الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم صلي وسلم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين. قال رحمه الله تعالى واعلم ان العبد لا يكون متحققا بعبادة الله تعالى الا باصلين. احدهما متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. والثاني اخلاص العبودية. والناس في هذين الاصلين اربعة اقسام الاول اهل الاخلاص والمتابعة فاعمالهم كلها لله واقوالهم ومنعهم وعطائهم وحبهم وبغضهم كل ذلك لله تعالى لا يريدون من العباد جزاء ولا شكورا عدوا الناس كاصحاب القبور لا يملكون ظرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فانه لا يعامل احدا من الخلق الا لجهله بالله وجهله بالخلق والاخلاص هو العمل الذي لا يتقبل الله من عامل عملا صوابا عاريا منه وهو الذي فانه لا يعامل لا والاخلاص هو العمل الذي فانه لا يعامل الخلق الا من هو جاهل بالله جاهل بالله وجاهل فانه لا يعامل فانه لا يعامل احدا من خلقه الا لجهله بالله وجهله بالخلق ولا يعامله حنا طيب كنمشيو نقصو في عبارة فيها اشكال كم؟ قال والاخلاص هو العمل الذي لا يتقبل الله من عمل عملا صوابا عاريا منه وهو الذي الزم عباده به الى الموت. قال تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. وقال انا جعلنا ما على الارض زينة لها ليملوهم ايهم احسن عملا. واحسن العمل اخلصه واصوبه فالخالص ان يكون لله. والصواب ان يكون على وفق على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو العمل الصالح المذكور في قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وهو العمل وهو العمل الحسن في قوله تعالى ومن احسنوا دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن وهو الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كل عمل ليس عليه امرنا فهو رد وكل عمل بلا متابعة بلا متابعة فانه لا يزيد عامله الا بعدا من الله. فان الله تعالى انما يعبد بامره لا بالاهواء والاراء الظرب الثاني من لا اخلاص له ولا متابعة وهؤلاء شرار الخلق وهم متزينون باعمال الخير يراؤون بها الناس وهذا الظرب يكثر فيمن رفع للصراط المستقيم من المنتسبين الى الفقه والعلم والفقر والعبادة فانهم يرتكبون البدع والظلال والرياء والسمعة ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. وفي اضراب هؤلاء نزل قوله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم الضرب الثالث الظرب الثالث من هو مخلص في اعماله لكن على غير متابعة الامر. كجهال العباد والمنتسبين الى الزهد والفقر وكل وكل من عبد الله على غير مراده والشأن ليس في عبادة الله فقط بل في عبادة الله كما اراد الله ومنهم من يمكث في خلوته تاركا للجمعة ويرى ذلك قربة ويرى مواصلة صوم النهار بالليل قربة. وان صيام يوم الفطر قربة وامثال ذلك الضرب الرابع من اعماله على متابعة الامر لكنها لغير الله تعالى كطاعات المراءين وكالرجل يقاتل رياء وسمعة وحمية وشجاعة وللمغنم ويحج ليقال ويقرأ ليقال ويعلم صح ويعلم ويعلم ليقال فهذه اعمال صالحة لكنها غير مقبولة قالت تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء فلم يؤمر فلم يؤمر الناس الا بالعباد عن المتابعة والاخلاص فيها والقائم بهما هم اهل اياك نعبد واياك نستعين ثم اهل مقامي اياك نعبد لهم في افضل العبادة وانفعها وانفعها واحقها الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد في هذا الفصل ذكر احوال الناس مع تحقيق العبودية لله عز وجل ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ان الناس في هذا المقام على اربعة اقسام القسم الاول من حقق الاخلاص لله عز وجل في عمله وحقق المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا القسم هم الذين يقبل الله يوم القيامة دينهم ويقبل الله عز وجل عملهم فان الله سبحانه وتعالى يقول العمل الا ما كان خالصا صوابع وما كان خالصا اي ما كان له سبحانه وتعالى وما كان صوابا ما كان على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم الكمل من خلق الله عز وجل اي رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم وانبياؤه واتباعهم الى قيام الساعة وهم الذين حققوا التوحيد الذي امر الله عز وجل به في قوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصينه الدين وهو الدين الحسن الذي يقبله الله يوم القيامة ومعنى قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فهذا الدين هو الذي يقبله الله عز وجل وهو من الاخلاص والمتابعة وهؤلاء هم الناجون يوم القيامة القسم الثاني من هو مناقض لهذا القسم وهم الذين لم يحققوا الاخلاص ولا المتابعة. وهذا الصنف من الناس هم الذين لا يتألهون او لا الها يعبدونه وان الهوا فالههم باطل. وان عملوا او عبدوا فان عبادتهم باطلة. فهم في اعمالهم فهم في اعمالهم غير مخلصين وفي اعمالهم ايضا غير موافقين. فهم ليسوا موافقين لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعبدون الله عز وجل. وهذا حال كثير من الضلال الذين يعبدون الاصنام ويعبدون آآ الاحجار والاشجار او من يعبد الاولياء والصالحين بعبادة مبتدعة باطلة ليس على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء هم شرار الخلق وابعد الخلق عن الاسلام القسم الثالث من حقق الاخلاص دون المتابعة وهذا القسم قد يظهر من العباد الذين يجهلون شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وهو يريد وجه الله ويطلب ما عند الله عز وجل لكنه يعبد الله على غير طريق صحيح وهذا القسم يظهر ويشتهر بين الصوفية وبين من يتزهد ويدعي العبودية لله عز وجل الا ان اكثرهم جاهل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ويتعبد لله ببدع وباعمال لم يشرعها رسولنا صلى الله عليه وسلم فهؤلاء وان حققوا الاخلاص فان اعمالهم لهم غير مقبولة لانها خالية من المتابعة. وقد ثبت في الصحيح قال من عمل عملا ليس عليه امرا فهو رد فدين الله موقوف على اتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم. والطريق الموصل الى الله عز وجل هو طريق محمد صلى الله عليه وسلم القسم الرابع الذي حقق المتابعة ولم يحقق الاخلاص حقق المتعة ولم يحقق الاخلاص وهذا يشتهر بين المنافقين. الذين يظهرون الموافقة قاه لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويعملون اعمالا توافق هدي محمد صلى الله عليه وسلم الا ان مقصدهم من هذا العمل هو آآ حفظ اموالهم حفظ ورئاستهم حفظ مناصبهم رياء وسمعة. هؤلاء المنافقون هم الذين يوافقون اه في الظاهر هدي النبي صلى الله عليه وسلم لكنه من جهة الاخلاص قم مجانبون له ويكون مقصد العبادة حظ من حظوظ الدنيا او شيئا يطلبونه من هذه الدنيا. فهذا يشتهر في المنافقين. اذا هؤلاء هم هؤلاء هم او هذه الحالة او هذا القسم ينقسم اليه اقسام الناس مقام العبودية بين مخلص تابع بين مفارق ومخالف نعم قال رحمه الله ثم اهل مقام اياك نعبد لهم في افضل العبادة وانفعها واحقها بالايثار والتخصيص اربعة طرق وهم في ذلك اربعة اصناف الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها اشقها على النفوس واصعبها قالوا لانه ابعد الاشياء من هواها هو حقيقة التعبد والاجر على قدر المشقة ورووا حديثا ليس له اصل افضل الاعمال يحمزها اي اصعبها واشقها وهؤلاء هم ارباب المجاهدات وهؤلاء هم ارباب المجاهدات والجور على النفوس قالوا وانما تستقيم النفوس بذلك اذ طبعها الكسل والمهانة والاخلاد الى الراحة فلا فلا تستقيموا الا بركوب الاهوال وتحمل المشاق والصنف الثاني قالوا افضل العبادات وانفعها التجرد والزهد في الدنيا والتقلل منها غاية الامكان واقتراح الاهتمام بها واطراح الاهتمام بها. وعدم الاكتراث لما هو منها. ثم هؤلاء قسمان فعوامهم ظنوا ان هذه غاية فشمروا اليه وعملوا عليه وقالوا هو افضل من درجة العلم والعبادة ورأوا الزهد في الدنيا غاية كل عباده ورأسها وخواصهم رأوا هذا مقصودا لغيره وان المقصود به عكوف القلب على الله تعالى والاستغراق في محبته والانابة اليه والتوكل عليه والاشتغال بمرضاته فراوا افضل العبادات دوام دوام دوام ذكره بالقلب واللسان ثم هؤلاء قسمان فالعارفون اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه ولو فرقهم واذهب جمعيتهم. والمنحرفون منهم يقولون المقصود من القلب جمعيته جمعيته فاذا جاء ما يفرقه عن الله لم لم يلتفت اليه ويقولون يطالب بالاوراد من هو غافل فكيف بقلب كل اوقاته ورد؟ ثم هؤلاء ايضا يقسمان منهم من يترك الواجبات والفرائض لجمعيته ومنهم من يقوم بها ويترك والسنن والنوافل وتعلم العلم النافع لجمعيته والحق ان الجمعية ان الجمعية حظ القلب واجابة داعي الله حق الرب فمن اثر حق نفسه على حق ربه فليس من عبادتي في شيء الصنف الثالث رأوا ان افضل العبادات ما كان فيه نفع متعد فرأوه افضل من نفع القاصر فرأوا خدمة الفقراء والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم ومساعدة ومساعدة بالجاه والمال والنفع افضل لقوله صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله واحبهم الى الله ينفعهم لعياله. قالوا وعمل العبد العبد قاصر على نفسه وعمل النفاع متعد الى الغير فاين من الاخر ولهذا كان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي لان يهدي الله بك رجلا واحدا وخير لك من حمر النعم وقال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجر من تبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته يصلون على معلمي الخير وقال صلى الله عليه وسلم ان العامل لما لا يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها قالوا وصاحب العبادة اذا مات انقطع عمله وصاحب النفع لا ينقطع لا ينقطع عمله ما دام نفعه الذي تسبب فيه والانبياء عليهم الصلاة والسلام انما بعثوا بالاحسان الى الخلق وهدايتهم ونفعهم في معاشهم ومعادهم لم يبعثوا بالخلوات والانقطاع. ولهذا انكر النبي صلى الله عليه يسلم على اولئك النفر الذين هموا بالانقطاع والتعبد وترك مخالطة الناس. ورأى هؤلاء ان التفرق لنفع الخلق افضل من الجمعية على الله بدون ذلك قالوا ومن ذلك العلم والتعليم ونحو هذه الامور الفاضلة الصنف الرابع قالوا افضل العبادات الصنف الرابع قالوا افضل العبادة العمل على مرضاة الرب سبحانه واشتغال كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته فافضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد وان ال الى ترك الاوراد من صلاة الليل وصيام النهار بل من ترك اتمام صلاة الفرض كما في حالة الامن والافضل في وقت حضور الضيف القيام بالحق والاشتغال به والافضل في اوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء والافضل في وقت الاذان ترك ما هو فيه من والاشتغال باجابة المؤذن والافضل في اوقات الصلوات الخمس الجد والاجتهاد في ايقاعها على اكمل الوجوه والمبادرة اليها في اول الوقت والخروج الى المسجد وان بعد والافضل في اوقات ضرورة المحتاج المبادرة الى مساعدته بالجاه والمال والبدن. والافضل في السفر في السفر مساعدة المحتاج واعادة الرفقة. وايثار ذلك واعادة الرفقة وايثار ذلك على الاوراد والخلوة. والافضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره. والعزم على تنفيذ اوامره اعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من عند السلطان على ذلك والافضل في وقت الوقوف بعرفة والافضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر. والافضل في ايام عشر ذي الحجة. الاكثار من التعبد لا سيما التكبير والتهليل والتحميد وهو افضل من الجهاد غير المتعين. والافضل في العشر الاواخر من رمضان لزوم المساجد والخلوة فيها من الاعتكاف والاعراض عن مخالطة الناس والاشتغال بهم حتى ان حتى انه افضل من الاقبال على تعليمهم العلم واقرائهم القرآن عند كثير من العلماء. والافضل في وقت مرض اخيك المسلم او او موته عيادته وحضور جنازته جنازته تشييعه وتقييم ذلك على خلوتك وجمعيتك والافضل في وقت نزول النوازل واذى الناس لك اداء واجب الصبر مع خلطتك لهم والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم افضل من مؤمن لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم وخلطتهم في الخير افضل من عزلتهم فيه وعزلتهم في الشر خير من خلطتهم فيه فان فان علم انه اذا خالطهم ازاله وقلله فخلطتهم خير من اعتزالهم وهؤلاء هم اهل التعبد المطلق والاصناف التي قبلهم اهل التعبد المقيد فمتى خرج احدهم عن الفرع الذي تعلق به من العبادة وفارقها يرى نفسه كأنه قد نقص قد نقص ونزل عن عبادته فهو يعبد الله على وجه واحد صاحب التعبد المطلق ليس له غرظ في تعبد بعينه يؤثره على غيره. بل غرظ تتبع مرظاة الله تعالى ان رأيت العلماء رأيته معهم وكذلك في الذاكرين والمصدقين وارباب الجمعية وعكوف القلب على الله فهذا هو الغذاء الجامع للسائل الى الله في كل طريق والوافد عليه مع كل فريق واستحضر واستحضر هنا حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم بحضوره هل منكم احد اطعم اليوم مسكينا؟ فقال ابو بكر انا قال هل منكم احد اصبح صائما قال ابو بكر انا قال هل منكم احد عاد اليوم مريظا؟ قال ابو بكر انا. قال هل منكم احد تبع اليوم جنازة قال ابو بكر انا الحديث هذا الحديث روي من طريق عبد الغني بن ابي عقيل حدثني يغنم ابن سالم عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحديث طريق عبد الغني ابن ابي عقيل حدثنا يغنم ابن سالم عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في جماعة من اصحابه فقال من صام اليوم فقال ابو بكر انا قال من تصدق اليوم؟ قال ابو بكر انا قال من عاد اليوم مريظا قال ابو بكر انا قال فمن شهد اليوم جنازة؟ قال ابو بكر انا. قال وجبت لك يعني الجنة. ويغنم ابن سالم وان تكلم فيه لكن تابعه سلمة بن وردان. وله اصل من حديث مالك بن محمد بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله وسلم قال من انفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من اهل الصلاة نودي من باب الصلاة ومن كان من اهل الجهاد نوذي من باب الجهاد ومن كان من اهل الصدقة دعي من باب صدقة ومكارم الله الصيام دعي من باب الريان فقال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله ما على ما على من يدعى من هذه الابواب ظرورة فهل يدعى احد من هذه الابواب كلها قال نعم وارجو ان تكون منهم. هكذا رواه عن مالك موصولا مسندا. يحيى ابن يحيى ومعن ابن عيسى وعبدالله ابن مبارك. ورواه يحيى ابن بكير وعبدالله بن يوسف عن مالك عن عن ابن شهاب عن حميد مرسلا مرسلا وليس هو عند القعدبي مرسلا ولا مسندا ومعنى قوله من انفق زوجين يعني شيئين من نوع واحد نحو درهمين او دينارين او فرسين او قميصين وكذلك من صلى ركعتين او مشى في سبيل الله تعالى خطوة او صام يومين ونحو ذلك وانما اراد والله اعلم اقل التكرار واقل وجوه المداومة على العمل من اعمال البر لان لان فهذا كالغيث اين اين وقع نفع صح صحب الله بلا خلق صحب الله بلا خلق صحب الله بلا خلق صحب الله بلا خلق وصحب الخلق بلا نفس اذا كان مع الله عزل الخلائق مع البين وتخلى عنهم واذا كان مع خلقه عزل عن نفسه من الوسط وتخلى عنها فما اغربه بين الناس وما اشد وحشته منهم وما اعظم انسه بالله وفرحه وطمأنينة وطمأنينته وسكونه اليه هذه ما تتعلق ذكر هنا رحمه الله تعالى مسألة مهمة مسألة مهمة وهي مسألة اي العبادات انفع واحب الى الله عز وجل وذكر اختلاف الناس في هذا المعنى فمنهم من قال ان افضل العبادة ما كان اشقها على النفوس واثقله على النفوس فان هذا يكون من افضل انواع العبادة ورأى هؤلاء القائلون بهذا القول ان العبرة بمخالفة النفس والهوى ولا شك ان ما شق على النفس وخالفها فان النفوس لا تهواه ولا تريده وان هذا العمل لا حظ فيه في ولا حظ فيه للنفس البتة حيث انه يخالفها جملة وتفصيلا فرأوا ان المشقة هي المقصودة في هذا في العبادة لله عز وجل. واحتجوا بحديث باطل ان ان ان الاجر يعظم باجر المشقة واصل الحديث الذي قصدوه جاء في الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالها انما اجرك على قدر نصبك. وهذا الحديث الصحيح اسناده في الصحيح. وليس معناه ان يتقصد المسلم الشاق من العمل. ليس الحديث ان يتقصد المسلم الشاق للعمل لكن لو وقعت المشقة في العمل فان الاجر يكون اعظم فان الاجر يكون اعظم. والنبي صلى الله لم ذكر ان مما يكفر الخطايا ويرفع الدرجات اسباغ الوضوء على المكاره ومعنى ذلك انه اذا اذا اراد يتوضأ في وقت شديد البرد فليعلم ان اجره اعظم ممن يتوضأ في وقت ليس فيه برد شديد لان المشقة هنا معتبرة وهي مقصودة من جهة انه لم يقصدها لذات وانما عمل مع مشقتها فيدل على عبوديته لله عز وجل مع مخالفة نفسه. اه ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما الا اختار ايسر وجعل ذلك عن صحيح في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها وايضا يقول حديث ابن عباس وان كان في انه قال قال وسلم بعثت بالحنيفية السمحة رواه ابن حصين عن عكا ابن عباس وفي اسناد ضعف لكن هذا هو الذي جاء بمحمد صلى الله عليه وسلم انه بعث بالحليفية السمحة وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيحين يسروا ولا تعسروا يسروا ولا تعسروا وجاء في بعض الاثار ان داود امره الله عز وجل ان يحبب انه قال احب خلقي لي من يحببني الى خلقي ولا شك ان تحبيب الخلق الى الله عز وجل بان بان يتلطف معهم ويبين لهم الطريق الصحيح ولا يكون في ذلك مشقة. ثانيا جاء ايضا في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم ابي هريرة انس قال لن يشاد هذا الدين احد الا فمشادة الدين تحتاج بلا كلفة ومشقة وهذي من اسباب ترك العمل الصالح والانقطاع عنه اذا قال قال في حديث ابن عباس باسناد ضعيف لا تك كالمنبت لا ارض قطع لا ظهر ابقى واحب الاعمال الى الله ادومها وان قال وليس المعنى اشق واذا قالت دعاء قال تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا فالعبرة بحسن العمل وكيفيته لا بكميته ولا بكثرته ولا بمشقته. اذا هذا القول الذي يقول ان العبرة مشقة نقول ليس بصحيح وانما العبرة وانما العبرة بالعمل الصالح ان يكون اما يرضي الله عز وجل واما قصد المشقة وقصد التكلف العبادة فهذا غير شرعا والنبي صلى الله عليه وسلم يقصد ذلك. قال اخرون ان افضل عبادة ما كان من افضل عبادة زهد افضل عبادة زهد. فقصروا اعمالهم وجهودهم على التزهد في هذه الدنيا. فتركوا الطيبات وتركوا المطاعم والمشارب ولبسوا الغليظ من اللباس اعمم منهم ان هذا هو المقصود للعبادة وخلوا بانفسهم فمنهم من غلى نسأل الله العافية والسلامة حتى ترك العبادة الظاهرة وتلبس بالعبادة فقط فترك الجمع والجماعات وهؤلاء ضالون مضلون مخالفون لهدي النبي صلى الله عليه وسلم واكمل الناس خلقا واتقاهم لله عز وجل اعلم بالله سبحانه وتعالى ومحمد صلى الله عليه وسلم فكان يصوم ويفطر ويقوم وينام ويأكل ويصوم ويفطر ويأكل وينام ويتزوج النساء صلى الله عليه وسلم وقال من رغب عن سنتي فليس مني. فالزهد في الدنيا فالزهد في الدنيا وترك الحلال والحرام ليس مقصودا شرعا. والزهد لان الزهد ينقسم من اقسام زهد محمود وزهد مذموم وزهد وزهد وزهد صحيح وزهد باطل. اما الزهد الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو ترك ما لا ينفع في الاخرة ترك ما لا ينفع في الاخرة فكل ما لا ينفعك في الاخرة فالزهد فيه مطلوب لكن لا هو افضل العبادة بل قد تأكل وتشرب وتقوم وتلبس احسن الملابس وتركب احلى احسن المراكب وافضل المراكب ومع ذلك افضل ممن ترك ذلك افضل ممن ترك ذلك زاعما ان هذا مقصودا لله عز وجل. اذا ليس المقصود ان يترك الرفيع من كل شيء. وانما المقصود هو ان يكون عمله لله وقلبه معلق بربه سبحانه وتعالى والزهد الحقيقي هو ترك ما لا ينفع في الاخرة وكما قيل ازهد في يحبك الله وازهد فيما يد الناس يحبك الناس والزهد في الدنيا هو ترك ما لا ينفع وقد جاء ذلك يعني سهم سعد الساعد وفيه ضعف. القسم ثالث من قال ان افضل عبادة ما كان انفع انفع للخلق. فكلما كان عملك متعدي ومنفعته متعدية غيرك فان هذا هو افضل نوع العبادة. وهذا القول له وجاهته وله قوته لا شك ان العمل ينقسم الى قسمين عمل متعدي وعمل لازم. ولا شك ان العمل المتعدي في الجملة افضل من اللازم افضل من اللازم وهذا في الجملة اما من جهة افراده فقد يكون بعض الاعمال اللازمة يفعلها العبد نفسه افضل متعدي في تحقيق التوحيد وعبادة الله عز وجل افضل من الصدقات والنفقات وهي وهي متعدية لان هذا لان هذا يتعلق بالتوحيد واصل الدين والاسلام وذاك يتعلق بالفظائل وايصال الخلق وايصال النفع للناس. وذكر هنا حديثا حديث احب قال قيل الله الخلق عيال الله واحب اليه انفعهم لعياله وهذا الحديث منكر. وان كان معناه صحيح لكنه منكر لان في يوسف بن عطية الست وهو ضعيف. بل هو منكر الحديث صلى الله عليه وسلم هذا الحديث لكن نقول لا شك ان منفعة الخلق وايصال الخير لهم انه مما يريده الله سبحانه وتعالى ويحبه الله سبحانه وتعالى ومن جهة الجملة افضل غيره. لكن العبادة التي هي افضل العبادة هو ان يتقلب العبد مع عبودية الله عز وجل في كل زمان ومكان. فيراعي كل زمان عبادته ولكل مكان عبادته. فهذا هو الذي عرف الله حق معرفته وقدره حق قدره. وهو الذي يحقق العبودية لله عز وجل على حسب الزمان الذي يكون فيه والمكان الذي يكون فيه. فمثلا من كان في داخل الحرم وداخل بيت الله عز وجل فافضل عبادة فافضل العبادة في حقه الطواف بالبيت لان عبادة مقتصرة على على الحرم ولا تتعداها الى غيره. فهنا الاكثار من العبادة لهذا المكان افضل من الاكثار من غيرها من قراءة قرآن وما شابه ذلك. ايضا مثل عند سماع الاذان ترديد ترديد جمل الاذان واجابة المؤذن افضل من قراءة القرآن لانها عبادة مستقلة في هذا كذلك مثلا عند وقت السغب والجوع وشدة الحاجة والطعام والشراب يكون اطعام الطعام الصدقة والنفقة في سبيل الله افضل من قيام الليل وصيام النهار والاعمال الاخرى متعدية. والاعمال الاخرى اللازمة والمتعدية. كذلك مثلا في وقت الجهاد وحاج الامة المجاهدين وما شابه ذلك يكون الجهاد هو افضل الاعمال. اذا العبرة ان يراعي العابد الزمان والمكان ويعبد الله بوظيفة كل زمان ما تناسبه فوقت الجهل افضل العبادة العلم ووقت الفقر افضل العبادة اطعام الطعام والنفقة في سبيل الله. ووقت ووقت ووقت الاسحار افضل عبادة الاستغفار ووقت آآ العشر افضل عبادة تحميد الله وسبحه والتسبيح والتهويد والتكبير وما شابه ذلك ويراعي لكل زمن عبادته المناسبة فهذا هو العابد الذي يحبه الله ويرضى عبادته وهذا هو هدي محمد صلى الله عليه وسلم فرسولنا كان يقوم وينام ويصوم ويفطر ويتزوج النساء ويجاهد ويدعو ويعلم ويطعم وينفق صلى الله عليه وسلم فقد حقق جميع صور العبودية لله صلى الله عليه وسلم ومن كان على هذا فهو على هديه صلوات الله وسلامه عليه والله اعلم واحكم