الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال المؤلف رحمه الله تعالى واما الشرك في الارادات والنيات فذلك البحر الذي لا ساحل له وقل من ينجو منه. فمن نوى بعمله غير وجه الله تعالى فلم يقم بحقيقة قوله اياك نعبد فانا اياك نعبد هي الحنيفية ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم. ولا يقبل من احد غيرها. وهي حقيقة تم ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فاستمسك بهذا الاصل ورد ما اخرجه المبتدعة والمشركون اليه تحقق معنى الكلمة الالهية فان قيل المشرك انما قصد تعظيم جناب الله تعالى وانه لعظمته لا ينبغي الدخول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد آآ ذكر آآ من ذكر اعظم انواع الشرك هو شرك النية والارادة والقصد وهذا الشرك يتعلق بالقلوب ولا شك ان مرد الاعمال الى القلب ولا يميز بين العبادات والعادات ولا بين العبادات بعضها من بعض وما كان خالصا لله عز وجل ما كان لغيره الا النية فالعبد اذا نوى بنيته غير الله عز وجل فهو يدور بين الشرك الاكبر والاصغر ويكون شركا اكبر اذا نوى بالعبادة التقرب بها لغير الله عز وجل كالذبح لغير الله والنذر لغير الله والصلاة لغير الله والصيام لغير الله واي عبادة يتقربها بنية التقرب لغير الله يكون فاعلها واقعا في الشرك الاكبر واقع في الشرك الاكبر المخ من ذات الاسلام ويدخل في هذا المعنى ايضا الشرك الاصغر وهو بنوعيه الرياء والسمعة فان العبد قد يتقرب الى الله في اعمال باعمال كثيرة ولكنه قد يرائي ببعض اعماله وقد يسمع ببعض اعماله يمدح ويثنى عليه وقد جاء في حديث وقال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر قال وما هو يا رسول الله قال الرياء الرياء يقع فيه كثير من الناس طلبا للمدح والثناء وهذا النوع ليس شركا اكبر وانما هو من الشرك الاصغر الذي لا يخرج صاحب من دائرة الاسلام. اما اذا كان عمله كله رياء وما يتعلق بدينه كله للرياء فهذا كافر وهو منافق النفاق الاكبر. اذا هذه المسألة الاولى مسألة الشرك في النيات والايرادات والقصر القسم الى قسمين شرك الاكبر شرك اصغر. نعم. قال رحمه الله فان قيل المشرك انما قصد تعظيم جناب الله تعالى وانه لا ينبغي الدخول عليه الا بالوسائط والشفعاء كحال الملوك. فالمشرك لم يقصد الاستهانة بجانب الربوبية. وانما قصد تعظيمه قال اياك نعبد وانما اعبد هذه الوسائط لتقربني اليه وتدخل بي علي فهو الغاية وهذه وسائل فلما كان هذا القدر موجبا لسخط الله تعالى وغضبه ومخلدا في النار وموجبا لسفك دماء اصحابه والسباحة حريمهم واموالهم وهل يجوز في العقل ان يشرع الله تعالى لعباده التقرب اليه بالشفعاء والوسائط فيكون تحريم هذا انما استفيد بالشرع فقط؟ ام ذلك قبيح في الشرع والعقل يمتنع ان تأتي به شريعة من الشرائع. وما السر في كونه لا لا يغفر من بين سائر الذنوب كما قال تعالى. ان الله لا يغفر ان يشرك به يغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما قلنا الشرك شركان شرك متعلق بذات هو ذكر الان شبهة يتطرق لها ويذكرها القبوريون والمشركون ويقول انما انما اتخذنا الوسائط والشفعاء والوسائل من باب تعظيم الله عز وجل فنحن احقر واظعف من ان نخاطب الله مباشرة او نسأله مباشرة فنجعل بيننا وبين وسائط ندعوهم ونرجوهم كي يقربوننا الى الله عز وجل كما قال الله تعالى عن اهل الكفر والشرك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ما نعبدهم الا الا ليقربونا الى الله زلفى فهم تعاظموا ان يباشروا الله بالسؤال وهذا من باب تعظيم الله زعموا انهم عظموا الله فكانوا يجعلون بينه وبينهم وسائط واتخاذ الوسائط وجعلوا لله وساط هذا فيه تنقص الا من جهات كثيرة تنقص لله من جهة علمه فالذي يتخذ وساطة مع الله عز وجل وسيطا مع الله سبحانه وتعالى فانه يقدح في ذات الرب سبحانه من جهة علمه فان الانسان الملك اذا اتخذ حجابا او اتخذ وزراء واتخذ بوابين فانه يريد بذلك ان يبلغوه حاجة الناس جهله وعدم علمه لحاجتهم فيتخذ هؤلاء الحجاج كي يبلغوا حوائج الناس له والله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. اذا هذه هذه الدعوة انهم يزعمون انهم يعظمون الله نقول كذبتم بل هذا تنقص لله عز وجل وسبب هذا التنقص ان شبه الخالق المخلوق. فكما ان ملوك الارض لا يستطيعون ان يدركوا حوائج الخلق ولا يستطيعوا ان يعلموا حوائج الخلق ويحتاجون من يعلمهم ومن بلغهم ومن يعينهم اتخذ هؤلاء الجهلة وسائط يدعونهم ويرجونهم مع الله عز وجل لكي يقربوه الى الله لكي يبلغوا دعاءهم لله عز وجل لا لكن هذا اعظم التنقص لله سبحانه وتعالى. اذا هذي العلة القادح الاول ان في تنقص لعلم الله عز وجل. الامر الثاني ان فيه وصف لله بالعجز فان الذي يتخذ الوصلات كانه يقول ان الله عاجز ان يقضي حاجته مباشرة وان يقضي ويستجيب الدعاء ويسمعه مباشرة حتى اجعل له من يبلغه ذلك الدعاء. ومن يعين على رفع ذلك الدعاء او رفع تلك الحاجة. وهذا لا شك انه تنقص لمقام الرب من جهة قدرته وكمالها فهذا ايضا قادح اخر في هذه في هذا التشبيه الخبيث لله عز وجل. الامر الثالث ايضا ان فيه وصف الله سبحانه وتعالى بالظعف وعدم القوة فالملوك والوزراء فالملوك والعظماء اذا اتخذوا وزراء وحجاب وجعلوهم على ابواب على ابواب يرفع حوائج الناس لهم ذلك يضاعف وعدم قوتهم فهم بحاجة لهؤلاء الحجاب والوزراء حتى يرفعوا لهم حوائج الناس. والله سبحانه وتعالى هو الغني عن خلقه وكل الخلق له فقراء وكل الخلق له فقراء فهذه الوسائط التي يزعمها هؤلاء القبوريون هي في الحقيقة قدح في مقام الرب سبحانه وتعالى وتنقصا له تشبيه الله بالخائن مخلوق وتشبيه الله بالمخلوق هو الذي حمل هؤلاء الى ان جعلوا هذه الوساطة يدعونها ويرجونها من دون الله عز وجل. فالله سبحانه وتعالى يسمع كل شيء ويعلم كل شيء ويرى كل شيء وكما قال ربنا وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستغفرون سيدخلون جهنم الاخرين وجاء في صحيح مسلم في الصحيحين عن ابي موسى عندما رفعوا اصواتهم بالدعاء قالوا اربعوا على انفسكم انهم لا تدعون اصم ولا غائبا اقرب الى احدكم من عنق راحلته فالله اقرب الينا من حبل الوريد واقرب الينا من كل شيء قال تعالى يسمعنا ويعلم احوالنا سبحانه وتعالى. آآ هناك وسائط مشروعة عند اهل السنة اهل الاسلام وهي الوسائط التي لا نستطيع ان نصل الى الله عز وجل الا بها وهي وساطة الرسل وذلك بطريق الدعوة بطريق اتباعهم وسلوك منهجهم وطريقتهم في الوصول الى الله عز وجل والله انزل لنا انزل علي كتبه وارسل الرسل حتى نعبد الله بما جاء به هؤلاء لا انهم يرفعون الدعاء او انهم او ان ندعوهم ونسألهم حي كي يقربون الى الله عز وجل. هذه الوساط هي التي جاءت في الشريعة اما غيرها فهي وسائط باطلة آآ شركية نسأل الله العافية والسلامة اه ذكر هنا ايضا مسألة اخرى مسألة انواع الشرك ان الشرك شركان وهذا ما يذكره نعم قلنا الشرك شركان ذكر هنا قباحة الشرك وان الشرك آآ قبح بامور كثيرة. فلا يعقل ان ان الله ان الله فلا يعقل ان هؤلاء يعظمون الله ويجلونه ثم ثم ربنا سبحانه وتعالى يعاقبه هذا العقاب الشديد ولا يغفر حسنا ولا يغفر هذا الذنب العظيم الا لقبيحه قباحة فعله فان الشرك قبيح من جهة النقل وقبيح من جهة العقل وقد شبه في حديث الحارث الاشعر وسلم المشرك برجل له اجراء يعملون عنده فكان فكانوا يعملون عنده ويعطون اجرتهم ويعملون لغيره او يعملون عنده يعطون اجرته لغيره. ولا شك انه لا يرظى الانسان يكون حاله كحال هؤلاء. فاذا كان لك عبد يعمل لك ويعطي اجرته لغيرك كذلك كذلك العبد الذي يشرك مع الله غيره سبحانه وتعالى. فالله شبه المشرك بالعبد الذي يعمل عند سيده ثم يعطي اجرته ويعطي ما له لغير سيده. هذا لا شك انه صرف للحق عن اصحابه. وكذلك العبد الذي يشرك الله قد صرف الحق عن الله وصرفه لغير الله سبحانه وتعالى وهذا من اعظم الباطل. فالله اخبر ان الشرك لا يغفر في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. واخبر سبحانه وتعالى ان المشرك خالد مخلل النار في قول ان من يشرك بالله فقد حرم الله الجنة ومأواه النار واخبر الله عز وجل ان المشرك يحبط جميع عمله كما قال تعالى لئن اشركت ليحبطن عملك لتكونن من الخاسر وهذا الوعيد الشديد في الشرك لعظيمه ولعظيم قبحه من جهة النقل ومن جهة العقل. فالنقل قبح هذا العمل الخبيث والعقل كذلك يقبحه لان انه صرف الحق لغير مستحقه وهذا من اعظم الظلمة قال تعالى ان الشرك لظلم ان الشرك لظلم عظيم. نعم قال رحمه الله قلنا الشرك شركان شرك متعلق بذات المعبود واسمائه وصفاته وافعاله وشرك في عبادته ومعاملته وان كان صاحبه يعتقد انه سبحانه لا شريك له في ذاته ولا في صفاته. فاما الشرك الثاني فهو الذي فرغنا من الكلام فيه واشرنا اليه الان. وسنشبع الكلام فيه ان شاء الله تعالى. واما الشرك كل اول فهو نوعان احدهما شرك التعطيل وهو اقبح انواع الشرك كشرك فرعون في قوله وما رب العالمين. وقال لهامان ابني لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا والشرك والتعطيل متلازمان فكل مشرك معطل وكل وكل معطل مشرك لكن الشرك لا يستلزم اصل التعطيل بل قد يكون المشرك مقرا بالخالق سبحانه وصفاته ولكنه معطل حق التوحيد واصل الشرك وقاعدته التي يرجع اليها هو التعطيل وهو ثلاثة اقسام طيب نقف علشان شركة التعطيل قال هنا واصل الشرك شركان شرك التعطيل وهو اقبح انواع الشرك كشرك فرعون والنوع الثاني واد فاهم ذكر هنا الان عندما ذكر ان الشرك شركان شرك يتعلق بذات الخالق وبذات الصانع اننا لا نسمي الله عز وجل مع انه جاء ان الله صانع كل صانع وصنعته. فالشرك يتعلق بذات الخالق وقسى وذكر انه ذكر انه نوعان شرك التعطيل وشرك التمثيل فشرك التعطيل هو ان يعطل الله من اسمائه ومن صفاته ومما يستحقه من العبادة سبحانه وتعالى. وذلك ان المعطل اشرك اشرك في هذا في اشرك مع الله عز وجل في اثبات صفة لغير الله عز وجل او تشبيه الخالق بالمخلوق من جهة ان انه عطل الله عن جميع صفاته فشبهه بالعدم فجعل العدم متارك لله عز وجل في هذا التعطيل جعل الله عز وجل جعل جعل العدم فالذي يعطر من جميع صفاته كما حال الجهمية في الحقيقة ومشرك شرك التعطيل لانه شرك الله مع العدم في هذا الوصف وقال وكذلك من عطر الله من بعظ صفاته او بعظ اسمائه نقول ايظا اشركت اشركت من هذا الجانك عطلت شبهت الله عز وجل بمن اه بمن عطلت عنه بمن آآ بالعدم الذي هو خلو من هذه الصفات. اما شرك التمثيل فهو ان يمثل المخلوق بالخالق فيجعل صفات الخالق كصفات المخلوق فيجعل له يدا كيد المخلوق او سمع كسمع المخلوق فهذا ايضا نوع شرك لانه شبه المخلوق للخالق وهذا هو شركة تعطيل نقف عليه والله اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد