الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى واما حديث زيد ابن ارقم فقال مسلم ابن الحجاج رحمه الله حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة واسحاق ابن ابراهيم ومحمد ابن نمير واللفظ لابن نمير قال اسحاق اخبرنا وقال الاخران حدثنا ابو معاوية عن عاصم ابن عبد الله ابن الحارث وعن ابي عثمان النهدي عن زيد ابن ارقم رضي الله عنه قال لا اقول لكم الا لا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان يقول اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر. اللهم اتي نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع. ومن دعوة لا يستجاب لها. رواه النسائي لعلها والله اعلم ورواه النسائي لعلها ان الحديث اخبر انه في مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا حديث زيد ابن ارقم رضي الله عنه في جملة ما ساق المصنف رحمه الله تعالى من احاديث في اثبات عذاب القبر وفي هذا الحديث تعود النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر والتعوذ من عذاب القبر ثابت في احاديث كثيرة عن نبينا عليه الصلاة والسلام مر علينا في هذا الكتاب كثير منها وهذا الحديث الذي اورده المصنف رحمه الله يعد من جوامع الادعية الماثورة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وتأمل قبل الدخول في مضامين هذا الحديث قول راويه الصحابي الجليل زيد بن ارقم رضي الله عنه لا اقول لكم الا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لتدرك من خلال هذه الكلمة العظيمة عناية الصحابة رضي الله عنهم الشديدة بالدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام وحفظهم له بالفاظه كما كان يقوله عليه الصلاة والسلام ولهذا قال رضي الله عنه ولعله قال ذلك في مقام طلب تعليم دعاء نافع او دعاء جامع فقال رضي الله عنه لا اقول لكم الا كما كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد رضي الله عنه وغيره من الصحابة كانوا على قدرة على انشاء ادعية جميلة وجامعة وحسنة لكن اهتمامهم عنايتهم وهمتهم متجهة الى المأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام وذلك ان ادعية النبي عليه الصلاة والسلام والمأثورة عنه جمعت بين امرين عظيمين الاول انها ادعية معصومة ليس فيها خطأ ولا زلل والامر الثاني انها ادعية جوامع اتت على المطالب العالية والمقاصد الجليلة وخير الدنيا والاخرة ولهذا ينبغي على كل مسلم ان يكون على عناية بدعوات النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة المأثورة عن يحفظها او يحفظ ما تيسر منها ويعتني بدعاء الله سبحانه وتعالى بها لانها جمعت خير الدنيا والاخرة قال كان يقول اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل وكثيرا ما يأتي الجمع في التعوذ بينهما العجز والكسل لانهما يتعلقان حال او امر مخصوص وهو عدم نهوض همة المرء للقيام بالعمل للقيام بالعمل والاتيان بالمصالح مصالح العبد وعدم القيام بالعمل والاتجاه للمصالح النافعة للعبد يرجع الى احد امرين اما عدم القدرة وهو العجز اما عدم القدرة وهو العجز واما خور الهمة والارادة وهو الكسل وكثير من مصالح العبد الدينية والدنيوية تتعطل بسبب احد هذين الامرين اما عجزه او عدم قدرته وكما ذكر العلماء رحمهم الله قد تتولد احيانا قد قد يتولد احيانا عدم القدرة الذي هو العجز من الكسل لا يزال العبد فاترا دنيئ الهمة ضعيف الارادة حتى يصبح عاجزا ولهذا ينبغي على العبد دوما ان يتعوذ بالله من العجز ومن الكسل لان كما ذكرت كثير من المصالح الدينية والدنيوية تتعطل لعجز العبد اي عدم قدرته او لكسله بفتور همته وظعف ارادته فكان جديرا المسلم ان يكون كثير التعوذ من هذين الامرين العجز والكسل العجز والكسل ويتأكد التعوذ من منهما عندما يرى في نفسه اتصافا بواحد من هذين الوصفين فيتعوذ بالله يطلب من الله ان يعيذه من هذا العجز الذي يعطله عن مصالحه اعماله وطاعاته لله سبحانه وتعالى. كم من الخير تعطل ولم يقم العبد بفعله لعجزه او لكسله نعوذ بالله من العجز ومن الكسل قال والجبن والبخل وهذا تعوذ من هذين الامرين وايظا كثيرا ما يأتي التعوذ منهما مقترنين في في ادعية عديدة مأثورة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وهما ايضا يتعلقان بجانب معين يتعلقان بجانب معين وهو جانب الاحسان الى الاخرين جانب الاحسان الى الاخرين والاحسان الى الاخرين اما ان يكون بالبدن او يكون بالمال فاذا شح بماله ان يحسن به الى الاخرين فهذا البخل وان شح ببدنه فهذا الجبن وانشح ببدنه فهذا الجبن وهذا مما يتعوذ بالله سبحانه وتعالى من يتعوذ المرء من ان يكون بخيلا او ان يكون جبانا والجبن والبخل يعطلان في العبد الاحسان الى الناس الاحسان الى الناس الذي هو من اعظم ابواب البر ونيل رفيع الدرجات عند الله سبحانه وتعالى قال والهرم وهذا مر معنا فيما سبق نظيره ان ارد الى ارذل العمر الهرم او الرد الى ارذل العمر هذي ايظا مرحلة اذا فسح المرء في الاجل وطال به العمر قد يصل الى هذه المرحلة التي يتعوذ بالله منها التي يتعوذ بالله منها الرد الى ارذل العمر الهرم الذي يكون معه ذهاب الفكر وذهاب العقل والخرف الكلام ما لا يحسن المرء فهذا مما يتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه قال وعذاب القبر وهذا موطن الشاهد من سياق المصنف رحمه الله تعالى لهذا الحديث وكما ذكرت يأتي التعوذ من عذاب القبر في احاديث كثيرة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ثم قال اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. وهذه دعوة عظيمة جدا هذه دعوة عظيمة جدا والله سبحانه وتعالى هو الذي يلهم النفوس فجورها او تقواها والامر بيده سبحانه وتعالى بل الله يزكي من يشاء ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا فهذا التزكي للنفس الطهارة والنزاهة والتقوى هذا بيد الله سبحانه وتعالى هو الذي يزكي القلوب وهو الذي يهديها لمراشد امورها ومحاسن مصالحها. الامر بيده سبحانه وتعالى الامر بيده جل في علاه يزكي من يشاء يهدي من يشاء ويضل من يشاء. الامر امره والخلق خلقه سبحانه وتعالى ولهذا من اعظم الدعاء ان تسأل الله سبحانه وتعالى ان يزكي قلبك ان يجعله زاكيا نزيها طاهرا نقيا وهذا النقاء والزكاء هو طهارة من الشرك ومن الضلال ومن الاهواء ومن الشهوات من الشبهات كل هذا يتناوله تزكية القلب تزكية القلب ان يكون القلب نقيا طاهرا سليما من هذه الافات افات القلوب وامراضها اللهم ات نفسي تقواها اي اجعل نفسي نفسا تقية اجعل نفسي تقية وقد قال عليه الصلاة والسلام التقوى ها هنا واشار الى صدره ثلاث مرات وفي هذا الدعاء يقول ات نفسي تقواها واذا اوتيت النفس تقواها استقام العبد على الطاعة وصلحت الجوارح كلها. الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وزكها انت خير من زكاها هذا توسل الى الله عز وجل. انت خير من زكاها توسل الى الله عز وجل بانه هو الذي يزكي القلوب وان الامر بيده سبحانه وتعالى وانه لا زكاء للقلوب الا باذنه وارادته ومشيئته سبحانه وتعالى وزكها اي اجعل نفسي نفسا زكية طاهرة نقية انت وليها ومولاها هذان اسمان لله الولي والمولى هذان اسمان لله عز وجل توسل الى الله سبحانه وتعالى بهما في هذا المقام الولي المولى هذان الاسمان لله فيهما تولي الله سبحانه وتعالى لعبده حفظا وتوفيقا وتسديدا وهداية وعناية وتجنيبا المضار يتولى الله عبده الله ولي الذين امنوا نعم يخرجهم الله ولي الذين امنوا يخرجهم انظر اثار هذا التولي تولي الله سبحانه وتعالى لعبده يخرجهم من الظلمات الى النور ومن لم يكن الله سبحانه وتعالى وليه تولاه الشيطان والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار فالحاصل ان هذان اسمان لله سبحانه وتعالى الولي المولى ومن عظيم التوسل في هذا المقام طلب تزكية النفس واصلاح القلب ان تتوسل الى الله بهذين الاسمين الولي المولى اي الذي يتولى عبده حفظا وهداية وتزكية وتوفيقا وتسديدا جل في علاه ثم ذكر التعوذ من امور اربعة قال اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها وهذا ايضا من عظيم التعوذ ونافعه للعبد تعوذ بالله اولا من العلم الذي لا ينفع العلم الذي لا ينفع وهذا يتناول جانبين الاول العلم الذي هو في نفسه غير نافع بل هو ضار ومن العلوم ما هي علوم ضارة لا تنفع العباد بل تضرهم وهذا مما يتعوذ بالله منه فيتعلمون ما ينفعهم ما ما يضرهم ولا ينفعهم هذا علم ضار هناك علوم ضارة علوم ظارة لا تنفع العذب ولا تفيدوا بل تضره هذا مما يتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه والامر الاخر عدم الانتفاع بالعلم عدم الانتفاع بالعلم. اعوذ بك من علم لا ينفع اي لا ينتفع به صاحبه يعني يكون العلم في نفسه نافع لكن صاحبه لا ينتفع به صاحبه لا ينتفع به لا يستفيد منه بمعنى انه لا يعمل به فيكون علمه حجة عليه فيكون علمه حجة عليه وبعض الناس قد يكون عنده علم بعض الناس قد يكون عنده علم فينتفع الاخرين بعلمه اكثر مما هو منتفع هو بعلمه يكون عنده همة في التعليم وليس عنده همة في ماذا في العمل ولهذا يروى عن بعض السلف احد التابعين انه كان يقول في دعائه وهو دعاء عظيم يقول اللهم لا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني اللهم لا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني متى يكون غيرك اسعد بما علمك الله منك ان اصبح المرء يعلم الناس ولا يعمل فيعملونهم فيسعدون وينتفعون وهو يبقى معطلا عن النفع والفائدة فيسعد غيره بعلمه اكثر من منه به الحاصل ان آآ هذا التعوذ اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع يتناول ما كان ضارا في نفسه من العلوم ويتناول ما كان نافعا من العلوم لكن صاحبه لا ينتفع به صاحبه لا ينتفع به فهذا يتعوذ بالله منه وهذا يتعوذ بالله منه وقوله اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع يشمل هذا وهذا قال ومن قلب لا يخشع ايظا هذا مما يتعوذ بالله منه القلب خلق القلب خلق للعبودية خلق للعبودية خشوعا وذلا وانكسارا بين يدي الله سبحانه وتعالى فاذا لم يكن العبد فاذا لم يكن القلب نعم اذا لم يكن القلب عاملا بما خلق له فهذا مما يتعوذ بالله منه هذا مما يتعوذ بالله منه القلب اذا ذهب عنه الخشوع ذهب عنه حسن الانتفاع وحسن الطاعة وحسن التقرب الى الله سبحانه وتعالى في صلاته وغيرها ولهذا احد السلف لما رأى رجلا يعبث في اه في يده منشغلا في صلاته عبثا قال لو خشع قلبه لسكنت جوارحه. القلب اذا خشع صلحت الامور صلحت امور العبد واستقامت جوارحه على حسن الطاعة والتقرب لله سبحانه وتعالى ومن نفس لا تشبع اي متكالبة على الدنيا وحطامها والنفس اذا كانت بهذه الصفة لا تشبع سبحان الله يتولد عندها امراض عديدة من آآ اشنعها انها لا تبالي بالمال حرام هو امح او حلال لانها نفس آآ ليس فيها قناعة بما اتاها الله تصاب فالجشع وتصاب النهم في تحصيل المال من اي وجه كان فيدخل صاحب هذه النفس في ابواب وابواب من الاثام والمحرمات لكون نفسي بهذه الصفة لا تشبع ومما يدعى الله سبحانه وتعالى به ان يقنع العبد بما رزقه ان يؤتيه القناعة والقناعة تعد كنزا عظيما قال ومن دعوة لا يستجاب لها اي دعوة مردودة على صاحبها فهذا مما يتعوذ به يتعوذ بالله منه لان العبد لا فلاح له الا آآ توفيق الله ومعونته والتجائه الى الله سبحانه وتعالى فاذا كانت دعوته مردودة لا يفلح فلاحوا آآ توفيق الله سبحانه وتعالى له في مطالبه كلها وحاجاته جميعها ولهذا فان مما ينبغي على العبد ان يتعوذ بالله سبحانه وتعالى من ان يتعوذ من الدعاء الغير مستجاب الدعاء المردود على صاحبه وهنا انبه على امر آآ ينبه عليه اهل العلم في هذا الدعاء وغيره اذا دعوت الله سبحانه وتعالى بدعاء فابذل الاسباب المتعلقة به اذا دعوت الله بدعاء فابذل الاسباب المتعلقة به فمثلا دعوت الله عز وجل ان يعيذك من علم لا ينفع اذا جاهد نفسك على الانتفاع بالعلم الذي تعلمته اذا تعودت بالله من قلب لا يخشع خذ بالاسباب التي تفظي بك الى خشوع القلب اذا تعودت بالله من نفس لا تشبع خذ بالاسباب التي تعينك على القناعة اذا تعودت بالله من دعاء لا يستجاب له ايضا خذ باسباب اجابة الدعاء ولهذا تجد في بعض كتب اهل العلم شروط اجابة الدعاء ينظرها واحدا واحدا هذه الشروط ويتأملها واحدا واحدا ويجاهد نفسه على تطبيقها حتى يكون الدعاء مستوفيا للشروط فيستجاب باذن الله سبحانه وتعالى واذا رأى من نفسه اخلالا في اخلالا بشيء من شروط اجابة الدعاء يتجنب ذلك فاذا قال اللهم اني اعوذ بك من دعوة لا يستجاب لها يبذل السبب الذي يحصل به باذن الله سبحانه وتعالى اجابة دعائه الشاهد من هذا السياق كله قوله وعذاب القبر ففيه اثبات عذاب القبر والتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما حديث ابي بكرة رضي الله عنه فاخرجه النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في اثر الصلاة اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب في القبر كان يقول في اثر الصلاة وايضا يعبر في بعض الاحاديث دبر الصلاة ودبر اه الصلاة او اثر اه الصلاة قد يكون يراد به اخر الصلاة ما قبل السلام وقد يراد به اخر الصلاة ما بعد السلام هذا كله داخل في قول دبر الصلاة او اثر الصلاة وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قوله في هذا رحمه الله ان ما كان قيل فيه على في دبر الصلاة من قبيل الادعية فيكون قبل السلام لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ليتخير من الدعاء ما شاء يعني قبل ان يسلم فما كان من ادعية فانه يكون قبل آآ يكون قبل السلام وما كان من ذكر او اذكار فانه يكون بعد السلام نعم قال رحمه الله تعالى واما حديث عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه فقال ابو عبدالله الحكيم الترمذي في كتابه نوادر الاصول حدثنا تنى ابي قال حدثنا عبد الله بن نافع عن ابن ابي فديك عن عبدالرحمن بن عبدالله عن سعيد بن المسيب عن عبدالرحمن بن سمرة رضي عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن في مسجد المدينة فقال اني رأيت البارحة عجيبا رأيت رجلا من امتي جاء ملك الموت ليقبض روحه فجاء بره بوالديه فرد عنه ورأيت رجلا من امتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فاستنقظه من ذلك ورأيت رجلا من امتي قد قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عز وجل فخلصه من بينهم. ورأيت رجلا من امتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من ايديهم. ورأيت رجلا من امتي يلتهب عطشا كل كما ورد حوضا منع منه فجاءه صيامه فسقاه وارواه. ورأيت رجلا من امتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة. ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة. وهو متحير فيها. فجاءته حجته وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وادخلاه النور. ورأيت رجلا من امتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه جاءته صلة الرحم فقالت يا معشر المؤمنين كلموه فكلموه. ورأيت رجلا من امتي يتقي وهج النار وشرارها بيده عن وجهه فجاءته صدقته فصارت له سترا. فصارت له سترا على وجهه وظلا على رأسه ورأيت رجلا من امتي اخذته الزبانية من كل مكان فجاءه امره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذاه من ايديهم وادخلاه مع ملائكة الرحمة ورأيت رجلا من امتي جاثيا على ركبتيه بينه بينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فاخذه بيده فادخله على الله عز وجل ورأيت رجلا من امتي قد هوت صحيفته من قبل شماله فجاءه خوفه من الله تعالى فاخذ صحيفته فجعلها في يمينه رأيت رجلا من امتي قد خف ميزانه فجاءته افراطه فثقلوا ميزانه ورأيت رجلا من امتي قائما على شفير جهنم فجاءه وجله من الله فاستنقذه من ذلك ومضى. ورأيت رجلا من امتي هوى وفي النار فجاءته دموعه التي بكت من خشية الله في الدنيا فاستخرجته من النار ورأيت رجلا من امتي قائما على الصراط كما ترعد السعفة فجاء حسن ظنه بالله فسكنت فسكن رعدته ومضى فرأيت رجلا من امتي على الصراط يزحف احيانا ويحبو احيانا فجاءته صلاته فاخذته بيده فاقامته ومظى على الصراط. ورأيت رجلا من امتي انتهى الى باب الجنة فغلقت الابواب دونه. فجاءته شهادة ان لا اله الا الله ففتحت له ابواب الجنة وادخلته الجنة فرواه القرطبي رحمه الله في تذكرته وقال هذا حديث عظيم ذكر فيه اعمالا ذكر فيه اعمالا خاصة تنجي من اهوال خاصة آآ اورد رحمه الله هنا هذا الحديث آآ الطويل حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه وهو كما ذكر القرطبي رحمه الله ذكر فيه اي النبي صلى الله عليه وسلم اعمالا خاصة تنجي من اهوال خاصة اعمالا خاصة يعني مثل الصلاة او الزكاة او بر الوالدين او الامر بالمعروف تنجي من احوال خاصة ومن المعلوم عموما في اصول الشريعة آآ ادلة الكتاب والسنة ان الطاعات منجاة للعبد طاعات منجاة للعبد. من اه الشدائد والكربات احفظ الله يحفظك فطاعة الله منجاة ولهذا تقرأ في ايات كثيرة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ثم يذكر فثواب ذلك اما نجاة من عقاب او نيلا لثواب فهذا امر لا ريب فيه لكن هذه التفاصيل التي هي ذكر اعمال خاصة تنجي من اهوال خاصة جاءت في هذا الحديث وهو غير ثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم وقد قال الشيخ الالباني رحمة الله عليه اتفق الحفاظ المتقدمون ومن سار سيرهم على استنكاره وتضعيفه فهو حديث غير ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام لكن بعض العلماء بعض العلماء اه تكلموا عن اه عن جانب معين مثل ما قال اه القرطبي هنا حديث عظيم وقد يكون قد يقول بعض العلماء حديث حسن يعني بالنظر الى المعنى و آآ ما فيه من آآ اعمال خاصة تنجي من من اهوال خاصة ادلة الشريعة عموما تدل على ان الاعمال منجاة للعبد ان الاعمال منجاة للعبد من الاهوال والشدائد في القبر ويوم القيامة وفي الحشر هي منجاة للعبد لكن ما جاء في هذا الحديث ويا سبع عشرة جملة مبدوءة برأيت رأيت وهي رؤية منامية اه ورؤيا الانبياء حق لكن الاسناد غير ثابت. الاسناد غير ثابت فيكتفى بهذا الباب بما صح. وما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام في الاحاديث الصحة التي تذكر ثواب الاعمال وانها منجاة منجاة لي العبد نعم قال رحمه الله تعالى واما حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فرواه النسائي. عن عمر ابن شعيب عن ابيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم واعوذ بك من شر المسيح الدجال واعوذ بك من عذاب القبر واعوذ بك من عذاب النار نعم قال وللحكيم الترمذي عنه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه اترد لنا عقولنا يا رسول الله؟ قال نعم كهيئتكم اليوم. فقال عمر رضي الله عنه في فيه الحجر وروى البغاوي عنه رضي الله عنه موقوفا عليه اذا توفي العبد المؤمن ارسل الله عز وجل ملكين وارسل اليه بتحفة من الجنة يقال لها اخرجي يا ايتها النفس المطمئنة اخرجي الى روح وريحان ورب عنك راض فتخرج كاطيب ريح مسك وجده احد في انفه والملائكة على ارجاء السماء يقولون قد جاء من الارض روح طيبة او نسمة طيبة فلا تمر بباب الا فتح لها ولا بملك الا صلى عليها حتى يؤتى بها الرحمن عز وجل ثم يقال لميكائيل اذهب بهذه فاجعلها مع انفس المؤمنين. ثم يؤمر فيوسع عليه قبره سبعون ذراعا سبعون ذراعا عرظه وسبعون ذراعا طوله وينبذ له الريحان وان كان معه شيء من القرآن كفاه نوره. وان لم يكن جعل له نور مثل الشمس في قبره يكون مثله مثل العروس ينام فلا يوقظه الا احب اهله واذا توفي الكافر ارسل الله اليه ملكين وارسل قطعة من بجاد انتن واخشن من كل خشن. الصوف فيقال يا ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى جهنم وعذاب اليم ورب عليك غضبان. نعم هذا الحديث مر معنا نظائر له فيما تقدم الذي قبله قال وللحكيم الترمذي وهو في المسند للامام احمد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر اي الملأ اي ذكر الملكين الموكول لهما هذا الامر فقال عمر رضي الله عنه اترد لنا عقولنا يا رسول الله يعني اه اه تكون معنا عقولنا بحيث يتمكن المرء من الاجابة بما كان يعرفه بعقله وذهنه يكون حاضرا هذا الشيء الذي يا آآ يؤمن به ويعتقده عندما يكون في قبره ايكون معه عقله اذا كان معه عقله وهو مؤمن يتمكن باذن الله بتثبيت الله ان يثبت اما اذا كان ذاهب العقل فكان يسأل عن هذه القضية اترد لنا عقولنا يا رسول الله؟ قال نعم قال نعم كهيئتكم اليوم. فقال عمر في فيه الحجر او فيه الحجر وهذه تقال في مقام الدم الشيء المعنى جملة ان اذا كان العبد على ايمانه ويرد له عقله ومات على ايمانه فهو باذن الله ينجو في في هذا المقام العظيم وقد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. واما الحديث الذي بعده فمر له نظائر نعم قال رحمه الله تعالى واما حديث ابيه عمرو بن العاص فرواه مسلم في قصة وفاته مطولا. وفيه فاذا انا مت فلا اتصحبني نائحة ولا نار؟ فاذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا. ثم اقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى استأنس بكم وانظر ماذا اراجع به رسل ربي عز وجل. اعد قال رحمه الله تعالى واما حديث ابيه عمرو بن العاص فرواه مسلم في قصة وفاته مطولا. وفيه فاذا انا فلا تصحبني نائحة ولا نار فاذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا ثم اقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى استأنس بكم وانظر ماذا اراجع به رسل ربي عز وجل اورد رحمه الله هنا هذا الحديث او الخبر عن عمرو ابن العاص الصحابي الجليل رضي الله عنه في ذكر وصيته ووصيتي و من من السنة ان يوصي المرء من السنة ان يوصي والوصية مستحبة لكنها تكون واجبة اذا كان في ذمة المرء شيء للناس فهذا تكون الوصية في حقه واجبة في ذمتي لفلان كذا وفي ذمتي لفلان كذا هذا يكون واجبا عليه ان واما من حيث الجملة فهي مستحبة فاوصى رضي الله عنه بهذه الوصية قال اذا انا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار وهذا من عظيم عنايتهم بالسنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم والا يتبع الميت ببدع واشياء ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان واهل العلم يقولون يتأكد على المرء ان يوصي بذلك اذا كان في المكان الذي هو فيه مثل هذه الاعمال ويفعل مثل هذه الاعمال فيتأكد عليه ان يوصي بذلك تتأكد عليه ان يوصي اذا كان يعرف ان من عادات اهل بلده بعض البدع يفعلونها مع الموتى فيتأكد في حقه ان يوصي الا يفعل به اذا مات تلك البدع وهذه الوصية كما ان نافعة في حق هذا الميت لولده واهله فانها نافعة عموما للتثبيت على السنة التذكير بامرها العظيم والتحذير من البدع والضلالات وكم هو عظيم ان يوجد في وصية المرء تحذيرا لذويه من البدع هذا امر عظيم جدا خاصة اذا كان البدع في بلده فاسية ومنتشرة وهذا يكون له وقع باذن الله سبحانه وتعالى في اهله وذويه قال فاذا دفنتموني فشنوا علي التراب سنا يعني يكون الدفن دفنا رفيقا في اهانة التراب على الميت في في قبره ثم اقيموا حول قبر قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى استأنس بكم وانظر ماذا اراجع به رسل ربي عز وجل. المراد برسل الرب الملائكة الذين يقعدان الميت في قبره ويسألانه من ربك وما دينك ولعلنا نذكر مرة معنا في الاحاديث آآ يقول عليه الصلاة والسلام في بعضها تفرق عنه اصحابه وفي بعضها يسمع قرع نعالهم فيأتيه ملكان وهذه الاحاديث التي سبق ان مرت تدل على ان السنة والهدي المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام في مثل هذا المقام عدم الاطالة بعد الدفن عدم الاطالة طالت المكث بعد الدفن عند قبر الميت وانما يدعى له بعد الفراغ من الدفن اه استغفروا لاخيكم وسلوا الله له التثبيت فانه الان يسأل يستغفر له ويدعى ثم يتفرق وجاء في الحديث يسمع قرع نعالهم فجاء في اكثر من حديث يذكر تفرق اصحابه عنه ويذكر سماعه لقرع نعالهم ويذكر بعد ذلك بدأ اه اه اه اه الفتنة فالسنة عدم الاطالة وقول عمرو رضي الله عنه هنا اقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها كم تتوقعون تكون هذه المدة نحر الجزور وتقسيم لحمها كم تتوقعون يعني الله اعلم ما تقل عن ثلث ساعة لا تقل عن ثلث ساعة حتى تنحر وتقطع يقسم اللحن ما تقل عن ثلث ساعة ثلث ساعة او نصف ساعة ليست قليلة مدة طويلة وفي المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأتي في الاحاديث ولا ايضا في هدي اصحابه لم يأتي في الاحاديث ما يدل على الاطالة بمثل هذا الوقت قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها ولهذا قال غير واحد من مشايخنا وعلماء علمائنا الاجلاء منهم الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله قالوا هذا اجتهاد من عمرو هذا اجتهاد من عمرو آآ ابن العاص آآ رظي الله عنه وليس عليه دليل هكذا يقول الشيخ ابن باز يقول هذا اجتهاد من عمرو ابن العاص وليس عليه دليل اه اي في سنة النبي صلى الله عليه وسلم آآ المعروف في هديه وهدي اصحابه هو عدم المكث بل هناك احاديث اشرت الى بعضها تدل على هذا المعنى عدم المكث وعدم الاطالة فيقول الشيخ ابن باز رحمة الله عليه هذا من اجتهاده وليس عليه دليل وليس عليه دليل نعم قال رحمه الله تعالى واما حديث ام مبشر ام ام مبشر فاخرجه عنها ابن ابي شيبة في مصنفه قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وانا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية قالت فخرج فسمعته يقول استعيذوا بالله من عذاب القبر. قلت يا رسول الله وللقبر عذاب. قال انهم ليعذبون عذابا في قبورهم تسمعه البهائم نعم وهذا سبق ان مر معنا نظيرا له وفيما تقدم ونسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا