نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وقوله كيف يجمعنا بعد ما بعد ما تمزقنا الرياح والبلاء والسباع واقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم له على هذا السؤال رد على من زعم ان القوم لم يكونوا يخوضون في دقائق المسائل ولم يكونوا يفهمون حقائق الايمان بل كانوا مشغول بل كانوا مشغولين بالعلميات بل كانوا مشغولين بالعمليات وان افراخ الصابئة والمجوس من الجهمية والمعتزلة والقدرية اعرف منهم بالعلميات وفيه دليل انهم كانوا يريدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشكل عليهم من الاسئلة والشبهات فيجيبهم عنها بما يثلج صدورهم وقد اورد عليه صلى الله عليه وقد اورد عليه صلى الله عليه وسلم وقد اورد عليه صلى الله عليه وسلم الاسئلة اعداءه واصحابه. اما اعداؤه فلتعنت والمغالبة. واما اصحابه فللفهم والبيان وزيادة الايمان وهو يجيب كلا على سؤاله الا ما لا جواب عنه كسؤال عن وقت الساعة وفي هذا السؤال دليل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان الشيخ رحمة الله عليه لما اورد حديث ابي رزين العقيلي لقيط بن عامر رضي الله عنه الطويل نقل عن ابن القيم من كتابه زاد المعاد نقلا مطولا في شرح مفردات هذا الحديث والفاظه وفي ذكر بعض الفوائد المستفادة منه وصلنا الى هذا الموطن من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في سؤال لقيط ابن عامر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله كيف يجمعنا بعدما تمزقنا الرياح والبلا والسباع اي بحسب الموتات التي تكون لبني ادم فمنهم من يدفن ومنهم من تأكله السباع ومنهم من يموت على اصناف مختلفة فيقول كيف يجمعنا بعد هذا وسؤاله السؤال تعرف واستفهام لا كسؤالي الكافر سؤال التعنت والعناد ولهذا بين ابن القيم رحمه الله تعالى ان السؤال المؤمن في مثل هذا هو سؤال استفهام ومعرفة للحق وازالة شبهة قد تعلق او تعرض لنفس المؤمن فيريد ان تزول عنه بالسؤال. ولا بأس بالسؤال اذا كان من هذا القبيل لا بأس بالسؤال اذا كان من هذا القبيل اذا كان السائل يريد ان يرفع عن نفسه جهلا او يزيل عن نفسه شبهة او يستبين بالسؤال سبيلا قويما لا بأس بذلك اما اذا كان السؤال ليس لهذا الغرض وانما لاثارة الشبهة او آآ التشويش على الناس في افهامهم وايمانهم فان هذا لا يحل والسؤال الكافر في هذا الباب سؤال عناد وتكذيب وتعنت وجحود وهذا ايضا يستفاد منه ان الناس عموما في سؤالاتهم يختلفون الاسئلة ليسوا فيها على حد سواء منهم من يسأل طلبا للحق وتحريا له ومنهم من يسأل لينفع الاخرين يكون على علم بما يسأل عنه لكنه يسأل حتى يفيد الاخرين هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم اي بتلك السؤالات ومنهم من يسأل ليزيل شبهة عن نفسه او عن غيره ومنهم من يسأل جاحدا معاندا متعنتا ومنهم من يسأل مثيرا للشبهات فسؤالات الناس تختلف ولا خير في شيء من هذه السؤالات الا ما قصد به نفعا النفس ونفع الاخرين كما اجتمع ذلك في سؤال وفد عبد القيس للنبي عليه الصلاة والسلام عندما قالوا مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة فالسؤال لا يكون نافعا الا اذا قصد به السائل ان ينفع نفسه وان ينفع غيره ان ينفع نفسه وان ينفع غيره ولهذا فان باب السؤال يحتاج الى اخلاصا في النية ويحتاج في الوقت نفسه على الى صلاح في العمل والمراد هو القصد اهل البدع ممن هم مشتغلون العلوم الباطلة التي ما اشتغل بها الصحابة فخاضوا في الفلسفة وعلوم المنطق وامور لم يشتغل بشيء منها الصحابة رضي الله عنهم ويظن هؤلاء ان العلوم التي هم مشتغلون بها صواب وحق فاذا قيل لهم ان كانت حقا لم لم يشتغل بها الصحابة هذا ايراد اورد عليهم ان كان هذه العلوم التي انتم مشتغلون بها حق لم لم يشتغل بها الصحابة فكانوا يجيبون بجواب هو الذي يرده هنا الامام ابن القيم رحمه الله قالوا الصحابة ما كان عندهم وقت قالوا الصحابة ما كان عندهم وقت مشغولين بالعمليات عباده الصلاة جهاد ما ما كان عندهم وقت لهذا الذي تفرغنا له ووجدنا الوقت له فاسمع الى ابن القيم رحمه الله يقول واقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم له على هذا السؤال رد على من زعم ان القوم لم يكونوا يخوضون في دقائق المسائل ولم يكونوا يفهمون حقائق الايمان بل كانوا مشغولين بالعمليات يعني بالاعمال التعبدية وليسوا مشتغلين بجانب العلم قال وانا افراخ الصابئة والمجوس من الجهمية والمعتزلة والقدرية اعرف منهم بالعلميات فمثل هذا السؤال وله نظائر يدل على ان اهؤلاء جمعوا بين آآ اساءتين للسلف من الصحابة ومن اتبعهم باحسان انهم جهلوا مذهب السلف وطريقتهم وكذبوا عليهم بان نسبوا اليهم امرا ليسوا هم عليه والحق ان الصحابة هم اعظم الناس اشتغالا بالعلم والعمل ودين الله علم وعمل لكن الله سبحانه وتعالى برأهم وعافاهم من الباطل والضلال الذي وقع فيه من بعدهم فهم خير الناس رضي الله عنهم وارضاهم علما وعملا. نعم قال رحمه الله تعالى وفي هذا السؤال دليل على انه سبحانه يجمع اجزاء العبد بعدما فرقها وينشأها نشأة اخرى او يخلقه خلقا جديدا كما سموا في كتابه كذلك في موضعين منه وقوله انبئك بمثل ذلك في الاء الله الاء نعمه واياته التي تعرف بها الى عباده وفيه اثبات القياس في ادلة التوحيد والمعاد والقرآن مملوء منه وفيه ان حكم الشيء حكم نظيره وانه سبحانه اذا كان قادرا على شيء فكيف تعجز فكيف تعجز قدرته عن ومثله فقد قرر الله سبحانه ادلة المعاد في كتابه احسن تقرير وابينه وابلغه واوصله الى العقول والفطر فابى اعدائه الجاحدون الا تكذيبا وتعجيزا له وطعنا في حكمه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وقوله في الارض اشرفت عليها وهي مدرة بالية كقوله تعالى ويحيي الارض بعد موتها وكقوله ومن اياته انك ترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ونظائره في القرآن كثيرة وقوله فتنظرون اليه وينظر اليكم فيه اثبات صفة التجلي لله عز وجل واثبات النظر له واثبات رؤية في الاخرة ونظر المؤمنين اليه وقوله كيف ونحن ملء الارض وهو شخص واحد قد جاء هذا الحديث قد جاء هذا في هذا الحديث وفي قوله في حديث اخر لا شخص اغير من الله والمخاطبون بهذا قوم عرب يعلمون المراد منه ولا يقع في قلوبهم تشبيهه سبحانه بالاشخاص بل هم اشرف عقول واصح اذهانا واسلم قلوبا من ذلك وحقق صلى الله عليه وسلم وقوع الرؤية عيانا برؤية الشمس والقمر تحقيقا لها ونفيا لتوهم المجاز الذي يظنه المعطلون نعم آآ قوله آآ رحمه الله وفي هذا السؤال دليل على انه سبحانه يجمع اجزاء العبد بعد ما فرقها وينشئها نشأة اخرى وينشئها نشأة اخرى كما في الاية الكريمة في من سورة النجم في اواخرها او بعبارة ثانية يقول ابن القيم او خلقا جديدا كما سموا في كتابه كذلك في موضعين منه يشير الى الايتين في سورة الاسراء ويقول وقوله انبئك بمثل ذلك في الاء الله انبئك في مثل ذلك بالاء الله الائه نعمه واياته التي تعرف بها على عباده هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لبيان قدرة الله على بعث الموتى وانشائهم من نشأة الاخرى والخلق الجديد فمثل ذلك في ايات الله الارض الميتة الهامدة التي لا زرع فيها ولا نبات اذا انزل الله سبحانه وتعالى عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ومن اياته انك ترى الارظ خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج وهذا النوع من الاستدلال واستدلال عقلي ذكر في القرآن في مواطن في مواطن عديدة ومر معنا كثير منها او جلها فيما نقله الشيخ واورده رحمه الله تعالى من ايات وقولوا فتنظرون اليه وينظر اليك في اثبات التجلي لله عز وجل واثبات النظر اليه واثبات الرؤية وهذا حق ثابت في القرآن فيما مواضع وفي سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وجوه يومئذ ناظرة من النظرة التي هي الحسن والجمال والبهاء الى ربها ناظرة اي بابصارها عيانا قال عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر وقوله كيف ونحن ملء الارض وهو شخص واحد لشخص واحد هذا نظير اه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين لا شخص اغير من الله واطلاق اللفظ هنا هو من باب آآ الاخبار وباب الاخبار اوسع من باب الصفات قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله شيء او او شخص او او نحو ذلك في مثل هذه السياقات هي من باب اه الاخبار وليست من الصفات قال والمخاطبون بهذا قوم عرب يعلمون المراد منه ولا يقع في قلوبهم تشبيه تشبيهه سبحانه بالاشخاص بل هم اشرف عقولا واصح اذهانا واسلم قلوبا من ذلك واسلم قلوبا من ذلك فالله عز وجل قام في قلب المؤمن صحيح الايمان انه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم قال رحمه الله تعالى وقوله فيأخذ ربك بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلكم فيه اثبات صفة اليد فيه اثبات صفة اليد لله عز وجل بقوله واثبات الفعل الذي هو النصح الذي هو النصح والريطة الملاءة والحمى جمع حمما وهي الفحمة وقوله ثم ينصرف نبيكم هذا انصرف من موضع القيامة الى الجنة وقوله ويفرق على اثره الصالحون اي يفزعون ويمضون على اثره وقوله فتطلعون على حوض نبيكم ظاهر هذا ان الحوض من وراء الجسر فكأنهم لا يصلون اليه حتى يقطعوا الجسر وقد روى البخاري رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بين انا قائم على الحوض اذ زمرة اذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال فقال لهم هلم فقلت الى اين؟ فقال الى النار الله قلت ما شأنهم قال انهم ارتدوا على ادبارهم فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم قال فهذا الحديث مع صحته ادل دليل على ان الحوض يكون في الموقف قبل الصراط لان الصراط انما هو جسر ممدود على جهنم. فمن جازه سلم من النار قلت وليس بين احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تعارض ولا تناقض ولا اختلاف وحديثه كله يصدق بعضه بعضا. واصحاب هذا القول ان ارادوا ان الحوض لا يرى ولا يوصل اليه الا بعد قطع الصراط فحديث ابي هريرة رضي الله عنه هذا وغيره يرد قولهم وان ارادوا ان المؤمنين اذا جازوا الصراط وقطعوه بدا لهم الحوض فشربوا منه فهذا يدل عليه حديث لقيط هذا وهو لا يناقض قبل الصراط فان قوله طوله شهر وعرضه شهر فاذا كان بهذا الطول والسعة فما الذي يحيل امتداده الى وراء الجسر؟ فيرده المؤمنون قبل الصراط وبعده فهذا في حيز الامكان ووقعه موقوف على خبر الصادق والله اعلم. نعم. ولو قيل ان حديث ابي هريرة اه وهو صريح في ان الحوض قبل الصراط هو صريح ان الحوظ قبل الصراط الجسر الذي ينسب الى ينصب على متن جهنم اصح واثبت من هذا الحديث فيكون مقدما فهذا اولى اولى في التوفيق او ان ينظر اولا في اه الصحة وهذا الحديث حديث ابي هريرة ثابت وهو اصح والمعنى الذي دل عليه هو الاظهر ان ان الحوض الذي يرده المؤمنون ويذاد عنه من سواهم يكون قبل الجسر الذي ينصب على متن جهنم نعم قال رحمه الله تعالى وقوله والله على اظمأ ناهلة قط الناهلة العطاش الواردون الماء اي يردونه اظمأ ما هم اليه وهذا يناسب ان يكون بعد الصراط وهذا يناسب ان يكون بعد الصراط فانه جسر النار وقد وردوها كلهم فلما قطعوه اشتد ظمأهم الى الماء فوردوا حوضه صلى الله عليه وسلم كما وردوه في قف القيامة نعم والمعنى نفسه ايضا وارد في اه الوقوف الشديد في العرصات يوم فالقيامة يشتد بالناس العطش شدة عظيمة فيردون الى الحوض الذي هو قبل الصراط وهم اشد ما يكون الناهلة عطشا وحاجة الى الماء نعم قال رحمه الله تعالى وقوله تحبس الشمس والقمر اي تختفيان فتحت بسان ولا يريان. والاحتباس التواري والاختفاء ومنه قول ابي هريرة رضي الله عنه فانحبست وقوله ما بين البابين مسيرة سبعين عاما يحتمل ان يريد به ما بين الباب والباب هذا المقدار. ويحتمل ان يريد بالبابين المصراعين ولا يناقض هذا ما جاء من تقديره باربعين عاما لوجهين احدهما انه لم يصرح فيه لم يصرح فيه راويه بالرفع بل قال ولقد ذكر لنا ان ما بين المصراعين مسيرة اربعين عاما. والثاني ان المسافة تختلف باختلاف سرعة السير فيها وبطئه. والله تعالى اعلم وقوله في خمر الجنة ما بها صداع ولا ندامة. تعريض بخمر الدنيا وما يلحق بها من صداع الرأس والندامة على ذهاب العقل والمال وحصول الشر الذي يوجبه زوال العقل قوله وماء غير اس هو الذي لم يتغير بطول مكثه وقوله في نساء الجنة غير الا توالد قد اختلف الناس قد اختلف الناس هل تلد نساء اهل الجنة على قولين فقالت طائفة لا يكون فيها حبل ولا ولادة. واحتجت هذه الطائفة بهذا الحديث. وبحديث اخر اظنه في المسند وفي غير انه لا مني ولا منية واثبتت طائفة من السلف الولادة في الجنة واحتجت بما رواه الترمذي في جامعه من حديث ابي الصديق الناجي عن ابي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن اذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي قال الترمذي حسن غريب ورواه ابن ماجة قالت الطائفة الاولى هذا لا يدل على وقوع الولادة في الجنة فانه علقه بالشرط فقال اذا اشتهى ولكنه لا يشتهي وهذا تأويل اسحاق بن راهوية حكاه البخاري عنه قالوا والجنة دار جزاء على الاعمال وهؤلاء ليسوا من اهل الجزاء قالوا والجنة دار خلود ولا موت فيها فلو توالد فيها اهلها على الدوام والاوابد لما وسعتهم وانما وسعتهم الدنيا واجابت الطائفة الاخرى عن ذلك كله وقالت اذا انما تكون للمحقق وقوعه لا المشكوك فيه وقد صح انه سبحانه ينشئ في الجنة خلقا ليسكنهم اياها بلا عمل قالوا واطفال المسلمين ايضا فيها بغير عمل واما من حيث سعتها فلو رزق كل واحد منهم عشرة الاف من الولد وسعتهم فان ادناهم من انظروا في ملكه مسيرة الفي عام هذا يرجع الى ثبوت الامر يعني بعيدا عن هذه التفاصيل يرجع الى ثبوت الامر ان صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام ذلك اثبت ويؤمن به المرء وان لم يصح فالاصل في المغيبات الا يخاض فيها في شيء منها اثباتا ولا نفيا الا بالدليل الصحيح الثابت لان هذا امر غيب قدرة الله عز وجل الله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى لكن المناط هنا على ثبوت الامر وصحته فان ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب الايمان به وان لم يثبت في ذلك شيء يتوقف المرء لا يخوض فيه لا نفيا ولا اثباتا لان الاثبات علم والنفي علم ولابد في كل منهما من دليل نعم قال رحمه الله تعالى وقوله يا رسول الله اقصى ما نحن بالغون ومنتهون لا جواب لا جواب لهذه المسألة لانه ان اراد اقصى مدة الدنيا وانتهائها فلا يعلمه الا الله وان اراد اقصى ما نحن بالغون اليه بعد دخول الجنة والنار فلا تعلم نفس اقصى ما ينتهى اليه من ذلك وان كان الانتهاء الى نعيم وجحيم ولهذا لم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم الى ان لقيط سأل هذا السؤال قال يا رسول الله اقسم نحن بالغون بالغون ومنتهون فهذا يحتمل انه يريد في الدنيا ويحتمل انه يريد في الاخرة وكما ذكر ابن القيم رحمه الله هذا لا جواب عليه هذا لا جواب عليه ولهذا اعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال ولم يجب السائل نعم قال رحمه الله تعالى وقوله في عقد البيعة وزيال المشرك وزيال اي مفارقة وزيان المشرك اي مفارقته. نعم احسن الله اليكم قال اي مفارقته ومعاداته فلا تجاوره ولا تواليه كما فجاء في الحديث الذي في السنن لا ترى نارهما يعني المسلمين والمشركين. هذه اللفظة زيال وردت في القرآن من يذكر في سورة يونس نعم فزينا بينهم ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركائكم فزينا بينهم نعم قال رحمه الله تعالى وقوله حيثما مررت بقبر كافر فقل فقل ارسلني اليك محمد هذا ارسال تقريع وتوبيخ لا تبليغ امر ونهي وفيه دليل على سماع اصحاب القبور كلام الاحياء وخطابهم لهم ودليل على ان من مات مشركا فهو في النار وان مات قبل البعثة لان المشركين كانوا قد غيروا الحنيفية دين ابراهيم واستبدلوا الشرك وارتكبوه وليس معهم حجة من الله به وقبحه والوعيد عليه بالنار لم يزل معلوما من دين الرسل كلهم من اولهم الى اخرهم واخبار عقوبات الله لاهله متداولة بين الامم قرنا بعد قرن. فلله الحجة البالغة على المشركين في كل وقت ولو لم يكن الا ما فطر عباده عليه من توحيد ربوبيته المستلزم لتوحيد الهيته وانه يستحيل في كل فطرة وعقل ان يكون معه اله اخر. وان كان سبحانه لا يعذب بمقتضى هذه الفطرة وحدها. فلم تزل دعوة الرسل الى التوحيد في الارض معلومة لاهلها فالمشرك يستحق العذاب بمخالفته دعوة الرسل. والله اعلم نكتفي بهذا ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا