الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا وشيخنا والسامعين قال الامام احمد بن علي المقريزي في كتابه التوحيد المفيد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فهذا كتاب جمع الفوائد بديع الفرائض. ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة وسميته كتاب تجريد التوحيد المفيد والله اسأل العون على العمل به بمنه اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهكم فالرب قصد الرب يرد ربا فهو رب. فمعنى قوله تعالى رب العالمين رب العالمين فان الرب سبحانه وتعالى هو الخالق العبادة القائم بتربيتهم واصلاحهم المتكفل بصلاح من خلق ورزق وعافية واصلاح دين ودنيا. والالهية كون يتخذونه كون كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا مألوها ويفردونه بالحب والخوف والرجاء والاخبات والتوبة والنذر والطاعة والطالب والتوكل ونحو هذه الاشياء فان التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله رؤية تقطع الالتفات عن الاسباب والوسائط فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى وهذا المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. واذا عرفت ذلك فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه. كما ان الرحمة هي الوصلة بينه وبينه بينهم وبينه عز وجل واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدرا توحيد الله تعالى. غير ان التوحيد له قشران. الاول ان تقول بلسانك لا اله الا الله ويسمى هذا القول توحيدا وهو مناقض التثليث الذي تعتقده النصارى وهذا التوحيد يصدر ايضا من المنافق الذي يخالف سره جهره والغشر الثاني الا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول بليشتمل القلب على اعتقاد ذلك والتصديق به وهذا هو توحيد عامة الناس باب التوحيد ان يرى الامور كلها من الله تعالى ثم يقطع الالتفات عن الوسائط وان يعبده سبحانه عبادة يفرده بها ولا يعبد غيره ويخرج عن هذا التوحيد اتباع الهوى فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه معبودا. قال تعالى افرأيت من اتخذ اله هواه واذا عرفت ان عابد الصنم لم يعبده انما عبد هواه وهو ميل نفسه الى دين ابائه فيتبع ذلك الميل وميل النفس الى المألوفات احد المعاني التي يعبر عنها بالهوى ويخرج عن هذا التوحيد السخط على الخلق والالتفات اليهم فان من يرى الكل من الله. طيب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الكتاب الفه العلامة احمد بن علي المقريزي رحمه الله تعالى في وسماه بتجريد التوحيد. ومعنى التجريد ان يجرده ويصفيه من كل ما يشوبه. وشوائب التوحيد انواع منها ما ينافي التوحيد من اصله ومنها ما ينافي التوحيد من كماله الواجب ومنها ما ينافي التوحيد من كماله المستحب. والمؤلف رحمه الله تعالى اراد ان يجرد الموحد توحيده من كل شائبة. سواء تنافي اصله او تنافي كماله بشقيه المستحب والواجب ولا شك ان هذا هو الذي يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب والتوحيد هنا يتعلق بانواعه الثلاثة. يتعلق بتوحيد الربوبية ويتعلق بتوحيد الالوهية ويتعلق توحيد الاسماء والصفات. الا ان الالف واللام في التوحيد هنا تنصرف الى توحيد الالوهية لانه اراد ان يجرد توحيد الالوهية من شوائب الشرك. والتعلق بغير الله عز وجل والا التوحيد اشمل من ذلك فان المسلم مأمورا يجرد توحيده بانواعه الثلاثة من كل شوائبه. فتوحيد ان يوحد الله سبحانه وتعالى بافعاله. وان يجرده من كل شائبة. كان يتعلق بغير الله سبحانه وتعالى او يعتقد ان هناك من ينفع ويضر مع الله سبحانه وتعالى في الخلق والرزق والاحياء والايماتة والنفع والضر. فاذا وقع هذا في قلب العبد فانه يكون مشركا شركا اكبر ويكون توحيده منتقض توحيد ابويا من الفقر من اصله منتقب من اصله ولا يسمى ولا يسمى موحدا حتى يحقق التوحيد الكامل حتى يحقق التوحيد الكامل. السلام عليكم. الواجب مساكم الله بالخير استريحوا وقف وقف وقف فتوحيد الروبية هو ان نوحد الله ان وحد ان يوحد الله سبحانه وان يوحد الله سبحانه وتعالى بافعاله وهل يعتقد ان الله سبحانه هو المتفرد بخلقه ورزقه واحيائه واماته واماتته. وان المخلوق لا يملك شيئا من ذلك البتة وهذا معنى توحيد تجريد توحيد الربوبية. اما تجديد توحيد الاسماء والصفات فهو ان يجرد الله سبحانه وتعالى من تحريف اسمائه وصفاته عن معانيها او عن كمالها وكذلك من التجريد باسماء الله وصفاته ان يثبتها وان يعتقد معناها ويثبت حقائقها ايضا من تجديد توحيد الاسماء والصفات ان ينهج فيها ويسير فيه على هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فان الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم من مضلال ومبتدعة كلهم او كلهم اه سلكوا منهجا ضالا في باب الاسماء والصفات والحقوا توحيدهم شوائب التعطيل وشوائب التجسيم والتكييف والتمثيل فهم بين كافر بالله عز وجل وبين ضال مبتدع. ثم ذكر ايضا توحيد الالوهية وتجريده ان نوحد الله بافعالنا. وان نجرد من شوائب الشرك اي بتعلق القلوب او صرف العبادة لغير الله عز وجل. فمن حقق هذا التوحيد بانواعه الثلاثة فانه هو الموحد وهو الذي ينجو عند الله سبحانه وتعالى والمؤلف اراد بهذه الرسالة وان يجرد العبد توحيد الالوهية وعرف توحيد الالوهية بانه افراد الله تعالى بالعبادة وهذا الكتاب يعتبر كتاب فريدا في بابه حيث انه لم يسبق الى تصنيف في هذا الباب في هذا توحيد الالوهية الا هذا الكتاب قد يذكر اهل العلم من من من اه علماء الاسلام ابواب توحيد هي في كتبهم وفي طياتها واثنائها لكن ان يصنف كتابا مستقلا في هذا الباب فاول من صلى فيه هو المقريزي رحمه الله تعالى في تجريد التوحيد واما شيخ الاسلام ابن وابن القيم فلهما كلام يطول في هذا المقام لكنها في ثنايا كتبهم. فشيخ الاسلام له الفتاوى وفيها فصولا في توحيد الالوهية بل مجلدات بين معناه وضح وبين حقيقته رحمه الله تعالى وكذلك ابن القيم له في مداد السالكين ما يبين هذا المعنى وله ايضا في كتابي زاد الميعاد ما يبين هذا المعنى وله كتب كثيرة تبين معنى توحيد الالوهية. الذي اراده المقريزي هو ان يجرد العبد توحيد الالوهية هل يوجد توحيد الالوهية من شوائبه من شوائبه هو ما ذكر هنا ذكر ما يتعلق ببعد الرب وقال الرب بمعنى الرب. والرب اصل اصلها من المربي. يقال رب يرب فهو راب اذا رب من من يربيه لما يصلحه وسمي الرب ربا لانه يربي عباده بما يصلحهم يربي عباده سبحانه وتعالى بما يصلحهم وهو الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. فالله سبحانه وتعالى اعطى كل شيء خلقه. ثم هداه الى ما فيه صلاحه وما فيه بقاؤه واستمرار حياته. واعظم ذلك انه هدى خلقه الى معرفته. فارسل رسله وانزل كتبه ليدلوا الناس على توحيده وقبل ذلك فطرهم على التوحيد فطرة الله التي فطر الناس عليها فليس للخلق حجة عند الله الله سبحانه وتعالى في في عدم في آآ عدم بلاغ الحجة لهم. ومع ذلك ربنا بكرمه وجوده ومغفرته ورحمته لا يعذب العباد مع ان الحجة قائمة عليهم بالفطرة والميثاق بالفطرة والميثاق والايات والدلال والبراهين لا يعذبهم حتى يبعث لهم رسولا ابراء واعذارا ابراءا لهم واعذارا لهم الا يحتجوا على الله سبحانه وتعالى انه لم يأتينا رسولا. اذا هذا هو معنى الرب والرب يطلق على السيد والملك والقادر والخالق كل هذه المعاني الرب لكن الذي ذكره هنا ان الرب بمعنى الراب هو الذي يربي عباده بما يصلحه وهو الموجد له الخالق لهم المتكفل بصلاحهم. ثم بسر الالهية بان الاله اصلها من ال هيأ له اذا تأله والتأله اصل في اللغة التعبد يقال تأله اذا تعبد وتنسك اذا تعبد وتنسك ومعنى التأله هو التعبد لله سبحانه وتعالى بافراد العبادة له. هذا هو اصل التألف. يقال اله اله آآ تأله اذا تعبد والوسواس وتأله الذل والخضوع اصل التأله اكمال المحبة مع كمال الخضوع لله كما قال الشاعر لله در الغاليات المدة سبحن واسترجعن من تأله اي من عبادته واصل العبادة ذل الخضوع والخضوع فيكون معنى التالة هو الذل والخضوع على وجه التعظيم لله عز وجل. فمن تأله على هذا النوع لغير الله فهو مشرك كان. وكل تأليه لغير الله صاحبه من دائرة الاسلام. ثم ذكر ان التوحيد له كمال وله اصل. فاصله هو صرف العبادة لله وحده. هذا اصل التوحيد اليسرى العبادة لله وحده سبحانه وتعالى. ومن صرف لغير الله فهو مشرك كافر. واما كماله فهو ان ترى الامور كلها من الله رؤية تقطع الالتفات عن الاسباب فائض فلن ترى الخير والشر الا منه تعالى الا منه تعالى الا منه تعالى هذا هذا التجديد هو تجديد الكمال ان يجرد توحيده وعلى وجه الكمال ان تنقطع وينقطع التفاته الى الاسباب على انها لها تأثير وانما يفعلها على ان المسبب لها هو الله سبحانه وتعالى. وفعل الاسباب يدور على امور اما ان يفعلها على انها وان مستقلة بالتأثير ففاعلها هنا يكون مشركا شركا اكبر الذي يفعل اسماء انها مؤثرة وفاعلة بذاتها هذا يكون شركة شركة الاكبر في توحيد الروبية. القسم الثاني من يفعل الاسباب على انها اسباب ويلتفت اليها ويتعلق قلبه بها فهذه تنقسم ان كانت اسبابه الحسية لها تأثير فتعلقه ينافي كمال التوحيد المستحب ينافي كمال التوحيد الواجب وان كانت غير حسية وليس لها تأثير فالتفاته اليها فالتفات البدعي ويكون وقع في شرك اصغر ويكون وقع في شرك اصغر ويلافي وهذا كمال التوحيد الواجب. اما اذا فعلها على انها اسباب وان المسبب هو الله وان ليسها تأثير على وانما تأثيرها امر الله عز وجل وانما يفعل من باب الارتياح لا من باب الابتلاء من باب الالتفات فنقول هذا هو التوحيد ولا حرج في ذلك. وتعطيل الاسباب وعدم النظر اليها هذا قدح في العقل والاعتماد عليها والتعلق بها قدح في التوكل هذا الذي اراده المقريزي رحمه الله تعالى. قال واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدرا توحيد الله. فلا شك ان اعظم الاعمال واجلها عند الله عز وجل هو الذي خلق الله هو الذي او هو الذي خلق الله الخلق لاجله وارسل الرسل لاجله وابعث وانزل الكتب لاجله وخلق الجنة والنار لاجله وقام قائم الجهاد لاجله. وهو ان يعبد الله وحده كما قال تعالى. ولقد بعثنا في كل امة رسولا اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول امرت ان ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله اي حتى يوحدوه. والنبي صلى الله عليه وسلم عندما اوصى معاذ ابن ابي قال فليكن اول ما تدعوهم اليه وان يوحدوا الله سبحانه وتعالى. فهذا هو اعظم واجل وافضل واشرف عمل يعمله العبد هو ان يوحد الله سبحانه وتعالى. وهو الاصل الذي ينبني عليه غيره. فمتى ما فسد هذا الاصل فسد كل فرع يبنى على هذا الاصل وقد تفسد الفروع ولا يضر صاحبها فسادها فسادها لان الاصول معه واعظم الاصول هو تحقيق التوحيد لله عز وجل قال واعلم ان التوحيد له قشران هذه العبارة وصف التوحيد بان له قشور او ان له قشران هذه العبارة عبارة لا تليق وهي عبارة آآ خاطئة فان التوحيد ليس له قشور والاسلام ليس له قشور ولطف بل كله لب وليس فيه ما هو فضل ما ليس فيه ما هو فاضل او فضل وزائد الحقيقة الاسلام. لكنهم يقولون هناك ما هو اصل يتعلق به الاسلام والايمان. وهناك ما هو يتعلق بكمال الاسلام والايمان. اما وصوا بانه قشر القشور فهذا الوصف لا يليق بديننا ولا يليق بشريعتنا. ولعل هذا الكلام الذي ذكره المقليزي بوصف القدام بانه قشور انه اخذه ممن خالطه من اهل الكلام ومن المناطق والفلاسفة فما الذي فهم الذي يتلفظون هذه الالفاظ ومراده ان التوحيد يتعلق بثلاث جوارح. يتعلق بالقلب ويتعلق باللسان ويتعلق بالجوال يتعلق بالقلب ويتعلق باللسان ويتعلق اي ان الايمان يتعلق بثلاث اعضاء بالقلب واللسان والجوارح المراد باللسان هو نطقه بشأن التوحيد. فاذا نطق بها دخل في دائرة الاسلام وعصم دمه وماله بلطفه بها. وهذا وهذا اه وهذا النطق يدخل فيه قد يدخل فيه المنافقون فالمنافق يقول لا اله الا الله فهو كاذب وايضا اذا لا اذا قالها النصراني ان نقض وابطل عقيدة التثليث عنده. فاذا قالها النصراني واليهودي وكل وكل وثن وكل وثنيا فانه يدخل الاسلام بنطقه بالشهادتين. وهذا هو قول اللسان. وهذا القول الذي قلت لا ينفع صاحبه حتى يتبعه بتصديق القلب واقراره. فاذا نطق بلسانه ولم يقر بقلبه ولسانه فلا ينفعه ذلك التوحيد. فالاصل الثاني الذي يحتاج الى حتى يصح توحيده ان يعتقد في قلبه ويصدق وينقاد لهذا الكلام ويكون كلامه الذي نطق به بلسانه صادرا من قلبه ومعتقدا ومقرا به مقرا به في قلبه. اما اذا قال وخالفوا بقلبه فانه لا يسمى موحدا قال ولباب التوحيد اي الذي هو اصله وهو المراد منه هذه العبارة كما ذكرتنا فيها من جهة القشور خطأ فالتوحيد كله لباب وليس فيه قشور قال ان يرى الامور كلها من الله سبحانه وتعالى ثم يقطع الالتفات عن الوسائط وان يعبده سبحانه وتعالى يفرده بها ولا يعبدها هذا هو التوحيد هو افراد الله بالعبادة والتعلق به والالتفات اليه وعدم الالتفات الى غيره ولا التعلق وقد ذكرنا هذه المسألة الاسباب ونقف على التوحيد اتباع الهوى والله اعلم واحسب وصلى اللهم وسلم على محمد