الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا وشيخنا والحاضرين قال المؤلف رحمه الله تعالى وبالجملة فاعظم الذنوب عند الله اساءة الظن به ولهذا يتواعدهم في كتابه على اساءة الظن به اعظم وعيد كما قال تعالى الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغظب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا. قال تعالى عن خليله ابراهيم عليه السلام اافكا الهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين؟ اي فما ظنكم ان يجازيكم اذا عبدتم معه غيره وظننتم انه يحتاج في الاطلاع على ضرورات عباده لمن يكون بابا للحوائج اليه ونحو ذلك وهذا بخلاف الملوك فانهم محتاجون الى وسائط ظرورة ضرورة لحاجتهم وعجزهم وضعفهم وقصور علمهم عن ادراك حوائج المضطرين فاما من لا يشغله سمع عن سمع وسبقت رحمته غضبه وكتب على نفسه الرحمة. فما تصنع فما تصنع الوسائط عنده؟ فمن اتخذ واسطة بينه وبين الله فقد ظن اقبح ظن ومستحيل ان يشرعه لعباده بل ذلك يمتنع في العقول والفطر. واعلم ان الخضوع والتأله الذي يجعله العبد بتلك الوسائط قبيح في نفسه كما قررناه لا سيما اذا كان المجعول له ذلك عبدا للملك العظيم الرحيم القريب المجيب ومملوكا له كما قال تعالى ظرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونه كخيفتكم انفسكم انفسكم اي اذا كان احدكم يأنف ان يكون مملوكه مملوكه شريكه في رزقه فكيف تجعلون لي من عبيدي شركاء فيما انا منفرد به وهو الالهية التي لا تنبغي لغيره ولا تصلح لسواي فمن زعم ذلك فما قدرني حق قدري ولا عظمني حق تعظيمي. وبالجملة فما قدر الله حق قدره من عبد معه من ظن انه او يوصل اليه. قال تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا. الاية الى ان قال ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. فما القوي العزيز حق قدره من اشرك معه الظعيف الظعيف الذليل واعلم انك اذا تأملت جميع طوائف الظلال والبدع وجدت اصل ظلاله مراجعا الى شيئين احدهم ما ظنهم بالله ظن السوء والثاني انهم لم يقتلوا الرب حق قدره فلم يقدره حق قدره من ظن انه لم يرسل رسولا ولا انزل كتابا بل ترك الخلق سدى وخلقهم عبثا ولا قدره حق قدره من نفى عموم قدرته وتعلقها بافعال عباده من طاعاتهم ومعاصيهم واخرجها عن خلقه وقدرته. ولا قدر الله حق قدره اضداد هؤلاء الذين قالوا انه يعاقب عبده على ما لم يفعله بل يعاقبه على فعله هو سبحانه. واذا استحال في العقول ان يجبر السيد عبده على فعل على فعل ثم يعاقبه عليك. فكيف يصدر هذا من للعادلين وقول هؤلاء شر من اشباه المجوس القدري الاذلين ولا قدر الله حق قدره ولا قدره حق قدره من نفى رحمته ومحبته ورضاه وغضبه وحكمته مطلقا. وحقيقة فعله. ولم يجعل له فعلا اختياريا. بل افعاله منفصلة عنه ولا قدره حق قدره. من جعل له صاحبة وولدا او جعله يحل في مخلوقاته. او جعله عين هذا الوجود. اين هذا الوجود ولا قدر ولا قدره حق قدره من قال انه رفع اعداء رسوله واهل بيته وجعل فيهم الملك ووضع اولياء رسوله واهل بيته وهذا يتضمن غاية القدح في الرب تعالى الله عن قول وهذا مشتق من قول اليهود والنصارى في رب العالمين انه ارسل ملكا ظالما فادعى النبوة وكذب على الله ومكث زمنا طويلا يقول امرني بكذا ونهاني كذا ويستبيح دماء انبياء الله واولياءه واحبابه والرب تعالى يظهره ويؤيده ويقيم الادلة والمعجزات على صدقه ويقبل بقلوب الخلق واجسادهم اليه ويقيم دولته على الظهور والزيادة ويذل اعداءه اكثر من من ثمان مئة عام. فوازن بين قول هؤلاء وقول اخوانهم من الرافضة تجد قولين سواء ولا قدره حق قدره من زعم انه لا يحيي الموتى ولا يبعث من في القبور ليبين لعباده الذين كانوا فيه يختلفون ويعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين وبالجملة فهذا باب واسع والمقصود ان كل من عبد معه مع الله غيره فانه عبد شيطانا. قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا الشيطان انه لكم عدو مبين. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين مبادئك في هذا الفصل ان الذين اشركوا بالله عز وجل وخالفوا ما جاء في الكتاب والسنة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم انهم يدورون بين اساءة الظن بالله وبين عدم تقدير معرفة قدر الله سبحانه وتعالى فذكر هنا ان المشرك الذي اشرك بالله عز وجل انما حمله على الشرك بالله سبحانه وتعالى امرين الامر الاول او الامر الاول انه اساء الظن بالله عز وجل وظن ان الله لا يرحمه وان الله عز وجل لا يستجيب دعاءه وان الله سبحانه وتعالى لا يسمع صوته او لا يعلم بحاله فاساءته بهذا فاساءته بالله عز وجل على هذا الوجه هو الذي حمله على دعاء غير الله عز وجل والامر الثاني انه ما قدر الله حق قدره فان الله سبحانه وتعالى لا يقدر العباد قدره والا لو قدروا قدره الذي يليق به سبحانه وتعالى ما تجرأوا على معصيته ولا على مخالفة امره كما قال تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا؟ وقد خلقكم اطوارا فما اشرك بالله من اشرك الا لانه لم يقدر الله حق قدره. وما وقع في الكبائر من وقع الا لانه لم يقدر الله حق قدره. ثم اخذ المؤلف قال تعالى يذكر نوعا من انواع الشرك الذي عمت به الارض وعليه اكثر من ينتسب الى الاسلام والى غير الاسلام وهو ان يجعل بينه وبين الله وسائط وقال ان من جعل بينه وبين الله وسائط فهذا قد اشرك بالله عز وجل الشرك الاكبر لان الناس في هذا المقام منهم من منهم من نسأل الله العافية والسلامة من يدعو غير الله عز وجل ويجعل من يدعوه كربي في خلقه ورزقه واحياءه وايمانه واماتته وهذا من اغلظ الكفر والشرك بالله عز وجل وهذا مشرك شركا وكوكاب اجماع المسلمين. وهذا بالنسبة للوجود ومن هو اه في الواقع هم اقل من غيرهم القسم الثاني من يعتقد ان النافع الضار هو الله عز وجل وان الله هو الذي يملك النفع والضر وان الله هو الذي يحيي ويميت وانما هناك ادوات او وجهاء ووسطاء يرفعون لله حوائجهم ويرفعون لله عز مطالبهم فيرفعون ويدفعون ويحصد بهم النفع والضر بيد الله او يحصل بهم النفع والضر على ايديهم وهؤلاء هم الذين جعلوا تلك الاصنام وتلك الالهة وتلك الانداد وسطاء مع الله عز وجل وقد ذكر شيخ الاسلام ان ان من جعل مع الله وسيط فقد اساء اساء الظن بالله من وجوه الوجه الاول انه اساء بان الله لا يعلم حيث ان الله يحتاج الى من يخبره بحاجة عباده لان من جعل بينه وبين فغيره واسطة فان هذا الواسط يريد به ان يخبر من توسط اليه بحاله وشكواه. فأساء الظن ذلك العبد الذي جعل مع الله او جعل مع الله شريك يدعوه ليدعو الله له اساء الظن من جهة علم الله عز وجل فالله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء والله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. اذا هذا الوجه الاول. الوجه الثاني ايضا ان من من جعل بينه وبين الله وسائط اساء الظن بالله من جهة قدرته من جهة من جهة قدرته. فلما جاء بينه وبين الله وساطة كان ان الله غير قادر كان الله سبحانه وتعالى غير قادر على على تدبير على تدبير الامور بنفسه ويحتاج تدبر معه امره سبحانه وتعالى. وهذا لا شك انه من اعظم الكفر والباطل. فالله سبحانه وتعالى اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون لا يعجز شيء في الارض ولا في السماء سبحانه وتعالى. امره كلام وخلقه كلام سبحانه وتعالى. فاذا اراد شيئا ان انما يقول كن فيكون ولا ماد ولا معقب لحكمه سبحانه وتعالى. الامر الثالث ايضا ان من ان من جاء بينه وبين الله وساطة اساء الظن اساء الظن بالله عز وجل. من جهة ان الله محتاج لغيره. فان الملوك هم الذين يحتاجون الى الوزراء والوسائط لان الملك بحاجة الى ذلك الوزير وذلك الوسيط الذي ينفعه ويحقق رغباته وطلباته. فاما ربنا سبحانه وتعالى فهو الغني الغنى المطلق. وكل الخلق مفتقرون اليه وهو غني عنهم سبحانه وتعالى. ولذلك اهل اهل الوساطة اللي جعلوا بين الله وسائط انما قاسوا الله عز وجل بخلقه فملوك الارض وامراء الارض الذين يملكون شيئا من الملك او او لهم امر وتنفيذ وتدبير فانه يحتاجون الى من يرفع حوائج من يطلبهم شيئا واسطة كوزير او حاجب او خادم يرفع الحاج ذلك الذي يريد حاجته الى ذلك الوزير وذلك الامير. فشبه الله سبحانه وتعالى بذلك بهذا المعنى والله والملك لا الملك يقال يعني ولله المثل الاعلى يخالف ويفارق ويفارق حقيقة الادب مع ربه كما لا اعظم فارقة بخلاف الملك مع وزيره ومع حاجبه فان الملك بشر ومخلوق لله عز وجل وهو بحاجة ذلك الوزير وبحاجة لذلك الخادم والحاجب. اما ربنا سبحانه وتعالى فلا يحتاج لاحد من خلقه سبحانه وتعالى. ايضا الملك لا يدوم ملكه ولا يقوم الا اذا رأى حق رعيته وشعبه ووزرائه وما شابه ذلك فانه لا يكون ملك بلا شعب ولا يكون ملك بلا وزراء وحجة فهو بحاجة لهم ليثبت ملكه ويثبت امره ويقوم امره ايضا. اما ربنا سبحانه وتعالى فهو الرب الملك وليس هناك مربوب ولا مملوك بل هو الذي ملك كل شيء ولذلك عندما يكون عندما كان الله ولا شيء غيره سبحانه وتعالى وكان عرشه عن ما كان الله في عمى ليس هناك معهم ليس هناك معه مخلوق سبحانه وتعالى بل كان الله ولا شيء غيره. وكذلك اذا كان يوم القيامة فان الله يأمر بقبض كل شيء فلا يبقى حيا يبقى حيا غيره سبحانه وتعالى ثم يأمر ببعثهم مرة اخرى حتى يقول ربنا سبحانه وتعالى لمن الملك اليوم؟ لمن الملك في اليوم فلا يجيبه احد ويجيب هو نفسه سبحانه وتعالى يقول لله الواحد القهار فهو الغي الذي مستغني للغنى المطلق التام عن خلقي بخلاف ملوك البشر فانهم يحتاجون الى الى من يستزيرون والى من يخدمهم والى من يحجبهم لانهم بشر ويحتاج البشر لغيره. اه هذا بعض ما يتعلق بمسألة اتخاذ الوساط. والوساط نقلها شيخ الاسلام اه شيخ ابن تيمية. ونقل ايضا ابن قدامة ونقل ايضا علماء المذاهب ان من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويرجو من دون الله انه مشرك الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام ثم ساق بعض بعظ اساءة الظن بالله وعدم التقدير فساق طوائف اهل البدع من جهمية ومعتزلة واشاعرة وما تريدية فكل من عطل الله من صفة من صفاته فلم يقدر الله حق قدره. فالجهمية غلاتهم ومن هو دونهم من الاشاعر لم يقدروا الله حق قدره عندما قالوا ان الله عز وجل هو الذي خلق افعال ان العبد لا يفعل شيئا وان الفاعل حقيقة هو الله سبحانه وتعالى وان العبد انما هو كالريشة في بالريح ثم بعد ذلك يعذب الله العبد يعذب الله العبد على فعل لم يفعله يعذب الله على فعل لم يفعله كما هو قول الجهمية وغلاة فانهم يقولون ان العبد لا يفعل العبد ليس الذي هو ليس هو الذي زنا وليس الذي هو الذي ركب الفاحشة وفعل المنكرات وانما الذي فعل ذلك تعالى الله القول علوا كبيرا هو الله سبحانه وتعالى وان الله يعذبه بمحض مشيئته تعالى الله عن قول علوا كبيرا كذلك المعتزلة الذين قالوا ان العبد هو الذي يخلق نفسه فانهم ما قدروا الله حق قدره جعلوا مع الله شريكا وندا ونظيرا يخلق كما يخلق ربنا سبحانه وتعالى. كذلك الذين عطلوا الله من كماله وجلاله وبهائه سبحانه وتعالى من جميع الطواف مبتدعة ممن نفك صفة الكلام عن ربنا او صفة الظحك والغظب والرظا او صفة او الصفات التي اثبتها الله نفسي كل من عطر صفة صفة من صفاته فانه لم يقدر الله لم يقدر الله حق قدره سبحانه وتعالى. اما اهل السنة الذين اخذوا بالنصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعظموا الله وقروه وقدروه فهم الذين احسنوا الظن بالله عز وجل وقدروا الله حق قدره. ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في باب اساءة الظن بالله من ظن ان الله ينصر اعداءه وينصر اعداء الرسل وينصر اعداء اعداء اوليائه ويظهر ويقوي شوكتهم ويبقي اثرهم ويدرس الاسلام ويذهب الاسلام فقد اساء الظن بالله وما قدر الله حق قدره فان الله سبحانه وتعالى ناصرا اولياءه ومظهرا دينه ومعليا كلمته سبحانه وتعالى فمن ظن ان الله عز وجل انه انه يسلم اولياءه لاعدائه. وان وانه يسلم دينه وامره وآآ دينه الذي ارتضاه دينا. يسلمه سوف يصوم فيصومون اصحابه سوء العذاب ويذهبون بدين الله عز وجل فانه قد اساء الظن بالله عز وجل. ولذلك لن يجعل الله لك من المؤمنين سبيلا الله سبحانه وتعالى ان يجعل ذلك للكافر على المؤمن سبيلا وان جعله على بعض المسلمين فانه لا يجعله على جميع المسلمين فان الله ناصر دينه. اذا ما يردده بعض الجهلة من ان من ان اعداء الله سينتصرون ستقوم قيامتهم وان الاسلام قد انتهى واندرس ولم يبقى منه شيء فقد شاء الظن بالله وما قدر الله حق قدره وما قدر الله حق قدره فالله سبحانه وتعالى ناصرا اولياءه ودينه فواجب على لمن يحسن الظن بالله عز وجل فان احسان الظن بالله من اوجب الواجبات واساءة الظن بالله من اكبر الكبائر بل قد يصل اليأس والقنوط الى ان يكون كفرا بالله عز وجل فيجب على المسلم ان يحسن الظن بربه والله يقول انا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما شاءوا. من ظن خيرا وجد خيرا ومن وجد خيرا نافذلك فلا يلومن الا نفسه والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد