بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين. قال وساوت الملوك للاجناد وجيء بالكتاب والاشهاد وشهد الاعضاء والجوارح وبدت السوءات والفضائح ابتليت هنالك السرائر وانكشف المخفي في الظمائر. وساوت الملوك العظماء الرؤساء الكبراء للاجناد الرعايا اي صاروا سواء في ذلك الموقف. مشتركين في هوله الفظيع وكربه الشديد الا من رحم الله وليس لاحد منهم ما قال ولا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا. كل امرئ بما كسب رهين. قال الله تعالى ما لك يوم الدين. وقال تعالى الملك يومئذ لله يحكم وبينهم. وقال تعالى يومهم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء. لمن الملك اليوم؟ لله بالواحد القهار وقال تعالى يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله وغير وذلك من الايات. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم عليه وعلى على اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى في منظومته وساوت الملوك للاجناد اي ان مما يكون يوم القيامة التساوي بين الناس في جميع طبقاتهم. الرئيس والمرؤوس الملك والمملوك الغني والفقير الرفيع والوضيع كلهم يقفون موقفا واحدا على صعيد واحد عارية ابدانهم حافية اقدامهم بهما ليس معهم من من ملك في الدنيا شيئا وكل يرجو نجاة نفسه وفكاكها من العذاب فيقفون على صعيد واحدة ارض واحدة يقفون موقفا طويلا لا يقارن بالحياة التي عاشوها في الدنيا يقفون يوما مقداره خمسين الف سنة على صعيد واحد كلهم حفاة كلهم عراة كلهم بهما الرئيس والمرؤوس الملك والمملوك الغني والفقير وكل يرجو في ذلك اليوم نجاة نفسه الملك لله الواحد القهار سبحانه وتعالى قال مالك يوم الدين الله عز وجل مالك الدنيا والاخرة ومالك كل شيء لكن خص يوم الدين لان ملكه يظهر للجميع يظهر لي الجميع كل يعاين ذلك فليس هناك ملوك الناس كلهم متساوون كلهم حفاة كلهم عراة كلهم لا يملكون في ظهر في ذلك اليوم ينادي سبحانه وتعالى يقول انا الملك انا الديان اين ملوك الارض فهذا مما يكون في ذلك اليوم وهو من الدلائل على فظاعة ذلك اليوم عظمه وشدة الكرب فيه وانه ليس لاحد فيه مقال ولا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا. ثم ساق رحمه الله تعالى ايات تدل على ذلك وقد عرفنا طريقة الشيخ رحمه الله يذكر اولا المسألة ثم ادلتها من القرآن ثم تفسير فهذه الادلة بنقل اقاويل السلف في معناها ثم يسوق الاحاديث. الواردة في هذا الباب نعم قال رحمه الله قال ابن عباس وغيره من الصحابة والتابعين مالك يوم الدين يقول لا يملك احد في ذلك اليوم حكما كملكهم في الدنيا قال ويوم الدين يوم الحساب للخلائق وهو يوم القيامة. يدينهم باعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر الا من عفا عنه الدين في قوله سبحانه وتعالى ما لك يوم الدين هو الحساب وفيه يدينهم باعمالهم ان يحاسبهم باعمالهم ويجازيهم عليها ومن اسماء ربنا سبحانه وتعالى الديان والمعنى اي المجازي المحاسب ففي ذلك اليوم يقول جل وعلا انا الملك انا الديان الديان اي المجازي المحاسب فقوله ما لك يوم الدين اي ما لك يوم الحساب يوم المجازات. وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملكه نفس لنفس شيئا. والامر يومئذ لله. نعم وقال البغوي في قوله عز وجل الملك يومئذ الحق للرحمن اي الملك الذي هو الملك الحق الرحمن يوم القيامة ملك الرحمن ملك الرحمن الملك يوم اي الملك الذي هو الملك الحق ملك الرحمن يوم القيامة وقال ابن عباس رضي الله عنه يريد ان يوم القيامة لا لا ملك يقضي غيره وفي الحديث الصحيح المتقدم يقبض الله تعالى الارظ ويطوي السماء بيمينه ثم يقول انا الملك اين اين ملوك الارض وفي لفظ اين الجبارون؟ اين المتكبرون وقال قتادة يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. والامر يومئذ لله. والامر والله اليوم لله. ولكن انه لا ينازعه فيه يومئذ احد الشيخ رحمه الله يقول والامر والله اليوم لله يعني في هذه الدنيا الملك كله لله لكن اه تخصيص ذلك اليوم بقوله والامر يومئذ لله مع ان الامر كله لله قال لكنه لا ينازعه فيه يومئذ احد انا الملك اين ملوك الارض؟ انتهت نعم وقال البغوي يوم يوم لا يملك الله في ذلك اليوم احدا من خلقه شيئا كما ما ملكهم في الدنيا وهنا في هذه الاية جاءت ثلاث نكرات كلها في سياق النفي يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. هذه ثلاث نكرات في سياق النفي والقاعدة ان مجيء النكرة في سياق النفي تفيد العموم. فقوله لا تملك نفس اي مهما عظم شأن هذه النفس وعلت مكانتها لنفس مهما كانت معزتها وصلتها وقرابتها والمحبة لها شيئا اي اي شيء كانوا وان قل لا تملك نفس لنفس شيئا. والامر يومئذ لله نعم قال وجيء بالكتاب والاشهاد قال الله تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا وقال تعالى واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء. وقال تعالى لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. وقال تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. وقال تعالى ويوم نبعث من كل امة شهيدا. ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون الى قوله ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم بك شهيدا على هؤلاء. وقال تعالى ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل امة شهيدا فقلنا هاتوا برانكم. الاية. وقال تعالى وجاءت كل نفس معها وشهيد وغير ذلك من الايات. قال رحمه الله وجيء بالكتاب والاشهاد الكتاب اي كتاب العمل عمل المرء فان كل مرء يجد كتاب عمله في ذلك اليوم حاضرا احصي فيه جميع عمله كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من عمل المرء الا احصاه واستوفي في هذا الكتاب. فيجاء بالكتاب اي كتاب عمل كل امرئ ويجاء ايضا في ذلك اليوم بالاشهاد اي الذين يشهدون على المرء باعمالهم والاشهاد انواع كما هو مبين في الايات التي ساقها رحمه الله تعالى وسيأتي اه ادلة توضح وتفصل ذلك نعم قال البخاري رحمه الله تعالى حدثنا يوسف بن راشد قال حدثنا جرير وابو اسامة واللفظ لجرير عن الاعمش عن ابي صالح وقال ابو اسامة حدثنا ابو صالح عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب. فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال لامته هل بلغكم؟ فيقولون ما اتانا من نذير فيقول من يشهد لكم فيقول محمد صلى الله عليه وسلم وامته فتشهدون انه بلغ ويكون الرسول عليكم شهيدا فذلك قوله جل ذكره وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء كونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا والوسط العدل ورواه احمد واصحاب السنن ورواه الامام احمد ايضا بلفظ يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجلان او اكثر من ذلك فيدعى قومه يقال لهم هل بلغكم هذا؟ فيقولون لا. فيقال له هل بلغت قومك؟ فيقول نعم. فيقال من يشهد. من يشهد لك؟ فيقول محمد وامته فيدعى محمد صلى الله عليه وسلم وامته فيقال لهم هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون نعم. فيقال وما علمكم؟ فيقولون جاءنا نبينا صلى الله الله عليه وسلم فاخبرنا ان الرسل قد بلغوا فذلك قوله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا. قال عدلا لتكونوا شهداء على ويكون الرسول عليكم شهيدا. وفي الصحيحين اولى سيا. في هذا الحديث في شهادة امة محمد عليه الصلاة والسلام للانبياء انهم بلغوا ان انهم بلغوا يشهدون للانبياء مع محمد عليه الصلاة والسلام بانهم قد بلغوا. يقال هل بلغ هذا قومه يقال لامة محمد عليه الصلاة والسلام هل بلغ هذا اي ان بي قومه؟ فيقولون نعم فيقال وما علمكم لان هذا شيء لم تدركوه ليست امتكم لم تروا هذا النبي ما علمكم من اين لكم هذه الشهادة فيقولون جاءنا نبينا صلى الله عليه وسلم فاخبرنا ان الرسل قد بلغوا هنا قف وقيد فائدة مهمة اهمية العقيدة الصحيحة اهمية العقيدة الصحيحة ان من اثارها على صاحب المعتقد الصحيح الايمان الراسخ انه يكون من الشهداء يوم القيامة يكون من الشهداء يوم القيامة فان الانبياء آآ يوم القيامة عندما تكذب اممهم بانهم قد بلغوا تكذب اممهم انهم قد بلغوا. فيقال لهم من يشهد لكم؟ فيقول محمد صلى الله عليه وسلم وامه وامة محمد عليه الصلاة والسلام هي خير امة اخرجت للناس امة عدل امة وسط كذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ومعنى وسطا اي عدولا فيا امة وسط ووسطيتها راجع الى ايمانها الى عقيدتها الى طاعتها وعبادتها لله سبحانه وتعالى الى اتباعها لنبيها عليه الصلاة والسلام وسيرها على منهاجه فيشهدون للانبيا بالبناء واذا قيل ما علمكم من اين لكم ذلك؟ وانتم لم تروا هؤلاء الانبياء ولم تشهدوهم فيقول اخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام انهم قد بلغوا اذا العقيدة اثرها عظيم جدا اثر العقيدة دراسة المعتقد والايمان بما صح وثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام له اثر عظيم من هذه الاثار ان ان المرء يكون من الشهود يوم القيامة نعم وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي فقلت قلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل؟ قال نعم اني احب ان اسمعه من غيري. فقرأت سورة حتى اتيت الى هذه الاية. فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على وجئنا بك على اهؤلاء شهيدا؟ فقال حسبك الان فاذا عيناه تذرفان قال ابن كثير رحمه الله تعالى ووضع الكتاب اي كتاب الاعمال الذي فيه الجليل والحقير والفتيل والصغير والكبير. فترى المجرمين مشفقين مما فيه. اي من اعمالهم السيئة اي من اعمالهم السيئة افعالهم القبيحة ويقولون يا ويلتنا اي يا حسرتنا وويلنا على ما فرطنا في اعمالنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. اي لا يترك ذنبا صغيرا ولا كبيرا ولا عملا وان صغر الا احصاها اي ضبطها وحفظها وروى الطبراني باسناده عن عن سعد ابن جنادة قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة عنين نزلنا قفرا قفرا من الارض ليس فيه شيء فقال فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا من داودا فليأت به ومن وجد حطبا او شيئا فليأت به. قال فما منا فما قال فما كان الا ساعة حتى جعلناه ركاما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اترون هذا؟ فكذلك تجمع الذنوب تجمع الذنوب على الرجل فمنكم كم منكم كما جمعتم هذا فليتق الله رجل ولا يذنب ولا كبيرة فانها محصاة عليه. نعم هذا الحديث سنده ضعيف. لكن يغني عنه الذي بعده نعم وروى البغوي باسناد باسناده عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم ومحقرات الذنوب فانما مثل محقرات الذنوب مثل مثل قوم نزلوا بطن واد فجاء هذا هذا بعود وهذا بعود وجاء هذا بعود فانضجوا خبزتهم وان محقرات الذنوب لموبقات. نعم هذا الحديث باسناده حسن كما قال الحافظ في الفتح وقول نبينا عليه الصلاة والسلام اياكم ومحقرات الذنوب اي احذروها تجنبوها اتقوها ومحقرات الذنوب الذنوب الصغيرة الذنوب التي ينظر اليها المرء ويراها ليست بشيء وتجد المرء ماضيا في حياته يذنب الذنب تلو الاخر. وهو في نفسه يقول هذا الصغير وهذا ليس بعظيم وهذا امر هين وهذا سهل وهذا الى اخره ولا يدري ان هذه المحقرات تتراكم وتتجمع وربما يفاجئ يوم القيامة بكم هائل عظيم كبير ما يخطر على باله ارتكبه من هذه المحقرات الذنوب التي تراكمت وضرب النبي عليه الصلاة والسلام مثلا عجيبا يوضح خطورة محقرات الذنوب بقوم نزلوا في بطن وادي ومعهم عجين يريدون ان يخبزوه وليس في الوادي حطب. لكن في اعواد صغيرة فهذا جاء بعود وهذا جاء بعود وهذا جاء بعود سمعت كون من الاعواد فاشعلوا وانضجوا خبزتهم عود واحد من هذه الاعواد لا لا ينضج ولا اثنين ولا ثلاثة لكن لما اخذوا واخذوا وجمعوا هذه القطع الصغيرة اصبحت كوم انضجت الخبزة فهذه المحقرات هذا مثلها لا يزال المرء يعني يأخذ من هذه المحقرات ويقع فيها ذنبا تلو الاخر ذنبا تلو الاخر ثم يفاجئ اذا بها ركام كبير جدا من الذنوب. قال فان فانما مثل محقرات الذنوب مثل قوم نزلوا مواد فجاء هذا بعود وجاء هذا بعود وجاء هذا بعود فانضجوا خبزتهم وان محقرات الذنوب لموبقات محقرات الذنوب لموبقات اي مهلكات من جهة انها تتراكم وتتجمع وتتكاثر فتوبق صاحبها يستهين بها المرء يقول هذه هينة وماذا فيها؟ هذا امر سهل. كثير ما يتهاون الناس في الصغائر وتتراكم عليهم بل ان آآ من اهل العلم من عد اصرار المرء على الصغيرة كبيرا عد ذلك ذنبا كبيرا لكن اذا كان يقع وتزل قدمه وهو يجاهد نفسه على الخلاص ليس مصرا عليها فهذا يرجى له باذن الله سبحانه وتعالى سلامة منها نعم. قال وقول فوجدوا ما عملوا حاضرا كقوله عز وجل يوم تجد كل نفس مما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء. وقول لجميع اعمالها تجده محضرا يوم القيامة في كتاب جامع لكل الاعمال لا يغادر صغيرة من العمل ولا كبيرة الا احصاها. نعم. وقوله عز وجل علمت ثم احضرت وقوله تعالى علمت نفس ما قدمت واخرت نعم لانه يأتي مستوفا في هذا الكتاب الذي كل عام نعام. وقوله تعالى ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. وغيرها من الايات. وقوله تعالى من كل امة شهيدا. قال البغوي يعني رسولهم الذي ارسل اليهم وهو قول مجاهد. وروى ابن عن عثمان بن عن عثمان بن عفان انه خطب فقرأ هذه الاية وجاءت كل نفس ما سائق وشهيد فقال سائق يسوقها الى الله تعالى وشاهد يشهد عليها بما عملت وكذا قال مجاهد وقتادة وابن زيد وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال السائق قال السائق الملك. الملك. الملك والشهيد العمل فقال الضحاك والسدي وقال ابن عباس رضي الله عنهما السائق من الملائكة والشهيد الانسان يشهد على نفسي وقول والشهيد الانسان نفسه يشهد على نفسه احسن الله اليك والشهيد الانسان نفسه يشهد على نفسه وقوله تعالى نفسه يشهد نفسي لنا كما سيأتي معنا اعضاءه تشهد عليه يشهد عليه لسانه وتشهد عليه يده وتشهد عليه قدمه كل هذه الا تشهد على فيشهد عليه اعضاؤه لسانه يده قدمه نعم وقوله تعالى واشرقت الارض اضاءت بنور ربها بنور خالقها ذلك حين يتجلى الرب لفصل بين خلقه فما يتضارون في نوره كما لا كما لا يتضارون في الشمس في اليوم الصحو. قال والبغوي والحديث لا يتضارون في رؤيته ووضع في الكتاب قال قتادة كتاب الاعمال وجيء بالنبيين. قال ابن عباس رضي الله عنهما يشهد على الامم بانهم بلغوهم رسالات الله اليهم هذا تنبيه من الشيخ لما نقل قولا انه فما يتضارون في نوره؟ قال والحديث لا يتبارون في رؤيته. نعم قال والشهداء اي من الملائكة الحفظة على اعمال العباد قال ذلك عطاء ويدل عليه قوله تعالى وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد قال ابن عباس يعني الذين يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة وهم امة محمد صلى الله عليه وسلم ويدل الا ذلك قوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس. وقال مجاهد في قوله تعالى ويوم يقوم الاشهاد يعني الملائكة قال البغوي يشهدون للرسل بالتبليغ وعلى الكفار بالتكذيب وشهد على كل جاحد الاعضاء اعضاء والجوارح عطف تفسير قال تعالى اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. الايات وقال تعالى ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون. حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون. وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون. وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعلم مما تعملون. وذلكم ظنكم الذي بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. الايات وغيرها وقال مسلم والنسائي وابن ابي حاتم عن انس بن مالك رضي الله عنه وروى مسلم وروى مسلم والنسائي وابن ابي حاتم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرون مما اضحك؟ قلنا الله ورسوله اعلم قال صلى الله عليه وسلم من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول ربي لالم تجرني من الظلم؟ فيقول بلى. فيقول لا اجيز علي شاهدا من نفسي. فيقول كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وبالكرام الكتاب شهودا. فيختم على فيه ويقال لاركانه انطقي انطقوا بعمله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا وسحقا فعنكن كنت اناضل نعم يقول العبد اي لاعضائه يقول العبد اي لاعظائه بعدا وسحقا فعنكن كنت اناضل يعني مع هذا تشهدن علي يعاتب اعضاءه بهذه الشهادة يقول عنكن كنت اناضل اي حتى لا تعذبني فيختم الله سبحانه وتعالى على فيه ثم تشهد عليه هذه الاعضاء يشهد عليه لسانه وتشهد عليه يده عليه قدم كل منها يشهد عليه بالاعمال التي فعلها وارتكبها. نعم وروى عبدالرزاق قال اخبرنا معمر عن بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم تدعون موفدما على افواهكم بالفدام فاول ما يسأل عن احدكم فخذه وكتفه على افواهكم بالختام. مختوم عليها؟ نعم. ورواه النسائي عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق بي وله هو ومسلم وابو داوود عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث القيامة الطويل قال فيه ثم يلقى الثالث فيقول ما انت؟ فيقول انا عبدك امنت بك وبنبيك وبكتابك وصمت وصليت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع. قال فيقال له الا نبعث شاهدان قال فيفكر في نفسه من الذي يشهد عليه؟ فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي قال تنطق فخذه ولحمه وعظامه بما كان يعمل. وذلك المنافق وذلك ليعذر من نفسه وذلك كالذي يسخط الله تعالى عليه. وهذا الحديث تقدم قريبا بطوله ولله الحمد. وهذا والله اعلم يتضمن وبيان قول الله تعالى يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم الاية وروى ابن جرير وابن ابي حاتم واحمد رحمهم الله تعالى عن عقبة بن عامر رضي الله عنه له اي لله يوم القيامة ببراءتهم وسلامتهم من هذه الاثام كما يحلفون لكم كذبا وزورا في هذه الحياة الدنيا نعم ورواه ابن جرير وابن ابي حاتم واحمد رحمهم الله تعالى عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول عظم من الانسان يتكلم يوم يختم على الافواه فخذوه من الرجل اليسرى وفي رواية احمد من الرجل الشمال وروى ابن جرير عن حميد ابن هلال قال قال ابو بردة قال ابو موسى الاشعري رضي الله عنه يدعى المؤمن للحساب يوم القيامة في عرض عليه ربه عمله عمله فيما بينه وبينه فيعترف فيقول نعم اي ربي عملت عملت قال فيغفر الله له ذنوبه ويستره منها. قال فما على الارض خليقة ترى من تلك الذنوب شيئا وتبدو حسناته. فود ان الناس كلهم يرون ويدعى الكافر والمنافق للحساب في عرض عليه ربه عمله فيجحد ويقول اي ربي وعزتك لقد كتب علي لقد كتب علي هذا الملك ما لم اعمل. فيقول له الملك اما عملت كذا في يوم كذا في مكان كذا؟ فيقول لا وعزتك اي ربي ما عملته. فاذا فعل ذلك ختم الله تعالى على فيه. قال ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فانا فانا احسب اول ما ينطق منه فخذوا اليمنى ثم تلى اليوم نختم على وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. نعم نكتفي بهذا اللهم علمنا اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه جزاكم الله خيرا