الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين. قال المؤلف رحمه الله الله تعالى والنوع الثاني من الشرك الشرك به تعالى في الربوبية كشرك من جعل معه خالقا اخر كالمجوس وغيرهم الذين يقولون عالم ربين احدهما خالق الخير ويقولون له بلسان الفارس يزدان والاخر خالق الشر ويقول له المجوس بلسانهم ظهر من وكالفلاسفة ومن تبعهم الذين يقولون بانه لم يصدر عنه الا واحد بسيط. وان مصدر المخلوقات وان مصدر المخلوقات كلها على العقول والنفوس وان مصدر هذا العالم عن العقل الفعال فهو رب كل ما تحته ومدبره. وهذا شر وهذا شر من شرك عباد مجوس والنصارى وهو اخبث شرك في العالم اذ يتضمن من التعطيل وجحد الاهيته سبحانه وروبيته واستناد الى غيره سبحانه ما لم يتضمنه شرك امة من الامم وشرك القدرية مختصر من هذا وباب يدخل منه اليه ولهذا شبههم الصحابة رضي الله عنهم المجوس كما ثبت عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وقد روى اهل السنن فيهم ذلك مرفوعا انهم مجوس هذه الامة وكثير وكثيرا ما يجتمع الشركان في العبد وينفرد احدهما على الاخر. والقرآن الكريم بل الكتب المنزلة من عند الله تعالى كلها مصرحة بالرد كلها مصرحة بالرد على اهل هذا الاشراك في قوله تعالى اياك نعبد فانه ينفي شرك المحبة والالهية وقوله واياك نستعين فانه في شرك الخلق والربوبية فتضمنت هذه الاية تجريد التوحيد لرب العالمين في العبادة. وانه لا يجوز اشراك غيره معه لا في الافعال ولا في الالفاظ ولا في الارادات. فالشرك به في الافعال كالسجود لغيره سبحانه والطواف بغير البيت المحرم. وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره. وتقبيل الاحجار وتقبيل الاحجار غير الحجر الاسود الذي هو يمينه تعالى في الارض او تقبيل القبور والسلام او السجود لها. وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد يصلى لله فيها. فكيف من اتخذ القبور اوثانا تعبد من دون الله فهذا لم يعلم معنى قول الله تعالى اياك نعبد وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وفيهم عنه ايضا ان من ان من شرار الناس من تدركم الساعة وهم احياء والذين يتخذون قبور مساجد وفيها ايضا عنه صلى الله عليه وسلم ان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور مساجد الا فلا تتخذوا قبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك وفي مسند الامام احمد وصحيح ابن حبان عنه صلى الله عليه وسلم لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرد وقال الشد غضب الله اشتد غضب الله على قومه اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقال ان من كان قبلكم كانوا اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره وصوروا فيه تلك الصورة اولئك شرار الخلق عند الله. والناس في هذا الباب اعني زيارة القبور ثلاثة اقسام قوم يزورون الموتى فيدعون لهم وهذه هي الزيارة الشرعية. وقوم يزورونهم يدعون بهم وهؤلاء هم المشركون الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر في هذا الفصل يتعلق بشرك الروبية وشرك الالوهية وذكر ان شرك الربوبية وقد وقع في بعض الطوائف كالمجوس لعنهم الله عندما قالوا ان للخلق خالقين خالقا للخير وخالقا للشر ونسبوا الخير للنور ونسبوا الظلم ونسبوا الشر للظلمة وهذا الشرك آآ قد وقع فيه المجوس لعنهم الله وهم في حقيقة امرهم يجعلون الخير غالبا للشر ويجعلون آآ الخير ويجعل النور غالبا للظلمة. فمرد الخلق عندهم ومرد آآ التصريف والتصرف للنور دون ثم فربهم واحد لاثنين اما الفلاسفة لعنهم الله عز وجل فردوا ذلك كله الى عقل فعال هو الذي يفيض هذا على النفوس وهذه عقيدة باطلة كفريا نسأل الله العافية والسلامة حيث ان جعل هذه النفوس تتصرف وتدبر الكون وان تصرفها تدبرا من ذلك العقل الفعال الذي يفيض على تلك النصوص وبل من من وفي عقائدهم ومن خبث كفرهم جعلهم الله انهم يقولون ان النفوس تفيض على من يجاورها من من فيض رحمتها ومن فيض جودها جاورت النفوس الطيبة وهذا كله من آآ نسبة الامور الى غير الله عز وجل وهذا نوع شرك في الروبية. كذلك وقع هذا الشرك في هذه الامة من جهة القدرية مجوس الامة الذين قالوا ان العبد يخلق افعال نفسه وان الخير والشر من افعال العبد ليس خلقا لله وانما خلق للعبد وهذا القول من المعتزلة لاصل اصلوه سموه اصل العدل. وقالوا اذا كان الله يخلق افعال العباد فان من الظلم ان يخلقه ويعذبهم عليها فاصلوا اصلا سموه العدل واخرجوا افعال العباد من خلق الله حتى لا يقعوا في هذا فهذا اللازم الباطن وهذا لازم باطل لا يلتزم الزموا اهل السنة فالله يعذب عباده على اعمالهم لا على ما شاء واختاره لهم ولا على ما علم وخلقه فيهم سبحانه وتعالى وانما يعذب العباد على اقوالهم وعلى افعالهم جزاء بما كانوا يكسبون جزاء ما كانوا يعملون. هذا ما يتعلق بمجوس هذه الامة. هناك ايضا من الطاولة التي اشركت ذروبية كبعض مشركي العرب عندما نسبوا الخلق عندما نسبوا المطر الى الانوار والنجوم قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا هذا نوع شرك في الروبية هذا نوع شرك في الروبية وهناك الطواف اخرى كالملاحدة والدهريين الطبايعين قد جعلوا ايضا ان الحياة ترد الى هذه الاشياء. اما شرك الالوهية فذكر من ذلك تعظيم والاحجار والاشجار وتعظيم القبور والتمسح بها والسجود لها بل ذكر ايظا من ذلك حلق الشعر. فان حلق الشعرج التعبد لغير الله عز وجل شرك اكبر يخرج من دائرة الاسلام فاذا حلق الانسان شعره عند قبر ولي من باب التقرب لهاذول بحلق الشعر يكون قد اشرك بالله الشرك الاكبر المقصود ان حلق الشرع عبادة ووجه كونه عبادة انه من مناسك الحج والعمرة. فاذا حلق هذا الشعوذة التعبد يكون فبالله من جهة صرفه من جهة صرفه لغير الله سبحانه وتعالى. كذلك تقبيل الاحجار واستلامها اذا تقل اذا قبلها واستلم تعظيما لها وخضوعا وذلا لها كان مشركا بالله شرك اكبر. اما اذا قبلها وعظمها على ان الله جعلها اسبابا اسبابا. وان المسبب والله فهذا من الشرك الاصغر ليضاهي آآ عبودية غير الله عز وجل لكن لا يكون شركا اكبر حتى يتقرب الى تلك الاحجار والاشجار على ان تقربه الى الله. فاما اذا على انه بارك وان احجار مباركة وجعل الله البركة فيها فهذا شرك اصغر ومحرم ولا يجوز. كذلك استلام القبور بها هذي على نسبة التفصيل اذا تمسح بها واستلمها من باب تعظيمها والتقرب لها كان مشركا الشرك الاكبر وان كان تمسحه بها من باب انها اسباب وان الله جعل فيها بركة نقول هذا محرم من الشرك الاسر. ذكر مثلا اتخاذ القبور من المساجد اتخاذ القبور والمساجد يكون بامور اولا ببناء المساجد عليها. اذا بنى المساجد فقد اتخذها مسجدا والامر الثاني بالصلاة فيها اذا صلى في المقابر او صلى المقابر فانه يكون قد اتخذها مس وقد لعن وسلم من اتخذ قبور الانبياء مساجد واخبر انه هم شرار الخلق ولعنهم صلى الله عليه وسلم فالمقابر لا لا تصح الصلاة فيها وقد جاء في سعد الخدري الارض كلها مسجد الا اقوى الحمام فليس مقوى الحمام مكانا للصلاة ومن صلى فيها فصلاته باطلة يلزمه اعادته على الصحيح من اقوال اهل العلم. فالرسول حذر وبين ان الصلاة في المقام انها محرمة وان من عادات اليهود والنصارى رحمهم الله وان النهي ليس للنجاسة انما بمضاهاة وذريعة ولذرائع الشرك فسدها صلى الله عليه وسلم. فنقول اذا الصلاة في مقام المحرمة تجوز ومن صلاها لله عز وجل فصلاته باطلة ويلزمه الاعادة والله اعلم