الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال المؤلف رحمه الله تعالى واعلم ان الناس في منفعة في منفعة العبادة وحكمتها ومقصودها طرق اربعة. وهم في ذلك اربعة اصناف. الصنف الاول نفاة من التعليل الذين يردون الامر الى نفس ايش الفات الحكم. الحكم والتعليل. احسن الله اليك. ففاتوا الحكم والتعليل الذين يردون الامر الى نفس المشيئة. وصرف الارادة هؤلاء عندهم القيام بها ليس الا مجرد الامر من غير ان يكون سببا لسعادة في معاش ولا معاد. ولا سببا لنجاة وانما القيام بها لمجرد الامر ومحض المشيئة كما قالوا في الخلق لم لم يخلق لغاية لم يخلق لغاية ولا لعلم ولا لعلة هي المقصودة به. ولا لحكمة تعود اليه منه وليس في المخلوقات اسباب تكون مقتضيات لمسبباتها وليس في النار سبب للاحراق ولا في الماء قوة الاغراق ولا التبريد وهكذا الامر عندهم سواء لا فرق بين الخلق والامر ولا فرق في نفس الامر بين المأمور والمحظور ولكن المشيئة اقتضت امره بهذا ونهيه عن هذا من غير ان يقوم بالمأمور صفة تقتضي حسنه ولا بالمنهي عنه صفة تقتضي قبحه ولهذا الاصل لوازم وفروع كثيرة وهؤلاء غالبهم لا يجدون حلاوة العبادة ولا لذتها ولا يتنعمون بها ولهذا يسمون الصلاة والصيام والزكاة والحج والتوحيد والاخلاص ونحو ذلك تكاليف اي كلفوا بها ولو سمى مدع ولو سمى مدعي محبة ملك من الملوك او غيره ما يأمره به تكاليفا لم يعد لم يعد لم يعد محبا له واول من صدرت عنه هذه المقالة الجعد ابن درهم. الصنف الثاني القدرية النفاة الذين يثبتون نوعا من الحكمة والتعليل. لا يقوم الرب ولا يرجع اليه بل يرجع لمحض مصلحة المخلوق ومنفعته. فعنده ان العبادات شرعت اثمانا لما يناله العباد من الثواب والنعيم. وانها بمنزلة استيفاء الاجيري اجره. قالوا وها ولهذا ولهذا يجعلها سبحانه عوضا كقوله ونودوا ان تلكم الجنة ان تلكم الجنة. ونودوا ان تلكم ان تلكم الجنة. ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون وقوله تعالى هل تجزون الا ما كنتم تعملون. وقوله ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. وقوله انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وفي الصحيح انما هي اعمالكم احصيها عليكم ثم اوفيكم اياها. قالوا وقد سماها جزاء واجرا وثوابا لانه شيء يثوب الى العامل من عمله ان يرجعوا اليه قالوا ويدل عليه الموازنة فلولا تعلق الثواب ثواب الاعمال عوضا عليها لم يكن للموازنة معنى. للموازنة معنى. وهاتان الطائفتان متقابلتان فالجبرية لم تجعل للاعمال ارتباطا بالجزاء البتة وجوزت ان يعذب الله من وجوزت ان يعذب الله من افنى عمره في الطاعة. وينعم من افنى عمره في مخالفته. وكلاهما سواء اليه والكل راجع الى محض المشيئة والقدرية اوجبت عليه سبحانه رعاية المصالح. وجعلت ذلك كله بمحض الاعمال. وان وصول الثواب الى العبد بدون عمله فيه تنقيص باحتمال منة الصدقة عليه بلا ثمن. فجعلوا تفضله تفضله سبحانه على عبده بمنزلة صدقة العبد على العبد. وان اعطاء ما يعطيه واجرة على عملها احب الى العبد من ان يعطيه فظلا منه بلا عمل. ولم يجعلوا الاعمال تأثيرا في الجزاء البتة. والطائفتان منحرفتان عن الصراط المستقيم وهو ان الاعمال اسباب موصلة الى الثواب. والاعمال الصالحات من توفيق الله تعالى وفضله. وليست قدرا لجزائه وثوابه بل غايتها اذا وقع على اكمل الوجوه ان تكون شكرا على احد الاجزاء القليلة من نعمه سبحانه فلو عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم لك انت رحمته لهم خيرا من اعمالهم. وتأمل قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. مع قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احدكم احد منكم الجنة بعمله تجد الاية تدل على ان ان الجنان بالاعمال ان الجنان بالاعمال والحديث ينفي دخول الجنة بالاعمال ولا تنافي بينهما لان توارد النفي والثبات ليس على محل واحد. سبحان الله. نعم. فالمنفي فالمنفي باء الثمنية واستحقاق الجنة بمجرد الاعمال ردا على القدرية المجوسية التي زعمت ان التفضل بالثواب ابتداء متضمن وتقدير المنة متضمن لتقدير المنة والباء المثبتة التي ورد في القرآن هي باء السببية ردا على القدرية الجبرية الذين يقولون لا ارتباط بين الاعمال وجزائها ولا هي اسباب لها وانما غاية ان تكون امارة والسنة النبوية هي ان عموم مشيئة الله وقدرته لا تنافي ربط الاسباب والمسببات وارتباطها بها. وكل طائفة من اهل الباطل تركت نوعا من الحق فانها ارتكبت لاجله نوعا من الباطل بل انواعا فهدى الله اهل السنة لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. الصنف الثالث الذين زعموا ان فائدة العبادة رياضة النفوس واستعداد لفيض العلوم والمعارف عليها وخروج قواها من قوى النفس السبعية والبهيمية. فلو عطلت العبادة لا التحقت بنفوس السباع والبهائم. فالعبادة تخرجها الى مشابهة تخرجها الى مشابهة العقول فتصير قابلة لانتقاش صور المعارف فيها. وهذا يقوله طائفتان احدهما من من يقرب الى الاسلام والشرائع من فلان من يقرب الى الاسلام والشرائع من الفلاسفة القائلين بقدم العالم وعدم الفاعل المختار والطائفة الثانية من تفلسف من صوفية الاسلام ويقرب الى الفلاسفة ويقرب الى الفلاسفة فانهم يزعمون ان العبادات رياضات لاستعداد النفوس للمعارف العقلية ومخالفة العوائد ثم من هؤلاء من لا يوجب العبادة الا بهذا المعنى فاذا حصلها ذلك بقي متحيرا في حفظ اوراده والاشتغال بالوارد عنها. ومنها من يوجب القيام بالاوراد وعدم وعدم الاخلال بها وهم صنفان ايضا. احدهما من يقول بوجوبها حفظا للقانون وضبطا للناموس. والاخرون يوجبونها حفظا للوراء اتفضل الوارد وخوفا من تدرج النفس للاوراد يلعن الواد. الاخر والاخرون يوجبونها حفظا للوالد. وخوفا من تدرج بمفارقتها الى حالته الاولى من البهيمية. فهذه نهاية اقدامهم في في حكمة العبادة وما شرعت لاجله. ولا تكاد تجد في كتب المتكلمين على طريق غير طريق على غير طريق من هذه الطرق الثلاثة ومجموعها والصنف الرابع هم القائلون بالجمع بين الخرق والامر والقدر والسبب. فعندهم ان سر العبادة وغايتها مبني على معرفة حقيقة الالهية ومعنى كونه سبحانه اله وان عبادة موجب الالهية واثرها ومقتضاها وارتباطها كارتباط كارتباط متعلق الصفات بالصفات وكارتباط المعلومة بالعلم والمقدور بالقدرة والاصوات بالسمع والاحسان بالرحمة والعطاء بالجود عندهم من قام بمعرفته على النحو الذي فسرناه به لغة وشرعا مصدر وموردا استقام له معرفة حكمة العبادات وغايتها وعلم انها هي الغاية التي خلقت لها العباد ولها ارسلت الرسل وانزلت الكتب وخلقت الجنة والنار. وقد صرح سبحانه بذلك في قوله وما خلقت والجن والانس الا ليعبدون. فالعبادة هي فالعبادة هي التي ولدت لاجلها الخلائق كلها. الخلائق كلها كما قال تعالى يحسب الانسان ان يترك سدى اي مهملة. قال الشافعي رحمه الله تعالى لا يؤمن لا يؤمر ولا ينهى ولا قال غيره لا يثاب ولا يعاقب وهما تفسيران صحيح ان الثواب والعقاب مترتب على الامر والنهي والامر والنهي هو طلب العبادة وارادتها وحقيقة العبادة امتثالهما ولهذا قال تعالى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا. وقال تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق وحقيقة العبادة امتثالهما ولهذا قال تعالى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا. وقال تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما ما بينهما الا بالحق وخلق الله السماوات والارض بالحق وتجزى كل نفس بما كسبت فاخبر الله تعالى انه خلق السماوات والارض بالحق المتضمن امره ونهيه وثوابه وعقابه فاذا كانت السماوات والارض انما خلقت لهذا وهو غاية الخلق فكيف يقال انه لا غاية له ولا حكمة مقصودة؟ او ان ذلك لمجرد استئجار العمال حتى لا يتكدر عليهم الثواب بالمنة او لمجرد استعداد النفوس للمعارف العقلية او ارتياظا لمخالفة العوائد. واذا تأمل اللبيب وبين هذه الاقوال وبين ما دل عليه صريح الوحي علم ان الله تعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لكمال محبته مع الخظوع له والانقياد لامره. فاصل العبادة محبة الله بل افراده تعالى بالمحبة فلا يحب معه سواه وانما يحب ما يحبه لاجله وفيه. كما يحب انبيائه ورسله وملائكته. لان محبته من تمام محبته وليست كمحبة من اتخذ من دونه اندادا يحبهم كحبه واذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها فهي انما تتحقق باتباع امره واجتناب نهيه فعند اتباع الامر والنهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة ولهذا جعل سبحانه اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم علما عليها وشاهدا لها على من احصل عليه. هم. على من عليها وشاهدا لها كما قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل اتباع رسوله مشروطا بمحبتهم لله تعالى وشرطا لمحبة الله لهم. ووجود مشروط بدون تحقق شرطه ممتنع. فعلم انتفاء المحبة عند اكتفاء المتابعة للرسول ولا يكفي ذلك حتى يكون الله ورسوله احب اليهما مما سواهما. ومتى كان عنده شيء احب اليه منهما فهو الاشراك الذي لا يغفره قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاده في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين. الفاسقين وكل من قدم قول غير الله على قول الله او حكم به او حاكم اليه فليس ممن احبه لكن قد يشتبه الامر على من يقدم يقدم قول احد او حكمه او طاعته على قوله ظن ظنا منه انه لا يأمر ولا يحكم ولا يقول الا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فيطيعه ويحاكم اليه ويتلقى اقواله كذلك فهذا معذور اذا لم يقدر على غير ذلك واما اذا قدر على الوصول الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف ان غير من اتبعه اولى به مطلقا او في بعض الامور كمسألة معينة ولم يلتفت الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الى قول من هو اولى به فهذا يخاف عليه. وكل ما وكل ما يتعلل به من من عدم العلم او عدم الفهم او عدم اعطاء الة الفقه في الدين او الاحتجاج بالاشباه والنظائر او بان ذلك المتقدم كان اعلى مني بمراده صلى الله عليه وسلم فهي كلها تعللات لا تفيد هذا مع الاقرار بجواز الخطأ على غير معصوم الا ان ينازع في هذه القاعدة فتسقط مكالمته وهذا هو داخل تحت الوعيد فان استحل مع ذلك سلبة من سلب من خالفه وقرظ وقرظ وقرض عرظه ودينه بلسانه او انتقل من هذا الى عقوبته او السعي في اهله والسعي في اذاه فهو من الظلمة المعتدين ونواب المفسدين نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الفصل تكلم فيه جامعه رحمه الله تعالى عن منفعة العبادة وحكمتها وذكر ان الناس في هذا الباب على على اقسام فمنهم من لا يرى العبادة منفعة ولا حكمة وانما هو محض المشيئة من الله عز وجل وان هذه الاعمال ليست اسبابا لدخول الجنة ولا تكون ثمنا يوم القيامة لدخولها وهؤلاء هم غلاة الجهمية واتباعهم من الاشاعر وغيرهم الذين ينفون الحكمة والاسباب ويرون الاسباب والحكم لان الاسباب لا آآ لا وجود لها او ان الاسباب هذه انما وانها لا تؤثر بنفسها وبذاتها. وان المؤثر والخالق لتلك الاسباب والموجزة له. والله عز وجل وما اصاب من وجه واخطأ من وجه فلا يرون ان النار محرقة بذاتها ولا ان السيف قاطعة بذاتها. وانما الذي قطع واحرق هو الله عز وجل. ولا شك ان الله عز وجل هو الذي جعل هذا السبب سببا وجعل النار محرقة وجعل السكين قاطعة فهذا لا شك ينافي العقل فان نرى النار محرقة ولنرى ونرى السكين فينا قاطعة ونرى الطعام مشبعا والماء مرويا وهذه اسباب هو جعلها ربنا سبحانه وتعالى اما انها تنفع بذاتها دون قدرة الله وارادة الله عز وجل فهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل. فالجاهمية نفوا الحكمة ونفوا الاسباب وقالوا ان العبادة وافعال العباد من طاعات ومعاصي وذنوب انها بمحض مشيئة الله عز وجل وان العبد اصلا لا لا اختيار له ولا مشيئة له وانه مجبور على ذلك وهو بمنزلة ريتش في مهب الريح في منزلة الريح هبري في مهب الريح. فطاعاته لا تنفعه ومعصيته لا تضره فالله قد يعذب اتقى خلقه ينعم افجر خلقه بلحظ مشيئته ولا شك ان هذا قول باطل يخالف قوله تعالى ادخلوا الجنة ما كنتم تعملون الله اخبر ان عمل ان الاعمال الصالحة هي سبب دخول الجنة واخبر سبحانه وتعالى ان ان من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وقال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصون الدين. قابل هذه الطائفة طائفة اخرى جفت وغلت ايضا في جانب الاثبات. اولئك نفوا ان آآ نفذ غلوا فطغوا في جانب نفي الاسباب والحكم وهناك طائفة اخرى قالوا ان الاعمال هذه وطاعة العباد انها هي السر في دخول الجنة. وان الله عز وجل يجب عليه ان يراعي مصالح العباد. وان الله لا يعذب من اطاعه ولا ولا يدخل الجنة من عصاه وان الاعمال هي التي ادخلته الجنة لا رحمة الله عز وجل ولا شك ان هذا قول باطل فعطلوا الله عز وجل من صفة خلقه لافعال العباد وقالوا ان العبد هو الذي يخلق افعال نفسه وان الله يجب عليه وجوبا ان يؤتي العبد ثوابه ان الثواب هذا اراده الله عز وجل من باب الا الا تلحق العبد منة من الله عز وجل وان يدخل الجنة بلا عمل والعمل بمقابلة الثمن للجزاء بمقابلة الثمن للمثمن فجعلوا الاعمال ثمنا للجنة وقالوا حتى لا يلحق العبد منة في دخول الجنة الا بعمله وهذا القول ايضا باطل فهو قول المعتزلة الذين نفوا ان يكون الله عز وجل خلق افعال العباد حتى لا يقعوا في مسألة ان الله كيف يخلق افعالهم ويعذبهم عليها؟ وهذا قول باطل ويسمونه باصل العدل. وهو حقيقة اصل الظلم جور فان الله سبحانه وتعالى خلق افعال العباد وجعلهم مشيئة واختيارا. هذا هو القسم الثاني اذا جعلوا الاعمال الاعمال هي التي تدخل الجنة وان الله لا تعلق باعمال العبد وان الله لا يوفق من شاء ولا يضل من شاء ولا يهدي من شاء. فالعبد هو الذي يختار وهو الذي يشاء وهو الذي يريد. ولا تغلب مشيئة الله في اتى العبد وهذا قول باطل وضلال. الطائفة الثالثة من رأوا الاعمال الصالحة والعبادات انه من باب تربية النفوس وتزكيتها وتهذيبها اما من باب خطم النفوس عما عما يضرها ها هو عم آآ لا ينفعها والزام ما ينفعها هذا كغلاة الفلاسفة الذين قالوا ان هذه الاعمال وهذه العبادات انما من باب تربية النفوس وتهذيبه والزامها بما ينفع وترك ما يضر. واما ان يكون العمل بهذه العبادات هو من باب تهذيب النفوس واقباله على وكشف ولذة يجدها العابد دون ان ينظر الى ما وراءها من من ثواب الله عز وجل. وهذا يقع فيه ايضا غلاة الصوفية فيرون العبادة ولزوم العباد الله عز وجل انما من باب تهذيب النفوس ومن باب حفظ الوارد عليها من لذة وكشف وما شابه ذلك فهم يعملون لاجل هذا المقصد ولم يجدوا لذة كالعبادة على الوجه الحقيقي ولا على وجه الكبل الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم فهذه القسم هم طائفة الصوفية سواء من غلاة الفلاسة او من غلاة الصوفية فهم يرون العبادة من باب التهذيب والتربية فيقول ابن سينا ومن وافقه ان ان الانبياء اتوا بهذه العبادات من باب من باب ظبط الناس وتسييرهم على الوجه الذي الذي الذي في منافعهم ويدفع به مضارهم وليس هناك جنة ولا نارا وان من باب ظبط النفوس وهذا لا شك انه كفر بالله عز وجل. الطائفة الرابعة وهم القسم الرابع هم الذين عرفوا حقيقة العبودية وعرفوا ان الله سبحانه وتعالى جعل ان للعبادة حكمة وان العبادة سواء من اسباب دخول الجنة وان الله سبحانه وتعالى ذكر بقوله ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. وليس بمعنى بما كنتم تعملون انها ثمنا للجنة. انها ثمنا للجنة. فان الجنة لا يعادلها ولو بدأ العبد ما بذل فان تكون لا تكن مثمنا لذلك الثمن. وانما العمل الصالح سبب في دخول الجنة. ولذلك قال صحيح ابو هريرة في الصحيح اعلموا يقال لن يدخل احد منكم الجنة بعمله قال ولا انت يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته اي ليس الاعمال ليست الاعمال الصالحة قابلة او جزاء يقابل نعيم الجنة وانما الاعمال الصالحة منزلة بمنزلة السبب بمنزلة السبب الذي تنال به رحمة الله عز وجل هي الجنة لا لا تقابله وانما يظهر فيها محض فضل الله عز وجل ان العبد اذا عمل بهذه الاعمال الصالحة انها تكون سببا لرضى الله عز لرضا الله عز وجل عليه وسبب دخوله جنة وسبب دخوله جنة عرضها السماوات والارض اعدها الله للمتقين. هذا من باب انها سبب لدخول الجنة. ايضا ان الاعمال الصالحة لذة ولها ولها انشراح في الصدور وقرة عين في القوة وقرة عين ايضا في القلوب. وجاء في الصحيح ان الملائكة قال ثلاث من كن في وجنبهن حلاوة الايمان ان الله ورسوله احب اليهم ما سواهما. اذا هذه الاعمال الصالحة للعبادات لها حكمة ولها منفعة العبد فمنفعتها في الدنيا ان يكون صاحبها من اشرح الناس صدرا وبه من الطمأنينة الانشراح ما ليس عند غيري كما قال تعالى بيد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. وان يظله يجعل صدره ظيقا حرجا. فاذا اراد الانسان الانشراح في الدنيا والطمأنينة وان انه حياة طيبة سعيدة فليلزم عتبة العبودية وكلما ازداد العبد عبود الله عز وجل كلما ازداد سعادة هذه احد ثمرات ومن العبادة للعبد في الدنيا. اما في الاخرة بمجرد خروج من الدنيا فان روحه تقول عجلوا بي عجلوا بي. ما ترى ما اعد الله لها من النعيم. واذا وضع في قبره كان قبره روضة من رياض الجنة واذا اقام بيد الله عز وجل كانت عرصات القيامة عليه لا يلحقها فيه لا يلحقه فيها هم ولا غم ولا يمس فيها نصب ولا الم ان رحمة الله سبقت له كما قال تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسهم فيما اشتهت انفسهم خالدون. هذه بعض منافع وثمرات العبادة للعبد في الدنيا والاخرة. كذلك لو لم يكن في العبادة ثمرة الا انه يأنس بربه ويقرب من الله عز وجل لكفى بهذه نعمة وكفى بهذه فظلا وشرفا للعابد. هذه اربعة اقسام ذكرها. اذا العبودية العبودية نعمة وتشريف وتفضل من الله عز وجل يوفق الله لها من شاء من عباده ويهدي من شاء اليها ويحرم من شاء من عباده عدلا منه لا عدلا لا ظلم سبحانه وتعالى والله اعلم حيث يجعل رسالته والله اعلم من من يطيعه ممن ممن يعصيه والله اعلم بمن هو اهل ان يوفق لطاعته ومن هو اهل ان يحرم من طاعته. فالله سبحانه وتعالى هو الذي يحبب الايمان للقلوب ويزينه وهو الذي يكره الكفر الفسوق لاهله وخاصته سبحانه وتعالى. هذه اربعة اقسام. نعم قال رحمه الله اعلم ان للعبادة اربع للعبادة اربع قواعد وهي التحقق بما يحب الله ورسوله ويرضاه وقيام ذلك بالقلب واللسان والجوارح. فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الاربع فاصحاب حقا هم اصحابها فقول القلب هو اعتقاد ما اخبر الله عن نفسه واخبر رسوله عن ربه من اسمائه وصفاته وافعاله وملائكته ولقائه وما اشبه ذلك وقول اللسان الاخبار عنه بذلك والدعاء اليه والذب عنه وتبيون وتبيين بطلان البدع المخالفة المخالفة له والقيام بذكره تعالى وتبليغ امره. وعمل القلب كالمحبة له والتوكل عليه والانابة والخوف الرجاء والاخلاص والصبر على عوامره ونواهيه واقداره والرضا به وله وله وعنه. والموالاة فيه والمعاداة فيه والاخبات اليه والطمأنينة به ونحن ونحو ذلك من اعمال القلوب التي فرضها فرظها اكد من فرض اعمال الجوارح ومستحبها احب الى الله تعالى من مستحب اعمال الجوارح واما اعمال الجوارح كالصلاة والجهاد ونقل الاقدام الى الجمعة والجماعات ومساعدة العاجز والاحسان للخلق ونحو ذلك. فقول العبد في الصلاة اياك نعبد التزام احكام هذه الاربع افتقار بها وقوله واياك نستعين طلب الاعانة عليها والتوفيق لها. وقوله اهدنا الصراط المستقيم. متضمن للامرين على التفصيل والهام القيام بها وسلوك طريق السالكين الى الله تعالى. والله الموفق بمنه وكرمه والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده واله واله وصحبه ووارثيه وحزبه. تم الكتاب بعون الله الملك الوهاب. نعم ختم الجامع رحمه الله تعالى كتابه هذا بقواعد مهمة تبين ان العبد لا ينفك عن عبادة ربه عز وجل وان العبودية لا تقتصر على جزء من حياة العبد بل ان العبد حياته كلها بل ان العبد اه حياته كلها لله عز وجل كما قال تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. وان العبودية لا تقتصر على القلوب فحسب او على الجوارح حسبه على اللسان فحسب بل العبادة تدور على على القلب واللسان والجوارح. وان كل عضو من اعضاء هذا الجسد متعلق به بعباد الله عز وجل فالقلب اعظمها واوسعها. والذي يتعلق به الايرادات والنيات والمقاصد. وهذه العبودية هي اشرف عبودية اشرف عبودية يتعبدوا التي يتعبد بها العبد لربه سبحانه وتعالى. فمجامع فمجمع التوحيد ومجمع الاعمال الصالحة مرد فمجامع التوحيد والاعمال الصالحة مردها الى القلب توحيد والاقرار بان الله هو الواحد الاحد الخالق الرازق. مرد ذلك الى القلب كذلك التوكل والتفويض والاعتماد على الله عز وجل. مرد ذلك الى القلب فالقلب يتعلق به ما هو اصل التوحيد ويتعلق به الواجب ويتعلق به المحرم ويتعلق به المكروه يتعلق به المباح. فهذا القلب يثاب العبد على ما طرأ عليه من اعمال ومن اقوال فالقلب له قول وله عمل. فقوله محبته وخشوعه وخشيته واخلاصه واخباته واجلاله لله عز وجل وما شابه ذلك وقوله اعتقاده بان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر انه المعبود وحده وانه المميت وان له اسماء وصفات يعتقدها العبد بقلبه فهذا قوله. كذلك يتعلق تتعلق العبادة بعمل الجوارح. فالجوارح مرتبطة بالقلب ولازم القلب ان تتحرك الجوارح في طاعة الله عز وجل. فالجوارح تشمل القلب بالجوارح تشمل اللسان والاعضاء فمن ذلك الاعمال والافعال فلا يتم ايمان العبد ولا يصح ايمانه الا بعمل يتبع اعتقاده فلو قال انا مؤمن فلو قال انا مؤمن ومصدق ومقر بالله عز وجل ربا والها ثم لم يتبع ذلك بالاعمال الصالحة من قول اللسان وشهادته بالشهادتين ونطقه بها واتباعه بالجوارح بالسجود والخضوع لله عز وجل فان دعواه واقراره وتصديقه كله لا ينفع عندي يوم القيامة وهذا باجماع المسلمين ان من قال ان العمل ليس من الايمان انه كافر بالله عز وجل. فلا بد لهذا اليقين والاقرار ان يتبعه عمل من قول اللسان وعمل الجوارح وهذا هو مذهب اهل السنة ان الايمان يقوم على ثلاث قواعد على القلب واللسان والجوارح وان كلا منها يشترط للاخر وانهما متلازم فعملوا الجوارح ملتزمة على الباطن وعمل الباطن ملتزم ملزم للعمل الظاهر وبينهما تلازم وترابط لا يتم الا بهذا الا من عجز اه عن عن عمل الجوارح لعجزه فانه يبقى اقراره وتصديقه بقلبه فمتى ما قدر على تحريك لسانه وعلى تحريك جوارحه فانه لا يتم ايمانه الا باتباعه الا باتباع الايمان والاقرار بذلك العمل هذا ما يتعلق بمسألة اه قواعد القلوب. ايضا العبادة لها اركان وذكر اعظمها واهمها هو ركن المحبة. ولا شك ان محبة الله عز وجل هي الحادي الذي يحدو بالعبد الى ربه سبحانه وتعالى. وكلما امتلأ القلب محبة لله عز وجل كلما سارع في مرضاته وسارع فيما يحبه الله عز وجل وكلما ظعفت المحبة كلما حصل التقصير والتفريط في طاعة الله عز وجل. ولذلك العبودية تقوم على المحبة والرجاء والخوف والمحبة تتعلق بالقلب وتتعلق ايضا تتعلق بالقلب وكذلك الخوف والرجاء وثمراتها تظهر على الجوارح واللسان فمن احب الله بقلبه ظهر ذلك على لسانه بكثرة ذكر الله عز وجل. ومن احب الله بقلبه ظهرت اثاره على جوارحه بكثرة طاعة الله عز وجل. وكذلك الخوف والرجاء بل قال بعضهم ان الاله هو ان معنى الاله هو المحبوب ولا شك ان هذا احد معاني الالهية والا المعنى الذي يرتضى هو ان الاله بمعنى الهيأله فهو مهلوه اي معبود من التأله والتعبد والعبادة لا تسمى عبادة للقاء الا اذا قامت على الحب والخضوع وادل كما قال القائل وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان. اذا هذي الخاتمة تدل على ان العبد يتقلب في عبودية الله عز وجل في بجميع جوارحه من قلب ولسان وان العبودية لا تكم لا تتم ولا تكمل الا اذا حققها على الوجه الذي يرضي الله عز وجل. فنسأل الله ان يجعلنا من عباد هذه الصادقين الصالحين وان يميتنا على الايمان والاسلام وان يبعثنا عليه وان يتجاوز عن تقصيرنا وسيئاتنا وخطيئاتنا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد