الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا وشيخنا والسامعين. قال رحمه الله تعالى ويخرج عن هذا التوحيد اتباع الهوى. فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه معبودا. قال تعالى افرأيت من اتخذ لاله هواه. واذا تأملت عرفت ان عابد الصنم لم يعبده انما عبد هواه. وهو ميل نفسه الى دين ابائه فيتبع ذلك الميل وبين النفس الى المألوفات احد المعاني التي يعبر عنها بالهواء. ويخرج عن هذا التوحيد السخط على الخلق والالتفات الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. هذه فائدة وهي ان كل من عبد ما سوى الله سبحانه وتعالى فهو في الحقيقة يعبد هواه. ويعبد الشيطان. لان الشيطان هو الذي امره بذلك الامر هو الذي دعاه الى عبادة ذلك المعبود وعلى هذا نقول من عبد عيسى عليه السلام فانما عبد هواه وعبد الشيطان فهو الطاغوت هنا وكذلك من عبد الصالحين والاولياء فانما عبد الطاغوت الذي هو الشيطان والذي هو هو الذي اظله الشيطان به فعلى هذا نقول ان كل من عبد كل من عبد سوى الله سبحانه وتعالى فهو في الحقيقة عابد لهواه وعابد لشيطانه ويكون معنا قوله تعالى فكبكبوا فيهم الغاوى جنود اجمعين او اه لتتبع كل امة ما كانت تعبك في الحديث المراد بذلك الطواغيت التي تؤمن من دون الله سواء بصورة شياطين او من عبد الاله وهو راضي فهو طاغوت. اذا الطاغوت انما يكون بذاته الذي يعبد دونه راظي وان كان يعبد من دون الله وهو غير راض فالطاغوت هو الذي امره بذلك الامر هو الشيطان وهواه. نعم قال ويخرج عن هذا التوحيد السخط على الخلق والالتفات اليهم فان من يرى الكل من الله كيف يسخط على غيره او يأمن سواه وهذا التوحيد مقام الصديقين ولا ريب ان توحيد الربوبية لم ينكره المشركون بل اقروا بانه سبحانه وحده خالقهم وخالق السماوات والارض والقائم بمصالح العالم كله وانما انكروا توحيد الالهية والمحبة كما قد حكى الله تعالى عنهم في قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله فلما فلما سووا غيره به في هذا التوحيد كانوا مشركين كما قال الله تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. اي يسوون غيره به. وقال الله تعالى وهم بربهم ادي نون وقد علم الله سبحانه وتعالى عباده كيف مباينة الشرك في توحيد الالهية؟ وانه تعالى حقيق بافراده وليا وحكما وربا انه وانه حقيق بافراده وليا وحكما وربا. نعم. فقال تعالى قل اغير الله يتخذ وليا فاطر السماوات والارض قال افغير الله يبتغي حكما وقال قل اغير الله يبغي ربا فلا ولي ولا حكم ولا رب الى الله الذي من عدل به غيره قد اشرك في الوهيته ولو وحد ربوبيته فتوحيد الربوبية هو الذي اجتمعت فيه الخلائق مؤمنها وكافرها وتوحيد الالهية مفرق الطرق بين المؤمنين والمشركين ولهذا كانت كلمة الاسلام لا اله الا الله فلو قال لا رب الا الله لما اجزاه عند المحققين. فتوحيد الالوهية هو المطلوب من العباد. ولهذا كان اصل الله الاله كما هو قول سيبويه وهو الصحيح وهو قول جمهور اصحابه الا من شد منهم. وبهذا الاعتبار الذي قررنا به الاله وانه المحبوب لاستماع صفات الكمال فيه كان الله هو الاسم الجامع في جميع معاني الاسماء الحسنى والصفات العليا وهو الذي ينكره المشركين المشركين كذا المشركون. نعم. فيه فائدة ايضا وهي معنى الالهية ومعنى الاله يبينوا الماتن رحمه الله تعالى والجامع ان الالهية بمعنى الاله بمعنى المألوف والمال هو الذي تألهه القلوب محبة وتعظيما واجلالا وان معنى الاله ليس هو معنى الرب فالرب هو معنى الخالق الرازق المبدع المربي عباده بما يصلحهم هذا اولا فمن جهة المعنى الالهية تختلف عن معنى الروبية ومن جهة الواقع فان توحيد الربوبية لم ينكره احد بل جميع طوائف اقرت في توحيد الربوبية واقرت بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت وانما انكر ذلك وانما انكر ذلك بعض الطوائف فرعون عندما قال تكبارا وعنادا انا ربكم الاعلى كالدهريين الطبيعيين الذين قالوا نموت ونحي وما يهلكون الدهر وكالملاحدة القائل لا اله والحياة مادة وكل مجوس القائلين بان للخلق خالقين بان للخلق خالق خالق للخير وخالقا للشر وكالقدري الذي ينسبون افعال العبد الى انه الى نفسه انه هو الذي يخلقها وكبعظ مشركي العرب. اما عامة الخلق فيقرون بان الله هو الخالق الرازق المؤمن. كما قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض يقولن الله هم يقرون بان الله هو المحيي المميت الخالق الرازق وهذا الامر ليس فيه نزاع بين الانبياء واممهم وانما النزاع وقع بين الامم وانبيائهم في توحيد الالوهية. الذي هو معنى المألوف المحبوب الذي تألهه القلوب محبة وتعظيم واجلالا وان يفردوه بالعبادة ولذلك لما قال الله تعالى واذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. اخبر الله عز وجل انهم يستكبرون عن قول لا اله الا الله وعندما قالهم ايضا قولوا لا وانما قال وسلم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة اله واحدا؟ هم عرفوا ان مع الاله الذي هو افراده بالعبودية وان للهو المعبود وهم يعبدون اللات والعز والمناة يعبدون كثيرا من الاصنام فلما قال لا اله الا الله عرفوا ان هذه الكلمة تبطل جميع المعبودات وتبطي جميع الالة من دون الله عز وجل. ففي قول لا اله معنى المألوه الذي تألهه القلوب محبته ولو كان المعنى الاله الرب لكان الاله لكان الرب يقر به المشرقون. نحن نقر بان الله الخالق الرازق المحيي المميت. وهذا اللي تدعون اليه نقر به ولا اشكالنا ولا اشكال عندنا فيه. لكن عرفوا ان اله يخالف معنا قرب قال ويحتج الرب سبحانه عليهم بتوحيدهم ربوبيته على توحيد الوهيته كما قال الله تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى االله خير ام ما يشركون؟ امن خلق السماوات والارض وانزل لكم من السماء ماء ثبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها. االه مع الله بل هم قوم يعدلون وكلما ذكر تعالى من اياته جملة من الجمل قال عقبها االه مع الله؟ فابانا سبحانه وتعالى بذلك فابانا سبحانه وتعالى بذلك ان المشركين انما كانوا يتوقفون في اثبات توحيد الالوهية لا الربوبية على ان منهم من اشرك في رؤيته كما يأتي بعد ذلك ان شاء الله تعالى هذه فائدة ان الله سبحانه وتعالى دعا الى توحيد الالوهية في ايات كثيرة دعا به دعا به صريحا ودعا به لازما دعا به منطوق ودعا به الى ففي قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا اعبدوا الله انعبدوا ان اعبدوا الله واجتهدوا الطاغوت بقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا في قوله تعالى وان المسائل فتجد مع الله احدا كلها تدل على ان المعبود هو الله سبحانه وتعالى وهذا من جهة المنطوق اما من جهة اللازم فان الله سبحانه وتعالى يقرر بتوحيد الربوبية توحيد الالوهية قال سبحانه وتعالى عندما ذكر االله خير ام ما يشركونني؟ هل ما تدعونه وتسألونه خير من الله الذي هو الاله هو الاله الواحد الاحد كما قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. فامر بتوحيد الالوهية لانه يتضمن توحيد الروبية وتوحيد رؤية يستلزم توحيد الالوهية الخالق الرازق المدبر المحيي المميت. هو الذي يستحق هو الذي يستحق العبادة واما تلك المألوهات والمعوذات والمعوذ بالله لا تملك نفعا ولا تملك ضرا فكيف تعبدوه هي وهي مربوبة لله مخلوقة له قال وبالجملة فهو تعالى يحتج على منكري الالهية باثباتهم الربوبية والملك هو الآمر الناهي الذي لا يخلق خلقا بمقتضى ربوبيته ويتركهم سدى معطلين لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون ولا يعاقبون ان الملك هو الآمر الناهي المعطي المانع الضار النافع المثيب المعاقب ولذلك جاء جاءت الاستعاذة في سورة الناس وسورة الفلق بالاسماء الحسنى الثلاثة الرب والملك والاله فانه لما قال قل اعوذ برب الناس كان اثبات انه خالقهم وفاطرهم. فبقي ان يقال لما خلقهم هل كلفهم وامرهم ونهاهم؟ قيل نعم فجاء ملك الناس ملك الناس فاثبت الخلق والامر الا له الخلق والامر فلما قيل ذلك قيل فاذا كان ربا موجدا وملكا مكلفا فهل يحب؟ ويرغب اليه ويكون التوجه اليه غاية الخلق والامر قيل الى اله الناس اي مألوهم ومحبوبهم الذي لا يتوجه العبد المخلوق المكلف العابد الاله. فجاءت الالهية خاتمة وغاية وما قبلها كالتوطئة لها. وهاتان السورتان وهاتان السورتان اعظم عودة في في القرآن. وجاءت الاستعاذة بهما الحاجة الى ذلك وهو حين سحر النبي صلى الله عليه وسلم وخيل له انه يفعل الشيء وما فعله واقام على ذلك اربعين يوما كما في الصحيح وكانت عقد السحر احدى عشرة عقدة فانزل الله المعوذتين احدى عشرة اية فانحلت بكل اية عقدة وتعلقت الاستعاذة في اوائل القرآن في اوائل القرآن باسمه الاله وهو المعبود وحده باجتماع صفات الكمال فيه ومناجاة العبد لهذه ومناجاة العبد لهذا الاله الكامل ذي الاسماء الحسنى والصفات العليا المرغوب المرغوب اليه في ان يعيد عبده الذي يناجيه بكلامه من الشيطان الحائل بين بينه وبين مناجاة ربه ثم انسحب التعلق باسم الاله في جميع المواطن الذي يقال فيها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لان اسم الله هو الغاية للاسماء ولهذا كان كل اسم بعد انه لا يتعرف الا به فنقول الله هو السلام المؤمن المهيمن. فالجلالة فالجلالة تعرف غيرها وغيرها لا يعرفها. والذين مقصوده ان الله سبحانه وتعالى اعلم على الله سبحانه وتعالى وكل اسماء الله بعد هذا الاسم صفات له تبع له الله الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن فيأتي اصلا ويأتي ما بعده تبعا له ولا يأتي هو معرفا ولا يأتي لفظ الجلالة الله معرفا لغيره من الاسماء من اسماء الله عز وجل فهذا هو هذا الذي جاء في كتاب الله عز وجل مثل قول بسم الله الرحمن الرحيم مثل قوله الله لا الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم والله الذي لا اله الا هو عنه غير الشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المهيم العزيز الجبار المتكبر فكل الاسماء تأتي تعرف لهذا الاسم ولا يأتي هذا الاسم معرف بغيره من اسماء الله عز وجل لانه علم على ذات الله عز وجل لا يطلق الا عليه. ولذلك قال بعض اهل العلم ان اسم ان اسم آآ اسم الله الاعظم وفي هذا الاسم الله ولفظ الجلالة الله ليس ليس ترداده وذكره على وجه على وجه لاطلاق ذكر حتى يقول يا الله او الله لا اله الا هو اما قول الله الله الله الله كما يفعله الصوفية. فهذا ليس ذكرا يحمد العبد عليه حتى يكون فيه دعاء او يكون فيه تعظيما واضح اللهم ان اقبل هذا الله اكبر