاول الثبات على هذا الدين والثبات على هذه النعمة العظيمة والمنحة الجليلة من الله عز وجل وهي الهداية التي وهبها الله عز وجل لعباده المسلمين المؤمنين والامر الثاني انه يحتاج الهداية في كل حين من حياته وفي كل اه فعل وقول من افعاله واقواله يحتاج الى ان يهدى الى احسن اقوال والى احسن الافعال فانت تحتاج الهداية ثباتا وتحتاج الهداية ايضا توفيقا وسدادا والهداية على اربعة انواع يقسمها العلماء على اربعة انواع او يقول هداية يعني لها اربعة انواع اول اول انواعها الهداية العامة الهداية العامة وهي التي هدى الله عز وجل اليها جميع خلقي كما قال تعالى الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. فجميع الخلائق يتقلبون في هذه الهداية. الكافر والمسلم الباهر والوحوش والسباع والطيور فكلها هديت الى ما فيه الى ما فيه بقائها وسلامتها ولذا ترى هذه الطيور وهذه البهائم تهدى لافعال تدل على انها تعقل ما تفعل تعقل ما تفعل وتفهم ما تريد وهذا امر يلاحظ في هذه البهايم وهذا السباع لان الله اعطى كل شيء خلقه ثم هداه الى ما فيه بقائه ونجاته وآآ يعني آآ ما يسمى بتعاقبه وهذه الهداية العامة وهي مشتركة بين جميع الخلق النوع الثاني من انواع الهداية هداية الدلالة والارشاد وهذه هداية اعطاها الله عز وجل للرسل والانبياء والدعاة الذين يسيرون على هدي محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله آآ قل هذا سبيل من الله فالله اخبر انه يدعو اخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يدعو الى صراط مستقيم كما قال تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فهذه هي هداية الدلالة والارشاد وهذه وهذه الهداية انما هي من باب اقامة الحجة والبيان والايضاح كما قال تعالى وهديناه النجدين الله بين طريق الحق وبين طريق الضلال. ولذلك لا يهلك على الله الا هالك ولا يزيغ الا من ازاغ الله قلبه. نسأل الله العافية سلامة النوع الثالث من انواع الهداية هداية التوفيق والالهام وهذا فضل محض من الله عز وجل هذا فضل محض من الله عز وجل يختص بمن يشاء هداية التوفيق والالهام وقد ذكر الله لنبيه هداية اثبتها له وهداية الدفاع عنه فالهداية التي اثبتها له وانك لتهدي الى صراط مستقيم والهداية التي نفاها قوله انك لا تهدي من احببت التي نفاها داء التوفيق والالهام والتي اثبت هي ذات الدلالة والارشاد فدلالة الاهداء والارشاد قد اثبتها الله عز وجل لرسله وانبيائه وكذلك من سار على طريقهم من الدعاة والمصلحين اما الهداية الرابعة التي هي ثمرة الهدايات السابقة بداية الهداية الى الجنات وهدوا الى الطيب من القول ان يهدى الى جنة عرضها السماوات والارض. يهدى الى جنة عرضها السماوات والارض وهي ثمرة الهدايات السابقة فانت عندما تقول اهدنا الصراط المستقيم انت تسأل ربك هداية التوفيق والالهام وهداية الدلالة والارشاد وهداية السيارة والالهام وهداية اه يعني انت عندما تقول اهدنا الصراط المستقيم تقصد بها هداية الدلالة والارشاد ان تهدى وتدل وترشد الى كل خير ترشد الى كل خير وتهدى الى كل خير وكذلك تقصد بها هداية التوفيق والالهام. وان الله يوفقك الى ما يحبه ويرضاه. ويهديك الى ما يحب ويرضى. كما قال تعالى آآ في سورة اه الحجرات اولئك الراشدون ولكن حبب اليكم الايمان لكن الله حبب اليكم وزينه في قلوبكم فمن الله اخبر سبحانه وتعالى انه حبب الى عباده المؤمنين الايمان وزينه في قلوبهم وهذا التحبيب والتزيين هو هداية التوفيق والالهام واما الذين خذلهم الله عز وجل فاولئك الذين عكس لهم هذا هذا الامر فيكره الخير ويحب الشر ويكره الايمان ويبغضه ولا شك ان هذا من اعظم من اعظم الخذلان ومن اعظم الكفر بالله عز وجل اذا هذا معنى قول اهدنا الصراط المستقيم. ثم ذكر الله عز وجل ما هو الصراط المستقيم؟ قال الذي اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم. اذا هناك منعم عليه وهناك مغضوب عليه وهناك ضال وقد قسم الله عز وجل الخلق في سورة الفاتحة الى ثلاث اقسام منعم ومغضوب عليه وضال وقد بين الله عز وجل في كتابه ان المنعم عليهم خيرة خلقه كما قال تعالى ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ولا شك ان هذه اعظم نعمة ان تكون من هؤلاء الصديقين والشهداء والصالحين فخص الله عز وجل بهذه النعمة خيرة خلقه رسله وانبياؤه وصديقوه وكذلك خص بها الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ثم ان المغضوب عليهم الذين غضب الله عز وجل عليهم ولعنهم والضالين. وقد جاء في حديث عدي ابن حاتم رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المغضوب عليهم اليهود والضالين هم النصارى. وعلل ذلك ان اليهود علموا الحق فتركوه عنادا وان النصارى ظلوا عن الحق واتبعوا في ذلك اهوائهم. وهي قالت سفيان بن عيينة كل من ضل من علمائنا ففيه شبه من اليهود كل من ضل من عبادنا ففيه شبه من النصارى. فكل من ضل على علم وهو يعلم الحق وتركه عنادا وهوى ففيه شبه من يهود وكل من ضل من من الجهلة الذين اه اعملوا اهواءهم واعملوا شهواتهم وحظوظهم واعرضوا على الحق ففيه شبه من النصارى اولا يعني انه كونه ضال او جاهي انه عبد الله بجهالة او عبد الله عز وجل على جهله انه يعذر بل لا يعذر ذلك الجاهل لانه لانه وان فعل ذلك جاهل فقد قام الحق والحجة عليه فانت عندما تقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم غير المغضوب عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين انت اله ان يهديك الى صراط محمد صلى الله عليه وسلم وان يثبتك عليه وان يميتك عليه وان يهديك الى كل ما فيه نجاة وفلاحك في الدنيا والاخرة ثم قال رحمه الله تعالى وذلك ان اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم ولهذا كان يقال تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر من فتنة الفاجر لماذا يعني كما يرحمك الله هلاك الناس وظلال الناس يقوم على على صنفين من الناس وان شئت قلت على ثلاثة اصناف وقد ذكر مبارك رحمه الله تعالى انه قال فساء انه عندما ذكر فساد الدين ذكر وهل افسد الدين الا الملوك واحبار سوء ورهبانها ففساد الاديان وفساد الدنيا يكون من هذه من هؤلاء الاصناف الثلاثة لان لان الناس يتبعونهم فالملك والحاكم يتبع لسلطانه والعالم التبع لعلمه والعابد يتبع لعبادته وزهده والناس عندما يرون هؤلاء الرؤوس يتبعونهم سواء كانوا على حق او على باطل ولا شك ان فتنة العالم الفاجر اعظم من فتنة غيره لان العالم الفاجر يضل الناس بحسن منطقه. واذا قال ابن حذيفة معاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه اياكم وذلة المنافق العليم. يعني اياكم اياكم يعني آآ وزلة المنافق واياكم وزلة العالم. هناك عالم وهناك منافق. العالم الذي يزل قال لعله يرجع لعله يستعتب اذا كان مخطئا واما المصيبة هو ان يكون منافقا وذو وذو لسان عليم ان يكون منافق اي فاجر ومع ذلك اعطاه الله عز وجل لسانا عليم اي يعلم النصوص ويفقهها ويدرك آآ اماكن الحجج منها ويستطيع ان يستخرج ما لا يستخرجه غيره من الشبهات فهذا الذي فتنته اعظم فتنة. ولذلك لعنه لعن الله عز وجل اليهود والنصارى لان اليهود ظلوا بعلم والنصارى ظلوا على هوى وجهل ولقد قال تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فان فتنتهما فتنة لكل مفتون. وقال تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه تكفل الله. تكفل الله اي ظمن الله ضمن الله عز وجل لمن قرأ القرآن وعمل به تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل به الا يضل او عمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة ومصداقه في كتاب الله زوء من اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ومفهومه او دليل دليل الخطاب من هذه الاية ان من اتبعه فانه لا يضل ولا يشقى لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة ثم قال وقرأت لها ثم قال اه قرأ قوله الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. اذا القرآن هدى للمتقين هدى للناس فيه شفاء وفيه نور وفيه بينات. لكن ليس هذا لكل احد وانما هو لمن عمل به واهتدى به وكان من المتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة موقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون فاخبر ان هؤلاء مهتدون مفلحون وذلك خلاف المغضوب عليهم والضالين اي خلاف المغضوب عليهم وخلاف الضالين الذين ضلوا عن الصراط المستقيم والصراط المستقيم فسر بالقرآن وهو كذلك وفسر بالاسلام وهو كذلك وفسر بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو كذلك فكل هؤلاء يدعون الى الصراط المستقيم والصراط المستقيم والصراط هو الصراط الموصل الى الله عز وجل ولا يسمى صراط الا اذا كان واضحا موصلا متسعا وهذا كله في في موافقة هدي محمد صلى الله عليه وسلم ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الرسالة المباركة بقوله فنسأل الله عز وجل العظيم ان يهدينا وسائر اخواننا صراطه المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وحسن اولئك رفيقا وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والله الموفق الى الحق والسداد والهادي الى سبيل الرشاد. فختم رسالته بان العبد يحتاج لاي شيء ان يسأل ربه الهداية. وما احسن ان يقال في هذا المقام ان المسلم يدعو ربه كل يوم بما روى البخاري معلقا ومسلما متصلا من حيث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام من الليل قال اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك بما كانوا يختلفون. اهدني ما اختلف بالحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. فيكرر العبد مثل هذا الدعاء دائما اهدني الى صراطك المستقيم اهدني ما اقتول بالحق انك باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. وذلك عندما ذكر شيخ الاسلام في هذه الرسالة قال المخالفين لهدي محمد صلى الله عليه وسلم من جهمية ومن اه قدرية ومن صوفية والناضلة حال هؤلاء ان اكثرهم يطلب هذه الضلالات وبهذه الخرافات يطلب ارضاء ربه ويسعى الى الوصول الى الله عز وجل ولكن غضب الله عليهم وضلوا عن الصراط المستقيم. فهم يسفهم يقرأون الفاتحة كل يوم ويرددون اهدنا الصراط المستقيم. ولكن عندما اعمل اهواءهم واعرض عن كتاب الله عملا وعن سنة محمد صلى الله عليه وسلم اتباعا مع سؤالهم للهداية دون عمل لم ينفعهم ذلك السؤال فيفيد هذا ان الانسان اذا سأل الله الهداية ان يفعل الاسباب التي تسلكه اليها وتدله عليها. واعظم ذلك ان يتجرد التجرد الكامل من اتباع الهوى ومن حظوظ النفس وان يجعل كتاب الله عز وجل هو المقدم على كل شيء وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي القائدة والسائقة له في كل نزاع واختلاف. ان الله امرنا اذا تنازع واختلفنا ان نرد ذلك الى كتاب الله والى سنة محمد صلى الله عليه وسلم. فاذا كان كذلك وسأل الله بصدق والح على الله ان يهديه الصراط المستقيم واظهر الفاقة والحاجة لله عز وجل فان الله لا يخذله ابدا وسيهديه الى الصراط المستقيم. نسأل الله ان يهدينا الى صراطه المستقيم في جميع اقوالنا وافعالنا واحوالنا وان لا والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا. وان لا يحرمنا اعانته وتوفيقه في جميع انفاسنا وفي جميع اوقاتنا والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد