الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لنا وللمؤمنين. المصنف رحمه الله تعالى باب الايمان بان الله يحاسب عباده. قال محمد من قول اهل السنة ان الله عز وجل يحاسب عباده يوم القيامة. ويسألهم مشافهة منه اليهم وقال عز وجل يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم؟ وقال فكيف اذا جئنا من كل امة شهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا وقال فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين. وقال الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين. وقال ان حسابهم ان حسابهم الا على ربي لو تشكرون. وهل يحاسب العباد وهل ليحاسبوا العباد الا الذي خلقهم وتعبدهم واحصى اعمالهم وحفظها عليهم حتى يسألهم عنها فيغفر لمن شاءوا ويعذبوا من يشاء وهو العلي القدير. وقد حدثني وهب عن ابن وظاع عن ابن ابي شيبة قال حدثنا يزيد ابن مارون قال حدثنا همام ابن يحيى عن قتادة عن صفوان ابن محرز قال فبينما سؤال محرز احسن الله عصبوان ابن محرز قال بينما انا اخذ بيدي ابن عمر اذ عرض له رجل فقال يا ابا عبد الرحمن كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى قال سمعته يقول ان الله عز وجل يدني المؤمن منه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه ويستره من الناس. فيقول عبدي اتعرف ذنب كذا؟ يقول نعم يا رب اتعرف ذنب كذا؟ فيقول نعم يا رب. اتعرف ذنب كذا؟ فيقول نعم يا رب. حتى اذا قرره بذنوبه ورآه في نفسه انه قد هل قال اني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب ثم يعطى كتاب وحسناته واما الكفار والمنافقون فانه ينادى على رؤوس الاشهاد هؤلاء الذين على ربهم الا لعنة الله على الظالمين. حدثنا ابن ابي شيبة قال حدثنا وكيع عن الاعمش عن خيتمة عن عدي ابن ابي حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان وحدثني ابي عن علي عن ابي داوود عن يحيى في قوله ولا يكلمهم الله يوم اي لا يكلمهم بما يحبون وقد يكلمهم ويسألهم عن اعمالهم ويأخذ منهم. باب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال رحمه الله تعالى باب في الايمان بان الله يحاسب عباده هذا يتعلق في محاسبة الله عز وجل لخلقه. وحساب الله لخلقه ينقسم الى قسمين. حسابنا مناقشة وتدقيق وحساب عرض وينقسم ايضا من نوع على الى قسمين بحسب نوع المحاسب فمحاسبة اهل الايمان شيء ومحاسبة الكفار والفجار شيء. والمنافقين ايضا شيء. اما محاسبة اهل الايمان فهي قسم الى قسمين محاسبة عرظ او ان تعرظ عليه اعماله وهذا هو الذي سينجو ومحاسبة تدقيق وتفحص ونقاش وهذا الذي سيهلك. كما قال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة من نوقش الحساب هلك او من نوقش الحساب عذب فكل من نوقش الحساب ودق عليه الحساب. الحمد لله. فسيعذب يرحمك الله. واما الذين يجعل الله لهم حسابا يسيرا فهم الذين يعرضون على الله عز وجل دون تدقيق ودون مناقشة واما الكفار فوقع بين اهل الخلاف هل يحاسبون او لا يحاسبون وذلك ان هناك من يرى انهم يحاسبون لا يحاسب الا من له حسنات والكفار المنافقون ليس لهم حسنات يحاسبون عليها. لكن نقول الصحيح لعين الجمهور ان الكفار يحاسبون. وليس حسابهم موازنة وانما حساب توبيخ وتبكيت واقامة حجة واظهار عدل من الله سبحانه وتعالى فيتحاسبون حتى يظهر عبد الله فيهم. ويحاسبون حتى تقوم حجة الله عليهم. ويحاسبون اذلالا وتبكيكا وتوبيخا لهم. كما قال توقف منهم مسؤولون. واما قوله لا بهنس ولا جان اي لا يسألون سؤال من يجهل حالهم الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء اذا لابد من الحساب والناس جميعا سيحاسبه الله عز وجل الا ان اهل الايمان الحساب عرظ يحصل له النجاة بعده. ومنهم من يحاسب حساب تدقيق ومناقشة فيعذب على تقصيره وتفريطه ثم ان كان من اهل التوحيد صار الى الجنة. واما الكفار فيحاسبون اهل محاسبة تبكيت وتوبيخ واذلال واقامة واظهار عدل من الله عليهم ثم يصيرون الى النار وليس لهم حسنات توزن لهم فيحاسب تحاسبون على هذه الحسنات. ذكر هنا الادلة الدالة وهي قوله تعالى يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم اي هنا يسأل الله الرسل فيقول لهم ماذا اجبتم؟ ولماذا اجابكم الامم التي ارسلت اليه ان ارسلتم اليهم ثم قال فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا اي ان الله سيسألهم ماذا اجبتم وماذا قالت اممكم؟ هل اطاعوكم او كذبوا؟ وذكر ايضا قوله تعالى فلنسألن الذين ارسل اليهم لنسألن المرسلين. سيسأل الرسل ويسأل المرسل اليهم. وسؤال الرسل هل بلغتم الرسالة وهل اديتم الامانة؟ فيقول نعم. حتى ان اتباع حتى ان اتباع الرسل انبياء ينكرون ويجحدون. ويقول لم لم لم يبلغوا ولم يأتوا بما بما امرتهم به يا ربنا. فتشهد للرسل انبياء امة محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون لنوح ويشهدون جميع الرسل عند الله عز وجل انهم قد بلغوا فيقول ما دليلكم؟ او ما ما يدل على ذلك؟ فيقول انت يا ربنا اخبرتنا في كتابك ذلك فهدى تكون هذه الامة شهداء شهداء على الامم السابقة. ثم يسأل المرسلين وهي الامم ماذا وماذا قلتم؟ وماذا كنتم تعملون ثم بين هنا قوم ايضا من الادلة قوله تعالى الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين فهو اسرى من يحاسب بل يكون حساب الخلق جميعا كصلاة ضحى. يعني هؤلاء لو تولى حساب غير الله لمكث خمسين الف سنة وما فرغ من حساب والله يحاسبهم بين عشية ومحاها وقال سبحانه ان حساء الا على ربي لو تشعرون اي سيحاسبهم ربنا سبحانه وتعالى. ذكر هنا ابن ابي زنين انه يسألهم مشافهة وقصد بقول مشافهة اي ان الله يكلمهم حقيقة ويسألهم حقيقة يسألهم حقيقة سبحانه وتعالى يسأل المرسلين ويسأل الذين ارسل اليهم المرسلون قالوا وهل يحاسب العباد يعني هنا يسأل يقول هذا من باب استفهام تقريري وليس استفهام آآ على حقيقتي قال وهل يحاسب العباد الا الذي خلقه اي يقر بهذا الصفات ان الذي يحاسبهم هو خالقهم ورازقهم وتعبدهم واحصى اعمالهم وحفظها عليهم حتى يسألهم عنها فيغفر لمن يشاء ويعد من يشاء وهو العليم القدير. ثم ذكر حديثا باسناده قال وهب عن ابن وضاح عن ابن ابي شيبة قال احد يزيد هارون ابن همام ابن يحيى عن قتادة عن صفاء بن حرز اوصفه صفوان ابن محرز هناك ما يحتاج الى مراجعة ضبط اسمه. محرز. ان صفوان بن محرز رضي الله تعالى عنه رحمه الله تعالى قال كن بينما انا اخذ بيدي بيدي ابن عمر رضي الله تعالى عنه اذ عرض له رجل فقال يا ابا عبد الرحمن كيف سمعته يقول في النجوى قال ان الله يدني المؤمن يومه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه ويستره من الناس فيقول عبدي اتعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول نعم يا ربي حتى يقرره بذنوبه فيقول حتى اذا قرروا بذنوبه ورأى في نفسه انه قد هلك قال اني قد سترت عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته واما الكفار والمنافقون فانه ينادي الاشهاد الملائكة هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين اي ان الكفرة والمنافقين لا يدليهم الله عز وجل وانما يؤمرون الى النار ويقال هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين هذا حديث رواه البخاري ومسلم في صحيحهما رواه البخاري ومسلم حديث ابن عمر ابن هذا رواه البخاري ومسلم من حديث صفوان بن محرز عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ثم رواه بالطريق وكيعا الى مشعل خيثم عن عدي ابن حاتم قال قال وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه الله والاصل الكلام انه يكون كفاحا بلا واسطة وانه يكون بصوت وحرف. ليس بيني وبين الله ترجمان. هذا اذا دليل صريح على ان الله يكلف عباده ويحاسبهم ويسألهم سبحانه وتعالى وهذا محل اتفاق بين اهل السنة في اهل الايمان وانما الخلاف في الكفار والصحيح ان الكفار ايضا يحاسبون ويسألون الا ان حسابهم وسؤالهم ليس حساب وسؤال موازنة بين حسناتهم وسيئاتهم وان فهو سوء حساب حساب اه من باب التوبيخ والتقريع واظهار العدل واقامة الحجة. يدخل في هذا هل الجن يحاسبون؟ نقول الجن حكمهم حكم البشر وحكم وحكم وحكم حكم الانس فيحاسبون كما يحاسب كما يحاسب الانس والله تعالى اعلم. ذكره ابن حجر قال وحدثني عن علي عن ابي داود عن يحيى في قوله ولا يكلمهم الله يوم القيامة اي لا يكلم ما يحبون وقد يكلمه ويسألهم عن اعماله هذه يعني هذه الاية ولا والقيام ولا يزكيهم المراد لا يكلم كلام الراظي عنهم ولا يكلم كلام آآ على وجه ما يحبون ويرضون وانما يكلمهم كلام توبيخ وتقريع واذلال واهانة فيكون هنا يكون معه ولا يكلمهم ومعنى الطيور انهم مسئولون سيكلمه ربه يحمل على السؤال والحساب والنفي هنا يحمل على الكلام الذي يحبه السامع فلا يكلمهم كلام ما يحب ما يحبه السامع ويفرح به وانما يكلمه كلام الساخط الذي آآ فيديو يبكت يعني يذله ويكون على وجه التفكير والاذلال والاهانة. الله اعلم