الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن ابيه غلا ارجع قليلا قال رحمه الله تعالى غرلا حفاة الاغرن الاقلف حفاة غير منتعلين. كجراد منتشر شبهوا بالجراد المنتشر لكثرته. ولكونه ليس له وجهة يقصدها بل يختلف ويموج بعضه في بعض. وهم ذلك قال الله تعالى فتولى عنهم يوم يدعو الداعي الى شيء نكر خش عن ابصاره هم يخرجون من الاجداث كانهم جراد منتشر. مهضعين الى الداع. يقول الكافرون هذا يوم عسر وقال تعالى فاذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا بيان من الشيخ رحمه الله تعالى لامر من الامور المتعلقة التفاصيل تفاصيل يوم القيامة والشيخ رحمه الله سبق ان تحدث عن ان من الايمان باليوم الاخر الايمان بالموت ثم ذكر ايضا الايمان باللقاء والايمان عذاب القبر وفتنته ونعيمه وذكر ايضا بعد ذلك البعث والنشور وذكر ايضا النفخة في الصور وراعى فيما ذكر رحمه الله تعالى الترتيب. ترتيب بحسب وقوع هذه الاحداث فذكر هنا رحمه الله تعالى الحشر ذكر هنا الحشر وان الناس يوم القيامة يبعثون من قبورهم فيحشرون. ويجمعون في صعيدا واحد لا ارتفاع فيه ولا انخفاض على الصفة التي ذكرت في الحديث عراة حفاة غرلا بغما كما جاء ذلك في غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شرع في سوق الادلة على الحشر والايمان به وانه من الاصول العظيمة التي تتعلق بذلك اليوم العظيم اليوم الاخر. نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير واربعة على بعير وعشرة على بعير يحشر بقية وتحشر وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث اصبحوا وتمسي معهم حيث امسوا. لفظ في البخاري ويحشروا بقيتهم وفي مسلم وتحشر بقيتهم النار اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث اه في الصحيحين اه في بيان ما يتعلق بالحشر والحشر الذي يتحدث عنه هنا رحمه الله تعالى هو ما بعد البعث عندما يبعث الناس في من قبورهم يحشرون جميعا في صعيد واحد الى رب العالمين ليفصل تبارك وتعالى في ذلك اليوم بين العباد ليجزي الذين ساووا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا اه بالحسنى والاقرب في هذا الحديث الذي ذكره رحمه الله تعالى انه يتعلق بحشر اخر ليس هذا الحشر الذي لا يسوق الادلة رحمه الله تعالى لاجل لان الحشر حصران حشر في الدنيا وهذا من اشراط الساعة وقد تقدم معنا في حديث حذيفة لا تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر ايات ثم ذكر في اخر تلك الايات العشر نار تحشر الناس او تسوق الناس الى ارض المحشر او الى محشرهم فهذا حشر في الدنيا بل قال بعض اهل العلم في الدنيا حصرا وفي الاخرة حسران في الدنيا حشران هذا الذي هو من اشراط الساعة والاول المذكور في سورة الحشر يتعلق باليهود وحشرهم اجلائهم من المدينة الى ارض المحشر كما في الاية لاول الحشر. اول الحشر هو الذي حصل لهم. ثم من بعده في الحشر الذي يكون في اخر الزمان من اشراط الساعة حشر الناس اه الى ارض المحشر وفي الاخرة حسران هذا الذي يتحدث عنه المصنف وهو بعد القيام من القبور يحشر الناس اه الى ارض المحشر ثم يأتي من بعده حشر اخر وهو حشر اهل النار الى النار. يحشرون على وجوههم ويلقون في النار جهنم وهذا ايضا جاء تسميته في اه اه النصوص حشرا جاء تسميته في النصوص حشرا الحاصل ان الشيخ رحمة الله عليه هنا يسوق الادلة على الحشر الذي يلي البعث من القبور وهو حشر العباد اجمعين بجمعهم على اه ارظ واحدة وصعيد واحد ليلقوا جزاء ما قدموا من اعمال اما هذا الحديث الذي في الصحيحين فالاقرب في معناه لان لاهل العلم في معناه قولين يعني منهم من يرى ما ذكره الشيخ وقرره رحمه الله تعالى لكن الاظهر اه من سياق الحديث والاوضح في دلالة معناه انه يتعلق بالحشر الذي هو من اشراط الساعة في اخر الدنيا قال النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث من صحيح مسلم قال العلماء وهذا الحشر في اخر الدنيا قبيل القيامة وقبيل النفخ في الصور بدليل قوله صلى الله عليه وسلم تحشر بقيتهم النار تبيت معهم وتقيل وتصبح وتمسي فهذا واضح من السياق ان هذا الحشر هو الذي جاء نظيره آآ في حديث جاء في حديث حذيفة اه ابن اليمان وهو من اشراط الساعة وعلاماتها نار تخرج من اليمن تطرد الناس وتسوقهم الى ارض محشرهم والنار التي ذكرت هنا ليست نار الاخرة ليست نار الاخرة لانه لو كان المراد نار الاخرة لقال ويحشر بقيتهم الى النار لكن هنا قال تحشر بقيتهم النار يعني النار تسوقهم الى ارض محشرهم. ويوضح ذلك ويؤكد هذا المعنى قوله تبيت معهم حيث باتوا والتقيل حيث قالوا وتصبح معهم اصبحوا واذا اصبحوا وتمسي معهم اذا امسوا وهذا انما هو في الدنيا انما هو في الدنيا آآ المقيل والمبيت والصباح هذه كلها في الدنيا الاظهر من سياق الحديث ان المراد به اه هذا الذي هو من علامات الساعة اشراطها وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يحشر الناس على ثلاث طرائق المراد بالطرائق الفراق يحشرون على ثلاث طرائق اي على ثلاث فراق كنا نعم طرائق طرائق قددا كنا طرائق قددا فالطرائق المراد بها الفرق يحشرون على ثلاث فرق الفرقة الاولى اه ذكروا في قوله راغبين راهبين يعني يحشرون على هذه الصفة راغبين راهبين وهؤلاء كان ذهابهم الى ارض المحشر على فسحة من الظهر يعني فيه ظهر فيه اه ركوب وفي سعة من المركب فذهبوا يعني على سعة عن رغبة ورهبة هذا القسم الاول القسم الثاني من توانى حتى قل الظهر من توانى حل حتى قل الظهر ولهذا قال اثنان على بعير ثلاثة على بعير اربعة على بعير عشرة على بعير يعني يتناوبون يتناوبون لقلة الظهر لقلة الظهر الاول اه القسم الاول من بادر والقسم الثاني من من توانى من توانى فقل الظهر وصاروا يتناوبون اثنين على بعير والثلاثة على بعير والاربعة على بعير وهكذا والقسم الثالث من قعدوا حتى جائتهم النار ووصلت اليهم ولهذا قال ويحشر او تحشر بقيتهم النار تحصر بقيتهم. النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا نعم قال رحمه الله تعالى وفيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال محشورون حفاة عراة غرلا كما بدأنا اول خلق نعيده والاية ان اول الخلائق يكسب. وان وان احسن الله اليك. وان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم. وانه سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات قمالي فاقول يا رب اصيحابي فيقول الله عز وجل انك لا تدري ما احدثوا بعدك. فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم. وانت على كل بشيء شهيد ان تعذبهم فانهم عبادك. وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. قال فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم قال رحمه الله تعالى وفيهما اي الصحيحين البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال انكم اي ايها الناس محشورون اي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بعد القيام من القبور بعد البعث والنشور محصورون حفاة عراة غرلا اي على هذه الصفة حفاة اي غير منتعلين عراة اي ليس عليكم ثياب او ملابس وغرلا اي غير مختونين وغرلا اي غرة كل واحد منكم باقية ليست اه مزالة بالختان بل هي باقية فيحشرون على هذه الصفة حفاة اي بلا نعال عراة اي بلا ثياب غلا اي غير مختونين ثم استدل واستشهد عليه الصلاة والسلام بالاية قال كما بدأنا اول خلق نعيده كما بدأنا اول خلق نعيد الانسان بدء خلقه في في بطن امه وخرج من بطنه حافيا بلا نعال عاريا بلا ثياب واغرل عليه الغلفة التي ازيلت الختام فتعود هذه التي ازيلت. والمعنى ان انهم يحشرون لا ينقص منهم شيء حتى حتى هذه الغرلة التي ازيلت منه في صغره وهو ابن سبع ايام او ثمان ايام او حتى هذه الغر لا تعاد فمعنى ذلك انهم يحشرون كاملين لا لم ينقص من ابدانهم شيء لم ينقص من ابدانهم شيء ويحشرون بابدانهم فقط وليس معهم من الدنيا شيء لا ملابس ولا نعال ولا شيء ولهذا جاء في بعض الاحاديث آآ حديث عبد الله بن انيس وقد تقدم آآ معنا او لم يتقدم لاذكر لكنه حديث عبد الله بن انيس فيه قال عليه الصلاة والسلام يحشر الله العباد يوم القيامة حفاة عراة بهما بهما اضاف بوهما قالوا يا رسول الله وما بهما وما بهما عرفوا حفاة وعرفوا عراة معنى المعنى المراد بها قالوا وما بهما قال اي ليس معهم من الدنيا شيء ليس معهم من الدنيا شيء لا دينار ولا درهم ولا اي شيء من اه الدنيا بهما اي ليس معهم من الدنيا شيء. لكن اجسامهم ماذا اجسام كاملة لم ينقص منها شيء حتى الغلة الصغيرة التي قطعت في صغره هذه ايضا تكون معه يحشر لا ينقص من آآ بدنه آآ شيء قال وان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم اي الخليل عليه السلام وهذه فضيلة هذه فضيلة عظيمة لخليل الرحمن ابراهيم عليه السلام لكن وجود الفظيلة الخاصة لا تعني التفظيل المطلق لان افظل عباد الله افضل عباد الله هو محمد عليه الصلاة والسلام. افضلهم هو محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه فوجود هذه الفضيلة الخاصة لا تعني التفظيل المطلق. فهذه الحاصل ان هذه فضيلة لابراهيم آآ الخليل عليه السلام وقد يكون لهذا التفظيل السبب لا نعلمه. يعني بعظ العلما ذكروا اشياء ذكروا اشياء منها قيل ان ان لما القي في النار جرد من اه من ثياب به اه اثابه الله على صبره وعلى آآ صبره على البلاء بان كان اول من يكسى يوم القيامة بعض العلماء تلمس شيء من هذه المعاني لكن الله اعلم المهم ان هذه فضيلة عظيمة لخليل الله ابراهيم عليه السلام وهو انه اول من يكسى من الخلائق يوم القيامة قال وانه سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فاقول يا رب اصيحابي فاقول يا رب اصيحابي تصغير اصحابي الموطن الذي يرد فيه هؤلاء ويؤخذ بهم ذات الشمال جاء بيانه في بعض النصوص انه عند الحوض يرد الناس الى الحوض عطاشا اشد ما يكون من العطش والحاجة الشديدة للماء. فلما يصلون الى الحوض يختلج اناس دون الحوض يذادون عنه يردون عن الحوض يمنعون من الورود اليه فيؤخذ بهم ذات الشمال يؤخذ بهم ذات الشمال اي يذادون عن الحوض. يمنعون يؤخذ بهم الى جهة ذات الشمال فلا يريدون الحوض والناس باشد ما يكونون عطشا وحاجة الى الماء فيقول عليه الصلاة والسلام اصيحابي او صيحابي هذه شفاعة لهم ان يشربوا وان يردوا اه حوضه عليه الصلاة والسلام فيقال له انك لا تدري ما احدثوا بعدك انك لا تدري ما احدثوا بعدك هذا يبين لنا ان الحدث في الدين المراد باحدثه اي في الدين من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ان في الدين امر خطير جدا ومصيبة صاحبه مصيبة كبيرة وعظيمة والحدث في الدين كما يفيد هذا الحديث من موجبات الذود عن الحوض وسبحان الله الجزاء من جنس العمل كما ان انه انصرف في الدنيا عن منهل السنة العذب والتلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم واخذ يرد اه الى مواطن الاهواء والبدع والضلالات ينهل منها كانت العقوبة ان ان يرد عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما ترك حوض سنته تمسكا بها ومحافظة عليها اخذا عنها يعاقب بان يرد عن حوضه يوم القيامة. جزاء من جنس العمل فهذا فيه خطورة آآ خطورة البعد عن السنة والاقبال على البدع والضلالات والاهواء التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان قال يقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك فحين اذ يقول عليه الصلاة والسلام فاقول كما قال العبد الصالح من هو عيسى عليه السلام لعله قال والله اعلم العبد الصالح لانه قبل قبلها قال الله سبحانه وتعالى عيسى اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله؟ قال سبحانك قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم نأ ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك فهو عبد لله وانما دعا الناس لعبادة الله اه افراده بالعبادة والذل والخضوع جل في علاه سبحانه وتعالى. فهو عبد صالح من عباد الله ميزه الله جل وعلا بان اوحى اليه فصار رسولا بل صار من صفوة الرسل بل من اولي العزم من المرسلين عليه صلوات الله وسلامه قال كما فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد. ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم قال فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم وهذا ايضا لعله فيه تنبيه على امر وهو ان من خطورة البدعة انها قد تفضي بصاحبها الى الكفر ولهذا قال العلماء البدع ببريد الكفر البدع بريد الكفر. فقال لم يزالوا مرتدين على ادبارهم مرتدين على ادبارهم المراد بهؤلاء الذين يذادون عن الحوض من وقعوا في الردة وقام ابو بكر رضي الله عنه وارضاه. ومن معه من الصحابة الكرام قتال هؤلاء المرتدين من ارتدوا عن دين الله ويتناول ايضا كما يدل على ذلك اول حديث من يحدث في الدين ويمضي على حياته على البدعة والظلالة مجانبا السنة مبتعدا عنها مقبلا على البدع والضلالات فان فان من كان كذلك يخشى عليه ان يكون من هؤلاء الذين يذادون عن الحوض حوض النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يوم القيامة آآ نسأل الله عز وجل ان يمن علينا اجمعين بالشرب من حوض النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وان نكون من ممن يرد هذا الحوض ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا قد جاء في الاثر عن انس قال ادركت نساء في المدينة لا تصلي الواحدة صلاة الا وسألك الله ان يمن عليها بالشرب من حوض النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى وفي رواية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انكم ملاقوا الله حفاة عراة مشاة غرلا. مشاة هذه فيها الزيادة في هذا الحديث اي على اقدامكم ليس هناك اشياء يركبها الناس وهذا فيه انه لم ليس معه شيء بهما ليس معهم لا مركوبات ولا ملابس ولا احذية ولا شيء. بهما ليس معه شيء من الدنيا واجسامهم ايضا كاملة لا لم ينقص منها شيء نعم قال رحمه الله تعالى وفي اخرى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر نعم يخطب على المنبر هذا منه طالب العلم فائدة ان هذا الامر مما ينبه الناس عليه في خطبة الجمعة على المنابر يذكرون بهذا الامر يذكرون بالحشر يذكرون بهذا الوقوف وانهم يقفون على هذه الصفة وتورد لهم الادلة والنصوص من كتاب الله فهذا مما ينبغي ان يبين على المنابر لان في ايقاظ للقلوب وتنبيه للعباد ودعوة الى اصلاح اه النفوس والعودة الى الله سبحانه وتعالى والاستعداد لذلك اليوم العظيم نعم قال رحمه الله تعالى وفيهما عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحشرون حفاة عراة غرنا قالت عائشة فقلت يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض فقال الامر اشد من ان ليهمهم ذلك ثم اورد رحمه الله هذا الحديث في الصحيحين عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حفاة عراة غرلا كلمة عراة اقلقت عائشة رضي الله عنها وازعجتها جدا عراة الكلمة ذي اه هذه ازعجتها جدا اقلقتها قالت الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض اهم هذا الامر ولهذا سيأتي معنا في بعض الروايات قالت واسوأتاه ينظر الرجل الى سوءة المرأة وسوءته ينظر الرجل الى الى سوءة المرأة يعني الى العورة فاهمها هذا الامر اهمها هذا الامر رضي الله عنها ولهذا سألت هذا السؤال قالت الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض فقال الامر اشد من ان يهمهم ذلك الامر اشد من اه ان يهمهم ذلك وفي بعض الاحاديث كما سيأتي قال لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وليس له هم في ذلك الموقف الا نفسه حتى ان الاب يفر من ابنه والام من ابنها والاخ من اخيه والزوج من زوجته لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. مهموم بنفسه هل ينجو او لا ينجو هل يكون من الناجين او لا يكون من الناجين؟ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يعني خاص وهم خاص به يا منشغل به منشغل به فالامر اعظم من ذلك. الامر اعظم من ذلك. يعني ما ما ثمة اصلا مجال لمثل هذه النظرات او الخطرات او الافكار او الشهوات كل هذه ما لها موطن اصلا لنا النفوس كل نفس اصلا مشغولة بشأن عظيم ما يرى هذه الاشياء ولا ولا تتحرك في نفسه آآ آآ مثل هذه الامور اطلاقا لان كلا بامر آآ وشأن يعنيه ويخصه نعم قال رحمه الله تعالى وفي رواية النسائي فقالت عائشة يا رسول الله فكيف بالعورات؟ فقال لكل امرئ منهم يومئذ وشأن يغنيه كيف بالعورات؟ يعني هذا اهمها جدا كيف بالعورات؟ يعني السوءة العورة يعني الرجال والنساء مع بعضهم وعراة ينظر الرجال الى النساء والنساء ينظرن الى الرجال قال لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. نعم قال رحمه الله تعالى وروى هو وابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحشرون حفاة عراة مشاة غرلا. قال فقالت زوجته يا رسول الله ينظر او يرى بعضنا عورة بعض قال لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه او قال ما اشغلهم عن النظر. رواه الترمذي بنحوه قال حسن صحيح ما اشغلهم عن النظر يعني لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغني اي امر يشغله عن النظر وانما كل مهتم بنجاة نفسه وفكاكها من العذاب نعم قال وروى ابن ابي حاتم عن انس رضي الله عنه قال سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله بابي انت وامي اني سائلتك عن حديث فتخبرني انت به؟ قال ان كان عندي منه علم. قالت يا نبي الله كيف يحشر الرجال قال حفاة عراة قالت وسوءتاه من يوم القيامة قال وعن اي ذلك تسألين انه قد نزل علي اية لا يضرك كان عليك ثياب او لا يكون. قالت اية اية يا نبي الله قال لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. نعم سند هذا الحديث ضعيف لكن معناه متقرر في الاحاديث التي قبله والسؤال الذي ذكر في هذا الحديث ورد في الاحاديث المتقدمة وان عائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الحشر وقال انهم يحشرون حفاة عراة وسألته قالت الرجال قال والنساء ينظر بعضهم الى الى بعض اه ذكر عليه الصلاة والسلام كما تقدم ان لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. الامر اعظم من ذلك من ان ينظر بعضهم الى بعض قال انه قد نزل علي اية لا يضرك. ان كان عليك ثياب او لا يكن او لا يكون. قالت اي اية؟ قال لكل امرئ منهم يومئذ يغنيه هذه الاية تفيد ان ان الامر اعظم من ذلك. بمعنى ان كل امرئ من اه الناس على ارض المحشر مشغول بشأن يقص نفسه يخصه هو في نفسه وهو امر نجاته يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. نعم قال رحمه الله تعالى وروى البغوي باسناد الثعلبي عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد الجمهم العرق وبلغ شحوم الاذان فقلت يا رسول الله وسوء اتاه ينظر بعضنا الى بعض فقال قد شغل الناس لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه نعم حتى هذا ايضا في سنده مقال نعم وفي الصحيحين عن قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال ليس الذي امشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة قال قتادة بلى وعزة ربنا قلت وذلك قول الله عز وجل ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما. مأوى جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا الايات. نعم هذا حشر حشر الكفار وان الكافر يأتي يمشي على وجهه يمشي والعياذ بالله على وجه رجله الى اعلى ووجهه في اسفل ويمشي يمشي على وجهه اه قال قال اه رجل للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يحشر الكافر على كيف يمشي على وجهه كيف يمشي على وجهه؟ فقال عليه الصلاة والسلام اليس الذي امشاه على قدميه في الدنيا قادر على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة قالوا بلى وعزة ربنا الله على كل شيء قدير. الكافر ينكس هكذا يمشي على وجهه الى ان يلقى في النار على وجهه يحشرون في النار على وجوههم يلقون فيها على وجوههم ويطرح في النار يمشي على وجهه الى ان يطرح في النار والعياذ بالله ليبقى فيها ابد الاباد فيمشي على وجهه والسبب في ذلك والله اعلم كما اشار اهل العلم انه نكس ايمانه ودينه في في الحياة الدنيا فعاقب بجزاء من جنس عمله لكن لما نكس دينه وايمانه واختار الكفر الذي هو اسفل سافلين عن العلو الذي هو الايمان وطاعة رب العالمين عوقب بان يأتي بجسمه منكسا وجهوا الى اسفل و قدماه الى اعلى الى ان يلقى في النار على هذه الصفة ونحشرهم يوم القيامة على وجوه عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا كلما خبت زدناهم سعيرا يعني ليس لهم في اه في النار الا الخلود وزيادة العذاب ولهذا قال بعض العلماء اشد اية على على الكفار اهل النار وقول الله جل وعلا في سورة النبأ نعم ما الاية؟ فذوقوا فلن نزيد فذوقوا فلن نزيد فلن نزيدكم الا عذابا. فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا يريدون ان يقضى عليهم فيموتوا وان يخفف عنهم من عذابه النار و ان يعاد الى الدنيا ليعمل صالحا غير الذي كانوا يعملونه فما يكون الجواب الا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذاب نعم قال رحمه الله تعالى فشتان ما بين الفريقين وفرقان ما بين الطريقين اولئك يفدون ركبا الى جنات النعيم وهذا الكلام منتبه الى نهاية الفصل كلام عظيم جدا في الموازنة بين الفريقين حال هؤلاء وحال هؤلاء؟ نعم قال اولئك يفدون ركبا الى جنات النعيم ورحمة الرحمن الرحيم وزيارة الرب العظيم. وهؤلاء يسحبون سحبا الى نار الجحيم ونكالها الاليم وعذابها المقيم. يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا. ونسوق المجرمين الى جهنم وردا. قال ابن عباس وفدا اي ركبانا. وقال ابو هريرة رضي الله عنه على الابل وقال ابن جريج جعل النجائب وقال الثوري على الابل النوق وقال قتادة الى الجنة. وقال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ما كورونا والله على ارجلهم ولكن على نوق رحالها الذهب ونجائب سرجها يا واقيت. ان هموا بها قالت وان هموا بها طارت هذا لا يتعارض مع ما سبق يحشرون اه حفاة عراة مشاة لان هذاك الحشر الذي هو على ارض المحشر قبل الفصل بين العباد وهذا الحشر الى الرحمن دخول الجنة والفوز بالنعيم نعم قال وروى عبدالله بن الامام احمد في مسند ابيه عن النعمان بن سويد قال كنا عند علي رضي الله عنه فقرأ هذه الاية يوم نحشر متقين الى الرحمن وفدا. قال لا والله ما على ارجلهم يحشرون. ولا يحشر الوفد على ارجلهم. ولكن بنور لم ير الخلائق مثلها عليها رحائل من ذهب فيركبون عليها حتى يضربوا ابواب الجنة نعم يعني هذا الحصر الثاني في يوم القيامة نعم. قال ورواه ابن ابي حاتم وزاد عليها رحائل الذهب وازمتها الزبرجد الحشر الى الجنة على هذه الصفة وفد ويحشرون على هذه الصفة العظيمة واولئك يحشرون والعياذ بالله الى النار منكسين على رؤوسهم يمشون على وجوههم الى ان يطرحوا في نار جهنم فشتان بين الفريقين نعم قال رحمه الله تعالى ولابن ابي حاتم عنه رضي الله عنه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ هذه الاية يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا فقال ما اظن الوفد الا الركب يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انهم اذا خرجوا من قبورهم يستقبلون او يؤتون بنوق بيض لها اجنحة. وعليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ. كل خطوة منها مد البصر. فينتهون الى شجرة ينبع فينتهون الى شجرة ينبع من اصلها عينان فيشربون من احداهما من احداهما فتغسل ما في بطونهم من دنس او فتغسل في بطونهم من دنس ويغتسلون من الاخرى فلا تشعث ابشارهم ولا اشعارهم بعدها ابدا وتجري عليهم نظرة النعيم فينتهون او فيأتون باب الجنة فاذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفحة فيسمع لها طنين. وذكر الحديث مطولا والصحيح وقفه. نعم وهو ضعيف الاسناد نعم وقوله ونسوق المجرمين الى جهنم وردا اي عطاش قد تقطعت اعناقهم من العطش والورد الجماعة يريدون الماء ولا يرد احد الماء الا بعد عطش قلت ولكنهم وردوا لا الى ماء بل الى جهنم وجحيمها ومهلها وحميمها وفي حديث الشفاعة الطويل فيقال لهم ماذا تشتهون؟ فيقولون عطشنا فيشار لهم الى جهنم كانها سراب يحطم بعضها بعضا فيقال لهم الا تردون الحديث؟ فسبحان الله وبحمده الله اكبر كانوا في الدنيا على السواء يرزقون ويسيرون ويذهبون ويجيئون يؤتاها من يحبه الله يؤتاها من يحبه الله ومن لا يحب كما قال الله عز وجل كلا نمد هؤلاء وهؤلاء يعني المسلمين والكفار كلا نمد هؤلاء وهؤلاء ومن عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورة انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ولا الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا قال رحمه الله يؤتاها من يحبه الله ومن لا يحب. فلما جاءهم اي الدنيا نعم. احسن الله اليك يؤتاها من يحبه الله ومن لا يحب فلما جاءهم الموت عرف كل منهم سبيله واتضح له مقيله واتضح له مقيله فلما كانوا في البرزخ خلا كل منهم بعمله وافضى الى ما قدم قبل اجله فبينما هم ذلك اذ صرخ بهم الصارخ وصاح بهم الصائح فخرجوا من الاجداث مسرعين الى الداعي مهطعين هذا على النجائب هذا على الركائن وهذا على قدميه وهذا على وجهه. هؤلاء في النور ينظرون واولئك في ظلمات لا يبصرون. هؤلاء الى الرحمن يفدون واولئك الى النار يردون. هؤلاء حلوا اساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا واولئك غلوا بالسلاسل وعلتهم الزبانية بالمقامع يضربون بطونا منهم وظهورا. هؤلاء وقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الاراء كي لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا واولئك اعد الله لهم سعيرا اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا. واذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا. لا تدعوا اليوم ثبورا واحدة وادعوا ثبورا كثيرا هؤلاء عليهم حلل السندس والاستبرق وسائر الالوان واولئك مقرر مقرنون في الاصفاد سرابلهم من قطران هؤلاء اذا هؤلاء الى زيارة ربهم يركبون واولئك انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون هؤلاء ينظرون الى ربهم بكرة وعشيا واولئك تركوا في جهنم جثيا. هؤلاء يقول لهم ربهم سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. واولئك يقول لهم اخسئوا فيها ولا تكلمون. وما هم بخارجين من النار هؤلاء يقرون بذنوبهم فيغفرها لهم رب العالمين او يقرون بذنوبهم فيغفرها لهم رب العالمين. عندي براءين يقال واولئك ينادى بهم على رؤوس الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين فحينئذ ظهر الفرقان وافترق الطريقان وامتاز الفريقان وصار الغيب شهادة والسر علانية والمستور مكشوفا والمخبأ ظاهرا؟ ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض؟ ام نجعل المتقين كالفجار ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء يحكمون كم كاس في الدنيا طال يومئذ عريه؟ كم طاعم في الدنيا عظم يوم؟ كم كاس نعم ايوة كم كاس في الدنيا طال يومئذ عريه؟ نعم او عريه كم طعم في الدنيا عظم يومئذ جوعه كم ريان في الدنيا اشتد يومئذ عطشه؟ كم ناعم في الدنيا حق به يومئذ بؤسه تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. والعاقبة للمتقين من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات الا ما كانوا يعملون. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يحسن عاقبتنا معين وفي الامر كله وان يجيرنا اجمعين من خزي الدنيا وعذاب الاخرة. وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل بخير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا