الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم صلي وسلم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى وبالجملة فهذا باب واسع والمقصود ان كل من عبد مع الله غيره فانه عبد شيطانا. قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا شيطان انه لكم عدو مبين. فما عبد احد احدا من بني احد من بني ادم كائنا من كان الا وقعت عبادته للشيطان. فيستمتع العابد بالمعبود في حصول غرضه ويستمتع المعبود بالعابد في تعظيمه له واشراكه مع الله تعالى وذلك غاية رضا الشيطان. ولهذا قال تعالى ويوم يحشر يعني يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس اي من اغوائهم واضلالهم وقال تعالى وقال اولياء من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجل الذي اجلت لنا. قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله. ان ربك حكيم عليم. فهذه تارة لطيفة الى السر الذي لاجله كان الشرك اكبر الكبائر عند الله. وانه لا يغفره بغير التوبة منه. وانه موجب للخلود في العذاب العظيم وانه ليس تحريمه وقبحه لمجرد النهي عنه فقط بل يستحيل على الله سبحانه وتعالى ان يشرع ان يشرع عبادة عبادة اله غير غيره كما يستحيل عليه ما يناقض اوصاف كماله ونعوت جلاله قال رحمه الله واعلم ان الناس الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين يقول الامام المقريزي رحمه الله تعالى بعدما انهى مسألة الاساءة اساءة الظن بالله عز وجل ذكر ان كل من عبد من دون الله عز وجل فانه ما دعا الى عبادته الا الشيطان وان عابد غير الله عز وجل حقيقة هو يعبد الشيطان كما قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان فمن عبد اللات والعزى ومناة والاولياء والصالحين في كل زمان فحقيقة هو يعبد الشيطان لان الذي امره بتعظيم هذه الاشياء ودعاه الى عبادتها والى تعظيمها والشيطان لعنه الله عز وجل الشيطان هو اساس كل شر يدعى اليه. فالشيطان هو الذي يدعو الى الباطل ويدعو الى الفساد. ويدعو الى تفريق الكلمة والى آآ الشرك بالله عز وجل والى البدع والضلالات كل هذا مبدأه من الشيطان كما قال ربنا سبحانه وتعالى عن الشيطان فبعزته لاغوينهم اجمعين ولاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم نأتين من بين ايدي ومن خلفهم على ايمان وعلى شمال ولا تجد اكثرهم شاكرين فالشيطان اخذ العهد على الله عز وجل ان يضل بني ادم ويغويهم وان يسلك بهم مسلك المغضوب عليهم والضالين. وان يكونوا معه في نار جهنم فالله سبحانه وتعالى اخبر انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون وانما سلطانه على الذين يتولونه فيتولى العبد الشيطان واطاعه فانه يكون عابدا له اذا مراده رحمه الله تعالى ان كل عبادة لغير الله فانما تقع للشيطان لانه هو الذي دعا اليها وحسنها وزينها نسأل الله العافية والسلامة قال رحمه الله واعلم ان الناس في عبادة الله تعالى والاستعانة به على اربعة اقسام اجلها وافضلها اهل العبادة والاستعانة بالله عليها فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه ان يعينهم عليها ويوفقهم للقيام بها نهاية مقصودهم ولهذا كان افضل ما يسأل الرب تعالى الاعانة على وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل فقال يا معاذ والله اني احبك فلا تدع ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن حسن عبادتك فانفع الدعاء طلب العون على مرضاته تعالى ويقابل هؤلاء القسم الثاني المعرظون عن عبادته والاستعانة به فلا عبادة لهم ولا استعانة بل ان سأله تعالى احدهم واستعان به فعلى حظوظه وشهواته والله سبحانه وتعالى يسأله من في السماوات والارض ويسأله اولياؤه واعداؤه فيمد هؤلاء وهؤلاء وابغض خلقه اليه ابليس ومع هذا اجاب سؤاله وقضى حاجته ومتعه بها ولكن لما لم تكن عونا على مرضاته كانت زيادة في شقوته وبعده وهكذا كل من سأله تعالى واستعان به على ما لم يكن عونا له على طاعته. كان سؤاله مبعدا له عن الله فليتدبر العاقل هذا وليعلم ان اجابة الله لسؤال بعض السائلين ليست لكرامته عليه. بل قد يسأله عبده الحاجة فيقضيها له وفيها هلاكه ويكون منعه منها حماية له وصيانة والمعصوم من عصمه الله والانسان على نفسه بصيرة. وعلامة هذا انك ترى من صانه الله من ذلك وهو يجهل حقيقة الامر اذا رآه سبحانه يقضي حوائج غيره يسيء ظنه به تعالى وقلبه محشو بذلك وهو لا يشعر. وامارة ذلك حمله على الاقدار وعتابه في الباطن لها. ولقد ولقد كشف الله تعالى هذا المعنى غاية الكشف في قوله تعالى فاما الانسان اذا ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما اذا ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن. اي ليس كل من اعطيته ونعمته وخولته فقد اكرمته. ليس كل من اعطيته ونعمته. نعم. وخولته. وخولته. وخولته فقد اكرمته. وما ذاك لكرامته علي. ولكنه ابتلاء مني وامتحان له. اي يذكرني فاعطيه فوق ذلك ام يكفرني فاسلبه اياه؟ واحوله عنه لغيره. وليس كل من ابتليته فظيقت عليه رزقه. وجعلته بقدر بقدر لا يفظل لا يفظل لا يفظل عنه فذاك من هوانه عليه ولكنه ابتلاء وامتحان مني له. ايصبر فاعطيه اضعاف ما فاته؟ ام يتسخط فيكون حظه والسخط وبالجملة فاخبر تعالى ان الاكرام والاهانة لا يدوران عن المال وسعة الرزق وتقديره. فانه سبحانه يوسع على الكافر لا لكرامته. ويقتر على المؤمن لا لهوانه عليه وانما يكرم سبحانه من يكرم من عباده بان يوفقه لمعرفته ومحبته وعبادته واستعانته. فغاية سعادة الابد في عبادة الله والاستعانة به عليها. القصة الثالث من له نوع عبادة بلا استعانة وهؤلاء نوعان احدهما اهل القدر القائلون بانه سبحانه قد فعل بالعبد جميع مقدوره من الالطاف. وانه لم يبق في مقدوره اعانة اعانة له على الفعل فانه قد اعانه بخلق الالات وسلامتها وتعريف الطريق وارسال الرسول وتمكينه من الفعل فلم يبق بعدها اعانة مقدرة يسألها اياها وهؤلاء مخذولون موكلون الى انفسهم مسدود عليهم طريق الاستعانة والتوحيد. قال ابن عباس رضي الله عنهما الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن امن بالله وكذب بقدره نقض تكذيبه توحيدا. النوع الثاني من لهم عبادة واوراد. لكن حظهم ناقص من التوكل الكل والاستعانة لم تتسع قلوبهم لارتباط الاسباب بالقدر وانها بدون بدون مقدور كالاموات الذي لا تأثير له بل كالعدم الذي لا وجود له وان القدر كالروح المحرك لها والمعول على والمعول على المحرك الاول فلم تنفذ بصائره من السبب الى المسبب ومن الالة للفاعل فقل فقل نصيبه من الاستعانة. وش عندكم والمعول والمعول على المحرك الاول. قبله كالروح المحرك لها والمعول على المحرك الاول اه فلم تنفذ فلم تنفذ بصائرهم من السبب الى المسبب ومن الالة للفاعل فقل نصيبهم من الاستعانة وهؤلاء لهم نصيب من التصرف بحسب استعانتهم وتوكلهم من الظعف والخذلان بحسب قلة استعانتهم وتوكلهم. ولو توكل العبد على الله حق توكله في ازالة جبل عن مكانه لازاله. فان قيل ما حقيقة الاستعانة الاستعانة عملا قلنا قلنا هي التي يعبر عنها بالتوكل وهي حالة القلب تنشأ عن معرفة الله تعالى وتفرده بالخلق والامر والتدبير والظر والنفع وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فتوجب اعتمادا عليه وتفويضا اليه وثقة به فتصير نسبة العبد اليه تعالى كنسبة الطفل الى ابويه فيما فيما ينوبه من رغبته ورهبته فلو داهمه ما عسى ان يدهمه من الافات لم يلتجئ الى غيرهما فان كان العبد مع هذا الاعتماد من اهل التقوى كانت له العاقبة الحميدة ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه القسم الرابع من له استعانة بلا عبادة وتلك حالة من وتلك حالة من شهد تفرد الله بالضر وبالظر والنفع ولم يدري ما يحبه ويرضاه. ذكرت قبل القسم الثاني اخطأت انت الثالث وهذا الرابع هذا الرابع اثر عليه؟ اللي قبله قلت الثاني انت هذا انواع القسم الثالث سيراميك ايه احدهما القسم الثالث ينقسم الى نوعين احسن وهذا طيب كملي قال رحمه الله القسم الرابع من له استعانة بلا عبادة وتلك حالة من شهد من شهد تفرد الله بالظر والنفع ولم يدري ما يحبه ويرضاه فتوكل عليه في حظوظه فاسعفه بها. وهذا لا لا عاقبة له سواء كانت اموالا او رياسات او جاها عند الخلق او نحو ذلك فذلك حظه من دنياه من دنياه واخرته. واعلم ان العبد لا يكون متحققا بعبادة الله تعالى الا باصلين. احدهما متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم والثاني اخلاص العبودية والناس في هذين الاصلين اربعة اقسام. اهل الاخلاص والمتابعة فاعمالهم كلها لله واقوالهم ومنعهم وعطائهم وحبهم وبغضهم كل ذلك الله تعالى. لا يريد من العباد جزاء ولا شكورا عادوا عدوى الناس كاصحاب القبور عدوا الناس عدوا الناس كاصحاب القبور لا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فانه لا يعامل احدا من الخلق الا لجهله بالله وجهله بالخلق والاخلاص هو العمل الذي لا يتقبل الله من عام عملا صوابا عاريا منه وهو الذي الزم عباده به الى الموت فقال تعالى قال تعالى ليبلوكم ليبلوكم ايكم احسن وقال انا جعلنا مع الارض زينة لها يملوهم ايهم احسن عملا. واحسن العمل اخلصه واصوبه. فالخالص ان يكون لله. والصواب ان يكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو العمل الصالح المذكور في قوله تعالى ذكرنا الان بديت نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر المقريزي رحمه الله تعالى احوال الناس في باب الاستعانة والعبادة. الله سبحانه وتعالى ذكر ذلك في صفات الذين انعم الله عليهم في قوله اياك نعبد واياك نستعين فاهل الاستعانة والعبودية هم عباد الله الكمل الذين اخلصوا العمل لله عز وجل واستعانوا بربهم على عبوديته آآ قسم الناس في هذا المقام الى اربعة اقسام القسم الاول من حقق الاستعانة ولم يحقق العبودية وهذا القسم يكثر في ارباب التصوف وفي ارباب من يتعامى بالقلوب وهؤلاء لا شك انهم عطلوا عطلوا الاسباب ويدخلوا في هذا المعنى غلاة الجهمية المتعبديها الذين اقتصروا على على التوكل والاعتماد وتفويض الامور الى الله عز وجل. وقالوا ان الاسباب لا تقدم شيئا ولا تؤخره فهم حقيقة فقط يديرون يستعينون بالله عز وجل ويتعلقون بربهم سبحانه وتعالى ويردون قضاء الله وقدره الى محض المشيئة وان الله يعذب محسن وقد ينعم المسيء ولا ولا فرق بين هذا وهذا من جهة الاسباب وانما ذلك محض مشيئة الله عز وجل وهذا قول ينافي ما دلت عليه النصوص وما ينافي ايضا ما دلت عليه العقول والفطر فان الاسباب مرتبطة فان الاسباب مرتبطة باسبابها بمسبباتها. فلكل سبب مسبب ويرتب ذلك السبب الحل الذي يكون بعد ذلك السبب. والله سبحانه وتعالى جعل النار محرقة وجعل السيف يقطع والسكينة تقطع وهي اسباب فعند وجود السبب يوجد المسبب يوجد المسبب والمسبب هو الله سبحانه وتعالى قبل ذلك. فكل شيء وبقدر الله سبحانه وتعالى. اذا هذا القسم هم في الحقيقة جهلة وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان هذا مما ينافي العقل من حقق التوحيد من من آآ من توكل على الله بلا بلا فهذا قدح في العقل ومن ومن التفت ومن التفت الى الاسباب فقد قدح بتوكله وتوحيده. اما الموحد هو الذي يفعل الاسباب على انها اسباب ويتوكل على الله عز وجل هذا جماع العقل وجماع الايمان. اذا هذا القسم الاول من الناس انه يحقق الاستعانة ويتعلق بالله سبحانه وتعالى. لكنه لا ايعمل عملا ويرى ان الاسباب لا تأثير لها. وهذا قول باطل. الله سبحانه وتعالى يقول عن الجنة ادخلوا الجنة بما كنتم بما كنتم تعملون فلن يدخل الجنة احد الا الا اذا اه الا برحمة الله عز وجل وهذه الرحمة لها اسباب وهي الاعمال الصالحة التي يحبها الله الله عز وجل القسم الثاني من الناس من يحقق العبودية؟ من يحقق العبادة والعمل؟ لكنه لا يستعين بالله عز وجل. وهذا القسم يقابل القسم الاول في القسم الاول عطل فعل العبد ومشيئة العبد واختيار العبد وقال الاسباب لا لا فاعلية لها. والقسم الثاني الذي عطل عطل الله عز وجل عن خلقه لافعاله للعباد وهذا القسم يدخل فيه المعتزلة القائلين بان العبد يخلق فعل نفسه فهم لا يستعن بالله عز وجل في جلب نفع ولا دفع ضر ويذكر ان ان عمرو بن عبيد بباب اتاه اعرابي يسأله ان يدعو الله له ان يرد له ناقة قد فقدها. فقال فقال عمرو عبيد على اعتقاده الفاسد الباطل. اللهم ان عبدك هذا قد سرقت ناقته وانت لا تريد ان تسرق. اللهم فردها. قال كفني من دعائك هذا فان الذي لا فان الذي سرقت الناقة وهو لا يريد ان تسرق ليس بقادر ان يردها ليس بقادر ان يردها لانه لم يستطع ان يدفع السرقة فكيف يستطيع ان يرد بهذا الاعرابي بفطرته ابطل قول ذلك الظال الذي هو من رؤوس المعتزلة. اذا هؤلاء قال العبد يخلق افعال نفسه ولا ولذلك يعتمدون على انفسهم وان المرد في ذلك العبد وان العبد يشاء والله يشاء وتمضي العبد ولا تمل مشيئة الله. ولذلك يسميهم اهل العلم بمجوس هذه الامة بمجوس هذه الامة حيث جعلوا مع الله خالقا اخر وهو العبد الذي يخلق افعال نفسه. القسم الثالث من لا من لم يحقق لا اخلاص لا عبادة ولا استعاذة لم يحقق الاخلاص لم يحقق العبادة ولا الاستعانة. وهذا القسم هذا القسم قل ان تجده قل ان تجده الا ان يكون ملحدا لا يؤمن بالله ربا ولا ولا العناية بوجود الله ولا بوجود رب له. وهذا قليل هذا قليل فان عامة الخلق يقرون بان هناك خالق رازق مدبر. ولان فطرة العبد تنادي بذلك. فطرة العبد قد جبلت وقد فطرت على ان يدين لمن يدين اله يعبده ويرضاه لا تجد لا تجد مخلوقا الا وهو يدين لغير يدين آآ ديانة اما اما ديانة حق واما ديانة فتباطل اما ان يدين بالطريق الصحيح الى الله عز وجل واما ان يدين دينا باطلا فيتعلق بالاولياء والصالحين او يتعلق الاشجار اوثارهم او بالكواكب وما شابه ذلك. اذا هذا القسم نادر وهو قد يقع. القسم الرابع اللي ذكره هنا ما يتعلق بمن حقق الاستعانة وحقق العبودية فهو يعمل لله ويعبد الله عز وجل ويستعين الله سبحانه وتعالى على الخير في جلبه وعلى الشر في دفعه والاشتعالات تتعلق اكثر الناس يستعينوا بالله عز وجل فقط يستوي له فقط في دفع المضار الدنيوية وفي جلب المنافع الدنيا فتجده يستعين الله عز وجل على جلب مال على دفع مرض على دفع سقم وقل ان تجده يستعين بالله على تحقيق عبودية او على ان يعينه الله على عمل صالح ان يعينه الله على عمل صالح وهذا هو اعظم ما يستعان بالله ان يستعان على تحقيق العبودية قال وسلم في حديث عن عبد الرحمن عن معاذ ابن ابي جبل رضي الله عن معاذ رضي الله تعالى عنه انه قال يا معاذ اني احبك فلا تدع ان تقول دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وفي رواية ان تقول في كل صلاة اللهم اعني على ذكرك. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية هذا الدعاء من انفع الادعية واحبها الى الله عز وجل فدعاء تدعو الله فيه ان ان ان يعينك على طاعته وعلى شكره وعلى عبادته هذا من انفع الادعية فليس فيه حظ فليس بحظ العبد الا تحقيق العبودية لله عز وجل التي يحبها التي يحبها الله عز وجل العبد يستعين بالله عز وجل في دفع المضار في جلب المنافع في تحصيل العبودية في صرف المعاصي والذنوب عنه فهذا هو صفة الخلص والكمل من عباد الله الصالحين فان عوام المسلمين يتوكلون على الله ويستعينون به في باب دفع الظرر وجلب الخير فقط فيما يتعلق بامور دنياهم. اما ما يتعلق في امور دينهم فتقل ان تجد من يستعين بالله عز وجل على هذا المعنى. الامر الثاني ايضا ان هؤلاء من عباد الله المؤمنين عقلوا ان العبد لا يحصل له النجاة الا بالاستعانة بالله عز وجل وانه متى ما انفكت عنه معية الله عز فان مآله الى الخسران والوبال والضياع والشتات. خلافا لمن قال من من واخلال من قال ان ان الله سبحانه قد حقق اعانة العبد في كل ما يحتاجه فاي شيء يستعين بعد ذلك نقول العبد لا تنفك لحظة من لحظاته ولا نفس من انفاسه عن اعانة الله له بل هذا النفس يتردد لو لم يخرجه الله عز وجل فلن يخرج فالله الذي يخرجه ويطلب الاعانة على ذلك كذلك قيامه جلوسه وكله بحول الله وقوته. فهذا هو القسم من الناس هو القسم الرابع انفع هو القسم الذي اه عليه انبياء الله ورسل الله صلوات الله وسلامه عليهم. ثم ذكر مسألة اخرى وهي مسألة اه حال الناس مع في باب الاخلاص والمتابعة لما ذكر الاستعانة قال ايضا بذكر الاخلاص والمتابعة. والناس في هذا المقام ايضا على اربعة اقسام. القسم هو من حقق الاخلاص والمتابعين اخلص عمله لله عز وجل وعبد الله وحده ثم سار على هدي محمد صلى الله عليه وسلم فان العمل لا يسمى عملا صحيحا ولا عبادة صحيحة الا اذا كانت على هدي رسولنا صلى الله ومن عبد الله على غير الهدي فان عمله مردود عليه وقد يعاقب على فعله ذلك لتشريعه وانتهاجه نهجا لم ينهجه محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا القسم الذي حقق الاخلاص المتابعة هم هم صفوة خلق الله عز وجل. القسم الثاني من حقق الاخلاص دون المتابعة وهذا يكفي في الضلال والجهلة الذين قل علمهم ولم يفقهوا مراد الله ومراد رسول صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا اصحاب سيرة وعلم وانما كانوا رعاع وهمج يتبعون دعاء كل داع وناعق فهم يعبدون الله واذا كانت النصارى هم الاحظ في هذا المعنى اي الظالين الذين عبدوا الله بجهل وابتدعوا بدعا وتصورات تصوروها على غير هدي على على غير ما شرعه عيسى عليه السلام. ويلحق بهم في من في زمانه العباد الذي يعبدون الله على جهل. وكما قال سفيان من ظل من علمائنا في اليهود ومن ظل بال من عباده في هشام النصارى. فكثير من البدع التي وقعت والخرافات التي وقعت من احياء ليال معينة او تعظيم ايام معينة او اذكار واوراد وصلوات انما ابتدعها الجهال من باب التقرب الى الله عز وجل. فهؤلاء حققوا الاخلاص لكنهم لم يحققوا المتابعة. وهؤلاء لا يؤجرون على اعمالهم الصالحة. ولا يثابون عليها بسبب ابتداعهم ومخالفة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث عائشة في الصحيحين من عمل من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وهذا القسم عامر. القسم الثالث من حقق المتابعة ووافق هدي النبي وسلم في اعماله الصالحة وفي ظاهرها. لكن باطنه خلا من اخلاص لعمل الله عز وجل وهذا يكثر الصنف في المنافقين الذين واصحاب واصحاب الشهوات والشبهات الذين اخرصوا العمل الذي اتبعوا الهدي وعملوا بالصالحات في ظاهرها الا انهم يعبدون ويفعلون ذلك اما رياء للناس او سمعة لهم او حظوظ الدنيا فهؤلاء قد حققوا المتابعة لكنهم لم يحققوا الاخلاص فعملهم مردود عليهم لان الله لا يقبل الا ما كان مخلصا او مخلصا له سبحانه وتعالى وكان صوابا. القسم الرابع من خلا قلبه وعمله من الاخلاص والمتابه وليس مخلصا في عمله لله عز وجل وهو ايضا ان عمل عمل على غير وفق النبي صلى الله عليه وسلم على غير وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم فعمل مردود من جهتين من جهة انه ليس من جهة انه على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم. مثال ذلك ما يفعله القبوريون من بدع وخرافات عند قبور الصالحين فهم يقصدون بها غير الله عز وجل ويبتدعون اعمالا لم يأت بها رسولنا صلى الله عليه وسلم فعملهم مردود من جهتين هذا ما يتعلق بمسألة الابتداع والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد