الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال المصنف رحمه الله تعالى ابي عبد الله محمد ابن عبد الله الاندلسي الشهير بابن ابي الزمنين في مصنفه وصول السنة. بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. قال ابو عبد الله الفقيه محمد ابن عبد الله ابن ابي الزمنين رضي الله عنه فالحمد لله الذي يشكر على ما به انعم وعاق وعاقب وعاقب على ما لو شاء منه عصم وصلى الله الله على محمد خاتم النبيين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين يقول محمد بن عبد الله ابن ابي الزمنين في هذا الكتاب الذي هو يسمى باصول اهل السنة. باصول السنة هو كتاب وافق فيه مؤلفه رحمه الله تعالى واعتقد اهل السنة والجماعة في مجمله وفي وفي مباحثه فيقول رحمه الله وتعالى بعد ان حمد الله عز وجل الحمد لله الذي يشكر على ما به انعم وقد ذكرنا ان اهل العلم يبتدئون كتبهم بالبسملة وابتداء البسملة هو اقتداء بكتاب الله واقتداء بكتاب الله اولا حيث ان ربنا سبحانه وتعالى ابتدى كتابه ببسم الله الرحمن الرحيم. وثانيا اقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم مكتاباته بمكاتباته فقد جاء في الصحيحين عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان زلكت الى هرخ عظيم الروم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم اسلم تسلم. الحديث ولما جاء عند الخطيب من حديث مبشر اسماعيل عن الاوزاعي عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة كل امر ذي بال لا يبدأ ببسم الله فهو اجزم. وهذا الحديث لعله الحفاظ هو حديث منكر حيث انه مبشر باسماعيل تفرد بهذه اللفظة. تفرد بلفظة بسم الله. وتفرد بوصله وعامة من يروي هذا الحديث عن الزهري رحمه الله تعالى يروونه مرسلا للحسين وعامة من يرويه عن الاوزاعي ايضا يرويه بلفظ الحمدلة لا يروي بلفظ البسملة فنقول لفظ البسملة منكر ولفظها وذكرها في الحديث باطل. ومع ذلك نقول ان المد بالبسملة سنة. البدء بالبسملة في الكتب سنة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم من يرى ان البسم لا بها بين يدي الاشعار من كتب منظومة او شعرا فانه لا يبدأ البسملة في ذلك وقد نقل الشعب بالاجماع على ذلك وخالفه سعيد رضي الله تعالى عنه فقالوا لا بأس ان يكتب يدي الشعر الحسن بسم الله الرحمن الرحيم وهو الصحيح انه اذا كان الشعر حسن ويحتوي على جمل من المواعظ والحكم والعلم فلا بأس ان يكتب ناظمه بين يديه بسم الله الرحمن الرحيم. وعلى ان اقول بسم الله حسن وهو سنة. قال لك الحمد لله والحمد كما ذكرنا انه هو الثناء على المحمود بصفات جماله وجلاله. فالحمد لله الالف واللام هنا للاستغراق والشمول فجميع المحامد ملكا لله ملكا لله عز وجل ومستحقها هو سبحانه وتعالى والحمد لا لابد ان يكون فيه ثناء بصفات الجلال والجمال والكمال مع حبه وتعظيم الممدوح مع حب وتعظيم محمود فإذا حمدت شخصا فأنت تحب فأنت تثني عليه بصفاته التي اكتسبه التي اتى التي يحمد بها و ويكون مع هذا الحمد تعظيم ومحبة بخلاف المدح فلا يلزم منه ان يكون معه حب ولا يلزم ان يكون على الصفات المكتسبة اللي هي قد يمدح الانسان على صفات الجبلية اذا الذي يعين هنا ان الله سبحانه وتعالى هو المحمود بكل انسان وهو الحمد له استحقاقا وهو محمود لذاته ومحمود لاسمائه ومحمود لصفاته ومحمود لالائه ونعمه سبحانه وتعالى قال الذي يشكر على ما به انعم. وتأمل انه ثنى بعد الحمد بالشكر. وخص الشكر بالنعم دون الحمد. لاننا ذكرنا ان الحمد والشكر بينهما عموم وخصوص. فالحمد اعم من جهة الحمد اعم من جهة ايش؟ من جهة اسبابه. والشكر اعم من جهة ادواته والشكر اخص بالجهة الاسباب والحمد اخص من جهة الادوات. ومعنى ذلك عندما ذكر الحمد قال الحمد لله الذي لا يشكر الحمد لله الذي يشكر على ما به انعم. فتأمل انه خص الشكر بالنعم بمعنى ان الحمد ان الشكر اخص. فالشكر لا يكون الا الشكر لا يكون الا على نعمة. اما الحمد فيكون على النعم وغيرها يكون الحمد على تصاب بمصيبة فتقول الحمد لله. تصاب ببلية فتقول الحمد لله. تصاب ترزق بنعمة تجد تقول الحمد لله والشكر لله عز وجل. فانت عند النعم تشكر الله سبحانه وتعالى. فهذا من جهة من جهة الاسباب الشكر اخص والحمد اما من جهة الادوات فالحمد يكون بالقلب اعتقادا ان الله عز وجل هو المحمود وهو المستحق للمحامد وباللسان نطقا فتحمد الله تقول الحمد لله وبالافعال باللسان فقط اما الجوارح اما الجوارح فاعمال ويكون شكرا لاحمد اعمالها يكون شكرا لا حمدا. فالحمد يقتصر فيه الحامد على القلب واللسان. واما الشكر فيكون بالقلب. يكون بالقلب واللسان والجوارح فهو من جهة الادوات الشكر اكثر والحمد اقل ومن جهة الاسباب الحمد اوسع والشكر اقل فالشكر يكون على النعم والحمد يكون على الخير والشر واظح؟ هذا الفرق بين الحمد والنعم بين الحمد والشكر. فهنا قال الحمد لله الذي لا الذي يشكر على ما به انعم ولا شك ان العبد يتقلب في نعم كثيرة. لا يعلمها الا الله بل كل ما يتقلب فيه العبد فهو من نعم فهو من عند الله عز وجل وليس هناك ثمة منعم غير الله على على الحقيقة. وكل من كان وسيلة سبب فليس انعامه على وجه على وجه الاستقلال وانما هو اداة وسبب والمنعم الحق هو وربنا سبحانه وتعالى. فله الشكر على ما انعم به من النعم الكثيرة فنحمده ونشكره على في كل حال على كل وعلى وفي كل زمان ومكان. يقول وعاقب بعدما ذكر الشكر قال وعاقب على ما على ما لو شاء منه عصب اي عاقب اهل المعاصي وعاقب اهل الكفر والفجور وعاقب اهل الشرك والالحاد ولو شاء لما فعلوا ذلك لو شاء لما عصاه العاصي ولو شاء ما كفر الكافر ولو شاء ما فجر ولو شاء ما اشرك المشرك الا ان مشيئته الكونية هي التي شاءت ذلك وهذه مبحث من مباحث القدر سيأتي معنا ان ان ان ان كل ما يقع في هذا الكون فالله قد علمه وقد كتبه وقد علمه وقد كتبه وقد شاءه سبحانه وتعالى فاذا اوجده فقد خلقه. فخير فطاعة المطيع من خلق الله عز وجل ومعصية العاصي من خلق الله وطاعة المطيع شاءها الله عز وجل ومعصية العاصي شاءها الله عز وجل ومع ذلك ينعم على هذا ينعم على هذا بنعمه ويعاقب هذا على معصيته ولا يأتينا جاهل او ضال ويقول اذا كان الله شاء فلم يعذبه عليها؟ نقول الله عز له له له المشيئة المطلقة وقد شاء كل ما في هذا الكون وجعل لك مشيئة تختار بها وتشاء بها وجعلك قدرة واختيارا فالله يعاقبك على اختيارك وعلى مشيئتك ولا يعاقبك على مشيئة الله عز وجل لا يعاقبنا الله عز وجل على ما شاءوا لنا وانما يعاقبنا وانما يعاقب العباد والخلق على مشيئتهم وعلى افعالهم وعلى اقوالهم فنقول وان الذي الذي الذي قامت به الحجة علينا ان الله امرنا بطاعته ونهانا عن معصيته. وهذه الحجة التي يعاقب العباد ينعم العباد بها ويعاقبون ايضا بها. فالله امرنا بتوحيده فمن اشرك به فهو عاصي وهو مستحق للعقاب ونهانا عن الشرك فمن اشرك فقد خالف امر الله عز وجل. اما المشيئة الكونية والارادة الكونية فهذه لا يعلمها الا من الا الله عز وجل ولا يحتج محتج بالمشيئة الكونية على كفر وفجوره بل بل المشيئة الكونية تجعلنا نقر بان كل ما وقع بمشيئة الله عز وجل وان الله يعاقب العباد المقصرين على تقصيرهم لا على مشيئته وفعله سبحانه وتعالى فيهم. فالعبد لا يعلم ما شاء الله له ولا يدري ما كتب الله له بل بل هو مأمور بالامتثال باوامر الله ورسوله ومأمور بالانتهاء عما نهى الله عنه ورسوله وعلى هذا يجري العقاب ويجري الجزاء وهذا الذي اراده المؤلف ردا على من؟ ردا على المرجئة الجهمية الجهمية الجهمية الجبرية ورد على الخالة المعتزلة القدرية فالقدرية يقولون ان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه وان الله لا لا يستطيع ان يمنعه من المعصية. ولا شك ان هذا نوع تشريك مع الله في روبيته والجبري يقولون ان العبد مجبور على طاعته وعلى معصيته ولا مشيئة له ومشيئته الاشياء لله عز وجل والله الذي اراد ذلك فالخلق مجبورون على افعالهم ومنهم من اراد ان يتكيس فقال مشيئة العباد او كسب العباد هو هذا كسب لهم والا هم ليسوا بفاعل حقيقة وانما سمى هذا كذب وهو قول الاشعري آآ في مسألة الكسب التي لا يعرف لا يعرف بل اصحابه لا يعرفون المراد بهذا الكسب الذي اراده الاشعري. اذا قوله لا الذين آآ لو ارادوا لو اراد ان يعصمهم لعصمهم رد على الجبرية ورد على القدرية فنحن نؤمن ان الله شاء وخلق افعال العباد وانه لو شاء ما عصوه وما امره ولكنه شاء مشيئة كونية وله ارادتان ارادة شرعية تتعلق بها محاب وما يرضاه وما يريده وما وما يحبه ويرضاه وارادة كونية لا يلزم منها المحبة ولا يلزم منها الرضا بل تجتمع في طاعة المطيع التي وقعت تجتمع فيها الارادة وتقع بالمشيئة الكونية لان المشيئة لا يمكن لا نقول مشيئة مشيئتان وانما نقول مشيئة واحدة واما الارادة فهي ارادتان كونية وشرعية فالكونية اللي ترادف المشيئة والشرعية تدخل ضمن الشرعية التي وقعت تدخل ضمن المشيئة الكونية تدخل ضمن المشيئة العامة فهذا الذي اراده ابن ابي زمير تعالى في هذه المقدمة وصلى الله على محمد خاتم النبيين. نعم وصلى الله قال المصنف رحمه الله تعالى وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى ال وعلى آل محمد اجمعين واعوذ بالله من هوى مضل وعمل غير متقبل. نعم. هنا قال وصلى الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ذكرنا ان الصلاة تختلف باختلاف المصلي فالعبد يصلي والملائكة تصلي وربنا جل جلاله يصلي. فقالتا ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما تذكر هنا ثلاث ذكر نفسه مصليا وذكر الملائكة اخبر الامام انهم يصلون ايضا وامر المؤمنين بالصلاة على النبي وسلم فالصلاة من الله عز وجل هي ثناؤه على رسوله في الملأ الاعلى. وصلاة الملائكة هم دعائهم رؤية رحمتهم ودعاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم وصلاة الخلق والعبيد هي هي طلب دعاء دعائهم لله عز وجل ان يثني على رسوله في الملأ الاعلى. فالصلاة للعباد دعاء دعاء من الملائكة رحمة ومن الله ثناء سبحانه وتعالى ثناؤه سبحانه وتعالى على المصلى عليه. قال وعلى اله وقد ذكرنا ان الال وقع فيه خلاف بين ما المراد بالال؟ على خلاف طويل بينهم يرى الالة هم خاصة اهل بيته اه وهم ال عقيل والطالب وال جعفر وما شابه ذلك ومنهم من يتوسع يوسع يقول اله بنو هاشم ومنهم من يوسع الدار فيرى اله اه بنو هاشم بن المطلب ومنهم من يجعلها في قريش ومنهم من يرى ان اله اتباع معه الى قيام الساعة واقرب الاقوال كما جاء في البخاري الا ان ال ابي فلان ليسوا باولياء انما ولينا ورسول الذين امنوا ان اولياءه هم المؤمنون الى قيام الساعة ولا شك ان ال بيته اهله هم اسعد الناس بهذا باسعد الناس بهذه آآ بهذا الدخول انهم اله وهم اهله وهم ازواجه وال عقيل وال طالب وال جعفر وال العباس هؤلاء هم ال صلى الله عليه وسلم لانهم قرابته المؤمنون انهم يدخلون في الال اجماعا واما غيرهم ففيه فيه خلاف. اما اصحابه فالصحابة هو كل من لقي جمع صحابي هو كل من النبي وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ولو تخللت ورد على الصحيفة هذا يسمى صحابي كل من مؤمنا به. ومات على ذلك فانه يسمى صحابي. وجمع هنا كما جمع غيره من اهل العلم بين الال والاصحاب رد رد على الرافضة ورد على الناصبة. فالرافضة لا يذكر الصحابة والناصبة لا يذكرون الال الذي هم ال بيته. فاراد ان يبين ان مذهب اهل السنة انهم يجمعون بين ال وصحابته في المحبة والترضي والتولي والمناصرة والتأييد وهذا علامة وشعار لاهل السنة خلافا خلافا لغيرهم. ثم قال بعد ذلك واعوذ بالله من هوى مضل. وعمل غير متقبل. اي اعوذ بالله ان يضلني الهوى الاهواء الاهواء منها والاهواء الاصل فيها الاصل الاهواء انها مظلة وانها مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم لان الهوى ما سمي هوى لانه يهوي صاحبه في النار ولانه يهوي بصاحبه في الدرك وفي الاسوأ وفي السهل. الا ان من الاهواء من وفق العبد فيه الى اتباع الدليل وهذا يعني يعبر عنه بعبارة شرعية صحيحة ان تكون نفس نفس مطمئنة النفس المطمئنة هي التي تطمئن لكلام الله ورسوله وتفعل وتفعل طبيعة ما يحبه الله ورسوله. وهذا معنى حديث عبد الله بن عمرو وان كان ضعيفا لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا جئت بي ولحديث عائشة اني ارى الله يسارع في هواك اي فيما تحب وما تريد والمراد الهوى هنا اي تحبه وترضاه فنعوذ بالله من الاهواء وسميت اهوال لانها تهوي بصاحبها ولانها تهب عليه مهب الريح فمن الناس من يجيء يسير معها فيضل ومن الناس من يعصمه الله بالعلم والتقوى فيتثبت ويكون موافقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. وعمل غير متقبل. ونعوذ بالله ان تكون اعمال غير مقبولة او مردودة وان يكون عملنا حابطا لان الاعمال التي لا تقبل يجعلها الله يوم القيامة هباء منثورا كما قال تعالى قدمنا الى ما عملوا عملوا وقدمنا الى ما عمل عمل فجعلناه هباء منثورا. وهذا هو العمل الذي لا يكون صاحبه مخلص او يكون في عمله ما يحبطه ويرده ويبطله فيأتي عليه رب يوم القيامة فيجعله فيجعله هباء منثورا. واسأله الزيادة في اليقين وهذا دليل على ان اليقين تفاضل وان اهل اليقين تفاضلون في يقينهم خلافا لمن قال ان الناس في اليقين على اصل واحد وانهم لا وانهم لا يتفاضلون بل اهل السنة يعتقدون ان اليقين الناس في اصله الناس في اصله متفاوتون وفي وفي كماله ايضا متفاوتون فليس يقين وابي بكر كيقين غيره من الصحابة وهو ليس كيقين غيره من دون من دونه من التابعين واتباعهم. فاليقين الناس فنسأل الله عز وجل ان ان يزيد في يقيننا وان يزيد في ايماننا الذي يبلغنا مرضاته والعون والعون على اتباع سبيل المؤمنين وهذا كله من توفيق الله عز وجل ان يوفق العبد الى اتباع السنة واتباع هدي السلف الصالح وان يكون مع المؤمنين لان الذي يخالف فقد خالف الاجماع وخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ومن يتبع غيره سبيل المؤمنين نوله ما تولى. فاتباعه لسمير المؤمنين علامة نفاق وعلامة ضلال واتباع سبيل المؤمنين. هو علامة هدى ورشاد وهذا الذي اراده المؤلف ان يعينه على اتباع سبيل المؤمنين وان يوفقه الى اتباع طريق الصالحين الصادقين. والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد